محمد محمود إبراهيم عطية
Member
القلب هذا العضو الصنوبري الصغير الحجم ، هو أشرف ما بالإنسان ، فإنه العالم بالله ، المحب له جل جلاله ، العامل له عز وجل ، الساعي إليه تعالى ، وإنما الجوارح أتباع له وخدم ، يستخدمها القلب استخدام الملوك للعبيد .
وللقلب شأن عظيم في حياة الإنسان الدنيوية والأخروية ، فللقلب أحوال كما أن للبدن أحوال ، فله حياة وموت ، ومرض وشفاء ، وذلك للقلب أعظم مما للبدن ؛ وصلاح مادته العضوية صلاح لجسم صاحبه ، وفساده اعتلال لهذا الجسم ؛ وكذلك صلاح القلب الروحي المعنوي صلاح للجسد كله ، ومرضه واعتلاله فساد للجسد كله ، بل ربما لحياة صاحبه كلها ، وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ " [SUP]( [1] ) [/SUP].
وحديثنا عن النوع الثاني من صلاح القلب وفساده ، إذ النوع الأول مهمة الأطباء ، وبه يهتم الناس جميعًا ، والنوع الثاني هو أهمهما ، ويغفل عنه كثير من الناس ، وهو الذي يجب على كل إنسان النظر فيه وعلاجه ، فإن غاية عدم علاج النوع الأول - إذا أصاب إنسان – الموت ، ولا يتعلق به لذَاتِه عذاب ولا نعيم ، أما النوع الثاني ففساده واعتلاله يعني عذابًا لصاحبه إن لم يعفو الله عنه .
وحياة البدن بدون حياة القلب الروحية من جنس حياة البهائم ، لها سمع وبصر ، وهي تأكل وتشرب وتنكح ، قال الله تعالى : { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ } [ البقرة : 171 ] ؛ فشبههم بالغنم التي ينعق بها الراعي ، وهي لا تسمع إلا نداءه ، كما قال سبحانه في الآية الأخرى : ] أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً [ [ الفرقان : 44 ] ؛ وقال : ] وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [ [ الأعراف : 179 ] .... وللحديث صلة .
[1] - البخاري ( 52 ) ، ومسلم ( 1599 ) عن النعمان بن بشير .
وللقلب شأن عظيم في حياة الإنسان الدنيوية والأخروية ، فللقلب أحوال كما أن للبدن أحوال ، فله حياة وموت ، ومرض وشفاء ، وذلك للقلب أعظم مما للبدن ؛ وصلاح مادته العضوية صلاح لجسم صاحبه ، وفساده اعتلال لهذا الجسم ؛ وكذلك صلاح القلب الروحي المعنوي صلاح للجسد كله ، ومرضه واعتلاله فساد للجسد كله ، بل ربما لحياة صاحبه كلها ، وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ " [SUP]( [1] ) [/SUP].
وحديثنا عن النوع الثاني من صلاح القلب وفساده ، إذ النوع الأول مهمة الأطباء ، وبه يهتم الناس جميعًا ، والنوع الثاني هو أهمهما ، ويغفل عنه كثير من الناس ، وهو الذي يجب على كل إنسان النظر فيه وعلاجه ، فإن غاية عدم علاج النوع الأول - إذا أصاب إنسان – الموت ، ولا يتعلق به لذَاتِه عذاب ولا نعيم ، أما النوع الثاني ففساده واعتلاله يعني عذابًا لصاحبه إن لم يعفو الله عنه .
وحياة البدن بدون حياة القلب الروحية من جنس حياة البهائم ، لها سمع وبصر ، وهي تأكل وتشرب وتنكح ، قال الله تعالى : { وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ } [ البقرة : 171 ] ؛ فشبههم بالغنم التي ينعق بها الراعي ، وهي لا تسمع إلا نداءه ، كما قال سبحانه في الآية الأخرى : ] أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً [ [ الفرقان : 44 ] ؛ وقال : ] وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [ [ الأعراف : 179 ] .... وللحديث صلة .
[1] - البخاري ( 52 ) ، ومسلم ( 1599 ) عن النعمان بن بشير .