يهدم القرآن الكريم بقوته الذاتية نظرية استفادة اللاحق من السابق ويسحقها بسهولة، أسوأ ما في الاستشراق محاولاتهم المستمرة في جعل القرآن تابعًا وليس أصيلاً، إذا تحدث القرآن عن موسى - عليه السلام – يزعمون أن هذا أثر يهودي وإذا تحدث القرآن عن عيسى - عليه السلام - يزعمون أن هذا أثر نصراني، وإذا تعرض للأصنام، فهذا أثر وثني، وإذا تحدثت الآيات عن الخير والشر فهي من التأثيرات المانوية.
وينكرون صلة الإسلام بالإبراهيمية ومعلوم أن الذي سمى المسلمين بالمسلمين هو إبراهيم - عليه السلام.
قال تعالى -: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 78].
والقرآن الكريم بقوته الذاتية الكامنة في مختلف الآيات تنفي عنه أوهام استفادة اللاحق من السابق التي يمكن أن نجد لآثارها ظلالًا إلا على القرآن.
ويندفع السؤال كيف نمهد الاستشراق لاستيعاب أصالة القرآن لبطلان نظرية اللاحق من السابق التي قد تنطبق على كتب الأديان إلا على القرآن!
لا أرى أوضح وأحسن مثال لرد هذه النظرية إلا هذا المثال؛ ألا هو إنكار القرآن حادثة (صلب المسيح)، والتي دائماً ما يتهكم بها النصارى.
فرد القرآن لهذه الحادثة لهو أكبر دليل على أصالته، حيث يقدم نفسه وحياً لا ينطق إلا بالحق.
إذ لو كان من عند غير الله لكان من الأسهل إقرار هذه الحادثة التي يتشدق النصارى بكونها "مثبتة تاريخياً".
لكن القرآن قدم الحقيقة ضاناً بها للمؤمنين ولو خالف ذلك اعتقاد أهل البسيطة أجمع!
وكما قال الله عزوجل
فأبى أكثر الناس إلا كفوراً.
أمثلة كثيرة ندلل ببعض الأمثلة ...
يزعم بلير أن القرآن خلاصة التلمود.
يقول جون بلير) 1859-1928( في كتابه مصادر الإسلام): هناك الكثير في الواقع ما يؤكد بأن محمدًا) صلى الله عليه وسلم( كان مدينًا لليهود لجزء كبير من تعاليمه التي تم وصفها في القرآن الكريم باعتباره خلاصة للتلمودية اليهودية وأحيانًا في شكل ملخص للسرد التوراتي الأصلي ودلل بقصة يونس التي ذكرت في عدة سور ... (
ويقول أروين روزنتال اروين اسحق جاكوب روزنتال (1904-1991) أستاذ دير كولومبيا الجامعي في الولايات المتحدة مؤسس نظرية الفكر السياسي في الإسلام في العصور الوسطى في كتابه اليهودية والإسلام 1961
: من المهم أن نعرف أن محمدًا) صلى الله عليه وسلم(كان على بينة من التعاليم اليهودية ليس من خلال قراءة الكتاب المقدس، التلمود والمدراش، ولكن أيضًا من خلال محادثاته الجادة مع اليهود.
وهذا يقول في كتابه المؤسسة اليهودية في الإسلام: تثبت بشكل قاطع أن جزءًا كبيرًا من القرآن مشتق من الخرافات اليهودية.
إن محمدًا) صلى الله عليه وسلم( كان في خطأ في حالات كثيرة بشأن التاريخ اليهودي وثبت الخطأ في أكثر من اسم مثلا اسم والد إبراهيم في القرآن الكريم، كان اسمه اليهودي الحقيقي تارح ولكن في القرآن يسمى آذر ومستمدة من اليعازر من سفر التكوين 15.2"
وكثير مما يرفع الضغط ويصيب بالسكري حفظكم الله ووقاكم...
كتب كثيرة تثرثر وتزايد...
انتصارا للقرآن فكروا بجدية لدحض هذه الفرية وبطرق عصرية...
في حوار مع الدكتور عبد الرحمن الشهري حول سورة الإسراء في برنامج التفسير المباشر – رمضان 1431 هـ – سورة الإسراء التفسير المباشر – رمضان 1431 هـ – سورة الإسراء | اسلاميات
على الرغم من أن د. الشنقيطي سأل أسئلة قوية وحيوية، إلا أنه لم يجيب عليها...
يقول د.الشنقيطي: (الإسم المشتهر هو بني إسرائيل ما علاقة السورة ببني إسرائيل؟
هل السورة تتحدث عن اليهود؟
لا، خاصة أنها مكية وما علاقة السور المكية باليهود الذين لم يكونوا في مكة؟
مشكلة بني إسرائيل الكبرى في كل قصصهم في القرآن التمرد على الرسالة الربانية والتمرد على الأنبياء هذه مشكلتهم الأساسية. )