القس الاسترالي "مارك دوري" ودراسته الأكاديمية المشككة في القرآن والسيرة

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
هل صدرت ردود عربية على كتاب مارك دوري المنشور 2018؟
The Qur'an and Its Biblical Reflexes: Investigations Into the Genesis of a Religion

لاحظت مؤخرا في المناظرات الأجنبية تكرار استخدامه كمصدر أكاديمي، وأداة للهجوم على الإسلام.. ولم أجد في النقاشات العربية ذكرا له.
هل تُرجم كتابه أو صدر تلخيص لمحتواه؟
الكتاب متاح للتحميل من هذا الرابط
 
الانعكاسات الكتابية في القرآن
(القرآن وأصداء الكتاب المقدس - مارك دوري 2018)


- كيف نحل المفارقة القرآنية المتعلقة بإشارات القرآن للتوراة والإنجيل، حيث يبدو أحيانا متخصصا فيهما وأحيانا جاهلا تماما بمحتواهما؟ (يستخدم تعبيرات كتابية في سياق جديد مختلف عن سياقها الأصلي. يخلط الشخصيات والأحداث. يخترع شخصيات جديدة. يستعير مفاهيم كتابية ثم يستخدمها لخدمة أغراضه العقدية الخاصة به، إلخ)
- مفهوم النبوة والرسالة بين الكتابين قد يبدو متشابها في الظاهر، لكن في عمقه مختلف. نمط التنبؤ بنزول المصائب بالقوم العاصين متشابه، لكن في التوراة التنبؤ ليس محصورا في من يرسلهم الرب، بل يستطيعه كهنة الأمم، وغير محصور في الرجال دون النساء، والنبي ليس بالضرورة من الأتقياء. فكيف يدعي القرآن أن نبوة محمد مجرد استكمال لسنة إلهية ماضية مألوفة؟
- يرفض المؤلف السيرة كمصدر لفهم القرآن، وبالتالي يرفض تقسيم القرآن لمكي ومدني (الهجرة كحدث فاصل بين الفترتين)، وابتكر معادلة إحصائية رياضية للتمييز بين الأسلوبين القرآنيين.. لكن اعتبر الحدث الفاصل بينهما هو ما أسماه "الأزمة الأخروية"
- يقترح المؤلف أن المسلمين الأوائل كانوا يتوقعون نزول عذاب إلهي بمشركي مكة، وأن الكثير من آيات القرآن تشير لهذا التوقع والتهديد، ثم لما تأخر العقاب الإلهي اهتز المسلمون بالشك في صدق الرسالة المحمدية، حيث أنها - على عكس قصص الأنبياء التي تنتهي بعقاب عاد وثمود - لم تثمر أي عقاب إلهي. وهنا كان حل الأزمة هو نسخ فكرة المقاومة السلمية وابتكار فكرة أن العقاب الإلهي يكون على يد المسلمين، بالجهاد. ويقسم المؤلف آيات القرآن بين "ما قبل الأزمة" وما بعدها
(أقول: يبدو أن المؤلف اقتبس فكرة "أزمة فشل النبوءة الأخروية" هذه من النقد الشهير الذي يوجه للمسيحية والقائل أن الكلام المنسوب للمسيح في الأناجيل يشير لتوقعه نهاية العالم قريبا جدا من عصره، وأن المسيحيين الأوائل أيضا فهموا هذا وأن انتظارهم لعودته لن يطول بل سيشاهدوه في حياتهم.. ولما طال الوقت اضطروا لتغيير فهمهم هذا وتأويله بحيث يتوافق مع الواقع. ربما كان تحيز المؤلف لدينه، كقس، منعه من التصريح بمصدر الفكرة. رمتني بدائها وانسلت!)
- المؤلف تخصصه في اللغة، وجهده الدعوي في النصرانية متعلق بنقد مفهوم أهل الذمة في الإسلام
- يقول أنه على الرغم من عشرات التشابهات بين أسفار الإنجيل والقرآن إلا أن القرآن أعاد تشكيل ما اقتبسه، متجاوزا العقائد النصرانية المحمولة في الألفاظ والمفاهيم المقتبسة، فكان يأخذ اللفظة لكن يستخدمها لخدمة عقيدته التوحيدية الصارمة، متجاهلا معناها الأصلي وسياقها الإنجيلي.
(وهو يشبه هذا بمفهومي "الوراثة" و"الاستعارة" بين اللغات. الوراثة تحدث عندما تنتقل الكلمة بدلالتها من لغة لأخرى، أما مجرد الاستعارة فيضع الكلمة في سياق جديد مناسب لثقافة اللغة الثانية)
- الفصل السادس والأخير من الكتاب عبارة عن 80 صفحة من أمثلة عملية "إعادة التشكيل" هذه:
مفهوم "المسيح", روح القدس, السكينة والحضور الإلهي، القداسة, خطيئة آدم, العهد الإلهي, الشيطان, الأنبياء المجاهدين.

في قسم الحضور الإلهي يقول المؤلف أن اليهودية والمسيحية يؤمنان بوجود حضور مادي إلهي في العالم، وعرض أمثلة توراتية كثيرة لتأييد هذا، ومنها نزول دخان "الشخيناه" في قدس الأقداس وتابوت العهد، بينما الإسلام يمنع تماما حضور الإله في خلقه ويؤمن أنه بائن عنهم. لكن آية 248 من سورة البقرة ("آية مُلكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم")، كما يقول المؤلف، تستعير كلمة السكينة من مفهوم الشخيناه العبري دون أن تنقل عقيدة الحضور الإلهي.
====

بالمناسبة، كنت قديما قد خصصت فصلا من كتابي "خلاصات معرفية" لموضوع السكينة/الشخيناه. يمكن تحميله من هنا
 
عودة
أعلى