القراءات الجديدة للقرآن في العدد الأخير من مجلة MIDEO

إنضم
05/01/2013
المشاركات
579
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
63
الإقامة
تارودانت المغرب
خصص العدد الأخير من المجلة السنوية الاستشراقية التي يصدرها معهد الرهبان الدومنيكان بالقاهرة لموضوع
"طرق جديدة لفهم القرآن"
[h=1]Nouvelles lectures du Coran[/h]المجلة تصدر منذ أكثر من خمسين سنة تحت اسم "مختارات معهد الدومنيكان للدراسات الشرقية MEDIO"


https://mideo.revues.org/
 
ملخصات

ملخصات

على الرغم ممّا هو ظاهر، فالقرآن يحتوي على قدر هائل من المعلومات غير المشهورة عن مدينة سدوم الكتابيّة. مساهمته في الأساس تقوم على جانبين: قبل كلّ شيء التنوير الروحيّ الذي يشير إلى مدينة قوم لوط على أنّها نموذج يمثّل كلّ الأوقات الّتي قد أصلح، يُصلح أو سوف يُصلح الله أمّة ما، أمة قد سلّمت نفسها للشرّ مطلقا، كما أنّها تعدّ «درسا مقدّسا من التاريخ» الذي يدعو إلى الفهم أنّه لا يوجد انفصال بين الواقع الدنيويّ وبين الحقيقة الإلهيّة.

انطلاقا من وجهة النظر هذه، يرتكز النصّ القرآنيّ على عدد معيّن من الحقائق الملموسة، من خلالها يمكن للقارئ التحقّق منها، والّتي تستند، من جهة، على الأسباب الطبيعيّة لاختفاء
«المدينة» مثل زلزال أرضيّ وانفجار بركانيّ، ومن جهة أخرى تستند على وضعها في موقع محدّد بين طريق ترايانس الجديد وطريق قوافل البحر الميّت.


في كتاب حديث بعنوان جدليّات حول الكتابات القانونيّة للإسلام (باريس، ٢٠۱٤، تجميع دانيال دي سمت ومحمّد علي معزّي، يكرّس جييوم دي فصلا كاملا للبحث الخاصّ بمشيل كويبرس حول موضوع نظم النصّ القرآنيّ، عنوان هذا الفصل «تأمّلات منهجيّة عن ’البلاغة القرآنيّة‘». بالرغم من أنّ جييوم دي يقبل بشكل عامّ صحّة التفسير البلاغيّ كمنهج لتفسير القرآن، إلى أنّه يبدو متحفّظا عند التطبيق (أو على الأقلّ تجاه بعض التطبيقات) الّتي قدّمها ميشيل كويبرس في كتاباته. في هذا المقال يجيب ميشيل كويبرس نقطة بنقطة على انتقادات جييوم دي. ويغتنم هذه الفرصة لتوضيح بعض جوانب التحليل البلاغيّ للقرآن الكريم، مفهوم لا يزال جديدا في مجال الدراسات القرآنيّة. وأخيرا، يقترح بعض الأفكار حول العلاقات الّتي لا تزال غير واضحة بين التحليل البلاغيّ والنقد التاريخيّ.


يسعى المؤلّف إلى الكشف عن الاتّساق الموجود في سورة الأعراف من خلال تقديم ترجمة مقترحة لها. الدليل الأول الذي يستند عليه المؤلّف أنّ النصّ يقدّم «تفسيرا» لكتابة مقدّسة معروفة سابقا الأمر الذي يذكّرنا بالمنهج المِدْراشيّ الذي يستخرج من النصوص عبرة عمليّة (الهلخة بالعبرية) أو عقائديّة (الهجّدة بالعبرية). أمّا الدليل الثاني في النصّ أنّ آخر الأنبياء الذين أرسلهم الله وهم نوح وهود وصالح ولوط هو موسى الذي أرسله الله إلى فرعون أوّلا ثمّ إلى بني إسرائيل. فاتّساق النصّ يكمن في أنّ بني إسرائيل حُرموا من رحمة الله بسبب عبوديّتهم للعجل الذهبيّ الأمر الذي يجعل الأمّة الإسلاميّة الجديدة هي من عُهد لها بالرحمة الإلهية. هذه الرؤية تواصل عقيدة الاستبدال الّتي تطوّرت في بعض الدوائر المسيحيّة والتي تنصّ على أنّ الكنيسة هي الشعب المختار الحقيقيّ الذي يحلّ محلّ بني إسرائيل غير الأمناء والمرذولين منذ بداية تاريخهم.



بالنسبة للتفسير السنيّ الكلاسيكيّ فنزول القرآن الكريم هو موضوع سورة القدر وذلك عكس تماما التفسير الشيعيّ القديم. بالنسبة للشيعة، النصّ القرآنيّ يشير إلى وقت مميّز من استلام المعرفة المستوحاة من الإمام. حسب التفسير الشيعيّ، لا تذكر هذه السورة ظروف نزول القرآن الكريم على النبيّ محمّد فحسب، بل بالأخصّ ظروف الوحي الذي تلقّاه الأئمة الذين تبعوه وهم «أولياء الأمر»، وذلك بشكل أبديّ منذ فجر الخليقة حتّى نهاية الأزمنة. الفهم الشيعيّ القديم لهذه السورة هو من أقوى الصور الّتي توضّح الخلاف العقائديّ بين الشيعة وغير الشيعة وهي قضيّة السلطة الدينيّة والروحيّة العليا. في المذهب السنيّ يمثّل القرآن الكريم هذه السلطة وهذا بعد فترة النبيّ الافتتاحيّة. في المذهب الشيعيّ هو وليّ الأمر وحده هو الذي يمكنه أن يحقّق هذا الدور بشكل شرعيّ، ويمثّله شخص الإمام.




يتناول المقال وجود صورة بلاغيّة حاسمة في القرآن الكريم وهي شخص المخاطَب. نقترح خريطة أو قاموسا موازيا الذي يحدّد حجم هذه الصورة البلاغيّة وأنواعها ومواضعها في النصّ القرآنيّ أجمع، وهذا بعد تعريف سابق لهذه الصورة وقراءة الأبحاث العلميّة الحاليّة. من خلال بحثنا هذا نلقي الضوء على التوزيع غير العشوائيّ لشخص المخاطَب القرآنيّ ونقترح أنّ هذا التوزيع يكشف عن قصد خاصّ ناتج عن عمل مجمّعي النصّ القرآنيّ.



هذا المقال يعرض وجهات نظر المفسّرين المصريّين الكلاسيكيّين والمعاصرين حول تفسير لفظ قوة في سورة الأنفال آية ٦. تعدّ هذه الآية اهتماما خاصّا بسبب فهمها واستخدامها في عصرنا هذا سواء من قبل بعض المسلمين أو من غير المسلمين. تستند الدراسة على أعمال نسبت إلى ثمانية مفسّرين من بينهم أربعة من العصر الكلاسيكيّ، وهم الطبريّ (٣ه/٢٢م) وفخر الدين الرازيّ (٦٦ه/١٢٠م) والقرطبيّ (٦ه/٢٢م) والآلوسيّ (١٢٠ه/٨٥٤م)، وأربعة آخرين من العصر الحديث معظمهم مصريّين، وهم محمّد عبده (٣٢٣ه/٠٥م) ورشيد رضا (٣٥٣ه/٣٥م) وسيّد قطب (٣٨٥ه/٦٦م) ومحمّد متولّي الشعراويّ (١٤١ه/١٨م). الأعمال الّتي تمّ دراستها قد نشرت جميعها بين الربع الأول من القرن الثاني ه/الثامن م ونهاية القرن الثالث عشر ه/العشرين م. ويتناول المقال أيضا الدور الذي يقوم به العلماء المعاصرين في الأزهر الشريف من أجل الردّ على الأفكار المتطرّفة حول التفسيرات المتحيّزة للقرآن الكريم لا سيّما الآية ٦٠ من سورة الأنفال. فينقد المقال الدور الحالي الذي تلعبه مؤسّسة الأزهر، ويشجّع البحث والتفسيرات القرآنيّة الحديثة المتعلّقة بأخلاقيّات السياسيّة.



منذ نشر المطالب العليا لفخر الدين الرازيّ (٦٠٦ه/۱٢٠۹م) عام ۱۹٨۷، قد آثار بعض المقاطع الجديدة والشواهد من أعمال أبي بكر الرازيّ (٣۱٣ه/۹٢٥م ؟) المفقودة اهتمام الباحثين. لقد قيل، بناء على هذه المقاطع أنّ أبا بكر الرازيّ لم يكن حريصا على المشاركة في المناقشات الكلامّية مع معاصريه من علماء المعتزلة فقط بل كان أيضا نصيرا للأصل الإلهيّ للقرآن الكريم ولحقيقة النبوّة. من الممكن أن نردّ على هذا التفسير الجديد لأفكاره من خلال مقاطع أخرى موجودة في أعمال فخر الدين الرازيّ، أطولها تتضمّن ردّا شاملا وعبقريّا على النبوّة. بالإضافة إلى هذه المقاطع الّتي ألّفها أبو بكر الرازيّ، قد تمّ العثور على بعض ردود العالم المعتزليّ أبي القاسم الكعبيّ (٣۱۹ه/۹٣۱م) الذي يخاطبه أبو بكر الرازيّ أصلا. تعطينا هذه المقاطع أهمّ نقاط الجدال حول الوحي بين أبي بكر الرازيّ ومعاصره أبي حاتم الرازيّ (٣٢٢ه/۹٣٣م؟) من علماء الكلام الإسماعيليّين.

وقضيّة لماذا فخر الدين الرازيّ وجد من المفيد الحفاظ على ردّ أبي بكر الرازيّ عن النبوّة وكلام المعتزلة تسلّط الضوء على أحد الجوانب المهملة حتّى الآن في الفكر الإسلاميّ. إحدى الحجج الرئيسيّة لأبي بكر الرازيّ، والّتي قدّمها ضدّ علم الكلام الإسلاميّ عموما والمفهوم القرآنيّ للنبوّة خصوصا، تنصّ على أنّ الاستخدام المنطقيّ للعقل في علم الكلام أو الفلسفة يفترض حتما مفهوما لا لبس فيه بخصوص صلاح الله كما يفترض هذا المفهوم أنّ هذا الاستخدام المنطقيّ للعقل لا يمكن أن يكون دافعا للعنف سواء كان منطقيّا أو إلهيّا موحى به.

نفي هذا الافتراض المزدوج يؤدّي في رأيه إلى إنكار قدرة العقل على التمييز بين الخير والشرّ وأيضا كفاءته في اعتراف (أو رفض) صحّة الوحي، وقد اعترف علماء المعتزلة بهذه القدرة للعقل البشريّ. بينما كان أبو القاسم الكعبيّ المعتزليّ مضطرّ أمام حجج أبي بكر الرازيّ، ما هو ضدّ مبادئه، أن يقلّل من حدّة نظريّته لقدرة العقل على التمييز بين الخير والشرّ لا سيّما فيما يتعلّق بأعمال الله المذكورة في القرآن الكريم ففضّل فخر الدين الرازيّ الأشعريّ لكي يردّ على هذه الحجج أن ينكر على العقل البشريّ أيّة قدرة على التمييز بين ما هو خير أو شرّ، عادل أو ظالم، صواب أو خطأ.

ونتيجة هذا الموقف الذي هو ضدّ القدرة العقليّة أنّ ليس لفلسفته الكلاميّة أيّ أساس. يبدو أنّ لأبي بكر الرازيّ تأثير قاطع على علم الكلام الإسلاميّ، معتزليّا كان أو أشعريّا.
 
عودة
أعلى