الكتاب والقرآن والعدد سبعة

علي سبيع

New member
إنضم
01/04/2015
المشاركات
280
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
60
الإقامة
مصر
بسم1​
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .اما بعد
قال أبو المعالى في كتابه البرهان إعلم أن الله سمى القرآن بخمسة وخمسين إسما سماه كتابا وقرآنا ومبينا وفرقانا ...... انتهى من كتاب الإتقان للسيوطي.
وقال اهل العلم غلب على اسمائه القرآن والكتاب وكل تسمية او صفة فهي من معاني القرآن.
قال تعالى { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } فأخبرنا الله عز وجل أن كتابه فصل قرآنا عربيا وانتصاب {قُرْآنًا عَرَبِيًّا} على الحال أي فصلت آياته حال كونه قرآنا عربيا.
قال تعالى {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}.وفي سورة الحجر
قال تعالى {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)}.وفي سورة النمل قال تعالى {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)} .وقال اهل العلم العطف هنا في الآيتين من سورتي الحجر والنمل من باب عطف الشيئ على نفسه فالكتاب والقرآن واحد ومن اراد النظر الى العطف على إنه يفيد التغاير بين المتعاطفين فالتغاير هنا في الصفات وليس في الذوات (العقيدة الواسطية). ولما كان معنى الترادف حاصل من سورتي الحجر والنمل خطر لي استقراء لفظتي الكتاب والقرآن فيهما . فوردت لفظة الكتاب فيهما سبع مرات وكذلك لفظة القرآن وردت سبع مرات فيهما ولعل هذا يؤكد دلالة الترادف بين الكتاب والقرآن والله أعلم .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قولك أخي:"ولعل هذا يؤكد دلالة الترادف بين الكتاب والقرآن" فيه نظر، فالحق أنه ليس هناك ترادف تام بين لفظ "القرآن" ولفظ "الكتاب"، بل إن الترادف بمعنى المطابقة من كل الوجوه قليل في لغة العرب وربما منعدم في القرآن الكريم وهو ما رجحه شيخ الإسلام عليه رحمة المنان، يقول رحمه الله تعالى في مقدمة التفسير:"ومن الأقوال الموجودة عنهم-أي عن السلف- ويجعلها بعض الناس اختلافا أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة فإن الترادف في اللغة قليل وأما في ألفاظ القرآن فإما نادر وإما معدوم وقل أن يعبر عن لفظ واحد يؤدي جميع معناه بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من أسباب إعجاز القرآن فإذا قال القائل { يوم تمور السماء مورا } : إن المور هو الحركة كان تقريبا إذ المور حركة خفيفة سريعة وكذلك إذا قال الوحي الإعلام أو قيل : أوحينا إليك أنزلنا إليك أو قيل { وقضينا إلى بني إسرائيل } أي أعلمنا وأمثال ذلك فهذا كله تقريب لا تحقيق فإن الوحي هو إعلام سريع خفي والقضاء إليهم أخص من الإعلام فإن فيه إنزالا إليهم وإيحاء إليهم...وإن قيل أنه { ذلك الكتاب } هذا القرآن فهذا تقريب لأن المشار أليه وإن كان واحدا فالإشارة بجهة الحضور غير الإشارة بجهة البعد والغيبة ولفظ الكتاب يتضمن من كونه مكتوبا مضمونا ما لا يتضمنه لفظ القرآن من كونه مقروءا مظهرا باديا."اهــ.
فالكتاب لوحظ فيه معنى الكتابة فهو فعال بمعنى مفعول أي مكتوب كما لوحظ فيه معنى الجمع فهو من الكتب بمعنى الجمع ومنه الكتيبة لجماعة الخيل.
بخلاف القرآن الذي اختلف العلماء في لفظه من حيث الاشتقاق ومن حيث كونه مهموزا أو غير مهموز وفي سبب تسميته بهذا الاسم، وذلك على مذاهب شتى، منها: 1- أن القرآن سمي بهذا الاسم، من باب إطلاق المصدر وإرادة المفعول، باعتبار أنه مشتق من قرأ، ولهذه الكلمة معنيان: الأول: تلا: فالقرآن متلو ومقروء، والثاني: جمع: فالقرآن مجموع غير متفرق.
2- وقيل أنه سمي بالقرآن من باب إطلاق المصدر وإرادة اسم الفاعل، باعتبار أن مادته قرأ بمعنى جمع، فيكون قرآن بمعنى قارئ أي جامع، واختلف في معموله:
فقيل: هو جامع للآيات والسور وجامع لآيات الوعد والوعيد والحكم والأمثال والقصص والأحكام. ومنهم من قال أنه جامع لثمرات الكتب السابقة باعتباره ناسخا لها ومهيمنا عليها، والحق أنه لا منفاة بين هذه الأقوال ، فالقرآن جامع للسور والآيات والحكم وكذلك هو جامع لثمرات الكتب السابقة ولجميع العلوم النافعة.

3- وقيل سمي قرآنا لقرنه بين الآيات والسور، أي ضمه وجمعه لها، قال أبو عبيدة[SUP]([SUP][FONT=&quot][1][/FONT][/SUP])[/SUP]:" سمي القرآن قرآنا لأنه جمع السور بعضها إلى بعض"[SUP]([SUP][FONT=&quot][2][/FONT][/SUP])[/SUP].
[FONT=&quot]4- وقال الفراء[/FONT][SUP][FONT=&quot]([/FONT][/SUP][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][SUP][FONT=&quot])[/FONT][/SUP][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو مشتق من القرائن لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضا ويشابه بعضها بعضا وهي قرائن، وعلى القولين الأخيرين هو بلا همز أيضا ونونه أصلية.[/FONT]​
5- وذهب بعض أهل العلم إلى أن القرآن من القرء بمعنى الإظهار والبيان، لأن القارئ يظهره ويبينه من فيه، أخذا من قول العرب ما قرأت الناقة سلا قط أي ما رمت بولد أي ما أسقطت ولدا والقرآن يلفظه القارئ من فيه ويلقيه فسمي قرآنا[SUP]([SUP][FONT=&quot][4][/FONT][/SUP])[/SUP].


[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot])[/FONT] معمر بن المثنى التيمي بالولاء البصري، أبو عبيدة النحوي: من أئمة العلم بالادب واللغة، ولد سنة:110ه. حدث عنه: علي بن المديني، وأبو عبيد القاسم بن سلام وغيرهم، له نحو 200 مؤلف، منها مجاز القرآن إعراب القرآن. توفي رحمه الله تعالى سنة:209ه. انظر: سير أعلام النبلاء:(9/445) والأعلام للزركلي:(7/272).

([FONT=&quot][2][/FONT]) الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ط1،1/277.

([FONT=&quot][3][/FONT]) العلامة، صاحب التصانيف، أبو زكريا الفراء، يحيى بن زياد بن عبد الله صاحب الكسائي، ولد سنة 144ه. روى عن الكسائي و قيس بن الربيع وغيرهما، وروى عنه: سلمة بن عاصم ومحمد بن الجهم السمري وغيرهما، وكان ثقة. من تصانيفه:(معاني القرآن).توفي رحمه الله تعالى سنة 207ه. انظر: سير أعلام النبلاء:(10/119-120) ووفيات الأعيان:(6/176-182).

([FONT=&quot][4][/FONT]) وممن ذهب إلى هذا القول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى كما في كتابه الماتع زاد المعاد-5/635-.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الفاضل : ناصر عبد الغفور جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به
الحقيقة ارى ان الترادف له وجود في اللغة وهذا واقع له ما يؤيده قال سيبويه "اعلم ان من كلامهم اختلاف اللفظين والمعنى واحد " وقال قرطب" إنما اوقعت العرب اللفظين على معنى واحد ليدل على اتساعهم في كلامهم" وألف الاصمعي كتاب ما اختلف لفظه واتفق في معناه يدل ذلك على وجود ظاهرة الترادف عند العرب وإليك اقوال في معنى الترادف
عند العرب" إختلاف اللفظين والمعنى واحد"
التهانوي في كشافه "الترادف لغة ركوب احد خلف احد . وعند اهل العربية والاصول والميزان هو توارد لفظين مفردين او الفاظ كذلك في الدلالة على الانفراد بحسب اصل الوضع على معنى واحد من جهة واحدة "
من المتأخرين من قال(بالالفاظ المتكافئة) "وهي ما تدل على متحد فى الذات ومختلف في الصفات ". مثل اسماء القرآن والاسماء الحسنى .
تعريف الامام الرازي من السيوطي "توالي الالفاظ المفردة الدالة على معنى واحد باعتبار واحد"
البرازي "ان ثمة الفاظ احسن من الفاظ ومعناها في اللغة واحد والانكار للتساوي في الفصاحة لا في المعنى "
فبالنسبة لاسماء ام القرى فنحن نقول هي مكة او بكة على انها مترادفة في اللغة فهي تدل على مكان بعينه ولكن حين يكون اي منها في سياق قرآني لا تستطيع استبدال اسم بآخر ولا تجد ابلغ منه في سياقه وهذا من اعجاز القرآن لا محالة فوجود الترادف في اللغة قد يختلف عنه في القرآن ونقول في اللفظين انهما متباينان فالذي احاول ان اشير اليه في معنى الترادف بين الكتاب والقرآن هو ما ثبت بالفعل فيه هذا ما اردت مناقشته فعلى الاقل الكتاب والقرآن من الالفاظ المتكافئة .
 
عودة
أعلى