القلب

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
قد اعتنى الإسلام بالقلوب أيما اعتناء ، فوجه أهله إلى أن يصلحوا قلوبهم قبل أن يعملوا بجوارحهم ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنهه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم " ؛ ولذلك قال الحسن - رحمه الله - لرجل استنصحه : داو قلبك ؛ فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم .ا.هـ .
وفي الصحيحين من حديث النعمان رضي الله عنهه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ألا إن في الجسد مضغه ، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " .
ولهذا يقال : القلب ملك الأعضاء ، وبقية الأعضاء جنوده ، ينبعثون في طاعته وتنفيذ أوامره ، لا يخالفونه في شيء من ذلك ، فإن كان الملك صالحًا كانت الجنود صالحه ، وإن كان فاسدًا كانت الجنود كذلك ؛ ولا ينفع عند الله إلا القلب السليم ، قال سبحانه : { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } ( سورة الشعراء : 88 ، 89 ) ؛ وهو السليم من الآفات والمكروهات كلها ؛ وهو القلب الذي ليس فيه سوى محبة الله وخشيته .
وفي مسند أحمد عن أنس رضي الله عنهه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " ؛ والمراد باستقامة إيمانه : استقامة أعمال جوارحه ، فإن أعمال الجوارح لا تستقيم إلا باستقامة القلب ، ومعنى استقامة القلب : أن يكون ممتلئًا من محبة الله ، ومحبة طاعته ، وكراهة معصيته .
فنظرة الإسلام إلى القلب خطيرة ، لأن القلب الأسود يفسد الأعمال الصالحة ، ويطمس بهجتها ، ويعكر صفوها ، أما القلب المشرق فإن الله يبارك في قليله ، وهو إليه بكل بخير أسرع ؛ فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما : قيل يا رسول الله ! أي الناس أفضل ؟ قال : " كل مخموم القلب ، صدوق اللسان " ، قيل : صدوق اللسان نعرفه ؛ فما مخموم القلب ؟ قال : " هو التقي النقي ، لا إثم فيه ، ولا غل ، ولا حسد " رواه ابن ماجة بإسناد حسن .
 
عودة
أعلى