رأي خاص
"القراءة" مصطلح ظهر ونما في بيئة فكرية ونقدية فرنسية صرف،وهو لا يعني أبدا "التفسير" أو"التأويل"...فهو مصطلح ظهر في مرحلة ما بعد البنيوية بفرنسا، ولعل أقرب مفهوم له أن... القراءة هي"الفهم الذي يسقطه أي كاتب على نص أدبيا كان أو دينيا أو..."ولعل أشهر منظر للقراءة هو Rolan Barthes ت 1980م في دراسة مشهورة مطبوعة بالفرنسية بعنوان"نظرية النص"
وأعتقد أن فضل الرحمن لم يستعمل هذا المصطلح أو يقصد ذلك بحكم البيئة التي عاش فيها.
ثم ان آفة الرجل أنه تسور على القرآن من باب فلسفة ابن سينا ولا صلة له بمجال الدراسات القرآنية أصلا،وهذه آفة المتخرجين في الدراسات الشرقية بجامعات ويلز أوكسفورد أو...يكتب الواحد أطروحته عن القرآن ولا يعرف عنه غالبا سوى ما يقرأه في دائرة المعارف وما أشبهها،وقد قدر لي في أحد المؤتمرات أن اجتمعت مع أستاذ في ويلز رسالته عن{بدر شاكر السياب}الشاعر العراقي المعاصر...ووجدته يشرف على أطروحات واحدة منها في السيرة النبوية و...فاستنكرت عليه ذلك فلم يجد جوابا سوى أن هذه التخصصات متداخلة عندهم،لكن هذه الحجة تتهاوى حين نرى أن دراسة الطب في نفس الجامعة تحترم حتى التخصص الفرعي الدقيق،لأن دراسة الطب يقف على بابها محتسبون يدفعون الدخلاء..
وغالب ظني من خلال ما قرأته عن فضل الرحمن أن كلامه عن القرآن لا يختلف عما نجده عند الباطنية،في رسائل إخوان الصفا،أو الرسالة الجامعة{الاسماعيلية}...فهل ما ورد عن عدد من الآيات في رسائل اخوان الصفا يعتبر قراءة أو تفسيرا أو فهما؟؟؟