القضايا التأريخية في تفسير التحرير والتنوير موضوع يستحق الدراسة

محمد نصيف

New member
إنضم
13/06/2009
المشاركات
536
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
المدية المنورة
ذكر سيدي العلامة ابن عاشور –رحمهالله- كثيرا من المعلومات التأريخية المتعلقة بالعرب وغيرهم من الأمم في تفسيره،وأعتقد أنها تحتاج إلى بحث وتوثيق لمعرفة مصادره التي استقى منها تلك المعلومات،كما تحتاج إلى النظر في كيفية إفادته منها ومن علم التأريخ في تفسيره للقرآن،والمادة الموجودة في التفسير تكفي في ظني - ولم أتتبعها لأجزم بكميتهاوقيمتها- لكتابة بحث علمي لمرحلة الماجستير –على الأقل-.
 
جزاكم الله خيراً هذا السؤال الذي يخطر في بال كل من يقرأ في تفسير ابن عاشور،فالمفسر رحمه الله يذكر بعض القضايا التاريخية واللغوية ولا يدري القارئ هل الاستقراء كان دليل المفسر أم نقل المعلومات عن غيره ؟ وذات مرة تحققت من معلومة فلم أجدها صحيحة والمسألة كما ذكرتم تحتاج بحثاً وتدقيقاً .
 
التحقق من المعلومات ضروري، والجزم بالخطأ - مع أن الخطأ وارد على أي عمل بشري-يحتاج إلى تأن وبعد عن العجلة.
 
طلببعض الأحبة مثالا لما ذكرتُ، وهاكم مثالا عند قوله تعالى : (وَقَالَ الْمَلِكُإِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَسُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِيرُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) يقول العلامة ابنعاشور:"وَالتَّعْرِيفُ فِي الْمَلِكُ لِلْعَهْدِ، أَيْ مَلِكُ مِصْرَ.وَسَمَّاهُ الْقُرْآنُ هُنَا مَلِكًا وَلَمْ يُسَمِّهِ فِرْعَوْنَ لِأَنَّ هَذَاالْمَلِكَ لَمْ يَكُنْ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ مُلُوكِ مِصْرَ الْقِبْطِ، وَإِنَّمَاكَانَ مَلِكًا لِمِصْرَ أَيَّامَ حَكَمَهَا (الْهِكْسُوسُ) ، وَهُمُالْعَمَالِقَةُ، وَهُمْ مِنَ الْكَنْعَانِيِّينَ، أَوْ مِنَ الْعَرَبِ، وَيُعَبِّرُعَنْهُمْ مُؤَرِّخُو الْإِغْرِيقِ بِمُلُوكِ الرُّعَاةِ، أَيِ الْبَدْوُ. وَقَدْمَلَكُوا بِمِصْرَ مِنْ عَامِ 1900 إِلَى عَامِ 1525 قَبْلَ مِيلَادِ الْمَسِيحِ-عَلَيْهِ السَّلَامُ-. وَكَانَ عَصْرُهُمْ فِيمَا بَيْنَ مُدَّةِ الْعَائِلَةِالثَّالِثَةِ عَشْرَةَ وَالْعَائِلَةِ الثَّامِنَةِ عَشْرَةَ مِنْ مُلُوكِالْقِبْطِ، إِذْ كَانَتْ عَائِلَاتُ مُلُوكِ الْقِبْطِ قَدْ بَقِيَ لَهَا حُكْمٌفِي مِصْرَ الْعُلْيَا فِي مَدِينَةِ (طِيبَةَ) كَمَا تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِتَعَالَى: وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ [سُورَة يُوسُف:21] . وَكَانَ مَلِكُهُمْ فِيتِلْكَ الْمُدَّةِ ضَعِيفًا لِأَنَّ السِّيَادَةَ كَانَتْ لِمُلُوكِ مِصْرَالسُّفْلَى. وَيُقَدِّرُ الْمُؤَرِّخُونَ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ السُّفْلَى فِيزَمَنِ يُوسُفَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- كَانَ فِي مُدَّةِ الْعَائِلَةِ السَّابِعَةِعَشْرَةَ.
فَالتَّعْبِيرُ عَنْهُ بِالْمَلِكِ فِيالْقُرْآنِ دُونَ التَّعْبِيرِ بِفِرْعَوْنٍ مَعَ أَنَّهُ عَبَّرَ عَنْ مَلِكِمِصْرَ فِي زَمَنِ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِلَقَبِ فِرْعَوْنَ هُوَ مِنْدَقَائِقِ إِعْجَازِ الْقُرْآنِ الْعِلْمِيِّ. وَقَدْ وَقَعَ فِي التَّوْرَاةِإِذْ عَبَّرَ فِيهَا عَنْ مَلِكِ مِصْرَ فِي زَمَنِ يُوسُفَ- عَلَيْهِ السّلام-فِرْعَوْن وَمَا هُوَ بِفِرْعَوْنَ
لِأَنَّأُمَّتَهُ مَا كَانَتْ تَتَكَلَّمُ بِالْقِبْطِيَّةِ وَإِنَّمَا كَانَتْلُغَتُهُمْ كَنْعَانِيَّةً قَرِيبَةً مِنَ الْآرَامِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ،فَيَكُونُ زَمَنُ يُوسُفَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي آخِرِ أَزْمَانِ حُكْمِمُلُوكِ الرُّعَاةِ عَلَى اخْتِلَافٍ شَدِيدٍ فِي ذَلِكَ".
 
عودة
أعلى