سعيد بن علي الغامدي
New member
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
لقد علم القرآن البشرية ، كيف تتحاور بصدق وعن علم وهذا ما لم نجده في كتاب غيره ، وهذا المبدأ لما تنبه له الغرب واستخدمه في العلوم الدنيوية التجريبية نبغ وأبدع ، ولما أعرض عنه في الأمور العقدية والفكرية الفلسفية تناقض وأفلس.
ولهذا نجد الغرب أنه يعيش حضارة مشوهة تقوم على ساق واحدة وهي الابداع في الجانب المادي الذي يعتني بالجسد وشهواته ، أما الجانب الروحي فهو جانب مظلم تعيس وذلك نتيجة فقدانهم المصدر المعرفي الذي يمكن أن يعتني بهذا الجانب عن علم ويقين.
ومن الأسس التي وضعها القرآن والتي يجب مراعاتها في جميع العلوم ، ما جاء في قول الله تعالى:
(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء (36)
يقول سيد قطب رحمه الله تعالى:
"وهذه الكلمات القليلة تقيم منهجاً كاملاً للقلب والعقل ، يشمل المنهج العلمي الذي عرفته البشرية حديثاً جداً ، ويضيف إليه استقامة القلب ومراقبة الله ، ميزة الإسلام على المناهج العقلية الجافة!
فالتثبت من كل خير ومن كل ظاهرة ومن كل حركة قبل الحكم عليها هو دعوة القرآن الكريم ، ومنهج الإسلام الدقيق .
ومتى استقام القلب والعقل على هذا المنهج لم يبق مجال للوهم والخرافة في عالم العقيدة . ولم يبق مجال للظن والشبهة في عالم الحكم والقضاء والتعامل . ولم يبق مجال للأحكام السطحية والفروض الوهمية في عالم البحوث والتجارب والعلوم .
والأمانة العلمية التي يشيد بها الناس في العصر الحديث ليست سوى طرف من الأمانة العقلية القلبية التي يعلن القرآن تبعتها الكبرى ، ويجعل الإنسان مسؤولاً عن سمعه وبصره وفؤاده ، أمام واهب السمع والبصر والفؤاد . .
إنها أمانة الجوارح والحواس والعقل والقلب . أمانة يسأل عنها صاحبها ، وتسأل عنها الجوارح والحواس والعقل والقلب جميعاً . أمانة يرتعش الوجدان لدقتها وجسامتها كلما نطق اللسان بكلمة ، وكلما روى الإنسان رواية ، وكلما أصدر حكماً على شخص أو أمر أو حادثة .
{ ولا تقف ما ليس لك به علم } . . ولا تتبع ما لا تعلمه علم اليقين ، وما لم تتثبت من صحته : من قول يقال ورواية تروى . من ظاهرة تفسر أو واقعة تعلل . ومن حكم شرعي أو قضية اعتقادية .
وفي الحديث : « إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث » . وفي سنن أبي داود : « بئس مطية الرجل : زعموا » وفي الحديث الآخر « إن أفرى الفري أن يُريَ الرجل عينيه ما لم تريا » .
وهكذا تتضافر الآيات والأحاديث على تقرير ذلك المنهج الكامل المتكامل الذي لا يأخذ العقل وحده بالتحرج في أحكامه ، والتثبت في استقرائه : إنما يصل ذلك التحرج بالقلب في خواطره وتصوراته ، وفي مشاعره وأحكامه ، فلا يقول اللسان كلمة ولا يروي حادثة ولا ينقل رواية ، ولا يحكم العقل حكماً ولا يبرم الإنسان أمراً إلا وقد تثبت من كل جزئية ومن كل ملابسة ومن كل نتيجة ، فلم يبق هنالك شك ولا شبهة في صحتها . { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } حقاً وصدقاً ."
ومن الأسس التي وضعها القرآن المطالبة بالبرهان على كل دعوى يدعيها مدعي ، كما هو في قوله تعالى:
( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )
البقرة (111)
وقوله تعالى:
(أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
النمل (64)
وقوله تعالى:
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) الأحقاف (4)
ومن الأسس التي وضعها القرآن في هذا الجانب النهي عن اتباع الظن ، كما هو في قول الهْ تعالى:
( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) الأنعام (116)
وقوله تعالى:
(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) يونس (36)
وقوله تعالى:
(أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) يونس (66)
وإنك لتعجب من شخص يحمل درجة الدكتوراه في القانون ، ويتكلم اللسان العربي ، ويزعم أنه قام بترجمة القرآن إلى الفرنسية ، ويقوم بتدريس الشريعة الإسلامية حسب زعمه ...ثم يقول :
إنه يعتقد أن القرآن ألفه رجل يهودي ...ثم لا يقدم البرهان العلمي الذي بنى عليه اعتقاده .
أما علم هذا أنه سيسأل أسئلة من أبسط الناس ، مثل :
من هو هذا اليهودي ؟
ما اسمه ؟
أين ولد ؟ وأين عاش ؟ ومتى توفي ؟
ولماذا ألف هذا القرآن ؟
ولماذا لم ينسب هذا القرآن إلى نفسه ؟
ولماذا نسبه إلى محمد بن عبد الله العربي الهاشمي القرشي صلوات ربي وسلامه عليه ، وتركه يحظى بهذا المجد الذي لم يسبقه إليه أحد قبله ولم يتحصل لأحد بعده ؟
وغير ذلك من الأسئلة التي لا حصر لها يمكن أن تطرح في وجه مثل هذه الدعوى الكاذبة ..
قال تعالى:
( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) يونس (69)
لقد علم القرآن البشرية ، كيف تتحاور بصدق وعن علم وهذا ما لم نجده في كتاب غيره ، وهذا المبدأ لما تنبه له الغرب واستخدمه في العلوم الدنيوية التجريبية نبغ وأبدع ، ولما أعرض عنه في الأمور العقدية والفكرية الفلسفية تناقض وأفلس.
ولهذا نجد الغرب أنه يعيش حضارة مشوهة تقوم على ساق واحدة وهي الابداع في الجانب المادي الذي يعتني بالجسد وشهواته ، أما الجانب الروحي فهو جانب مظلم تعيس وذلك نتيجة فقدانهم المصدر المعرفي الذي يمكن أن يعتني بهذا الجانب عن علم ويقين.
ومن الأسس التي وضعها القرآن والتي يجب مراعاتها في جميع العلوم ، ما جاء في قول الله تعالى:
(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء (36)
يقول سيد قطب رحمه الله تعالى:
"وهذه الكلمات القليلة تقيم منهجاً كاملاً للقلب والعقل ، يشمل المنهج العلمي الذي عرفته البشرية حديثاً جداً ، ويضيف إليه استقامة القلب ومراقبة الله ، ميزة الإسلام على المناهج العقلية الجافة!
فالتثبت من كل خير ومن كل ظاهرة ومن كل حركة قبل الحكم عليها هو دعوة القرآن الكريم ، ومنهج الإسلام الدقيق .
ومتى استقام القلب والعقل على هذا المنهج لم يبق مجال للوهم والخرافة في عالم العقيدة . ولم يبق مجال للظن والشبهة في عالم الحكم والقضاء والتعامل . ولم يبق مجال للأحكام السطحية والفروض الوهمية في عالم البحوث والتجارب والعلوم .
والأمانة العلمية التي يشيد بها الناس في العصر الحديث ليست سوى طرف من الأمانة العقلية القلبية التي يعلن القرآن تبعتها الكبرى ، ويجعل الإنسان مسؤولاً عن سمعه وبصره وفؤاده ، أمام واهب السمع والبصر والفؤاد . .
إنها أمانة الجوارح والحواس والعقل والقلب . أمانة يسأل عنها صاحبها ، وتسأل عنها الجوارح والحواس والعقل والقلب جميعاً . أمانة يرتعش الوجدان لدقتها وجسامتها كلما نطق اللسان بكلمة ، وكلما روى الإنسان رواية ، وكلما أصدر حكماً على شخص أو أمر أو حادثة .
{ ولا تقف ما ليس لك به علم } . . ولا تتبع ما لا تعلمه علم اليقين ، وما لم تتثبت من صحته : من قول يقال ورواية تروى . من ظاهرة تفسر أو واقعة تعلل . ومن حكم شرعي أو قضية اعتقادية .
وفي الحديث : « إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث » . وفي سنن أبي داود : « بئس مطية الرجل : زعموا » وفي الحديث الآخر « إن أفرى الفري أن يُريَ الرجل عينيه ما لم تريا » .
وهكذا تتضافر الآيات والأحاديث على تقرير ذلك المنهج الكامل المتكامل الذي لا يأخذ العقل وحده بالتحرج في أحكامه ، والتثبت في استقرائه : إنما يصل ذلك التحرج بالقلب في خواطره وتصوراته ، وفي مشاعره وأحكامه ، فلا يقول اللسان كلمة ولا يروي حادثة ولا ينقل رواية ، ولا يحكم العقل حكماً ولا يبرم الإنسان أمراً إلا وقد تثبت من كل جزئية ومن كل ملابسة ومن كل نتيجة ، فلم يبق هنالك شك ولا شبهة في صحتها . { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } حقاً وصدقاً ."
ومن الأسس التي وضعها القرآن المطالبة بالبرهان على كل دعوى يدعيها مدعي ، كما هو في قوله تعالى:
( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )
البقرة (111)
وقوله تعالى:
(أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
النمل (64)
وقوله تعالى:
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) الأحقاف (4)
ومن الأسس التي وضعها القرآن في هذا الجانب النهي عن اتباع الظن ، كما هو في قول الهْ تعالى:
( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) الأنعام (116)
وقوله تعالى:
(وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) يونس (36)
وقوله تعالى:
(أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) يونس (66)
وإنك لتعجب من شخص يحمل درجة الدكتوراه في القانون ، ويتكلم اللسان العربي ، ويزعم أنه قام بترجمة القرآن إلى الفرنسية ، ويقوم بتدريس الشريعة الإسلامية حسب زعمه ...ثم يقول :
إنه يعتقد أن القرآن ألفه رجل يهودي ...ثم لا يقدم البرهان العلمي الذي بنى عليه اعتقاده .
أما علم هذا أنه سيسأل أسئلة من أبسط الناس ، مثل :
من هو هذا اليهودي ؟
ما اسمه ؟
أين ولد ؟ وأين عاش ؟ ومتى توفي ؟
ولماذا ألف هذا القرآن ؟
ولماذا لم ينسب هذا القرآن إلى نفسه ؟
ولماذا نسبه إلى محمد بن عبد الله العربي الهاشمي القرشي صلوات ربي وسلامه عليه ، وتركه يحظى بهذا المجد الذي لم يسبقه إليه أحد قبله ولم يتحصل لأحد بعده ؟
وغير ذلك من الأسئلة التي لا حصر لها يمكن أن تطرح في وجه مثل هذه الدعوى الكاذبة ..
قال تعالى:
( قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) يونس (69)