الفوائد المنثورة العلية، في شرح الإمام أبي شامة على الشاطبية

عمر بن علي

New member
إنضم
22/02/2012
المشاركات
182
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:​
فإني قد وجدت الكثير من شيوخنا وأئمتنا يعتنون اعتناء خاصا بكتاب ( إبراز المعاني من حرز الأماني ) للإمام العلامة المقرئ المتقن المحقق عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة والمتوفي سنة 665 هـ ، وهو تلميذ الإمام العلامة السخاوي تلميذ سيدنا وتاج رءوسنا درة القراء وإمام أهل الإقراء العلامة الشاطبي رحمهم الله أجمعين...
ولما وجدت هذا الإقبال على هذا الشرح لما فيه من فوائد كثيرة منثورة، ومعان لطيفة لا تخفى على كل ذي لب، فاستعنت بالله على البدء في قراءته بتأنٍ وإثبات هذه الفوائد على حلقات دورية، أبدأ فيها من أول مقدمة الإمام، وأثبت ما أضافه الإمام أبو شامة من كيسه، وما نثره في كتابه من أبيات أو توضيحات أو اعتراضات، وعرضها للفائدة والمناقشة بين أخواني ومشايخي وعلماء هذا الملتقى المبارك، لتعم الفائدة، والله أسأل أن ييسر هذا الأمر وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين.

بدأ المصنف رحمه الله كتابه بالتعريف بهذا العلم وفوائده وفضله، ثم انتقل بعد ذلك للتعريف بالقراءات وعرضة النبي صلى الله عليه وسلم الأخيرة، وما استقر عليه العمل في الأمصار، ثم بدأ بالتعريف بأئمة القراء السبعة...

ونبدأ من هذا الموضع بذكر الفوائد التي ضمنها الإمام كتابه، ومن ذلك:
1- لما تكلم الإمام عن تراجم القراء السبعة قال:
أ- قال عن نافع رحمه الله:
وقال الليث بن سعد: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة يومئذ نافع بن أبي نعيم.
وقال ابن أبي أويس: قال لي مالك: قرأت على نافع. قلت: ولا يخفى جلالة الإمام مالك رحمه الله.

ب- قال عن ابن كثير رحمه الله:
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: قراءتنا قراءة عبد الله بن كثير، وعليها وجدت أهل مكة، من أراد التمام فليقرأ لابن كثير.

ج- قال عن الإمام أبي عمرو رحمه الله:
أغزرهم علما وأثقبهم فهما، ثم قال: وأخبر مثل سفيان بن عيينة قال: رأيت رسول الله صلى الله عله وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ قال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء.
وقال أحمد بن حنبل في إحدى الروايات عنه: قراءة أبي عمرو أحب القراءات إليّ، هي قراءة قريش، وقراءة الفصحاء.

د- قال عن الإمام ابن عامر رحمه الله:
هو أسن القراء السبعة وأعلاهم إسنادا، قرأ على جماعة من الصحابة حتى قيل أنه قرأ على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وممن قرأ هو عليه من الصحابة، معاوية وفضالة بن عبيد ووائلة بن الأسقع، وأبو الدرداء، رضي الله عنهم. فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر وقام مقامه، واتخذه أهل الشام إماما.

هـ- قال عن الإمام عاصم رحمه الله:
وكانت قراءته عندهم جليلة خطيرة مختارة (قلت: أحسبه يقصد أهل الكوفة)، وقال صلح بن أحمد بن حنبل: سألت أبي أيّ القراءات أحب إليك؟ قال: قراءة نافع، قلت: فإن لم توجد، قال: قراءة عاصم، وفي رواية أخرى: قال أهل الكوفة يختارون قراءته وأنا أختارها.

و- قال عن الإمام حمزة رحمه الله:
ولم يوصف أحد من السبعة القراء بما وصف به حمزة من الزهد والتحرز عن أخذ الأجر على القرآن، حتى إن جرير بن عبد الحميد قال: مر بي حمزة الزيات في يوم شديد الحر، فعرضت عليه الماء ليشرب فأبى لأني كنت أقرأ عليه القرآن.

ز- قال عن الإمام الكسائي رحمه الله:
وقال الإمام الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي. (قلت: وناهيك عن أن يشهد له في النحو إمام الدنيا الشافعي الذي قال فيه ابن هشام صاحب السيرة: الشافعي لغة يحتج بها).
وقال إسماعيل بن جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع: ما رأيت أقرأ لكتاب الله من الكسائي.
ورؤي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك، فقال: غفر لي، وفي رواية: رحمني ربي بالقرآن، وفي رواية: إلى ماذا صرت؟، قال: إلى الجنة، قيل له: ما فعل حمزة الزيات وسفيان الثوري؟ ، قال: فوقنا، ما نراهم إلا كالكوكب الدري، وفي أخرى: قال غفر لي وأكرمني، وجمع بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ألست عليَّ بن حمزة الكسائي؟ فقلت: نعم (عقب الشيخ إبراهيم عطوة عوض فقال: الصواب أن يقال بلى) ، فقال: اقرأ فقرأت: (والصافات صفا) حتى بلغت (شهاب ثاقب)، فقال لي: لأباهين بك الأمم يوم القيامة. فهؤلاء هم السبعة القراء الذين أطبق عليهم أهل الأداء.اهـ من كلام الإمام أبي شامة رحمه الله.

أحببت فقط أن أبدأ بمقتطفات عن هؤلاء الأئمة الأعلام الذين لهم فضل على أمة الإسلام أجمعين، أسأل الله أن يجزيهم عنّا خير الجزاء وأن يلحقنا بهم على خير، وأن يجعلنا جميعا خير خلف لخير سلف، وأن يوفقنا لأداء تلك الأمانة وأن نقوم عليها بحقها، والله يتولانا وإياكم برحمته...
يتبع إن شاء الله...​
 
أحسنتم شيخنا المؤدب/ عمر بن علي في طريقتك هذه, وأرجو منكم متابعتها فهي طريقة مفيدة جدا, وقد سلكها فضيلة الشيخ/ ضيف الله الشمراني في بعض الكتب فألفيتها نافعة مفيدة.
وبمناسبة شرح أبي شامة, أتمنى أن يُعثر على الشرح الكبير له, فإذا كان هذا الشرح المشهور بهذا العلم الغزير؛ فما بالنا بالكبير, وإن كنت أستبعد العثور عليه؛ إذ أن من ينقل عنه من بعده إلى زماننا هذا إنما ينقل عن الشرح المشهور, ولم أقف على من ينقل من الكبير.
 
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب فضيلة الشيخ عمرو الديب، وأسأل الله أن يعينني على إتمامها، والشكر موصول لفضيلة الشيخ الحبيب/ ضيف الله، فهو فعلا صاحب هذه الفكرة وقد اقتبستها منه، إضافة إلى أنه ممن يوصي دائما بكتاب الإمام أبي شامة، فأسأل الله أن يتقبله منا وأن يجعله في ميزان حسناتنا، وجزاكم الله جميعا خير الجزاء
 
(2)​

قال الإمام أبو شامة رحمه الله واصفا قصيدة الإمام الشاطبي ومنبها على عظم شأنها، ثم على شارحها الأول شيخه علم الدين السخاوي رضي الله عنهم أجمعين:
1- وكنت سمعت شيخنا أبا الحسن علي بن محمد المذكور، يحكي عن ناظمها شيخه الشاطبي رحمهما الله مرارا أنه قال كلاما ما معناه:
لو كان في أصحابي خير أو بركة لاستنبطوا من هذه القصيدة معاني لم تخطر لي.
ثم إني رأيت الشيخ الشاطبي رحمه الله في المنام وقلت له: يا سيدي حكى لنا عنك الشيخ أبو الحسن السخاوي أنك قلت كيت وكيت، فقال صدق. وحكى لنا بعض أصحابنا أنه سمع بعض الشيوخ المعاصرين للشاطبي يقول: لمته في نظمه لها لقصور الأفهام عن دركها، فقال لي: يا سيدي يقيض الله لها فتى يبينها أو كما قال، قال: فلما رأيت السخاوي قد شرحها علمت أنه ذلك الفتى الذي أشار إليه. قلت: وهذه تعد من كرامات الشيخ الإمام الشاطبي رحمه الله.
ثم قال الإمام أبو شامة رحمه الله:
ثم إن الله تعالى فتح علي من مراجعته -أي السخاوي- وبركات محاضرته معاني لم يودعها كتابه، ولم يعرفها أصحابه، فأردت تدوينها مع استقصاء شرح للأبيات معنى ولفظا، وذكر ما يتعلق بها مما رأيت لها منه قسما وحظا، فابتدأت ذلك في كتاب كبير بلغت فيه ( باب الهمزتين من كلمة ) في نحو مجلدة بخطي محكمة (قلت هذا ما أشار إليه أخونا الفاضل الشيخ عمرو الديب وأرجو أن يمن الله علينا بالاطلاع عليه)، ثم إني فكرت في قصور الهمم، وتغيير الشيم وطولبت بتتميمه فاستقصرت العمر عن تلك الهمة مع ما أنا بصدده من تصانيف مهمة، فشرعت في اختصار ذلك الطويل واقتصرت مما فيه على القليل، فلا تهملوا أمره لكونه صغيرا حجما، فإنه كما قيل: كنيف ملئ علما.اهـ كلامه بنصه رحمه الله.

ثم شرع رحمه الله في شرح الأبيات، وأبدأ إن شاء الله بمحاولة استخراج الفوائد التي تضمنها هذا الشرح الماتع، والفرائد التي لم يسبق إليها الإمام، والتقييدات والأبيات التي ضمنها هذا الشرح مما يحل المشكل ويوضح المبهم، والله المستعان...
2- ذكر الإمام أبو شامة في معرض حديثه عن النظم وما أبدعه الإمام الشاطبي فيه، أن بعض أهل زمانه نظم مثله فقال:
ثم تشبه به قوم في زماننا، فمنهم من سلك مسلكه مختصرا لها، ومنهم من غير الرموز بغيرها، ومنهم من نظم في مذاهب القراء العشرة، زاد رواية أبي جعفر المدني، ويعقوب الحضرمي، وخلف البزار فيما اختار، والفضل للمتقدم الذي هو أتقى وأعلم.اهـ
فهل وقف أخواننا على مثل هذه المنظومات، وخاصة الأخيرة التي ذكرها الإمام مما يدل على أنه قد سبق الإمام ابن الجزري بعض العلماء ممن نظم للعشرة، وهل يُعلم أسماؤها بالاستقراء في غير كتاب الإمام أبي شامة رحمه الله؟ أرجو من أخواني من كان له فضل علم بهذه المسألة أن يعلمنا مما علمه الله..
3- قول الإمام أبي شامة في تفسير العترة وآل البيت صلى الله عليهم وسلم:
قال رحمه الله: وليس مراد الناظم بالعترة جمع من يقع عليه هذا الاسم من عشيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما مراده المؤمنون منهم، وهم الذين جاء فيهم الحديث:
" وإني تارك فيكم ثقلين: كتاب الله وعترتي" وفي رواية موضع عترتي "وأهل بيتي".
وكأن ذلك تفسير للعترة، وأهل بيته: هم آله من أزواجه وأقاربه. وقد صح:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن كيفية الصلاة عليه فقال: "قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد" ، وفي رواية "على محمد وعلى أزواجه وذريته"، فكأنه فسر الآل بما في الحديث الآخر، فلهذا لما صلى على النبي صلى على عترته ثم على الصحابة وإن كان بعضهم داخلا في العترة ليعم الجميع، ثم على التابعين لهم بإحسان.اهـ بنصه.
4- قال رحمه الله:
ولو أن الناظم رحمه الله قال: وثنيت أن الحمد، وثلثت صلى الله، لكان أولى تقديما لذكر الله تعالى على ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم اعتذر للإمام الشاطبي –وهذا من أدبه رحمه الله مع العلماء والأئمة فليتنا نقتدي بهم- فقال:
ووجه ما ذكر أنه أراد أن يختم خطبته بالحمدلة، فإن ذكر الله تعالى قد سبق بالبسملة، فهو قوله سبحانه وتعالى في سورة والصافات: (والحمد لله رب العالمين)، والله أعلم. اهـ
وأكتفي اليوم بهذا القدر لتسهل المطالعة والاستفادة على أخواني ولا أثقل عليهم في القراءة.
يتبع إن شاء الله...​
 
(3)​
نستكمل ما بدأناه من فوائد الإمام أبي شامة التي ضمنها كتابه، فأقول:
ذكر الإمام أبو شامة في معرض شرحه لبيت الإمام الشاطبي رحمه الله:
9- هو الحر إن كان الحري حواريا ...البيت
فقال:
والحر: الخالص من الرق: أي لم تسترقه دنياه ولم يستعبده هواه لأنه لما تحقق بتدبر القرآن، وفهم معانيه صغرت في عينه الدنيا وأهلها كقوله تعالى:
(ومال الحياة الدنيا إلا لعب ولهو) ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى).
إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى، وما أحسن ما قاله الشاطبي رحمه الله من قصيدة له:
لمن يترك القراء ورد فراتـــــــــــــــه *** ورودا من الدنيا أجاج المشاربِ
ولو سمع القراء حين اقترائهم *** لفي آل عمران كنوز المطالــبِ
بها ينظر الدنيا بعين احتقارها *** فقيه المعاني غير عاني الذوائـبِ​
يعني قوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات) إلى قوله (ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب).اهـ

2- ذكر الإمام أبو شامة أبياتا لطيفة في شرحه لبيت الإمام الشاطبي رحمه الله:
19- عليك بها ما عشت فيها منافسا... البيت
فقال:
ما بال من أوله نطفــــــــــــــــــــــــةٌ *** وجيفةٌ آخره يفخـــــــــــــــــــــرُ
لا فخر إلا فخر أهل التقى *** غدا إذا ضمهم المحشرُ​
ثم قال بعد أن شرح بيت الإمام الشاطبي رحمه الله:
وهذا البيت بديع اللفظ جليل المعنى، يشم من رائحته أن ناظمه كان من أولياء الله رحمه الله تعالى.اهـ

3- ثم بدأ رحمه الله في نقل بعض الأبيات التي اختُصر فيها أسماء الأئمة السبعة فمما ذكر:
يقول أبو مزاحم الخاقاني:

وإن لنا أخذ القراءة سنـــــــــــــــــــــــةً *** عن الأولين المقرئين ذوي الستــــــرِ
فللسبعة القراء حقٌ على الـورى *** لإقرائهم قرآن ربهم الوتـــــــــــــــــــــــــــــرِ
فبالحرمين ابن الكثير ونافــــــــــــع *** وبالبصرة ابنٌ للعلاء أبو عمــــــــــــــرِو
وبالشام عبد الله وهو ابن عامـر *** وعاصم الكوفي وهو أبو بكـــــــــــــــرِ
وحمزة أيضا والكسائي بعـــــده *** أخو الحذق بالقرآن والنحو والشعرِ
وقال فيهم أبو عمرو الداني:
فهؤلاء السبعة الأئمــــــــــة *** هم الذين نصحوا للأمـــــــــة
ونقلوا إليهم الحروفـــــــــــــا *** ودونوا الصحيح والمعروفا
وميزوا الخطأ والتصحيفا *** واطرحوا الواهي والضعيفــا
ونبذوا القيــــــــــاس والآراء *** وسلكوا المحجة البيضـاء
بالاقتدا بالسادة الأخيار *** والبحث والتفتيش للآثــار​
قال المحقق: (وفي نسخة: بالنقل والإسناد والأخبار ).اهـ


4- فائدة جميلة وأدب جم:
قال الإمام أبو شامة رحمه الله تعقيبا على قولة الإمام الشاطبي رحمه الله:
21- فمنهم بدور سبعة قد توسطت *** سماء العلى والعدل زهرا وكملا

فإن قلت: لفظ البدر يشعر بالكمال فما معنى هذه الحال. قلت: أراد كمال أمره من سلامته مما يشينه من خسوف وغيره لا كمال جرمه.اهـ
قلت: وبذلك قد يعتذر للإمام الجمزوري رحمه الله تعالى في قوله:
عن شيخنا الميهي ذي الكمال.
فيقال أنه كمال السلامة مما يشين المرء وينتقص به لا كمال ذاته، والله أعلم.
وما أروع جميل الاعتذار لأهل العلم والفضل ومحاولة تأول كلامهم على أحسن وجه لا المسارعة في تخطئتهم والفخر بالاستدراك عليهم، فهو أسلم للقلب وأدعى للإخلاص، وأكمل للأدب مع أهل العلم والفضل رحمة الله عليهم أجمعين .

5- ذكر الإمام أبو شامة في تفسير معنى الشهاب الذي ذكره الإمام الشاطبي رحمه الله في قوله:
23- لها شهب عنها استنارت فنورت...البيت
والشهاب في أصل اللغة: اسم للشعلة الساطعة من النار، ثم سمى به الكوكب المضيء المرصد لرجم من استرق السمع من الجن، ويتعلق به كلام طويل، ومعان حسنة ذكرتها في شرح قصيدة الشقراطسي رحمه الله.اهـ
قلت: هل يوقفنا أحد أخواننا ومشايخنا وعلماء الملتقى المبارك على هذه القصيدة والتعريف بها، وهل مخطوط هذا الشرح موجود أم أنه في عداد المحتجب عن الأعين، المحتاج إلى البحث؟ ننتظر الإجابة من الأفاضل وجزاكم الله خيرا

6- قال الإمام أبو شامة في شرح بيت الإمام الشاطبي رحمه الله الذي قال فيه:
23- وسوف تراهم واحدا بعد واحد *** مع اثنين ...البيت

ويجوز أن يكون مع اثنين من أصحابه خبر مبتدأ محذوف: أي كلٌ مع اثنين، أو يكون التقدير: كلا مع اثنين بالنصب على البدل من واحدا بعد واحد: أي ترى كل واحد منهم مع اثنين من أصحابه. ويجوز أن يكون التقدير واحدا مع اثنين من أصحابه بعد واحد مع اثنين من أصحابه، ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه، ولو قال:
وسوف تراهم هاهنا كل واحد *** مع اثنين ...البيت
لكان أسهل معنى وأحسن لفظا.اهـ

7- ذكر الإمام رحمه الله وجها لطيفا في شرح قول الشاطبي رحمه الله:
24- وليس على قرآنه متأكلا.
فقال:
وقد تورع جماعة من أهل العلم عن الأكل بالقرآن العزيز مع جوازه لهم (قلت وفي هذا إشارة لمذهب أبي شامة رحمه الله في أخذ الأجرة على القرآن) وكان حمزة رحمه الله تعالى من أشدهم في ذلك،

وقيل: هو من قولهم تأكل البرق والسيف: إذا هاج لمعانه أي لم ينتصب ظاهر الشعاع لأهل الدنيا بالقرآن العزيز فيجعله وصلة إلى دنياهم، ويقال: تأكلت النار، إذا هاجت، أي لم يكثر الحرص على الدنيا فتكون على بمعنى مع كقوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه) أي مع حبه، وذكر أمثلة ثم قال رحمه الله: وفيه وجوه أخر ذكرناها في الشرح الكبير، والله أعلم.
قلت: أسأل الله أن ييسر لنا الاطلاع على هذا الشرح الكبير فكثيرا ما يحيل الإمام عليه في التوسع في بعض المسائل.

أكتفى اليوم بهذا القدر، وأسأل الله أن يعيننا على التمام، والله المستعان.
 
عودة
أعلى