د محمد الجبالي
Well-known member
اللَّبْس في دخول نون التوكيد على الأفعال الخمسة
كثيرا ما يَعْرِض لمعلم اللغة العربية سؤالان يتعلقان بالأفعال الخمسة:
الأول: لماذا سُمِّيَت بالأفعال الخمسة؟
الثاني: هل تدخل نون التوكيد على الأفعال الخمسة؟
جواب الأول: سُمِّيَت بالأفعال الخمسة لأن لها خمس صيغ في الفعل المضارع لَزِمَتْ جميعها إعرابا واحدا رفعا ونصبا وجزما وهذه الصيغ هي:
- مع ألف الإثنين صيغتان: للمخاطب [أنتما تعملان]، وللغائب [هما يعملان].
- مع واو الجماعة صيغتان: للمخاطب [أنتم تعملون]، وللغائب [هم يعملون].
- مع ياء المخاطبة صيغة واحدة: [أنتِ تعملين].
جواب الثاني: نعم تدخل نون التوكيد على الأفعال الخمسة،
لكن دخول نون التوكيد على الأفعال الخمسة يختلف عن دخولها على المضارع الخالي من ضمائر الرفع؛ حيث إن الفعل المضارع الغير متصل بضمير رفع إذا دخلت عليه نون التوكيد يُبْنَى على الفتح، مثل قول المعلم: لَتَحْفَظَنَّ السورة أو لأَضْرِبَنَّكَ. وقولك: لأُسَافِرَنَّ اليومَ، ولأَرْجِعَنَّ غدا، وقول المتكلمين: لَنَصُرَنَّ اللهَ أو لَنَمُوتَنَّ في سَبِيلِه.
أما الأفعال الخمسة فتظل معربة، وذلك كما يلي:
الأصل: [يسمعانِ + نون التوكيد (نَّ) / يخرجانِ + (نَّ)] ونون التوكيد نونان، فاجتمع ثلاث نونات، فَحُذِفَت نون الإعراب كراهة توالي ثلاث نونات، وكُسِرَتْ نون التوكيد دِلالَةً على النون المحذوفة.
مثال آخر: [فَلْتَجْتَهِدَانِّ أو فَلْتَذْهَبَانِّ مِن هنا]
الأصل: [فَلْتَجْتَهِدَا + (نَّ) / فَلْتَذْهَبَا + (نَّ)] اللام لام الأمر الجازمة، والفعل مجزوم بحذف النون، دل على حذفها كسر نون التوكيد.
مثال من القرآن قول الله عز وجل: {فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}
الأصل في: [ولا تَتَّبِعَانِّ] [لا] الناهية الجازمة، والفعل مجزوم بحذف النون، دل على حذفها كسر نون التوكيد.
الأصل: [تخلصون + (نَّ) / تندمون + (نَّ)] ونون التوكيد نونان الأولى منهما ساكنة، فاجتمع ثلاث نونات، فَحُذِفَت نون الإعراب كراهة توالي ثلاث نونات، ثم حُذِفَت واو الجماعة لتجنب التقاء ساكنين، وظل الحرف قبل نون التوكيد مضموما دلالة على الواو المحذوفة.
مثال ثانٍ: قول الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}
الأصل في [لَيَقُولُنَّ]: [يقولون + (نَّ)] الفعل مرفوع بثبوت النون، حيث حُذِفَ من الفعل [يقولون] النون كراهة توالي ثلاث نونات، ثم حُذِفًت واو الجماعة لمنع التقاء ساكنين.
مثال ثالث: [لا تُهْمِلُنَّ دُرُوسَكم فَتَفْشَلُنَّ]
الأصل في [لا تُهْمِلُنَّ]: [لا تهملوا + (نَّ)] لا الناهية، والفعل مجزوم بعدها بحذف النون، والأصل في [فَتَفْشَلُنَّ]: [فتفشلوا + (نَّ)] الفاء سببية والفعل منصوب بعدها بحذف النون.
تنبيه: إذا كان المضارع معتل الآخر بالألف تحذف الألف وتضم الواو قبل نون التوكيد، مثال: [إنهم لَيَسْعَوُنَّ في الخير]
أصل [يَسْعَوُنَّ]: [يَسْعَوْنَ + (نَّ)] حذفت النون كراهة تتابع ثلاث نونات، ثم حُرِّكَت الواو بالضم تجنب التقاء الساكنين.
أصل [لَتَلْبَسِنَّ / لَتَجْلِسِنَّ / تَخْرُجِنَّ]: [لَتَلْبَسِينَ + (نَّ) / لَتَجْلِسِينَ + (نَّ) / تَخْرُجِينَ + (نَّ)] حيث حُذِفَت نون الإعراب كراهة توالي ثلاث نونات، ثم حُذِفَت ياء المخاطبة تجنب التقاء ساكنين، وبقي الحرف الذي قبل الياء مكسورا دلالة على حذفها.
وقول الرجل زوجته حين تخرج: [لا تَتَعَطَّرِنَّ، ولا تَضَعِنَّ زِينَةً على وَجْهَكِ]
أصل [لا تَتَعَطَّرِنَّ، لا تَضَعِنَّ] لا ناهية، [لا تَتَعَطَّرِي + (نَّ)]، [لا تَضَعِي + (نَّ)] الفعل مجزوم بعد لا الناهية بحذف النون، وحذفت الياء تجنب التقاء الساكنين، يبقى الحرف قبل الياء مكسورا.
تنبيه: إذا كان الفعل معتل الآخر بالألف تَبْقَى الياء وتُكْسَر، مثل:
قول الله تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا}
أصل [تَرَيِنَّ]: [تَرَيْنَ + (نَّ)] حُذِفَت نون الإعراب كراهة توالي ثلاث نونات، ثم حُرِّكَتْ الياء بالكسر.
د. محمد الجبالي
كثيرا ما يَعْرِض لمعلم اللغة العربية سؤالان يتعلقان بالأفعال الخمسة:
الأول: لماذا سُمِّيَت بالأفعال الخمسة؟
الثاني: هل تدخل نون التوكيد على الأفعال الخمسة؟
جواب الأول: سُمِّيَت بالأفعال الخمسة لأن لها خمس صيغ في الفعل المضارع لَزِمَتْ جميعها إعرابا واحدا رفعا ونصبا وجزما وهذه الصيغ هي:
- مع ألف الإثنين صيغتان: للمخاطب [أنتما تعملان]، وللغائب [هما يعملان].
- مع واو الجماعة صيغتان: للمخاطب [أنتم تعملون]، وللغائب [هم يعملون].
- مع ياء المخاطبة صيغة واحدة: [أنتِ تعملين].
جواب الثاني: نعم تدخل نون التوكيد على الأفعال الخمسة،
لكن دخول نون التوكيد على الأفعال الخمسة يختلف عن دخولها على المضارع الخالي من ضمائر الرفع؛ حيث إن الفعل المضارع الغير متصل بضمير رفع إذا دخلت عليه نون التوكيد يُبْنَى على الفتح، مثل قول المعلم: لَتَحْفَظَنَّ السورة أو لأَضْرِبَنَّكَ. وقولك: لأُسَافِرَنَّ اليومَ، ولأَرْجِعَنَّ غدا، وقول المتكلمين: لَنَصُرَنَّ اللهَ أو لَنَمُوتَنَّ في سَبِيلِه.
أما الأفعال الخمسة فتظل معربة، وذلك كما يلي:
- حال ألف الاثنين مع نون التوكيد:
الأصل: [يسمعانِ + نون التوكيد (نَّ) / يخرجانِ + (نَّ)] ونون التوكيد نونان، فاجتمع ثلاث نونات، فَحُذِفَت نون الإعراب كراهة توالي ثلاث نونات، وكُسِرَتْ نون التوكيد دِلالَةً على النون المحذوفة.
مثال آخر: [فَلْتَجْتَهِدَانِّ أو فَلْتَذْهَبَانِّ مِن هنا]
الأصل: [فَلْتَجْتَهِدَا + (نَّ) / فَلْتَذْهَبَا + (نَّ)] اللام لام الأمر الجازمة، والفعل مجزوم بحذف النون، دل على حذفها كسر نون التوكيد.
مثال من القرآن قول الله عز وجل: {فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}
الأصل في: [ولا تَتَّبِعَانِّ] [لا] الناهية الجازمة، والفعل مجزوم بحذف النون، دل على حذفها كسر نون التوكيد.
- حال واو الجماعة مع نون التوكيد:
الأصل: [تخلصون + (نَّ) / تندمون + (نَّ)] ونون التوكيد نونان الأولى منهما ساكنة، فاجتمع ثلاث نونات، فَحُذِفَت نون الإعراب كراهة توالي ثلاث نونات، ثم حُذِفَت واو الجماعة لتجنب التقاء ساكنين، وظل الحرف قبل نون التوكيد مضموما دلالة على الواو المحذوفة.
مثال ثانٍ: قول الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}
الأصل في [لَيَقُولُنَّ]: [يقولون + (نَّ)] الفعل مرفوع بثبوت النون، حيث حُذِفَ من الفعل [يقولون] النون كراهة توالي ثلاث نونات، ثم حُذِفًت واو الجماعة لمنع التقاء ساكنين.
مثال ثالث: [لا تُهْمِلُنَّ دُرُوسَكم فَتَفْشَلُنَّ]
الأصل في [لا تُهْمِلُنَّ]: [لا تهملوا + (نَّ)] لا الناهية، والفعل مجزوم بعدها بحذف النون، والأصل في [فَتَفْشَلُنَّ]: [فتفشلوا + (نَّ)] الفاء سببية والفعل منصوب بعدها بحذف النون.
تنبيه: إذا كان المضارع معتل الآخر بالألف تحذف الألف وتضم الواو قبل نون التوكيد، مثال: [إنهم لَيَسْعَوُنَّ في الخير]
أصل [يَسْعَوُنَّ]: [يَسْعَوْنَ + (نَّ)] حذفت النون كراهة تتابع ثلاث نونات، ثم حُرِّكَت الواو بالضم تجنب التقاء الساكنين.
- حال ياء المخاطبة مع نون التوكيد:
أصل [لَتَلْبَسِنَّ / لَتَجْلِسِنَّ / تَخْرُجِنَّ]: [لَتَلْبَسِينَ + (نَّ) / لَتَجْلِسِينَ + (نَّ) / تَخْرُجِينَ + (نَّ)] حيث حُذِفَت نون الإعراب كراهة توالي ثلاث نونات، ثم حُذِفَت ياء المخاطبة تجنب التقاء ساكنين، وبقي الحرف الذي قبل الياء مكسورا دلالة على حذفها.
وقول الرجل زوجته حين تخرج: [لا تَتَعَطَّرِنَّ، ولا تَضَعِنَّ زِينَةً على وَجْهَكِ]
أصل [لا تَتَعَطَّرِنَّ، لا تَضَعِنَّ] لا ناهية، [لا تَتَعَطَّرِي + (نَّ)]، [لا تَضَعِي + (نَّ)] الفعل مجزوم بعد لا الناهية بحذف النون، وحذفت الياء تجنب التقاء الساكنين، يبقى الحرف قبل الياء مكسورا.
تنبيه: إذا كان الفعل معتل الآخر بالألف تَبْقَى الياء وتُكْسَر، مثل:
قول الله تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا}
أصل [تَرَيِنَّ]: [تَرَيْنَ + (نَّ)] حُذِفَت نون الإعراب كراهة توالي ثلاث نونات، ثم حُرِّكَتْ الياء بالكسر.
د. محمد الجبالي