القول العذب المورود في أحكام المدود

إنضم
30/07/2007
المشاركات
66
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
القول العذب المورود في أحكام المدود ( المدود: أحكامًا وتوجيهًا وإعجازًا ) جمع وترتيب سامح سالم عبد الحميد الحمد لله على ما أنعم , والشكر له على ما ألهم , وصلى الله على محمد وسلم وبعد ... فهذا بحث في أحكام المدود جمعته من كتب عدة مع العناية بالتوجيه وتحرير بعض المسائل والله أسأل أن ينفع به . باب : المد والقصر الأصل في هذا الباب قول أنس رضي الله عنه عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: ”كان يمدّ مدًّا“ رواه البخاري، ورواية النسائي: ”كان يمدّ صوته مدًّا“. وكذلك حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما قرأ عليه رجلٌ: ﴿إنما الصدقات للفقراء والمساكين﴾ ولم يمد صوته، فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم»، ثم قال: ﴿للفقرآء﴾ ومدّها. أولاً: تعريف المد: لغةً : الزيادة ﴿ويمددكم بأموال وبنين﴾ أي يزدكم . تقول : مدّ الشيء: زاد فيه، ومدّ الحرف: طوله في النطق أو الكتابة. وفي التنزيل: ﴿والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر﴾. ومد يمد، وتستعمل بالألف، تقول: أمدّ يمدّ. واصطلاحًا: إطالة زمن صوت حرف المد إلى أكثر من حركتين عند ملاقاة همز أو سكون . ويقابل المد: القصر، وهو لغةً : الحبس، ومنه قوله تعالى: ﴿حور مقصورات في الخيام﴾ أي محبوسات . واصطلاحًا: ترك تلك الزيادة التي أثبتناها في المد، أي إثبات حرف المد بمقدار حركتين . وهناك تعريف آخر: المد مطلقًا: طول زمان صوت الحرف فهو ليس بحرف ولا حركة ولا سكون بل هو شكل دال على صورة غيره كالغنة في الأغن فهو صفة للحرف . أ. هـ إتحاف فضلاء البشر للبنا . أقسام المد: والمد قسمان : أصلي ، وفرعي .وسماهما الداني : طبيعا و متكلفا . فالأصلي هو المد الطبيعي الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون . بل يكفي فيه وجود أحد حروف المد الثلاثة . وسمي طبيعيًا لأن صاحب الطبيعة السليمة لا يزيد ولا ينقص عن مقداره، ومقداره ألف، والألف حركتان . والحركة : بمقدار قبض الأصبع أو بسطه . الأمثلة : قال، قيل، يقول . وقيل: إن مقدار الحركة هو مقدار النطق بحرف هجائي على الوجه الذي يقرأ به القارئ من السرعة أو البطء . والمد الفرعي : هو المد الزائد على المد الطبيعي، لسبب من الأسباب الآتي ذكرها. حروف المد وشروطها حروف المد ثلاثة: (واي). الألف : ولا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا. والواو الساكنة : وشرطها أن يُضم ما قبلها، والياء الساكنة : وشرطها أن يُكسر ما قبلها. وأما إذا سكنت الواو والياء وانفتح ما قبلهما: فحينئذ يسميان حرفي لين فقط، مثل: البَيْت، وخَوْف . ويصدق اللين على حرف المد، فيقال: حرف مد ولين، ولا يقال على حرفي اللين فقط حرفي مد ولين وصلاً، ويجوز وقفًا. اهـ إتحاف فضلاء البشر . واعلم أن الأصل في المد الألف إذ لا تتحرك أبدا ولا تكون حركة ما قبلها إلا من جنسها بخلاف الواو والياء فإنهما قد يتحركان ويكونان بعد الفتحة فإذا سكنا بعد حركة مجانسة أشبها الألف فحينئذ يكونان حرفي مد . أ . هـ الدر النثير للمالقي وقال الإمام مكي : والألف هي الأصل والياء والواو مشبهتان بالألف وإنما أشبهتا الألف لأنهما ساكنتان كالألف لأن حركة التي قبلهما كالألف ولأنهما يعربان بهما كالألف ولأنهما يبدلان من الألف والألف تبدل منهما في أشباه بهذا . أ . هـ الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة فوائد 1ـ أسباب اختصاص هذه الأحرف(واي) بالمد سبب اختصاص حروف العلة بشروطها الثلاثة بالمد هو اتساع مخارجها فجرت بحبسها. أما غير حروف العلة فهي مساوية لمخرجها فانحصرت فيه. اهـ كلام النويرى ويقول ابن يالوشة : ( بنية هذه الحروف الثلاثة لا تكون إلا ممدودة لأنها أصوات في الفم ) أ.هـ شرح الجزرية . ويقول الشيخ الحصري: « خصت هذه الحروف بالمد دون غيرها لأنها أنفاس قائمة بهواء الفم، وحركاتها في غيرها، فلذا قبلت الزيادة بخلاف غيرها، فإن لها حيزًا محققًا، وحركاتها في نفسها فلم تقبل الزيادة» أ.هـ أحكام تلاوة القرآن للحصري . 2- يرى فريق من العلماء أن الحركات أبعاض حروف المد واللين ، وسميت الحركة حركة لأنها تزلزل الحرف عن مستقرّه وحده وتقلقه وتزعجه . فالضمة بعض الواو، وجاز أن تسمى بالواو الصغيرة . والكسرة بعض الياء، وجاز أن تسمى بالياء الصغيرة . والفتحة بعض الألف، وجاز أن تسمى بالألف الصغيرة . أ . هـ الموضح . فائدة يقول الحريري: «وسمي الضم رفعًا لأن الضمة من الواو، ومخرج الواو من الشفتين وهما أرفع الضم ، وسمي الفتح نصبًا لأن الفتحة من الألف، والألف حرف منتصب يمتد إلى أعلى الحنك، وسمي الكسر جرًا لأن الكسرة من الياء التي تهوي عند النطق سفلاً، فكأنه مأخوذ من جر الجبل وهو سفحه، وأكثر النحويين إن الحركات مأخوذة من حروف المد ومتفرعة عنها، وبعضهم قال هذه الحروف مأخوذة من الحركات احتجاجًا بأنه متى أشبعت الفتحة صارت ألفًا، والضمة صارت واوًا، والكسرة صارت ياءًا، فإن لم يكن قبل الواو ضم ولا قبل الياء مكسور لم يكن من المدود». أقول ـ سامح ـ : والخلاف لن يؤثر في شيء سواء كان الحرف مأخوذا من الحركة أو العكس . 3- لا تكون الألف إلا منقلبة عن ياء أو واو، مثل:قال: قول . و باع: بيع. 4- يقول ابن جني عن الألف : «إذا أردت نطق الألف تقول (لا) ولا تقل (لام ألف)، لأنهم إذا أرادوا النطق بالألف وهي ساكنة لا يمكن الابتداء بها، توصلوا إلى النطق بها بإدخال اللام عليها، فإن قيل: ولم خصت اللام دون غيرها؟ فالجواب: أن العرب لما توصلوا بألف الوصل إلى اللام الساكنة في (الرجل) توصلوا إلى الألف الساكنة باللام مُقَاصَّة» أ . هـ الجني الداني في حروف المعاني. 5- جميع الحروف تُدغم ويُدغم فيها، إلا الألف لأنها ساكنة أبدًا، وليس للألف مثل. وأحرف الإشباع هي الألف والياء والواو. 6- الحرف المتصل في علم التجويد هو الواو، وذلك أنها تهوي في مخرجها في الفم لما فيها من اللين حتى تتصل بمخرج الألف. 8- تتميز الألف عن الواو والياء بأنها تمال نحو الياء. 9- حروف المد الثلاثة تسمى حروف خفية، لأنها تخفى في اللفظ إذا اندرجت بعد حرف قبلها. 10- الصوائت: هي الأصوات التي تُنطق بإخراج كمية من الهواء من الرئتين دون أن تصادف في طريقها عائقًا في جهاز النطق. وهي في اللغة العربية تكون : إما قصيرة : وهي الحركات، الضمة والفتحة والكسرة. وإما طويلة أو ممدودة أو مشبعة : الألف والواو والياء. أ . هـ موسوعة الحروف وقال عبد الوهاب القرطبي : سميت مصوتة لأن النطق بهن يصوت أكثر من تصويته بغيرهن لاتساع مخرجهن وامتداد الصوت بهن . أ . هـ الموضح في التجويد 11- تسمى الألف والياء والواو والهمزة والهاء أحرف الوقف. أ . هـ موسوعة الحروف 12- حروف المد تسمى الهوائية: لأنها نسبت إلى الهواء الذي هو عمدة خروجها من الفم. 13- إذا تحركت الواو أو الياء تسمى أحرف علة فقط. وأحرف علة ولين إذا كانتا ساكنتين وقبلهما فتح. وأحرف علة ومد ولين إذا كانتا ساكنتين وقبلهما حركة من جنسهما. 14- الأصل هو القصر لعدم احتياجه إلى سبب. والتوسط والمد فرع ، لحاجتهما إلى سبب. وقد يُطلق المد على إثبات حرف المد، والقصر على حذفه .أ . هـ الإضاءة 15- القصر المقصود به في المد الطبيعي ترك الزيادة، لا ترك المد بالكلية، لأن ذلك سيؤدي بالطبع إلى حذف حرف من القرآن . 16- يقول أبو شامة: «لا فرق في حرف المد بين أن يكون مرسومًا نحو (قال) أو غير مرسوم نحو (الرحمن)». 17- مقدار المد: يقول الملا علي: معرفة مقدار المدات المقدرة بالألفات.كأن تقول: مرة – مرتين ، تمد صوتك بقدر قولك: ألف ألف أو كتابتها أو بقدر عقد أصابعك في امتداد صوتها، وهذا كله للتقريب لا تحديد للشأن، إذ لا يضبطه إلا المشافهة والإدمان . وأما المرعشي فيقول : «المد بقدر ألف مدِّكَ، بقدر قولك : ألف، أو بقدر عقد إصبعك ، فاعرف مراتب المد بعقد أصابعك، ولا تضبط مراتب المد إلا بالسماع من الشيخ الماهر». وأما محمد مكي نصر فيقول :«فإن قيل ما قدر الألف، فقل: هو أن تمد صوتك بقدر النطق بحركتين، إحداهما حركة الحرف الذي قبل حرف المد، والأخرى هي حركة حرف المد، مثاله: (ب - ب). فحركة الباء الأولى هي حركة الحرف الذي قبل حرف المد، والثانية هي مقدار حرف المد، نحو (قال - يقول - قيل)، فحركة القاف في الأمثلة هذه هي إحدى الحركتين المذكورتين، والألف في المثال الأول والواو في المثال الثاني والياء في المثال الثالث هي الحركة الثاني». اهـ الثغر الباسم يقول محمد مكي نصر: «وكان مشايخنا يقدرون لنا ذلك تقريبًا بحركات الأصابع، أي قبضًا وبسطًا بحالة ليست بسرعة ولا تأن». أ . هـ نهاية القول المفيد التعليق : أقول ـ سامح ـ : هاأنت قد رأيت أن جمعا من القدامي يقدرون حركة المد بالأصابع فلا حجة لمن أنكر هذا خصوصا أنها للتقريب . 18- زمان نطق الحرف الممدود : «الممدود نظير المتحرك من حيث إن زمان النطق بالحرف الممدود أطول من زمان النطق بغيره ، كما أن زمان النطق بالحرف المتحرك أطول من زمان النطق بالحرف الساكن ، فصار المد في كونه فاصلاً كالحركة (المد قائم مقام الحركة)» أ . هـ الموضح للقرطبي . وهو معنى قول سيبويه: «إن الإدغام حسن، لأن حرف المد بمنزلة المتحرك من الإدغام»، يعني أن الممدود صار بزيادته وطوله كالمتحرك، فإذا أردنا تطويل الحرف أي زمان شئنا لم يمكن ذلك إلا في حروف المد. 19 ـ خصائص حروف المد أوضح المبرد تميز حروف المد عن غيرها فقال : ( هى حروف بائنة من جميع الحروف , لأنها لا يمد صوت إلا بها , والإعراب منها , وتحذف لالتقاء الساكنين في المواضع التي تحرك فيها غيرها . أ. هـ الدراسات الصوتية للدكتور غانم قدوري نقلا عن المقتضب في اللغة للمبرد 20 ـ المد ليس حرفا ولا حركة بل زيادة علي كمية حرف المد . أ . هـ المنح الفكرية 21 ـ اختلف العلماء في أى حرف أمكن حروف المد ؟ بعضهم قال : الواو ثم الياء ثم الألف وقال بعضهم :أمكن حروف المد الألف ثم الياء ثم الواو والذي عليه الجمهور استواء الثلاثة . انظر المفيد للحسن بن قاسم المرادي 22 ـ مقدار المد يرجع إلي المرتبة التي تقرأ بها فمثلا القراءة بمرتبة التحقيق مقدار المد أطول من القراءة بمرتبة الحدر .انظر النشر والتمهيد لابن الجزري والمفيد للمرادي المد الأصلي يقول الحصري: «وعلامة المد الأصلي أن لا يوجد قبل حرف المد همز، ولا يوجد بعده همز ولا سكون». المد الأصلي له ثلاثة أحوال: 1- يكون ثابتًا في الحالين ، أوائل السور في (حي طهر) 2- يكون ثابتًا وصلاً فقط ﴿بيده ملكوت﴾ يطلق عليه مد الصلة وهو خاص بهاءالضمير. 3- يكون ثابتًا وقفًا فقط، مثل: ﴿وهاجًا﴾ - الألفات السبعة ﴿الظنونا﴾ ﴿الرسولا﴾ الخ. 4- يكون ثابتًا وقفًا فقط ﴿قالا الحمد﴾ ففي الوصل يكون الحذف تخلصا من التقاء الساكنين. علل العلماء تسميته أصليًا بأنه أصل للمد الفرعي، وسمي فرعيًا لتفرعه من الأصل، نظرًا لقيام حروف المد بدونه وإلى توقفه على سبب». اهـ ويسمى بالمد الطبيعي وهو الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا تستقيم الكلمة إلا بوجوده. سبب تسميته أصليًا: سمي أصليًا لأصالته بالنسبة إلى غيره من المدود، وذلك لثبوته على حالة واحدة، وهي مده حركتان، ولأن ذات الحرف لا تقوم إلا به، ولعدم توقفه على سبب. ويسمى طبيعيًا لأن صاحب الطبيعة السليمة لا يزيده ولا ينقصه عن حركتين. وسمى المد الذاتي لأن ذات الحرف لا تقوم إلا به . من ألقاب المد الأصلي: 1- التمكين نحو: ﴿آمنوا وعملوا﴾. 2- العوض في ﴿وهاجًا﴾. 3 ـ الذاتي والطبيعي . أسباب المد الفرعي وتسمى موجباته وهي شيئان : أحدهما لفظي والآخر معنوي. السبب اللفظي: هو الهمز أو السكون. فللهمز ثلاثة أنواع المد المتصل والمنفصل والبدل، مثل: ﴿جاء﴾ ﴿يا أيها﴾ ﴿وءامنوا﴾. والسكون إما لازم أو عارض، مثل: ﴿الضالين﴾ ﴿نستعين﴾. والسبب الثاني المعنوي: كقصد المبالغة في النفي للتعظيم، مثل «لا إله إلا الله» لمن قصر المنفصل، وهو قوي مقصود عند العرب لكنه أضعف عند القراء. ويسمى مد التعظيم والمبالغة لأنه طلب المبالغة في النفي للألوهية عن سوى الله سبحانه. ومد التبرئة عن حمزة في نفي ﴿لا ريب﴾ ، وهي لا النافية للجنس وداخلة علىنكرة نحو ﴿لا ريب﴾ ﴿لا خوف﴾ . ملحوظة : من أراد لحفص قصر المنفصل ومد التعظيم فيما تحته خط (لا إله إلا الله) خاصة، فإنه يلزمه مد المتصل ست حركات، ويلزمه غنة في اللام والراء، ويلزمه مد التعظيم أربع حركات، وكل هذا من طريق كتاب الكامل الهذلي فتنبه ! وارجع إلىصريح النص إن أردت المزيد أحكام المد الفرعي: الوجوب - الجواز - اللزوم الوجوب: خاص بالمد المتصل فقط. الجواز: المنفصل، العارض للسكون، البدل. اللزوم: خاص بالمد اللازم فقط. التوجيه : المتصل واجب لوجوب مده زيادة على المد الطبيعي اتفاقًا عند جميع القراء، وكان المنفصل والعارض للسكون والبدل حكم كل منها الجواز لجواز مدها وقصرها. وكان اللازم لازمًا للزوم مده حالة واحدة وهو ست حركات. المد المتصل تعريفه :إذا اجتمع حرف المد مع الهمز في كلمة واحدة سمي متصلا، مثل: الألف في ﴿السماء﴾، والواو في ﴿قروء﴾، والياء في ﴿هنيئا﴾ . سبب التسمية : لاتصال حروف المد بسبب المد (الهمز). حكمه : وجوب مده زيادة على مقدار المد الطبيعي . التوجيه : حرف المد خفي ضعيف والهمز صعب، فزيد في الخفي ليتمكن من النطق بالصعب.أ.هـ ابن الجزري في النشر وأشار عبد الوهاب القرطبى إلى توجيهه بقوله : ( إنما مدت لئلا يكون اللسان متثقلا عن الأخف إلى الأثقل دَفْعَةً فلا يتحقق مخرج الهمزة فقويت بالمد إرادة لبيان الهمز وقصدا لتحقيق مخرجها وتوقي لتمكن النطق بها ) . أهـ الموضح ويقول النويري: «توجيه المد مع الهمز ليتمكن من اللفظ بالهمز على حقه». وأضاف محمد مكي نصر قائلا : «ليكون صونا لحرف المد عن أن يسقط عند الإسراع لخفائه وصعوبة الهمز». أ . هـ نهاية القول المفيد والهمز ثقيلة في النطق لأنها حرف شديد مجهور. وقد يسأل سائل : لم أظهرحرف المد بالمد دون التضعيف ؟ والجواب : أن التضعيف تثقيل ولأن المد مجانس للحرف من حيث إنه لا يخرج من مخرجه إلا به فكان إظهاره به أولى ولأن الألف لا يمكن تضعيفها . انظر فتح الوصيد للسخاوي لا تنس : المد المتصل له محل اتفاق ومحل اختلاف بين القراء، محل الإتفاق: مده أكثر من الطبيعي، ومحل الاختلاف: التفاوت في المقدار. أهـ نهاية القول المفيد مقدار مده : يمد أربع حركات أو خمسا وصلا ووقفا، ويزاد ست حركات في حالة الوقف إذا كانت همزته متطرفة. تنبيه : يقول ابن الجزري: «تتبعت قصر المتصل فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة». أهـ النشر ويقول النويري في شرح الطيبة: «توهم أبو شامة جواز قصره». ويقول صاحب المنح الفكرية: «وأما ما نقله أبو شامة من جواز قصر المتصل نقلا عن الهزلي فمردود بما صرح به الناظم في النشر، حيث قال: (وهذا شيء لم يقله الهزلي ولا ذكره العراقي وإنما ذكر العراقي التفاوت في مده فقط، ثم قال ابن الجزري وتتبعته -القصر للمتصل- فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة بل رأيت النص بمده عن ابن مسعود ”للفقراء والمساكين“)». أهـ الملا علي أقول ـ سامح ـ : وإليك نص أبي شامة قال: ( ومنهم من أجرى فيه الخلاف المذكور في كلمتين ) ألقاب المد المتصل: 1- مد الأصل: ﴿جاء﴾ ﴿شاء﴾ لأن حرف المد والهمزة من أصل الكلمة، وإيضاحه أن الأصل (جَيَأ) (شَيَأ) فالياء هي أصل الكلمة لأنها على وزن فعل مقابل العين فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا . 2- المدالممكن : ﴿أولئك﴾ لأن القاريء لا يتمكن من تحقيق الهمزة وإخراجها من مخرجها إلا به . 3- المد المتوسط: ﴿رئاء﴾ ﴿برءاء﴾ لتوسط حرف المد بين همزتين مخففتين وهو مشكل. 4 ـ مد البنية : لأن الاسم بني على المد فرقا بينه وبين المقصور. يقول السيوطي: «والفرق بين مد الأصل (جاء وشاء) ومد البِنْيَةُ أن تلك الأسماء بنيت على المد فرقا بينها وبين المقصور وهذه مدات في أصول أفعال أُحدثت لمعان». أهـ الإتقان في علوم القرآن المد المنفصل تعريفه : أن يقع بعد حرف المد همز قطع منفصل عنه في كلمة أخرى، مثل: الألف في ﴿إنا أعطيناء﴾، والواو في ﴿قوا أنفسكم﴾، والياء في ﴿وفي أنفسكم﴾. تعريف آخر: «أن يكون حرف المد آخر كلمة والهمز أول كلمة أخرى».أ . هـ العقد النضيد في شرح القصيد للسَّمين الحلبي حكمه : جواز مده وقصره إلا أن طريق القصر ليس من طريق الشاطبية، بل من طريق الطيبة، فلا يجوز للقاريء أن يقرأ بقصر المنفصل إلا إذا كان على دراية بالأحكام المترتبة عليه. سبب التسمية : سمي منفصلا لانفصال السبب وهو الهمز عن حرف المد، كل منهما في كلمة. مقدار مده : يمد أربع حركات أو خمسا. * المد خمس حركات يعرف بأنه من زيادة القصيد، بمعنى أن صاحب التيسير الذي هو أصل الشاطبية ذكره عن عاصم ولكن المد أربع حركات هو المقدم في الأداء لأن الشاطبي كان يأخذ به ولم يذكر غيره في قصيدته. ويرى صاحب غيث النفع أن هذا هو الذي ينبغي الاخذ به . وفي ذلك يقول السمنودي: قد مد ذا فصل وما يتصل *** خمسا وأربعا وهذا أعدل ويقول صاحب هداية القاريء: «التوسط وفويق التوسط للشاطبي مأخوذ بهما، والوجهان صحيحان غير أن التوسط هو المشهور والمقدم في الأداء ولم أقرأ بسواه في هذا الطريق وهو الذي ارتضاه الشاطبي ولم يقريء بسواه». ويقول الضباع : نص عليه السخاوي وهو الذي استقر عليه رأي المحققين قديما وحديثا .أ . هـ إرشاد المريد إلي مقصود القصيد ملحوظة : سواء كان المد ثابتا رسما أم ساقطا منه ، ثابتا لفظا كما مثلنا وجب المد. وإليك الأمثلة ﴿ما أنزل﴾ هذا مثال الثابت رسما. ﴿يأيها﴾ هذا مثال الساقط رسما. ويجب المد في كليهما لمن لا يقصر المنفصل. والسؤال الآن : هل يجوز قصر المنفصل؟ والجواب قلت آنفا : بأن القصر جائز لكن ليس من طريق الشاطبية بل من طريق الطيبة. س2: فما معنى القصر للمنفصل إذن؟ ج2: هو حذف المد العرضي وإبقاء ذات حرف المد على ما فيها من غير زيادة. أهـ النشر ألقاب المد المنفصل: 1- يقال له مد البسط لأنه يبسط بين كلمتين. 2- يقال له مد الفصل لأنه يفصل بين الكلمتين. 3- يقال له مد الاعتبار لاعتبار الكلمتين من كلمة. 4- يقال له مد حرف لحرف أي مد كلمة لكلمة. 5- يقال له المد الجائز من أجل الخلاف في مده وقصره. أهـ النشر فائدة: الانفصال إما حقيقي وإما حكمي. 1- الحقيقي: يكون حرف المد ثابتا في رسم المصحف في آخر الكلمة الأولى والهمز في أول الكلمة الثانية فيكون ثابتا وقفا. 2- الحكمي: يكون حرف المد محذوفا في رسم المصحف ومعوضا عنه بالحركات الطويلة وثابتا في اللفظ وليس في الرسم فلا يجوز الوقف عليه، مثل: ﴿يا أيها﴾ وها التنبيه ﴿هؤلاء﴾ والصلة الكبرى ﴿(له أمره)﴾. أهـ الإضاءة للضباع تنبيه : 1- قال صاحب العقد الفريد: «ينبغي أن يُعلم أن الوقف على ﴿يا أيها﴾ وها ﴿هؤلاء﴾ لا يجوز لأنهما كلمة عرفية لا يفصل بعضها عن بعض». 2- لا مد في المنفصل في الوقف نحو ﴿في أنفسكم﴾ بالوقف على كلمة ﴿في﴾ يمد مدا طبيعيا فقط. التوجيه : 1-وجه المده للمنفصل: هو نفس المد للمتصل كصعوبة الهمز وضعف حرف المد، فارجع إلى توجيه المد المتصل. 2-ونضيف هنا قول النويري : «ووجه مده اعتبار اتصالهما لفظا في الوصل» النويري في شرح الطيبة. 3- وجه القصر في المنفصل: « وجه القصر أن الهمز لما كان فيه بصدد الزوال في حالة الوقف لم يعط في حالة الثبات حكما بخلاف المتصل، فالهمز لازم وصلا ووقفا». أهـ اللآلئ الفريدة شرح القصيدة للعلامة للفاسي ويرى الملا علي القاري: «أن وجه القصر للمنفصل هو إلغاء أثر الهمز لعدم لزومه باعتبار حال الوقف فإن العارض بمنزلة المعدوم إذن لا يجوز حال الوقف مد المنفصل». أهـ المنح الفكرية المد البدل تعريفه : أن يتقدم الهمز على حرف المد في كلمة وليس بعد حرف المد همز أو سكون . مثل : ﴿ءامنوا﴾ و﴿إيمان﴾ و﴿أوتوا﴾. حكمه : جواز مده وتوسطه وقصره لورش من طريق الأزرق فقط وأما باقي القراء فوجوب قصره . مقدار مده : حركتان القصر لكل القراء عدا ورش من طريق الأزرق 2-4-6. سبب التسمية: سمى بذلك لأن حرف المد فيه مبدل من الهمز غالبا إذ أصل كل بدل هو اجتماع همزتين في كلمة أولاهما متحركة والأخرى ساكنة فتبدل الثانية حرف من جنس حركة الأول. يقول الشاطبي : وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم *** إذا سكنت عزم كآدم أو هلا مثل: ﴿ءامنوا﴾ أصلها (ءَأْمنوا)، ﴿إيمان﴾ أصلها (إِإْمان)، ﴿أوتوا﴾ أصلها (أُأْتوا). التوجيه : إنما أبدلت الثانية تخفيفا، إذ أن الهمزة حرف صعب، فما بالك إذا اجتمعت، وارجع لبحثي (( القول الفصل في أحكام همزتي القطع والوصل . فائدة : تسميته بدلا باعتبار الغالب والكثير، لأن هناك أمثلة مالا يكون حرف المد فيه بدلا من الهمزة نحو ﴿قرءان﴾، ﴿إسرائيل﴾ وهذا يعتبر شبيها بالبدل لأن حرف المد في مثل ذلك أصلي وليس مبدلا من الهمزة. سؤال: قد يسأل سائل كيف أعرف أبدلا أصليا أم شبيها بالبدل؟ نقول ـ ومن الله -تعالى- بلوغ المأمول ـ : الفرق بين البدل أنه يأتي ثاني حرف في الكلمة ألفا أو واوا أو ياءا وقبلهم همز. هكذا ﴿ءامنوا﴾ ﴿أوتوا﴾ ﴿إيمان﴾ أما ما عدا ذلك بأن أتى حرف المد بعد الهمز لكن في ثالث حرف أو رابعه أو آخر الكلمة فإن ذلك حينئذ يسمى شبيها بالبدل، مثل ﴿قرءان﴾ تجد الألف بعد الهمزة وهي في رابع حرف، ﴿إسرائيل﴾ الياء بعد الهمزة وهي هنا خامس حرف فيسمى حينئذ شبيها بالبدل، ﴿مئاب﴾ نجد الألف هنا ثالث حرف فلا يسمى بدلا بل شبيه بالبدل وقد تختلف هذه القاعدة في نحو ( إي وربي ) لكن هذا قليل جدا وأما كلمة يؤاخذ فمختلف فيها .والله -تعالى- أعلم وأحكم . تذكرة : ولا تنس أن تعريف البدل أنه لا يقع بعد حرف المد همز أو سكون، فمثلا ﴿ءامّين﴾ مد لازم لأنه وقع بعد المد سكون (شدة)، ﴿برءاؤا﴾ الألف وقع بعدها همز فتصير متصلا فتنبه. لأنه قد أُلْغِىَ المد الأضعف وهو البدل وأُعْمِلَ القوي اللازم أو المتصل. فائدة : وللبدل أربع حالات: 1- ثبوته وقفا ووصلا نحو ﴿ءامنوا﴾. 2- ثبوته وصلا لاوقفا نحو ﴿مئاب﴾. لأنه سيصير عارضا للسكون بسبب الوقف إعمالا لقاعدم أقوى المدود. 3- ثبوته وقفا لا وصلا نحو ﴿دعاء﴾ حالة الوقف التنوين سنبدل التنوين ألفا، فتصير في النطق هكذا ﴿دعاءا﴾، تجد أن الألف الثانية تقدمها همز. 4- ثبوته عند الإبتداء فقط نحو ﴿ائذن لي﴾ ﴿اؤتمن﴾ ﴿ائت﴾ ﴿ائتيا﴾ ﴿ائتوا﴾ ﴿ائتوني﴾، فتقرأ ﴿ائذن﴾ هكذا (ايذن لي) وأستطيع أن أقول تبدل كل همزة قطع قبلها همزة وصل ياءً حالة البدء إلا (أوتمن) تبدل واوا. ومن أراد المزيد فليرجع لبحثي (القول الفصل في أحكام همزتي القطع والوصل). والله أعلم وأحكم . سؤال: وقد يقول قائل هلا مد القراء البدل أكثر من حركتين لأن الهمزة قد أتت قبل حرف المد كما أنها تأتي بعد حرف المد فتحتاج لمد أكثر بسبب الهمز؟ أقول : اعلم ـ بارك الله فيك ـ أن المد إذا أتى بعده همزة فإن حرف المد ضعيف أو خفي فنحتاج لابرازه للتمكن في نطق الهمزة وإعطاءها حقها، أما إذا أتت الهمزة قبل حرف المد فقد نطقت الهمزة ولم تتأثر بما بعدها فلذلك لا يمدها القراء - غير ورش من طريق الأزرق- أكثر من الطبيعي لأن العلة اجتماع حرف المد أولا ثم الهمز ثانية . وفي ذلك يقول النويري: «وجه قصر البدل لأن حرف المد على الهمز قبله للتمكن من لفظ الهمز وهنا قد لفظ بها قبل المد فاستغنى عنه» اهـ. شرح الطيبة للنويري المد العارض للسكون تعريفه : ، وهو أن يقع بعد حرف المد أو اللين ساكن عارض سكونه للوقف . المد العارض للسكون ويسميه ابن الجزري المد للساكن العارض أي العارض سكونه وما قاله الفاسي أفضل حيث عرفه قائلا : أن يكون آخر الكلم متحرك وقبله حرف مد ولين مثل ( متاب ـ نستعين ـ يعلمون ) . شرح الفاسي للشاطبية حكمه : جواز مده وقصره وتوسطه. مقدار مده : القصر والتوسط والطول. التوجيه : أما توجيه القصر فيقول القرطبي : « القصر هنا من أجل أن الساكن ها هنا موقوف عليه والجمع بين الساكن في الوقف غير ممتنع فلا تمس الحاجة إلى الفصل بينهما بالمد في الموضع الذي يجوز فيه الجمع بين الساكنين». اهـ الموضح للقرطبي . ويقول ابن الجزري: 1- الاشباع كاللازم لاجتماع الساكن اعتدادا بالعارض . 2- التوسط لمراعاة اجتماع الساكنين وملاحظة كونه عارضا . أ . هـ النشر أو كما قال الفاسي : مراعاة جانبي اللفظ والحكم فلم يعط حرف المد فيه حكم ما جاور الساكن اللازم ولا حكم ما جاور الحركة الملفوظ بها بل أعطي حكما بين الحكمين .أ . هـ شرح الفاسي 3- القصر لأن السكون عارض فلا يعتد به ولأن الجمع بين الساكنين مما يختص بالوقف . أ .هـ النشر لابن الجزري تذييل ويلاحظ أن الشاطبي ـ رحمه الله ـ قال عن العارض للسكون : ( وجهان أصلا ) ويعني بهما الطول والتوسط إذن الوجه الثالث القصر غير مؤصل .لكن على أية حال جري العمل على جواز الثلاثة أوجه فتنبه . ولذلك يقول الشيخ الضباع : ( وأما العارض فيجوز لكل من القراء كل من المد والتوسط والقصر على الصحيح كما حققه في النشر لعموم قاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه عنهم . أ . هـ تقريب النفع في القراءات السبع للضباع سبب التسمية : سمي عارضا لعروض السكون لأجل الوقف لأنه لو وصل لصار مدا طبيعيا وصار الحرف الآخير محركا. تحرير قال ابن الجزري :والتحقيق في ذلك أن يقال : إن هذه الثلاثة الأوجه لا تسوغ إلا لمن ذهب إلي الإشباع فى حروف المد من هذا الباب . قلت ـ سامح ـ : يريد أن يقول ـ رحمه الله ـ بأن حرف المد أقوي من اللين فكيف يكون أكثر منه في المرتبة وعليه فيجوز العكس فإذا مددنا العارض قصرا جاز في اللين القصر والتوسط وهكذا قلت ــ سامح ــ : وهذا ما أشار إليه الشيخ على المنصوري رحمه الله تعالى بقوله : *وكلُّ منْ أشْبَعَ نحو الدين * ثلاثة تجري بوقفِ اللين* *ومنْ يرى قصْراً فبالقصر اقْتَصَرْ * ومنْ يوسِّطْهُ يُوَسِّط أوْ قَصَرْ أهـ* قلت ـ سامح ـ مثال اجتماع العارض مع اللين : الظالمين ـ البيت قصر ــ قصر توسط ـ توسط وقصر طول ـ ثلاثة أوجه ومثال تقدم العارض الممدود بحرف اللين على العارض الممدود بحرف المد واللين نحو قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)} بأن وقف على "لا ريب" وعلى "المتقين" ففي العارض الأخير ستة أوجه لعامة القراءة وتوضيحها كالآتي: القصر في "لا ريب" عليه المدود الثلاثة في "المتقين" ثم التوسط في "لا ريب" عليه التوسط والمد في "المتقين" ثم المد فيهما معاً. وقد نظم أوجه هذه الحالة الشيخ مصطفى الميهي رضي الله عنه فقال: *وكلُّ منْ قصر حرف اللين * ثلاثة تجري بنحو الدِّين* *وإن تُوَسِّطْهُ فوسِّط أشْبعَا * وإن تَمُدَّهُ فمُدَّ مُشْبعَا اهـ* سؤال هل يشترط المساواة في مد العارض للسكون ؟ بمعني إذا مددت كلمة ( الرحيم )حركتين هل يلزمك مد ( الدين ) مثلها تماما؟ أم يجوز مدها أربعا أو ستا ؟ والجواب هذه مسألة قديمة قال الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ : ( واللفظ في نظيره كمثله ) وشرحه تلميذه عبد الدائم الأزهري قائلا : أن يلفظ في نظير ذلك الحرف بمثل ذلك النظير ....وكذا المد .... وعارضا فكل نظير كنظيره مكملا من غير زيادة ولا نقص في ذلك كله فالنظير كنظيره من غير تفاوت فتكون القراءة في ذلك كله على النسبة حين تناسب الحروف حقها واستحقاقها . أ . هـ الطرازات المعلمة في شرح المقدمة بتصرف كبير قال ابن الجزرى : عن مسألة الخلط بين القراءات عموما : : (نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها ، فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضاً من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية ، وإن لم يكن على سبيل النقل بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح ومقبول لا منع منه ولا حظر وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام ) أ . هـ النشر وقد فهم من هذا الشيخ عبدالله الجوهري ـ رحمه الله ـ أنه لا بأس بالتفرقة بين العارض للسكون ونظيره لكونها أوجه دراية لا أوجه رواية . الإيضاح ولعل السبب وراء هذا الفهم ـ أيضا ـ ما قاله ابن الجزري نفسه ـ رحمه الله ـ: ( إن هذه الأوجه ونحوها الواردة على سبيل التخيير إنما المقصود بها معرفة جواز القراءة بكل منها على وجه الإباحة لا على وجه ذكر الخلف فبأي وجه قرئ منها جاز ولا احتياج إلى الجمع بينها في موضع واحد إذا قصد استيعاب الأوجه حالة الجمع والإفراد. وكذلك سبيل ما جرى مجرى ذلك من الوقف بالسكون وبالروم والاشمام. وكالأوجه الثلاثة في التقاء الساكنين وقفاً إذا كان أحدهما حرف مد أو لين وكذلك كان بعض المحققين لا يأخذ منها إلا بالأصح الأقوى ويجعل الباقي مأذوناً فيه وبعض لا يلتزم شيئاً بل يترك القارئ يقرأ ما شاء منها، إذ كل ذلك جائز مأذون فيه منصوص عليه، وكان بعض مشايخنا يرى أن يجمع بين هذه الأوجه على وجه آخر فيقرأ بواحد منها في موضع وبآخر في غيره ليجمع الجميع المشافهة وبعض أصحابنا يرى الجمع بينها وبين أول موضع وردت أو في موضع ما على وجه الإعلام والتعليم وشمول الرواية أما من يأخذ بجميع ذلك في كل موضع فلا يعتمده إلا متكلف غير عارف بحقيقة أوجه الخلاف). أ . هـ النشر لابن الجزري وأري ان هذا الفهم ليس صحيحا لعدة أسباب : أولا : الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ لا يتحدث عن القراءة بوجه واحد فى رواية واحدة وهذا لا يختلف فيه اثنان فهو يتحدث عن جمع القراءات بأوجهها أو القراءة برواية واحدة بكل طرقها حيث قال : (إذا قصد استيعاب الأوجه حالة الجمع والإفراد ) . ثانيا : مراعاة المدود من باب قوله : ( واللفظ في نظير كمثله ) وهذا ما فهمه تلامذته أنفسهم كما اشرت إليه وهم أدري بقوله . ثالثا : إليك قوله في آخر تنبيه في باب المدود في كتابه النشر قال ابن الجزري :والتحقيق في ذلك أن يقال : إن هذه الثلاثة الأوجه لا تسوغ إلا لمن ذهب إلي الإشباع فى حروف المد من هذا الباب.أ .هـ النشر وانظر شرحي تحت عنوان ( تحرير ) في هذا المبحث . وليت شعري إذا كان ابن الجزري يعني أنها أوجه دراية لا رواية كما يستدل المستدل بقول ابن الجزري (وبعض لا يلتزم شيئاً بل يترك القارئ يقرأ ما شاء منها، إذ كل ذلك جائز مأذون فيه منصوص عليه، وكان بعض مشايخنا يرى أن يجمع بين هذه الأوجه على وجه آخر فيقرأ بواحد منها في موضع وبآخر في غيره) فلماذا شدد في مراتبه مع غيره فدل علي ما أومأت إليه من أنه رحمه الله كان يتكلم عن حال جمع القراءات أو جمع طرق رواية أما والإنسان يقرأ برواية واحدة فيستحسن أن يقرأ بطريق واحد والله أعلم وأحكم . ولذا قال محمد مكي نصر : ( إذا اجتمع مدان عارضان أو أكثر كأن وقف على ( رب العالمين ) وعلى ( الرحيم ) لا ينبغي للقارئ أن يمد أحدهما أقل أو أكثر من الآخر وكذا لو اجتمع حرفا لين كان وقف على ( لا ريب ) وعلى ( بالغيب ) لأن ذلك وإن لم يكن حراما لكنه مكروه ومعيب لأن التسوية من جملة التجويد . أ . هـ بتصرف من نهاية القول المفيد المد اللين حرفا اللين هما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما مثل: ﴿خوف﴾ ﴿بيت﴾، وإن كان السكون العارض قبله حرف لين فإنه يأخذ الأوجه السابقة للمد للسكون العارض في حالة الوقف بالطبع، القصر والتوسط والطول. وأود أن أشير إلىأن الملا على القارئ يرى جواز الأوجه الثلاثة فى العارض للسكون ولو كان بعد حرف لين نحو ( لا خوف ) إلا أن الطول أفضل , ثم التوسيط , وهذا فى حرف المد ,اما حرف اللين فالقصر أولى , ثم التوسط . لكن اختلف العلماء في معنى القصر هنا: 1- بعض العلماء يرى أن المراد بالقصر هنا المد حركتان إجراءً له مجرى المد العارض للسكون واعتبار حرف اللين كحرف المد عند الوقف. وأكثر شراح الشاطبية يقولون في معنى قول الشاطبي «وعنهم سقوط المد فيه» أن المراد به القصر حركتين كذا قال صاحب غاية المريد 2- والبعض الآخر يقول المراد بالقصر حذف المد مطلقا بحيث يكون النطق بحرفي اللين عند الوقف كالنطق بهما حالة الوصل إجراءً لهما مجري الحروف الصحيحة. تعليق هذا القول الذي قاله الشيخ الحصري -رحمه الله- وسبقه المرعشي إليه بقوله «ليس بحرفي اللين مد طبيعي، فمعنى القصر فيهما في الإستعمال الأكثر سَلْبُ المد عنهما بالكلية». أ . هـ جهد المقل ليس صحيحا إذ إن الذين يقولون بالقصر معناه ليس حذف المد مطلقا، بل المعنى (مد ما) يعني مد أقل من المد الطبيعي . لكن المرعشي أضاف: «حرفا اللين من حروف الرخو، وحروف الرخو زمانية، يجري فيها الصوت زمانا كما سبق، فحرفا اللين لا يخلوان عن امتداد الصوت، فكيف يصح قول أبي شامة: "إن حرفا اللين لا مد فيهما"». ثم يقول المرعشي ردا على السؤال: «المد في عرفهم لا يطلق على ما دون مقدار ألف، وامتداد أصوات حروف الرخو ماعدا حروف المد لا يبلغ قدر ألف». أهـ جهد المقل للمرعشي ويقول المرعشي عن سبب التسمية : «حروف اللين تسمى حروف لين لا حروف مد لأنه لا يتوقف وجودهم على المد فليس لهما مد طبيعي، فلا يمدان إلا لسبب. ويسمى انتفاء مدهما بالكلية القصر، وقد يسمى مدهما قدر ألف القصر أيضا». أهـ جهد المقل , اقول : لعل السبب في هذا القول العبارة المحتملة التي نقلها ابن الجزري ـ رحمه الله ـ عمن سبقه حيث قال فى نحو ( الليل والخوف ) حالة الوقف : وأكثرهم حكى الإجماع علي ذلك ( القصر ) وأنها جارية مجري الصحيح . أ زهـ النشر وأقول : لا يفهم هذا إلا إذا أضفنا إليه رؤية ابن الجزري في ( عين ) فاتحة سورة مريم والشوري حيث قال : 0 ( ومنهم من أجراها مجري الحروف الصحيحة فلم يزد في تمكينها علي ما فيها ) أ . هـ النشر فما معني ( فلم يزد في تمكينها علي ما فيها )فقوله ( علي ما فيها ) إنما يعنى مدا ما ومن ثم يقيد القول المطلق .لابن الجزرى بهذا . والدليل على هذا الآتي: 1- يقول ابن الجزري: «فإن قيل هل تجري المدود الطول والتوسط والقصر فيما سكن وقيله أحرف اللين نحو "الخوف، الليل"؟ فالجواب: أنهما حملا على حروف المد اللين في الثلاثة، إلا أن القصر فيهما للفتحة لأنهما تارة يكونان حرفا مد ولين، وتارة حرفي لين فقط على حسب اختلاف الحركات، والألف على حالة واحدة». التمهيد في التجويد لابن الجزري وأقول هل معني القصر فى العارض للسكون حذف المد مطلقا ؟!!! ويضيف صاحب الإضاءة «في حروف اللين مدا ما يضبط بالمشافهة وهذا معنى قول مكي: "في حروف اللين من المد بعض ما في حروف المد"، وقول الجعبري: "واللين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقدر الطبع". - فإن قال قائل أجمع القائلون على أنه دون ألف، والمد لا يكون دون ألف. - فنقول: الألف إنما هو نهاية المد الطبيعي وهذا لا ينافي أن ما دونها يسمى مدا لا سيما وقد تضافرت النصوص الدالة على ثبوت مدهما». أهـ الإضاءة ويقول الملا علي القارئ: «والأوجه الثلاثة -القصر والتوسط والطول- التي تجوز في السكون العارض ﴿نستعين﴾ عند الجمع أيضا ولو كان بعد حرف اللين ﴿خوف﴾». * قلت والجميع يعلم أن القصر في حرف ﴿نستعين﴾ معناه حركتين، إذن ابن الجزري والملا يرى أن ﴿خوف﴾ حركتين لا عدم المد أصلا. 1- يقول النويري: «والدليل على أن في حرف اللين مدا ما من العقل والنقل. العقل: فإن علة المد موجودة فيها والإجماع على دوران المعلول مع علته، وأيضا قوى شبههما بحروف المد لأن فيها شيئا من الخفاء. وأيضا قراءة ورش بالمد فيهما أتراهم مدوا غير حرف مد. النقل: نص سيبويه -وناهيك به- على ذلك وكذلك مكي قال في حرفي اللين: "من المد بعض مافي حروف المد" والجعبري يقول: "واللين لا يخلو من أيسر مد". ولا يضرك أن مد اللين مد ما وإنما الألف نهاية الطبيعي» أهـ النويري شرح الطيبة. توجيه عدم المد للين في الوصل : يقول القرطبي عبد الوهاب: «فأما إذا انفتح ما قبل الياء والواو فإنهما لا يمدان إذا عقبها الهمزة (خلَوْ إلى) لأن اللسان ينبسط بهما فيثقلان ولا تخفيان خفاء الواو والياء والألف مع حركاتهن، فلذلك لم يجب المد». أهـ الموضح الرَوم واللين : الرَوم في حرف اللين يأتي مع القصر المقصود به (مد ما) وبعضهم يقول يأتي مع القصر الذي هو عدم المد أصالة . ملحوظة : توجيه اللين التوسط والطول هو نفسه توجيه العارض للسكون .لكن في القصر فالتوجيه ما قاله ابن الجزري : ( القصر فيهما للفتحة ) أ . هـ التمهيد لأن حرف المد ليس قبله حركة من جنسه فتنبه فائدة سميت حروف اللين : لضعفها من أجل اتساع مخارجها مع ما لحقه من المد ولأنها ضعفت بالتغيير والانتقال والاعتلال الذي ينوبها . أ .هـ فتح الوصيد شرح القصيد للإمام السخاوي المد اللازم تعريفه : أن يأتي بعد حرف المد أو اللين ساكن لازم وصلا ووقفا سواء كان في كلمة أو حرف. أمثلته : ﴿الحاقة﴾ ﴿ءالآن﴾ ﴿الم﴾. حكمه : لزوم مده مدا متساويا اتفاقا وصلا ووقفا. مقدار مده : ست حركات إلا في لفظ (عين) في فاتحتي مريم والشورى، ففيه ثلاثة أوجه من الطيبة لحفص ، ووجهان من طريق الشاطبية : التوسط والإشباع والإشباع مقدم. وكذا حرف (ميم) في ﴿الم﴾ آل عمران في حالة الوصل له وجهان : المد ست حركات استصحابا للأصل والقصر حركتان اعتداد بالحركة العارضة للميم وهي الفتحة التي أتى بها للتخلص من التقاء الساكنين . التوجيه : كثير من كتب التجويد تذكر وجه فتح الميم (الم آل عمران) حالة الوصل، يقولون لكون الفتحة وسيلة إلى تفخيم لفظ الجلالة . التعليق : هذا الكلام ليس بصحيح، فمثال: ﴿أحدٌالله الصمد﴾ تتخلص من التقاء الساكنين بالكسر، والسؤال الآن : إذا كان كلامهم صحيحا لم كسرنا هنا؟ أليس الفتح أولى لكونه وسيلة لتفخيم لفظ الجلالة. قد يقول قائل إذا كان ذلك كذلك فما توجيهك لهذه المسألة؟ فالجواب : فتحت الميم لأجل إلتقاء الساكنين منهما ومن اسم الله تعالى ولو لم تلها الألف واللام لكانت ساكنة كما سكنت في ﴿الم ذلك﴾، وكان القياس أن يكسر الميم على ما يوجبه التقاء الساكنين إلا أنهم كرهوا الكسر لئلا يجتمع في كلمة كسرتان بينهما ياء وهي أصل الكسرة فتثقل الكلمة، فلأجل ذلك عدلوا إلى الفتحة التي هي أخف الحركات. أهـ شرح ملحة الإعراب ووجدت نفس التوجيه في شرح الفاسي على الشاطبية قلت -سامح - يقصد رحمه الله أن الكلمة ستصير هكذا ﴿ألف لام مِيْمَِ الله﴾ لو كسرنا بالطبع فتصير كسرة وراءها ياء ساكنة وراءها كسرة . وأضاف العلامة الفاسي توجيها آخر لفتح الميم في الوصل : أن حركة همزة الوصل نقلت إليها فإن قيل : حركة همزة الوصل لا تنقل لن ثباتها كثبات همزة الوصل . فالجواب أن ذلك غير ممتنع هاهنا لأن حق الميم أن يوقف عليها ويبدأ بما بعدها فإن وصلت فبنية الوقف . اللآلئ الفريدة في شرح القصيدة للفاسي سؤال هل يصح ما قاله الفاسي من جواز مد ( الم الله لا إله إلا هو ) بالتوسط وصلا ؟ والجواب ما قاله ابن الجزري : وأما قول أبي عبد الله الفاسي ولو أخذ بالتوسط في ذلك مراعاة لجانبي اللفظ والحكم لكان وجهاً فإنه تفقه وقياس لا يساعده نقل . فلا يجوز التوسط فيما تغير سبب المد فيه على القاعدة المذكورة ويجوز فيما تغير سبب القصر نحو (نستعين). في الوقف وإن كان كل منهما على الاعتداد بالعارض فيهما وعدمه. والفرق بينهما أن المد في الأول هو الأصل ثم عرض التغيير في السبب. والأصل أن لا يعتد بالعارض فمد على الأصل وحيث اعتد بالعارض قصر إذا كان القصر ضداً للمد. والقصر لا يتفاوت. وأما القصر في الثاني فإنه هو الأصل عدماً للاعتداد بالعارض فهو كالمد في الأول. ثم عرض سبب المد، وحيث اعتد بالعارض مد وإن كان ضداً للقصر إلا أنه يتفاوت طولاً وتوسطاً فأمكن التفاوت فيه واطردت في ذلك القاعدة والله أعلم أـ . هـ النشر توجيه المد اللازم: وجب المد للفرق بين الساكنين لما التقيا لأن الممدود نظير المتحرك من حيث إن زمان النطق بالحرف الممدود أطول من زمان النطق بغيره كما أن زمان النطق بالحرف المتحرك أطول من زمان النطق بالحرف الساكن فصار المد في كونه فاصلا كالحركة . أ . هـ القرطبي ( الموضح في التجويد ) وجه المد للساكن للتمكن من الجمع بينهما، فكأنه قام مقام حركة. أهـ النشر لابن الجزري قلت: يعني التخلص من التقاء الساكنين، فمثلا: ﴿الضالين﴾ أصلها (الضاْلْلين) ألف ساكنة وراءهل لام ساكنة فتخلصنا من الساكن الأول بالمد ست حركات. يقول ابن الجزري: «والمد للساكن اللازم يقال له -أيضا- المد اللازم إما على تقدير حذف مضاف أو لسكونه يلزم في كل قراءة على قدر واحد». والسؤال الآن : هل المد الساكن اللازم المدغم منه أشبع من المظهر؟ والجواب: ذهب كثير إلى أن مد المدغم ﴿الضالين﴾ أشبع تمكينا من المظهر ﴿الآن﴾ من أجل الإدغام لاتصال الصوت فيه وانقطاعه في المظهر ﴿الآن﴾ . وذهب بعضهم إلى عكس ذلك وهو أن المد في غير المدغم فوق المدغم . وحجتهم : أن المدغم يتحصن ويقوى بالحرف المدغم فيه بحركته، فكأن الحركة في المدغم فيه حاصلة في المدغم فقوي بتلك الحركة وإن كان الإدغام يخفي الحرف. والراجح: ما ذهب إليه الجمهور إلى التسوية بين مد المدغم والمظهر إذ الموجب للمد هو إلتقاء الساكنين وإلتقاؤهما موجود فعلا فلا معنى للتفصيل بين ذلك . أهـ النشر توجيه : ﴿الصاخَّة﴾ وغيرها يقول ابن الجزري: «فلم يحذف حرف المد خوفا من الإحجاف باجتماع إدغام طاريء وحذف». أهـ النشر وجه التسمية : سمي مدا لازما للزوم مده ست حركات من غير تفاوت وأيضا للزوم سببه وهو السكون وصلا ووقفا. وجه المد اللازم: تقرر في علم التصريف أنه لا يجمع في الوصل بين الساكنين، فإذا أدى الكلام إليه حرك أو حذف أو زيد في المد ليقدر محركا وهذا كوضع الزيادة . قال الخاقاني: مددت لأن الساكنين تلاقيا *** فصار كتحريك، كذا قال ذو الخبر أهـ المنح الفكرية فالقراء أجمعوا على المد للساكن اللازم وهو ما لا يتحرك وصلا ولا وقفا مشددا أو غيره. إذا كان بعد حرف المد مدا مشبعا من غير إفراط قدرا واحدا إلا ما ذكره ابن مهران .أ . هـ النويري للطيبة أقسام المد اللازم: 1- مد لازم كلمي. 2- مد لازم حرفي. الأول: المد اللازم الكلمي وهو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة، مثل: ﴿الطامة﴾. الثاني: المد اللازم الحرفي وهو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف من أحرف الهجاء، مثل: ﴿ن﴾. والمد إما كلمي مثقل أو كلمي مخفف، والمد إما لازم حرفي مثقل أو لازم حرفي مخفف. القسم الأول: المد اللازم الكلمي المخفف: تعريفه : أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي في كلمة خاليا من التشديد. أمثلته: ﴿ءالآن﴾ بموضعي يونس، وليس في القرءان غيرها عند حفص . وجه تسميته كلميا : لوضع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة واحدة . وجه تسميته مخففا : لخفة النطق به نظرا لخلوه من التشديد لأن الحرف الساكن الموجود بعد حرف المد أخف من المدغم . أ . هـ نهاية القول المفيد القسم الثاني: المد اللازم الكلمي المثقل: تعريفه : هو أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي في كلمة بشرط كونه مشددا. أمثلته : ﴿الحاقَّة﴾ ﴿أتحاجونى﴾ ولم يأت مثال للياء في القرءان. وجه تسميته كلميا : لوقوع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمة واحدة. وجه تسميته مثقلا : سمي مثقلا لثقل النطق به نظرا إلى كون سكونه فيه تشديد. ملحوظات: 1ـ يقسم السكون المجاور لحرف المد واللين إلي ثلاثة أقسام أ ـ ساكن أصله الحركة ثم لزم بعد السكون لغة أو قراءة مثل ( الطامة ـ الصاخة ـ الحاقة ) ب ـ ساكن أصله الحركة ولم يلزم بعد سكون وهو العارض مثل ( نستعين ) ج ـ ساكن لازم ليس أصله الحركة ولم يلزم بعده السكون وهو الوارد في فواتح السور . أ . هـ شرح الفاسي للشاطبية 2ـ ﴿دابَّة﴾ فإنها في الأصل (داببة) على وزن فاعلة فسكنت الياء الأولى وأدغمت في الثانية فلا يسمى سكونه عارضيا عند القراء. أ.هـ المنح الفكرية 3ـ وكذلك ﴿الطامَّة﴾ ﴿الصاخَّة﴾ ﴿الحاقَّة﴾ أصلهم (الطاممة) (الصاخخة) (الحاققة) وكذلك نون المضارعة في نون الوقاية ( أتحاجونى أصلها أتحاجوننى .أ .هـ نهاية القول المفيد 4ـ لو كان حرف المد في كلمة والحرف الساكن في كلمة أخرى فإنه يحذف منه حرف المد في اللفظ نحو: ﴿وقالوا اتخذ﴾ ﴿المقيمي الصلاة﴾. 5ـ ﴿ءالذكرين﴾ ﴿ءالآن﴾ ﴿ءالله﴾ وقد سبق توجيه ذلك في بحثى القول الفصل في همزتى القطع والوصل . القسم الثالث: المد اللازم الحرفي المخفف: تعريفه: أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي في حرف من أحرف الهجاء خاليا من التشديد، مثل: ﴿ن﴾ ﴿ق﴾ . وجه تسميته حرفيا: سمي حرفيا لوقوع السكون الأصلي بعد حرف المد في حرف من أحرف الهجاء فواتح السور. وجه تسميته مخففا: لأن السكون أخف من التشديد. القسم الرابع: المد اللازم الحرفي المثقل: تعريفه: هو أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي في حرف من أحرف الهجاء بشرط أن يكون فيه تشديد. أمثلته: اللام في ﴿الم﴾ تنطق هكذا (ألف لام ميم) فيلتقي (ميم) مع (ميم) فتدغم للتماثل فتصير الميم الثانية مشددة، إذن قبلها (لام) مد لازم حرفي مثقل. السين في ﴿طسم﴾ (طا سين ميم) تدغم نون حرف السين في (ميم) فتصير الميم مشددة، إذن حرف مد مثقل. فائدة : حروف التهجي في فواتح السور على أربعة أقسام 1 ـ ما وقع فيه حرف المد واللين وبعده ساكن (نقص سلكم ) 2 ـ ما وقع فيه حرف اللين وبعده ساكن ( عين ) 3 ـ ما وقع فيه حرف المد واللين ولا ساكن بعده ( حي طهر ) 4 ـ ما لم يقع فيه ساكن ولا حرف المد واللين قبله ( ألف ) فحروف أوائل السور إما ثلاثية النطق وإما ثنائية النطق. ثلاثية النطق : وهي مجموعة في (عسلكم نقص) عين، سين، لام، كاف، ميم، نون، قاف، صاد. ثنائية النطق : وهي مجموعة في (حي طهر) حا، يا، طا، ها، را. نجد أن الحروف (عسلكم نقص) تمد ست حركات لوجود سكون بعدها، وحروف (حي طهر) تمد حركتان لكونهما من ملاحقات المد الطبيعي لعدم وجود سكون بعدها أو مشدد . ما معني التهجي ؟ حروف التهجي ويقال لها الهجاء وهو تقطيع الكلمة لبيان الحروف التي تركبت منها وسميت بذلك لأنه لا يتوصل لمعرفتها عادة إلا به . أ. هـ تنبيه الغافلين للصفاقسي ملحوظة : * حرف (را) بعض الناس ينطقونه (راء)فى (الر) وهذا خطأ، بل تنطق (را). * حرف (الألف) لا مد فيه إذ إن وسطه ليس حرف مد. * عين في فاتحتي سورة مريم والشورى لها أوجه : يقول الشاطبي: «وفي عين الوجهان والطول فضلها» فالشاطبي يريد بالوجهين الطول والتوسط، بدليل قوله : «والطول فضلها»، ولو أراد بالتوسط القصر لقال: (والمد فضلها). توجيه : من أجراها مجرى حرف المد أشبع مدها لالتقاء الساكنين، ومنهم من أخذ بالتوسط نظرا لفتح ما قبل ورعاية للجمع فأراد أن يجعل مزية للحركة المجانسة ولأن حرف المد واللين أمكن في المد من حرف اللين . شرح الشاطبية للفاسي ، ومنهم من أجراها مجرى الحروف الصحيحة فلم يزد في تمكينها على ما فيها. وقفة : ما معنى قوله: «مجرى الحروف الصحيحة فلم يزد»؟ أقول -ومن الله بلوغ المأمول-: في اللين قبل ساكن مخفف ثلاثة أقوال: 1- إجراؤها مجرى حرف المد، فشبع مدها للساكنين. 2- التوسط نظرا لفتح ما قبلها ورعاية للجمع بين الساكنين. 3- إجراؤها مجرى الصحيح فلا يزاد في تمكينها على ما قبلها. أهـ النويري شرح الطيبة * يقول الملا علي القاري: «اعلم أنه حيث قيل بالقصر في كلمة فلا يخرج بها عن المد الأصلي الذي لا يقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على وجود سبب مده، فالمخرج عنه مخطيء لأنه لا يتوصل إليه إلا بإسقاط حرف من القرءان». أهـ المنح الفكرية توجيه عين: (الحصري أحكام قراءة القرءان) 1- الإشباع: القياس على نظائرها. 2- التوسط: لانحطاط رتبة حرف اللين عن حرف المد لأن الحركة غير مجانسة ليكون لحرف المد مزية على حرف اللين ولأن حرف المد واللين أمكن في المد من حروف اللين فقط. 3- القصر: أن زيادة المط من خواص حرف المد فإذا انتفى حرف المد انتفت الزيادة على أن القصر هو الأصل. وجه تفضيل الإشباع: «لأنه قياس مذهب أهل الأداء في الفصل بين الساكنين وأن فيه مجانسة لما جاوره من المد وهو: (الصاد) في مريم، و(السين) في الشورى». أهـ الحصري أحكام قراءة القرءان يقول نهاية القول المفيد: «(عين) القصر لأن حرف المد واللين أمكن في المد من حروف اللين والقصر، إذن لعدم وجود حرف المد إذا الفتح العين فصارت لينا لا مدا. (الطول فضلا) والحجة لتفضيله أنه قياس مذهبهم في الفصل بين الساكنين وأن فيه مجانسه لما جاوره من المدود». أهـ القول المفيد ألقاب المد اللازم: 1- مد الهجاء: يسمى مد الهجاء فى فواتح السور ويسمى الثابت واللازم. 2- الفرق في ﴿ءآذكرين﴾ ﴿ءالله﴾ ﴿ءالآن﴾ للفرق بين الإستفهام والخبر. 3- العدل نحو ﴿الضالين﴾ لأنه يعدل الحركة أو لأنه متساوٍ. 4- يقول ابن الناظم (أحمد بن محمد الجزري): ويسمى المد اللازم بمد الحجز لأنه فصل بين الساكنين أقول : ـ سامح ـ وجعل غيره مد الحجز في (ءأنذرتم) في قراءة من أدخل ألفا . مراتب المدود: تتفاوت مراتب المدود تبعا لتفاوت أسبابها من حيث القوة والضعف، فإذا كان السبب قويا كان المد قويا وإذا كان السبب ضعيفا كان المد ضعيفا. المراتب: 1- المد اللازم. 2- المتصل. 3- العارض للسكون. 4- المنفصل. 5- البدل. أقوى المدود لازم فما اتصل *** فعارض فذو انفصال فبدل تنبيه : وإذا اجتمع سببان أحدهما قوي والآخر ضعيف عمل بالقوي وألغي الضعيف مثل ﴿ءامّين﴾ اجتمع بدل ولازم فيعمل اللازم ويلغى البدل لضعفه . قال ابن الجزري: «وأقوى السببين يستقل». التوجيه : * وكان اللفظي أقوى من المعنوي لإجماعهم عليه. * وكان الساكن أقوى من الهمز لأن المد فيه يقوم مقام الحركة فلا يتمكن من النطق بالساكن إلا بالمد بخلاف العارض فإنه يجوز جمع الساكنين وقفا واتفق الجمهور على مده فلذلك اللازم أقوى من المتصل. * والمتصل أقوى من المنفصل والعارض لإجماعهم على مده. * والعارض أقوى من المنفصل لمد كثير ممن قصر المنفصل له. * وكان النفصل أقوى مما تقدم فيه الهمز لإجماع من اختلف في المد بعد الهمز على مد المنفصل . أ . هـ ابن الجزري في النشر بتصرف وزيادة بيان ويقول ابن الجزري : « فمتى اجتمع الشرط وسببه مع اللزوم والقوة لزم المد ووجب اجماعا ومتى تخلف أحدهما واجتمعا ضعيفين أو غير الشرط أو عرض ولم يقوا السبب امتنع المد إجماعا ومتى ضعف أحدهما أو عرض السبب أو غير جاز المد وعدمه على خلاف بينهم». أهـ النشر لابن الجزري ويقول الضباع : «سبب السكون أقوى من سبب الهمز لأن المد فيه ـ سبب السكون - قام مقام الحركة » أ . هـ الإضاءة ملحوظات : 1- قال أبو مريم الشيرازي : تسمى حروف المد (و ا ي) الذوائب لأنها تذوب وتلين وتمتد . أ . هـ الكتاب الموضح فى وجوه القراءات وعللها 2 ـ مقدار المد إما ألفان أو ثلاث أو أربع ألفات. يقول ابن الجزري: «والمحقق إنما هو الزيادة، لكن المقدار غير محقق وهذا مما تحكمه المشافهة وتوضحه الحكاية ويبينه الاختبار ويكشفه الحسن». لكن لابد أن تعلم ما قاله حمزة : «ماكان فوق البياض فهو برص وما كان فوق الجعودة فهو قطط وما كان فوق القراءة فليس بقراءة». ثم يقول ابن الجزري: «والمنضبط من مراتب المدود في الغالب هو القصر المحض والمد المشبع من غير إفراط عرفا والتوسط بين ذلك وهو الذي استقر عليه رأي المحققين من أئمتنا قديما وحديثا، وهو الذي أميل إليه مع أني لا أمنع الأخذ بتفاوت المراتب ولا أرده، كيف وقد قرأت به على عامة شيوخي وصح عندي فصار أداءً». أهـ النشر 3- شرط المد قد يكون لازم فيلزم في كل حال نحو ﴿أولـئك﴾ ﴿الحاقة﴾ أو يرد على الأصل نحو ﴿أمره إلى الله﴾ وقد يكون عارضا فيأتي في بعض الأحوال ﴿ملجأ﴾ حالة الوقف. وقد يكون الشرط قويا فتكون حركة ما قبله من جنسه ،وقد يكون ضعيفا فيخالف حركة ما قبله من جنسه . والسبب قد يكون لازما نحو ﴿أتحاجونِّي﴾ وقد يكون عارضا نحو قراءة السوسي ﴿النجوم مسخرات﴾. أهـ النشر لابن الجزري 3- صوافّ حالة الوقف: ذهب بعضهم حالة الوقف إلى اختلاف المد وصلا ووقفا. ولو قيل بزيادته في الوقف على قدره في الوصل لم يكن بعيدا، ولقد قال بعضهم بزيادة ما شدد على غير المشدد وزاده مد (لام) من ﴿الم﴾ على (ميم) من أجل التشديد فهذا أولى لإجتماع ثلاثة سواكن. وقد ذهب الداني إلى الوقف بالتخفيف في هذا النوع من أجل اجتماع هذه السواكن مالم يكن أحدهما ألفا وفرق بين الألف وغيرها، قال ابن الجزري : ( وهو مما انفرد به ولم أعلم أحداً وافقه على التفرقة بين هذه السواكن المذكورة ولا أعلم له كلاماً نظير هذا الكلام الذي لا يخفي ما فيه، والصواب الوقف على ذلك كله بالتشديد والروم فلا يجتمع السواكن المذكورة، على أن الوقف بالتشديد ليس كالنطق بساكنين غيره وإن كان في زنة الساكنين فإن اللسان ينبو بالحرف المشدد نبوة واحدة فيسه النطق به لذلك وذلك مشاهد حسا ولذلك ساغ الوقف على نحو (صواف، ودواب) بالإسكان ولم يسغ الوقف على(أرأيت) ونحوه في وجه الإبدال 4- إن وقف على حرف اللين ﴿خوف﴾ بالروم فليس إلا القصر الذي هو مد ما حالة الوصل وليس المقصود به المد حركتين فتنبه . 5- الحرف الموقوف عليه المشدد ﴿صوافّ﴾ ليس فيه إلا الإشباع تغليبا لأقوى السببين وهو السكون المدغم بعد حرف المد والغاء الأضعف وهو السكون العارض . أهـ نهاية القول المفيد 6- بعض الناس يهمل الإشباع بخروج حروف المد عن كونها حروف ويلحقها بالحركات فتنبه مثل يعملون يكون الخطأ يعملُن فيهمل الواو ويأتي فقط بضم في اللام . أ . هـ بتصرف الموضح للقرطبي 7- ينبغي أن يكون الصوت في المد سليما من ترعيد وتمطيط خالصا من اضطراب وتهزيز. أ . هـ القرطبي 8- مد التعظيم (لا إله إلا الله) عند من يقصر المنفصل رده الملا علي القاري فقال: «وعلى تقدير صحته وجواز العمل برواينه ليس فيه إلا تقوية لمذهب القائل بمد المنفصل ولا يلزم منه أن يكون مده وجها لمن يجوز قصر المنفصل مع العلم بأنه ذكر من طريق ابن الجزري (الطيبة)». قلت: بالطبع الملا علي لا يحتاج لنقاش، فإذا ثبت الطريق وقد اعترف بثبوته فلا حجة لكلام الملا نهائيا، وناهيك بإمام الفن ابن الجزري وقد ذكر ثبوته من طريقه وأنه قرأه على مشايخه، ولعل الملا علي يرد الطرق التي لم ترد في الشاطبية ذكرها، لكن هذا القول أيضا غير صحيح فقد اتفقوا على صحة طرق ابن الجزري التي ذكرها في النشر فلا تعول على رأي الملا علي ، غفر الله لنا وله . 9- قال المرعشي في جهد المقل: «(عين) مراده بالقصر هنا ترك المد بالكلية وهو ظاهر يشعر به أواخر كلامه». قلت ـ سامح ـ : القصر ليس معناه ترك المد بالكلية، إنما معناه ( مد ما ) لأن في حروف اللين مد ما فهي ليست كالحروف غير المدية بالطبع وقد سبق بيان هذا . 10- يرى صاحب هداية القاريء: أن لفظ ﴿الصلاة﴾ وأمثالها من كل كلمة فيها حرف مد عارض وآخرها هاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء يمد مدا طويلا وجها واحدا نص عليه المارغني ويميل هو إلى الإشباع. أهـ هداية القاري أقول -سامح-: أخي الكريم لا تعول على هذا الكلام فإنه كلام شاذ (وما خالف ثقة فيه الملا فالشاذ) لأن صاحب هداية القاريء -رحمه الله- تتبع المارغني والطرابلسي ولم يوجد هذا القول في أي من كتب القدامى قبل المارغغني والطرابلس .. وعليه فإنه قول لا يعمل به لأن الثقة خالف فيه جميع الثقات، فإن شئت فألحقه بقول المحدثين في مطوياتهم (وما خالف ثقة فيه الملا فالشاذ). الأخطاء التي يقع فيها بعض المبتدئين : فد تخرج الياء المدية ويخالطها صوت الألف وذلك لعدم خفض الفك الأسفل الانخفاض المطلوب مع خفض وسط اللسان نحو ﴿المستقيم﴾ ﴿المرسلين﴾، وذوانخفاض بانخفاض للفم يتم. سؤال : لماذا لابد أن يأتي قبل حروف المد حركة مجانسة؟ لأن الحركة إذا لم تكن مجانسة ستفصله عن الحرف الذي قبله . ملحوظة : ﴿صراطا﴾ ونحوها من المد يسرع إلى القاريء حالة الوقف فليحذر وليجعل إشباعها بمقدار حركتين لأكثر.أ . هـ الموضح بتصريف كبير وزيادة بيان الفرق بين المد واللين وجه المقارنة المد اللين المخرج مقدر محقق الحركة قبلها مجانسة فتح الأصالة المد أصلي فيه مد ما الزمن حركتان مد ما (بالتلقي) الإدغام لا تدغم في غيرها تدغم في غيرها حركته ساكنة مطلقا ساكنة وقد تحرك علامة المد: مطة بآخر الحرف ( ) بها ارتفاع قليل، مأخوذة من كلمة (مد) بعد طمس الميم وإزالة الطرف الأعلى من دالها ( ). والمختار: أن يكون وسط العلامة مقابلا لحرف المد هكذا (آ). وقد يسأل سائل: لِمَ لَمْ توضع علامة المد إذا كان المد عارضا ﴿متاب﴾ حالة الوقف، أو وصلا ﴿أفي الله﴾. الجواب : لذهاب السكون حالة الوصل في الأولى ﴿متاب﴾ والضبط مبني على الوصل. والثاني ﴿أفي الله﴾ لسقوط حرف المد لفظا ووصلا. أهـ إرشاد الطالبين إلى ضبط الكتاب المبين محمد سالم محيسن الإعجاز في الحروف المقطعة : 1- السر في حروف ﴿الم﴾: تأمل سر ﴿الم﴾ كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة (فالألف) إذا بدئ بها أولا كاتب (همزة) وهي أول المخارج من أقصى الصدر. (واللام) من وسط المخارج وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان، (والميم) آخر الحروف ومخرجها من الفم وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف، أعني: الحلق واللسان والشفتين وترتيب في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية . فهذه الحروف معتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها دار كلام الأممم الأولين والآخرين، مع تضمنها سرا عجيبا وهو: أن للألف البداية واللام التوسط والميم النهاية فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه، فمشتملة على تخليق العالم وغايته وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر. فتأمل (البقرة - آل عمران - تنزيل السجدة - الروم) قلت ـ سامح ـ وأين لقمان ؟ 2- وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرءان ﴿طس﴾ ﴿طسم﴾ ﴿طه﴾ فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها (الجهر - الشدة - الاستعلاء - الاطباق) قلت ــ سامح ـ : (مصمتة - مقلقلة). والسين (مهموس - مستقل - صفير - منفتح) . فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف . 3- وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف فمن ذلك ﴿ق﴾ والسورة مبنية على الكلمات القافية في ذكر (القرءان - الخلق - تكرير القول - والقرب من ابن آدم - وتلقي الملكين - قول العبد - ذكر الرقيب - السائق والقرين والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعيد - وذكر المتقين - ذكر القلب والقرون والتنقيب في البلاد وذكر القيل مرتين وتشقق الأرض - وإلقاء الرواسي بها - وبسوق النخل والرزق - وحقوق الويد). سر آخر: أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح. سورة (ص) لزيادة الإيضاح: الخصومات المتعددة: (أولها خصومة الكفار مع النبي ﴿أجعل الآلهة إله واحد﴾ - اختصام الخصمين - تخاصم أهل النار - اختصام الملأ الأعلى - مخاصمة ابليس وإعراضه على ربه - حلفه ليغوينهم إلا أهل الإخلاص). فليتأمل اللبيب الفطن هل يليق بهذه السورة غير (ص) وسورة (ق) غير حرفها. وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف والله أعلم . أهـ بن القيم بدائع الفوائد والبرهان للزركشي وبالطبع لنا تعليقات عليها لكن ذلك ليس محلها .لكن أردنا أن نشير إلى أن حروف المد في أوائل السور لها مدلول فتنبه . والله أعلي وأعلم وصلى الله علي محمد وسلم راجي عفو ربه المجيد سامح سالم عبد الحميد
 
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الشيخ سامح علي هذا البحث الماتع الذي لم أره إلا الآن لأنني لم أجد المنتدي إلا الآن ..بارك الله فيكم وفي علمكم
والسلام عليكم
 
أخي وشيخي فضيلة الشيخ عبد الحكيم .... مرورك أسعدني أسعد الله أيامك
وأعتذر عن خروج البحث بهذا الشكل فقد عدلته لكن يبدو أنني لا أجيد التعامل مع لوحة المفاتيح في الموقع فهل هناك من حل لتنظيم البحث أفضل على الموقع ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب وشيخنا الكريم الشيخ سامح
لقد قرأت هذا البحث الماتع ، وأعجبني غزارة ما فيه من علم ، وتحرير للمسائل ، إلا أنني توقفت كثيرا عند هذه العبارة (( وقد فهم من هذا الشيخ عبدالله الجوهري ـ رحمه الله ـ أنه لا بأس بالتفرقة بين العارض للسكون ونظيره لكونها أوجه دراية لا أوجه رواية . )).
ثم قلتم بعد ذلك : ((وأري ان هذا الفهم ليس صحيحا لعدة أسباب .....) .

ثم شرع فضيتلتكم في إثبات أن العارض للسكون من أوجه الرواية وليست من أوجه الدراية ..وهذه هي النقطة التي سأحاول أن أثبت لفضيلتكم خلافه . والله المستعان .


شيخنا الحبيب : ما ذهب إليه العلامة الجوهري ـ رحمه الله ـ لم يكن سبقا ، بل هذا ثابت عن الأئمة ، ومن جملتهم العلامة ابن الجزري ـ رحمه الله ـ .

وفصل صاحب الإتحاف القاعدة تفصيلا جيدا حيث قال : وأما الأوجه فثلاثة الوقف على (العالمين) ونحوه وثلاثة البسملة بين السورتين لمن بسمل فلا تقل ثلاث قراآت ولا ثلاث روايات ولا ثلاث طرق بل ثلاثا أوجه وتقول للأزرق في نحو ( آدم وأوتوا ) ثلاث طرق والفرق بين الخلافين أن خلاف القراآت والروايات والطرق خلاف نص ورواية فلو أخل القارى ء بشيء منهم كان نقصا في الرواية وخلاف الأوجه ليس كذلك إذ هو على سبيل التخيير فبأي وجه أتى القارى ء أجزأ في تلك الرواية ولا يكون إخلالا بشيء منها فلا حاجة لجمعها في موضع واحد بلا داع..))ص 102


شيخنا الحبيب : انظر كيف طابق بين أوجه البسملة ـ في كونها وجه وليس اختيار قراءة ـ وبين العارض للسكون ، وانظر إلي هذه العبارة الدقيقة في هذا الصدد : " إذ هو على سبيل التخيير فبأي وجه أتى القارئ أجزأ في تلك الرواية ولا يكون إخلالا بشيء منها "

أما الرواية أي خروج عنها يعتبر نقصا في الرواية إن لم كذبا في الرواية ولذا قال ابن الجزري : ... نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها ، فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضاً من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية ، وإن لم يكن على سبيل النقل بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح ومقبول ..))


وقال ابن الجزري : (ثالثها) : إن هذه الأوجه (يقصد الأوجه بين السور ) ونحوها الواردة على سبيل التخيير إنما المقصود بها معرفة جواز القراءة بكل منها على وجه الإباحة لا على وجه ذكر الخلف فبأي وجه قرئ منها..) .

فالأوجه التي بين السور عبر عنها ابن الجزري بأنها علي سبيل الإباحة لا على وجه ذكر الخلف .. وأعتقد أنكم تتفقون معي بأن أوجه ما بين السور علي الإباحة .
ثم ألحق العلامة ابن الجزري بعض الأوجه بأوجه البسملة ـ أي هي في حكمها ـ فقال بعدها مباشرة : ((...وكذلك سبيل ما جرى مجرى ذلك من الوقف بالسكون وبالروم والاشمام. وكالأوجه الثلاثة في التقاء الساكنين وقفاً إذا كان أحدهما حرف مد أو لين..)) .

ولاحظ لقوله (وكالأوجه الثلاثة في التقاء الساكنين) أي هي من أوجه الإباحة وهذا أصل العارض للسكون .


وقال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ وهو يتحدث عن العارض للسكون : (قلت) الصحيح جواز كل من الثلاثة لجميع القراء لعموم قاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه عن الجميع ))ا.هـ



انظر شيخنا الفاضل كيف ربط المسألة بالاعتداد بالعارض وعدم الاعتداد بالعارض ، فالخيار في المسألة للقارئ .



وقال ابن الجزري أيضا : الثاني : ..... فلو وقف القارئ لأبي عمرو مثلا على (السماء) بالسكون فإن لم يعتد بالعارض كان مثله في حالة الوصل ويكون كمن وقف له على (الكتاب، والحساب) بالقصر حالة السكون وإن اعتد بالعارض زيد في ذلك إلى الإشباع ويكون كمن وقف بزيادة المد في الكتاب والحساب، ... والله أعلم. ))ا.هـ



انظر سيدي الفاضل كيف ربط المسألة بقوله (فإن لم يعتد بالعارض) وبقوله (وإن اعتد بالعارض) والسبب: لأنه من أوجه الدراية وهو ما تقدم من قول ابن الجزري (وكالأوجه الثلاثة في التقاء الساكنين وقفاً) ، فهذا يرجع إلي اختيار القارئ لا إلي وجه رواية أو طريق كما سبق في قول العلامة النبا ـ رحمه الله ـ

وأيضا ذكر ابن الجزري في ( قواعد مهمة في المد ) :
(الرابعة) يجوز المد وعدمه لعروض السبب ويقوى بحسب قوته ويضعف بحسب ضعفه فالمد في نحو: نستعين، ويؤمنون وقفاً عند من اعتد بسكونه أقوى منه في نحو (إيذن. وأوتمن) ابتداء عند من اعتد بهمزة لضعف سبب تقدم الهمز عن سكون الوقف ولذلك كان الأصح إجراء الثلاثة في الأول دون الثاني كما تقدم ومن ثم جرت الثلاثة في الوقف على (إيت) حالة الابتداء لقوة سبب السكون على سبب الهمز المتقدم والله أعلم.))ا.هـ

وقوله ((ولذلك كان الأصح إجراء الثلاثة في الأول) أي العارض للسكون كما مثل بـ (نستعين، ويؤمنون) فأجاز الثلاثة دون تقييد .

وقال أيضا : العاشر: تقدم التنبيه على أنه لا يجوز التوسط فيما تغير سبب المد فيه على القاعدة المذكورة ويجوز فيما تغير سبب القصر نحو (نستعين). في الوقف وإن كان كل منهما على الاعتداد بالعارض فيهما وعدمه.
والفرق بينهما أن المد في الأول هو الأصل ثم عرض التغيير في السبب. والأصل أن لا يعتد بالعارض فمد على الأصل وحيث اعتد بالعارض قصر إذا كان القصر ضداً للمد. والقصر لا يتفاوت. وأما القصر في الثاني فإنه هو الأصل عدماً للاعتداد بالعارض فهو كالمد في الأول. ثم عرض سبب المد، وحيث اعتد بالعارض مد وإن كان ضداً للقصر إلا أنه يتفاوت طولاً وتوسطاً فأمكن التفاوت فيه واطردت في ذلك القاعدة والله أعلم.))ا.هـ

وقوله : (في الوقف وإن كان كل منهما على الاعتداد بالعارض فيهما وعدمه.)
يثبت قاعدة الاعتداد وعدمه .


وبهذا يتضح جليا أن العارض ليس من أوجه الرواية وهي علي التخيير كما نقلت أقوال الأئمة .
فكل ما ورد في العارض للسكون من باب الاستحباب والأفضلية لا من باب الرواية .


وبعد تأصيل هذه القاعدة نعود لما نقله أخونا الحبيب في الرد علي شيخنا العلامة عبد الله الجوهري .
قال فضيلة الشيخ سامح ـ حفظه الله ـ : ((وأري ان هذا الفهم ليس صحيحا لعدة أسباب)) :
أولا : الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ لا يتحدث عن القراءة بوجه واحد فى رواية واحدة وهذا لا يختلف فيه اثنان فهو يتحدث عن جمع القراءات بأوجهها أو القراءة برواية واحدة بكل طرقها حيث قال : (إذا قصد استيعاب الأوجه حالة الجمع والإفراد ) .

الجواب : شيخنا الحبيب ليس معني قوله ((إذا قصد استيعاب الأوجه حالة الجمع والإفراد ) أن ينتفي القراءة المفردة دون جمع روايات أو جمع طرق ، والدليل أنه ذكر بعد ذلك عمل الشيوخ وتنوع كل شيخ في كيفية الأخذ في هذا النوع ، وانظر إلي قول ابن الجزري : (فبأي وجه قرئ منها جاز ولا احتياج إلى الجمع بينها في موضع واحد إذا قصد استيعاب الأوجه حالة الجمع والإفراد.)) فجواز أي وجه في الجمع كذا في الإفراد .والله أعلم

وقولكم : ثانيا : مراعاة المدود من باب قوله : ( واللفظ في نظير كمثله ) وهذا ما فهمه تلامذته أنفسهم كما اشرت إليه وهم أدري بقوله ) .

الجواب : قد تقدم ما ذكره ابن الجزري في النشر من جواز الثلاثة أوجه ، وهذا عين ما ذكره في التمهيد .
وقوله : ورد كل واحد لأصله ** واللفظ في نظير كمثله .

قال الأزهري : والتجويد هو أيضا : رد كل حرف من الحروف لأصله أي لمخرجه )ا.هـ

والمقصود أن ابن الجزري ذكر ذلك في باب المخارج والصفات ، إلا أن شراح الجزرية توسعوا في إطلاق النظير وعمّموه وهذا اختيار منهم وما نقلتموه عن مكي حيث قال : ( إذا اجتمع مدان عارضان أو أكثر كأن وقف على ( رب العالمين ) وعلى ( الرحيم ) لا ينبغي للقارئ أن يمد أحدهما أقل أو أكثر من الآخر وكذا لو اجتمع حرفا لين كان وقف على ( لا ريب ) وعلى ( بالغيب ) لأن ذلك وإن لم يكن حراما لكنه مكروه ومعيب لأن التسوية من جملة التجويد . أ . هـ


يجاب عنه بذلك ، ولا يلزم منه خرق ما تأصل سابقا والأخذ بقاعدة ( الاعتداد وعدمه) .


فمكي نصر ـ رحمه الله ـ يتحدث هنا عن التسوية بين وقفات العارض للسكون فينبه علي التسوية ، وهذا التنبيه لا دلالة فيه علي أن أصل العارض رواية ، وهذا يظهر من قوله (وإن لم يكن حراما لكنه مكروه ومعيب..) .

أما أصل المسألة عند مكي نصر ـ رحمه الله ـ : والصحيح كما في النشر جواز كل من الثلاثة للجميع لعموم قاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه للجميع )ص187

بل والإمام الأزهري في الطرازات المعلمة قال في أصل المسألة : ...والذي سببه سكون عارض يجوز فيه المد والتوسط والقصر كما تقدم كل ذلك ..)ص115
وكونهم لا يقبلون التفاوت في العارض هذا اختيار منهم .

قلتم ـ حفظكم الله ـ : ثالثا : إليك قوله في آخر تنبيه في باب المدود في كتابه النشر قال ابن الجزري :والتحقيق في ذلك أن يقال : إن هذه الثلاثة الأوجه لا تسوغ إلا لمن ذهب إلي الإشباع فى حروف المد من هذا الباب.أ .هـ النشر وانظر شرحي تحت عنوان ( تحرير ) في هذا المبحث..)

إليك قوله في آخر تنبيه في باب المدود في كتابه النشر قال ابن الجزري :والتحقيق في ذلك أن يقال : إن هذه الثلاثة الأوجه لا تسوغ إلا لمن ذهب إلي الإشباع فى حروف المد من هذا الباب.أ .هـ النشر


الجواب : شيخنا الكريم ما نقلتموه عن ابن الجزري ليس في باب العارض مطلقا إنما يتحدث في هذه الجزئية عن اللين خاصة وفي مذهب الأزرق عن ورش وقد الأوجه الثلاثة في هذا النوع لجميع القراء فقال :(الليل. والميل. والميت. والحسنين. والخوف. والموت. والطول) حالة الوقف بالإسكان أو بالإشمام فيما يسوغ فيه فقد حكى فيه الشاطبي وغيره عن أئمة الأداء الثلاثة مذاهب وهي الإشباع والتوسط والقصر.)ا.ه، من النشر


فقد حكي في اللين الأوجه الثلاثة للجميع ..ثم قال ابن الجزري : وهي أيضاً لورش من طريق الأزرق في غير ما الهمزة فيه متطرفة نحو (شيء، والسوء) فإن القصر يمتنع في ذلك..) ا.هـ والحديث أصبح يتطرق إلي اللين المهموز ثم أخذ الإمام ابن الجزري يبين مذهب القائلين بالمد والتوسط والقصر..ثم قال ما تفضلتم به ونقلتموه : والتحقيق في ذلك.......


وما في النشر فقد نقله صاحب الإتحاف قريبا فقال :

(وأما الرابع : وهو العارض المخفف فيه للكل الأوجه الثلاثة أيضا حملا على حروف المد إلا أنه يمتنع القصر لورش من طريق الأزرق في متطرف الهمز نحو ( ) شيء ( ) فالإشباع مذهب من يأخذ بالتحقيق والتوسط اختيار الداني وبه كان يقرى ء الشاطبي وهو مذهب أكثر المحققين والقصر مذهب الحذاق وحكى الإجماع عليه والثلاثة في الشاطبية كالطيبة ..)

ثم شرع صاحب الإتحاف في تحقيق المسألة قائلا : والتحقيق في ذلك كما في النشر أن الأوجه الثلاثة لا تجوز هنا إلا لمن أشبع حروف المد في هذا الباب أما القاصرون فالقصر لهم هنا متعين ومن وسط لا يجوز له هنا إلا التوسط والقصر اعتد بالعارض أو لا ، ولا يجوز له الإشباع فلذا كان الأخذ به في هذا النوع قليلا كما نص عليه في الطيبة ولفظه وفي اللين يقل طول وقد تحصل للأزرق في نحو : شيء و سوء ( وجهان المد والتوسط وصلا ووقفا بالإسكان المجرد ومع الإشمام والروم بشرطهما فقول الشاطبي رحمه الله تعالى بطول وقصر وصل ورش ووقفه
مراده بالقصر التوسط لقوله بعد وعنهم سقوط المد فيه وصدق القصر عليه بالنسبة للإشباع وللباقين فيهما ثلاثة أوجه المد والتوسط والقصر وقفا على الهمز المتطرفة بالإسكان المجرد عن الإشمام ومعه القصر فقط وصلا ووقفا على غير المتطرفة وعليها بالروم...)ا.هـ

ولاحظ سيدي الفاضل هذه العبارات (لا تجوز هنا) وعبارة (ولفظه وفي اللين يقل طول وقد تحصل للأزرق في نحو : شيء و سوء ..)

والحاصل : أن هذه مسألة أخري مختصة بالأزرق لا يقاس علي عبارتها مطلق اللين . ولا يقال بالتسوية بين اللين العارض والممدود العارض لأنها خاصة في مسألة بعينها . والله أعلم .


وقولكم : (...وليت شعري إذا كان ابن الجزري يعني أنها أوجه دراية لا رواية كما يستدل المستدل بقول ابن الجزري (وبعض لا يلتزم شيئاً بل يترك القارئ يقرأ ما شاء منها، إذ كل ذلك جائز مأذون فيه منصوص عليه، وكان بعض مشايخنا يرى أن يجمع بين هذه الأوجه على وجه آخر فيقرأ بواحد منها في موضع وبآخر في غيره) فلماذا شدد في مراتبه مع غيره فدل علي ما أومأت إليه من أنه رحمه الله كان يتكلم عن حال جمع القراءات أو جمع طرق رواية أما والإنسان يقرأ برواية واحدة فيستحسن أن يقرأ بطريق واحد والله أعلم وأحكم . ))ا.هـ​

الجواب : قولكم () فلماذا شدد في مراتبه مع غيره.) قد تبين لكم أن العبارة غير مقصودة فيما ذهبتم إليه ، ولو كان هناك ثمة تشدد فلم أجاز الثلاثة أوجه في العارض لحمزة مثلا مع أنه يقرأ بالمد الطويل في المنفصل ؟؟

ولا يخفي عليكم أن ابن الجزري أجاز الثلاثة أوجه لجميع القراء وكذا ما نقلته عن صاحب الإتحاف فيه كفاية . والله أعلم

فإذا تقرر أن العارض من أوجه الدراية جاز للقارئ أن يقرأ بما شاء وهو ما قاله ابن الجزري رحمه في النشر : (وبعض لا يلتزم شيئاً بل يترك القارئ يقرأ ما شاء منها) وقوله : (وكان بعض مشايخنا يرى أن يجمع بين هذه الأوجه على وجه آخر فيقرأ بواحد منها في موضع وبآخر في غيره ليجمع الجميع المشافهة )

وما السبب في ذلك . قال ابن الجزري : إذ كل ذلك جائز مأذون فيه منصوص عليه) والله أعلم
والسلام عليكم
 
تعليقي على كلام أخينا وشيخنا الشيخ عبد الحكيم
( حفظه الله وسددعلى طريق الحق خطاه )


جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب على هذه المناقشة البناءة وأحسن الله إليك وبارك فى علمك

ولى عدة وقفات :

أولا : هناك أمر مشكل علي وآمل إيضاحه ــ خصوصا وأنتم حفظكم الله ممن قرأتم على الشيخ الجوهري رحمه الله ـ
ألا وهو قوله : (إذا اجتمع مدان عارضان أو أكثر كأن وقف على ( رب العالمين ) وعلى ( الرحيم ) لا ينبغي للقارئ أن يمد أحدهما أقل أو أكثر من الآخر وكذا لو اجتمع حرفا لين كان وقف على ( لا ريب ) وعلى ( بالغيب ) لأن ذلك وإن لم يكن حراما لكنه مكروه ومعيب يقبح على الفاعل ارتكابه ويعاقب عليه عند أهل الشأن لما فيه من تركيب الطرق وتخليطها ولأن التسوية في ذلك من جملة التجويد .
وهذا إذا كانت الأوجه أوجه رواية أما إذا كانت الأوجه دراية فلا بأس بالتفرقة بين العارض للسكون ونظيره لكونها أوجه دراية . أ . هــ كلامه رحمه الله كتابه الإيضاح ص 143
فكيف توجهون أول كلامه بآخر كلامه ـ رحمه الله؟


ثانيا : وأما اعتراضكم ــ وفقكم الله ــ على قولي : ( ثانيا : مراعاة المدود من باب قوله : ( واللفظ في نظير كمثله ) وهذا ما فهمه تلامذته أنفسهم كما أشرت إليه وهم أدري بقوله )

بقولكم ــ حفظكم الله وراعاكم ـ : ( الجواب : قد تقدم ما ذكره ابن الجزري في النشر من جواز الثلاثة أوجه ، وهذا عين ما ذكره في التمهيد .
وقوله : ورد كل واحد لأصله ** واللفظ في نظير كمثله .

قال الأزهري : والتجويد هو أيضا : رد كل حرف من الحروف لأصله أي لمخرجه )ا.هـ
والمقصود أن ابن الجزري ذكر ذلك في باب المخارج والصفات ، إلا أن شراح الجزرية توسعوا في إطلاق النظير وعمّموه وهذا اختيار منهم ) أ .هـ كلامكم أيدكم الله


فأقول ــ يا فضيلة الشيخ ـ انظر إلى كلام العلامة عبد الدائم الأزهري
( توفى 870 )في شرحه الطرازات المعلمة في شرح المقدمة حيث يقول : (أن يلفظ في نظير ذلك الحرف بمثل ذلك النظير ....وكذا المد في كونها لازما وغير لازم متصلا ومنفصلا وعارضا .

فكل نظير كنظيره مكملا من غير زيادة ولا نقص في ذلك كله فالنظير كنظيره من غير تفاوت فتكون القراءة في ذلك كله على النسبة حين تناسب الحروف حقها واستحقاقها . أ . هـ الطرازات المعلمة في شرح المقدمة

وكلامه واضح ـ رحمه الله ـ في أن الإمام يتكلم في الفرق بين حق الصفة ومستحقها كما عنون هو في الكتاب ص 67 فهو يدرك تمام الإدراك أين يضع كلامه ـ رحمه الله ـ فمن ثم لا أوافق فضيلتكم في أن الشراح توسعوا خصوصا ولم أر فيما اطلعت عليه حسب مصادرى القليلة من قال بأن الشراح توسعوا كما تفضلتم يا شيخنا رعاكم الله

أضف إلي هذا ــ يا شيخي الفاضل ـــ كلام باقي العلماء شراح مقدمة ابن الجزري ـ رحمه الله ـ ومنهم على سبيل المثال لا الحصر

1 ـ العلامة زكريا الأنصاري ــ وهو من هو لا يخفى عليكم ــ يقول : ( أن تلفظ بنظيره بعد لفظك به مثل لفظك به أولا وإن كان الأول مرققا فنظيره كذلك أو مفخما فنظيره كذلك أو غيره فغيره لتكون القراءة على نسبة واحدة ) أ . هـ الدقائق المحكمةشرح المقدمة ص19 دار الصحابة

2 ـ العلامة الملا على القاري ( توفي 1014 )حيث يقول ـ رحمه الله ـ( واللفظ في نظيره كمثله )
المراد بالنظير والمثل هنا واحد ...... والمعنى أن من التجويد أن يتلفظ في اللفظ الثاني مثل ما يتلفظ بمثله .......... أو مقصورا أو ممدودا ...... فيتلفظ به بلا تفاوت لتكون القراءة على المناسبة والمساواة ولا يبعد أن يكون النظير على بابه ويراد أن مده بألف ( الرحمن ) يكون على مقدار مده بياء ( الرحيم ) وأمثال ذلك . أ . هــ المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية ص 73 دار قرطبة


3 ـ الإمام عمر المسعدي ( 974 ـ 1017 ) يقول في شرح البيت ــ أيضا ــ : ( واللفظ في نظير ذلك الحرف بعد لفظك به مثل لفظك به أولا فإن كان الأول ....... أو ممدودا فنظيره ممدود .... لتكون القراءة على نسق واحد
) . أ . هـ الفوائد المسعدية في حل الجزرية ص 64 , 65 مكتبة أولاد الشيخ


4 ــ فضيلة العلامة الشيخ عبد الله الجوهري ــ نفسه ـــ وانظرواحفظكم الله ــ إلي كلام شيخكم ـ أيضا ـ حيث يقول
: ورد كل واحد لأصله *** واللفظ في نظيره كمثله
أي رد كل مخرج وكل حرف لأصله فالأصل هو التحقيق أي يجب أن يحقق القارئ في إخراج المخرج ويتحقق في إعطاء الصفة ( واللفظ في نظيره كمثله ) ( فأولئك ) لفظ ( و أولئك ) لفظ وهما نظراء ......... والمد مثل المد ............ ) أ .هـ كتاب الإيضاح للشيخ عبد الله الجوهري


أكل هؤلاء ــ يا شيخى ومعلمى الفاضل وحبيى في الله ــ لا يدركون أن ابن الجزري وضع ( اللفظ في نظيره ) في باب المخارج والصفات كما تتفضلون به ؟ وهل كل هؤلاء توسعوا ؟
ثم ـ يا صديق العمر ـ ألا ترى معي أنهم مدركون تماما لكلام ابن الجزري رحمه الله أن المد للسكون العارض به الثلاثة أوجه كما أطلقها الإمام فلماذا يشترطون المساواة لتخرج القراءة على نسق واحد وهم ناقلون ـ كما تعلمنا منكم ــ لرأيه في العارض ؟
إذن هذه مسألة وهذه مسألة أخرى كما سيظهر في كلام الشيخ المرصفى رحمه الله

ثم هل ـ يا معلمى الفاضل ـ هناك من يخالفهم من شراح الجزرية في طلب المساواة في المد العارض عند الوقف؟ يعني هل هناك أحد سبقكم ــ حفظكم الله وأيدكم وسددكم ووفقكم لكل خير ـ هل هناك أحد سبقكم إلى القول بأن الشراح توسعوا ؟ آمل منكم يا شيخنا أن ترشدنى إليه خصوصا من شراح الجزرية .

رابعا : وأما اعتراضكم ــ متعكم الله بالصحة والعافية ـ بقولكم :( وما نقلتموه عن مكي حيث قال : ( إذا اجتمع مدان عارضان أو أكثر كأن وقف على ( رب العالمين ) وعلى ( الرحيم ) لا ينبغي للقارئ أن يمد أحدهما أقل أو أكثر من الآخر وكذا لو اجتمع حرفا لين كان وقف على ( لا ريب ) وعلى ( بالغيب ) لأن ذلك وإن لم يكن حراما لكنه مكروه ومعيب لأن التسوية من جملة التجويد . أ . هـ
فمكي نصر ـ رحمه الله ـ يتحدث هنا عن التسوية بين وقفات العارض للسكون فينبه علي التسوية ، وهذا التنبيه لا دلالة فيه علي أن أصل العارض رواية ، وهذا يظهر من قوله (وإن لم يكن حراما لكنه مكروه ومعيب. أما أصل المسألة عند مكي نصر ـ رحمه الله ـ : والصحيح كما في النشر جواز كل من الثلاثة للجميع لعموم قاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه للجميع )ص187

فأقول يافضيلة الشيخ : إن قوله: ( إذا اجتمع مدان عارضان أو أكثر كأن وقف على ( رب العالمين ) وعلى ( الرحيم ) لا ينبغي للقارئ أن يمد أحدهما أقل أو أكثر من الآخر وكذا لو اجتمع حرفا لين كان وقف على ( لا ريب ) وعلى ( بالغيب ) لأن ذلك وإن لم يكن حراما لكنه مكروه ومعيب لأن التسوية من جملة التجويد )

مذكور في آخر تنبيهات الباب أترى يا فضيلة الشيخ أن الكاتب يضع التنبيهات في آخر الباب ثم لا يأخذ بها وهل يذكرون أقوالا في أول الباب ثم يذكرون تقييدا لها في آخر الباب ولا دلالة على هذا.

وقد سهل علينا الأمر فضيلة العلامة الشيخ عبد الفتاح المرصفي ـ رحمه الله ـ حيث رد على ما أجبتم عنه فقال: (التنبيه الثالث: إذا اجتمع مدان عارضان للسكون أو أكثر في حالة القراءة كأن وقف على فواصل سورة الفاتحة مثلاً فلا ينبغي للقارىء أن يمد أحدها أكثر أو أقل من الآخر بحجة أن كل مد عارض للسكون فيه المدود الثلاثة فيمد الأول طويلاً والثاني قصيراً والثالث متوسطاً كل هذا لا يجوز والذي ينبغي فيه هو التسوية بما جاء في العارض الأول من المد وباقي العوارض تابعة له مدًّا وتوسطاً وقصراً وذلك لأن رواة المد في العارض غير رواة التوسط فيه غير رواه القصر فيه أيضاً.
وكذلك الحكم بعينه فيما إذا اجتمع مدان عارضان للسكون أو أكثر وكان السكون العارض مسبوقاً بحرف اللين كأن وقف على فواصل سورة قريش مثلاً فينبغي التسوية في العموم مدًّا وتوسطاً وقصراً ولا تجوز التفرقة لأن التسوية في مثل هذا وذاك من جملة التجويد. وهذا ما أشار إليه الحافظ ابن الجزري في المقدمة بقوله "واللفظ في نظيره كمثله" فتفطن. ص 329 , 330

وفي الحقيقة أنا لا أدرى بعد كل هذه النصوص يا شيخنا العزيز الغالى من أين أتيتم بقولكم حفظكم الله (كونهم لا يقبلون التفاوت في العارض هذا اختيار منهم)




وأما عن مسألة العارض من باب الرواية أم الدراية فأنا أرجع عن قولي وأقول : لقد تبين لى أننى أخطأت في الاستدلال بكلام الإمام ابن الجزري ــ رحمه الله ـ ولما قرأت تعليقك ـ جزاك الله خيرا ــ رجعت إلي كلام الامام فى كتابه التقريب فوجدته يتكلم فعلا في مسألة اللين عند ورش لكن يبدو أن نصه في النشر مبتور لأنه لا يتضح أنه يتحدث عن اللين ـ وكلامه في التقريب أوضح من النشر في هذه الجزئية آنفة الذكر ـــ كما تفضلتم وإن شاء الله سوف أصحح هذا فى البحث عندما أعيد كتابته فجزاكم الله خيرا ..

والسلام عليكم شيخى الغالى
 

السلام عليكم
شيخنا الحبيب :
هل لنا أن نترك قول ناظم المنظومة ونلجأ إلي قول الشراح ؟؟
ألم ينقل لنا العلامة ابن الجزري صور تعامل الشيوخ قديما مع قضية العارض ؟؟

قلتم ـ حفظكم الله ورعاكم ـ : وفي الحقيقة أنا لا أدرى بعد كل هذه النصوص من أين أتيتم بقولكم : كونهم لا يقبلون التفاوت في العارض هذا اختيار منهم)


الجواب : لقد نقلت لكم النصوص من قبل وإنما أجتزئ لكم عبارة العلامة ابن الجزري ـ رحمه الله ـ وهو يحكي لكم مذاهب القراء في مسألة العارض مع تصرفي في وضع الأرقام كي يسهل النظر والشرح :
((وكالأوجه الثلاثة في التقاء الساكنين وقفاً إذا كان أحدهما حرف مد أو لين .
1. وكذلك كان بعض المحققين لا يأخذ منها إلا بالأصح الأقوى ويجعل الباقي مأذوناً فيه ..

2. وبعض لا يلتزم شيئاً بل يترك القارئ يقرأ ما شاء منها، إذ كل ذلك جائز مأذون فيه منصوص عليه.

3. وكان بعض مشايخنا يرى أن يجمع بين هذه الأوجه على وجه آخر فيقرأ بواحد منها في موضع وبآخر في غيره ليجمع الجميع المشافهة .

4. وبعض أصحابنا يرى الجمع بينها وبين أول موضع وردت أو في موضع ما على وجه الإعلام والتعليم وشمول الرواية.....)ا.هـ

شيخنا الكريم أليست هذه مذاهب واختيارات القراء في قضية العارض ؟؟؟

وابن الجزري لم يتعقب أحدا من أصحاب هذه المذاهب سوي مذهب واحد وهو مذهب من يتكلف في الأمر حيث قال : ...أما من يأخذ بجميع ذلك في كل موضع فلا يعتمده إلا متكلف غير عارف بحقيقة أوجه الخلاف). أ . هـ

فهذا عمل القراء قديما مع العارض وما نحا نحوه من أوجه الدراية ، ونخلص مما تقدم بأنه استحسان من الشيوخ من حيث الإلتزام بوجه واحد أو المغايرة بينهم ـ كما سبق ـ .

ولو قلنا بأن هذا وجه دراية وألزمنا القارئ بوجه واحد ـ علي سبيل الإلزام وليس علي سبيل الاستحسان ـ لم يكن هناك معني لقول صاحب الإتحاف : ... وخلاف الأوجه ليس كذلك إذ هو على سبيل التخيير فبأي وجه أتى القارى ء أجزأ في تلك الرواية ولا يكون إخلالا بشيء منها فلا حاجة لجمعها في موضع واحد بلا داع..))ص 102

ولو قلنا : بوجوب المساواة في العارض .. إذن ما الفرق بين أوجه الرواية وأوجه الدراية ؟؟
هل نقول : الوجه في أصله دراية ، وعند حكم التساوي نقلبها وجه دراية ؟؟
هذا قو ل غير معقول وغير مقبول .

وانظر شيخنا الحبيب إلي أقوال الداني ونقله عنه د/ حميتو :
قال أبو عمرو الداني في كتاب "التمهيد": "واعلم أن حروف المد واللين الثلاثة إذا وقعن قبل أواخر الكلم الموقوف عليهن نحو "يعلمون" و"تتقون" و"عليم" و"خبير" و"بصير" و"الضالين" و"العادين" و"نستعين" و"كل باب" و"نرضاه" و"النار" و"النهار" وما أشبهه، فإن أصحابنا اختلفوا:
1ـ فمنهم من يمكن المد فيه تمكينا مشبعا كالتمكين مع الهمزات من أجل الساكنين، وهو مذهب شيخنا علي بن بشر وغيره". وقال في "الاقتصاد" نحوه. وقال في "إيجاز البيان": "وهو مذهب شيخنا علي بن محمد بن بشر وعامة القدماء من المصريين الآخذين بالتحقيق، وبذلك قرأت على الخاقاني خلف بن إبراهيم شيخنا عن قراءته.
وقال في "جامع البيان": "وبذلك كنت أقف على الخاقاني.. قال: والعلة فيما ذهبوا إليه أن الوقف يلزمه السكون فصار لذلك سكون الوقف عليه كالأصلي فزيد في التمكين لحروف المد واللين قبله ليتبين بذلك ويخرج عن التقاء الساكنين. ـ قال في التهميد:
2ـ ومنهم من يمكن المد في ذلك تمكينا وسطا من غير إشباع، وهو مذهب شيخنا فارس بن أحمد وطاهر بن غلبون، وهو مذهب الأكابر من أصحاب ابن مجاهد".
وقال في "إيجاز البيان": "وهذا مذهب عامة من لقينا من شيوخنا ومذهب الأكابر من أصحاب ابن مجاهد .
وقال في "التمهيد" مشيرا إلى مذهب ثالث يذهب إلى القصر:3 "ومنهم من لا يمكن المد في ذلك إلا بمقدار الإتيان بحرف المد لا غير، لأن الساكن الثاني عارض، وهو مذهب شيخنا الحسن بن سليمان وهو القياس.)ا.هـ بتصرف

ثم اختار الداني التوسط قال د/ حميتو : وحكى في "إرشاد المتمسكين" الأقوال الثلاثة ولم ينسبها لأحد، وبدأ بذكر المتوسط ثم المشبع ثم القصر وقال: "وبما قدمت لك قرأت، وبه آخذ ـ يعني المد المتوسط.)ا.هـ
والمقرر أن الداني نسب في التيسير طريق ابن خاقان وطريقه الإشباع ، فلم عدل إلي التوسط واختاره مذهبا له ؟؟
ألا يعد ذلك تركيبا في الرواية من الداني ؟ وهذا الكلام إن سرنا علي مذهب الإلزام .
أما ما فعله الداني ـ رحمه الله ـ لا يعد تركيبا لأن وجه العارض للسكون وجه اختياري لك فيه ما تشاء وهو ما عناه العلامة الجوهري بجواز التفاوت فيه . والله أعلم


قلتم ـ حفظكم الله ـ :
ثم هل هناك من يخالفهم من شراح الجزرية في طلب المساواة في المد العارض عند الوقف؟ هل هناك أحد سبقكم إلى القول بأن الشراح توسعوا ؟ آمل منكم يا شيخنا أن ترشدنى إليه خصوصا من شراح الجزرية .))ا.هـ

الجواب : فيما قدمته جواب كاف من كلام ابن الجزري في قصة العارض . إلا أني أقول لكم : الشراح ليس عندهم إجماع علي شرح البيت بما شرحه الآخرون وهناك من اكتفي فقط بأن قول ( واللفظ في نظير ..) خاص بمخارج الحروف :
قال الشيخ محمود محمد عبد المنعم في كتابه "الروضة الندية شرح متن الجزرية عند شرح هذا البيت :
وقوله : ورد كل واحد لأصله ** واللفظ في نظير كمثله
أضاف هنا إضافة للتعريف حيث قال : إن التجويد أيضا هو (ردُّ ) أي إرجاع كل واحد من الحروف لمخرجه الأصلي .
قوله : "واللفظ في نظيره " أي النطق في نظير هذا الحرف ـ إذا تكرر ـ كالنطق به أول مرة ))ا.هـ ص50​
ولعلك تقول : ليس لمحدث أن يخالف القدامي ونعتد به . أليس هذا صحيحا ؟؟
الجواب : قال القسطلاني (المتوفي923هـ ) في اللآلي السنية شرح المقمة الجزرية عند البيت قوله : (واللفظ في نظير كمثله) معناه : إذا نطقت بحرف مرقق مثلا وجاء نظيره ، فالفظ به كلفظك بالأول ، و"ما" في قوله ( من غير ما تكلف زائدة إذ الكلام تام بسقوطها ) 51
وبهذا يتضح لكم أن من الشراح من توسعوا في المسألة ومنهم من اقتصر علي المعني الأصلي ، وهذا مع اختلافهم في تناول العارض ـ كما سبق من قول ابن الجزري نفسه ـ .

وقولكم ـ حفظكم الله ـ : ... فلا ينبغي للقارىء أن يمد أحدها أكثر أو أقل من الآخر بحجة أن كل مد عارض للسكون فيه المدود الثلاثة فيمد الأول طويلاً والثاني قصيراً والثالث متوسطاً كل هذا لا يجوز والذي ينبغي فيه هو التسوية بما جاء في العارض الأول من المد وباقي العوارض تابعة له مدًّا وتوسطاً وقصراً وذلك لأن رواة المد في العارض غير رواة التوسط فيه غير رواه القصر فيه أيضاً ))ا.هـ​
شيخنا الكريم : هذا الكلام منقوض بقول العلامة ابن الجزري : وبعض لا يلتزم شيئاً بل يترك القارئ يقرأ ما شاء منها، إذ كل ذلك جائز مأذون فيه منصوص عليه )) إذ كل ذلك اختيار من القارئ كما سبق .​
أما احتجاجه بأن رواة القصر دون رواة التوسط دون رواة الإشباع فهذا كلام عجيب من العلامة المرصفي ـ رحمه الله ـ لأن المعلوم أن من نقل في هذا الباب ونسب الوجه لقارئ إنما ذلك نسبة استحسان وليست رواية ، لأننا متفقون أن العارض للسكون وجه دراية لا وجه رواية، ولألزمنا الداني بوجه الإشباع في التيسير لأنه أخذ به عن الخاقاني .
فالشيخ المرصفي ظن المنقول عن المشايخ في هذا الباب من قبيل الرواية كما كان الحال في نقل الأحوال الثلاثة في البدل .
وقولكم ـ حفظكم الله ـ :
أولا : هناك أمر مشكل علي وآمل إيضاحه ألا وهو قول الشيخ الجوهري : (إذا اجتمع مدان عارضان أو أكثر كأن وقف على ( رب العالمين ) وعلى ( الرحيم ) لا ينبغي للقارئ أن يمد أحدهما أقل أو أكثر من الآخر وكذا لو اجتمع حرفا لين كان وقف على ( لا ريب ) وعلى ( بالغيب ) لأن ذلك وإن لم يكن حراما لكنه مكروه ومعيب يقبح على الفاعل ارتكابه ويعاقب عليه عند أهل الشأن لما فيه من تركيب الطرق وتخليطها ولأن التسوية في ذلك من جملة التجويد .
وهذا إذا كانت الأوجه أوجه رواية أما إذا كانت الأوجه دراية فلا بأس بالتفرقة بين العارض للسكون ونظيره لكونها أوجه دراية . أ . هــ كلامه رحمه الله كتابه الإيضاح ص 143
فكيف توجهون أول كلامه بآخر كلامه ـ رحمه الله؟​

الجواب : شيخنا الحبيب ما الغضاضة في قول العلامة الشيخ الجوهري ـ رحمه الله ـ ؟؟​
فهو نقل كلام العلامة محمد مكي نصر ـ وإن لم ينسبه ـ ثم علق واضعا قيدا مهما ألا وهو عارض الرواية وعارض الدراية .
ولعله يقصد بعارض الرواية : إن اجتمع متصل وصلا مع متصل عارض ، وبدل مع بدل عارض ـ كما في رواية ورش ـ وهكذا .
أما عارض الدراية مثل ما تقدم من الأمثلة في كلام الشيخ الجوهري (العالمين ـ الدين ) فالشيخ يجوّز التفاوت وكلامه واضح صريح لأن هذه الأمثلة تندرج تحت الدراية لا الرواية .
ولعلك تقول : هذا القول مخالف لما عليه الأمثلة ـ أي الأمثلة أمثلة دراية وليست رواية ـ ؟؟
الجواب : هذا كان دندنه معنا يختار التساوي في الوقف علي نحو " السماء " ويجيز أي وجه في نحو(العالمين) وكان يقول بأفضلية التساوي في العارض من باب الاستحسان لا من باب الرواية والإلزام . والله أعلم

والسلام عليكم
 
السلام عليكم
شيخناالحبيب عبد الحكيم شكر الله لك إثراء بحثي وأسأل الله أن ينفعنا بعلمكوأن يتقبل منا ومنكم صالح العمل آمين ..


أما قولكم ـــ سددكم الله ــ :
هل لنا أن نترك قول ناظم المنظومة ونلجأ إلي قول الشراح؟؟
ألم ينقل لنا العلامة ابن الجزري صور تعامل الشيوخ قديمامع قضية العارض ؟؟


فالجواب يا شيخنا ما حاولت إثباته لكم أن ثمة قضيتين لا قضية واحدة
فأنتم ترون أنها قضية واحدة ـــ التعامل العام الذى ذكره ابن الجزري ـ رحمه الله .
وأما أنا فأقول : إنها قضيتان لا واحدة
فالتساوي من جملة التجويد كما ذكره غير واحد من الشراح كما نقلت لكم من قبل .
مع العلم بأنهم لم يخف عليهم أن ابن الجزري ذكر الأقوال الثلاثة في العارض كما نقلتم بالأرقام ! وأقول : قد نقلت أنا في البحث أعلاه هذا الكلام لابن الجزري وأنا أناقش المسألة .
والسؤال الآن كيف يخفى عليهم وهو شيخهم ؟ !! يعني يا فضيلة الشيخ هل يخفى عليك أنت ما قرأته على شيخك الشيخ الجوهري ؟ !! أو مسائل كتابه الإيضاح الذي حدثك به مثلا . انظر ـــ يا رحمك الله ـــ إلى ترجمة عبد الدائم الأزهرى ـ رحمه الله ــ : ( أخذ العشر على ابن الجزري ) وقد نقلت قوله من قبل الذي يؤكد فيه التساوي في العارض وعده من جملة التجويد ..

مع العلم بأنه لم يبين مخالفة شيخه ولم يذكر أنه خرج عن شيخه في هذا فلقد تكلم وكأن المسألة بديهية عنده ..


إذن المسألة قضيتان لا واحدة .

وسأذكر لك في آخر كلامي ما يوضح هذا إذ هو نص صريح للمرعشي ولكن أخرته للأهمية ....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وأما قولكم ــ حفظكم الله شيخنا الحبيب الغالي ـ : (شيخنا الكريم أليست هذه مذاهبواختيارات القراء في قضية العارض ؟؟؟

وابن الجزري لم يتعقب أحدا من أصحاب هذه المذاهب سوي مذهب واحد وهو مذهب من يتكلف في الأمر حيث قال : ...أما من يأخذ بجميع ذلك في كل موضع فلا يعتمده إلا متكلف غير عارف بحقيقة أوجه الخلاف). أ . هـ

فهذاعمل القراء قديما مع العارض وما نحا نحوه من أوجه الدراية ، ونخلص مما تقدم بأنهاستحسان من الشيوخ من حيث الإلتزام بوجه واحد أو المغايرة بينهم ـ كما سبق ـ .

ولو قلنا بأن هذا وجه دراية وألزمنا القارئ بوجه واحد ـ علي سبيل الإلزام وليس علي سبيل الاستحسان ـ لم يكن هناك معني لقول صاحب الإتحاف : ... وخلاف الأوجه ليس كذلك إذ هو على سبيل التخيير فبأي وجه أتى القارى ء أجزأ في تلك الرواية ولا يكون إخلالا بشيء منها فلا حاجة لجمعها في موضع واحد بلا داع..))ص 102

ولو قلنا : بوجوبالمساواة في العارض .. إذن ما الفرق بين أوجه الرواية وأوجه الدراية؟؟
هل نقول : الوجه في أصله دراية ، وعند حكم التساوي نقلبها وجه دراية ؟؟
هذا قو ل غيرمعقول وغير مقبول



فالجواب
بينت من قبل أن هناك قضيتين لا قضية واحدة
فمن جملة التجويد المساواة في العارض هذه قضية
وأصل الحكم العام هذه قضية أخرى .
وأما قولكم ــ متعكم الله بالصحة والعافية ـ : ( هذا قو ل غيرمعقول وغير مقبول )
فالجواب ـ يا فضيلة الشيخ ـ : إذا كان أمثال من ذكرت لك أقوالهم غير مقبولة وغير معقولة ؟ فمن يعقل قوله ويقبل إذن ؟!!
لأن معنى قولكم ـ يا رعاكم الله ــ : ( كونهم لا يقبلون التفاوت في العارض هذااختيار منهم ( معناه أن اختيارهم غير معقول غير مقبول (أصلا لو كان اختيارهم هم وليس كلام ابن الجزري نفسه لأن عبد الدائم تلميذه يا فضيلة الشيح يضع شرحا لكلامه( كلام من لازمه وقرأ عليه ) ثم أقول له لا يعقل لا يقبل ؟!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



وأما عن استشهادكم ــ حفظكم الله ــ بكلام الإمام الداني وعقبتم قائلين :
والمقرر أنالداني نسب في التيسير طريق ابن خاقان وطريقه الإشباع ، فلم عدل إلي التوسط واختارهمذهبا له ؟؟
ألا يعد ذلك تركيبا في الرواية من الداني ؟ وهذا الكلامإن سرنا علي مذهب الإلزام .
أما ما فعله الداني ـ رحمه الله ـ لا يعد تركيبا لأن وجهالعارض للسكون وجه اختياري لك فيه ما تشاء وهو ما عناه العلامة الجوهري بجوازالتفاوت فيه . والله أعلم


فالجواب :
فما أجمل أن نتحدث عن توسع شراح الجزرية أم لا ! ثم نترك كل هذا الذي نبحث في صحته ثم نعود إلي الإمام الداني ـ رحمه الله .
مع أننا اتفقنا أن العارض من الأوجه الاختيارية ونتحدث عن مسألة المساوة حالة الاجتماع للعارض السكون التي هي محل النقاش الآن .
ومازلنا نبحث لكم عن مؤيد من الشراح للجزرية أنهم ( توسعوا في قول ابن الجزري)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأما قولكم : (الشراح ليس عندهم إجماع علي شرح البيت بما شرحهالآخرون وهناك من اكتفي فقط بأن قول ( واللفظ في نظير ..) خاص بمخارج الحروف :
قال الشيخ محمود محمد عبد المنعم في كتابه "الروضة الندية شرح متن الجزرية عند شرح هذا البيت :
وقوله : ورد كل واحد لأصله ** واللفظ في نظير كمثله
أضاف هنا إضافة للتعريف حيث قال : إن التجويد أيضا هو (ردُّ ) أي إرجاع كل واحد من الحروف لمخرجه الأصلي .
قوله : "واللفظ في نظيره " أي النطق في نظير هذا الحرف ـ إذا تكرر ـ كالنطق به أول مرة ))ا.هـ ص50
ولعلك تقول : ليس لمحدث أن يخالف القدامي ونعتد به . أليس هذا صحيحا ؟؟
الجواب : قالالقسطلاني (المتوفي923هـ ) في اللآلي السنية شرح المقمة الجزرية عند البيت قوله : (واللفظ في نظير كمثله) معناه : إذا نطقت بحرف مرقق مثلا وجاء نظيره ، فالفظ بهكلفظك بالأول ، و"ما" في قوله ( من غير ما تكلف زائدة إذ الكلام تام بسقوطها ) 51
وبهذا يتضح لكم أن من الشراح من توسعوا في المسألة ومنهم من اقتصر علي المعني الأصلي ، وهذا مع اختلافهم في تناول العارض ـ كما سبق من قول ابن الجزري نفسه ـ .


فالجواب :
أولا : نتفق معا على أن قول أخينا فضيلة الشيخ محمد عبد المنعم في كتابه "الروضة الندية شرح متن الجزرية ـ حفظه الله ـ ليس حجة لأسباب كثيرة منها أنه محدث ـ كما تفضلتم .وهذا لو كان في كلامه ما يخالف الشراح الأوائل والذي يظهر لي أنه لم يخالفهم فقوله : (النطق في نظير هذا الحرف ـ إذا تكرر ـ كالنطق به أول مرة ))ا.هـ ص50 يدخل فيه حرف المد .

وأما القسطلاني ـ رحمه الله ـ فلم يخالف عبد الدائم الأزهري ـ رحمه الله ـ فقط في كلام عبد الدائم وغيره من الذين هم قبل القسطلاني زيادة بيان فاختصر القسطلاني وحتى ابن الجزري نفسه قال الكلام في نشره ليس كما قاله القسطلاني ـ رحمه الله ـ إذ يقول في باب وأما كيف يقرأ القرآن :
فالتجويد هو حلية التلاوة، وزينة القراءة، وهو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها مراتبها، ورد الحرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وتصحيح لفظه وتلطيف النطق به على حال صيغته، وكمال هيئته؛ من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف . أ . هــ النشر لابن الجزري

وقد قال هذا الكلام بنصه قبل ابن الجزري الإمام ابن خلف الأنصاري ــ صاحب كتاب الإقناع في القراءات السبع ت 540 ـ : ( التحقيق هو حلية القراءة، ، وزينة التلاوة ... وهو إعطاء الحروف حقوقها وتنزيلها مراتبها، ورد الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله وإشباع لفظه ولطف النطق به ....

لكن زيادة البيان ليست دليلا على أنهم توسعوا والدليل أن الشيخ الجوهري نفسه رحمه الله مع أنه كما تفضلتم يفرق بين الرواية والدراية إلا إنه نقل في ص 68 عند شرح بيت ..
واللفظ في نظيره كمثله
(فأولئك ) لفظ ( و أولئك ) لفظ وهما نظراء ......... والمد مثل المد ............ ) أ .هـ كتاب الإيضاح للشيخ عبد الله الجوهري
فأنت ترى ــ أراك الله الخير ــ أنه لم يقيدها بالمخارج والصفات فقط
ثم أليس المد من الصفات ؟ أعلم أنه من الصفات العرضية لكنها صفة على أية حال والدليل أيضا أنهم ذكروا في الشرح المفخم والمرقق وهي أيضا من الصفات العرضية
وهذا ما قاله الإمام القسطلاني نفسه ـ رحمه الله ـ الذى نقلتم قوله حفظكم الله (قال القسطلاني (المتوفي923هـ ) في اللآلي السنية شرح المقمة الجزرية عند البيت قوله : (واللفظ في نظير كمثله) معناه : إذا نطقت بحرف مرقق مثلا وجاء نظيره ، فالفظ بهكلفظك بالأول فلم يقيده بالمخارج أو الصفات اللازمة فقط .



ـــــــــــــــــــــــــ


وقولكم ـ حفظكم الله ـ
فالشيخالمرصفي ظن المنقول عن المشايخ في هذا الباب من قبيل الرواية كما كان الحال في نقلالأحوال الثلاثة في البدل .

فالجواب :
تلامذة الشيخ هنا وهم أدرى بشيخهم مني فلنسألهم هل الشيخ يقول هذا أم لا ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقولكم ـحفظكم الله ـ

شيخنا الحبيب ما الغضاضة في قول العلامة الشيخ الجوهري ـ رحمه الله ـ ؟؟
فهو نقل كلامالعلامة محمد مكي نصر ـ وإن لم ينسبه ـ ثم علق واضعا قيدا مهما ألا وهو عارضالرواية وعارض الدراية .
ولعله يقصدبعارض الرواية : إن اجتمع متصل وصلا مع متصل عارض ، وبدل مع بدل عارض ـ كما فيرواية ورش ـ وهكذا .
أما عارضالدراية مثل ما تقدم من الأمثلة في كلام الشيخ الجوهري (العالمين ـ الدين ) فالشيخيجوّز التفاوت وكلامه واضح صريح لأن هذه الأمثلة تندرج تحت الدراية لا الرواية .
ولعلك تقول : هذا القول مخالف لما عليه الأمثلة ـ أي الأمثلة أمثلة دراية وليست رواية ـ؟؟
الجواب : هذاكان ديدنه معنا يختار التساوي في الوقف علي نحو " السماء " ويجيز أي وجه فينحو(العالمين) وكان يقول بأفضلية التساوي في العارض من باب الاستحسان لا من بابالرواية والإلزام . والله أعلم

والجواب :
ألا ترى معي أن صياغة الشيخ للكلام كان من الأفضل ألاتكون هكذا
إذ إنه لم يصدر الكلام بقيل ليفهم أنه لا يؤيد هذا القول أو ليقل مثلا : انتهى ولي عليه تعليق ثم يذكر قوله ...
أما أن ينقل هكذا ثم يكون ديدنه كذا وكذا فهذا غير مقبول و... .....

ثم أنتم تقولون الشيخ الجوهري يستحسن التساوي

وأقول ما كنت أثبته في البحث هو استحسان العلماء للتساوي حتى ابن الجزري نفسه وانظر إلي قولي في البحث أعلاه ( أما والإنسان يقرأ برواية واحدة فيستحسن أن يقرأ بطريق (اجعلها : بوجه) واحد ( . ..
ولما ناقشتني ـ جزاك الله خيرا ـ وجدت الإمام المرعشي ـ رحمه الله ـ قد سبقني لهذا بالنص الصريح .


وإليكم قول المرعشي في آخركتابه جهد المقل :
( ومن تمام التجويد أيضا التلفظ في نظير الحرف كمثله كما في نظم ابن الجزري وقال ( يعني الملا علي ) في بيانه : (إذا نطق بالحرف مرققا أو مفخما أو مشددا أومقصورا أو ممدودا ...... فيتلفظ به بلا تفاوت لتكون القراءة على المناسبة والمساواة( . أ. هــ
ثم قال المرعشي : .... أوالمراد أن مده بألف ( الرحمن ) يكون على مقدار مدهبياء ( الرحيم ) وأمثال ذلك. أ . هـ .عن الملا

ثم قال المرعشي : وبالجملة إن المراد بنظير الحرف في كلام ابن الجزري إما عينه في موضع آخر أو حرف آخر يستحق عين ما يستحقه من الصفات



أقول ( المرعشي ) : والظاهر التعميم فاعرف .



ثم أقول ( المرعشي ) ذلك في قراءة واحدة .



وأما إذا قرأ القرآن مرة على هيئة ثم قرأه على هيئة أخرى فلا بأس به إذا كانت كلتا الهيئتين مما صح عن أهل الأداء والقراء . أ .هــ المرعشي جهد المقل ص 169, 170 دار الصحابة



وهذا الذي كنت قد اخترته في بحثي أعلاه ولم أكن أدري أن المرعشي ذكرها صريحة فالحمد لله أولا وآخرا .



وجزاك الله خيرا وأحسن إليك فضيلة الشيخ


والسلام عليكمشيخنا الحبيب الغالي
 
[FONT=&quot]السلام عليكم [/FONT]​
[FONT=&quot]أخي الحبيب وشيخنا الكريم الشيخ سامح [/FONT]
[FONT=&quot]يبدوا أننا ندور في حلقة مفرغة ، وهذه النصوص لن تقدم شيئا أو تأخره ، لأننا اتفقنا [/FONT][FONT=&quot]علي [/FONT][FONT=&quot]أن العارض لا دخل لها بالرواية ، والإلزام في الرواية فقط ، والكل بعد ذلك اختيار القارئ ..

[/FONT]
[FONT=&quot]قال صاحب الإتحاف : "[/FONT][FONT=&quot]وأما المد للساكن [/FONT][FONT=&quot]العارض[/FONT][FONT=&quot] بقسميه فمنهم من أشبعه كاللازم بجامع السكون قال في النشر واختاره الشاطبي لجميع القراء . [/FONT]
[FONT=&quot]واختاره بعضهم لأصحاب التحقيق كحمزة ومن معه .[/FONT]
[FONT=&quot]ومنهم من وسطه لاجتماع الساكنين مع ملاحظة عروضه واختاره الشاطبي للكل أيضا . [/FONT]
[FONT=&quot]واختير لأصحاب التوسط كابن عامر ومن معه ومنهم من قصره لعروض السكون فلا يعتد به لأن الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقا كما تقدم واختاره الجعبري"ا.هـ [/FONT][FONT=&quot]

[/FONT]
[FONT=&quot]فهذا رأي قارئ واختياره ولذا قال أبو الحسن علي بن عبد الغني [/FONT][FONT=&quot]الحصري[/FONT][FONT=&quot] في قصيدته:[/FONT]
[FONT=&quot]وإن يتطرق عند وقفك ساكن [/FONT][FONT=&quot]...[/FONT][FONT=&quot] فقف دون مد ذاك رأيي بلا فخر[/FONT]
[FONT=&quot]فجمعك بين الساكنين يجوز أن [/FONT][FONT=&quot]...[/FONT][FONT=&quot] وقفت وهذا من كلامهم الحر))ا.هـ

[/FONT]
[FONT=&quot]فهذا ـ يا شيخ سامح ـ رأيه في المسألة غير معتمد علي رواية فاختار وجها واحدا . [/FONT]
[FONT=&quot]وقال المنتوري وهو ينقل رأي شيخه : ... وسألت شيخنا الأستاذ أبا عبد الله القيجاطي عن مذهبه في ذلك ـ أي العارض للسكون ـ فقال لي : الاختيار عندي أن يجري علي حكم أحرف المد واللين ، إذا أتت بعدهن الهمزات في كلمة أخري ـ يقصد المد المنفصل ـ ، فمن أخذ في ذلك بالمد ، أخذ هنا ـ أي العارض ـ بالمد ، ومن أخذ هناك بالقصر أخذ هنا بالقصر " ثم قال المنتوري : وهذا الذي ذهب إليه شيخنا ـ رحمه الله ـ هو الوجه وبه آخذ )ص190

[/FONT]
[FONT=&quot] فانظر ـ حفظك الله ـ إلي هذا الاختيار ،فقد جعل العارض كالمنفصل ، ما تفعله في المنفصل تفعله في العارض ، وهذا مذهب من مذاهب القراء .

[/FONT]
[FONT=&quot]ـ شيخنا الكريم ـ فاختر واستحسن ما تشاء ما دامت المسألة ليست علي الإلزام .[/FONT]
[FONT=&quot]شيخنا الكريم : لقد قلت في بداية قولكم : [/FONT][FONT=&quot](( [/FONT][FONT=&quot]وقد فهم من[/FONT][FONT=&quot] هذا الشيخ عبدالله الجوهري ـ رحمه الله ـ أنه لا بأس بالتفرقة بين العارض للسكون[/FONT][FONT=&quot]ونظيره لكونها أوجه دراية لا أوجه رواية . )).

[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قلتم بعد ذلك : [/FONT][FONT=&quot]((وأري ان[/FONT][FONT=&quot]هذا الفهم ليس صحيحا لعدة أسباب[/FONT][FONT=&quot].....) .

[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قلتم " يستحسن "

[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قسمتم الأمر لقضيتين حيث قلتم :
[/FONT]
[FONT=&quot]فالجواب[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]بينت من[/FONT][FONT=&quot]قبل أن هناك قضيتين لا قضية واحدة[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]فمن جملة التجويد المساواة في العارض هذه قضية[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]وأصل الحكم[/FONT][FONT=&quot]العام هذه قضية أخرى[/FONT][FONT=&quot] .

[/FONT]
[FONT=&quot]فالكلام ـ شيخنا ـ في بدايته علي فهم العلامة الجوهري ، وما فهمه العلامة الجوهري صحيح من وجهة نظري ـ لدلالة القواعد عليه ـ كما سبق ـ .

[/FONT]
[FONT=&quot]وعموما إن كنت تستحسن فلا ضير ولا عتب فالأمر فيه سعة ـ إن شاء الله ـ [/FONT]
[FONT=&quot]وجزاكم الله خيرا علي تحملنا في الفترة السابقة

[/FONT]
[FONT=&quot]والسلام عليكم [/FONT]
 
عودة
أعلى