القول الراجح للإمام الطبري في تفسير قوله تعالى (فلا إثم عليه)

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع ابن آدم
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

ابن آدم

New member
إنضم
18/01/2004
المشاركات
12
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
تفسير الطبري ج: 2 ص: 309
وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال تأويل ذلك فمن تعجل في يومين من أيام منى الثلاثة فنفر في اليوم الثاني فلا إثم عليه لحط الله ذنوبه إن كان قد اتقى الله في حجه فاجتنب فيه ما أمره الله باجتنابه وفعل فيه ما أمره الله بفعله وأطاعه بأدائه على ما كلفه من حدوده ومن تأخر إلى اليوم الثالث منهن فلم ينفر إلى النفر الثاني حتى نفر من غد النفر الأول فلا إثم عليه لتكفير الله له ما سلف من آثامه وأجرامه إن كان اتقى الله في حجة بأدائه بحدوده وإنما قلنا إن ذلك أولى تأويلاته لتظاهر الأخبار عن رسول الله أنه قال من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأنه قال صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة
 
بسم الله

في النفس شيء من قصر معنى الآية على القول الذي رجحه ابن جرير رحمه الله ؛ لأن قوله تعالى : ( فلا إثم عليه ) جواب قوله : ( فمن تعجل في يومين ) والأولى أن يكون الجواب مناسباً للشرط ، ولعل الأقرب - والله أعلم - أن تفسر ( فلا إثم عليه ) بـ : لا حرج عليه ولا إثم إذا تعجل ، فأفاد جواز التقدم . والله أعلم .

وهذا هو الموافق لما أخرج وكيع وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه‏}‏ قال‏:‏ في تعجيله ‏{‏ومن تأخر فلا إثم عليه‏}‏ في تأخيره‏.‏


وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه‏}‏ قال‏:‏ فلا ذنب عليه ‏{‏ومن تأخر فلا إثم عليه‏}‏ قال‏:‏ فلا حرج عليه لمن اتقى‏.‏ يقول‏:‏ اتقى معاصي الله‏.‏


ولو قيل بأن الآية تتناول القولين وتدل عليهما لكان أولى ؛ لأنه لا تعارض بينهما .
 
عودة
أعلى