القرآن وحماية الفضيلة

إنضم
18/05/2022
المشاركات
5
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
الإقامة
اليمن
سد القرآن أي باب من أبواب الرذيلة؛ لحماية الفضيلة وحماية الأعراض من الدنس والفساد؛ فنجد في القرآن عشرات الآيات التي تأتي في إطار حماية الفضيلة والأعراض؛ فمن ذلك:
1- جعل عقوبة الزنى، وجل العقوبة تُقام أمام طائفة من الناس؛ لتكون عبرة لمن يعتبر، ولحماية المجتمع من مسالك الزيغ الأخلاقي. {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}. [النور: 2].

2- لم يكتفِ القرآن بجعل عقوبة على فاعل الفاحشة؛ إنما رتَّب - أيضًا - عقوبة على قائل الفاحشة؛ فجعل الله عقوبة دنيوية؛ هي حد القذف، وأُخروية؛ هي اللعنة؛ ليكون في ذلك صيانة لأعراض الناس ومكانتهم في المجتمع؛ فقال الله {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. [النور: 4].
وقال {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. [النور: 23].

3- سد القرآن أي باب أو وسيلة يكون مآلها فعل الفاحشة والاطلاع على عورات الناس؛ فأمر الله بحماية النظر؛ لأنه بريد الزنى، وأمر الله المرأة المؤمنة بالستر والحشمة، بل أعمق من هذا؛ أمر الله أن لا يكون في مشي المرأة عملية إثارة للرجل ولفت انتباهه بأن هناك امرأة تمر من هذا المكان؛ فقال الله {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ...} إلى أن قال الله {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ...}. [النور: 30، 31].
ألا تلاحظ أن الله قرن النظر بحماية الفرج؛ فجعل حفظ النظر هو أول أسوار حماية الفرج، وأن إطلاق المجال للنظر؛ هو هدم لأول أسوار حماية العفة.
وأمر الله المرأة بأن لا تلبس في رِجليها أشياء فيها لفت أنظار الرجال؛ فقد كانت المرأة في الجاهلية تمشي في الطريق وفي رِجليها خلاخل (من أنواع الحُلي والزينة)، كانت تضرب برجليها الأرض؛ فيعلم الرجال طنينه وصوته؛ لتثير بذلك انتباه وأنظار الرجال؛ فنهى الله المؤمنات عن مثل ذلك. ويدخل في ذلك أي إثارة انتباه للرجل نحو المرأة؛ من لباس وعطر وزينة وغير ذلك.

4- من الوسائل القرآنية لحماية الفضيلة؛ شدد الله على المرأة المؤمنة أن تكون حريصة حتى في أسلوب كلامها مع الرجل؛ فقد منع الله نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - من لين وخضوع الكلام مع الصحابة - وهم خير جيل وهن خير نساء -؛ لكن مع هذه الخيرية في هذا الجيل الفريد سد الله أي منفذ من منافذ الزيغ والرذيلة؛ فقال جلَّ شأنه {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا}. [الأحزاب 32].

5- حذَّر الله عباده من دعاة الفجور والشهوات؛ فقال {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا}. [النساء: 27].

6- ولأجل تعليم الجيل على الستر والعفة والفضيلة؛ أمر بتعويدهم على آداب الاستئذان؛ لئلا يطَّلعوا على عورة من العورات؛ قال جل ثناؤه {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}. [النور: 59].

7- والعنوسة؛ وهي التأخر بالزواج، لما كانت سببًا من أسباب الفاحشة؛ أمر الله عباده بالإسراع في تزويج الأيامى؛ لتحصينهم؛ فقال {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. [النور: 32]. الأيامى؛ الرجل الذي لا زوجة له، والمرأة التي لا زوج لها.

8- أمر الله المؤمنين بالالتزام بآداب الاستئذان عندما يريدون أن يدخلوا بيتًا من البيوت؛ لئلا يكون الدخول بدون استئذان فيه الاطلاع على العورات؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}. [النور: 27].
 
عودة
أعلى