القرآن الكريم والنظرية النقدية الأدبية للأستاذ عبدالرحمن عبدالله النور

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,337
مستوى التفاعل
142
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
«كما أن مستقبل الدراسات الإنسانية يخبيء لنا نظرية نصوصية سيظفر بها كاتب ما، ويصوغها بلسان عربي مبين، وستكون زيتونة مباركة لا شرقية ولا غربية، تستلهم بركتها من الشجرة القرآنية ونورها الخالد»... للناقد الدكتور/ عبدالله الغذامي، من كتابه ثقافة الأسئلة.
تطرقت في مقالة سابقة إلى تغريدة الدكتور الناقد عبدالله الغذامي التي قال فيها: «اسمحوا لي بدرس نقدي: قوة بيت المتنبي في شطره الأول والباقي ترهل لفظي (لولا المشقة ساد الناس كلهم - وكفى، ما زاد سيكون ترهلا وسفسفة»، تعليقا على بيت المتنبي:
«لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والإقدام قتال»
وذكرت في تلك المقالة أن هناك عدة شروط للدرس النقدي منها؛ ضرورة وجود نظرية ينطلق منها الدرس وضرورة وجود تفاصيل تطبق عليها النظرية وضرورة وجود شارح (مدرس) للنظرية وللدرس ثم ضرورة تداول وانتشار الدرس فيما يحقق رسوخ النظرية وتطبيقاها.
وأن ما تطرق له الناقد الغذامي لم يستوف هذه الشروط وأننا في سعينا للبحث عن بذور للنظرية النقدية الأدبية يجب أن يكون لدينا نص محكم ذو خصائص بنائية محكمة يمكن استقراؤها واستنباط الخطوط العريضة للنظرية منها وأن يحتوي ذلك النص على تفاصيل كافية ووافية لتطبيق النظرية واستكمال دراستها، وأن يكون ذلك النص من الانتشار والذيوع والرسوخ ما يحفظ انتشار النظرية وتطبيقاتها وتداولها، وأن يكون لدينا قارئ خاص قادر على استنباط النظرية وشرحها من ذلك النص.
هذا النص الذي يستوفي على جميع الشروط المطلوبة هو القرآن الكريم وإننا إذا أردنا أن نستلهم بذورا لنظريتنا النقدية الأدبية من هذه الشجرة القرآنية فإننا يجب أن نبحث في الخصائص البنائية والبيانية للقرآن الكريم.
من هذه الخصائص البيانية ما يعرف بالمجمل والمفصل، وعلاقة هذه الخاصية بعلم الدلالة هي علاقة مهمة جدا عند الأصوليين ولكنني في هذه المقالة أريد توظيف هذه الخاصية توظيفاً نقدياً لدراسة بيت المتنبي بعيداً عن الإشكالات المطروحة في هذا الباب عند الأصوليين أو عند أهل الكلام.
يعرَف المجمل في اللغة بأنه: «المبهم من أجمل الأمر إذا أبهم، وقيل: هو المجموع، من أجمل الحساب إذا جمعه وجعله جملة واحدة، وقيل: هو المتحصل من أجمل الشيء إذا حصله، والجملة جماعة كل شيء بكماله» والمجمل عند الأصوليين يدور حول معنى الإبهام والخفاء، وعرفه ابن الحاحب بقوله: «المجمل هو ما لم تتضح دلالته»، وعرف ابن حزم الظاهري المجمل بقوله: «لفظ يقتضي تفسيرا يؤخذ من لفظ آخر»، وخلاصة هذه التعريفات: «أن المجمل هو اللفظ الذي يحمل أكثر من معنى ويحتاج إلى لفظ آخر يفسره» كما قال ابن حزم الظاهري، ولذلك فإن كثرة المعاني في اللفظ قد تجعل المعنى المقصود مبهما في نظر القارئ وهنا يأتي دور اللفظ «المفصل» لتفصيل ما أجمل.
هناك أمثلة كثيرة مختلفة في القرآن على هذه الخاصية البيانية القرآنية من ذلك قول الله تعالى في سورة (المعارج) الآية 19:
{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا}
فلفظ «هلوعا» يحمل أكثر من معنى وقد ورد لفظ الهلع في لسان العرب بمعنى الحرص الشديد أو الجزع أو قلة الصبر ولكن العبارة التالية له فصَلت هذا المجمل ببيان حالتين، حالة كيف يكون الإنسان هلوعًا حين يمسه الخير بكونه منوعًا لهذا الخير، وحالة كيف يكون الإنسان هلوعًا حين يمسه الشر بكونه جزوعًا لما أصابه، مع أن لفظ «هلوعا» من الناحية اللغوية والنفسية تحتمل كل حالات الهلع المختلفة التي يصاب بها الإنسان.
وبالقياس على ما ذكرت أعلاه فإن بيت المتنبي: «لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال» يعتبر مثالاً جيداً لشرح مسألة المجمل والمفصل من ناحية بيانية، إذ يحتوي على لفظ مجمل وهو لفظ «المشقة» ثم جاء المفصل في قوله الجود يفقر والاقدام قتال، وكما هو معروف فإن المشقة تحدث للإنسان في حالات كثيرة، فالمزارع يجد مشقة وأي مشقة في زراعة الأرض ورعايتها، والذي يحمل الأحمال يجد كذلك مشقة في عمله والأمثلة كثيرة ولكن هل هذه هي المشقة التي يقصدها الشاعر وهل ينتج عن هذه المشقة السيادة؟!
إن توظيف ظاهرة المجمل والمفصل في الدرس النقدي له أهمية كبيرة تظهر في أمرين:
1- أن المجمل في النص يحتاج إلى مفصل يأتي في أثره لبيان معناه.
2- أن المفصل يؤيد ويعزز المجمل أو قد يكشف عيوبه.
وهذان الأمران يجعلان للمفصل وظيفة نقدية مهمة، ذلك أن التقابل بين المجمل ومفصله يكشف عن الاتحاد بينهما أو التعارض والتناقض وهنا تتجلى وظيفة النقد الأدبي في تحديد بطلان أو صلاحية النص وتحديد عيوبه بشكل موضوعي محايد.
وإذا أخذنا بذلك في نقدنا للشطر الثاني من بيت المتنبي فإن المشقة التي تكون بها السيادة تحدث في حالتين حالة «الجود يفقر» وهي حالة بذل المال وحالة «الإقدام قتال» وهي حالة بذل النفس وليس هناك أشق على الإنسان من بذل المال أو النفس أو كليهما ولذلك فإن الشطر الثاني يكشف عن معنى المشقة التي تكون بها السيادة وهي مشقة متمثلة في بذل المال وبذل النفس وهنا تظهر الوحدة البيانية الموضوعية بين شطري البيت والترابط البياني بين المجمل ومفصله ويؤكد حاجة الشطر الأول إلى الشطر الثاني للوصول إلى المعنى المراد؛ وأن الأمر ليس كما يحسب الدكتور الغذامي من كون الشطر الثاني ما هو إلا ترهل وسفسفة، ولو أن بيت المتنبي جاء مثلا كالتالي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم «الجهد يتعب والإجهاد قتال» لكان من حق دارس البيت أن يقول إن ما جاء في الشطر الثاني ما هو إلا ترهل لفظي لم يخدم المعنى في هذا البيت.
العجيب أننا إذا تجاوزنا معنى بيت المتنبي على مستوى آحاد الناس ونظرنا إلى الدول التي سادت العالم نجد أن الدول التي بذلت المال والنفس هي التي سادت في العالم وأقرب مثال معاصر لذلك هو الولايات الأمريكية المتحدة التي تبذل المال هنا وهناك وتجوب أساطيلها وجيوشها أنحاء العالم، في تأكيد لمعنى السيادة الذي أراده المتنبي في بيته الشهير.
والواقع أننا بقليل من التأمل سنكتشف أن خاصية المجمل والمفصل تكاد تكون ظاهرة بنائية وبيانية عامة تشمل كل شيء ؛ وإذا تطرقنا إلى ما ورد في تعريف المجمل لغوياً من أجمل الحساب إذا جمعه وجعله جملة واحدة؛ فإننا نرى، على سبيل المثال؛ أن ما يعرف بالفاتورة أو كشف الحساب يحتوي على رقم مجمل يمثل المجموع وأرقاماً أخرى فيها التفصيل، فإذا تعارض الرقم المجمل (المجموع) مع الأرقام المفصلة فذلك يشير إلى أخطاء أو عيوب تذهب بصلاحية ذلك الحساب وتؤكد بطلانه وهذا ما يقوم به المحاسبون في مراجعتهم وتدقيقهم للميزانيات المالية وهو دور يشبه إلى حد كبير دور الناقد الأدبي الذي يبحث عما يؤكد صلاحية النص أو بطلانه من ناحية نقدية بحتة، وهذا المثال يؤكد أن ظاهرة المجمل والمفصل هي ظاهرة بنائية نكاد نجدها في حالات كثيرة وهذا ما يجعل توظيفها مناسبا في دراسة النصوص الأدبية والفنية بمختلف أشكالها، خصوصا أننا في النظرية النقدية نحتاج إلى دراسة النص دراسة بنائية موضوعية محايدة.
من الأمثلة الأخرى على ظاهرة المجمل والمفصل البنائية ما نجده في الدراسات الهندسية الانشائية البنائية للمباني الانشائية، من بيوت أو سدود وغيرها، وما فيها من عيوب أو أخطاء أو ميزات لا تظهر في مجمل المبنى فقط بل يجب دراسة تفاصيل المباني على مستوى علاقة الوحدة (الإنشائية) الموضوعية لمجمل المبني مع المفصل، وبذلك يظهر الحكم على ذلك المبنى وما فيه من تماسك وثبات أو ما فيه من عيوب قد تقود إلى فشل المبنى وانهياره.
إن اللفظ (أو القول) المجمل في بناء النص يقوم بوظيفة محددة تظهر في قدرة ذلك القول المجمل على تكثيف المعنى للإمساك بتلابيب القارئ وجذبه نحو النص؛ ثم في تسليمه إلى القول المفصل الذي يقود القارئ بدوره في أفلاك محددة نحو المعنى المقصود من النص، ولذلك نجد في اللفظ أو القول المجمل من البلاغة ما يأسر القارئ ولعل هذا ما حدث للدكتور الغذامي حين وقع أسيرا لبلاغة الشطر الأول من بيت المتنبي وجعله يلغي ما في الشطر الثاني من بيانية رائعة لذلك القول المجمل البليغ في الشطر الأول.
إنني إذ استلهم ظاهرة المجمل والمفصل من القرآن الكريم في محاولة لتوظيفها في دراسة بيت المتنبي أريد أن أؤكد على أن هذه المحاولة هي لكي أشرح للقارئ الكريم كيف يمكن لنا أن نستفيد من الخصائص البنائية للقرآن الكريم (من كلمة بناء) والخصائص البيانية (من كلمة بيان) في استنباط قواعد عامة تفيد في بناء ما نحتاج من نظريات مختلفة خصوصًا في البحث عن النظرية النقدية أو النظرية البنائية البيانية اللغوية أو النظرية الأدبية بشكل عام إن صح التعبير.
وبعد، هذه بذرة بسيطة قد يتبعها بذور أخرى، وتحتاج إلى تربة خصبة صالحة وإلى صبر وروية من الكاتب والقارئ معا، نحو استزراع تلك الشجرة الزيتونة المباركة التي هي لا شرقية ولا غربية، والتي تستلهم بركتها من الشجرة القرآنية ونورها الخالد، إن شاء الله.
والله تعالى أعلم.

المصدر : صحيفة الجزيرة
http://www.al-jazirah.com/culture/2014/15112014/read42.htm​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...اما بعد...جزاك الله تعالى خيرا أخي المشرف العام وبارك فيك..
وأود ان أخبرك أخي العزيز..اني وربما الكثير من أعضاء الملتقى وعضواته..نستوحش
الملتقى عندما تقل مشاركتك فيه...ونجد بمشاركاتك فيه العلم الاصيل والمتعة بتلقيه وقبوله
وان موضوع النقد الادبي من المواضيع المهمة التي يجب علينا جميعا كطلاب لعلم التفسير
ان نفكر-كما أشرت-بالطرق المناسبة لتذليل هذا الموضوع لخدمة كتاب الله تعالى...
واني أعتقد ان المسألة الاولى في هذا الموضوع هو في تبسيطه لكي يٌفهم من أكبر عدد
من الناس...والا فإني أرى ان ما كتبته حضرتكم في هذه المشاركة فيه صعوبة على
الكثيرين من أعضاء الملتقى....والله تعالى أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....اما بعد....ان موضوع النقد الادبي بحاجة الى توضيح وتأصيل
وتذليل....فأما التوضيح فهو ان نوضح لطلبة العلم ان النقد الادبي هو وسيلة نستخدمها
لخدمة القرآن الكريم...فعليهم ان لا يتصوروا ان النقد موضوع أدبي ليس له علاقة بعلوم
القرآن...فأما انه موضوع أدبي فهو كذلك لكننا نستطيع ان نستخدمه في علوم القرآن
للتدليل على إعجاز القرآن وسمو بنائه اللغوي...مثلا ان نناقش الآيات التي تتصدى للرد
على مقولات الكفار وأهل الكتاب فإن تلك الآيات رسمت لنا أوجه النقد القرآني لإقوال
فاسدة ضد القرآن او الاسلام او ضد الرسول اللهم صلِ عليه وآله...مثلا..قال الله تعالى
(
وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( 32 )الانفال...فهذا القول من
أغبى الاقوال...إذ كيف يدعو الإنسان ربه سبحانه على أمر انه اذا كان من الحق فأنزل علينا العقاب والافضل ان يقول ان كان هذا
من الحق فاهدنا إليه.....وفي تفسير البحر المحيط قال ابو حيان(
وقال ابن عطية : وقولهم من السماء مبالغة وإغراق ، انتهى . والذي يظهر لي أن حكمة قولهم من السماء هي مقابلتهم مجيء الأمطار من الجهة التي ذكر أنه يأتيه الوحي من جهتها ، أي : إنك تذكر أنه يأتيك الوحي من السماء فأتنا بعذاب من الجهة التي يأتيك منها الوحي ; إذ كان يحسن أن يعبر عن إرسال الحجارة عليهم من غير جهة السماء بقولهم : فأمطر علينا حجارة ، وقالوا ذلك على سبيل الاستبعاد والاعتقاد أن ما أتي به ليس بحق ; وقيل : على سبيل الحسد والعناد مع علمهم أنه حق ، واستبعد هذا الثاني ابن فورك ، قال : ولا يقول هذا على وجه العناد عاقل ، انتهى ، وكأنه لم يقرأ : ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ) وقصة أمية بن أبي الصلت وأحبار اليهود الذين قال الله تعالى فيهم : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لهم : والله إنكم لتعلمون أني رسول الله ، أو كلام يقاربه ، واقتراحهم هذين النوعين هو على ما جرى عليه اقتراح الأمم السالفة ، وسأل يهودي ابن عباس ممن أنت ، قال من قريش ، فقال أنت من الذين قالوا : ( إن كان هذا هو الحق من عندك ) الآية ، فهلا قالوا : فاهدنا إليه ؟ فقال ابن عباس : فأنت يا إسرائيلي من الذين لم تجف أرجلهم من بلل البحر الذي أغرق فيه فرعون وقومه ونجا موسى وقومه حتى قالوا : ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ) فقال لهم موسى : ( إنكم قوم تجهلون ) فأطرق اليهودي مفحما ، وعن معاوية أنه قال لرجل من سبأ : ما أجهل قومك حين ملكوا عليهم امرأة ، فقال أجهل من قومي قومك قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين دعاهم إلى الحق : ( إن كان هذا هو الحق ) الآية ، ولم يقولوا : فاهدنا له .)....قلت-ان هذه الطريقة بسرد قول الكافرين والرد عليه تكررت في القرآن
كثيرا وان على طالب العلم ان يدرس هذا العلم وأعتقد ان تسميته ب(النقد القرآني)...مناسب والله تعالى أعلم.
وقد أطلعت على بحث للأستاذ الدكتور أحمد عبادي عنوانه(
[h=2]من مكونات المنهج النقدي في القرآن الكريم، التصديق والهيمنة) ذكر فيه-[/h]( أنّ النقد يُراد من ورائه تمييز الصالح مما دون ذلك، ﴿وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ﴾(الجن:11)، وهذه قضية بارزة في كل نقد)إنتهى قلت-
هذه من المسائل المهمة التي يجب ان يهتم إليها طلبة العلم فإن النقد وسيلة نافعة ان أحسنها إستخدامها.
ثم يقول الدكتور احمد(
الأمر الثالث الذي أود الإشارة إليه بين يدي الحديث عن المنهج النقدي في القرآن المجيد هو أنّ الإنسان في حواره مع القرآن الكريم، من أجل القيام والاضطلاع بمهمة النقد هذه، وجَب أن ينتبه إلى أن العلوم التي يتحرك انطلاقا منها، تعد في جُلها علوما اجتهادية، اللهم إلاّ ما كان منها توقيفيا كأبواب الاعتقاد والفقه الثابت المستندة أحكامهما إلى نصوص قطعية الثبوت والدلالة. وما عدا ذلك فمن العلوم الاستنطاقية "ذلكم القرآن فاستنطقوه" كما قال علي رضي الله عنه وأرضاه، أو كما قال سيدنا عبد الله بن مسعود "ثَوِّروا القرآن" أي استخرجوا خيراته، وهي علوم يكون الإنسان في حوار دائم مع الوحي انطلاقا من مؤهلاته ومن أفقه المعرفي هو من أجل اكتشاف مفاتيح جديدة يدخل باستعمالها إلى عالمه الرحي)إنتهى قلت-فلا يظن البعض ان النقد
من معارف الاوربيين وغير المسلمين...فلم نٌشغل أنفسنا به...فالعلم المادي وإكتشافاته هو أيضا من علوم غير المسلمين فهل من الحكمة ان نتركه ولا نتعلمه؟
والله أعلم.
علوم غير المسلمين
 
بسم1

قد لا أتفق مع الاستاذ / عبد الرحمن عبد الله نور في مقالته ؟، وخاصة عند
تفنيده لكلام الدكتور عبد الله الغذامي ورأيه في الشطر الثاني من شعر المتنبي
أرى أن .. إستدلاله ( بمجمل ومفصل في القران ) وأتخاذه شاهدا (بياني بنائي )
لدراسه وتوجيه مفصل الشطر الثاني من شعر المتنبي
فيه نظر ..من جهه
مجمل القران ومفصله هو كلام الله قال تعالى (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )،
أما الشعر فملكه تذوقه والحكم على صحته تتفاوت بين الناس ، فمثلا إنفاق المال
هو جود وغنى وكرم ، وليس فقرا للبعض ولعل الدكتور الغذامي منهم ، وقوله تعالى (وانفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين) وحديثه عليه الصلاة والسلام ودعاء الملكين (اللهم اعط ممسكا تلفا )
وأخرون قد يروا أن القران يشهد للمشقه عند بذل النفس والمال كقوله تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)
فالشطرالثاني من بيت شعر المتنبي، قد نشهد ونستدل على تتطابقه مع الشطر الاول
بنصوص أخرى من القران والسنه وليس بالمجمل والمفصل
لتباين (المجمل والمفصل ) في كلام البشر
وتردده بين الخطأ والصواب ، فتوصيف كلام ما..بأنه (مجمل ومفصل )
لايكفي لبيان حسنه ، لا ليس في كلام البشر
لإفتقاره لدليل منفك عنه ، يبين حسنه ، لنقل مثلا ..
المتعارف عليه في الناس ، الاشعار الاخرى، أقوال الحكمه ، التراث
الخبرات المكتسبه وهكذا ..واخيرا ليس بالضرورة أن من قهر المشقه وأنفق ماله
وبذل نفسه ، تسؤد
ومن فعل ذلك في الاسلام حبط عمله
(وهجرته لما هاجر إليه )

والله اعلم​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...اما بعد...أخي عمر زادك الله تعالى علما وفهما...أخشى انك
تتصور ان المجمل والمفصل هو مثل المحكم والمتشابه...فما يقصده كاتب المقال بالمجمل
هو المفهوم المفتقر لشرح يوضحه...والمفصل هو الشرح التفصيلي الذي يٌزيل كل إشكال
في الفهم...اما المحكم فهو الحكم او الفرض الواضح الدلالة..على عكس المتشابه الذي
لم يتضح وربما نفهمه او لا نفهمه...وان كاتب المقال أراد إستخدام اسلوب القرآن المتميز
في سرد الآيات...فإنه سبحانه يذكر الامر مجملا في آية ثم يوضحه في آية اخرى...
قد تكون بعد الآية المجملة او في سورة اخرى...بالنظر لحكمة يقتضيها الحال...
اما قولك هل أصاب الدكتور عبد الرحمن ام لا؟ ارى والله اعلم انه اصاب...
وقولك(
وليس فقرا للبعض
ولعل الدكتور الغذامي منه) فهذا الكلام لايليق...وجزاك الله تعالى خيرا.
 
ولعل الدكتور الغذامي منه) فهذا الكلام لايليق...وجزاك الله تعالى خيرا.
لماذا لايليق .. قال د. الغذامي ، في شطر البيت الثاني الذي جاء فيه (الجود يفقر )
سفسفه وترهل ، قلت : لعله يرى أن الإنفاق يزيد المرء غني (عكس مايرى أبو الطيب المتنبي ) فهو مدح مني ، وليس ذم ، في حق الدكتور
ثانيا : حتى الان لا أرى ، كيف (أستخدم ) الاستاذ عبد الرحمن عبد الله - مفهوم المجمل والمفصل ، فالتفصيل واضح في شطر البيت الثاني لايحتاج منا لإثبات ،الذي قلته : لبرهنة صحة وفعاليه الشطر الثاني نحتاج لإكثرمن الاستدال بمفهوم المفصل والمجمل وأستدل ، الاستاذ .. أيضا بأيه من القران قطع منها الاستثناء المقيد للتفصيل (إلا المصلين ) ، وهي دليل على أن الشطر الثاني من بيت الشعر (المتنبي) ، ليس على أطلاقه ، ويحتاج لإدله خارجه عن مفهوم المجمل والمفصل لتوجيهه .
 
بسم1​
خصلتان من خصال القرآن الكريم العظيمة هما:

أولا – فيه تفصيل كل شيء.
ثانيا – يعلو على كل كتاب وعلى كل نص وعلى كل خطاب.

وإذا عرفنا أنه ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) ؛ فهذا يعني أن القرآن الكريم يمثل مرجعية معرفية ، دون سواه ، ويمكن الاستفادة من هذه المرجعية في استنباط ما يحتاجه الإنسان من نظريات وقواعد في مجالات كثيرة ومنها مجال النقد الأدبي للنصوص الأدبية.
والشعر هو نص أدبي يحق للقارئ العادي البسيط أن يتذوقه كما يشاء ؛ يحب منه ما يشاء ويكره منه ما يشاء ، ولكن إذا كان الأمر يخص القراءة النقدية لناقد كبير هو أستاذ للنص وللنظرية فإن القراءة النقدية لها شروط صارمة ولا تخضع لمسألة الذوق والتذوق.
إن ظاهرة المجمل والمفصل بالإضافة إلى كونها من الخصال البيانية القرآنية فهي أيضا ظاهرة بنائية عامة نجدها في كثير من الأشياء ، ولكن استلهامها من القرآن الكريم يؤكد على ضرورة أن نجعل من القرآن الكريم المرجعية المعرفية لنا في كل دروسنا وهذا من التدبر المحمود ، وهذا لا يعني قطعا أن مسألة المجمل والمفصل هي المسألة الوحيدة التي يمكن توظيفها في النقد الأدبي ولكن تم التطرق لها في المقالة للشرح العملي التطبيقي للقارئ في كيفية اتخاذ القرآن الكريم مرجعية معرفية والاستنباط منه ما نستطيع من قواعد ونظريات.
فيما يخص الاستشهاد بالآية الكريمة : " إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا و إذا مسه الخير منوعا "؛ فإن الاستشهاد بهذه الآية قد أدى الغرض المطلوب منه في بيان قضية المجمل والمفصل للقارئ الحاذق ولا يحتاج الأمر إلى إكمال بقية الآية ، والاستثناء بقول الله تعالى:" إلا المصلين " هو جزء من التفصيل ، سواءً قيد هذا التفصيل أو أطلق ؛ و لا ينقض مسألة التفصيل.
والله تعالى أعلم.
 
استاذ / عبد الرحمن عبد الله النور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أحسبك عضو في ملتقى التفسير، سعدت بلقائك ، حقيقه !
وبارك الله فيك على حسن التعقيب
 
و بارك الله فيك أيضا أخي عمر.
نتشرف جميعا أن نكون أعضاء في هذا الملتقى المبارك، وأسأل الله العلي القدير أن يجعل مدارستنا لكتابه الكريم في هذا الملتقى وفي غيره من الأماكن والأوقات في ميزان حسناتنا وأن يرزقنا الأخلاص في القول والعمل.
 
عودة
أعلى