عمر بن علي
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإني قد وجدت الكثير من شيوخنا وأئمتنا يعتنون اعتناء خاصا بكتاب ( إبراز المعاني من حرز الأماني ) للإمام العلامة المقرئ المتقن المحقق عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة والمتوفي سنة 665 هـ ، وهو تلميذ الإمام العلامة السخاوي تلميذ سيدنا وتاج رءوسنا درة القراء وإمام أهل الإقراء العلامة الشاطبي رحمهم الله أجمعين...الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
ولما وجدت هذا الإقبال على هذا الشرح لما فيه من فوائد كثيرة منثورة، ومعان لطيفة لا تخفى على كل ذي لب، فاستعنت بالله على البدء في قراءته بتأنٍ وإثبات هذه الفوائد على حلقات دورية، أبدأ فيها من أول مقدمة الإمام، وأثبت ما أضافه الإمام أبو شامة من كيسه، وما نثره في كتابه من أبيات أو توضيحات أو اعتراضات، وعرضها للفائدة والمناقشة بين أخواني ومشايخي وعلماء هذا الملتقى المبارك، لتعم الفائدة، والله أسأل أن ييسر هذا الأمر وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين.
بدأ المصنف رحمه الله كتابه بالتعريف بهذا العلم وفوائده وفضله، ثم انتقل بعد ذلك للتعريف بالقراءات وعرضة النبي صلى الله عليه وسلم الأخيرة، وما استقر عليه العمل في الأمصار، ثم بدأ بالتعريف بأئمة القراء السبعة...
ونبدأ من هذا الموضع بذكر الفوائد التي ضمنها الإمام كتابه، ومن ذلك:
1- لما تكلم الإمام عن تراجم القراء السبعة قال:
أ- قال عن نافع رحمه الله:
وقال الليث بن سعد: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة يومئذ نافع بن أبي نعيم.
وقال ابن أبي أويس: قال لي مالك: قرأت على نافع. قلت: ولا يخفى جلالة الإمام مالك رحمه الله.
ب- قال عن ابن كثير رحمه الله:
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: قراءتنا قراءة عبد الله بن كثير، وعليها وجدت أهل مكة، من أراد التمام فليقرأ لابن كثير.
ج- قال عن الإمام أبي عمرو رحمه الله:
أغزرهم علما وأثقبهم فهما، ثم قال: وأخبر مثل سفيان بن عيينة قال: رأيت رسول الله صلى الله عله وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ قال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء.
وقال أحمد بن حنبل في إحدى الروايات عنه: قراءة أبي عمرو أحب القراءات إليّ، هي قراءة قريش، وقراءة الفصحاء.
د- قال عن الإمام ابن عامر رحمه الله:
هو أسن القراء السبعة وأعلاهم إسنادا، قرأ على جماعة من الصحابة حتى قيل أنه قرأ على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وممن قرأ هو عليه من الصحابة، معاوية وفضالة بن عبيد ووائلة بن الأسقع، وأبو الدرداء، رضي الله عنهم. فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر وقام مقامه، واتخذه أهل الشام إماما.
هـ- قال عن الإمام عاصم رحمه الله:
وكانت قراءته عندهم جليلة خطيرة مختارة (قلت: أحسبه يقصد أهل الكوفة)، وقال صلح بن أحمد بن حنبل: سألت أبي أيّ القراءات أحب إليك؟ قال: قراءة نافع، قلت: فإن لم توجد، قال: قراءة عاصم، وفي رواية أخرى: قال أهل الكوفة يختارون قراءته وأنا أختارها.
و- قال عن الإمام حمزة رحمه الله:
ولم يوصف أحد من السبعة القراء بما وصف به حمزة من الزهد والتحرز عن أخذ الأجر على القرآن، حتى إن جرير بن عبد الحميد قال: مر بي حمزة الزيات في يوم شديد الحر، فعرضت عليه الماء ليشرب فأبى لأني كنت أقرأ عليه القرآن.
ز- قال عن الإمام الكسائي رحمه الله:
وقال الإمام الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي. (قلت: وناهيك عن أن يشهد له في النحو إمام الدنيا الشافعي الذي قال فيه ابن هشام صاحب السيرة: الشافعي لغة يحتج بها).
وقال إسماعيل بن جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع: ما رأيت أقرأ لكتاب الله من الكسائي.
ورؤي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك، فقال: غفر لي، وفي رواية: رحمني ربي بالقرآن، وفي رواية: إلى ماذا صرت؟، قال: إلى الجنة، قيل له: ما فعل حمزة الزيات وسفيان الثوري؟ ، قال: فوقنا، ما نراهم إلا كالكوكب الدري، وفي أخرى: قال غفر لي وأكرمني، وجمع بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ألست عليَّ بن حمزة الكسائي؟ فقلت: نعم (عقب الشيخ إبراهيم عطوة عوض فقال: الصواب أن يقال بلى) ، فقال: اقرأ فقرأت: (والصافات صفا) حتى بلغت (شهاب ثاقب)، فقال لي: لأباهين بك الأمم يوم القيامة. فهؤلاء هم السبعة القراء الذين أطبق عليهم أهل الأداء.اهـ من كلام الإمام أبي شامة رحمه الله.
أحببت فقط أن أبدأ بمقتطفات عن هؤلاء الأئمة الأعلام الذين لهم فضل على أمة الإسلام أجمعين، أسأل الله أن يجزيهم عنّا خير الجزاء وأن يلحقنا بهم على خير، وأن يجعلنا جميعا خير خلف لخير سلف، وأن يوفقنا لأداء تلك الأمانة وأن نقوم عليها بحقها، والله يتولانا وإياكم برحمته...
يتبع إن شاء الله...