القرآن يدحض نظرية الانفجار الكوني العظيم

وليد الغشم

New member
إنضم
25/03/2025
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
صنعاء
من ابرز النظريات المفسرة لتشكل الكون هي (نظرية الانفجار الكوني) وتفترض هذه النظرية ان الكون نشأ من حالة عظيمة الصغر وعظيمة الكثافة وعظيمة الحرارة، تسمى حالة انفرادية. ومنذ ذلك الحين يتمدد الكون منتفخا حاملا معه المجرات مثلما ينفش العجين الذي يحتوي على الزبيب، ثم قاموا بتخفيف كلمة انفجار الى انه لم يكن الانفجار العظيم انفجارا حقيقيا، بل كان يعني بدء الفضاء في التوسع للخارج في جميع الاتجاهات في وقت واحد.
تكمن المشكلة في ان كثير من العلماء العرب والمسلمين يرددون ويشرحون نظرية الانفجار العظيم ناهيك عن علماء الغرب، وقبل أن ابدأ بالتعمق يجب ان يعرف الجميع أن معظم النظريات المطروحة التي تفسر خلق الكون هي نظريات ترتكز على ان الطبيعة هي التي خلقت الكون حيث قامت الصدفة والقوانين الفيزيائية بإيجاد الكون الحالي، هذا الكلام يشبه القول بان الطبيعة خلقت سيارة لاند كروزر تويوتا حيث قامت الطبيعة نتيجة الضغط بتكوين هيكل السيارة وبسبب الضغط وظاهرة التمدد والرياح الكونية تشكلت مكينة السيارة ولعبت الصخور المتطايرة في احداث فتحتات الاشعال، وبسبب البلورات الناتجة عن التفاعلات تكون الزجاج للسيارة اما الإطارات فقد تكونت نتيجة الكربون المتفحم والحرارة والضغط الشديد وبسبب الرياح اخذت الشكل الدائري .. الخ، لن يصدق احد هذا الكلام وهو غير منطقي لأن الجميع يعرف ان السيارة لم تأتي من الصدفة بل جاءت من صانعين ومصانع مرات فيه السيارة بمراحل طويله حتى اكتمل صنعها الخ.
كما يجب ان نعرف ان النظرية التي تقول ان الكون بداء من نقطة صغيرة شديدة الكثافة ثم ازداد حجمة الى ان اصبح كتلة حارة ثم انفجر مشكلاً الانفجار الكوني العظيم، ثم بفعل قوانين الطبيعة تشكلت النجوم ومن البقايا التي خلفتها انفجارات النجوم تشكلت الكواكب والاقمار بفعل الجاذبية وقوة الطرد ..الخ، هي نظرية خاطئة، تعتمد على مفهوم ان الطبيعة خلقت الكون من خلال القوانين الفيزيائية.
هناك سؤال يطرح نفسة ماهي الفيزياء او حتى الكيميا؟
ولو اطلت عليكم بالكلام لكن يجب ان نعرف من اين جاءت هذه العلوم، والاجابة على هذا السؤال ان هذه العلوم جاءت او قامت على تفسير قوانين وظواهر هي بالأصل موجودة اوجدها الله وهي التي اطلق عليها في القرآن الكريم بكلمة (سنن الله) ومعنى كلمه سن هو قانون فنقول الحاكم او الملك سن القوانين، أي اوجد نهج وشريعة تنظم تصرف او عمل ما، كان بمقدور الله ان يخلق السماوات والأرض بلحظة واحدة لقوله تعالى ( انما امرة اذا أراد شيء ان يقول له كن فيكون) ولكن الله فضل ان يخلقها وفق سنن أي قوانين الفيزياء والكيمياء التي نعرفها لذلك استمر خلقها سته أيام.
اذن كيف بدأت نشأت الكون حسب ما ورد في القرآن الكريم؟
نعلم ان خلق الكون مر على خطوات ولكي يكون الكلام مقنع للقارئ سنقوم بوضع الآيات مرتبه لهذه المراحل مع شرحها على النحو التالي:-
1- قال تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)) سورة فصلت)
من خلال الآيات السابقة نجد ان الله اخبرنا بان الأرض خلقت في يومين أي صار لها شكلها الكروي ولكن لم يتم تكوين الصفائح التكتونية أي القشرة الأرضية ومن بعدها التمهيد للأرض الا خلال الأربعة الأيام اللاحقة، ولكن الله يخبرنا انه بعد خلق الأرض بيومين انه استوى الى السماء وهي دخان، ولان الله دقيق باللفظ لم يقل السماوات لأنها بالفعل غير موجودة وما زالت سماء واحده على شكل دخان أي سديم، وهذا يعني ان الأرض سبق خلقها خلق السماوات السبع بيومين، أي انها لم تتكون من بقايا نجوم منفجرة، وما هو ابعد من ذلك ويجب ان يعرفه الجميع ان الأرض والسماء صار لهما روح واصبحا كائنان حيان، هما في مفاهيمنا الناقصة جماد ولكن ليس بمقوم الاله الخالق العظيم، ونستشفى ذلك من خلال قيام الله عز وجل بسؤالها وتخييرهما فالله لا يمكن ان يخير شيء لا يمكن ان يختار، وهذا يدل على ان الأرض والسماء أيضا انهما قادرتان على التفكير واتخاذ القرار ليس ذلك فحسب بل تخبرنا الآية انه لهما أصوات مسموعة لان الاياه أوضحت ان الإجابة كانت بالقول ولم يقل اشارتا وذلك في قوله (قالتا).
بعد هذه المرحلة قام الله بالقضاء او الحكم بان يتكون من السماء سبع سماوات في يومين، كما تخبرنا الآية ان كل سماء اصدر اليها أوامر مختلفة لقوله تعالى (وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) والاوامر هنا تعني ما يجب ان تحتويه كل سماء وطريقة تكونها .. الخ أي كافة المعلومات التي تحتويها كل سماء، كما تخبرنا الآية ان السماء الدنيا وهي السماء الأسفل هي فقط التي احتوت على زينه المصابيح أي النجوم والمجرات وفي آيات أخرى شملت الكواكب، وهنا نجد ان السماوات خلقت في اليومين الثالث والرابع، ومع ذلك لم تكن مفصولات عن الأرض، وبلغة بسيطة تخيل انك تمشي بسيارتك في طريق جبلي والضباب منتشر من حولك، والضباب هنا هو تشبيه للدخان (السديم).
2- قال تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)- سورة الأنبياء)
في هذه الآية نجد ان السماوات بعد خلقها لازالت ملامسة للأرض بحسب المثال السابق، ولكن الله سبحانه وتعال قام بفصلها عن الأرض وهذا يعني انه تكون لها غلاف جوي وهو ما اشارت اليه الآية اللاحقة ( وجعلنا السماء سقف محفوظا) ولكن بالعودة الى الآية التي قبلها سند ان قشرة الأرض كانت قد تشكلت وهي المشار اليها بكلمة الرواسي في قوله تعالى ( وجعلنا في الأرض رواسي ان تميد بكم والمقصود بها الصفائح البحرية لان الصفائح القارية لم ترتفع بعد، والطرق او السبل تم وصفها بالفجاج وهي اخاديد ضخمة، سبق الإشارة في موضوع سابق في المنتدى بمفهوم كلمة الرواسي التي وردت في القرآن، وبالعودة الى مراحل خلق السماوات والأرض نجد ان الله خلق الشمس والقمر وتكون الليل والنهار أي انهما صارا يدوران حول الأرض وهذا يعني ان المجرات تم تكوينها.
3- قال تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) سورة النازعات. وقوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)) سورة الرعد)
من هذه الآيات نجد ان الله يخبرنا بان السماء تم بنائها ولم تتكون نتيجة انفجار أي ان السماء بنيت شيئاً فشيئاً بحسب القوانين التي اعطها الله لكل سماء وتم ذلك من خلال مصانع اذا جاز القول وهو المشار اليها بكلمه (والسماء بنينها بايد) ويمكنكم الرجوع الى طريقة تكون النجوم في عنقود الجوزاء لتدركوا انها تشبه المصانع، اما بخصوص هذه المرحلة فالله يخبرنا انه تم رفع سمك السماوات والرفع هنا يقصد به التوسيع المنظم أي انها ليست انفجار وانما مباعدة في السمك لان السماوات أصبحت تحتوي على ما بداخلها فعلاً، ولو كان انفجار كما زعمت النظرية لكان الكون تحطم لان الانفجار لا يخلف الا العشوائية والدمار والفوضى وليس النظام الذي نشهده، ولذلك قام العلماء بعد ما لاحظوا هذه الحقيقة بتعديل لهجه الانفجار الى (انه لم يكن الانفجار العظيم انفجارا حقيقيا، بل كان يعني بدء الفضاء في التوسع للخارج في جميع الاتجاهات في وقت واحد) ونجد ذلك في قوله تعالى ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) من جه أخرى بعد رفع سمك السماء تم تسخير الشمس والقمر وهذا يدل على انهما لم تخلق بجانب الأرض وانما احضرتا الى الأرض مع بقية كواكب المجموعة الشمسية وبذات الكواكب مع الأرض والشمس بالجريان والدوران، ومن سياق الآيات السابقة سنجد ان الأرض أخرجت مائها أي بحارها ومحيطاتها أي لم يأتي الماء من الفضاء عبر مذنب كما يفترض بعض العلماء، كذلك تهيأت الأرض بالمواد التي ستساعد على زراعة النبات وبعدها تم إرساء الجبال أي تكونت الجبال، كما انه في هذه المرحلة من الخلق تمت عملية تباعد القارات وهي المشار اليها بكلمة (مد الأرض).
لا اطيل عليكم من أراد ان يطلع على هذه المواضيع بشكل كامل يمكنه تحميل كتاب( الكون في كتاب مكنون في خلق السماوات والأرض والكائنات الحية) وهو موجود في موقع مكتبة نور بشكل مجاني.

تقبلوا خالص التقدير
 
عودة
أعلى