القرآن الكريم يحكي التاريخ الجيولوجي للأرض

إنضم
12 سبتمبر 2013
المشاركات
45
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
بسم1​
في هذا الموضوع أدعوكم إلى الاستمتاع معي بالقرآن الكريم يحكي التاريخ الجيولوجي للأرض.
قال سبحانه وتعالى : {أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا . رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا . وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا . وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا . أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا . وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا . مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ }

بداية يجب أن نعلم أن السماء في القرآن تأتي على أكثر من وجه ، وقد حاولت من قبل ذكر هذه الوجوه هنا :http://vb.tafsir.net/tafsir38757/#.VuIWzH197EY وسياق الآيات - كما سنرى - يوجه المعنى هنا إلى الغلاف الجوي للأرض .
بدأ القرآن بتصحيح المفاهيم بقوله تعالى: { ۚ بَنَاهَا }فالغلاف الجوي للأرض ليس "هواء" أي خاليا من المادة ، وإنما هو بناء ممتلئ بالمادة .
كانت الأرض -وكذا القمر- في بداية تاريخها متقدةً متوهجةً حرارةُ سطحها كبيرة جدا ، لذا فلم يكن لها غلاف غازي حيث أن درجة الحرارة العالية هي في حقيقتها حركة في جزيئات الغازات فإن كانت سرعة جزيئات الغاز في الغلاف الجوي أكبر من سرعة الهروب من الجاذبية الأرضية فإنها تتغلب على قوة جذب الأرض وتهرب منها.
مع الانخفاض المتدرج في حرارة سطح الأرض بدأت بعض الغازات الخارجة من الأرض نفسها في تكوين الغلاف الجوي شيئا فشيئا حتى صارت كما هي اليوم فهذا قوله تعالى : {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} لإن مكونات الغلاف الجوي مصدرها الأرض وقد ارتفعت منها ثم استوى كل غلاف في ارتفاع معين بحسب ثقل الغازات التي تكونه.
لم تكن الأرض وحدها التي فقدت حرارتها وتوهجها فقد انطفأ أيضا ضوء القمر بفقد حرارته كما حدث للأرض فصار ليل الأرض مظلما فهذا قوله تعالى : {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} .
ولما صار للأرض غلاف جوي عملت جزيئات الغاز فيه على تشتييت الضوء القادم من الشمس مما عظّم من تأثيرالشمس في إنارة الأرض نهارا فالنهار بلا غلاف جوي هو نهار مظلم ترى فيه الشمس كقرص مضيء في السماء فهذا قوله تعالى : {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا }فالضَّادُ وَالْحَاءُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى بُرُوزِ الشَّيْءِ وَوُضُوحِهِ (مقاييس اللغة) ، لقد برزت الشمس ووضحت في وجود غلاف جوي يشتت أشعتها ويوزعها في جميع السماء.
كذلك فقد عمل الغلاف الجوي مع الغلاف المائي على بري وتفتيت الصخور النارية (صخور القاعدة) التي تكونت فور برودة سطح الأرض ، ومن ثم نقل نواتج البري وكسر الأحجار إلى مناطق أخرى بحركة الرياح والماء مكونة الصخور الرسوبية فهذا قوله تعالى : {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا } ، (ذكر الرازي في التفسير الكبير قول بعض أهل اللغة أن أصل الدحو: الإزالة من مكان إلى مكان ومنه يقال إن الصبي يدحو بالكرة أي يقذفها على وجه الأرض وأدحى النعامة موضعة أي بسطته وأزالت ما فيه من حصى). فالدحو هوتفتيت الصخور النارية ونقل ناتج التفتيت إلى أماكن أخرى.
إن الرسوبيات التي تكونت نتيجة لدحو الأرض تتميز عن صخور القاعدة التي كانت موجودة من قبل بأنها تحتوي على مسام ونفاذية فهي قادرة على تخزين الماء بداخلها فهذا قوله تعالى :{ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا } ، كما أن الرسوبيات تتكون من حبيبات دقيقة غير متماسكة كالصخور النارية فهي صالحة لحياة النباتات فيها فهذا قوله تعالى :{وَمَرْعَاهَا}.
إلا إن دحو الأرض قد تسبب في اختلال الاستقرار في قشرتها ذلك أن تفتيت الصخور في مكان ونقله منه إلى مكان آخر قد قد أدى أن صارت القشرة الأرضية رقيقة في بعض الأماكن (أماكن الرفع) وعليها حمل كبير من الصخور في أماكن أخرى (أماكن الترسيب) ، لذا فقد نشطت في القشرة الأرضية حركات بانية للجبال orogeny كانت نتيجتها أن عاد الاستقرار إلى القشرة الأرضية مرة أخرى فهذا قوله تعالى :{وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا}.

والله تعالى أعلى وأعلم
 
جزاكم الله خير الجزاء ونفع بعلمكم وتقبل عملكم .
العمل على بيان قدرة الله فى خلق الكون ، وفى المخلوقات من نبات وحيوان وطيور وغيره مع عدم مخالفة قواعد التفسير او الاعتماد على نظريات تحت الجدل العلمى ، عمل طيب نرجوا الاجر لفاعله . وشاهده عمل الانبياء فى الدلالة على قدرة الله ، فقد استدل ابراهيم عليه السلام بان الله ياتى بالشمس من المشرق ، ويعجز الخلق تغيير نظامها او تاخيره ولو برهة ، ونبى الله موسى عليه السلام يرد على فرعون " ربنا الذى اعطى كل شىء خلقه ثم هدى " طه ومحمد صلى الله عليه وسلم يتولى الله جل وعلا تعليمه الرد لمن انكر البعث مستدلا بالعظام الرميم ، قال الله " قل يحييها الذى انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم ، الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون " يس
 
عودة
أعلى