سالم سرور عالي
New member
- إنضم
- 15/04/2006
- المشاركات
- 161
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
الفوائد الثمينه من مكتبة المدينه
ومن فضائل الله عليَّ أن وفقني للإفادة من هذه المكتبة والنهل من علومها ومصنفاتها ، وكنت أحِّرر فوائدي وأقيِّدها في كنَّاشتى الخاصة ، وهي فوائد عزيرة لا تتعلق بأطروحة أو تأليفٍ خاص ،إنما كان القصد منها تحرير بعض المسائل وتوثيق بعض الأصول والضوابط ،وإصلاح ما فيه تصحيف وتلخيص ما لاح لي تلخيصه . وقد بلغ مجموع فوائدي مئة فائدة . وقد كنت أحِّرر الفائدة مع ذكر مصدرها ، وقد نّد مني تقييد بعض المصادر سهواً مني . ولم أكن أطمح إلى نشرها ، ولما وقف عليها بعض إخواني ألحوا عليَّ في نشرها رجاء الإفادة منها والدعاء ممن ينتفع بها . أسأل الله الإخلاص والقبول ، وهذا أوان الشروع في الفوائد :
1- قول الله تعالى: ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) الفرقان: ٢٤ تدل على انقضاء الحساب في نصف نهار ، لأن المقيل : القيلولة أو مكانها ، وهي الاستراحة نصف النهار في الحَّر .
[ "دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب " : (ص/222) ].
2- قول الله تعالى : (فأقم وجهك للدين حنيفا )[FONT=QCF_BSML] [/FONT]الروم: ٣٠ خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن قال الله بعده :( منيبين اليه واتقوه ) الروم: ٣١ والجواب : أي أقم وجهك يا نبي الله في حال كونكم منيبين إليه ، والقاعدة عند أهل اللغة : أن الحال إن لم تكن سببية لابد أن تكون مطابقة لصاحبها إفراداً وتثنية وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً ، والخطاب هنا يعم جميع الأمة ، فتكون الحال من الجميع .
[ " دفع إيهام الاضطراب " : (ص/232 ] .
3- قال الإمام الشافعي ( 204ه) : " فمن زعم أنه يرى الجن : أبطلت شهادته لأن الله يقول : (انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )الأعراف: ٢٧ إلا أن يكون نبياً " .
[ " أحكام القرآن " : (ص/194) ] .
4- سبعة أمور يندفع بها الإشكال عن التفسبير : رد الكلمة لضدها ، ردها إلى نظيرها ، النظر فيما يتصل بها من خبر أو شرط أو إيضاح في معنى آخر ، دلالة السياق ، ملاحظة النقل عن المعنى الأصلي ، معرفة النزول ، السلامة من التدافع " .
[" البرهان للزركشي " : (2/199) ] .
5- يزعم بعض الناس أن قوله تعالى: ( واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب )الأحزاب: ٥٣ " خاصة بأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم ، لكن تعليل الله تعالى إيجاب الحجاب بكونه أطهر لقلوب الرجال والنساء من الريبة قرينة واضحة على قصد تعميم الحكم ، إذ لم يقل أحد من جميع المسلمين : إن غير أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا حاجة إلى طهارة قلوبهن ولا إلى طهارة قلوب الرجال من الريبة منهن ، وقد تقرر في علم الأصول :أن العلة قد تعمم معلولها "
[" أضواء البيان " (1/13) ] .
6- الأصل حمل نصوص الوحي على ظواهرها إلا لدليل .هذه القاعدة رد على الباطنية الذين زعموا أن للقرآن باطناً يعرفه الخاصة ، وفيها رد على الجهمية في كلامهم على الصفات ، ورد على المرجئة الذين زعموا أن المراد بالآيات والأخبار الظاهرة في تعذيب عصاة المؤمنين : الترهيب فقط "
[" قواعد التفسير " : (2/844] .
7- روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ سورة الزمر وسورة الإسراء كما في جامع الترمذي . وفي الصحيحين أن رسول الله إذا استيقظ من نومه يقرأ خواتيم آل عمران "
[" التبيان " : للنووي (ص/147] .
8- كرر الله تعالى ذكر قصة موسى عليه السلام أكثر من قصص غيره من الأنبياء لأن أحواله كانت أشبه بأحوال الرسول صلى الله عليه وسلم من أحوال غيره منهم في إقامة الحجج وإظهار المعجزات لأهل مصر وإصرارهم على تكذيبه والجفاء عليه ، كحال النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة .
[" تفسير الرازي " : (ص/371] .
9- مصطلح لفيف مفروق يقصد به الفعل الذي تكون فاؤه ولامه حرفي علة ، كقول الله تعالى :( ان المتقين في جنات وعيون )الحجر: ٤٥ : المتقي : اسم فاعل .وأصل مادة الاتقاء : (و ق ى) فاؤه واو وعينه قاف ولامه ياء" .
[" أضواء البيان " : (3/132] .
10- " من طرائف مسائل المجاز ما يذكر عن الشاعر أبي تمام في قوله :
لا تسقني ماء الملام فإنني صبُّ قد استعذبت ماء بكائي
جاءه رجل فقال له : صبّ لي في هذا الإناء شيئاً من ماء الملام . فقال : ان اتيتني بريشة من جناح الذل صببت لك شيئا من ماء الملام .والشاعر يشير إلى قوله تعالى: ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة )الإسراء: ٢٤ ، ولا وجود للمجاز في القرآن ، ولا دليل عليه " .
[" رسالة منع جواز المجاز " : (ص/38] .
11- " في قوله تعالى: ( قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين الا ال لوط )): الحجر: ٥٨ – ٥٩ في هذه الآية دليل واضح لما حققه علماء الأصول من جواز الاستثناء من الاستثناء لأنه تعالى استثنى آل لوط من إهلاك المجرمين ، ثم استثنى من هذا الاستثناء امرأة لوط بقوله :(الا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين ) الحجر: ٦٠ .
[" أضواء البيان " : (3/39] .
12- أبو الحارث المحاسبي من شيوخ الصوفية ، كان ينتسب إلى قول ابن كلاَّب في نفي الصفات الاختيارية ، وقد هجره الإمام أحمد ، وأمر بهجره بسبب ذلك ، وبسبب كلامه في الخواطر من غير دليل شرعي ، توفي سنة 243هـ .
[" درء تعارض العقل والنقل " : (6/242] .
13- علماء البدع في مصنفاتهم إذا قالوا هذا مذهب أهل الحق أو مذهب أهل السنة والجماعة أو أجمع أهل السنة في العقيدة فالمقصود بهم الأشاعرة والمعتزلة ومن نحى نحوهم . ومنهم الباقلاني في كتاب الإنصاف وأبو الحسن الأشعري قبل رجوعه لمذهب السلف والبيهقي أبو بكر وشيوخهم .
[" الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم " : (2/24)] .
14- " من وافق الشيعة في ان علياً رضي الله عنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحقهم بالإمامة ، وولده من بعده ، فهو شيعي ، وان خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون ، فإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شيعياً " .
[" الفصل لابن حزم " : (2/113)] .
15- " أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي ، (ت 513هـ) ، متكلم ، جالس المعتزلة ووقع في حبائلهم ، وتجاسر على تأويل النصوص ، ولم يكن معتزلياً خالصاً في باب الأسماء والصفات ، بل وافق ابن كلاَّب في نفي أفعال الله الاختيارية . اضطرب موقفه من من صفات الله الخبرية بين الاثبات والتأويل " .
[" سير أعلام النبلاء 19/443] و [ " شرح حديث النزول " : (ص/42) ] .
16- " الجوهر الفرد : الجزء الذي لا يتجزأ ، او الذرة في الاصطلاح العصري . وهو الجوهر الذي لا يقبل الانقسام .وهو من اصطلاحات أهل الكلام في نفي الصفات أو تأويلها . وبعض علماء أهل الكلام زعموا أن الإيمان بالله واليوم الآخر متوقف على ثبوته . قال الفخر الرازي : " نميل إلى التوقف في هذه المسألة بسبب تعارض الأدلة ، وقد صرح إمام الحرمين في كتاب التلخيص في أحوال الفقه أن هذه المسألة من محارات العقول ، وأبو الحسن البصري وهو أحذق المعتزلة توقف فيها ، فحن أيضاً نختار التوقف " .
[" نقض تأسيس الجهمية " : (1/283) ] .
17- " عجائب أهل الكلام ثلاثة : أحوال أبي هاشم ، وطفرة النظام ، وكسب الأشعري " .
[" منهاج السنة النبوية ": (1/127 ، 2/297] وانظر شرح معناها في : " الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم " : (2/323)] .
18- " الإمام الرازي المتكلم في آخر مصنفاته الكلامية رجع عن بعض أرائه التي نفى فيها بعض الأسماء والصفات ، وآخر كتابين له هما : " المطالب العالية " و " أقسام اللذات " . لكن لم يرجع عن بعض اعتقاده في نفي العلو والاستواء ، والصفات الاختيارية . توفي سنة 544هـ ".
[" درءتعارض العقل والنقل " : (1/325 وما بعدها و 4/290)] .
19- قوله تعالى :( انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون )الحاقة: ٤٠ – ٤١ استدل بها الباقلاني بان القرآن ليس كلام الله تعالى بل كلام جبريل عليه السلام ، وبالتالي فهو مخلوق ، عياذاً بالله تعالى ، والصحيح أن كلمة رسول في الآية المقصود بها محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوحي إليه القرآن ليبلغه للناس أما قول الله تعالى :( انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين )التكوير: ١٩ – ٢٠. فكلمة الرسول يقصد بها جبريل عليه السلام وهو قوله أي أداه لمحمد صلى اله عليه وسلم ، لا انه كلامه " .
[" الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم : (2/32) ] .
20- قصة إبراهيم عليه السلام مع قومه في قوله تعالى :( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا احب الآفلين )الأنعام: ٧٦ استدل بها المبتدعة على تصحيح دليل الأعراض وجعله دليلاً على إثبات الصانع ، واستدلوا بها على نفي الصفات الاختيارية عن الله تعالى ، لئلا يكون الرب محلاً للحوادث ، فيكون حادثاً بزعمهم ، واستدلوا بها على نفس الجسمية عن الله تعالى ، لحدوث الأجسام جميعها . وكل ذلك باطل منقوض لا صحة في الاستدلال به عقلاً ونقلاً . " .
[" درء تعارض العقل والنقل : (1/311 – 313 " و " فتاوى ابن تيمية " : (6/284)] .
21- عقيدة التفويض عند أهل البدع : تفويض المعنى والكيفية ،وتجهيل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ، وأن نصوص الصفات لا تعقل معانيها ولا يفهم منها شيء وهي بمنزلة الكلام الأعجمي ، وهي من المتشابه الحقيقي الذي لا سبيل لمعرفة معناه والمراد منه . " .
[" الإعلام بمخالفات الموافقات والاعتصام : (ص/30)] .
22- الإيمان عند الأشاعرة :هو التصديق القلبي ، وهو مطابق لقول الجهمية في مذهبهم أن الإيمان هو المعرفة . وهو قول باطل كفَّر الأئمة من يعتقده ويقِّرره ".
[" الإعلام بمخالفات الموافقات والاعتصام " : (ص/93)] .
23- وصف الله تعالى بالجلوس والقعود جاء بروايات ضعيفة وحسنة كما في حديث عبد الله بن عمر : " إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد " وروي مرفوعاً بألفاظ أخرى . والقعود والجلوس في حق الله تعالى تثبت كما تليق بالله تعالى .
[" السنة " لعبد الله بن أحمد : (1/300 - 302)] .
24- الوارد في كتب السلف نفي التمثيل في باب الأسماء والصفات وليس نفي التشبيه ، لأن التشبيه قد يعني نفيه معنى صحيح ، وقد يعني به معنى فاسد ".
[" فتاوى ابن تيمية " : (3/166)] .
25- قال أهل العلم : حدُّ الحرم المكي من جهة طريق المدينة دون التنعيم على ثلاثة أميال من مكة ، ومن طريق اليمن على سبعة أميال من مكة ، وعن طريق الطائف للمارّ من عرفات من بطن نمرة على ثلاثة أميال من مكة ، ومن طريق العراق للمارّ من ثنية جبل المقطع سبعة أميال من مكة ، ومن طريق الجعرانة ومن شعب آل عبد الله بن خالد على تسعة أميال ، ومن طريق جده على عشرة أميال ، وهذا قول الجمهور وأصحها في تحديد جهات الحرم .
26- يختلف الحرم المدني عن الحرم المكي في أمور :
1- يجوز أخذ ما تدعو إليه الحاجة من شجر المدينة للرحل وآلة الحرث.
2- يجوز أخذ ما تدعو إليه الحاجة من حشيشها للعلف .
3- من أدخل إليها صيداً فله إمساكه وذبحه .
4- لا جزاء فيما حرم من صيدها وشجرها وحشيشها بخلاف حرم مكة .
5- يجوز دخول المدينة بغير إحرام بلا خلاف .
6- لا يمنع الكافر من دخول المدينة من أجل المصلحة مؤقتاً من غير استيطان بخلاف حرم مكة.
7- لا يختص حرم المدينة بالنسك وذبح الهدايا كما هو الحكم في حرم مكة .
8- ليس للقطة الحرم المدني حكم خاص كالحرم المكي من عدم تملكها ووجوب تعريفها للأبد.
["أخبار مكة " للأزرقي : (2/121-131) و الموسوعة الفقهية" : (5/258-260).
27- لفظ الحركة لم يرد في الكتاب والسنة في باب الأسماء والصفات ، فإثباته أو نفيه يتوقف على ايراد دليله ، ويغني عنه إثبات النزول والآيتان والمجيء ونحوها .
[" الاستقامة لابن تيمية " : (1/70)] .
28- الإنسان الكائن الحَّي ، جمعه (أناسي) وأصله (أناسين) ، وعناصر الإنسان هي : التراب ، الطين ، الحمأ المسنون ، الطين اللازب ، الصلصال ، نفخ الروح .
29- أنكر ابن حزم إطلاق لفظ (الصفة) على الله تعالى ، وقد رد عليه الحافظ بن حجر بقوله تعالى:( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) الصافات: ١٨٠وقال : مفهوم الآية أن وصف الله تعالى بصفة الكمال مشروع . وفي الحديث الصحيح في فضل سورة قل هو الله أحد : " لأنها صفة الرحمن " .
[" شرح كتاب التوحيد للغنيمان " : (1/63)] .
30- الظاهرية لقب أطلقه أهل البدع على أهل السنة والجماعة الذين يلتزمون بنصوص الوحيين وأقوال السلف الصالح ، وأكثر من يطلقها الإسماعيلية والشيعة الإمامية وبعض مؤولة الصفات .
[" عقائد الثلاث والسبعين فرقة " : (2/659 - 660)] .
31- العدل ليس من أسماء الله تعالى ، لكنه صفة من صفاته الثابتة . قال ابن القيم في النونية : والعدل من أوصافه في فعله : ومقاله و الحكم في الميزان . " .
[" نونية ابن القيم " تحقيق الهراس : (2/98)] .
32- الفرقة الناجية المنصورة من ألقاب أهل السنة والجماعة ، لأنهم ناجون في الدنيا من البدع والضلال ، وناجون في الآخرة من العذاب برحمة الله ثم بأعمالهم الصالحة . وهم منصورون كما قال الله تعالى :( وكذلك ننجي المؤمنين )الأنبياء: ٨٨ وكما قال سبحانه :( وكان حقا علينا نصر المؤمنين )الروم: ٤٧ . وهم فرقة واحدة لأنهم مجمعون على الأصول وإن كانوا مختلفين في الفروع . والاتفاق على الأصول إجماع والاختلاف في الفروع تخيير توسعة " .
[" عقائد الثلاث والسبعين فرقة " : (2/793)] .
33- القزلباشية فرقة تنتشر في بلاد الأناضول ، وهم صوفية متشيعة ، ومذهبهم خليط من عقائد النصيرية ، وعقائد الأكراد والأتراك ، لا يصلون ولا يصومون ، ويبكون على استشهاد الحسن والحسين رضي الله عنهما . يقولون بألوهية علي رضي الله عنه . يطفئون السرج ليلاً ويبكون في الظلام على ذنوبهم " .
[" أصول مذهب الشيعة للقفاري " : (1/113)] .
34- كعب الأحبار : تابعي ، من أشهر علماء اليهود في الجاهلية باليمن ، أسلم في خلافة عمر رضي الله عنه ، أكثر علماء الجرح والتعديل يوثقونه ، له أحاديث في الصحاح والسنن .توفي سنة 32 هـ . " .
[" تهذيب الأسماء واللغات " : (2/68)] .
35- الحاكم الجشمي : مفسر زيدي . له عناية بالاصول وعلم الكلام . وهو شيخ الزمخشري . له شهره في بلاد اليمن . توفي مقتولا بمكة سنة ( 494ه). مما كتب في سيرته : الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن " لعدنان زرزور " وفيه مغالطات كثيرة. منها تصحيح مذهب المتكلمين والاعتماد عليه ، والقول بأن مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات هو مذهب التفويض ، والدعوة إلى توحيد الفكر الإسلامي مع ضرورة توظيف مذهب المعتزلة العقلاني في نواحي الحياة " .
[" طبقات المعتزلة " لابن المرتضى : (354)] .
36- محمد بن إبراهيم بن جماعة المتوفى سنة (733هـ) له كتاب : إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل " أشعري العقيدة ، يدافع عن أهل السنة والجماعة على طريقة الأشاعرة ، له معرفة بطرائق الصوفية . له تأويلات على أسماء الله وصفاته . له شعر صوفي منه قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم " .
يا سابق العيس تطوي البيد في الظُّلم سلِّم سلمت على سكان ذي سلم
[" موقف ابن تيمية من الأشاعرة " : (ص/685)] .
37- محمد بن أحمد السفاريني المتوفى سنة (1188هـ) : فقيه حنبلي ، له كتابات على منهج السلف الصالح . على الرغم من سلفيته إلا أنه زلّ في مسائل في توضيح مذهب السلف ، منها قوله : إن الأشعرية فرقة من فرق أهل السنة والجماعة وكذلك الماتريدية ، وهو يقول بعقيدة التفويض في نصوص الصفات " .
[" مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات " : (ص/242)] .
38- محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي المتوفى سنة (595هـ) فيلسوف وفقيه أصولي شهير ، يلقب بابن رشد الحفيد تمييزاً له عن جده أبي الوليد المتوفى سنة (520هـ) ، عكف على كتب أرسطو وترجمها إلى العربية ، تأثر بالفلاسفة وأهل الكلام . وفي بعض كتبه نوادر " .
[" الصفدية" لابن تيمية : (2/181)] .
39- محمد بن إدريس ابن المنذر الرازي المتوفى سنة (277هـ) أبو حاتم ، من أٌقران البخاري ومسلم ، اتهم بالتشيع . وهي تهمة ساقطة مردودة ، بل هو من علماء السلف . ألصقت به تهمة التشيع للتشابه بينه وبين " أحمد بن حمدان " أبي حاتم ، وهو معاصر للإمام الرازي " .
[" ابن أبي حاتم الرازي " لرفعت عبد المطلب : (ص/640)] .
40- قد يروي الصحابي عن ابنه كحديث العباس بن عبد المطلب عن ابنه الفضل بن عباس : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين بالمزدلفة " . وقد يروي الابن عن أبيه عن جده كعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وطلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب عن أبيه عن جده " .
[" منهج النقد في علوم الحديث " : (ص/158 وما بعدها)] .
41- آخر من مات من الصحابة بمكة أبو الطفيل (110هـ) وآخر من مات بالمدينة محمود بن الربيع (99هـ) وبالبصرة أنس (93هـ) وبالكوفة عبد الله بن أبي أوفي (86هـ) وبالشام عبد الله بن بسر (96هـ) بحمص ، وبمصر عبد الله بن الحارث الزبيدي (86هـ) " .
42- الملك والإمارة لا تدوم ، وفي سيرة ملوك الحيرة المناذرة عبر وشواهد ، فمنهم من قبض عليه الرومان وسجنوه حتى مات كمداً ، ومنهم من مات تحت أرجل الفيلة ، ومنهم من مات طريداً شريداً . قالت هند بنت النعمان : لقد رأيتنا ونحن من أعز الناس وأشدهم ملكاً ، ثم لم تغب الشمس حتى رأيتنا ونحن أقل الناس .وأنشدت أختها حرقة :
فبينا نسوس الناس والامر امرنا اذا نحن فيهم سوقة نتنصف
فاف لدنيا لا يدوم نعيمها تقلب تارات بنا وتصرف
43- من الدروس والعبر عند العلماء ما يروى عن حمزة الزيات المتوفى سنة (156هـ) أنه كان شديد الورع ، فقد مرَّ يوماً ببيت أحد تلاميذه ولم يعرفه ، فاستسقى الماء وقعد ، ودخل التلميذ البيت ليحضر الماء ، فلما ناوله نظر الشيخ إلى تلميذه وكأنه عرفه ، وقال : ألست تحضرنا في القراءة ؟ قال التلميذ: نعم : قال " رده ، وأبى أن يشرب ، وقام ومضى . والزيات كان مولى يبيع الزيت من الكوفة إلى حلوان ، وكان من القراء السبعة الثقات " .
[" الجامع لأخلاق الراوي " : (1/369)] .
44- لام الجحود هي اللام التي تأتي بعد كون منفي ، أي بعد " ما كان " أو " لم يكن " لتوكيده ، ولا تدخل إلا على الفعل المضارع . مثل :( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم )الأنفال: ٣٣
45- ضمير الشأن : ضمير يلزم الإفراد والغيبة ، لابد أن يكون مبتدأ ، أو أصله مبتدأ ثم دخل عليه ناسخ . مثل قوله تعالى: ( انه لا يفلح الظالمون )الأنعام: ٢١ " .
46- نون الوقاية : حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ولا عمل له ، تأتي قبل ياء المتكلم التي تعرب في محل نصب مفعول به ، مثل :( فأما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن )الفجر: ١٥ " .
47- من شوارد النحو أن الجمل بعد النكرات تعرب نعوتاً ، وبعد المعارف تعرب أحوالاً . أما إذا كانت النكرة موصوفة أو مضافة ، فيجوز إعراب الجملة الواقعة بعدها حالاً ، كما يجوز إعرابها نعتاً " .
48- قول طرفة بن العبد :
ولولا ثلاث هن من لذة الفتى وجدِّك لم أحفل متى قام عُوَّدي
فمنهن سبق العاذلات بشربة كميت متى ما تعل بالماء تزيد
وكري إذا نادى المضاف محنباً كسيد الغضا في الطخية المتورد
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ببهكنة تحت الطراف المعمد
هذه الأبيات أنشدت في مجلس عمر بن عبد العزيز رحمه الله فقال : " والله لولا ثلاث لم أحفل متى قام عودي : مزاحمة أقوام ينتقون أطايب الكلام ، كما ينتقى أطاييب الثمر ، وان أصوم يوماً حارا بعيداً طرفاه ، وأن أمرغ وجهي لربي في التراب ساجداً .
49- من فقه اللغة أن يقال : نكست الرؤوس وخضعت الأعناق . قال الله تعالى: ( ناكسوا رؤؤسهم ) السجدة: ١٢ وقوله سبحانه :( فظلت أعناقهم لها خاضعين ) الشعراء: ٤ ولا يقال العكس لمخالفتها اللغة . " .
50- حروف الزيادة مجموعة في عبارة : (أمان وتسهيل) وهي في قول الشاعر :
هويت السِّمان فشيبنني وما كنت قدماَ هويت السمانا
51- من أساليب البلاغة في القرآن : تجاهل العارف ومزج الشك باليقين ، كقول الله تعالى) :وانا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين سبأ: ٢٤ ومنه قول الله تعالى :( أأنت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله )المائدة: ١١٦ ومنه قول الشاعر :
وما أدري ولست أدري أقوم آل حصن أ م نساء .
52- التجزئة عند البلاغيين : أن يكون الكلام مجزأ ثلاثة أجزاء أو أربعة أجزاء ، كقول الله تعالى :( انا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحران شانئك هو الأبتر )الكوثر: ١ – ٣ ومنه قول المتنبي :
فنحن في جذل والروم في جزل والبحر في خجل والبر في شغل .
53- التسمية والإشارة إذا اجتمعتا في الجنسين كانت العبرة للتسمية فلو قال : أبيعك هذا الفص من الماس وأشار إلى فص من زجاج ، فإن العبرة هنا بالتسمية لا بالإشارة لاختلاف الجنس ، فيكون البيع باطلاً .
54- ترك الاستفصال في حكاية الحال مع قيام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال مثال ذلك : قصة غيلان الثقفي لما أسلم على عشر نسوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أمسك أربعاً وفارق سائرهن " .ولم يسأله عن كيفية العقد عليهن .
55- الترجيح لا يكون بكثرة العدد . مثل ذلك : إذا تعارض خبران ومع أحدهما زيادة في عدد الرواة ، بأن ورد من طرق متعددة ، والآخر ورد بطريق واحد ، فجمهور الأصوليين والفقهاء يرجحون بكثرة العدد ، أما الأحناف فيرجحون بزيادة الضبط والعدالة والعلم . فأحاديث رفع اليدين في الركوع والرفع منه احتج الأحناف فيها بحديث ابن مسعود رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام ثم لا يعود) . وأما الجمهور فاحتجوا برواية ثلاثة وأربعين صحابياً جاءت كلها بالرفع .
[" موسوعة القواعد الفقهية " : (3/274)] .
56- خيال الظل : فن من التمثيل القديم ، تتحرك الأشخاص والأشكال خلف ستر ، وقد سلط عليها الضوء ، فتبدو صورها متحركة من خلف الستر . ولم ينكره أحد من أهل العلم . قال الشاعر :
رأيت خيال الظل أكبر عبرة لمن هو في علم الحقيقة راقي
شخوص وأشباح تمر وتنقضي وتفنى جميعاً والمحرك باقــي
[" حكم ممارسة الفن " : (ص/311)] .
57- إذا تعارض المانع والمقتضي قدم المانع . مثاله : القتل العمد .العدوان سبب يقتضي القصاص ، فإن كان القاتل أباً فهو مانع من القصاص ، لأن ما كان سبباً للوجود لا يكون سبباً للإعدام .
58- إذا تعارض القول والفعل من النبي صلى الله عليه وسلم قدم القول ، لأنه يتعدى إلى الغير ، والفعل قد يكون مقصوراً عليه.
59- التعارض بين منقول ومعقول : حديث الغسل سبعاً من ولوغ الكلب ، رده الإمام مالك بالقياس ، فقال : كيف يؤكل صيده وسؤره نجس ؟ .
60- التعارض بين معقولين : المعقولان إما : قياسان أو استدلالان ، أو قياس واستدلال . مثال : الاختلاف في طهارة سؤر الحمر الأهلية ونجاسته ، يتعارض فيه قياسان : قياسه على عرقها الذي هو طاهر ، فيكون سؤرها طاهراً ، وقياسه على لبنها الذي هو نجس ، فيكون نجساً ، والجامع في كل منهما أنه مائع يخرج من بدنه لا في مخرج النجاسة .
61- حكم الحاكم منقوض إذا خالف أمراً من الأمور الأربعة : الإجماع ، النص ، القواعد ، القياس الجلي .
62- النص يقدم على الاجتهاد المحتمل ، أما إذا كان ما وقع عليه النص تنبيهاً على ما هو أعلى ، فيقدم الاجتهاد . كالضرب مع التأفيف . وفي زكاة الفطر نص الرسول صلى الله عليه وسلم على الشعير ولم ينص على البر ، لكن إذا كان قوت الإنسان براً لم يجز له أن يخرج شعيراً ، بخلاف العكس ، لأنه أعلى .
[" طبقات الشافعية " : (2/302)] .
63- إن دخل الشرط على الشرط وذكر الجواب كان للسابق ويحذف جواب المتأخر ، لدلالة جواب المتقدم عليه ، قال الله تعالى :( وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين )الأحزاب: ٥٠ : المعنى : إن وهبت امرأة مؤمنة نفسها للنبي : أحلها الله ، إن أراد أن ينكحها فأحلها الله له
[" ارتشاف الضرب " : (2/562)] .
64- إذا توالى شرطان دون عطف ، فالثاني مقيد للأول كتقييده بحالٍ واقعة موقعة، والجواب المذكور أو المدلول عليه للأول ، والثاني مستغنى عن جوابه لقيامه مقام ما لا جواب له ، وهو الحال . قال الله تعالى:( ولا ينفعكم نصحي ان أردت أن أنصح لكم ان كان الله يريد أن يغويكم )هود: ٣٤ .و دليل الجواب محذوف وصاحب الجواب أول الشرطين ، والثاني مقيد له مستغنٍ عن جواب ، والتقدير : إن أردت أن انصح لكم مراداً غيكم لا ينفعكم نصحي .
[" شرح الكافية لابن مالك " : (3/1614)] .
65- خصوص آخر النص لا يمنع عموم أوله . قال الله تعالى : ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )البقرة: ٢٢٨ عام في المطلقة ثلاثاً ، وفيما دونها . ثم قال سبحانه : ( وبعولتهن أحق بردهن في ذلك ) البقرة: ٢٢٨ حكم خاص فيمن كان طلاقها دون الثلاث ، ولم يوجب ذلك الاقتصار بحكم قوله تعالى : ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )البقرة: ٢٢٨ على ما دون الثلاث .
[" أحكام القرآن " للجصاص : (1/374)] .
66- إذا تعارض المنطوق مع المفهوم قدم المنطوق ؛ لأنه أقوى . قال الله تعالى :( وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة )البقرة: ٢٨٣ . قال الجمهور : يجوز الرهن في الحضر كما يجوز في الحضركما يجوز في السفر لحديث عائشة رضي الله عنها : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاماً إلى أجل ، ورهنه درعاً من حديد) .
[" إرشاد الفحول ": (ص/179)] .
67- إخوان من طاع الله : مجموعات صالحة نشأت عام (1330هـ) على يد الملك عبد العزيز رحمه الله بعد توطين البدو ، وساعده في ذلك أئمة نجد الحنابلة ، وكانت الحركة السلفية نواة الدولة السعودية ، شاركوا مع الملك عبد العزيز في معارك من أشهرها : (معركة الشنانة 1322هـ) (ومعركة تربة 1337هـ) . وكان البريطانيون يخشون من سطوتهم وقوة شوكتهم .وقد كتبوا للملك عبد العزيز يشكون له ذلك .
[" تاريخ المملكة العربية السعودية ": (2/146)] .
68- الأشاعرة يقسمون أصول العقيدة بحسب مصدر التلقي إلى ثلاثة أقسام : قسم مصدره العقل وحده ، وهو معظم الأبواب ، ومنه باب الصفات ، وهذا القسم هو : ما يحكم العقل بوجوبه دون توقف على الوحي عندهم . وقسم مصدره العقل والنقل معاً كالرؤية ، وهذا القسم : ما يحكم العقل بجوازه استقلالاً أو بمعاضدة الوحي ، وقسم مصدره النقل وحده ، وهو السمعيات ، كعذاب القبر والصراط ، وهو عندهم جائز ولو لم يدركه العقل .
[" منهج الأشاعرة في العقيدة " للحوالي : (ص/54)] .
69- الضمان والكفالة قد يستعملان بمعنى واحد ، وقد يستعمل الضمان للدين والكفالة للنفس ، وهما مشروعان للتوثيق . إذ فيه ضم ذمة الكفيل إلى ذمة الأصيل على وجه التوثيق . قال الله تعالى :( ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم ) يوسف: ٧٢ .
[" تفسير القرطبي " : (9/225)] .
70- تنقيح المناط عند الأصوليين : النظر والاجتهاد في تعيين ما دل النص على كونه علة من غير تعيين ، بحذف ما لا مدخل له في الاعتبار مما اقترن به من الأوصاف ، مثاله حديث الأعرابي الذي جامع أهله في نهار رمضان. فإنه يدل على كون الجماع علة للعتق .
[" الإحكام " للآمدي : (3/63)] .
71- الفرق بين تنقيح المناط والسبر والتقسيم : أن الوصف في تنقيح المناط منصوص عليه بخلافه في السير والتقسيم ، والحصر في دلالة السبر والتقسيم لتعيين العلة إما استقلالاً أو اعتباراً ، وفي تنقيح المناط لتعيين الفارق وإبطاله ، لا لتعيين العلة.
72- التثقيل الذي يعتري المكلف في عباداته أو معاملاته ، يقابله تخفيف من قبل الشرع . والتخفيف حكم طارئ على الأصل روعي في تشريعه ضرورات العباد وأعذارهم ، والأعذار التي تكون سبباً للتخفيف هي : المرض والسفر والإكراه والنسيان والجهل والعسر وعموم البلوى. .
[" تنقيح الفصول " للقرافي : (ص/85 – وما بعدها)] .
73- كتاب " مروج الذهب " للمسعودي من المصنفات الشريعية التي حذر منها العلماء ، وهو مليء بقدح العلماء والصحابة وأهل الفضل من السنة . قال الإمام ابن تيمية " تاريخ المسعودي فيه من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى " . وكان مؤلفه شيعياً معتزلياً .
[" نزعة التشييع " : (ص/250)] .
74- من أساليب العرب قديماً قولهم " هنيئاً لك النافجة " تقال للرجل عندما تولد له بنت . والمعنى : هنيئاً لك المعظمة لمالك ، وذلك أن يزوجها فيأخذ مهرها من الإبل ، فيضمها إلى إبله . .
[" معجم الأساليب الإسلامية " : (ص/130)] .
75- قوانين الفكر الأساسية ثلاثة : الأول : قانون الذاتية أو قانون الهوية وهو أن حقيقة الشيء لا تتبدل ولا تتغير ، وإنما هي ثابتة ، فزيد الجالس هو زيد الماشي . الثاني قانون عدم التناقض : فالشيء لا يمكن أن يكون وأن لا يكون في نفس الوقت ، فلا يصح أن نقول : الحديد معدن وغير معدن ، وعلي طويل وقصير . الثالث : الثالث المرفوع ، ويقصد به النفي القطعي لوجود وسط بين الإثبات والنفي ، أي أن النقيضين لا يمكن أن يكونا كاذبين معاً ولا يمكن أن يكونا صادقين معاً ، بل يلزم أن يكون أحدهما صادقاً والآخر كاذباُ . وزاد بعض الباحثين في المنطق عليها قانوناً رابعاً وهو قانون السبب الكافي ، ويقصد به أن كل ما هو موجود ، أو كل ما يمكن أن يوجد ، لا بد أن تكون علة توضح لماذا كان على الكيفية أو الحالة التي وجد عليها ، دون أن يكون على كيفية أخرى .
[" طرق الاستدلال ومقدماتها " : (ص/53)] .
76- يغلط بعض أهل الأصول بقولهم " إن المتواترات لا تنسخ بأخبار الآحاد الثابت تأخرها عنه ، مع أن خبر الواحد المتأخر عن المتواتر لا يناقضه ، لاختلاف منهما ، وكلاهما حق في وقته . مثال ذلك قوله تعالى : ( قل لا أجد في ما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير ))الأنعام: ١٤٥ .فقد جاء بعد هذا النص بسبع سنين خبر تحريم الحمر الاهلية ، فلا يكون تحريم الحمر الأهلية الطارئ بعد الآية مناقضاً لها ، لأنها وقت نزول الآية لم تكن محرمة .
[" آداب البحث والمناظرة " للشنقيطي : (ص/64)] .
77- قال الأخضري (ت 983هـ) في حكم تعلم المنطق : .
والخلف في جواز الاشتغال به على ثلاثة أقوال
فأين الصلاح والنواوي حرما وقال قوم ينبغي أن يعلما
والقولة الراجحة الصحيحة جوازه لكامل القريحه
ممارس السنة والكتاب ليهتدي به إلى الصواب
[" شرح السلم " للأخضري : (ص/24)] .
78- بعض العلماء يستدل بحديث جابر رضي الله عنه مرفوعاً " : فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان " أنه لا يلزم للرجل النوم مع امرأته وأن له الانفراد عنها بفراش ، وهذا استدلال ضعيف ، والمراد بهذا وقت الحاجة كالمرض وغيره ، والنوم مع الزوجة ليس واجباً ، لكن اجتماعهما في فراش واحد أفضل ، وهو ظاهر فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، فينام معها ، فإذا أراد القيام لوظيفته قام وتركها ، فيجمع بين وظيفته وقضاء حقها المندوب . ولا يلزم من النوم معها الجماع .
[" شرح مسلم " للنووي : (14/60)] .
79- كانت قريش تعيَّر بأكل السخينة ، وهي طعام يتخذ من الدقيق دون العصيدة في الرقة وفوق الحساء . وانما يأكلون السخينة في شدة الدهر وغلاء السعر ، وسبب ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بعث فيهم وكفروا به ، دعى الله تعالى عليهم ، وقال : اللهم اشدد وطأتك على مضر ، وأجلها عليهم سنين كسنين يوسف " .وقد قال حسان بن ثابت رضي الله عنه فيهم :
زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاَّب
[" الاقتضاب في شرح أدب الكتاب " : (1/76)] .
80- السيئة نوعان سيئة العمل وسيئة الجزاء ، وقد تكون سيئة العمل سيئة جزاء على ذنب سابق ، قال الله تعالى : ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شي حتى اذا فرحوا بما اوتوا أخذناهم بغتة )الأنعام: ٤٤ وقال سبحانه( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك )النساء: ٧٩ .
[" الإشارات الإلهية " : (2/32)] .
81- هل يجوز للرسول صلى الله عليه وسلم الاجتهاد فيما لا نص فيه ؟ ! ذهب الجمهور إلى الجواز ، وذهب بعض العلماء إلى المنع .واستدلوا بقول الله تعالى: ( ان اتبع الا ما يوحى الي )الأنعام: ٥٠ وأكثر المحققين يتوقفون في هذه المسألة ، وأجاز بعضهم اجتهاد الرسول في أمور الحروب دون الأحكام الشرعية ، قال الله تعالى :( لتحكم بين الناس بما أراك الله ) النساء: ١٠٥ والله أعلم .
[" الإشارات الإلهية " : (2/42)] .
82- الله سبحانه يجعل ما يفعله سبباً لما يفعله كما قال تعالى: ( يدبر الأمر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه )السجدة: ٥ ومن ذلك توفيقه للعبد بالتوبة ثم قبولها منه ، كما قال سبحانه : ( ثم تاب عليهم ليتوبوا ) التوبة ١١٨ ، فمبدأ الأمر من الله وتمامه على الله ، وملاك ذلك الدعاء .
[" الإشارات الإلهية " : (2/30)] .
83- لا ينبغي لعالم أن يغفل عن قوله تعالى: ( ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ، قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين ) النحل٢٧ فإنها قاطعة بأن لأهل العلم مقالاً بين يدي الله عز وجل يوم القيامة ، وأنه ربما حكم بقولهم هناك إكراماً لهم كما أجرى إحكامه على أسنتهم في الدنيا .
[" الإشارات الإلهية " : (2/367)] .
84- الجهمية قالوا : كان الله ولا اسم مخلوق حتى خلق له أسماء ، أو سماه خلقه بأسماء ، فأسماء الله عندهم مخلوقة ، لأنها غير الله ، وما كان غيراً كان مخلوقاً . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً وهو القائل ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) الاعراف ١٨٠ وقال سبحانه :( سبح اسم ربك الأعلى )الأعلى: ١ .
[" الإشارات الإلهية " : (2/90)] .
85- من عجائب الهدهد أن سليمان عليه السلام كان يأمر الهدهد في أوقات الصلاة فيدله على الماء لأنه يراه تحت الأرض ، فان سطح الأرض بالنسبة للهدهد كالزجاجة يرى باطنها من ظاهرها .
[" توجيه إلى هواة الصيد " : (ص/58)] .
86- ناب كلب الصيد المعلم إذا أصاب الصيد أو لعابه لا يجب غسله في أظهر قولي العلماء ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لن يأمر أحدا بغسل ذلك ، فقد عفي عن لعاب الكلب في موضع الحاجة وأمر بغسله في غير موضع الحاجة ، وهذا يدل على أن الشارع راعى مصلحة الخلق وحاجاتهم .
[" فتاوى ابن تيمية " : (21/62)] .
87- من حكم الإمام علي رضي الله عنه : " الدنيا جيفة ، فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب .
88- من حكم إبراهيم بن ادهم رحمه الله : " كن ذنباً ولا تكن رأساً ، فإن الرأس يهلك والذنب يسلم "
89- قال بعض السلف : " الولد سبع سنين سيد وأمير ، وتسع سنين أخ ووزير ، فان رضيت وإلا فاضرب على جنبه ، فقد أعذرت فيما بينك وبينه .
[" الجدّ الحثيث " : (ص/38 ، 68 ، 102)] .
90- الانتقال من الحرمة إلى الإباحة يشترط فيها أعلى المراتب ، لأن فيها خروجاً من جانب المفسدة إلى جانب المصلحة ، ولا يجوز ترجيح مصلحة على مفسدة إلا إذا كانت تلك المصلحة أعظم من تلك المفسدة ، وأما الانتقال من الإباحة إلى التحريم فلا يشترط فيها أعلى الرتب، بل يكفي فيها أيسر الأسباب ، لأن المنع أسهل من الفعل ، والامتناع أيسر من الإقدام ، ولأن تعارض المفسدة او المضرة مع المنفعة يستلزم تغليب جانب المفسدة ، لأن ذلك المفاسد مقدم على جلب المصالح .
[" موسوعة القواعد الفقهية " : (5/276)] .
91- الخروج من الخلاف مستحب ، والمقصود بذلك إعمال المجتهد بدليل خصمه المجتهد المخالف له في لازم مدلوله ، ويكون ذلك بإتيان ما هو أحوط للدين في مسألة اجتهادية اختلف فيها الفقهاء ، فإذا كان الخلاف في التحليل والتحريم ، فالخروج من الخلاف بالاجتناب أفضل ، لأنه الأحوط في الدين ، وإذا كان الخلاف في الكراهة أو الجواز والوجوب فالأولى الفعل .
[" موسوعة القواعد الفقهية " : (5/278)] .
92- جواب الأمر بحرف الواو كجواب الشرط بحرف الفاء ، والمقصود أن قول الإنسان إذا صدر بلفظ الأمر وعطف عليه جواباً بالواو فمفاد هذه القاعدة : أن حكم عطف الجواب بالواو كحكم عطف جواب الأمر بحرف الفاء ، أي في ترتب الحكم عليه كترتبه على وقوعه بالفاء التي تفيد الترتيب والتعقيب ، المثال : اذا قال (أدخلي الدار وأنتي طالق) فدخلت طلقت . وإذا قال لمملوكه : (أعطني عشرة جمال وأنت حر) فأعطاه عتق .
[" موسوعة القواعد الفقهية " : (5/54)] .
93- قال ابن النفيس في كتاب " الفصاحة " قد تنقل الكلمة من صيغة لأخرى ، أو من وزن إلى آخر ، أو من مضي إلى استقبال وبالعكس ، فتحسن بعد أن كانت قبيحة وبالعكس ، فمن ذلك " خودَّ " بمعنى أسرع ، قبيحة فإذا جعلت اسماً " خوداً " وهي المرأة الناعمة قل قبحها .وكذلك " دع " تقبح بصيغة الماضي ؛ لأنه لا يستعمل " ودع إلا قليلاً " ، ويحسن فعل أمر أو فعلاً مضارعاً . ولفظ " اللب " بمعنى العقل يقبح مفرداً ولا يقبح مجموعاً ، كقول الله تعالى: ( لأولي الألباب )آل عمران: ١٩٠ . ولم يرد لفظ اللب مفرداً إلا مضافاً ، كحديث : " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ". أو مضافاً إليه كقول جرير :
يصرعن ذا اللبِّ حتى لا حراك به
وكذلك الأرجاء تحسن مجموعة كقول الله تعالى :( والملك على أرجائها ) [FONT=QCF_BSML] [/FONT]الحاقة: ١٧ ، ولا تحسن مفردة إلا مضافة مثل " رجا البئر " . وكذلك الأصواف تحسن مجموعة ، كقول الله تعالى: ( ومن أصوافها )النحل: ٨٠ ولا تحسن مفردة ، كقول أبي تمام :
فكأنما لبى الزمان الصوفا
[" المزهر في علوم اللغة " للسيوطي : (1/199)] .
94- أهل الحديث لا يتوسعون في استعمال القياس ، وإنما يستعملون القياس حين تضيق السبل بالأدلة الأخرى . قال الإمام أحمد : سألت الشافعي عن القياس فقال : عند الضرورة .
["أصول الفقه على منهج أهل الحديث" : (ص/26)] .
95- الاستثناء الوارد بعد عدة جمل يرجع إلى جميع الجمل ، والأصل إلحاق الفرد بالأعم الأغلب . مثال ذلك في القرآن قول الله تعالى :( الا الذين تابوا )البقرة: ١٦٠ " يرفع الحكم المخصص في حال عدم التوبة . وفي السنة ، مثاله قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه" .
[ "فتاوى ابن تيمية" : (31/167)] .
96. منع المحققون دلالة الفاءالجزائية على التعقيب للقطع بأنه لا دلالة بقول الله تعالى : ( اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله ) الجمعة: ٩ على أنه يجب السعي عقيب النداء بلا تراخ.
[الكليات : للكفوي : (ص/1025)].
97. لا يشترط في عطف الجملة على الجملة صحة إقامة المعطوف مقام المعطوف عليه . قال الله تعالى :( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شي وما من حسابك عليهم من شي ، فتطردهم فتكون من الظالمين )الأنعام: ٥٢.
[" الكليات" للكفوي : (ص/1025] .
98. استنبط الإمام الشافعي من قول الله تعالى :( وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ) مريم: ٩٢ " أن من ملك ولده عتق عليه .
[البحر المحيط للزركشي : (6/199)] .
99- قول الله تعالى : ( يا أيها الذين امنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )الحجرات: ٢ قال إبن القيم " فإن كان رفع أصواتهم فوق صوته سبباً لحبوط أعمالهم , فكيف تقديم آرائهم وعقولهم وأذواقهم وسياساتهم ومعارفهم على ما جاء به ورفعها عليه" .
[(" إعلام الموقعين" ( (2/94)] .
100- قال الإمام سفيان بن عيينة (ت198 هـ) رحمه الله : "من كانت معصيته بشهوة فارج له التوبة , فإن آدم عليه السلام عصى الله مشتهياً فغفر له .ومن كانت معصيته في كبر, فاخش على صاحبه اللعنة , فإن إبليس عصى مستكبراً فلعن " .
أسأل الله أن ينفع بهذه الفوائد , وأن يجعلها سبباً لحصول البركة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :" اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة" أخرجه البخاري.
اللهم بارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وعلومنا , وأجعلها حجة لنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا, والحمد لله رب العالمين .
أ/ أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة .