القرآن...والغنوصية المعاصرة في فرنسا وجها لوجه...

إنضم
05/01/2013
المشاركات
579
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
63
الإقامة
تارودانت المغرب
الغنوصية كما عرفت قديما عقيدة وثنية اتخذت أشكالا عدة منها عبادة الأفعى،تسللت قبل الاسلام الى عدد من الكنائس الشرقية،وفي القرن الثاني والثالث للهجرة سعت للتسلل الى بعض الفرق الاسلامية -تحت ستار علم العرفان-وكان ذلك من أسباب اهتمام المصنفين في"الملل والنحل"بالكتابة عنها وفضح طويتها باعتبارها ((نحلة)) باطنية.
وقد ظلت هذه النحلة تظهر حينا في العالم الاسلامي وتختفي أخرى...،وفي عصرنا الراهن وجدت لأجل بعثها مؤسسات"بحثية" أبرزها:
1- المعهد الفرنسي الايراني للبحوث IFRI"بطهران الذي يمتلك اليوم أكبر مكتبة متخصصة .
2- معهد الدراسات الاسماعيلية في لندن.
3- أحد أقسام "معهد الدراسات العليا"في الجامعة العبرية بالقدس...

وفي فرنسا ارتبط الاهتمام بهذه النحلة بالمستشرق لويس ماسينيون تـ1962م،فقد قاده شغفه بها الى أن يجعل أطروحته للدكتوراه عام 1922م في موضوع:"مأساة الحسين بن منصور الحلاج شهيد التصوف الاسلامي"،التي أعقبها بعدد من المؤلفات المتصلة بالموضوع أهمها كتابه"التصوف الاسلامي والتصوف المسيحي في العصور الوسطى"...
كان لماسينيون تلميذ فرنسي أشرب في قلبه هوى الغنوصية حتى ترهبن في أحد أديرتها وهو المستشرق هنري كوربان تـ1978م،ففي سنة 1945م التحق باحثا ب"المعهد الفرنسي الايراني للبحوث IFRI "في طهران،وظل فيه سنين ذوات العدد يجمع آثار النحلة في مكتبة المعهد ويترجمها الى الفرنسية ويطبعها باسم المعهد،ومن هنا جاء اهتمامه بترجمة ونشر آثار مؤلفين عدة من السهروردي ...الى صدر الدين الشيرازي،لينتقل عقب وفاة أستاذه ماسينيون لاحتلال كرسيه في "المدرسة التطبيقية للدراسات العليا EPHE" في باريس الى أن تقاعد في خدمة نفس المشروع.
وترتب على هذه الخدمة:
أ- أن الترجمات التي أنجزها استقطبت في حياته وبعد موته عددا من الفرنسيين"التائهين"خاصة المهاجرين من أصول أوربية شرقية الذين رأوا في الغنوصية تشابها مع عقائد المسيحية الأورثوذكسية في شرق أوربا،فاعتنقوها على أنها مذهب "اسلامي"،وكثير منهم يتكلمون باسم الاسلام في هذا البلد.
ب-أن كوربان استقطب أيضا تلاميذ خاصة أيام وجوده بطهران حيث كانت له علاقات مع عدد من أئمة الصفوية وأقربهم اليه الطبطبائي صاحب الميزان في تفسير القرآن...،ولعل أبرز تلاميذ كوربان هو د.محمد علي أمير معزي Moezzi (ايراني حامل للجنسية الفرنسية)،الذي التحق بالتدريس الجامعي في "المدرسة التطبيقية للدراسات العليا"-التي عمل فيها أستاذه -عام 1992م،كان من أوائل الأنشطة التي أشرف عليها مؤتمر"الرحلات الروحية في أرض الاسلام:ارتقاء في السماء ومسارات روحانية" الذي قدمت فيه عروض عن "معجزة الاسراء والمعراج" الى جانب أخرى عن مختلف شطحات "أئمة"الباطنية القدامى فيما ادعوه من ارتقاء الى السماء...وقد صدرت أعماله 1996م عن منشورات المعهد الفرنسي الايراني للبحوث بطهران.
وقد اعتلى معزي اليوم "كرسي تدريس اللاهوت والتفسير الشيعي"في المؤسسة الجامعية السالفة،ولعل اجدر مؤلفاته بالاثارة هنا كتاب أصدره بعنوان "القرآن الصامت والقرآن المتحدث le coran silencieux le coran parlant "ففي هذا الكتاب الذي نشر 2011م دافع عما سماه "الأقلية الشيعية" التي هي بزعمه مقصية من قبل أهل السنة من الكلام في فهم القرآن مما يوجب بحسبه اعطاء المصادر الشيعية مكانة في هذا الفهم بالغرب،فـ"القرآن الصامت"كناية عن ابعاد مصادر الشيعة في التفسير،و"القرآن المتحدث"كناية عن استحضار مصادر غيرهم فقط،وهو تبعا لذلك يأمل أن تتحول الدراسات القرآنية في فرنسا للاهتمام بالتراث الشيعي المتعلق بالقرآن.
 
حركة العصر الجديد [2] د.فوز كردي
من ملاحظة السياق الذي ترد فيه المصلحات لفهمها ومعرفة معانيها. ومن ذلك المصطلحات في أبواب العقائد والفرق والأديان؛ فقد يرد المصطلح في سياق يعتمد على منهج شرعي ولغوي صحيحين، وقد يكون في سياق كفر ظاهر أو دين باطل، كما أنه قد يكون في سياق توفيقي بينهما سببه اشتباه الأمر على بعض المصنفين المسلمين، كما أنه قد يرد في سياق باطني يُدلس به أهل الباطل على باطلهم أو يبررون به عقيدتهم أو يفتنون به أهل الحق. وفيما يلي بيان لمعنى "الباطنية" و"الغنوصية" مأخوذ من سياقات متنوعة لتوضيح معناها وفهم منهجها ... يتبع على الرابط التالي:


http://www.alfowz.com/topic.php?action=topic&id=80
 
عودة
أعلى