القراءات المعاصرة للقرآن الكريم (الجابري نموذج)

محمد بنعمر

New member
إنضم
07/06/2011
المشاركات
440
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[FONT=mohammad_bold]ناقش الباحث محمد الناسك يوم الإثنين 11 جمادى الأولى 1436/02 مارس 2015 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس سايس أطروحة دكتوراه في موضوع القراءات المعاصرة للقرآن الكريم (الجابري نموذج) تحت إشراف الدكتور عبد الله غازيوي ولجنة علمية تتكون من الدكتور عمر جدية رئيسا والدكتور الحسين العمريش عضوا والدكتورة جميلة زيان عضوا وبعد ثلاث ساعات من المناقشة نال الباحث شهادة الدكتوراه في علوم القرآن بميزة مشرف جدا.تقرير الأطروحة:بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.أتوجه ابتداء بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لأستاذي الفاضل الدكتور سيدي عبد الله غازيوي على ما بذله معي من جهد في سبيل إنجاز هذا البحث وما خصني به من وقت ونصح وتوجيه بصدر رحب وتواضع جم.كما أتوجه بجزيل الشكر لأعضاء هذه اللجنة المباركة على ما بذلوه من جهد في فحص هذا البحث وتقويمه.أما بعد:فقد كثرت في الآونة الأخيرة وانتشرت الأقلام المسمومة التي تطعن في الدين تلميحا وتصريحا بتحريف معانيه، وقلب مقاصده، ومحاولة فهمه على غير مراده، وتجزيء أحكامه بقصد التشويه، وعدم رد الجزئي إلى الكلي، وقد جاء هذا الفعل في بعض الأحيان من كتاب كبار في نظر كثير من الناس، ولكن ليس لهم حظ من العلم الشرعي، فوقعوا في أخطاء، واقترفوا خطايا لا يقترفها مسلم عامي، مدفوعين في ذلك بما يحملون من رواسب الثقافة الغربية التي تشبعوا بها، وبصراعها المرير مع كل ما ينتمي إلى الدين، رغم إقرارهم صراحة بوجود مزايا وخصائص في دين الإسلام لا توجد في غيره من الأديان، فالثورة الفرنسية ما قامت إلا عندما ضيقت الكنيسة على العلماء واضطهدتهم وسفكت دمائهم بينما في الإسلام, كما يقول محمد أركون: »لا يبدو أن البحث العلمي واجه عقبات دينية في الميدان الإسلامي. لقد دعا القرآن الكريم المؤمنين، بإلحاح، إلى ” تأمل ” العوالم المخلوقة، ليدركوا مدى عظمة الله وقدرته. فالمعرفة العلمية، للطبيعة والنجوم والسماوات والأرض والحيوان والنبات، توطد بلا ريب الإيمان، وتنير إشارات القرآن الرمزية1[1]…وتوقف حركة المعرفة العلمية هذه كتوقف الفلسفة، ليس مردها إلى رقابة لاهوتية شبيهة بالسلطة العقائدية المسيحية، بل إلى تطور الأطر الاجتماعية، والسياسية للمعرفة في مجموع العالم الإسلامي، بدءا من القرنين الحادي عشر والثاني عشر2 « [2]. كما أنهم يعلمون أن الحضارة الغربية قد وصلت حد التخمة في الحريات والحقوق، مقابل فراغ روحي قاتل، وغياب تام للحديث عن الآخرة، مما جعل »الكثير من الغربيين يعتنقون الإسلام بواسطة الصوفية، أو ما يقد لهم بمثابة الصوفية. وهذه ظاهرة نفسية وثقافية معقدة تستحق أن تدرس على ضوء ملل بعضهم من المجتمع الغربي الذي يعتبرونه باردا، عقلانويا، ماديا، لا مثل أعلى له 3« [3].هؤلاء الكتاب الكبار ومع كل تناقضاتهم لهم مكانة كبيرة بين عدد من المثقفين الذين يأخذون كلامهم على أنه حق وصدق، بل لا سبيل إلى دفعه بغيره، فآفة الناس قديما وحديثا أنهم متى عظموا شخصا لم تظهر لهم أخطاؤه، ولم ينتبهوا لعيوبه وقديما قيل : وعين الرضى عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساوياولذلك وجب التنبيه على تلك الأخطاء، وإظهار تلك الخطايا، ليس تنقصيا لأحد، حاشا لله– بل نسأل الله تعالى الهداية لجميع خلقه – ولكن إحقاقا للحق، وقياما بالواجب الشرعي المنوط بكل مسلم في الدفاع عن دينه حسبة لله جل وعلا .وقد عكفت مدة من الزمان على قراءة بعض ما كتب في هذا الباب، مع تركيز شديد على ما كتبه كل من محمد أركون الذي اشتهر بنقد ” العقل الإسلامي “، ومحمد عابد الجابري الذي اشتهر بنقد ” العقل العربي ” ، وقد كان موضوع البحث هو ” القراءات المعاصرة للقرآن الكريم، أركون والجابري نموذجان ” ولكن بعد جمع المادة العلمية تبين لي أن الموضوع سيكون كبيرا جدا، لأن فكر كل واحد من الرجلين يحتاج إلى بحث مستقل، والمقارنة بينهما قد تحتاج إلى بحث ثالث، ومن ثم قررت الاقتصار على واحد منهما، وفي النهاية استقر رأيي – بعد استشارة الأستاذ المشرف – على عنوان جديد هو : ” القراءات المعاصرة للقرآن الكريم، الجابري نموذج “.وقد وقع اختياري على الجابري للأسباب التالية :أولا : يمكن القول إن للجابري مشروعا متكاملا، ففي كتابه مدخل إلى القرآن أثار مجموعة من القضايا التي لها علاقة بعلوم القرآن، وفي كتابه فهم القرآن تعرض ” لتفسير” كل سور القرآن دون استثناء، بينما أركون له قراءات في بعض سور القرآن كالفاتحة والكهف والتوبة…الخ، وأحيانا لآيات من القرآن الكريم.ثانيا : أركون والجابري ” يختلفان على مستوى المنهج4 [4]“، فالجابري يزعم أنه يعتمد نفس المنهج الذي اعتمده المفسرون القدامى كتفسير القرآن بالقرآن ودلالة السياق…الخ، بينما أركون5[5]يذهب إلى غير ذلك صراحة عندما يقول إن »المنهجيات التي أطبقها على التراث العربي الإسلامي هي المنهجيات نفسها التي يطبقها علماء فرنسا على تراثهم اللاتيني المسيحي أو الأوروبي6 « [6]. بل يدعونا إلى أن »نطبق التحليل الألسني، والتحليل السيميائي الدلالي، والتحليل التاريخي، والتحليل الاجتماعي أو السوسيولوجي، والتحليل الأنتربولوجي، والتحليل الفلسفي. وعلى هذا النحو نحرر المجال أو نفسح المجال لولادة فكر تأويلي جديد للظاهرة الدينية، ولكن من دون أن نعزلها أبدا عن الظواهر الأخرى المشكلة للواقع الاجتماعي – التاريخي الكلي 7« [7]. رغم أن أركون يعترف صراحة بفشل كل هذه المناهج. فأركون يعتقد »بأن العلوم الإنسانية تزعزع أشياء كثيرة وتقدم لنا أشياء كثيرة، ولكن كلما جربتها ومارستها كلما أصبحت حذرا ومرتابا8[8]…نحن واعون، في الواقع، بالنواقص أو نقط الضعف التي تعتري القراءة الألسنية، وبخاصة عندما تطبق على ما يدعى بالكتابات المقدسة. والأمر لا يتعلق أبدا بإخضاع القرآن – أو التوراة، أو الأناجيل – إلى امتحان علم واثق من أسسه وإمكانياته أو وسائله. بل على العكس، فنحن لا نستبعد أبدا فكرة إخضاع الألسنيات المعاصرة إلى امتحان نص يمكنه أن يزعزع الكثير من اليقينيات الدوغمائية 9« [9]. وأنا أجد أن ما ذهب إليه الجابري أقرب إلى مجال اشتغالي.ثالثا : اشتغال أركون بالبحث في موضوع القرآن الكريم قديم جدا، والردود على ما كتبه كثيرة ومتوفرة، بينما اشتغال الجابري بموضوع القرآن الكريم جديد، والردود عليه قليلة جدا.أما فيما يتعلق بمضمون هذا البحث المتواضع فقد اشتمل على مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة.أما المقدمة فقد خصصتها للحديث عن أهمية الموضوع وخطورته وعن الصعوبات التي اعترضت طريقي وخطة البحث التي اعتمدتها.وأما التمهيد فقد خصصته لإلقاء نظرات على بعض محددات فكر الجابري وتجلياته في مشروعه الفكري الذي عرف به والموسوم بنقد العقل العربي.وأما الباب الأول فهو في : ” الجابري والتعريف بالقرآن ” وهو متعلق بالأمور التي يمكن تصنيفها ضمن علوم القرآن، وقد قسمته إلى فصول ثمانية :الفصل الأول : هو ” آراء الجابري حول القرآن الكريم ” وقد قسمته إلى ثلاثة مباحث :المبحث الأول : هو شبهات الجابري حول جمع القرآن. والثاني : في مواقف بعض كبار المستشرقين من طريقة جمع القرآن. والثالث : في الرد على شبهات الجابري.الفصل الثاني : هو “حقيقة جمع القرآن كما وردت في المصادر الإسلامية “. وقد جعلته مباحث ثلاثة :المبحث الأول : في جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.والثاني : في جمع القرآن على عهد أبي بكر رضي الله عنه. والثالث : في جمع القرآن على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.الفصل الثالث: هو ” أسباب النزول بين النقل والتخمين ” بينت فيه أن الأصل في أسباب النزول هو النقل، كما بينت فيه خطأ الجابري في القول بأسباب النزول انطلاقا من تخمينات لا دليل عليها.الفصل الرابع : هو ” النسخ في القرآن بين الثبوت و الإنكار “، بينت فيه أن القول بالنسخ يعتمد على أدلة دامغة لا مجال لإنكارها، وقد جعلته خمسة مباحث : المبحث الأول : في حقيقة النسخ. والثاني : في ضروب النسخ في القرآن الكريم. والثالث : في دعوى الجابري بأنه لا دليل في القرآن على وقوع النسخ فيه. والرابع : في حقيقة آي القرآن وسوره. والخامس : في فهم الجابري لنماذج من الآيات المنسوخة.الفصل الخامس : هو ” المحكم و المتشابه من سعة الفهم إلى سوء الفهم “، وقد قسمته إلى مبحثين :المبحث الأول : في مذاهب العلماء في المحكم و المتشابه و تعريفاتهم. والثاني : في رأي الجابري في المحكم و المتشابه.الفصل السادس : هو ” القصص القرآني “، وقد جعلته أربعة مباحث :المبحث الأول : في الجابري والتشكيك في حقيقة القصص القرآني. والثاني : في علاقة القصص القرآني بالدعوة المحمدية عند الجابري. والثالث : في الحكم الربانية المبثوثة في القصص القرآني. والرابع : في إنكار الجابري وجود معجزات – غير القرآن – لرسول الله صلى الله عليه و سلم.الفصل السابع : هو ” تسوية الجابري بين دين الحق وأديان الباطل “، وقد جعلته مبحثين :المبحث الأول : في تسوية الجابري بين القرآن الكريم والكتب التي سبقته. والثاني : في تسوية الجابري بين دين الإسلام وغيره من الأديان.الفصل الثامن : هو ” نظرة الجابري للنبوة والأنبياء “، وقد قسمته إلى ثلاثة مباحث :المبحث الأول : في الجابري ينكر عصمة الأنبياء. والثاني : في تنقيص الجابري لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والثالث : في تنقيص الجابري للصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين.وأما الباب الثاني فهو في : ” منهج الجابري في فهم القرآن الكريم “، وقد بينت فيه مدى التزام الجابري بالمنهج الذي ألزم نفسه به، وجعلته في سبعة فصول :الفصل الأول : هو ” بدعة الجابري في ترتيب سور القرآن حسب أسباب النزول “، وقد قسمته إلى ثلاثة مباحث :المبحث الأول : في مقاصد الجابري من إعادة ترتيب القرآن حسب أسباب النزول. والثاني : في التعرف على المسار التكويني للنص القرآني باعتماد مطابقته مع مسار الدعوة المحمدية. والثالث : في فهم القرآن أو استنباط أحكام منه تغطي المستجدات.الفصل الثاني : هو ” إنكار الجابري لحجية السنة النبوية “، وقد بينت فيه تهافت حجج الجابري في رد السنة النبوية الصحيحة.الفصل الثالث : هو ” سوء فهم الجابري لمعهود العرب “، وقد بينت فيه خطأ الجابري في فهم مقصد العلماء في هذا الموضوع.الفصل الرابع : هو ” سوء استعمال الجابري لدلالة السياق “، وقد بينت فيه ما بدا لي انحرافا وتعسفا في التأويل بحجة دلالة السياق.الفصل الخامس : هو ” وحدة السورة “، وقد بينت فيه ضعف هذا القول، ومخالفته لما استقر عند العلماء من نزول آيات السورة الواحدة في فترات زمنية متباعدة.الفصل السادس : هو ” القرآن يشهد بعضه لبعض “، وقد بينت فيه كيف أخطأ الجابري في فهم و تنزيل هذا المعنى.الفصل السابع : هو ” آثار منهج الجابري في الفهم على تناوله لبعض المسائل الشرعية “، وقد بينت فيه كيف أن الخطأ في المنهج يؤدي إلى خطايا في النتائج، وقد جعلته ستة مباحث :المبحث الأول : في إنكار الجابري لوجود عذاب القبر. والثاني : في موقف الجابري من عقوبة المرتد. والثالث : في فهم الجابري لآيات الصلاة في القرآن المكي. والرابع : في موقف الجابري من الآيات التي تتحدث عن خلق حواء. والخامس : في شبه الجابري في تجويز نكاح المتعة. والسادس : في موقف الجابري من رؤية الله عز وجل يوم القيامة.ثم أنهيت هذا البحث بخاتمة تضمنت مجمل نتائج البحث التي توصلت إليها، وعددا من المقترحات التي أراها ضرورية للتصدي لهذه الهجمات المنظمة على القرآن الكريم.ثم ذيلت عملي هذا بلائحة للمصادر والمراجع، وفهرس للآيات القرآنية وثان للأحاديث النبوية وآخر للمحتويات.وأما النتائج التي توصلت إليها فيمكن إجمالها فيما يلي :1 – مشروع الجابري مشروع قديم وكبير وخطير جدا، فقد بدأ فيه بالسعي لهدم التراث الإسلامي تحت عنوان نقد العقل العربي، وهو في الحقيقة نقض وليس نقدا، إذ تجد في ثنايا حديثه تحميل كل الرزايا العربية في عهد النكسة لعصر التدوين، بل يتهم صراحة كل العلماء الذين ساهموا في تدوين العلوم العربية والإسلامية بالتحريف والزيادة والنقصان.2 – رغم أن الجابري ردد على مسامع قرائه كثيرا أنه لا يعتبر القرآن الكريم جزءا من التراث إلا أنه تعامل معه في الفهم و” التفهيم ” بنفس المنهج الذي تعامل به مع سائر كتب التراث، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام.3 – يزعم الجابري في صدر كل كتاب من كتبه أنه يضع بين يدي القارئ المنهج والرؤية التي سيعتمدها في تناول الموضوع، وغالبا ما يكون المنهج والرؤية المعتمدة من قبل الجابري مأخوذة مما سطره أساتذة الغرب وفلاسفته. وكذلك فعل في كتابيه مدخل إلى القرآن الكريم وفهم القرآن الكريم، إلا أنه زعم أنه سيعتمد نفس مناهج المفسرين، والقواعد العلمية التي سطرها العلماء المعتبرون، كتفسير القرآن بالقرآن ومعهود العرب…الخ، ولكن هذا لم يحدث، ولا أدري هل كان كلامه هذا تضليلا، أم هو سوء في الفهم وتخبط في التنزيل، وقد ذكرت في هذا البحث عددا من الأدلة على هذا الذي أقول.4 – وظف الجابري هذا المنهج في الوصول إلى عدد من النتائج الخبيثة، والأحكام المنحرفة لعدد من القضايا الشرعية، كالقول بتحريف القرآن وجواز زواج المتعة…الخ.5 – يتميز الجابري بدهاء شديد وقدرة فائقة على تضليل القارئ وفق منهج خاص يزعم العقلانية والتجرد والموضوعية وطرح الأسئلة ” الصعبة ” التي يكون الغرض منها في أحسن الأحوال إدخال الشك إلى نفس القارئ، حتى في بعض المسلمات العقدية.6 – إن تعامل هذا النوع من الناس مع القرآن الكريم خصوصا، ومع الدين عموما ليس رغبة في الفهم ولا طمعا في الإصلاح، ولا حتى من باب الحرص على الدين، ولكنه نوع من أنواع الهدم ومنهج من مناهج التضليل، يرقى إلى درجة أنه يجب علينا أن نقول لهم في أنفسهم قولا بليغا.وأما المقترحات فهي كالتالي :أولا : اعتمد القرآن الكريم لغة الحوار ومحاولة الإقناع بالحجة العقلية والبرهان الكوني مع معارضيه، وقد أثبت هذا الأسلوب جدواه، لأن الخصوم لم يكن لديهم ما به يعارضون، فلجئوا إلى الإعراض تارة، واللغو تارة أخرى فيما حكاه الله عز وجل عنهم في قوله تعالى : » وَقَالَ الذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ10 « [10]، وهذا العجز عن معارضة الحجج القرآنية مازال قائما إلى الآن، وفي هذا السياق يقول محمد أركون : »ولقد مارست هذا الحوار شخصيا مع التقليديين أكثر من مرة، وذلك ضمن إطار ندوة الفكر الإسلامي في الجزائر. كما وأني أمارسه مع طلابي الذين يأتون السوربون من كليات الشريعة في البلدان الإسلامية والعربية. وأعترف بأن الحوار مع أصحاب هذا التيار صعب وقاس، ولكنه يشكل ضرورة لا بد منها في ما أرى11 « [11].فإذا كان خصوم الدين ودعاة نحل الغرب يرون الحوار ضرورة لإقناع المسلمين بما عندهم، فإن الحوار عندنا يجب أن يكون أشد ضرورة لإظهار سفاهة ما يدعون إليه، وعظمة ما يعرضون عنه، وإقامة الحجة عليهم، ولذلك لا بد من جعل لغة الحوار علما قائما بذاته، ولا بد من إحياء تراث أسلافنا في آداب المناظرة والجدل كالجويني والباجي وغيرهم، مع تطويره وإعداد كفاءات علمية تدافع عن دينها حسبة لله تعالى، ليكون هذا الحوار والجدل العلمي مثمرا بإذن الله تعالى، فلا يليق بنا التفريط في بني جلدتنا – إلا من أبى – ونحن نسعى إلى تبليغ الدعوة ونشر الهداية حتى بين غير المسلمين.ثانيا : لقد أصبح الاهتمام بتحصيل العلوم الشرعية في الآونة الأخيرة ضعيفا جدا، وتراجع المستوى التعليمي عموما في بلاد المسلمين والتعليم الشرعي بشكل خاص، وفي كثير من الأحيان تجد من يمثلون العلم الشرعي بضاعتهم مزجاه، ورغم ضعف أداء كليات الشريعة والمعاهد الدينية فإنها تسبب لخصوم الدين صداعا لا يهدأ أبدا إلا بزوالها، أو علمنتها، وفي ذلك يقول محمد أركون : » أما هذه الأخيرة – أقصد كليات الشريعة – فهي معقل لمعارف ومزاعم العقل ” الإسلامي ” الأكثر دوغمائية كما كان الأصوليون قد حددوه وعرفوه بشكل خاص12[12]…ينبغي على كليات الشريعة ) وعموم المعاهد الدينية التقليدية ( أن تعدل مناهجها وأساليبها لكي تمارس دورها كما يمارس معهد الدراسات الكاثوليكية في باريس دوره، وكما يمارس معهد التيولوجيا الكاثوليكية في ستراسبورغ دوره..إذهب إلى هذه المعاهد وانظر في مناهجها وبرامجها لكي ترى الفرق بينها وبين كليات الشريعة لدينا ! انظر مثلا في نرنامج التعليم الخاص بمعهد التيولوجيا الكاثوليكية في ستراسبورغ. فهو معهد تشرف عليه الدولة الفرنسية وهو يقدم الشهادات الجامعية للطلاب كما يحصل في بقية الكليات والجامعات الفرنسية الأخرى. والتعليم فيه يقدم بطريقة علمانية 3« [13].وقياما بالواجب الشرعي فإن أهل الحق مطالبون بدعم هذه الكليات والمعاهد، وتطويرها بشكل َيَشْفِ ويثلج صُدُورَ قَوْمٍ مُّومِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ، ويقر أعينهم حتى تقوم بدورها في تخريج علماء أكفاء يرفعون مستوى الوعي عند الناس، وينافحون عن دينهم ويردون عنه بعلم كيد المعتدين.ثالثا : ما كتب حول السياسة الشرعية – قديما وحديثا – ضعيف جدا، إذا ما قورن بما كتب في الطهارة والصلاة والزكاة…الخ، كما أن التأصيل الشرعي للشؤون السياسية والاقتصادية قليل، ويكاد يكون منعدما في كثير من المجالات، ولعل هذا من الأسباب التي جعلت المفكرين اللائكيين يدافعون عن ضرورة فصل الدين عن الدولة بقوة وجرأة منقطعة النظير، بل نجد هذا النوع من الفهم قد تسرب إلى شريحة لا بأس بها من عموم الناس، مما يشكل خطرا حقيقيا على الفهم الصحيح والسليم للإسلام، يقول أركون: »وهكذا يستمر الناس يرددون كالببغاوات أن الإسلام يخلط بين الروحي والزمني، أو أنه دين ودنيا. إن هذا ليس صحيحا أبدا وليس مقبولا علميا اللهم إلا إذا قبل المؤرخ الخضوع للروح التقليدية الإسلامية المهيمنة التي تطغى عليها الأدبيات والتصورات البدعوية« 14[14].هكذا يبدو التحدي في هذا المجال كبيرا، والفراغ واسعا، يحتاج إلى ثلة مباركة تصل الليل بالنهار لتصحيح الفهم وتصويب القصد.رابعا : رغم أن المؤسسات الدينية الرسمية تخضع للدولة وتسعى لخدمة سياساتها العامة التي قد تتعارض في كثير من الأحيان مع مقاصد الدعوة المحمدية والمصلحة العامة للدين والمجتمع، فإن هذه المؤسسات تثير مخاوف، بل غيظ خصوم الدين، مما دفع ببعضهم إلى الدعوة للنظر في طريقة اشتغالها أو حتى إغلاقها، يقول أركون : »أما إذا حافظت هذه الوزارة بكل مؤسساتها ومعاهدها الدينية على بث التعاليم التقليدية والمذهبية والطائفية واللاتاريخية. التي تقسم المجتمع وتزرع فيه روح الفتنة والشقاق فينبغي إغلاقها فورا. ينبغي أن تشتغل هذه الوزارة بروح الانفتاح لتحرير المجتمع المدني من عقده القديمة، وليس بروح الدعاية الإيديولوجية التي تفضل نوعا معينا من الأديان أو المذاهب وتحتقر بقية الأديان والمذاهب الأخرى كما لا يزال حاصلا حتى اليوم للأسف الشديد. هذه الروح القروسطية الضيقة ينبغي أن تحجم، وإلا فلا حل ولا تحرير 15« [15]. ونحن أولى بالمطالبة بتحرير هذه المؤسسات الرسمية من قبضة الدولة، لتقوم بواجبها في تحرير الناس من الخضوع لغير الله جل وعلا، وبذلك نكون قد رددنا أحسن رد على هذه الدعاوى المغرضة.والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.الهوامش:[1] نافذة على الإسلام ، لمحمد أركون ، ترجمة صياح الجهيم ، دار عطية للنشر بيروت ، الطبعة الأولى ، سنة 1996 . ص 124 .[2] نفس المرجع ص 125 .[3] الفكر الإسلامي نقد واجتهاد ص 156 .[4] هذا الاختلاف في اعتقادي صوري ، لأن كلا المنهجين يؤديان إلى نفس النتائج ، مع العلم أن منهج الجابري أخطر بل أشد فتكا.[5] يرد روجيه أرنالديز أحد كبار المستشرقين على أركون بقوله : » إن المسلمين المحدثين الذين يستعيرون المناهج الغربية كان أحرى بهم أن يكتفوا بمناهج أسلافهم من القدماء، فهي توصلهم بالدقة نفسها، لأن يستخلصوا من الآيات القرآنية ما توصلهم إليه هذه المناهج التابعة للعلوم الإنسانية، التي يتغنى بها محمد أركون… « الفكر الإسلامي نقد واجتهاد ص 223 .[6] الفكر الإسلامي نقد واجتهاد ص 247 .[7] القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني ، لمحمد أركون ، ترجمة هاشم صالح ، دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت ، الطبعة الثانية ، سنة 2005 . ص 70 .[8] الفكر الإسلامي قراءة علمية ، ص 221 .[9] القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني ص 112 .[10] سورة فصلت ، الآية 26 .[11] الفكر الإسلامي نقد واجتهاد ، ص 21 .[12] تاريخية الفكر العربي والإسلامي ، ص 13[13] الفكر الإسلامي نقد واجتهاد ، ص 290 – 291 .[14] تاريخية الفكر العربي و الإسلامي ، ص 287 .[15] الفكر الإسلامي نقد واجتهاد ، ص 281 .[/FONT]
[FONT=mohammad_bold][h=2][/h][/FONT]
 
هذه التغطية اخذتهامن شبكة ضياء.
الشكر لاخ المشرف على الموقع.
 
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين.. أما بعد.. جزاكم الله تعالى خيرا.. أخي الكريم..ولي سؤال حول ماكتبه الاخ الباحث..وهو(ترتيب سور القرآن حسب أسباب النزول)..والصحيح هو(....حسب زمان النزول)..أي اول مانزل..يكون في بداية القرآن....والا فما معنى حسب أسباب النزول... والله تعالى أعلم.
 
ردّي على أطروحة دكتوراه تتاولت دراسات الجابري في القرآن فتجاوزت إلى ظلم دراساته الأخرى

ردّي على أطروحة دكتوراه تتاولت دراسات الجابري في القرآن فتجاوزت إلى ظلم دراساته الأخرى

أشكر الأخ بنعمر على إيراده هذه الخبر المتضمن تلخيصا لمحتوى أطروحة عن كتابات الجابري رحمه الله عن القرآن الكريم. وبوصفي متتلمذا على كتب الجابري وصديقا له رحمه الله فقد لمست في هذه الأطروحة ما يستلزم الرد على رؤيتها وعلى منهجها وعلى مشروعية وجودها على الشكل الذي طُرحت به
وبرغ أني لم أعتد على الرد بصرامة إلا أني قد اتخذت في هذه الردود منهج الرد بصرامة لتواجه صرامة الكاتب نفسها التي ظلم فيها الأستاذ الراحل كثيرا وظلم فيها العلم من وجهة نظري- وهي وجهة نظر لا تُلزمه.
وقد يجد عليّ في نفسه أحد المحبين أني قد قسوت في بعض الألفاظ على الباحث فأنا أذكرهم بأن ما يبدو مني قسوة في اللفظ هي في مقابل قسوته على صديق كريم وأستاذ كبير رحل عن الدنيا بعد أن أنفق العمر ناسكا يطلب العلم بكشفٍ عن أصله وانتقاد، وقدم لأمته ما عجز عنه آلاف الدكاترة والمؤلفين أن يسدوا مسده. وكونه أنتج دراسة ضعيفة باد عوارها في القرآن الكريم بسبب توهمه أنه مؤهل للخوض فيها لا يسمح ولا يعني أن نصادر مجهوده الأخرى وما قدمه للأمة . لا سيما أني صرحت للدكتور الجديد أنه إن كان مؤهلا للرد على الجابري في دراسته الضعيفة الأخيرة فلا يبدو مؤهلا حتى لفهم مشروعه في نقد العقل العربي. وهذا لا يعني أنه لن يكون مؤهلا فيما بعد فالمرجو منه أن يعاود نقد نفسه وما نراه ظلم فيه الرجل في دراساته وبحوثه في المستقبل.
وما دام قد دخل حلبة الصراع فعليه أن يتحمل نقد النقاد وهجوم مخالفيه في الآراء.

الباحث لم يدرك ضرورة الجابري ولا مكانته تاريخيا:


.مضى على "مشروع النهضة العربية" أكثر من قرن وقد فشل العرب فيه فشلا ذريعا في كل المجالات كان آخرها فشل الربيع العربي الذي اجتمعت على حربه قوى الظلام والرجعية متعاونة مع أعداء الأمة المكشوفين كالمشروع الصهيوني الاستعماري. فالانقلاب الإجرامي في مصر فرح به وساهم فيه عرب شوفينيون رجعيون والصهاينة الغزاة وفرح به الفرس الإمامية الرافضون لوجود الأمة من بداية تكوينها إلى اليوم، وحسبك من عمل يفرح به كل أعداء العرب التاريخيين حتى المتعادين منهم فيما بينهم! فإذا كانت الحرب على العرب من الصهاينة والقرامطة الجُدد شيئا متوقعا فإن الحرب عليهم من حكوماتهم الرجعية الغبيّة جلبت لهم عارا تاريخيا بين أمم الأرض لن يمكن تلافيه بسهولة.
وقد كان أمام العرب فرصة تاريخية للنهوض بالتعليم وصناعة الحياة هي دون أدنى شك مشروع المفكر المغربي الكبير الأستاذ محمد عابد الجابري رحمه الله في رباعية نقد العقل العربي ودراسته عن التراث الفلسفي والتراث والحداثة وتحليل الخطاب العربي المعاصر وتصنيف عناصر إشكالية الفكر العربي المعاصر. وقد كان من سوء حظ العرب والجابري نفسه أن يقوم هو بصنع (ورقة حمراء لمصارعة الثيران) تجعل الناكصين على أعقابهم من ممجدي الكليات ومادحي التراث على علاته يستخدمون هذه الورقة لصرف أنظار العرب - وهم أحوج ما يكونون إلى مشروعه التنويري النقدي- عن هذا المشروع.
وهذه الدراسة تأتي في هذا السياق، فبدلا من أن يدرس الباحث دراسات الجابري التي أفادت الأمة كثيرا كدراساته عن الفلسفة العربية الإسلامية وكنقده للعقل العربي وللخطاب العربي المعاصر وغيرها قام بدراسة ما أنتجه في اواخر حياته من دراسة ضعيفة جدا عن القرآن الكريم لم يكن مؤهلا لها أصلا. وهبه فعل ذلك فبدلا من أن يدرس كتابات الجابري عن القرآن ضمن مسيرة المفكر الراحل نفسها قام بدراستها ضمن أدبيات الدفاع وأضاليل المهاجمين للدين والقرآن.
واللوم يقع أولا على سوء حظ العرب الذين لا يبدو لخروجهم من مأزقهم الفكري وتخبطهم المنهجي وتعليمهم المتخلف أي نور يلوح في نهاية النفق بسبب فشلهم في تلقي مشروع الجابري قبل عام 2000 تلقيا يليق به وبحاجتهم. ثم يقع على الجابري نفسه الذي كشف في دراساته عن القرآن عن عدم أهلية سافرة للخوض في هذا الموضوع وما كان أغناه عن إقحام نفسه في موضوع لا ناقة له في ولا جمل.
والسبب في تورط الجابري رحمه الله في الدراسات القرآنية ذكره هو نفسه. فقد قام بزيارة للسعودية بعد عام 2000 ولقي ترحيبا من بعض الأوساط التي أعجبت برباعيته في نقد العقل العربي ثم اقترح عليه أحد العوام أن يدرس القرآن. ولأن الجابري لا عقدة لديه من أي موضوع يُدرس ولأنه شعر بوجود نقص في "تحديث" الدراسات القرآنية، ظن أنه سيسد ثغرة في هذه الدراسات فقام بإصدار دراسته المتكونة من أربعة أجزاء ثلاثة منها تفسير للقرآن بحسب ترتيب السور زمانيا والأول مدخل لها.
ولم يكن الجابري معروفا لعامة الناس فكان من سوء حظ الجميع أن يعرفه الناس عبر "المدخل" سيء الصيت فترتسم صورته في ذهن الجماهير في خانة أعداء الدين بدلا من كونه في خانة "المصلحين التنويريين" و"رجال العلم المخلصين الذين أنفقوا أعمارهم في إلحاق العرب بركب الحضارة وتطوير تعليمهم ليلحق بركب العالم"، وهكذا خسر العرب مفكرهم الأول الذي قدم لهم ما عجز عن تقديمه "أدباء مصر ما بين الحربين" و كل كتابهم في القرن العشرين في مجال التحليل الفلسفي للتراث وعلم اجتماع المعرفة التاريخية.
وهذه الأطروحة التي قدمها هذا الطالب هي نوع من الهروب الذي يتقنه العرب في الحصول على شهادات تمكنهم من الانخراط في ركب المنهزمين الذين يكرسون النكوص إلى مواقع خلفية للاحتماء بها عن شجاعة المنافسة العالمية واقتحام الحياة الذي شجعهم عليه الجابري رحمه الله ووفر لهم بعض وسائله الضرورية. وحكمي عليها بأنها منخرطة في هذا الهروب هو أنها بدلا من أن تدرس ما وفره الجابري للمجدد في أصول الفقه من قاعدة تحليلية في كتابه العظيم "بنية العقل العربي" أو تدرس نقده للامعقول الشيعي والعرفان الهرمسي في الفصل الثاني من "البنية"، هذا الفكر الظلامي الذي أنشأ له الفرس الإمامية أربعين فضائية تقيئه على رؤوس الأمة ليل نهار وقد سحب من تحته الجابري البساط في فصل عظيم لا تقوم له فيه قائمة، قامت هذه الأطروحة فاختارت الأسهل وهو أن تدافع عن الدين والتراث وخرط الباحث - وقد مات - في سلك الهدامين.
لا تستحق دراسات الجابري عن القرآن أن يُكتب فيها أطروحة دكتوراه لأنها بادية الضعف أولا. فالرافع لها إلى مستوى الدراسات القرآنية الجديرة بالاعتبار بسبب اسم كاتبها وتبريزه في مجالات أخرى هي مجال التحليل الفلسفي وعلم اجتماع المعرفة، سيقوم بعمل مشكوك في نزاهته قطعا وهو طمس الحق الضرورة (دراسات الجابري السابقة) عبر نقد دراساته الضعيفة التي لم يكن مؤهلا لخوض غمارها أساساً.

كان المرض قد بدا أثره في الجابري في العقد الأخير من عمره، ولم نكن نعرف ضعف قدراته اللغوية إلا بعد أن تورط في دراساته عن القرآن العظيم. وأُطمْئن الدكتور الجديد أن خطأ الجابري لم يكن متعمدا بل عن توهم وضعف في الرؤية.
وقد كان يكفي لدراسات الجابري عن القرآن أن يُردَّ عليها ببحث أو كتاب فهي دراسات باد ضعفها وعوارها ولكنها لا ترقى إلى أن يُقبل فيها بحث دكتوراه. والعتب يقع على الكلية والقسم والطالب والمشرف في اختيار هذا الموضوع. وسوف أقوم بالرد على نتائجه التي توصل إليها واحدة واحدة.

1 – مشروع الجابري مشروع قديم وكبير وخطير جدا، فقد بدأ فيه بالسعي لهدم التراث الإسلامي تحت عنوان نقد العقل العربي، وهو في الحقيقة نقض وليس نقدا، إذ تجد في ثنايا حديثه تحميل كل الرزايا العربية في عهد النكسة لعصر التدوين، بل يتهم صراحة كل العلماء الذين ساهموا في تدوين العلوم العربية والإسلامية بالتحريف والزيادة والنقصان.

هذا كلام هجومي لا علاقة له ببحث ولا علم. وهو ليس صحيحا على الإطلاق
. فنقد العقل العربي الذي جاء به الجابري رحمه الله هو النقد العلمي الوحيد المتكامل لهذا العقل. وهذا النقد هو المنقذ للأمة الذي ينبغي عليها أن تدرسه دراسة تفصيلية وتعقد الندوات والمؤتمرات والمؤسسات للاسترشاد به في قيام عقل يجعلهم يدخلون التاريخ كما دخلوه أول مرة.
وسبب وضع العرب الحالي من فشل الربيع العربي ومن تغول إيران والصهيونية والعسكر المجرمون عليهم قطعا عدم استفادتهم من مشروع الجابري. ما أشك في ذلك قـِيـد شعرة ولا أنملة نملة.
لو استرشد العرب بهذا النقد لأصبحت بحوثهم ودراساتهم عالمية لا محلية. ولأصبح جمهورهم أوعى في مواجهة اللامعقول والزيف والخداع الذي يمارس عليهم.
فهذا الكلام من هذا الدكتور الجديد كان سيكون له حظ من قبول لو صدر عن واعظ أو خطيب جمعة أو سلفي داخل دائرته السلفية. أما أن يصدر في أطروحة دكتوراه في دراسة أكاديمية فهذا نتيجة العقل الذي انتقده الجابري نفسه. ويبدو أن هذا العقل سيظل ينتج أطاريح ورسائل من هذا القبيل.
من قال إنك مؤهل لنقد مشروع فلسفي بحجم مشروع الجابري؟
لو كنت مؤهلا لنقد مشروعه في نقد العقل لما هربت من الكتابة فيه إلى الكتابة في موضوع آخر وهو دراساته عن القرآن البادي ضعفه فيها.
هذه الفقرة تثبت ما اتهمت به دراستك من أنها تتخذ من ضعف دراسة معينة لكاتب وسيلة للتهجم الفاضح على دراساته القيمة.
2 /– رغم أن الجابري ردد على مسامع قرائه كثيرا أنه لا يعتبر القرآن الكريم جزءا من التراث إلا أنه تعامل معه في الفهم و” التفهيم ” بنفس المنهج الذي تعامل به مع سائر كتب التراث، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام.

أتفق مع الطالب في انزلاق الجابري هذا المنزلق ولكني أجزم في أنه وقع فيه عن ضعف لا عن سبق إصرار وترصد.
3 – يزعم الجابري في صدر كل كتاب من كتبه أنه يضع بين يدي القارئ المنهج والرؤية التي سيعتمدها في تناول الموضوع، وغالبا ما يكون المنهج والرؤية المعتمدة من قبل الجابري مأخوذة مما سطره أساتذة الغرب وفلاسفته. وكذلك فعل في كتابيه مدخل إلى القرآن الكريم وفهم القرآن الكريم، إلا أنه زعم أنه سيعتمد نفس مناهج المفسرين، والقواعد العلمية التي سطرها العلماء المعتبرون، كتفسير القرآن بالقرآن ومعهود العرب…الخ، ولكن هذا لم يحدث، ولا أدري هل كان كلامه هذا تضليلا، أم هو سوء في الفهم وتخبط في التنزيل، وقد ذكرت في هذا البحث عددا من الأدلة على هذا الذي أقول
فما مصدر العقل الذي تتخذه انت بوصفك طالباً في القرن الواحد والعشرين؟ هل تعتمد العقل العربي القديم الذي كانت فيزياء ارسطو مصدر العلم الواقعي فيه؟ والتي قال عنها برتراند راسل لم يعد في طبيعيات ارسطو حرف واحد صحيح بمنطق العلم المعاصر.
من يكتب بنفس عقلية المفسرين ومناهجهم فهو يلخص ويكرر فهو "التراث يكرر نفسه" وهذا النوع مما يسميه العرب تأليفا ودراسات هو عند العالم "كوبي بيست" و"إعادة ترتيب" فقط. وهذا ليس عيبا في ذاته ولكنه ليس تجديدا ولا إضافة علمية.
والذي توحي به هذه الفقرة أن الدراسات العلمية الأكاديمية غير ممكنة في رأي الطالب فالكاتب فيها يجب أن ينخرط بروح مؤمنة دعوية أو لا مشروعية لوجوده. فلماذا إذن ترد عليه بدراسة أكاديمية؟
– وظف الجابري هذا المنهج في الوصول إلى عدد من النتائج الخبيثة، والأحكام المنحرفة لعدد من القضايا الشرعية، كالقول بتحريف القرآن وجواز زواج المتعة…الخ

لا دفاع عن دراسات الجابري عن القرآن وإن كانت لا تخلو من فوائد لكنه لم يكن مؤهلا للموضوع كله فطاقته اللغوية التي كشف عن ضعفها في هذه الدراسة لا تجعله مؤهلا للكتابة في علم القرآن أصلاً.
5 – يتميز الجابري بدهاء شديد وقدرة فائقة على تضليل القارئ وفق منهج خاص يزعم العقلانية والتجرد والموضوعية وطرح الأسئلة ” الصعبة ” التي يكون الغرض منها في أحسن الأحوال إدخال الشك إلى نفس القارئ، حتى في بعض المسلمات العقدية

صحيح فالجابري أستاذ كبير غير قابل للتجاوز(غير قابل للقفز من فوقه) وهذا الرد عليك سببه هذا الأمر وهو أنك تصادره بسبب دراسة واحدة ضعيفة له.
وهو ليس مدافعا عن الإيمان ولكنه ليس محارباً أو مهاجما له.
رسالة الجابري واضحة لم يخفها ولم يوارب فيها. فقد صرح في بداية الجزء الأول من كتابه عن الأبيستيمولوجيا عام 1976 أنه يهدف إلى العمل داخل العقل لا خارجه وأنه لن ينفق وقتا في اللاهوت ولا في الغاية من الحياة ولا في إقحام العقل خارج حدوده التي يفرضها هو بنفسه.فضرورة الجابري تكمن في تقوية العقل التحليلي وهذا ما كرس له نفسه. فإن كان يُرى أنه ضيع نفسه في العقليات وانشغل عن العبادات فهو إذن شمعةٌ أحرقت نفسها لتضيء لنا الطريق. ودعاؤنا له موصول على ذلك.
حين يسعى الإيمان من أجل بسط نفوذه ، حين يسعى إلى تشويه العقل أو توظيفه خارج مجاله أو تحريف مقدمات المنطق من أجل نتائج رغبية فواجب الجابري شأن أي فيلسوف نزيه أن يبين الخطأ في الاستدلال غير مبال بالجهة المستفيدة والخاسرة. من هذه الجهة يسيء بعض الناس فهم الفيلسوف فيظنون أنه يحارب الإيمان أو يشكك فيه في حين أن هذه الأمور ليست من اهتمامه أصلاً.

الإيمان منحة من الله تعالى لا يحصل بسبب ضعف في القدرة التحليلية او قوة فيها. وقد كان من معاصري النبي مؤمنون ومنافقون ويهود ونصارى ومشركون.
6 – إن تعامل هذا النوع من الناس مع القرآن الكريم خصوصا، ومع الدين عموما ليس رغبة في الفهم ولا طمعا في الإصلاح
، ولا حتى من باب الحرص على الدين،
ولكنه نوع من أنواع الهدم ومنهج من مناهج التضليل
، يرقى إلى درجة أنه يجب علينا أن نقول لهم في أنفسهم قولا بليغا.وأما المقترحات فهي كالتالي :أولا : اعتمد القرآن الكريم لغة الحوار ومحاولة الإقناع بالحجة العقلية والبرهان الكوني مع معارضيه، وقد أثبت هذا الأسلوب جدواه، لأن الخصوم لم يكن لديهم ما به يعارضون، فلجئوا إلى الإعراض تارة، واللغو تارة أخرى فيما حكاه الله عز وجل عنهم في قوله تعالى : » وَقَالَ الذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ

هذه النتيجة دونتها في نتائجة اطروحة دكتوراه؟ بهذا الهجوم السافر؟ عجيب. اليس في بلدكم قانون يمنع مثل هذا الكلام الملقى على عواهنه؟
بل الجابري رحمه الله مصلح كبير وليس محاربا للدين ولكن المجتمع الإسلامي يحتاج الفيلسوف والمحلل الناقد مثلما يحتاج الواعظ. ولا يمكن أن تجتمع في شخص واحد. فلو لم يكتب الجابري شيئا لخسر العرب والعلم خسارة فادحة. قطعا. وأنا حين أنفق وقتي الآن للرد على نتائجك فإني أشاركك الاهتمام في ضرورة الإصلاح ولكن لا يبدو أنك تدرك أن حاجتنا الى العقل وسلاح الفكر التحليلي ووسائل المنافسة العالمية تأتي مباشرة بعد حاجتنا إلى الإيمان!
وأن فقر أمتنا فيه مدقع!
10 « [10]، وهذا العجز عن معارضة الحجج القرآنية مازال قائما إلى الآن، وفي هذا السياق يقول محمد أركون : »ولقد مارست هذا الحوار شخصيا مع التقليديين أكثر من مرة، وذلك ضمن إطار ندوة الفكر الإسلامي في الجزائر. كما وأني أمارسه مع طلابي الذين يأتون السوربون من كليات الشريعة في البلدان الإسلامية والعربية. وأعترف بأن الحوار مع أصحاب هذا التيار صعب وقاس، ولكنه يشكل ضرورة لا بد منها في ما أرى
هذه نقطة خارج الموضوع
11- فإذا كان خصوم الدين ودعاة نحل الغرب يرون الحوار ضرورة لإقناع المسلمين بما عندهم، فإن الحوار عندنا يجب أن يكون أشد ضرورة لإظهار سفاهة ما يدعون إليه، وعظمة ما يعرضون عنه، وإقامة الحجة عليهم، ولذلك لا بد من جعل لغة الحوار علما قائما بذاته، ولا بد من إحياء تراث أسلافنا في آداب المناظرة والجدل كالجويني والباجي وغيرهم، مع تطويره وإعداد كفاءات علمية تدافع عن دينها حسبة لله تعالى، ليكون هذا الحوار والجدل العلمي مثمرا بإذن الله تعالى، فلا يليق بنا التفريط في بني جلدتنا – إلا من أبى – ونحن نسعى إلى تبليغ الدعوة ونشر الهداية حتى بين غير المسلمين.ثانيا : لقد أصبح الاهتمام بتحصيل العلوم الشرعية في الآونة الأخيرة ضعيفا جدا، وتراجع المستوى التعليمي عموما في بلاد المسلمين والتعليم الشرعي بشكل خاص، وفي كثير من الأحيان تجد من يمثلون العلم الشرعي بضاعتهم مزجاه، ورغم ضعف أداء كليات الشريعة والمعاهد الدينية فإنها تسبب لخصوم الدين صداعا لا يهدأ أبدا إلا بزوالها، أو علمنتها، وفي ذلك يقول محمد أركون : » أما هذه الأخيرة – أقصد كليات الشريعة – فهي معقل لمعارف ومزاعم العقل ” الإسلامي ” الأكثر دوغمائية كما كان الأصوليون قد حددوه وعرفوه بشكل خاص

هذه الفقرة فيها أمران أولهما أوافق عليه فكل تقدم علمي في كل مجال هو خير بلا شك.
الثاني أنك أسأت فهم أركون فأركون ليس ضد أن تكون مؤسسات دينية تقوم بواجبها الديني والاجتماعي والوعظي والإرشادي. ولا حتى ضد أن تكون دكتورا أكاديميا مؤمنا تدافع عن الإيمان في بحوثك. هو فقط ضد أن تكون أكاديميا في مؤسسة علمية يُفترض فيها أن تكون عالمية تخاطب البشر وفق أطر ووسائل متفق عليها فتشرع الى تقمص دور المؤسسات الدينية.
شيخ دكتور بدعة لا تليق بمؤسسة تحترم نفسها، إلا إذا كان الشيخ متقاعدا من الدكترة. أو كان طبيبا شيخا. وإلا فإنّ
عليه أن يمارس المشيخة خارج وقت دوامه دكتورا، ويمارس الدكترة خارج وقت دوامه شيخا.
في الدكترة يكون خاضعا لنوع من الممارسة العقلية والعلمية تعلي من شأن المبادء العلمية والعقلية لا من شأن الشخصية والقلب والشيخ الحبر البحر فريد عصره ووحيد دهره، محيي السنة الغراء وقامع أهل البدع والأهواء....
هذي شيء وهذي شيء.
12[12]…ينبغي على كليات الشريعة (وعموم المعاهد الدينية التقليدية) أن تعدل مناهجها وأساليبها لكي تمارس دورها كما يمارس معهد الدراسات الكاثوليكية في باريس دوره، وكما يمارس معهد التيولوجيا الكاثوليكية في ستراسبورغ دوره..إذهب إلى هذه المعاهد وانظر في مناهجها وبرامجها لكي ترى الفرق بينها وبين كليات الشريعة لدينا ! انظر مثلا في نرنامج التعليم الخاص بمعهد التيولوجيا الكاثوليكية في ستراسبورغ. فهو معهد تشرف عليه الدولة الفرنسية وهو يقدم الشهادات الجامعية للطلاب كما يحصل في بقية الكليات والجامعات الفرنسية الأخرى. والتعليم فيه يقدم بطريقة علمانية
أنى لك هذه الفضيلة وأنت تخلط هذا الخلط وتحارب أكبر مفكر تحتاجه هذه المؤسسات لكي تقوم. في مجال التحليل الفلسفي وعلم اجماع المعرفة؟ ما تتمناه هو نفه ما دعا إليه من تنتقدهم.
وكيف تنظر لتطوير المعاهد وأنت كما قدمت لك قد بدأت بالهروب أصلا فعجزت عن دراسة ما أضافه الجابري الى العلوم الشرعية من وسائل كان سيجلها الجويني وسيمجدها ابن حزم وسيشيد بها ابن رشد ولجأت إلى الحصول على الدكتوراه في موضوع لا يمثل صاحبه أصلا وبدلا من أن تكتشف أسباب ضعفه علميا تناولته في سياق خارج سياقه وهو سياق الحرب على الإيمان.
13- وقياما بالواجب الشرعي فإن أهل الحق مطالبون بدعم هذه الكليات والمعاهد، وتطويرها بشكل َيَشْفِ ويثلج صُدُورَ قَوْمٍ مُّومِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ، ويقر أعينهم حتى تقوم بدورها في تخريج علماء أكفاء يرفعون مستوى الوعي عند الناس، وينافحون عن دينهم ويردون عنه بعلم كيد المعتدين.ثالثا : ما كتب حول السياسة الشرعية – قديما وحديثا – ضعيف جدا، إذا ما قورن بما كتب في الطهارة والصلاة والزكاة…الخ، كما أن التأصيل الشرعي للشؤون السياسية والاقتصادية قليل، ويكاد يكون منعدما في كثير من المجالات، ولعل هذا من الأسباب التي جعلت المفكرين اللائكيين يدافعون عن ضرورة فصل الدين عن الدولة بقوة وجرأة منقطعة النظير، بل نجد هذا النوع من الفهم قد تسرب إلى شريحة لا بأس بها من عموم الناس، مما يشكل خطرا حقيقيا على الفهم الصحيح والسليم للإسلام، يقول أركون: »وهكذا يستمر الناس يرددون كالببغاوات أن الإسلام يخلط بين الروحي والزمني، أو أنه دين ودنيا. إن هذا ليس صحيحا أبدا وليس مقبولا علميا اللهم إلا إذا قبل المؤرخ الخضوع للروح التقليدية الإسلامية المهيمنة التي تطغى عليها الأدبيات والتصورات البدعوية«
المسلمون جزء من العالم ومؤسساتهم العلمية لا ينبغي ان تعلمهم الانغلاق على ذواتهم والدفاع الأعمى عن تراثهم، بل واجب أي مؤسسة ناجحة هي أن تخرّج منافسين لبني الإنسان في دراساتهم وبحوثهم ومخاطبة للناس بما اعتادوه من أطر وأسيقة وترتيبات لكي يتفاهم الناس فيما بينهم ويقيموا منتوج بعضهم الفكري والصناعي.

فهل رؤيتك إذن لهذه المعاهد التي تسعى إلى تطويرها أن تظل تخلط بين الروحي والزمني وتمجد كل منتوج فكري للتراث دون عرضه على معرض التحليل والتفهيم.
رؤيتك أن نضع في خانة التخوين والتفسيق كل من نعجز عن فهمه ولا ننفق الزمن الكافي لدراسته؟
رؤيتك إذن أن راعي الغنم أو خريج المدرسة الابتدائية يرد على من أنفق ستين سنة في التعلم بجرة قلم ولا داعي لأن ينفق الزمن اللام في الرد عليه؟
رؤيتك إذن أن الرد من الخارج وهو رد يستطيعه أي شخص أنه يغني عن الرد من الداخل وتحليله والكشف عن مزالقه الفكرية؟

]هكذا يبدو التحدي في هذا المجال كبيرا، والفراغ واسعا، يحتاج إلى ثلة مباركة تصل الليل بالنهار لتصحيح الفهم وتصويب القصد.رابعا : رغم أن المؤسسات الدينية الرسمية تخضع للدولة وتسعى لخدمة سياساتها العامة التي قد تتعارض في كثير من الأحيان مع مقاصد الدعوة المحمدية والمصلحة العامة للدين والمجتمع، فإن هذه المؤسسات تثير مخاوف، بل غيظ خصوم الدين، مما دفع ببعضهم إلى الدعوة للنظر في طريقة اشتغالها أو حتى إغلاقها، يقول أركون : »أما إذا حافظت هذه الوزارة بكل مؤسساتها ومعاهدها الدينية على بث التعاليم التقليدية والمذهبية والطائفية واللاتاريخية. التي تقسم المجتمع وتزرع فيه روح الفتنة والشقاق فينبغي إغلاقها فورا. ينبغي أن تشتغل هذه الوزارة بروح الانفتاح لتحرير المجتمع المدني من عقده القديمة، وليس بروح الدعاية الإيديولوجية التي تفضل نوعا معينا من الأديان أو المذاهب وتحتقر بقية الأديان والمذاهب الأخرى كما لا يزال حاصلا حتى اليوم للأسف الشديد. هذه الروح القروسطية الضيقة ينبغي أن تحجم، وإلا فلا حل ولا تحرير

يبدو أنك لا ترى ما تفعله المؤسسات التي تخلط بين الأمرين في الشرق. تعال وزر العراق ور بعينك ما تفعله المؤسسات الدينية الشيعية خصوصا من تغول على حياة الناس ومؤسسات الدولة.
كل الحق مع أركون. أن تغلق مؤسسات ومدارس ومعاهد كثيرة خير من أن تفعل بالناس ما تفعله بالعراق من تجهيل وتضليل يعيش خارج التاريخ.
15« [15]. ونحن أولى بالمطالبة بتحرير هذه المؤسسات الرسمية من قبضة الدولة، لتقوم بواجبها في تحرير الناس من الخضوع لغير الله جل وعلا، وبذلك نكون قد رددنا أحسن رد على هذه الدعاوى المغرضة
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

كيف تحريرها من قبضة الدولة؟ هذا يأس منك من إمكانية إصلاح الدولة وتوسيع رؤيتها إلى الإيمان بالإنسان والمستقبل وأن مؤسساتها الدائمة ينبغي أن تسير وفق رؤية طويلة الأجل لا تخضع لمصلحة السياسي الآنية.

هذا رأيي في الأطروحة من خلال نتائجها وملخصها وقد كونته بمقارنتها مع ما أعرفه من مسيرة الراحل الجابري رحمه الله تعالى وعمره الذي أنفقه في إنقاذ أمته وتطوير وسائلها العقلية وقد فعل ذلك ببرودة أعصاب وهدوء عجيب ومواصلة سير لا تكل ولا تمل.
والدعوة مفتوحة لكل مثقفي الأمة أن لا تعيقهم (الورقة الحمراء لمصارعة الثيران أعني دراساته الضعيفة جدا عن القرآن وتفسيره) فتصرف أنظارهم عن الخير العميم والإبداع العلمي والتحليل العقلي الضرورة لوسائل فهمهم التي قدمها الجابري رحمه الله في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم.
وأن يكتفوا بعزل دراساته في القرآن عن الاهتمام لأنه كتبها والمرض يفعل فيه ولم يكن مؤهلا من الناحية اللغوية لخوض غمارها.
الرفض الكامل للشخص لا يفيد بل يجب أن نأخذ منه ما هو مفيد ونترك ما هو ضارّ.

والخوض في إيمانه من عدمه لا يفيدنا لأنه لم يقدم نفسه لنا مدافعا عن الإيمان ولا مهاجما له بل مجال عمله وتبريزه هو ما نحن بحاجة إليه وهو تحليل الفعل العقلي الذي مارس به العلماء في الحضارة الإسلامية العقل والفهم ومقارنة ذلك بووسائل العقل الحديثة التي قدمتها لكل العالم الحضارة الغربية المعاصرة.

وتقبل الله طاعاتكم والله من وراء القصد
 
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين.. أما بعد.. الدكتور الفاضل عبدالرحمن.. ارجو من حضرتكم النظر بما يلي-
١-جاء في الحديث عنه اللهم صل عليه وآله (ان الرفق ماكان في شيء الا زانه ومانزع من شيء الا شانه)او كما قال..ان الدكتور الباحث قد أنجز بحثه ونال شهادته ومبروك له...فاذا كنت ترى انه أخطأ في بعض الامور...فهو قد أحسن في أمور أخرى.
٢- هل ان دكتور جابر يستحق ان نجامله ولا نرد عليه أخطائه وتطاوله على كتاب الامة؟ان تجاوزه كان أمام الناس وفي كتب منشورة فعلى كل من لديه القدرة ان يرد عليه ويوضح عواره.
٣-مات دكتور جابر واني أسأل ما هي الفائدة التي تمخضت عنها كتاباته ؟وكم أصلح وكم بنى؟.
٤-واني لأعجب يادكتور منك اراك تدافع عنه بحرقة وأسف...بينما لا أراك تؤنبه على ما بدر منه تجاه القرآن من تجاوزات بل تعتذر عنه وتجد له المبررات!!!
٥-ان من يتجاوز ويتهم القرآن بالباطل يستحق من أهل العلم والباحثين التنكيل والرد..حتى يكون عبرة لغيره ممن أستهوتهم الثقافة الغربية فرضعوا منها حتى فطموا فجاؤونا بمفاهيم...في البعض منها حق وفي الكثير منها باطل....والله تعالى أعلم.
 
أشكر تعقيبك أخي البهيجي وتنبيهك على أن الرفق هو الأولى في كل مقاربة لأي موضوع وأنك لم تَر فيما قدمته من مسوغات للصرامة في الردّ عذراً. أنا مضطر لفعل ما فعلت لأن القارئ العربي لم يعد يقتنع في هذا العصر بالرد الرفيق. وكما قال الشاعر؛
وما من يدٍ إلا يدُ الله فوقها. ولا ظالم إلا ويبلى بأظلم

وقد بينت اعتراضي على الأخ الباحث في نقطتين ثانيتهما كانت أنه درس كتب الجابري عن القرآن في سياق الدفاع عن الإيمان ضد العدوان وهذا حكم مسبّق جعل بحثه وسيلة لإثباته وودت أنه درسه في سياق مسيرة الجابري العلمية ليكون احترامه له بوصفه باحثا يصيب ويخطئ ويقوى ويضعف ويبرز ويخفق وهذا مالم يفعله كما تقول نتاىئجه وَطريقته في عرضها إن لم يكن تصرّف فيها لتناسب جمهور الجريدة التي نشرها فيها! أما النقطة الأولى فهي اختياره الموضوع الذي كان فيه الجابري ضعيفا وغير موفق وترك ما قدمه للعلم مما لا غنى عنه لا لمثقف معاصر ولا لباحث في الدراسات العربية والإسلامية، وحتى هذه كنت سأنغض رأسي عنها لولا أنه سحب حكمه عليها على دراسات الجابري الجيدة، ومن هذا المنطلق كتبت ما كتبت دفاعا عما أعتقد أنه الحق وإخلاصا ونصحا لله تعالى ولأئمة المسلمين وعامتهم.
ولا يذهب ظنك أني لا أتألم أن يستاء الأخ الباحث من بعض عباراتي ولكن صدقني دون حلف أني أتألم أن يستاء أي أخ مسلم من أي كلمة أقولها ولكن عذري إليك وإليه وإلى كل المحبين أنه هو الذي وضع نفسه في هذه الحلبة فعليه تحمل تبعات ذلك.

ولَك الشكر مرة أخرى على النصح
 
إستفتح سيدي الدكتور طه عبدالرحمان نقده للقراءة الجابرية للتراث في كتابه "تجديد المنهج في تقويم التراث" بحديث شريف أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ. وهذا إعتراف ضمني منه بمنزلة الراحل الدكتور محمد عابد الجابري وهيبته في الساحة الفكرية الأكاديمية. لكن في نفس الوقت تساءل سيدي طه: "كيف يصح إذن لمن لا يجيد لغة التراث أن يدعي لنفسه القدرة على تقويمه! فمن أين يقع على حقيقة مضامينه وعلى كنه آلياته!؟".

وأستاذنا الحبيب الدكتور عبدالرحمان الصالح يعترف بهذه الحقيقة عندما كتب: "ولم نكن نعرف ضعف قدراته اللغوية إلا بعد أن تورط في دراساته عن القرآن العظيم".

هذا، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
 
بسم الله الرحمن الرحيم... الحمد لله رب العالمين.. أما بعد.. الدكتور الفاضل عبدالرحمن الصالح..ان مديحكم للانتاج الفكري للدكتور الجابري بل واعتباره نهضة فكرية قصرت الامة بفهمها واتخاذها نموذجا وطريق عمل...هذه الامور أخي الكريم صعبة الفهم على أمثالي من طلبة العلم ممن تخصصوا بالعلم الشرعي(علوم القرآن وتفسيره)...فاني تصعب علي مثلا الفلسفة التي تكلم بها الجابري ولا أصبر على قراءة كتابا واحدا له...فاذا جمعت له تطاوله وتجنيه على كتاب الامة..وخروجه بمسلمات غير صحيحة وباطله عند بحثه في القرآن الكريم...ولهذا كله...فإني أدعوك أخي الكريم..أن توضح لنا ماهو مشروع الجابري لنهضة الامة؟وكذلك ماهي الاخطاء التي وقع بها في كتبه عن القرآن الكريم؟وأرجو ان يكون جواب حضرتكم سهل العبارة ويلتزم بالحكمة القائلة(خير الكلام ما قل ودل)...مع أحترامي وتقديري لمشاركاتكم في ملتقانا العزيز...وشكرا لكم مقدما...والله تعالى أعلم.
 
أخي البهيجي أشكر لكم تساؤلكم، وهو سؤال كبير بمعنى أنه يحتاج كلاما كثيرا ولكني سأجد لك رابطا تحدثت فيه عن عناصر القوة والضعف في هذا النوع من الأساتذة حين كان الجابري حيّاً، أما بخصوص كتابه الضعيف عن القرآن فقد صدمنا به وهو من إنتاجه في آخر عقد من حياته وقد بان فيه أثر المرض ناهيك عن ضعف في قدراته اللغوية، وكنت قد اشتريت بالمراسلة الجزء الأول من تفسيره ( تفهيم القرآن الحكيم) من مركز دراسات الوحدة العربية فألفيت فيه أخطاء لغوية لا تليق فدونتها وأرسلتُها إليه فوعد بتلافيها في الطبعات القادمة وما يزال البريد موجودا.
وأنا أعزو تورط الجابري في دراسته عن القرآن إلى (سوء حظّ الأمة العربية) السافر ليصد مثقفيها ومتعلميها عن قراءة كتبه الضرورية وهي ( رباعية نقد العقل العربي) خصوصا الجزء الثاني المعنون ( بنية العقل العربي) وبهذه المناسبة أخي البهيجي أدعوك إلى تنزيله وقراءته فهو موجود على الشبكة، وكتبه الأخرى الضرورية هي التراث والحداثة، وكتابه الذي كان كثيرا ما يصفه بأنه أكثر كتبه قراءة وهو ( نحن والتراث قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي) والحق يقال أن كل كتبه التي صدرت قبل الألفية الثالثة مهمة وهي من وجهة نظري لا غنى عنها لأنها أشبه بكتب بتراند راسل في (حكمة الغرب) و ( تاريخ الفلسفة الغربية)،
ولا أريد رأيك الآن بل بعد أن تقرأ ( بنية العقل العربي) مرة واحدة.
ولَك مني كل تحية ودعاء بخير
 
السلام
لا بد من قراءة المحاورة المطولة التي اجريت مع الدكتورمحمدعابد الجابري،والتي تقع في العدد:10 من مجلة فكر ونقد. من اجل الحكم على منهج الدكتور محمد حابد اجابري في قراءة النص القرءاني.
 
نزولا عند رغبة الاخوة القراء المهتمين بالاشكال المنهجي في قراءة النص.ساعيد نشره هذه المحاورة.
 
بسم الله الرحمن الرحيم.. الاستاذ الفاضل محمد.. الحوار في العدد التاسع وليس العاشر...وشكرا لك.
 
نعم في العدد -9-من مجلة فكر ونقد،والعدد:10 من مجلة مقدمات:ورقم28من سلسلة مواقف وكنت اود ان حمل نسخا من اعداد المجلة الى مؤتمر الرياض لكن الاخوة والجهة المشرفة لم تستجب لطلبي المتكرر من اجل الحضور
 
نعم في العدد -9-من مجلة فكر ونقد،والعدد:10 من مجلة مقدمات:ورقم28من سلسلة مواقف وكنت اود ان حمل نسخا من اعداد المجلة الى مؤتمر الرياض لكن الاخوة والجهة المشرفة لم تستجب لطلبي المتكرر من اجل الحضور
 
الاخوة الاعزاء
في مركز الدراسات والبحوث بوجدة نظمت عدة لقاءات وقراءات لمشروع محمد عابد الجابري في قراءة القرءان،وقد حضرتها،ومن ابرزها محاضرة الدكتور بن حمزة،الذي قال ان التمكن من اللغة العربية من ابرز المداخل لمن يريد التفسير،فضلا عن علوم الالة التي لها صلة بالتفسير،ووعد الحاضرين بانه سينجز دراسة واسعة محصصة للدراسات الحداثية،كما ابلغ ان له متابعة موسعة لكتابات الحداثيين،لكن استدرك قائلا بان مشروع الجابري له من الخصوصية
 
السلام
سلسلة مواقف جاءت حاملة لهذه الملفات:
-اسباب النزول
-النسخ
-التاريخ والسياق
 
السلام
كان من الضروري على الباحث ان يتابع ما كان بكتبه محمد عابد الحابري في الدوريات في المغرب وخارجه،وهو ما فوت على هذه الرسالة عدد كبير من الدورياتالتي قارب فيها الموضوع، وقد التقيت صاحب الرسالة في فاس واشرت اليه ان ياخذ هذا الملحظ بحد
 
من ذلك:
افتتاحية مجلة فكر و نقد
مجلة الوحدة العربيةمن اكبر المجلات التي كان المرحوم يداوم الكتابة فيها
مجلةمقدمات المغربية
مجلة الاندلس
 
السلام
خصصت مجلة الازمنة الحديثة المغربية عددا خاصا عن محمد عابد الحابري-العدد:3-4السمة:2011
 
السلام
ستشهد مدينة وجدة المغرب المؤتمر الدولي-1-، "قراءة الوحي " الذي سيحتضنه مركز الدراسات والبحوث يومي:23-24اكتوبر2015-
محور المؤتمر "خطاب البدايات في التفسير "بدون شك سينصب النقاش عل القراءات الجديدة للنص"
 
عودة
أعلى