د. جمال القرش
Member
خصائص القيادة التربوية النبوية
من كتابي مهارات التدريس الفعال
أولاً: احتساب الأجر والمثوبة
قال تعالى:[ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] [ البينة:5 ].
يقول العلامة السعدي: فالتربية الإسلامية تهدف إلى تقوية الإيمان بالله وحده وذلك بالاعتراف بانفراد الله بالوحدانية والألوهية لله وحده، لا شريك له، وإخلاص الدين لله، والقيام بشرائعه الظاهرة، وحقائقه الباطنة (1).
وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه يقول: (( إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ ورَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ )) متفق عليه. البخاري رقم 1 ومسلم رقم / 1907.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )) رواه مسلم.كتاب البر والصلة والآداب. باب تحريم ظلم المسلم.رقم: 2564.
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : (( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنِ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا )) رواه مسلم رقم / 2674.
ثانيًا: طلب التوفيق من الله
قال تعالى: [ ومَا توْفيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ] [هود: 88].
أي: وما توفيقي في إصابة الحق فيما أريده إلا بالله عليه توكلت في جميع أموري، وإليه أرجع (1).
ومن صور الأدعية الجامعة:
* [ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي] [طه: 25: 28]، أي: رب وسع لي صدري لتحمل الرسالة، وأطلق لساني بفصيح المنطق; ليفهموا قولي [تفسير الجلالين، لسورة طه/25:28]
* [رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ][الأعراف:89]
* عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا النَّبِيِّ يَقُولُ: (( اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النارِ )) متفق عليه. رواه البخاري / 2688 ومسلم / 6389.
* عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رَسُولَ اللهِ يقول: (( إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ )) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ : (( اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ )) رواه مسلم./ 2654.
* عَنْ عَبْدِ اللهِ عن النبي أنه كان يقول: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى )) رواه مسلم رقم / 2721.
ثالثًًا: التحلي بالأخلاق الحميدة
1- أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقًا
قال تعالى: [ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ] [القلم:4].
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ )) صحيح الترمذي 1162.
2 - كن عادلاً بين طلابك
قال تعالى: [ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ] [الحجرات:9].
قال : (( اتَّقُوا اللَّهَ، وَاعْدِلُوا فِي أَوْلادِكُمْ )) رواه مسلم.
3- لا تدَّعِ كمال العلم
عن أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((بَيْنَمَا مُوسَى فِي ملإ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ مُوسَى: لا، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً ……فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ )) متفق عليه: البخاري/74، مسلم /2380.
4- كن متواضعًا بين طلابك
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( وإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ …)) رواه مسلم /2865.
5- كن صبورًا رفيقًا
قال تعالى: [ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ] [هود:115]، أي: لا يضيع ثواب المحسنين في أعمالهم. [التفسير الميسر، لسورة هود / 115].
قال تَعَالَى: [وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ] [النحل: 127].
أي: واصبر حتى يأتيك الفرج, وما صبرك إلا بالله, فهو الذي يعينك عليه ويثبتك، [الميسر، سورة النحل/127].
قال تَعَالَى: [ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ] [طه:132].
وقَالَ : ((إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إلا زَانَهُ )) رواه مسلم./2594.
6- لا تنتقم لنفسك
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: (( وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ، إلا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ )) متفق عليه. البخاري/3560. ومسلم./ 2327.
7- لا تغضب
قَالَ لرجل طلب منه الوصية مرارًا: (( لا تَغْضَبْ، لا تَغْضَبْ، لا تَغْضَبْ)) رواه البخاري رقم / 6116.
8- تجمل بالسكينة والوقار
قال تعالى: [ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ] [الفرقان:63].أي: وعباد الرحمن الصالحون يمشون على الأرض بسكينة متواضعين [الميسر، سورة الفرقان / 62].
عن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: قال النَّبِيُّ : (( …… أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ ……)) متفق عليه: البخاري/1671، مسلم /1282(1).
رابعًًا: غرس القيم والاتجاهات
القيمة: هي المعتقد، والاتجاه والميل والاهتمام والطموح، والمصالح المرسلة التي قررتها وطورتها مصادر التشريع الإسلامي، كالأمانة، والصدق، والعدل، وحسن الخلق، والتراحم، والتعاون، والإتقان، وتقدير الذات، والوسطية والاعتدال، والعلم والبحث، وتقدير الوقت، والتفكير وإعمال العقل، والإنجاز والتفوق، والتنظيم والتخطيط، وعدم اليأس (1).
قيم موجهة للمعلم:
1- الأصل في الإنسان الخير
قَالَ : (( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ،....)) متفق عليه، البخاري: 1385. مسلم: 2658.
2- أحب لطلابك ما تحبه لنفسك
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )) متفق عليه: رواه البخاري/ 13، ومسلم / 45.
3- ليكن شعارك الإخلاص والإتقان
قال تعالى: [ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ] [الملك:2].
4- كن ربانيًا
قال تعالى: [ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ] [آل عمران:79].
قَالَ ابْنُ جرير: (( كونوا، أيها الناس سادة الناس وقادتهم في أمر دينهم ودنياهم، ربَّانِيِّين بتعليمكم إياهم كتاب الله وما فيه من حلال وحرام، فرض وندب، وسائر ما حواه من معاني أمور دينهم، وبتلاوتكم إياه وِدرَاسَتِكُمُوهُ )) (1).
5- إياك واليأس
قال تعالى: [ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ] [يوسف:87].
أي: إنه لا يقطع الرجاء من رحمة الله إلا الجاحدون لقدرته, الكافرون به. [الميسر، سورة يوسف / 87].
خامسًا: حسن التواصل والتعامل
1- استخدام الحسنى في التعامل
قال تعالى: [ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة] [النحل:125].
أي: ادع -أيها الرسول- أنت ومَنِ اتبعك إلى دين ربك وطريقه المستقيم, بالطريقة الحكيمة التي أوحاها الله إليك في الكتاب والسنة, وخاطِب الناس بالأسلوب المناسب لهم, وانصح لهم نصحًا حسنًا, يرغبهم في الخير, وينفرهم من الشر, [التفسير الميسر، لسورة النحل / 125].
2- لا تكثر من اللوم والعتاب
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أَنَسًا غُلامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، (( فَوَاللَّهِ مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا؟! وَلا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا )) متفق عليه: البخاري/ 6911. مسلم / 2309.
3- راع حال السامع عند سردك
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ (( يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأيَّامِ كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا )) متفق عليه: البخاري: 68، مسلم 2821.
4 - إذا استنصحك طلابك فانصح لهم
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ فذكر منها … وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ )) رواه مسلم/2162 والبخاري/1240.
قال العلامة السعدي: (( وعلى المعلم النصح للمتعلم بكل ما يقدر عليه، من التعليم والصبر على عدم إدراكه، وعلى عدم أدبه، وجفائه مع شدة حرصه وملاحظته لكل ما يقومه ويهذبه ويحسن أدبه )) (1).
5- كن منبسطًا مع طلابك
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (( إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي )) متفق عليه: البخاري /6130، مسلم /2440 (2).
6- احرص على الألفة بين طلابك
قَالَ رسُولُ اللهِ :(( وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا…)) رواه مسلم/54.
7- كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يقول:
(( كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ، وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) متفق عليه: رواه البخاري /893. ومسلم / 1829.
8- لا تحقر المشاركات
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ؛ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ )) رواه مسلم / 2564.
سادسًا: بيان الخطاب ووضوحه
1- اجعل كلامك واضحًا مفهومًا
قال تعالى: [ وآتيناه الحِكمةَ وَفَصْلَ الخِطَابِ ] [ص:20].
ومعنى [الحكمة] الفهم والعقل والفطنة، وقيل العدل، والصواب.
ومعنى [فصل الخطاب]: قيل: هو إصابة القضاء وفهم ذلك، وقيل: هو الفصل في الكلام وفي الحكم (1).
عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ (( كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لأَحْصَاهُ )) متفق عليه: البخاري/ 2568، مسلم /2493.
قال العلامة ابن حجر: [لو عده العاد لأحصاه] أي: لو عد كلماته أو مفرداته أو حروفه لأطاق ذلك وبلغ آخرها والمراد بذلك المبالغة في الترتيل والتفهيم(2).
2- تحدث بلغة القرآن
قال تعالى: [ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ] [الزخرف:3].
- (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) بلغة العرب (لعلكم) يا أهل مكة (تعقلون) تفقهون معانيه [تفسير الجلالين، سورة الزخرف / 3].
3- لا تبالغ في رفع الصوت أو خفضه
قال تعالى: [ وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا] [ الإسراء:110]. ، فالصوت العالي جدًا مزعج، والمنخفض لا يسمع الآخرين، ومعنى سبيلا: أي وسطًا بين السر والجهر
4 - احذر من التكلف
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قال: (( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ )) قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ ؟ قال: (( الْمُتَكَبِّرُونَ )) رواه الترمذي، وانظر صحيح الترمذي: 2018.
وَالثَّرْثَارُ: كَثِيرُ الْكَلامِ تكُلَّفًا، وَالْمُتَشَدِّقُ الَّذِي يَتَطَاوَلُ عَلَى النَّاسِ فِي الْكَلامِ.
والتشدق منبوذ شرعًا وعرفًا لما فيه من تكلف الكلام، والمبالغة في إخراج الحروف، ففيها نوع من الكِبْر، والتعاظم على الآخرين حيث يخرج الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل أراد بالمتشدق المستهزىء بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم (1)
سابعًا: تعزيز المشاركات
1- التعزيز بالكلمة الطيبة
كقول جزاك الله خيرًا، قَالَ رسُولُ اللهِ : (( وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ )) متفق عليه. رواه البخاري / 2707 ومسلم / 1009. أطلق على الكلمة صدقة كدعاء وذكر وسلام وثناء وغير ذلك مما يجمع القلوب ويؤلفها (1).
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلادَةً فَهَلَكَتْ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ × رَجُلا فَوَجَدَهَا فَأَدْرَكَتْهُمْ الصَّلاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَصَلَّوْا فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ × فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ لِعَائِشَةَ جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَكْرَهِينَهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكِ لَكِ وَلِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ خَيْرًا. رواه البخاري / 324.
2- التحفيز بالثناء والمدح
وعن أُبي بنِ كعبٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ : (( يَا أَبَا الْمُنْذِرِ ! أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ قال: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قال: (( يَا أَبَا الْمُنْذِرِ! أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ )) قال: قُلْتُ: اللَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وقال: (( وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ! )) رواه مسلم رقم /810.
قال الإمام النووي: قوله:(ليهنك العلم) فيه دليل على كثرة علمه، وتبجيل العالم فضلاء أصحابه، وجواز مدح الإنسان في وجهه.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنهما قَالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ فَقَالَتْ الأَنْصَارُ: لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَأَتَى النَّبِيَّ × فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلامٌ فَسَمَّيْتُهُ الْقَاسِمَ فَقَالَتْ الأَنْصَارُ: لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ×: أَحْسَنَتْ الأَنْصَارُ سَمُّوا بِاسْمِي وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ. صحيح الأدب المفرد ج/1/293.
3- التعزيز بالدعاء
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ × دَخَلَ الْخَلاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا قَالَ مَنْ وَضَعَ هَذَا فَأُخْبِرَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)) البخاري / 140.
قال الإمام النووي: (( فيه فضيلة الفقه واستحباب الدعاء بظهر الغيب واستحباب الدعاء لمن عمل عملا خيرا مع الإنسان وفيه إجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له فكان من الفقه بالمحل الأعلى )) (1).
4- التعزيز بالابتسامة
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )). رواه مسلم / 1894.
5- التعزيز بالمكافأة
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ × يَصُفُّ عَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَكَثِيرًا مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ ثُمَّ يَقُولُ مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْزَمُهُمْ. رواه أحمد 1739.
ومثال ذلك: كأن يحفزه بمكافأة إذا فعل عملاً معينًا.
المراجع / كتاب مهارات التدريس الفعال ومهارات تدريس القرآن لـ جمال القرش
من كتابي مهارات التدريس الفعال
أولاً: احتساب الأجر والمثوبة
قال تعالى:[ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ] [ البينة:5 ].
يقول العلامة السعدي: فالتربية الإسلامية تهدف إلى تقوية الإيمان بالله وحده وذلك بالاعتراف بانفراد الله بالوحدانية والألوهية لله وحده، لا شريك له، وإخلاص الدين لله، والقيام بشرائعه الظاهرة، وحقائقه الباطنة (1).
وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه يقول: (( إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ ورَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ )) متفق عليه. البخاري رقم 1 ومسلم رقم / 1907.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )) رواه مسلم.كتاب البر والصلة والآداب. باب تحريم ظلم المسلم.رقم: 2564.
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : (( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنِ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا )) رواه مسلم رقم / 2674.
ثانيًا: طلب التوفيق من الله
قال تعالى: [ ومَا توْفيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ] [هود: 88].
أي: وما توفيقي في إصابة الحق فيما أريده إلا بالله عليه توكلت في جميع أموري، وإليه أرجع (1).
ومن صور الأدعية الجامعة:
* [ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي] [طه: 25: 28]، أي: رب وسع لي صدري لتحمل الرسالة، وأطلق لساني بفصيح المنطق; ليفهموا قولي [تفسير الجلالين، لسورة طه/25:28]
* [رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ][الأعراف:89]
* عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا النَّبِيِّ يَقُولُ: (( اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النارِ )) متفق عليه. رواه البخاري / 2688 ومسلم / 6389.
* عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رَسُولَ اللهِ يقول: (( إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ )) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ : (( اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ )) رواه مسلم./ 2654.
* عَنْ عَبْدِ اللهِ عن النبي أنه كان يقول: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى )) رواه مسلم رقم / 2721.
ثالثًًا: التحلي بالأخلاق الحميدة
1- أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقًا
قال تعالى: [ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ] [القلم:4].
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ )) صحيح الترمذي 1162.
2 - كن عادلاً بين طلابك
قال تعالى: [ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ] [الحجرات:9].
قال : (( اتَّقُوا اللَّهَ، وَاعْدِلُوا فِي أَوْلادِكُمْ )) رواه مسلم.
3- لا تدَّعِ كمال العلم
عن أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((بَيْنَمَا مُوسَى فِي ملإ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ مُوسَى: لا، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً ……فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ )) متفق عليه: البخاري/74، مسلم /2380.
4- كن متواضعًا بين طلابك
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( وإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ …)) رواه مسلم /2865.
5- كن صبورًا رفيقًا
قال تعالى: [ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ] [هود:115]، أي: لا يضيع ثواب المحسنين في أعمالهم. [التفسير الميسر، لسورة هود / 115].
قال تَعَالَى: [وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ] [النحل: 127].
أي: واصبر حتى يأتيك الفرج, وما صبرك إلا بالله, فهو الذي يعينك عليه ويثبتك، [الميسر، سورة النحل/127].
قال تَعَالَى: [ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ] [طه:132].
وقَالَ : ((إِنَّ الرِّفْقَ لا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إلا زَانَهُ )) رواه مسلم./2594.
6- لا تنتقم لنفسك
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: (( وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ لِنَفْسِهِ، إلا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ )) متفق عليه. البخاري/3560. ومسلم./ 2327.
7- لا تغضب
قَالَ لرجل طلب منه الوصية مرارًا: (( لا تَغْضَبْ، لا تَغْضَبْ، لا تَغْضَبْ)) رواه البخاري رقم / 6116.
8- تجمل بالسكينة والوقار
قال تعالى: [ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ] [الفرقان:63].أي: وعباد الرحمن الصالحون يمشون على الأرض بسكينة متواضعين [الميسر، سورة الفرقان / 62].
عن ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: قال النَّبِيُّ : (( …… أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ ……)) متفق عليه: البخاري/1671، مسلم /1282(1).
رابعًًا: غرس القيم والاتجاهات
القيمة: هي المعتقد، والاتجاه والميل والاهتمام والطموح، والمصالح المرسلة التي قررتها وطورتها مصادر التشريع الإسلامي، كالأمانة، والصدق، والعدل، وحسن الخلق، والتراحم، والتعاون، والإتقان، وتقدير الذات، والوسطية والاعتدال، والعلم والبحث، وتقدير الوقت، والتفكير وإعمال العقل، والإنجاز والتفوق، والتنظيم والتخطيط، وعدم اليأس (1).
قيم موجهة للمعلم:
1- الأصل في الإنسان الخير
قَالَ : (( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ،....)) متفق عليه، البخاري: 1385. مسلم: 2658.
2- أحب لطلابك ما تحبه لنفسك
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )) متفق عليه: رواه البخاري/ 13، ومسلم / 45.
3- ليكن شعارك الإخلاص والإتقان
قال تعالى: [ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ] [الملك:2].
4- كن ربانيًا
قال تعالى: [ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ] [آل عمران:79].
قَالَ ابْنُ جرير: (( كونوا، أيها الناس سادة الناس وقادتهم في أمر دينهم ودنياهم، ربَّانِيِّين بتعليمكم إياهم كتاب الله وما فيه من حلال وحرام، فرض وندب، وسائر ما حواه من معاني أمور دينهم، وبتلاوتكم إياه وِدرَاسَتِكُمُوهُ )) (1).
5- إياك واليأس
قال تعالى: [ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ] [يوسف:87].
أي: إنه لا يقطع الرجاء من رحمة الله إلا الجاحدون لقدرته, الكافرون به. [الميسر، سورة يوسف / 87].
خامسًا: حسن التواصل والتعامل
1- استخدام الحسنى في التعامل
قال تعالى: [ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة] [النحل:125].
أي: ادع -أيها الرسول- أنت ومَنِ اتبعك إلى دين ربك وطريقه المستقيم, بالطريقة الحكيمة التي أوحاها الله إليك في الكتاب والسنة, وخاطِب الناس بالأسلوب المناسب لهم, وانصح لهم نصحًا حسنًا, يرغبهم في الخير, وينفرهم من الشر, [التفسير الميسر، لسورة النحل / 125].
2- لا تكثر من اللوم والعتاب
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أَنَسًا غُلامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ قَالَ: فَخَدَمْتُهُ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، (( فَوَاللَّهِ مَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا هَكَذَا؟! وَلا لِشَيْءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا هَكَذَا )) متفق عليه: البخاري/ 6911. مسلم / 2309.
3- راع حال السامع عند سردك
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ (( يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأيَّامِ كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا )) متفق عليه: البخاري: 68، مسلم 2821.
4 - إذا استنصحك طلابك فانصح لهم
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ فذكر منها … وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ )) رواه مسلم/2162 والبخاري/1240.
قال العلامة السعدي: (( وعلى المعلم النصح للمتعلم بكل ما يقدر عليه، من التعليم والصبر على عدم إدراكه، وعلى عدم أدبه، وجفائه مع شدة حرصه وملاحظته لكل ما يقومه ويهذبه ويحسن أدبه )) (1).
5- كن منبسطًا مع طلابك
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (( إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ فَيُسَرِّبُهُنَّ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي )) متفق عليه: البخاري /6130، مسلم /2440 (2).
6- احرص على الألفة بين طلابك
قَالَ رسُولُ اللهِ :(( وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا…)) رواه مسلم/54.
7- كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يقول:
(( كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ، وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) متفق عليه: رواه البخاري /893. ومسلم / 1829.
8- لا تحقر المشاركات
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ؛ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ )) رواه مسلم / 2564.
سادسًا: بيان الخطاب ووضوحه
1- اجعل كلامك واضحًا مفهومًا
قال تعالى: [ وآتيناه الحِكمةَ وَفَصْلَ الخِطَابِ ] [ص:20].
ومعنى [الحكمة] الفهم والعقل والفطنة، وقيل العدل، والصواب.
ومعنى [فصل الخطاب]: قيل: هو إصابة القضاء وفهم ذلك، وقيل: هو الفصل في الكلام وفي الحكم (1).
عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ (( كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لأَحْصَاهُ )) متفق عليه: البخاري/ 2568، مسلم /2493.
قال العلامة ابن حجر: [لو عده العاد لأحصاه] أي: لو عد كلماته أو مفرداته أو حروفه لأطاق ذلك وبلغ آخرها والمراد بذلك المبالغة في الترتيل والتفهيم(2).
2- تحدث بلغة القرآن
قال تعالى: [ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ] [الزخرف:3].
- (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) بلغة العرب (لعلكم) يا أهل مكة (تعقلون) تفقهون معانيه [تفسير الجلالين، سورة الزخرف / 3].
3- لا تبالغ في رفع الصوت أو خفضه
قال تعالى: [ وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا] [ الإسراء:110]. ، فالصوت العالي جدًا مزعج، والمنخفض لا يسمع الآخرين، ومعنى سبيلا: أي وسطًا بين السر والجهر
4 - احذر من التكلف
عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قال: (( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ )) قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ ؟ قال: (( الْمُتَكَبِّرُونَ )) رواه الترمذي، وانظر صحيح الترمذي: 2018.
وَالثَّرْثَارُ: كَثِيرُ الْكَلامِ تكُلَّفًا، وَالْمُتَشَدِّقُ الَّذِي يَتَطَاوَلُ عَلَى النَّاسِ فِي الْكَلامِ.
والتشدق منبوذ شرعًا وعرفًا لما فيه من تكلف الكلام، والمبالغة في إخراج الحروف، ففيها نوع من الكِبْر، والتعاظم على الآخرين حيث يخرج الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل أراد بالمتشدق المستهزىء بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم (1)
سابعًا: تعزيز المشاركات
1- التعزيز بالكلمة الطيبة
كقول جزاك الله خيرًا، قَالَ رسُولُ اللهِ : (( وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ )) متفق عليه. رواه البخاري / 2707 ومسلم / 1009. أطلق على الكلمة صدقة كدعاء وذكر وسلام وثناء وغير ذلك مما يجمع القلوب ويؤلفها (1).
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلادَةً فَهَلَكَتْ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ × رَجُلا فَوَجَدَهَا فَأَدْرَكَتْهُمْ الصَّلاةُ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَصَلَّوْا فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ × فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ لِعَائِشَةَ جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ تَكْرَهِينَهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ ذَلِكِ لَكِ وَلِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ خَيْرًا. رواه البخاري / 324.
2- التحفيز بالثناء والمدح
وعن أُبي بنِ كعبٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ : (( يَا أَبَا الْمُنْذِرِ ! أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ قال: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قال: (( يَا أَبَا الْمُنْذِرِ! أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ )) قال: قُلْتُ: اللَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وقال: (( وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ! )) رواه مسلم رقم /810.
قال الإمام النووي: قوله:(ليهنك العلم) فيه دليل على كثرة علمه، وتبجيل العالم فضلاء أصحابه، وجواز مدح الإنسان في وجهه.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنهما قَالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ فَقَالَتْ الأَنْصَارُ: لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَأَتَى النَّبِيَّ × فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلامٌ فَسَمَّيْتُهُ الْقَاسِمَ فَقَالَتْ الأَنْصَارُ: لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ×: أَحْسَنَتْ الأَنْصَارُ سَمُّوا بِاسْمِي وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ. صحيح الأدب المفرد ج/1/293.
3- التعزيز بالدعاء
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ × دَخَلَ الْخَلاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا قَالَ مَنْ وَضَعَ هَذَا فَأُخْبِرَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)) البخاري / 140.
قال الإمام النووي: (( فيه فضيلة الفقه واستحباب الدعاء بظهر الغيب واستحباب الدعاء لمن عمل عملا خيرا مع الإنسان وفيه إجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له فكان من الفقه بالمحل الأعلى )) (1).
4- التعزيز بالابتسامة
قَالَ رسُولُ اللهِ : (( لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )). رواه مسلم / 1894.
5- التعزيز بالمكافأة
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ × يَصُفُّ عَبْدَ اللَّهِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَكَثِيرًا مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ ثُمَّ يَقُولُ مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْزَمُهُمْ. رواه أحمد 1739.
ومثال ذلك: كأن يحفزه بمكافأة إذا فعل عملاً معينًا.
المراجع / كتاب مهارات التدريس الفعال ومهارات تدريس القرآن لـ جمال القرش