محمد محمود إبراهيم عطية
Member
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : أما سلف المسلمين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، وأئمة المسلمين المشهورون بالإمامة فيهم ، كالأربعة وغيرهم ، وأهل العلم بالكتاب والسنة ، فيفرقون بين مملوكاته وبين صفاته ، فيعلمون أن العباد مخلوقون ، وصفات العباد مخلوقة ، وأجسادهم ، وأرواحهم ، وكلامهم وأصواتهم بالكتب الإلهية وغيرها ، ومدادهم وأوراقهم ، والملائكة ، والأنبياء ، وغيرها ، ويعلمون أن صفات الله القائمة به ليست مخلوقة ، كعلمه ، وقدرته ، وكلامه ، وإرادته ، وحياته ، وسمعه ، وبصره ، ورضاه وغضبه ، وحبه وبغضه ؛ بل هو موصوف بما وصف به نفسه ، وبما وصفته به رسله ، من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ، ولا تمثيل ؛ فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ، ووصفه به رسله ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ولا يتأولون كلام الله بغير ما أراده ، ولا يمثلون صفات الخالق بصفات المخلوق ، بل يعلمون أن الله سبحانه ليس كمثله شيء ، لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، بل هو موصوف بصفات الكمال ، منزه عن النقائص ، وليس له مثل في شيء من صفاته ، ويقولون : إنه لم يزل ولا يزال موصوفًا بصفات الكمال ، لم يزل متكلمًا إذا شاء بمشيئته وقدرته ، ولم يزل عالِمًا ، ولم يزل قادرًا ، ولم يزل حيًّا ، سميعًا ، بصيرًا ، ولم يزل مريدًا ، فكل كمال لا نقص فيه يمكن اتصافه به فهو موصوف به ، لم يزل ولا يزال متصفًا بصفات الكمال ، منعوتًا بنعوت الجلال والإكرام سبحانه وتعالى ... ( الجواب الصحيح : 2 / 163 ، 164 ) .