طارق منينة
New member
- إنضم
- 19/07/2010
- المشاركات
- 6,330
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
الكنيسة تُسعر الأخدود وحاملات النور لايبالين بالتعذيب!(2)
طارق منينة
ان هذه المستويات الايمانية الرائعة التي نشاهدها بالصوت والصورة والمدعومة بكلمات شاهدة على الايمان والتي لم يثن عزمها او يوهن ايمانها وسائل الارهاب الكنسية ، وذلك التحدي الكبير الذي تعيشه اولئك النساء الطاهرات المأسورات في سجون كهنة الارهاب، والمعزولات قهرا وقسرا واكراها وترويعا في الأديرة اللااخلاقية التي يتولى التعذيب فيها رهبان قساة القلوب، هذه العزيمة الوثابة المُحبة التي ضربت اروع الأمثلة أن الإيمان والوحدانية في قلب المؤمن اذا خالطت بشاشته القلوب لايقدر على نزعه او قتاله ومجالدته احدا:" فلنوره في صدره اشراق ولذلك الاشراق ايقاد ، لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان ، يتخطاها، رُجم فاحترق، وليست السماء باعظم حرمه من المؤمن وحراسة الله تعالى له اتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها انوار الطاعات، وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والايمان وفيه انوارها فهو حقيق ان يُحرس ويُحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا الا خطفه"(الوابل الصيب لابن القيم ، دار عالم الفوائد، مطبوعات مجمع الفقه الاسلامي، جدة ، ص 52) وعلى الرغم من قسوة او قساوة الواقع ووطأة الظروف الا ان الله عز وجل يرعاهم على عينه ويحوطهم برعايته وهم يواجهون الملأ الكافر والكهنوت الفاجر، وينزل عليهم سكينته ويسبغ عليهم نعمته فهم في واد والناس في واد، قال ابن القيم في الوابل الصيب عن هذه الإشراقة الفريدة اذا تعرضت لاضطهاد او حبس او قهر :" وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الاخرة وقال لي مرة ما يصنع اعدائي بي انا جنتي وبستاني في صدري ان رحت فهي معي لا تفارقني ان حبسي خلوة وقتلي شهادة واخراجي من بلدي سياحة وكان يقول في محبسه في القلعة لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة اوقال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا وكان يقول في سجوده وهو محبوس اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله وقال لي مرة المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والماسور من اسره هواه ولما دخل الى القلعة وصار داخل سورها نظر اليه وقال" فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب" وعلم الله ما رايت احدا اطيب عيشا منه قط مع كل ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والارهاق وهو مع ذلك من اطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا واقواهم قلبا واسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا اذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الارض اتيناه فما هو الا ان نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحها وقوة ويقينا وطمأنينة فسبحان من اشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم ابوابها في دار العمل فاتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة اليها. وكان بعض العارفين يقول لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف(قلت: هو ابراهيم ابن أدهم ) وقال اخر مساكين اهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا اطيب ما فيها قيل و ما اطيب ما فيها قال محبة الله تعالى ومعرفته وذكره أو نحو هذا وقال اخر انه لتمر بالقلب اوقات يرقص فيها طربا وقال اخر انه لتمر بي اوقات اقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب . فبمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسكون اليه والطمانينة اليه وافراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد و عزماته وإرادته هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين وانما تقر عيون الناس به على حسب قرة اعينهم بالله عز وجل فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.( الوابل الصيب ص109)ولاشك ان حماية وحراسة قلب المؤمن هي اعظم واتم من حراسة المخلوقات اللطيفة المنيرة في ظلمات البحار والمحيطات، بل ان "حراسة الله تعالى له اتم من حراسة السماء" كما قال ابن القيم منذ هنيهة ، نعم، ان نور الله في قلب عبده المؤمن لأجمل وأعظم وأبدع وابقي واتم من نور الاسماك المحفوظة المحروسة المضيئة في اعماق المحيطات البالغة الظلمة والرهبة ، المسماة ب"حاملات الضوء" (وهو الكشف الحديث الذي فوجيء به علماء المادة واندهش له خبراء المحسوس).
فمن يقدر غير الله على ابداع نور في جسم شفاف لطيف ضعيف تحت وطأة الظلمات البعيدة في اعماق المياة المخوفة ؟ ناهيك عن ارسال اشعة الشمس التي تخترق الظلمات بقَدَر وحُسبان وتقدير وميزان ليصل نورها واشراقها الى الارض البعيدة فيحيي اجسام البشر وكل كائن في الارض!؟ من غير الله يصنع هذه الآيات وينير بها الظلمات ويحيي بها الموات؟ انه ليس غير الله وهو الحافظ سبحانه ، وهو سبحانه يُرينا"سَنُرِيهِمْ ..." المثال الحي الموجود في الاعماق ، فضلا عن "الآفاق" فنعرف آياته كما وعد وحكم..ولاشك ان من آيات الله ماهو في اعماق البحار ، كما في آفاق السموات، ونور "الحوامل المضيئة" من الاسماك الرخوة الرقيقة تحت الظلمات السحيقة في المياة العميقة هو حقا دليل "النور" في قلب الطليق والاسير ممن حمل شهادته لله وحده ، وهو دليل لامحيص عنه ولامحيد على الخفي من الايمان وعلى مافي قلب المؤمن من اشراق كما انه دليل اضافي على صلة الروح الإنساني الطاهر بغيب رحماني رباني مثل ماورد من لمة الملك والرؤى الصالحة والحراسة التي يشعر بها المؤمنون والقدر الذي تكلم عنه حتى من اسلم من علماء الغرب مثل السفير الألماني مراد هوفمان وقال بأن حوادث في حياته دلته على انه تحت مراقبة الله ..وسرد الرجل العظيم دليله..(ودليل ايضا على صلة الوحي بالأنبياء) صلة بين العبد وربه ، وهو الدليل على صلة الأسيرات برب السموات..، في وسط عداوة ائمة الكفر وارهابها ، وخطف اهل الضلالة ومؤامراتها.. هؤلاء حرامية الدين والدنيا، والاجساد والارواح.
دليل من " الستومياتويد" و" الشص" ومن "الأسيرات"!
لقد رأينا في عصرنا مالم تكن قرون البشرية الماضية كلها قد رأته .. رأينا مافي الأعماق المائية على مسافات واعماق سحيقة ، رأينا (الأسماك المضيئة)!، (حاملات الضوء!) ، نعم حاملات الضوء كما اطلق عليها الماديون والعلمانيون والملاحدة المعاصرون انفسهم!!!، رأيناها وهي تسبح في مشهد مذهل ومنظر مدهش في نورانية فائفة الجمال والدلال ، تفتح الروح القارئة اليقظة على النص الأول " وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "،" سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ" وهذه العجائب تسبح حاملة النور في ثقة وسط الظلمات المدلهمة في اقاصي اعماق المحيطات السحيقة والمياة العميقة ، من 1000 إلى 4000 متر تحت سطح البحر، ومعلوم ان تلك الأسماك لينة ضعيفة ورخوية التكوين، ومنها سمكة "المصباح" تعيش على أعماق 1200- 3000 قدم ، وتحمل مجموعة من الحوامل الضوئية المركزة أسفل الرأس وعلى سطحها البطن والضوء المنبعث لونه ازرق مخضر .وهناك أسماك" الستومياتويد" يتراوح طولها بين بضع سنتيمترات إلى حوالي المترين. وهى تحمل صفوفا من الأعضاءالضوئية على جانبيها، وهناك أنواع معينة من الأسماك لها أعضاء مضيئة تقع في مواقع معينة بالنسبةللعينين بحيث يصبح مجال الرؤية مضاءً لمسافات قصيرة على الأقل. ايضا تجد لإحدى اسماكالستوماتويدية القدرة على إلقاء حزمة من ضوء أزرق قوي لمسافة تبعد عن جسمها بمقدار 60 سم. إلا أن أكثر مواقع أعضاء الإنارة التى تميز حاملات الضوء هى على الجهةالبطنية للحيوان، الذى تنظر عيناه في اتجاه مخالف، بل ومضاد لاتجاه الضوء أحيانا، واسماك ال"فوتوبليفارون" يقطن جسمها بكتيريا مضيئةوعندما تريد السمكة أن تطفئ ضوءها في اعماق المياه تعمد إلى إسدال طيَّة من الجلد على تلك البقعةالمضيئة. وكذلك اسماك الشص تعيش على عمق أكثر من 2000 متروهي"مائة نوع تقريبا!!"، فمن يكفر بعد ذلك بالله اويشرك بصناعة الثالوث واعتقاد قتل الرب على صليب كحل للأنقاذ!، اواتحاد الله بالانسان في شخص بشري لتسليم نفسه للبشر لانه قتله هو الحل في خلاص البشرية!؟
ان المؤمن يتغافل عن العوارض ماامكنه ويتخطى العقبات بما اُشرق في قلبه من نور محروس. وهذه عادة المؤمنين العاقلين وخبرتنا مع الشهادات المصورة والمسموعة على شبكة الانترنت تؤكد هذا المعني ، يقول ابن القيم أما :" العوارض المكروهة فإنها قواطع أيضا ويتغافل عنها ما أمكنه فإنها تمر بالمكاثرة والتغافل مراسريعا لا يوسع دوائرها فإنه كلما وسعها اتسعت ووجدت مجالا فسيحا فصالت فيه وجالت ولو ضيقها بالإعراض عنها والتغافل لاضمحلت وتلاشت ... ويعلم أنها جاءت بحكم المقادير في دار المحن والآفات، قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مرة العوارض والمحن هي كالحر والبرد فإذا علم العبد أنه لا بد منهما لم يغضب لورودهما ولم يغتم لذلك ولم يحزن فإذا صبر العبد على هذه العوارض ولم ينقطع بها رجى له أن يصل إلى مقام التحقيق فيبقى مع مصحوبه الحق وحده فتهذب نفسه وتطمئن مع الله وتنفطم عن عوائد السوء حتى تغمر محبة الله قلبه وروحه وتعود جوارحه متابعة للأوامر فيحس قلبه حينئذ بأن معية الله معه وتوليه له" ( مدارج السالكين) ، ومعلوم ان ضعف اليقين والصبر يفتح مجالا لاستفزاز الجهلة وحمق الحمقى والأمر كما يقول ايضا :" ومتى ضعف صبره ويقينه أو كلاهما استفزه هؤلاء واستخفه هؤلاء فجذبوه إليهم بحسب ضعف قوة صبره ويقينه فكلما ضعف ذلك منه قوي جذبهم له وكلما قوي صبره ويقينه قوي انجذابه منهم وجذبه لهم". ويقول في الوابل الصيب:" فلما ان بلي العبد بما بلي به اُعين(من الإعانة) بالعساكر والعدد والحصون وقيل قاتل عدوك وجاهده فهذه الجنود خذ منها ما شئت وهذه الحصون تحصن باي حصن شئت منها ورابطه الى الموت فالامر قريب ومدة المرابطة يسيرة جدا فكأنك بالملك الاعظم وقد ارسل اليك رسله فنقلوك الى داره واسترحت من هذا الجهاد وفرق بينك وبين عدوك واطلقت في داره الكرامة تتقلب فيها كيف شئت وسُجن عدوك في اصعب الحبوس وانت تراه فالسجن الذي كان يريد ان يودعك فيه قد اُدخله واُغلقت عليه ابوابه ... وانت فيما اشتهت نفسك وقرت عينك جزاء على صبرك في تلك المدة اليسيرة ولزومك الثغر للرباط وما كنت الا ساعة ثم انقضت وكان الشدة لم تكن، فان ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه فليتدبر قوله عز وجل " كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة "(الوابل الصيب من الكلم الطيب ص 34)
عوائق على السطح وعوارض في طريق المحنة والمنحة
ان العوائق المادية التي تواجه المسلمات الجدد والتي يمكن أن نطلق عليها "عوائق على السطح!" تتمثل في الصور التالية:
-فقدان البيت والمال:ان من العوارض او العوائق هو مايلقاه المسلم الجديد احيانا من فقدان بيته او ماله او اهله ، وهروبه من بيته ، وخروجه من ماله الى حيث لامقر معين ولامستقر معروف متعين ولا حماية مادية من أي نوع ..إلخ. مما قد يسبب أزمة مؤقتة ، وعارض في بداية الطريق، ولاشك ان هذا من فتنة التمحيص "وليمحص الله الذين آمنوا" ، وهي فتنة وتصفية تطرح عن اهل الايمان كل علائق الدنيا فيتجردون لله مخلصين له الدين، فترتفع النفوس وتسمو بالله وتصير طرازا رفيعا من الهداية والثبات والإنسانية يمشى على الأرض وسط ضراوة المحنة وشدة الابتلاء. وهو الانتصار العظيم الذي يبقى مع الزمن عميق الغور في تلك النفوس العالية الهمة ، وهو الاستحقاق الكبير لمجاورة الملأ الأعلى وهو البلاء المُقدر الذي يستل من النفوس مايحجب عنها النور الرباني ، وينزعها من طموحات الدنيا وشهواتها ليحل في تلك النفوس الشريفة النور والتوحيد وحب الانتصار للحق والعدل والانسانية.
ومعلوم ان المواجهة مع العدو مقصودة احيانا او غالبا ، والتعرض للبلاء هو صقل للنفوس وتقوية لها للزمن الآتي فلا تضرها فتنة بعد ذلك مهما كانت ويبقى النور واشراقه مهما بلغت الظلمات المبالغ العظيمة والدركات السحيقة والعواصف الشديدة. وهذه النفوس الرفيعة هي التي تحمل الكافة الى النصر والتمكين ولايكون ذلك الا بصبر ويقين ، ومعاناة ومكافحة ، فتتم التربية والتزكية وسط مشاعل الفتن فتكون المثال والنموذج للتائهين والباحثين عن الحقيقة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ.وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ. وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"(سورة البقرة:153-157) ولاشك ان الانسان يُمتحن بهذه العوارض فيرتفع ذكره ويكون ثباته مقوما من مقومات الدعوة الى الله.
فالله يحرس عباده في الأزمات مهما بلغت المخاوف وتزلزلت بالنفوس العوارض والقوارض.فيحقق بهم موعوده ويصير الايمان ايمان راسخ لاتزحزحه المحن فتستقر النفس على الجودي وترضي بالله وهي مسرورة وسط الأنواء التي تُهلك النفوس الخائرة والضلالات الفاترة.
وان المرأة لتعاني من هذه العوارض اشد من معاناة الرجل والاسباب كثيرة منها الموقف الاجتماعي عامة والظروف الملابسة له..غير ان صلابة الايمان وتجرده ومعاونة اهل الخير –مما يسببه الله- تحفظ هذه النفوس المكرمة من الوقوع في اليأس والله تعالى يسبب الأسباب ويُقدر الحراسة ويرعى اهل الايمان ويحوطهم ويصونهم ليرتفع ذكرهم ومقامهم عند الله عز وجل وعند الناس. وقال عز من قائل" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" وقال" وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"(الأنفال:26) وقال سبحانه" ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا "(التوبة:26) ومعلوم ان اهل التقوى يمرون بما قد يسمى بالدورة التدريبية على تحمل المشاق.( وقد اتحفنا الدكتور منير الغضبان بموسوعته التربوية المسماة" المنهج التربوي للسيرة النبوية" وهي من احسن ماظهر في التاريخ الاسلامي في تناول السيرة وتربية الصحابة رضوان الله عليهم.فلتراجع).
فهذه العوائق والعوارض ليست ثابتة لاتتغير ولاتتزحزح بل تمر كالأيام او السحاب ، لكنها في النهاية تكشف عن نفوس تريد الدين لذاته فهو الهدف الرئيسي، ويظهر الدافع الذاتي من الايمان العميق ، هي على أية حال عوائق ضعيفة هشة في عين المؤمن ، هشة خلف السطوح وفي الأعماق لاسلطان لها على النفوس العظيمة، وهي تمثل خداعا لمن لايبصر الحقيقة ، ولكن عنصر الايمان وتأييد الله وكفالته لعبده أبلغ من كل تلك العوارض الضاغطة ، والمصائب المزلزلة ، انه أقوى من تلك العوائق المنتفشة المتضخمة ، المهيبة المظاهر ، الهشة في صلبها وأعماقها. مهما بلغ سلطانها على ملايين الارواح المتهالكة التي نشاهدها صرعى المادة والطاغوت واللهو والكهنوت.
-العائق الاجتماعي داخل المجتمع الكنسي: من المعلوم ان هذا العائق هو من أكبر العوائق الذي يتراكم تأثيره داخل المجتمع المنتمى للكنيسة ، ومن الصعوبة بمكان أن ينتشل عضو الكنيسة نفسه من هذه الشبكة الإجتماعية ويخرج على هذا الاخطبوط الإجتماعي الشديد النشاط والإرتباط والعنكبوتية ، والمشدود الى أوهام الكهنة وخطابات الآباء المتخرصة القديمة.
ومعلوم ان العقل الكنسي الجمعي يشتغل على الخرافة والامور الساحرة الغامضة كالديانات الوثنية سواء ، فيدعم خرافاته بالرموز والشعائرية الغامضة، مثل أضواء الشموع الفاتنة! ، وايقاع الترانيم المسلية الساحرة.. وصور الأيقونات المصنوعة.. والأصوات المهيجة ،على غير هدي ، لوجدان او عقل وحسبان، والشيء المؤسف هو أن تلك الامور تأخذ بعيدا بلب النفس الهائمة الضالة فتسبب لها هيمان غير مسؤول وتيه غير محسوب وغموض لاعقل له ، يحتل الخيال الباطل به الكيان الانساني كله.
والمؤسف أن تحول تلك الأمور التافهة او اللاهية او الموهمة بين الإنسان وربه ، ولو قارنا فتنة هذه الأمور مع فتنة النجوم اللامعة التي عُبدت من دون الله ، وتصاويرها المعكوسة في انصاب وتماثيل وصور ورموز وممثلين لها في الحضارات القديمة ، لعلمنا كيف تحتل الفراغات المساحات وتضيع الكليات والعلميات، وتصبح لأهل الشرك والثالوث فتنة كما كانت للوثنيين الذين التمسوا في مخلوقات الله ماليس فيها من الربوبية والتقديس او الالهية والتعالي ، وهو تعلق في الحقيقة باللاشيء
وعبودية الانسان مهما ظهرت اعاجيبه هي كعبودية الكواكب مهما بلغت فتنتها وجمالها. والنصرانية كالوثنية في هذا الشأن.
انه لاينتصر على هذه الشبكة العنكبوتية العاطفية الجامحة المغموسة في الرموز والشعائر الغامضة الفاتنة الا يقين فطري علمي ، وشجاعة انسانية يحدوها عقل مريد للحق ، ويدفعها نداء وجداني يسوقه الحق بالحق ، ودافع عقلي لايعارض الحقيقة ، ونور رحماني يخترق ظلمات الآفاق والأعماق فيلبث في اجسام شفافة ، وارواح حية لطيفة ، عاقلة ومشتاقة لاهائمة ولا مغيبة برموز وايقونات مضلة ،.. فشاهد العقل والفطرة وآثار الصنعة وايقاع الكون يعلو عند العقلاء على غوامض الايحاءات وفتنة الايقونات ، وشكل الرموز ولهو الموسيقى والتراتيل وفتنة الجماعة(الكنيسة) والمجموعة ، يقول ويل ديورانت في المجلد ال12 من موسوعته قصة الحضارة ص153 ):" أن روح الرجل الساذج لا تتأثر إلا عن طريق الحواس والخيال، والحفلات والمعجزات، والأساطير، والخوف، والأمل؛ فإذا خلا الدين من هذا كله رفضه، أو عدله حتى يدخله فيه. ولقد كان من الطبيعي أن يلجأ الشعب الخائف الذي يحيط به الحرب والخراب، والفقر والمرض، إلى الأضرحة والكنائس الصغرى والكبرى، وإلى الأضواء الخفية، ونغمات الأجراس المطرية، وإلى المواكب، والأعياد والطقوس الممتعة ليجد فيها سلواه"
-عائق النفس المسيحية المتجذرة في التاريخ الكنسي والمحملة برواسب قرون التضليل الكهنوتي الذي قال بضرورة قتل الرب لنجاة البشر!!. ومن المعلوم ان زوجة الكاهن هي منغرسة كليا في هذا المجتمع العقدي المترابط وتحديداته الوثنية ورواسبه التاريخية. والخروج من الجذور العتيقة عمل مضني مرهق ولاشك انه بعد الخروج منه يشعر الانسان بالانفراجة والتحرر والفرح العظيم ، الفرح بالله عز وجل وهدايته ورحمته.
-كذلك فان الأوضاع الحالية للمجتمع المصري نفسه لاتعين على المضي في الاتجاه الصحيح اللهم الا ممن استعلى على الفساد واعان اهل البلاء والايمان ومنه المهاجرات والاسيرات.
والمجتمع الذي حكمه منذ سقوط الخلافة القوميون والماركسيون والشيوعيون والماديون المتغربون والرأسماليون والاشتراكيون والملاحدة وكل من هب ودب، يسيطر عليه اليوم الفقر والمرض بفعل فيروسات هؤلاء العلمانيين فهم سبب البلاء واس الشقاء كما تسيطر عليه بقية الأزمات الداخلية لاتدع اكثر الناس يفكرون في القضايا المصيرية وكأن الناس كما قال محمد الغزالي في كتابه نظرات في القرآن"2"):" كأنما ابتلعوا جرعا ثقيلة من الأفيون فهم يتثاءبون في كسل ويفكرون في ذهول وغفلة"(ص51، دار نهضة مصر) فإنشغال كتلة ضخمة من المجتمع المصري الحالي بقضايا أخرى لاأقول أهم ولكن قضايا حياتيه- مثل انشغال كثير من الشباب بعمل اضافي لتلبية الحاجات الضرورية واعراضهم عن تتبع القضايا الملحة ، يثني كثير منهم عن مساعدة مسلم جديد او الخروج في مظاهرة سلمية لنصرته، مع ان كثير من المصريين لايعلمون عن هذه الأحداث الأخيرة شيء ولو علموا لربما كان لهم معها شيء اخر.
فالهم الدنيوي شاغل، واللهو العلماني المتتابع في الافلام والمسلسلات ومافيها من غرز الشيطان واباحية واستباحة الكتاب والمخرجين-مثل خالد يوسف المخرج المصري- كل ذلك يحجب الحقائق ويدفع في اتجاه التغريب او التخريب، او تضييع الحقوق ونسيان الكرامة.
كذلك فان معرفة كثير من الناس بموقف الدولة من المعارضين لها من الجماعات الإسلامية المختلفة الإتجاهات ، وايضا علمهم بماتلقاه المعارضة-اياكانت- احيانا من ادانة ، مثل ماحدث لأيمن نور وعبد الحليم قنديل وعبد الوهاب المسيري رحمه الله وقيادات جماعة الاخوان وغيرهم، كل ذلك يتسبب في خيبة امل واحباط عند طوائف من الشعب قد يبعدهم لاشعوريا او شعوريا عن المشاركة السياسية او القيام بدور ايجابي تجاه القضايا الانسانية والمجتمعية المهمة.
الا اننا نؤكد ان جماهير عريضة من المثقفين الاسلاميين على مختلف اتجاهاتهم يؤيدها في توجهاتها جماهير غفيرة من المجتمع مازالت تقف وقفة ايجابية تجاه وأد الكنيسة للحرية والكرامة. وقد رأينا المظاهرات العارمة والوقفات المدهشة دفاعا عن حرية الأسيرات مطالبة بتحريرهن من أديرة العار الكنسي، يشاركها في وقفتها العملية والعلمية الممدوحة علماء كبار مثل الشيخ احمد المحلاوي والشيخ حافظ سلامة وبقية الشيوخ السلفيين من امثال الشيخ الحويني والحبيب محمد اسماعيل وسعيد عبد العظيم ، واحمد فريد وجماعة من الاخوان ايضا والجماعة الاسلامية وغيرهم من اصحاب الهمم العالية كالاستاذ جمال سلطان وكوكبة صحيفة المصريون الالكترونية وكذلك الدكتور محمد عمارة والاستاذ العوا حفظهم الله جميعا. وكذلك الاستاذ حسام ابو البخاري والاستاذ فاضل سليمان والشيخ الزغبي والدكتور منقذ السقار والشيخ ابو عبد الرحمن وغيرهم من كثير من الشباب المعتدل على برنامج البالتوك المشهور.
-عائق الاعلام العلماني المضاد، الرسمي منه والخاص، او الممول من اطراف مسيحية وهو غير مخوف على الاطلاق للمسلمات الجدد ولايبالين به فهن في شأن والدعاية الكاذبة المدعومة بالمال او السلطة في شأن آخر!، وان كان الاعلام الاسلامي يقوم على الدوام بكشف اغاليط هذه الآلة الشيطانية الدعائية وفضح سياسات طواغيتها وكشف اقطابها.
الكنيسة تُسعر الأخدود وحاملات النور لايبالين بالتعذيب!(1)
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=10842
إسألوا أوروبا عن سر إسلام كاميليا وابنة قسطنطين فعندها الخبر اليقين
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=10016
طارق منينة
ان هذه المستويات الايمانية الرائعة التي نشاهدها بالصوت والصورة والمدعومة بكلمات شاهدة على الايمان والتي لم يثن عزمها او يوهن ايمانها وسائل الارهاب الكنسية ، وذلك التحدي الكبير الذي تعيشه اولئك النساء الطاهرات المأسورات في سجون كهنة الارهاب، والمعزولات قهرا وقسرا واكراها وترويعا في الأديرة اللااخلاقية التي يتولى التعذيب فيها رهبان قساة القلوب، هذه العزيمة الوثابة المُحبة التي ضربت اروع الأمثلة أن الإيمان والوحدانية في قلب المؤمن اذا خالطت بشاشته القلوب لايقدر على نزعه او قتاله ومجالدته احدا:" فلنوره في صدره اشراق ولذلك الاشراق ايقاد ، لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان ، يتخطاها، رُجم فاحترق، وليست السماء باعظم حرمه من المؤمن وحراسة الله تعالى له اتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها انوار الطاعات، وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والايمان وفيه انوارها فهو حقيق ان يُحرس ويُحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا الا خطفه"(الوابل الصيب لابن القيم ، دار عالم الفوائد، مطبوعات مجمع الفقه الاسلامي، جدة ، ص 52) وعلى الرغم من قسوة او قساوة الواقع ووطأة الظروف الا ان الله عز وجل يرعاهم على عينه ويحوطهم برعايته وهم يواجهون الملأ الكافر والكهنوت الفاجر، وينزل عليهم سكينته ويسبغ عليهم نعمته فهم في واد والناس في واد، قال ابن القيم في الوابل الصيب عن هذه الإشراقة الفريدة اذا تعرضت لاضطهاد او حبس او قهر :" وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الاخرة وقال لي مرة ما يصنع اعدائي بي انا جنتي وبستاني في صدري ان رحت فهي معي لا تفارقني ان حبسي خلوة وقتلي شهادة واخراجي من بلدي سياحة وكان يقول في محبسه في القلعة لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة اوقال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير ونحو هذا وكان يقول في سجوده وهو محبوس اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله وقال لي مرة المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والماسور من اسره هواه ولما دخل الى القلعة وصار داخل سورها نظر اليه وقال" فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب" وعلم الله ما رايت احدا اطيب عيشا منه قط مع كل ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والارهاق وهو مع ذلك من اطيب الناس عيشا وأشرحهم صدرا واقواهم قلبا واسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا اذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الارض اتيناه فما هو الا ان نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحها وقوة ويقينا وطمأنينة فسبحان من اشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم ابوابها في دار العمل فاتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة اليها. وكان بعض العارفين يقول لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف(قلت: هو ابراهيم ابن أدهم ) وقال اخر مساكين اهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا اطيب ما فيها قيل و ما اطيب ما فيها قال محبة الله تعالى ومعرفته وذكره أو نحو هذا وقال اخر انه لتمر بالقلب اوقات يرقص فيها طربا وقال اخر انه لتمر بي اوقات اقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب . فبمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسكون اليه والطمانينة اليه وافراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد و عزماته وإرادته هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين وانما تقر عيون الناس به على حسب قرة اعينهم بالله عز وجل فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.( الوابل الصيب ص109)ولاشك ان حماية وحراسة قلب المؤمن هي اعظم واتم من حراسة المخلوقات اللطيفة المنيرة في ظلمات البحار والمحيطات، بل ان "حراسة الله تعالى له اتم من حراسة السماء" كما قال ابن القيم منذ هنيهة ، نعم، ان نور الله في قلب عبده المؤمن لأجمل وأعظم وأبدع وابقي واتم من نور الاسماك المحفوظة المحروسة المضيئة في اعماق المحيطات البالغة الظلمة والرهبة ، المسماة ب"حاملات الضوء" (وهو الكشف الحديث الذي فوجيء به علماء المادة واندهش له خبراء المحسوس).
فمن يقدر غير الله على ابداع نور في جسم شفاف لطيف ضعيف تحت وطأة الظلمات البعيدة في اعماق المياة المخوفة ؟ ناهيك عن ارسال اشعة الشمس التي تخترق الظلمات بقَدَر وحُسبان وتقدير وميزان ليصل نورها واشراقها الى الارض البعيدة فيحيي اجسام البشر وكل كائن في الارض!؟ من غير الله يصنع هذه الآيات وينير بها الظلمات ويحيي بها الموات؟ انه ليس غير الله وهو الحافظ سبحانه ، وهو سبحانه يُرينا"سَنُرِيهِمْ ..." المثال الحي الموجود في الاعماق ، فضلا عن "الآفاق" فنعرف آياته كما وعد وحكم..ولاشك ان من آيات الله ماهو في اعماق البحار ، كما في آفاق السموات، ونور "الحوامل المضيئة" من الاسماك الرخوة الرقيقة تحت الظلمات السحيقة في المياة العميقة هو حقا دليل "النور" في قلب الطليق والاسير ممن حمل شهادته لله وحده ، وهو دليل لامحيص عنه ولامحيد على الخفي من الايمان وعلى مافي قلب المؤمن من اشراق كما انه دليل اضافي على صلة الروح الإنساني الطاهر بغيب رحماني رباني مثل ماورد من لمة الملك والرؤى الصالحة والحراسة التي يشعر بها المؤمنون والقدر الذي تكلم عنه حتى من اسلم من علماء الغرب مثل السفير الألماني مراد هوفمان وقال بأن حوادث في حياته دلته على انه تحت مراقبة الله ..وسرد الرجل العظيم دليله..(ودليل ايضا على صلة الوحي بالأنبياء) صلة بين العبد وربه ، وهو الدليل على صلة الأسيرات برب السموات..، في وسط عداوة ائمة الكفر وارهابها ، وخطف اهل الضلالة ومؤامراتها.. هؤلاء حرامية الدين والدنيا، والاجساد والارواح.
دليل من " الستومياتويد" و" الشص" ومن "الأسيرات"!
لقد رأينا في عصرنا مالم تكن قرون البشرية الماضية كلها قد رأته .. رأينا مافي الأعماق المائية على مسافات واعماق سحيقة ، رأينا (الأسماك المضيئة)!، (حاملات الضوء!) ، نعم حاملات الضوء كما اطلق عليها الماديون والعلمانيون والملاحدة المعاصرون انفسهم!!!، رأيناها وهي تسبح في مشهد مذهل ومنظر مدهش في نورانية فائفة الجمال والدلال ، تفتح الروح القارئة اليقظة على النص الأول " وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "،" سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ" وهذه العجائب تسبح حاملة النور في ثقة وسط الظلمات المدلهمة في اقاصي اعماق المحيطات السحيقة والمياة العميقة ، من 1000 إلى 4000 متر تحت سطح البحر، ومعلوم ان تلك الأسماك لينة ضعيفة ورخوية التكوين، ومنها سمكة "المصباح" تعيش على أعماق 1200- 3000 قدم ، وتحمل مجموعة من الحوامل الضوئية المركزة أسفل الرأس وعلى سطحها البطن والضوء المنبعث لونه ازرق مخضر .وهناك أسماك" الستومياتويد" يتراوح طولها بين بضع سنتيمترات إلى حوالي المترين. وهى تحمل صفوفا من الأعضاءالضوئية على جانبيها، وهناك أنواع معينة من الأسماك لها أعضاء مضيئة تقع في مواقع معينة بالنسبةللعينين بحيث يصبح مجال الرؤية مضاءً لمسافات قصيرة على الأقل. ايضا تجد لإحدى اسماكالستوماتويدية القدرة على إلقاء حزمة من ضوء أزرق قوي لمسافة تبعد عن جسمها بمقدار 60 سم. إلا أن أكثر مواقع أعضاء الإنارة التى تميز حاملات الضوء هى على الجهةالبطنية للحيوان، الذى تنظر عيناه في اتجاه مخالف، بل ومضاد لاتجاه الضوء أحيانا، واسماك ال"فوتوبليفارون" يقطن جسمها بكتيريا مضيئةوعندما تريد السمكة أن تطفئ ضوءها في اعماق المياه تعمد إلى إسدال طيَّة من الجلد على تلك البقعةالمضيئة. وكذلك اسماك الشص تعيش على عمق أكثر من 2000 متروهي"مائة نوع تقريبا!!"، فمن يكفر بعد ذلك بالله اويشرك بصناعة الثالوث واعتقاد قتل الرب على صليب كحل للأنقاذ!، اواتحاد الله بالانسان في شخص بشري لتسليم نفسه للبشر لانه قتله هو الحل في خلاص البشرية!؟
لقد ضرب الله لنا الأمثال الموحية وهي التي يجعلها العلمانيون من اللامفكر فيه:" أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور" النور:40 وقال" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا" والجاهل بدلالات تلك المعاني الدقيقة اللطيفة ميت القلب والروح وإن كان حي البدن والجُثة! ، وقال تعالى "إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ" يقول ابن القيم في مدارج السالكين:" وشبههم في موت قلوبهم بأهل القبور فإنهم قد ماتت أرواحهم وصارت أجسامهم قبورا لها فكما أنه لا يسمع أصحاب القبور كذلك لا يسمع هؤلاء وإذا كانت الحياة هي الحس والحركة وملزومهما فهذه القلوب لما لم تحس بالعلم والإيمان ولم تتحرك له كانت ميتة حقيقة وليس هذا تشبيها لموتها بموت البدن بل ذلك موت القلب والروح"
النفوس الشريفة في مواجهة رذالة العالم
ان هذه النفوس العظيمة الكبيرة التي تحبسها الكهانة ..النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة التي خطفتها الجهالة، لم يثني عزمها ضراوة المحنة او شدة البلاء ، او ضراوة الكفر واصرار الغباء، وقد علمت ، حماها الله ، ان عقائد الكنيسة فكر عاطل، وان قتل الرب زيف باطل ، لقد رفضت هذه النفوس الشجاعة الرضوخ لحرامية الديانة وسراق الأرواح وأكلة لحم الرب بزعم الأكلة انفسهم لانفتري عليهم كما يفترون علينا!. يقول الأنبا بيشوي انه يأكل جسد الرب ويشرب دمه على الحقيقة بالزعم بتحول الخمر والخبر في العشاء الرباني الى جسد الرب ودمه على الحقيقة !، يقول:"تتحول أثناء القداس إلى جسد الرب ودمه تحت أعراض الخبز والخمر ... نشرب من هذه الكأس لأننا نؤمن أن ما بداخل الكأس هو دم حقيقى تحت أعراض الخمر."( بيشوي في كتابه سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان- سر التناول المقدس) ياللعار يابيشوي ياللعار. هل مازلت عاقلا يابيشوي وانت تنطق بهذه الكلمات الوحشية البدائية؟ ويضيف بيشوي في نفس الكتاب:" فإذا كان السيد الرب نفسه يقول هذا هو دمى، فمن يستطيع أن يقول إن هذا هو رمز فقط؟ ألا نؤمن بصدق كلمات السيد المسيح؟!!...(ومن قال لك يابيشوي انه قول الرب وليس قول اهل التحريف؟!) لكننا نتناول من جسد الرب ودمه ...يكمل القديس بولس كلامه ويقول "إذاً أى من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه" (1كو11: 27). فكيف يكون مجرماً إن كان هذا دماً ليس حقيقياً أو جسداً ليس حقيقياً"!!!
هؤلاء هم "الحرامية وقطاع الطريق" كما سماهم ابن القيم في كتابه "الوابل الصيب" ، وهذه النفوس الفريدة وان حُبست وخُطفت من قبل هذه الرذالة ، فانها مطمئنة بالله عز وجل لانها رجعت اليه واقبلت بحق عليه، مهما بلغت العداوة مبلغها والشقاوة ارهابها والجهالة اقصاها. فرضى الله عند الأسيرات والمؤمنات فوق كل رضى وحق الله فوق كل حق وحب الله اعلى درجات الحب وتنزيهه عن القبائج اعظم التنزيه. يقول ابن القيم في موسوعته الإيمانية "مدارج السالكين":" فمن آثر رضى الله فلابد أن يعاديه رذالة العالم وسقطهم وغرثاهم وجهالهم وأهل البدع والفجور منهم وأهل الرياسات الباطلة وكل من يخالف هديه هديه ، فما يقدم على معاداة هؤلاء إلا طالب الرجوع إلى الله عامل على سماع خطاب: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [ الفجر: 27-28 ] ومَن إسلامه صلب كامل لا تزعزعه الرجال ولا تقلقله الجبال ومن عقد عزيمة صبره محكم لا تحله المحن والشدائد والمخاوف، قلت(ابن القيم): وملاك ذلك أمران: الزهد في الحياة والثناء فما ضعف من ضعف وتأخر من تأخر إلا بحبه للحياة والبقاء وثناء الناس عليه ونفرته من ذمهم له فإذا زهد في هذين الشيئين تأخرت عنه العوارض كلها وانغمس حينئذ في العساكر وملاك هذين الشيئين بشيئين: صحة اليقين وقوة المحبة وملاك هذين بشيئين أيضا: بصدق اللجإ والطلب والتصدي للأسباب الموصلة إليهما فإلى ههنا تنتهي معرفة الخلق وقدرتهم والتوفيق بعد بيد من أزمة الأمور كلها بيده {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [ الإنسان: 30-31 ]"
ضرورة التغافلالنفوس الشريفة في مواجهة رذالة العالم
ان هذه النفوس العظيمة الكبيرة التي تحبسها الكهانة ..النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة التي خطفتها الجهالة، لم يثني عزمها ضراوة المحنة او شدة البلاء ، او ضراوة الكفر واصرار الغباء، وقد علمت ، حماها الله ، ان عقائد الكنيسة فكر عاطل، وان قتل الرب زيف باطل ، لقد رفضت هذه النفوس الشجاعة الرضوخ لحرامية الديانة وسراق الأرواح وأكلة لحم الرب بزعم الأكلة انفسهم لانفتري عليهم كما يفترون علينا!. يقول الأنبا بيشوي انه يأكل جسد الرب ويشرب دمه على الحقيقة بالزعم بتحول الخمر والخبر في العشاء الرباني الى جسد الرب ودمه على الحقيقة !، يقول:"تتحول أثناء القداس إلى جسد الرب ودمه تحت أعراض الخبز والخمر ... نشرب من هذه الكأس لأننا نؤمن أن ما بداخل الكأس هو دم حقيقى تحت أعراض الخمر."( بيشوي في كتابه سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان- سر التناول المقدس) ياللعار يابيشوي ياللعار. هل مازلت عاقلا يابيشوي وانت تنطق بهذه الكلمات الوحشية البدائية؟ ويضيف بيشوي في نفس الكتاب:" فإذا كان السيد الرب نفسه يقول هذا هو دمى، فمن يستطيع أن يقول إن هذا هو رمز فقط؟ ألا نؤمن بصدق كلمات السيد المسيح؟!!...(ومن قال لك يابيشوي انه قول الرب وليس قول اهل التحريف؟!) لكننا نتناول من جسد الرب ودمه ...يكمل القديس بولس كلامه ويقول "إذاً أى من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه" (1كو11: 27). فكيف يكون مجرماً إن كان هذا دماً ليس حقيقياً أو جسداً ليس حقيقياً"!!!
هؤلاء هم "الحرامية وقطاع الطريق" كما سماهم ابن القيم في كتابه "الوابل الصيب" ، وهذه النفوس الفريدة وان حُبست وخُطفت من قبل هذه الرذالة ، فانها مطمئنة بالله عز وجل لانها رجعت اليه واقبلت بحق عليه، مهما بلغت العداوة مبلغها والشقاوة ارهابها والجهالة اقصاها. فرضى الله عند الأسيرات والمؤمنات فوق كل رضى وحق الله فوق كل حق وحب الله اعلى درجات الحب وتنزيهه عن القبائج اعظم التنزيه. يقول ابن القيم في موسوعته الإيمانية "مدارج السالكين":" فمن آثر رضى الله فلابد أن يعاديه رذالة العالم وسقطهم وغرثاهم وجهالهم وأهل البدع والفجور منهم وأهل الرياسات الباطلة وكل من يخالف هديه هديه ، فما يقدم على معاداة هؤلاء إلا طالب الرجوع إلى الله عامل على سماع خطاب: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [ الفجر: 27-28 ] ومَن إسلامه صلب كامل لا تزعزعه الرجال ولا تقلقله الجبال ومن عقد عزيمة صبره محكم لا تحله المحن والشدائد والمخاوف، قلت(ابن القيم): وملاك ذلك أمران: الزهد في الحياة والثناء فما ضعف من ضعف وتأخر من تأخر إلا بحبه للحياة والبقاء وثناء الناس عليه ونفرته من ذمهم له فإذا زهد في هذين الشيئين تأخرت عنه العوارض كلها وانغمس حينئذ في العساكر وملاك هذين الشيئين بشيئين: صحة اليقين وقوة المحبة وملاك هذين بشيئين أيضا: بصدق اللجإ والطلب والتصدي للأسباب الموصلة إليهما فإلى ههنا تنتهي معرفة الخلق وقدرتهم والتوفيق بعد بيد من أزمة الأمور كلها بيده {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [ الإنسان: 30-31 ]"
ان المؤمن يتغافل عن العوارض ماامكنه ويتخطى العقبات بما اُشرق في قلبه من نور محروس. وهذه عادة المؤمنين العاقلين وخبرتنا مع الشهادات المصورة والمسموعة على شبكة الانترنت تؤكد هذا المعني ، يقول ابن القيم أما :" العوارض المكروهة فإنها قواطع أيضا ويتغافل عنها ما أمكنه فإنها تمر بالمكاثرة والتغافل مراسريعا لا يوسع دوائرها فإنه كلما وسعها اتسعت ووجدت مجالا فسيحا فصالت فيه وجالت ولو ضيقها بالإعراض عنها والتغافل لاضمحلت وتلاشت ... ويعلم أنها جاءت بحكم المقادير في دار المحن والآفات، قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مرة العوارض والمحن هي كالحر والبرد فإذا علم العبد أنه لا بد منهما لم يغضب لورودهما ولم يغتم لذلك ولم يحزن فإذا صبر العبد على هذه العوارض ولم ينقطع بها رجى له أن يصل إلى مقام التحقيق فيبقى مع مصحوبه الحق وحده فتهذب نفسه وتطمئن مع الله وتنفطم عن عوائد السوء حتى تغمر محبة الله قلبه وروحه وتعود جوارحه متابعة للأوامر فيحس قلبه حينئذ بأن معية الله معه وتوليه له" ( مدارج السالكين) ، ومعلوم ان ضعف اليقين والصبر يفتح مجالا لاستفزاز الجهلة وحمق الحمقى والأمر كما يقول ايضا :" ومتى ضعف صبره ويقينه أو كلاهما استفزه هؤلاء واستخفه هؤلاء فجذبوه إليهم بحسب ضعف قوة صبره ويقينه فكلما ضعف ذلك منه قوي جذبهم له وكلما قوي صبره ويقينه قوي انجذابه منهم وجذبه لهم". ويقول في الوابل الصيب:" فلما ان بلي العبد بما بلي به اُعين(من الإعانة) بالعساكر والعدد والحصون وقيل قاتل عدوك وجاهده فهذه الجنود خذ منها ما شئت وهذه الحصون تحصن باي حصن شئت منها ورابطه الى الموت فالامر قريب ومدة المرابطة يسيرة جدا فكأنك بالملك الاعظم وقد ارسل اليك رسله فنقلوك الى داره واسترحت من هذا الجهاد وفرق بينك وبين عدوك واطلقت في داره الكرامة تتقلب فيها كيف شئت وسُجن عدوك في اصعب الحبوس وانت تراه فالسجن الذي كان يريد ان يودعك فيه قد اُدخله واُغلقت عليه ابوابه ... وانت فيما اشتهت نفسك وقرت عينك جزاء على صبرك في تلك المدة اليسيرة ولزومك الثغر للرباط وما كنت الا ساعة ثم انقضت وكان الشدة لم تكن، فان ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه فليتدبر قوله عز وجل " كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة "(الوابل الصيب من الكلم الطيب ص 34)
عوائق على السطح وعوارض في طريق المحنة والمنحة
ان العوائق المادية التي تواجه المسلمات الجدد والتي يمكن أن نطلق عليها "عوائق على السطح!" تتمثل في الصور التالية:
-فقدان البيت والمال:ان من العوارض او العوائق هو مايلقاه المسلم الجديد احيانا من فقدان بيته او ماله او اهله ، وهروبه من بيته ، وخروجه من ماله الى حيث لامقر معين ولامستقر معروف متعين ولا حماية مادية من أي نوع ..إلخ. مما قد يسبب أزمة مؤقتة ، وعارض في بداية الطريق، ولاشك ان هذا من فتنة التمحيص "وليمحص الله الذين آمنوا" ، وهي فتنة وتصفية تطرح عن اهل الايمان كل علائق الدنيا فيتجردون لله مخلصين له الدين، فترتفع النفوس وتسمو بالله وتصير طرازا رفيعا من الهداية والثبات والإنسانية يمشى على الأرض وسط ضراوة المحنة وشدة الابتلاء. وهو الانتصار العظيم الذي يبقى مع الزمن عميق الغور في تلك النفوس العالية الهمة ، وهو الاستحقاق الكبير لمجاورة الملأ الأعلى وهو البلاء المُقدر الذي يستل من النفوس مايحجب عنها النور الرباني ، وينزعها من طموحات الدنيا وشهواتها ليحل في تلك النفوس الشريفة النور والتوحيد وحب الانتصار للحق والعدل والانسانية.
ومعلوم ان المواجهة مع العدو مقصودة احيانا او غالبا ، والتعرض للبلاء هو صقل للنفوس وتقوية لها للزمن الآتي فلا تضرها فتنة بعد ذلك مهما كانت ويبقى النور واشراقه مهما بلغت الظلمات المبالغ العظيمة والدركات السحيقة والعواصف الشديدة. وهذه النفوس الرفيعة هي التي تحمل الكافة الى النصر والتمكين ولايكون ذلك الا بصبر ويقين ، ومعاناة ومكافحة ، فتتم التربية والتزكية وسط مشاعل الفتن فتكون المثال والنموذج للتائهين والباحثين عن الحقيقة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ.وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ. وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"(سورة البقرة:153-157) ولاشك ان الانسان يُمتحن بهذه العوارض فيرتفع ذكره ويكون ثباته مقوما من مقومات الدعوة الى الله.
فالله يحرس عباده في الأزمات مهما بلغت المخاوف وتزلزلت بالنفوس العوارض والقوارض.فيحقق بهم موعوده ويصير الايمان ايمان راسخ لاتزحزحه المحن فتستقر النفس على الجودي وترضي بالله وهي مسرورة وسط الأنواء التي تُهلك النفوس الخائرة والضلالات الفاترة.
وان المرأة لتعاني من هذه العوارض اشد من معاناة الرجل والاسباب كثيرة منها الموقف الاجتماعي عامة والظروف الملابسة له..غير ان صلابة الايمان وتجرده ومعاونة اهل الخير –مما يسببه الله- تحفظ هذه النفوس المكرمة من الوقوع في اليأس والله تعالى يسبب الأسباب ويُقدر الحراسة ويرعى اهل الايمان ويحوطهم ويصونهم ليرتفع ذكرهم ومقامهم عند الله عز وجل وعند الناس. وقال عز من قائل" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" وقال" وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"(الأنفال:26) وقال سبحانه" ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا "(التوبة:26) ومعلوم ان اهل التقوى يمرون بما قد يسمى بالدورة التدريبية على تحمل المشاق.( وقد اتحفنا الدكتور منير الغضبان بموسوعته التربوية المسماة" المنهج التربوي للسيرة النبوية" وهي من احسن ماظهر في التاريخ الاسلامي في تناول السيرة وتربية الصحابة رضوان الله عليهم.فلتراجع).
فهذه العوائق والعوارض ليست ثابتة لاتتغير ولاتتزحزح بل تمر كالأيام او السحاب ، لكنها في النهاية تكشف عن نفوس تريد الدين لذاته فهو الهدف الرئيسي، ويظهر الدافع الذاتي من الايمان العميق ، هي على أية حال عوائق ضعيفة هشة في عين المؤمن ، هشة خلف السطوح وفي الأعماق لاسلطان لها على النفوس العظيمة، وهي تمثل خداعا لمن لايبصر الحقيقة ، ولكن عنصر الايمان وتأييد الله وكفالته لعبده أبلغ من كل تلك العوارض الضاغطة ، والمصائب المزلزلة ، انه أقوى من تلك العوائق المنتفشة المتضخمة ، المهيبة المظاهر ، الهشة في صلبها وأعماقها. مهما بلغ سلطانها على ملايين الارواح المتهالكة التي نشاهدها صرعى المادة والطاغوت واللهو والكهنوت.
-العائق الاجتماعي داخل المجتمع الكنسي: من المعلوم ان هذا العائق هو من أكبر العوائق الذي يتراكم تأثيره داخل المجتمع المنتمى للكنيسة ، ومن الصعوبة بمكان أن ينتشل عضو الكنيسة نفسه من هذه الشبكة الإجتماعية ويخرج على هذا الاخطبوط الإجتماعي الشديد النشاط والإرتباط والعنكبوتية ، والمشدود الى أوهام الكهنة وخطابات الآباء المتخرصة القديمة.
ومعلوم ان العقل الكنسي الجمعي يشتغل على الخرافة والامور الساحرة الغامضة كالديانات الوثنية سواء ، فيدعم خرافاته بالرموز والشعائرية الغامضة، مثل أضواء الشموع الفاتنة! ، وايقاع الترانيم المسلية الساحرة.. وصور الأيقونات المصنوعة.. والأصوات المهيجة ،على غير هدي ، لوجدان او عقل وحسبان، والشيء المؤسف هو أن تلك الامور تأخذ بعيدا بلب النفس الهائمة الضالة فتسبب لها هيمان غير مسؤول وتيه غير محسوب وغموض لاعقل له ، يحتل الخيال الباطل به الكيان الانساني كله.
والمؤسف أن تحول تلك الأمور التافهة او اللاهية او الموهمة بين الإنسان وربه ، ولو قارنا فتنة هذه الأمور مع فتنة النجوم اللامعة التي عُبدت من دون الله ، وتصاويرها المعكوسة في انصاب وتماثيل وصور ورموز وممثلين لها في الحضارات القديمة ، لعلمنا كيف تحتل الفراغات المساحات وتضيع الكليات والعلميات، وتصبح لأهل الشرك والثالوث فتنة كما كانت للوثنيين الذين التمسوا في مخلوقات الله ماليس فيها من الربوبية والتقديس او الالهية والتعالي ، وهو تعلق في الحقيقة باللاشيء
وعبودية الانسان مهما ظهرت اعاجيبه هي كعبودية الكواكب مهما بلغت فتنتها وجمالها. والنصرانية كالوثنية في هذا الشأن.
انه لاينتصر على هذه الشبكة العنكبوتية العاطفية الجامحة المغموسة في الرموز والشعائر الغامضة الفاتنة الا يقين فطري علمي ، وشجاعة انسانية يحدوها عقل مريد للحق ، ويدفعها نداء وجداني يسوقه الحق بالحق ، ودافع عقلي لايعارض الحقيقة ، ونور رحماني يخترق ظلمات الآفاق والأعماق فيلبث في اجسام شفافة ، وارواح حية لطيفة ، عاقلة ومشتاقة لاهائمة ولا مغيبة برموز وايقونات مضلة ،.. فشاهد العقل والفطرة وآثار الصنعة وايقاع الكون يعلو عند العقلاء على غوامض الايحاءات وفتنة الايقونات ، وشكل الرموز ولهو الموسيقى والتراتيل وفتنة الجماعة(الكنيسة) والمجموعة ، يقول ويل ديورانت في المجلد ال12 من موسوعته قصة الحضارة ص153 ):" أن روح الرجل الساذج لا تتأثر إلا عن طريق الحواس والخيال، والحفلات والمعجزات، والأساطير، والخوف، والأمل؛ فإذا خلا الدين من هذا كله رفضه، أو عدله حتى يدخله فيه. ولقد كان من الطبيعي أن يلجأ الشعب الخائف الذي يحيط به الحرب والخراب، والفقر والمرض، إلى الأضرحة والكنائس الصغرى والكبرى، وإلى الأضواء الخفية، ونغمات الأجراس المطرية، وإلى المواكب، والأعياد والطقوس الممتعة ليجد فيها سلواه"
-عائق النفس المسيحية المتجذرة في التاريخ الكنسي والمحملة برواسب قرون التضليل الكهنوتي الذي قال بضرورة قتل الرب لنجاة البشر!!. ومن المعلوم ان زوجة الكاهن هي منغرسة كليا في هذا المجتمع العقدي المترابط وتحديداته الوثنية ورواسبه التاريخية. والخروج من الجذور العتيقة عمل مضني مرهق ولاشك انه بعد الخروج منه يشعر الانسان بالانفراجة والتحرر والفرح العظيم ، الفرح بالله عز وجل وهدايته ورحمته.
انه غالبا ماتقوم أغلب الديانات الباطلة على العلاقات الإجتماعية ، لا على الحقائق الدينية والعقلية والكونية،ومايرتد بعض الافراد الذين انتقلوا الى المسيحية مرة اخرى غالبا الا لهذا السبب الإجتماعي الضاغط داخليا وخارجيا (وماذا ستنفع هذه العلائق امام الله؟!).. ولكن هذا العائق الجاذب لايخدع حاملات الضوء فالكون اوسع مجالا وجمالا من هذي العلائق الاجتماعية الفاتنة، والانس بالله والرفقة بالحق ومعرفة العقيدة والتوحيد هو اسمى من كل ارتباط ايا كان. واخوة في الله وحده انفع للعبد من استمتاع العلاقات المهلكة ، والاحتفالات المضيعة لحق الله وحق الانسان، قال الله عز وجل" وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ. وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"
-عائض الفضيحة ، أو سوء "السمعة" أو إحداث فضيحة للأسرة ، وهو عائق نفسي-اجتماعي، فالخروج على الأسرة او الجماعة المسيحية، خصوصا اذا كان من إمرأة مؤلم بطبيعة الحال لمن لم يعلم حقيقة القضية الايمانية، فمابالك لو كانت زوجة كاهن وهي في المثل كزوجة فرعون(آسية امرأة فرعون) قال الله عنها في القرآن العظيم :" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "، ولاشك ان فضيحة فرعون في مصر كانت كبيرة بسبب اسلام آسية خصوصا ان الشعب كان ينظر اليه على انه ابن الله المقدس! ، بل اله مقدس ايضا، فكان التعالي والمكانة والكهانة والزعامة محرض على التعذيب بالضبط كمايحدث عند اسلام زوجة كاهن عند الجماعة المسيحية المصرية المتعصبة ،فقد تسبب اسلام الاسيرات والاخوات في فضيحة مدوية لارباب الكهنوت والأسر الجاهلة بحقيقة النصرانية وحقيقة الاسلام ، وتجهل هذه الأسر ماتعيش فيه بناتهن من سرور وفرح بالله وسكينة عظيمة وراحة عجيبة ، وايمان صحيح وقد قالتها المرحة "جيهان نادر وديع" عندما خاطبت اهلها في الفيديو المصور بأنها افضل من الأول واحسن ودعتهم الى ماهي عليه فكم هي عظيمة هذه البنت الكريمة (ولاتنسوا انها أول من كشف بالصوت والصورة عن حقيقة التعذيب في الأديرة، وقد شاهدت المختطفات ووسائل التعذيب) حماها الله.وقالت اختنا "رضا جرجس" التي اسلم زوجها أولا وكانت معترضة على اسلامه ثم بعد ان سمعت كلام الله وعاشت الايمان قالت بعد سنوات من اسلامها في ال(فيديو .. إسلام أسرة بالكامل زوج وزوجة وأبناء" والمنشور في المرصد بتاريخ الجمعة 12نوفمبر 2010):" انا عايشة في الجنة.. رغم ان انا وأولادي، احنا اولا نايمين على الأرض..في الأول وفي الآخر بأقول الحمد لله انا حاسة اني عايشة في الجنة احنا أولا نايمين على الأرض والله العظيم حاسة اني عايشة في الجنة ، وقالت انها كانت تذهب للكتيسة ولاتفهم شيء، بيستفزوني عشان أرجع .. بس انا ماسبتلهومش الفرصة دي ابدا.. انا الحمد لله على النعمة الي انا فيها ...عوض ربنا كبير... حسيت انا انا طايرة في السما.. مفيش حد أجبرني على حاجة... انا مايهمنيش اي حاجة ..ربنا بعتلي الناس فهومني.. حسيت اني بنيآدمة تانية .. (قالوا لها) عارفين مكانك ومكان ولادك مش هانسيبك.. كنت خايفة ميمهنيش اي حاجة اهم شيء عندي الولاد. التهديدات كلها كانت من أهلى. اخذوا شقتي وخذوا عفشي.. قالت لهم مفيش حاجة بتدوم.. انتو بتروحوا واحد ورا واحد كل يوم والتاني واحد منكم بيروح..حسبي الله ونعم الوكيل فيكم.. في الي انتوا قلتوه.. خايفة اوديهم المدرسة.. خايفة لاروح فأجدهم مش في المدرسة.. مفيش كده ابدا.. انتوا مقتنعين بده واحنا مقتنعين بدينا.. اتعرض علينا فلوس.. من الكنيسة.. القسيس اتصل علينا وقال احنا حانديك الي انت عايزة.. كل الي همهم الولاد وانا.."اشاعات الفضائح وحاملات النور لايبالين بالتزوير
ان الفطرة السوية لهؤلاء المؤمنات الأسيرات جعلتهم يقبلون على الحق العظيم بهمة عالية وثقة ثابتة وتحدى يعيد امجاد الايمان والشهادات الكبرى في التاريخ ، ماكشف ارهاب الكهنوت ونفسية اهل الإجرام الذين يلبسون مسوح الكهنة والرهبان، فاعتزلن هذه الصور الزائفة وقد بدت في صورة أعوان وزي زهاد ورهبان كقساوسة الاخدود والتعذيب الذين يعذبون النساء في مواضع سجودهم واماكن تسبيحهم!! ، يقول ابن القيم :" والله إِنهم لأَعداءٌ فى صورة أَولياءَ وحرب فى صورة مسالمين، وقطاع طريق فى صورة أَعوان. فواغوثاه ثم واغوثاه بالله الذى يغيث ولا يغاث {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ}* [التغابن: 14]، {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}* [المنافقون: 9].فالسعيد الرابح من عامل الله فيهم ولم يعاملهم فى الله، وخاف الله فيهم ولم يخفهم فى الله وأَرضى الله بسخطهم ولم يرضهم بسخط الله، وراقب الله فيهم ولم يراقبهم فى الله، وآثر الله عليهم ولم يؤثرهم فى الله، وأَمات خوفهم ورجاءَهم وحبهم من قلبه وأَحى حب الله وخوفه ورجاءَه فيه، فهذا هو الذى يكتب عليهم، وتكون معاملته لهم كلها ربحاً، بشرط أَن يصبر على أَذاهم ويتخذه مغنماً لا مغرماً وربحاً لا خسراناً".-كذلك فان الأوضاع الحالية للمجتمع المصري نفسه لاتعين على المضي في الاتجاه الصحيح اللهم الا ممن استعلى على الفساد واعان اهل البلاء والايمان ومنه المهاجرات والاسيرات.
والمجتمع الذي حكمه منذ سقوط الخلافة القوميون والماركسيون والشيوعيون والماديون المتغربون والرأسماليون والاشتراكيون والملاحدة وكل من هب ودب، يسيطر عليه اليوم الفقر والمرض بفعل فيروسات هؤلاء العلمانيين فهم سبب البلاء واس الشقاء كما تسيطر عليه بقية الأزمات الداخلية لاتدع اكثر الناس يفكرون في القضايا المصيرية وكأن الناس كما قال محمد الغزالي في كتابه نظرات في القرآن"2"):" كأنما ابتلعوا جرعا ثقيلة من الأفيون فهم يتثاءبون في كسل ويفكرون في ذهول وغفلة"(ص51، دار نهضة مصر) فإنشغال كتلة ضخمة من المجتمع المصري الحالي بقضايا أخرى لاأقول أهم ولكن قضايا حياتيه- مثل انشغال كثير من الشباب بعمل اضافي لتلبية الحاجات الضرورية واعراضهم عن تتبع القضايا الملحة ، يثني كثير منهم عن مساعدة مسلم جديد او الخروج في مظاهرة سلمية لنصرته، مع ان كثير من المصريين لايعلمون عن هذه الأحداث الأخيرة شيء ولو علموا لربما كان لهم معها شيء اخر.
فالهم الدنيوي شاغل، واللهو العلماني المتتابع في الافلام والمسلسلات ومافيها من غرز الشيطان واباحية واستباحة الكتاب والمخرجين-مثل خالد يوسف المخرج المصري- كل ذلك يحجب الحقائق ويدفع في اتجاه التغريب او التخريب، او تضييع الحقوق ونسيان الكرامة.
كذلك فان معرفة كثير من الناس بموقف الدولة من المعارضين لها من الجماعات الإسلامية المختلفة الإتجاهات ، وايضا علمهم بماتلقاه المعارضة-اياكانت- احيانا من ادانة ، مثل ماحدث لأيمن نور وعبد الحليم قنديل وعبد الوهاب المسيري رحمه الله وقيادات جماعة الاخوان وغيرهم، كل ذلك يتسبب في خيبة امل واحباط عند طوائف من الشعب قد يبعدهم لاشعوريا او شعوريا عن المشاركة السياسية او القيام بدور ايجابي تجاه القضايا الانسانية والمجتمعية المهمة.
الا اننا نؤكد ان جماهير عريضة من المثقفين الاسلاميين على مختلف اتجاهاتهم يؤيدها في توجهاتها جماهير غفيرة من المجتمع مازالت تقف وقفة ايجابية تجاه وأد الكنيسة للحرية والكرامة. وقد رأينا المظاهرات العارمة والوقفات المدهشة دفاعا عن حرية الأسيرات مطالبة بتحريرهن من أديرة العار الكنسي، يشاركها في وقفتها العملية والعلمية الممدوحة علماء كبار مثل الشيخ احمد المحلاوي والشيخ حافظ سلامة وبقية الشيوخ السلفيين من امثال الشيخ الحويني والحبيب محمد اسماعيل وسعيد عبد العظيم ، واحمد فريد وجماعة من الاخوان ايضا والجماعة الاسلامية وغيرهم من اصحاب الهمم العالية كالاستاذ جمال سلطان وكوكبة صحيفة المصريون الالكترونية وكذلك الدكتور محمد عمارة والاستاذ العوا حفظهم الله جميعا. وكذلك الاستاذ حسام ابو البخاري والاستاذ فاضل سليمان والشيخ الزغبي والدكتور منقذ السقار والشيخ ابو عبد الرحمن وغيرهم من كثير من الشباب المعتدل على برنامج البالتوك المشهور.
-عائق الاعلام العلماني المضاد، الرسمي منه والخاص، او الممول من اطراف مسيحية وهو غير مخوف على الاطلاق للمسلمات الجدد ولايبالين به فهن في شأن والدعاية الكاذبة المدعومة بالمال او السلطة في شأن آخر!، وان كان الاعلام الاسلامي يقوم على الدوام بكشف اغاليط هذه الآلة الشيطانية الدعائية وفضح سياسات طواغيتها وكشف اقطابها.
الكنيسة تُسعر الأخدود وحاملات النور لايبالين بالتعذيب!(1)
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=10842
إسألوا أوروبا عن سر إسلام كاميليا وابنة قسطنطين فعندها الخبر اليقين
http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?selected_article_no=10016