الكرسيّ في سورة البقرة

إنضم
02/03/2012
المشاركات
129
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
فرنسا
السلام عليكم، مَن، مِن السّلف، فسّر الكرسيّ في سورة البقرة بالعلم؟ بارك الله فيكم

مع الإشارة إلى ما قاله الشيخ مساعد إلى عدم الخلط:" فنفي دلالة الآية على صفة الكرسي لا يعني نفي الصفة، فتأمّل" و كما قال" نظير ذلك ما ورد عن ابن عباس في تفسير السّاق في سورة القلم بالمعنى اللغوي و لم ينف صفة السّاق الثابتة بغير ذلك من الأحاديث الصّحيحة."
 
ان من اعجب العجب ان يقال ان هناك صفة لله اسمها صفة الكرسي
ووالله ما سمعت احدا قال بهذا القول الا اليوم
ورحم الله من قال من يعش طويلا ير كثيرا
 
روى الحاكم وصححه على شرط الشيخين عن ابن عباس قال : الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر أحد قدره ( [1] ) ، ورُوي مرفوعًا عن ابن عباس وأبي هريرة ، ولا يصح ؛ والصحيح أن الكرسي غير العرش ، والعرش أكبر منه ، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار ؛ والله أعلم .
والمعلوم أن كل ما سوى الله تعالى مخلوق : من العرش إلى الفرش ، ولم يقل أحد من السلف بأن معنى الكرسي : ( العلم ) ، ولا موقع لما ذكره الشيخ مساعد هنا ، فلم يقل أحد أن الكرسي من صفات الله تعالى ، والعلم عند الله تعالى .


[1] - الحاكم:2/282،وصححه ووافقه الذهبي ، ورواه ابن أبي شيبة في كتاب العرش(61)، وروى نحوه ابن أبي حاتم في التفسير ( 2601 ) ، وأبو الشيخ في العظمة : 2 / 583 ( 27 ) ، 584 ( 28 ) ، وأبو إسماعيل الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد ( 14 ) ، والخطيب البغدادي في تاريخه : 9 / 252 .
 
التعديل الأخير:
روى الحاكم وصححه على شرط الشيخين عن ابن عباس قال : الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر أحد قدره ( [1] ) ، ورُوي مرفوعًا عن ابن عباس وأبي هريرة ، ولا يصح ؛ والصحيح أن الكرسي غير العرش ، والعرش أكبر منه ، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار ؛ والله أعلم .
والمعلوم أن كل ما سوى الله تعالى مخلوق : من العرش إلى الفرش ، ولم يقل أحد من السلف بأن معنى الكرسي : ( العلم ) ، ولا موقع لما ذكره الشيخ مساعد هنا ، فلم يقل أحد أن الكرسي من صفات الله تعالى ، والعلم عند الله تعالى .

[1] - الحاكم:2/282،وصححه ووافقه الذهبي ، ورواه ابن أبي شيبة في كتاب العرش(61)، وروى نحوه ابن أبي حاتم في التفسير ( 2601 ) ، وأبو الشيخ في العظمة : 2 / 583 ( 27 ) ، 584 ( 28 ) ، وأبو إسماعيل الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد ( 14 ) ، والخطيب البغدادي في تاريخه : 9 / 252 .

أحسن الله إليك
أخي جاء في تفسير الطبري :
قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في معنى " الكرسي " الذي أخبر الله - تعالى ذكره - في هذه الآية أنه وسع السموات والأرض فقال بعضهم : هو علم الله - تعالى ذكره - ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب وسلم بن جنادة ، قالا : حدثنا ابن إدريس ، عن مطرف ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " وسع كرسيه " قال : كرسيه علمه .
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا مطرف ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله . وزاد فيه : ألا ترى إلى قوله : " ولا يئوده حفظهما "
و ذكر محققا شرح ابن أبي العز على العقيدة الطحاوية الشيخ التركي و الشيخ شعيب الأرنؤوط أن هذا سند صحيح و الله أعلم۔
 
شكر الله لك - أخي معز - وأقرُّ بأنه قد فاتني أن أرجع إلى تفسير ابن جرير - رحمه الله - واستعجلت الرد ؛ ولكن هاهنا اختلف القول عن ابن عباس رضي الله عنهما وكلاهما صحيح إسنادا ، فأيهما يترجح في تفسير الآية ، الحق أني وجدت الشيخ محمود شاكر في تحقيقه لتفسير ابن جرير قد كفاني مؤنة ذلك ، قال : العجب لأبي جعفر ، كيف تناقض قوله في هذا الموضع ! فإنه بدأ فقال : إن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله e ، من الحديث في صفة الكرسي ، ثم عاد في هذا الموضع يقول : وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن ، فقول ابن عباس أنه علمُ الله سبحانه . فإما هذا وإما هذا ، وغير ممكن أن يكون أولى التأويلات في معنى ( الكرسي ) هو الذي جاء في الحديث الأول ، ويكون معناه أيضًا ( العلم ) ، كما زعم أنه دل على صحته ظاهر القرآن . وكيف يجمع في تأويل واحد ، معنيان مختلفان في الصفة والجوهر !! وإذا كان خبر جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، صحيح الإسناد ، فإن الخبر الآخر الذي رواه مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، صحيح الإسناد على شرط الشيخين ، كما قال الحاكم ، وكما في ( مجمع الزوائد : 6 : 323 ) : رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح .... ومهما قيل فيها ، فلن يكون أحدهما أرجح من الآخر إلا بمرجح يجب التسليم له .
وأما أبو منصور الأزهري فقد قال في ذكر الكرسي : والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهنى ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه قال : الكرسي موضع القدمين ، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره . قال : وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها . قال : ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم ، فقد أبطل .ا.هـ. وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله .
وقد أراد الطبري أن يستدل بعد بأن الكرسي هو ( العلم ) ، بقوله تعالى : ] رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا [ [ غافر : 7 ] ، فلم لم يجعل ( الكرسي ) هو ( الرحمة ) ، وهما في آية واحدة ؟ ولم يجعلها ، كذلك لقوله تعالى في سورة ( الأعراف : 156 ) : ] قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [ ؟ واستخراج معنى الكرسي من هذه الآية كما فعل الطبري ، ضعيف جدًا ، يجل عنه من كان مثله حذرًا ولطفًا ودقة .
وأما ما ساقه بعد من الشواهد في معنى ( الكرسي ) ، فإن أكثره لا يقوم على شيء ، وبعضه منكر التأويل ، كما سأبينه بعد إن شاء الله . وكان يحسبه شاهدًا ودليلا أنه لم يأت في القرآن في غير هذا الموضع ، بالمعنى الذي قالوه ، وأنه جاء في الآية الأخرى بما ثبت في صحيح اللغة من معنى ( الكرسي ) ، وذلك قوله تعالى في سورة ( ص :34 ) : ] وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ [ .انتهى كلامه رحمه الله ؛ والعلم عند الله تعالى ، واستغفره سبحانه مما أخطأت فيه .
 
جرحتم قلبي يا أخيأبو حسان ؛ أخطأتُ في العبارة و اللهم اغفر لي.

*)الشيخ لم يقل صفة الكرسي و الكرسي جاء في حديث صحيح أنّه مخلوق عظيم و لكن في الآية ، لو رجعنا لتفسير الطبري لوجدنا قولان و حتّى إن قلنا أنّه العلم في الآية فلا ننفي كون الكرسي من أعظم المخلوقات بعد العرش و نيّتي حسنة: فلكوني أتلوا الآية دبر كلّ فرض، تأمّلت السياق و وجدت كلام الطبري فيها مقنع و مريح و عيب عليّ أن أتلو آية كل يوم جاهلا لمعناها، فبالله عليكم، الرّفق الرّفق
و المسألة تحتاج إلى بحث و جزاكم الله خيرا
 
عودة
أعلى