الفوائد المختارة من كتاب الرِّعاية لتجويد القراءة، للإمام مكي بن أبي طالب القَيسي

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30/11/2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
بسم1​
الاثنين 6رمضان 1434

[align=justify]
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتمَّ علينا النعمة، والصلاة والسلام على نبي الرحمة، وعلى آله وأصحابه أولي الهدى والحكمة.
أما بعدُ؛ فهذا فوائدُ اخترتُها من كتاب: "الرِّعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة"، تأليف: الإمام مكّي بن أبي طالب القَيسي، يستفيد منها من قرأ الكتاب في استذكار ومراجعة ما مرَّ عليه من معلومات الكتاب، كما تكون تحفيزًا لمن لم يطالع الكتاب ليبادر باقتنائه وقراءته.
وقد اعتمدتُ على الطبعة التي حقّقها الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات، دار عَمّار-الأردن-الطبعة الرابعة 1422هـ.​


1. ولستُ أذكر في هذا الكتاب إلا ما لا اختلاف فيه بين أكثر القراء. ص52
2. فيجب على كل من قرأ بأي حرف كان من السبعة أن يأخذ نفسه بتحقيق اللفظ وتجويده، وإعطائه حقه على ما نذكره مع كل حرف في هذا الكتاب، ويكون على تحفّظ مما ننصّه له، فيسلم حينئذ من التقصير في لفظه، ويأمن من التحريف في قراءته، ويجري في قراءته على أصل صحيح، ولفظ فصيح، فيكون الغالب على قراءته السلامة من الخلل، والبعد من الزلل. ص52
3. وما علمتُ أن أحدًا من المتقدمين سبقني إلى تأليف مثل هذا الكتاب، ولا إلى جمع مثل ما جمعتُ فيه من صفات الحروف وألقابها ومعانيها، ولا إلى ما أتبعتُ فيه كل حرف منها من ألفاظ كتاب الله تعالى، والتنبيه على تجويد لفظه، والتحفّظ به عند تلاوته. ص52
4. ولقد تُصُوِّر في نفسي تأليف هذا الكتاب وترتيبه من سنة تسعين وثلاث مئة، وأخذتُ نفسي بتعليق ما يخطر ببالي منه في ذلك الوقت، ثم تركتُه إذ لم أجد معينًا فيه من مؤلِّف سبقني بمثله قبلي، ثم قوّى الله النية، وحدّد البصيرة في إتمامه بعد نحو من ثلاثين سنة، فسهّل الله تعالى أمره، ويسَّر جمعه، وأعان على تأليفه. ص52
5. فمن ائتمّ بكتابي هذا في تجويد ألفاظه وتحقيق تلاوته، ممن سَلِم من اللحن والخطأ، وضَبَط روايته التي يَقرأ بها = قام له هذا الكتاب على تقادم الأعصار ومرور الزمان مقام الناقد البصير الماهر النِّحرير. ص53
6. فأعظم ما يستشعره المؤمن من فضل القرآن = أنه كلام رب العالمين غير مخلوق، كلام من ليس كمثله شيء، وصفة من ليس له شبيه ولا ند، وكتاب إله العالمين، ووحي خالق السماوات والأرضين، وهو هادي الضالين، ومنقذ الهالكين، ودليل المتحيّرين، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو السراج المنير، وهو الحق المبين، وهو الصراط المستقيم، فأي فضل بعد هذا؟! ص55
7. أعظم آفة تدخل على أهل القرآن = طلبه لغير الله، واستعمال الرياء فيه، وإخلاص العمل فيه للدنيا، وترك اتّباعه.
والإعراض عن العمل بما فيه = أعظمُ ذنبًا، وأقرب إلى الهَلَكة به. ص73
8. وأنا أقول: أولى الناس بهذا القرآن = من عمل به، وإن لم يحفظه، وإن أشقى الناس بهذا القرآن = من حفظه ولم يعمل بما فيه. ص73
9. فليتق الله حامل القرآن في نفسه، وليخلص الطلب والعمل لله، فإن كان قد تقدَّم له شيء مما يكره = فليبادر إلى التوبة والإنابة من ذلك، وليبدأ بالإخلاص في طلبه وعمله، فالذي يلزم حامل القرآن من التحفّظ = أعظم مما يلزم غيره، كما أن له من الأجر ما ليس لغيره. ص75،76
10. أول ما ينبغي لطالب القرآن فعله = أن يخلص طلبه لله تعالى. ص77
11. وينبغي له أن يأخذ نفسه بقراءة القرآن في ليله ونهاره، في الصلاة أو في غيرها، وإن قَلَّ ذلك. ص77
12. وينبغي له أن لايطلب بالقرآن شرف المنزلة عند أبناء الدنيا من الملوك وغيرهم، وأن يخلصه لله، فإن كان قد دخله شيء من ذلك = فليتب منه، وليعتقد الإخلاص لله. ص78
13. وينبغي له أن يكون لله حامدًا، ولنعمه شاكرًا، وله ذاكرًا، وعليه متوكِّلاً، وبه مستعينًا، وإليه راغبًا، وبه معتصمًا، وللموت ذاكرًا، وله مستعدًّا. ص78
14. وينبغي له أن يكون خائفًا من ذنبه، راجيًا عفو ربه، ويكون الخوف في صحته أغلب عليه، إذ لا يعلم بما يُختَم له، ويكون الرجاء عند حضور منيّته أقوى منه في نفسه؛ لحسن الظن بالله، ولقرب منيّته منه.ص78
15. وينبغي له أن يكون عالِمًا بأهل زمانه، متحفِّظًا من شيطانه، ساعيًا في خلاص نفسه، ونجاة مُهجته، مقدِّمًا بين يديه ما يَقدرُ عليه من عَرَض دنياه، مجاهِدًا لنفسه في ذلك ما استطاع، وينبغي له أن يكون أهم أموره عنده الورعَ في دينه، واستعمال تقوى الله ومراقبته فيما أمره به ونهاه عنه. ص78
[/align]​
(يتبع إن شاء الله)
 
[align=justify]
16. وينبغي له أن لا يحبس في نفسه غِلاًّ لمسلم، وأن يعفوَ عمَّن ظلمه، ويصل من قطعه، ويعطي من حرمه، وأن يأخذَ بالفضل في أموره إذ لا منزلة فوق منزلته. ص80
17. ينبغي لطالب القرآن بعد إخلاص طلبه لله = أن يتحفَّظَ في نقله، وينقله عن ثقة يرضى حاله، وعلمه، ودينه. ص84
18. وينبغي له أن يتواضعَ لله عز وجل في طلبه، ولمن يَنقُل عنه، ولمن يطلب معه، وأن لا يبخل على من أراد القراءة عليه إذا أمِنَ على نفسه من الخطأ. ص84
19. وينبغي له أن يلين جانبه لمن يطلب عليه، ولمن يطلب منه، ولا يعنِّفه، ولا يزجره، ولا يرجوه، ويقبل عليه ما استطاع، ويحتسب في ذلك ما عند الله. ص84
20. وينبغي له أن يأخذَ نفسه بالتصاون عن طرق الشبهات، ويقلّ الضحك وكثرة الكلام واللغط في مجالس القرآن وغيرها، ويأخذ نفسه بالحِلْم والوقار. ص85،84
21. وينبغي له أن يتواضع للفقراء، ويتحفَّظ من التكبّر والإعجاب، ويتجافى عن الدنيا وأبنائها إن خاف على نفسه الفتنة. ص85
22. وينبغي له أن يَدَع الجدال والمراء، ويأخذ نفسه بالرِّفق والأدب. ص85
23. وينبغي له أن يكون ممن يؤمن شرّه، ويُرجَى خيره، ويُسلَم من ضرّه، وأن لا يسمع ممن نمَّ عنده. ص85
24. وينبغي له أن يصاحب من يعاونه على الخير، ويدلّه على الصدق ومكارم الأخلاق، ويَزينه ولا يَشينه. ص85
25. ينبغي لطالب القرآن = أن يتعلَّم أحكام القرآن، فيفهم عن الله ما فرض عليه، ويلقن عنه ما خاطبه به، فينتفع بما يقرأ، ويعمل بما يتلو، وأن يتعلم الناسخ والمنسوخ، فيعلم ما فرض عليه مما لم يفرض عليه، وما سقط العمل به مما العمل به واجب، وأن يتعلم الفرائض والأحكام. ص86
26. فما أقبح حامل القرآن أن يتلو فرائضه وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يعلم ما يتلو، فكيف يعمل بما لا يفهم معناه، وما أقبح به أن يُسأل عن فقه ما يتلو فلا يدريه، فما مَن هذه حالته إلا كمثل الحمار يحمل أسفارا. ص86
27. وينبغي لطالب القرآن أن يعرف المكي من المدني، فيفهم بذلك ما خاطب الله به عباده في أول الإسلام، وما ندبهم إليه في آخر الإسلام، وما افترض عليهم في أول الإسلام، وما زاد عليهم من الفرائض في آخره، ويَقوى بذلك على معرفة الناسخ والمنسوخ؛ لأن المدني هو الناسخ للمكي في أكثر القرآن، ولا يمكن أن ينسخ المكي المدني؛ لأن المنسوخ هو المتقدِّم في النزول قبل الناسخ له ص87
28. ومن كمال حال طالب القرآن = أن يعرف الإعراب وغريب القرآن، فذلك مما يسهل عليه معرفة معنى ما يقرأ، ويزيل عنه الشك في إعراب ما يتلو. ص87
29. يجب على طالب القرآن أن يتخيَّر لقراءته ونقله وضبطه أهلَ الديانة والصيانة والفهم في علوم القرآن والنَّفاذ في علوم العربية، والتجويد بحكاية ألفاظ القرآن، وصحة النقل عن الأئمة المشهورين بالعلم. ص89
30. فإذا اجتمع للمقري: صحة الدين، والسلامة في النقل، والفهم في علوم القرآن، والنفاذ في علوم العربية، والتجويد بحكاية ألفاظ القرآن = كملت حاله، ووجبت إمامته. ص89
31. يجب لطالب القرآن أن لا يهمل نفسه، وينقلَ عمن لا يجب النقل عنه. ص92
[/align]
(يتبع إن شاء الله)
 
[align=justify]
32. وهي [الألف] أخفى الحروف، لذلك سُمِّيت بالحرف الهاوي؛ لأنه يهوي في الفم حتى يتصل بالحلق. ص95
33. وكل الحروف تتغيَّر الحركة التي قبلها، فتكون ضمًا أو فتحًا أو كسرًا، إلا الألف فإنها لا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا أبدا، وإلا الواو الساكنة فإنها لا يكون قبلها كسرة، والياء الساكنة لا يكون قبلها ضمة، ويكون قبلهما غير ذلك من الحركات. ص95
34. وكل الحروف المذكورة له صورة في الخط يُعرَف الحرف بها اصطلاحًا متفقا عليه، لا تتغير تلك الصورة، إلا الهمزة فإنها لا صورة لها تُعرَف بها، وإنما يُستعارُ لها صورة غيرها، فمرة يُستعار لها صورة الألف، ومرة صورة الياء، ومرة لا تكون لها صورة.
وإنما لم تكن لها صورة كسائر الحروف؛ لأن الهمزة حرف ثقيل، فغيَّرته العرب لثقله، وتصرَّفت فيه ما لم تتصرَّف في غيره من الحروف، فأتت به على سبعة أوجه مستعملة في القرآن والكلام، جاءت به مُحقَّقا، ومُخفَّفا، ومُبدَلا بغيره، ومُلقى حركته على ما قبله، ومحذوفا، ومُثبتا، ومُسهَّلا بين حركته والحرف الذي منه حركته. ص95
35. اعلم أن العرب قد استعملت مع التسعة والعشرين حرفا المشهورة = ستة أحرف زائدة عليها، اتسعت بها في كلامها، وتفصّحت بها في لغاتها.
من ذلك: النون الخفيفة...والثاني: الألف الممالة...والثالث: الألف المفخمة...والرابع: الصاد التي يخالط لفظُها لفظَ الزاي...والخامس: همزة بين بين...فهذه الخمسة الأحرف مستعملة في الكلام والقرآن كثيرا، وهي زائدة على التسعة والعشرين الحروف المشهورة، ومخرج كل حرف من هذه الخمسة متوسط بين مخرج الحرفين اللذين اشتركا فيه.
وأما الحرف السادس فهو حرف لم يُستعمل في القرآن، وهو حرف بين الشين والجيم، وهي لغة لبعض العرب، يبدلون من كاف المؤنث شينا يخالط لفظها لفظ الجيم. ص107-111
36. اعلم أن الحروف التسعة والعشرين المشهورة قد اشتركت في استعمالها لغات العرب ولغات العجم، إلا الظاء فإنها للعرب خاصة، ليس في لغات العجم ظاء.
وقد قيل: إن الحاء أيضا انفردت بها العرب، ليس في لغات العجم حاء.
وقال الأصمعي: ليس في الرومية ولا الفارسية ثاء، ولا في السريانية ذال. ص113
37. وكذلك ستة أحرف انفردت بكثرة استعمالها العرب، وهي قليلة في لغات بعض العجم، ولا توجد البتة في لغات كثير منهم، وهي: العين، والصاد، والضاد، والقاف، والظاء، والثاء. ص113
38. وانفردت العرب أيضا باستعمال الهمزة متوسطة ومتطرِّفة، ولم يستعمل ذلك العجم إلا في أول الكلام. ص114،113
39. لم أزَل أتتبع ألقاب الحروف التسعة والعشرين وصفاتها وعِلَلها حتى وجدتُ من ذلك أربعة وأربعين لقبا. ص115
40. ولا تجدُ أحرفًا اتفقت في الصفات والمخرج واحدٌ؛ لأن ذلك يوجب اشتراكها في السمع فتصير بلفظ واحد، فلا يُفهَمُ الخطاب منها. ص115
41. ومعنى الحرف المهموس: أنه حرف جرى مع النَّفَس عند النطق به لضعفه، وضَعُف الاعتماد عليه عند خروجه. ص116
42. وإنما لُقِّب هذا المعنى بالهمس؛ لأن الهمس هو الحِسُّ الخفي الضعيف، فلما كانت ضعيفة لُقِّبت بذلك. ص116
43. ومعنى الحرف المجهور: أنه حرفٌ قويٌ يمنع النَّفَس أن يجري معه عند النطق به لقوته، وقوة الاعتماد عليه في موضع خروجه. ص117
44. وإنما لُقِّب هذا المعنى بالجهر؛ لأن الجهر = الصوت الشديد القوي، فلما كانت في خروجها كذلك = لُقِّبت به؛ لأن الصوت يجهر بها لقوَّتها. ص117
45. ومعنى الحرف الشديد: أنه حرفٌ اشتدَّ لزومه لموضعه، وقويَ فيه حتى مَنَعَ الصوتَ أن يجري معه عند اللفظ به. ص117
46. فعلى قدر ما في الحرف من الصفات القوية كذلك قوَّته، وعلى قدر ما فيه من الصفات الضعيفة كذلك ضعفه، فافهم هذا لتعطيَ كل حرف في قراءتك حقه. ص118
47. وإنما لُقِّب هذا الصنف بالشدة؛ لاشتداد الحرف في موضع خروجه حتى لا يخرج معه صوت. ص118
[/align]

(يتبع إن شاء الله)
 
48. ومعنى الحرف الرخو: أنه حرف ضَعُفَ الاعتماد عليه في موضعه عند النطق به، فجرى معه الصوت. ص119
49. وإنما سُمِّيت بالرخوة؛ لأن الرخاوة اللين، واللِّين ضد الشِّدَّة، فسمِّيت بذلك؛ لأنها ضد الشديدة. ص119
50. فاعرف الصفات الضعيفة والصفات القوية = تقوَ بذلك على تجويد لفظك بكتاب الله جل جلاله. ص119
51. إنما سُمِّيت بحروف الإطباق؛ لأن طائفة من اللسان تنطبق مع الريح إلى الحنك عند النطق بهذه الحروف، وتنحصر الريح بين اللسان والحنك الأعلى عند النطق بها مع استعلائها في الفم. ص122
52. إنما سُمِّيت بالمنفتحة؛ لأن اللسان لا ينطبق مع الريح إلى الحلق عند النطق بها، ولا تنحصر الريح بين اللسان والحنك، بل ينفتح ما بين اللسان والحنك، وتخرج الريح عند النطق بها. ص123
53. إنما سمِّيت بالاستعلاء؛ لأن الصوت يعلو عند النطق بها إلى الحنك، فينطبق الصوت مستعليًا بالريح مع طائفة من اللسان مع الحنك مع حروف الإطباق المذكورة، على هيئة ما ذكرنا، ولا ينطبق مع الخاء والغين والقاف، إنما يستعلي الصوت غير منطبق بالحنك. ص123
54. وإنما سميت مستفلة؛ لأن اللسان والصوت لا يستعلي عند النطق بها إلى الحنك كما يستعلي عند النطق بالحروف المستعلية المذكورة، بل يستفل اللسان بها إلى قاع الفم عند النطق بها على هيئة مخارجها. ص124
55. وإنما سميت بحروف الصفير؛ لصوت يخرج معها عند النطق بها يشبه الصفير. ص124
56. حروف القلقلة، ويقال: اللقلقة، وهي خمسة أحرف، يجمعها هجاء قولك: (جد بطق)، وإنما سميت بذلك؛ لظهور صوت يشبه النبرة عند الوقف عليهن، وإرادة إتمام النطق بهن. ص124
57. وإنما سمين بحروف المد؛ لأن مدّ الصوت لا يكون في شيء من الكلام إلا فيهن، مع ملاصقتهن لساكن بعدهن، أو همزة قبلهن أو بعدهن، ولأنهن في أنفسهن مدّات. ص125
58. وإنما سمين بحروف اللين؛ لأنهن يخرجن من اللفظ في لين من غير كلفة على اللسان واللهوات، بخلاف سائر الحروف، وإنما ينسللن بين الحروف عند النطق بهن انسلالا بغير تكلف. ص126
59. حرفا اللين، وهما: الواو الساكنة التي قبلها فتحة، والياء الساكنة التي قبلها فتحة، وإنما سميتا بذلك؛ لأنهما يخرجان في لين وقلة كلفة على اللسان، لكنهما نقصتا عن مشابهة الألف لتغيّر حركة ما قبلهما عن جنسهما، فنقصتا المد الذي في الألف، وبقي فيهما اللين لسكونهما. ص126
60. الحروف الهوائية: وهي أيضا حروف المد واللين المتقدمة الذكر، وإنما سميت بالهوائية؛ لأنهن نسبن إلى الهواء، لأن كل واحدة منهن تهوي عند اللفظ بها في الفم، فعمدة خروجها في هواء الفم. ص126
61. والألف أمكن في هواء الفم عند خروجها من الواو والياء؛ إذ لا يعتمد اللسان عند النطق بها على موضع من الفم. ص127،126
62. الحروف الخفية: وهي أربعة: الهاء وحروف المد واللين المتقدمة الذكر، وإنما سميت بالخفية؛ لأنها تُخفى في اللفظ إذا اندرجت بعد حرف قبلها. ص127
63. والألف أخفى هذه الحروف؛ لأنها لا علاج على اللسان فيها عند النطق بها، ولا لها مخرج تُنسب على الحقيقة إليه، ولا تتحرك أبدا، ولا تتغير حركة ما قبلها، ولا يعتمد اللسان عند خروجها على عضو من أعضاء الفم. ص127
64. حروف العِلَّة: وهي أربعة: الهمزة وحروف المد واللين المتقدمة الذكر، وإنما سميت بحروف العلة؛ لأن التغيير والعلة والانقلاب لا يكون في جميع كلام العرب إلا في أحدها. ص128
65. حروف التفخيم، وهي حروف الإطباق المذكورة، يتفخّم اللفظ بها؛ لانطباق الصوت بها بالريح من الحنك. ص129،128
66. والطاء أمكن في التفخيم من أخواتها. ص129
67. حروف الإمالة: وهي ثلاثة أحرف: الألف، والراء، وهاء التأنيث، وإنما سميت حروف الإمالة؛ لأن الإمالة في كلام العرب لا تكون إلا فيها. ص129
68. لكن الألف وهاء التأنيث لا تتمكّن إمالتهما إلا بإمالة الحرف الذي قبلهما. ص129
69. والهاء لا يُمال إلا في الوقف، والراء والألف يمالان في الوقف والوصل. ص129
70. الحروف الـمُشرَبة، ويقال بها الـمُخالِطة –بكسر اللام وفتحها-، وهي الحروف الستة التي ذكرنا أن العرب اتسعت فيها فزادتها على التسعة والعشرين. ص130
71. الحرف الـمُكرَّر: وهو الراء، سمي بذلك؛ لأنه يتكرر على اللسان عند النطق به، كأن طرف اللسان يرتعد به، وأظهر ما يكون ذلك إذا كانت الراء مشددة، ولا بد في القراءة من إخفاء التكرير. ص131،130
72. حرفا الغنة: وهما النون والميم الساكنتان، سميتا بذلك؛ لأن فيهما غنة تخرج من الخياشيم عند النطق بهما، فهي زائدة فيهما، كالإطباق الزائد في حروف الإطباق، وكالصفير الزائد في حروف الصفير. ص131

(يتبع إن شاء الله)
 
[align=justify]
73. حرفا الانحراف، وهما اللام والراء، وإنما سميا بذلك؛ لأنهما انحرفا عن مخرجهما حتى اتصلا بمخرج غيرهما، وعن صفتهما إلى صفة غيرهما. 131-132
74. الحرف الجرسي، وهو الهمزة، سميت بذلك؛ لأن الصوت يعلو بها عند النطق بها، ولذلك استُثقلت في الكلام. ص133
75. الحرف المستطيل، وهو الضاد، سميت بذلك؛ لأنها استطالت على الفم عند النطق بها حتى اتصلت بمخرج اللام. ص134
76. الحرف المتفشّي، وهو الشين، سميت بذلك؛ لأنها تفشّت في مخرجها عند النطق بها حتى اتصلت بمخرج الظاء. ص134
77. ومعنى التفشّي: هو كثرة انتشار خروج الريح بين اللسان والحنك، وانبساطه في الخروج عند النطق بها. ص135
78. فلولا اختلاف صفات الحروف ومخارجها وأحكامها وطباعها التي خلقها الله –جل ذكره- عليها = ما فُهم الكلام، ولا عُلم معنى الخطاب، ولكانت الأصوات ممتدة لا تُفهَم من مخرج واحد، وعلى صفة واحدة كأصوات البهائم. ص143
79. فيجب على القارئ أن لا يتكلف في الهممزة ما يقبح من ظهور شدة النبر بنبرة الصوت، وأن يلفظ بالهمز مع النَّفَس لفظا سهلا. ص146
80. ويجب على القارئ إذا وقف على الهمزة وهي متطرفة بالسكون = أن يطلب اللفظ بها وإظهارها في وقفه. ص150-151
81. فليس هذا كتاب اختلاف، وإنما هو كتاب تجويد ألفاظ، ووقوف على حقائق الكلام، وإعطاء اللفظ حقه، ومعرفة أحكام الحروف التي ينشأ الكلام منها، مما لا اختلاف في أكثره. ص154
82. فلا بد أن تختلف الحروف، إما في المخارج، وإما في الصفات. ص156
83. اللفظ بالحرف المكرر كمشي المقيَّد، وكمن يرفع رجله لمشي فيردّها إلى الموضع الذي رفعها منه، وذلك ثقيل. ص162
84. كل حرف أدغمته في حرف = فلا بد من إسكان الأول أبدا، ثم تُدغِم. ص166
85. وقد رأيتُ كثيرًا من الطلبة يشدّدون الخاء من الأخ، وذلك خطأ فاحش، وإنما هي مخففة مكسورة، كالباء من الأب. ص168
86. كل ما ذكرتُه لك من هذه الحروف وما نذكره = لم أزل أجد الطلبة تزلّ بهم ألسنتهم إلى ما نبّهتُ عليه، وتميل بهم طباعهم إلى الخطأ فيما حذرتُ منه، فبكثرة تتبعي لألفاظ الطلبة بالمشرق والمغرب وقفتُ على ما حذرتُ منه ووصيتُ به من هذه الألفاظ كلها، وأنت تجد ذلك من نفسك وطبعك. ص170
87. ولا تجد قافا تلاصق كافا من أصل كلمة البتَّة. ص173
88. وإذا وقع بعد الشين جيمٌ = وجب أن تُبيَّن الشين؛ لئلا تقرب من لفظ الجيم؛ لأنها أختها ومن مخرجها. ص175
89. ولا بدّ له من التحفّظ بلفظ الضاد حيث وقعت، فهو أمر يقصِّر فيه أكثر من رأيتُ من القراء والأئمة؛ لصعوبته على من لم يدرب فيه. ص184
90. والضاد أصعب الحروف تكلّفًا في المخرج، وأشدها صعوبة على اللافظ، فمتى لم يتكلف القارئ إخراجها على حقها = أتى بغير لفظها، وأخلّ بقراءته، ومن تكلَّف ذلك وتمادى عليه = صار له التجويد بلفظها عادة وطبعا وسجيّة. ص185
91. والتفخيم في اللام أقل منه في الراء. ص188
92. واعلم أيها الناظر في هذا الكتاب أن أكثر ما نحض على بيانه والتحفظ به =ليس بين القراء فيه اختلاف. ص202
93. اعلم أن الحروف إنما يُبدَل بعضها من بعض، ويُدغَم بعضها في بعض؛ للتناسب والقرب الذي بينها. ص216
94. وقد ذكرنا في غير هذا الكتاب ما تُدغَم فيه الذال وغيرها من الحروف مما اختلف القراء فيه، فأغنى عن ذكر ذلك في هذا الكتاب. فتلك الكتب كتب تُحفَظ منها الرواية المختلف فيها، وهذا الكتاب يُحكَم فيه لفظ التلاوة التي لا خلاف فيها، فتلك كتب رواية، وهذا كتاب دراية، فافهم هذا. ص225-226
95. فيجب على القارئ أن يتبيّن المشدَّد حيث وقع، ويعطيه حقه، ويميِّزه مما ليس بمشدَّد؛ لأنه إن فرَّط في تشديده حذف حرفًا من تلاوته. ص245
96. ويكون تشديد الراء في ذلك أمكن من غيرها؛ ليتمكَّن إخفاء التكرير فيها. ص249
97. والمقرئ إلى جميع ما ذكرناه في كتابنا هذا أحوج من القارئ؛ لأنه إذا عَلِمه عَلَّمه، وإذا لم يَعلمه لم يُعلِّمه، فيستوي في الجهل بالصواب في ذلك القارئ والمقرئ، ويَضل القارئ بضلال المقرئ، فلا فضل لأحدهما على الآخر. ص253
98. فمعرفة ما ذكرنا لا يسع من انتصب للإقراء جهله، وبه تكمل حاله، وتزيد فائدة القارئ الطالب، ويلحق بالمقرئ. ص253-254
99. فلا يرضينَّ امرؤ لنفسه في كتاب الله –جلّ ذكره- وتجويد ألفاظه إلا بأعلى الأمور، وأسلمها من الخطأ والزلل. ص254
100. فَقِسْ على ما ذكرتُ لك من هذه الأصول، وخذ نفسك في تلاوتك باستعمالها = يصر لك طبعًا وسجيّة، وتحسن ألفاظك بذلك، وتقرأ على أصل وصواب. ص257
101. وليس في كلام العرب لامٌ أظهر تفخيما وأشد تعظيما من اللام في اسم الله –جلّ ذكره-؛ لأنهما لامان مفخمان لإرادة التعظيم والإجلال. ص258
102. اعلم أن الوقف على الحرف المشدَّد فيه صعوبة على اللسان؛ لاجتماع ساكنين في الوقف غير منفصلين، كأنه حرف واحد، فلا بد من إظهار التشديد في الوقف في اللفظ، وتمكين ذلك حتى يظهر في السمع التشديد. ص259

[/align]
(تمَّت بحمد الله)
 
عودة
أعلى