الفهم القوبم لمفهوم القلب السليم في القرآن الكريم.

إنضم
24/03/2020
المشاركات
109
مستوى التفاعل
11
النقاط
18
الإقامة
الجزائر
يـُخطأ كثير من عامّة الناس حين يظنون بأن الإيمان هو مجرد اعتقاد الجنان دون نطقٍ باللسان وعملٍ بالأركان، ثم بَنَوْ على هذا التّصوّر الأعوج لمفهوم الإيمان شيئا آخر لا يَقِلّ خطورة عن الأول، ألا وهو التساهل في ترك الواجبات وفعل المحرمات بحجّة: قلبي سليم أو صافي - على حدِّ تعبيرهم -، ومنشأ هذا الانحراف كله هو الفهم الخاطئ لقول ربنا تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [سورة الشعراء: 88 _ 89].
فَلِسان حال كثير من المسلمين اليوم ومَقَالهم: مادام أن الله اشترط القلب السليم للأمن من خزي يوم القيامة، فلا تضرني طاعة ولا تنفعني معصية بعد ذلك أبدا.
وهنا ثلاثة أمور: الأول: معنى القلب السليم في الآية للعلماء فيه أقوال، فقد فُسِّر بـــ: الأول: سالم من الدنس والشرك، الثاني: أنْ يعلم أن الله حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، الثالث: حيي يشهد أن لا إله إلا الله. {الرابع: يعني: من الشرك. الخامس: هو القلب الصحيح، وهو قلب المؤمن؛ لأن قلب [الكافر و] المنافق مريض، السادس: هو القلب الخالي من البدعة، المطمئن إلى السنة. [تفسير القرآن العظيم : 149/6]. بتصرف.
الثاني: هنا سؤال جوهري ومهم للغاية؛ ألا وهو: لماذا خصّ الله عز وجل القلب بالذِّكر هنا دون غيره، الجواب: قال الإمام القرطبي: « وخصَّ القلب بالذكر، لأنه الذي إذا سلم سلمت الجوارح، وإذا فسد فسدت سائر الجوارح». [الجامع لأحكام القرآن: 114/13].
الثالث: في الآية بيانٌ لعظم شأن القلب وتفخيمٌ لمنزلته، وليس فيها على الإطلاق ما يدل على ترك المحاسبة على العمل والتزهيد من أمره، بل الحساب على الأعمال والمجازاة عليها تُستفاد من نصوص أخرى، كمثل قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} [الزلزلة: 7-8]. وقوله: {اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16)} [الطور: 16] والنصوص في هذا الباب كثيرة جدّا.
الرابع: صاحب القلب السليم لا يزكي نفسه ويدَّعي بأن قلبه سليم، لأن الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)} [المؤمنون: 60]. ويقول سبحانه: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)} [النجم: 32].
وختاما أقول: إن القلب السليم لا يعني الجسد المريض. لأن سلامة القلب تستلزم سلامة الجوارح من الإصرار على المعاصي واستقامتها على الطاعات، وكما كان يقول الشيخ الألباني: الظاهر عنوان الباطن.
والله أعلم
 
هل العقيدة الصحيحة شرط الايمان؟ فكما نعلم أن أمة محمد تفرقت إلى فرق و كل فرقة تقول أنها على حق.... ، ما الفرق بين العقيدة و الايمان إذن
 
الجواب:
ما فيه شك؛ لكي يكون الإيمان صحيحا لابد أن يكون مبنيا على اعتقاد صحيح، وإلا كان صاحبه ضالا أو كافرا، وذلك على حسب درجة الانحراف في أبواب الإيمان.
العقيدة: كل ما يعتقده المرء بقلبه سواء كان حقا أو باطلا، أما الإيمان - عند أهل السنة والجماعة -: اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان.
فالإيمان أخصّ والعقيدة أعمّ كما قال الشيخ فلاح مندكار - عليه رحمة الله تعالى - .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(
هل العقيدة الصحيحة شرط الايمان؟ فكما نعلم أن أمة محمد تفرقت إلى فرق و كل فرقة تقول أنها على حق.... ، ما الفرق بين العقيدة و الايمان إذن )
ليست العقيدة الصحيحة من شروط الايمان فقد يكون المسلم على عقيدة مظلمة لكنه يؤمن بالله سبحانه أنه خالقه ورازقه ...واقصد بالمظلمة فيها أخطاء وطامات وربما احتوت على الشرك والدعاء ومن غير الله سبحانه والكلام يجب ان يتضمن التفاصيل الواضحة المبنية على واقع المسلم فيجب ان نحدد ما هي العقيدة الصحيحة ؟ فاذا نقصد بالعقيدة الصحيحة هي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة والقرون الثلاثة الاولى فأغلب المسلمين اليوم في تقصير ونقص ...لكن رحمة الله تعالى عظيمة وهي أكبر من ذنوبهم وعلى المسلم أن يسعى بجد أن يكون اليوم أفضل من أمس ...والفرق بين العقيدة الايمان : ان العقيدة ما يريده الله تعالى منا والايمان هو ما نستطيع ان نؤمن به ونعمل به فالايمان في القرآن مقرون بالعمل والله تعالى اعلم .
 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الاخ أ.البهيجي

قلت سابقا:
"واقصد بالمظلمة فيها أخطاء وطامات وربما احتوت على الشرك والدعاء ومن غير الله سبحانه والكلام يجب ان يتضمن التفاصيل الواضحة المبنية على واقع المسلم فيجب ان نحدد ما هي العقيدة الصحيحة ؟"
لا أعرف هل يقصد بالعقيدة الفاسدة بالعقيدة التي تناقض التوحيد أو لا ؟؟؟ لأن إذا قلنا نعم، فالعقيدة الفاسدة هنا تناقض الايمان بالله... فمثلا، دعاء الأموات و الاستغاثة بهم هذا شرك، و هذا يناقض الايمان بالله لأن الايمان بالله تعني الإيمان بلا إله إلا هو....و هنا يكون لكي يكون الايمان بالله يجب أن يكون المرء ذو عقيدة صحيحة...و إلا يكون كافرا أو ضالا...

و في القرآن الكريم غالبا ما يقترن العلم بالايمان بينما تقترن الضلالة بالكفر..... . و العقيدة الصحيحة هي العقيدة الحق، و بالعلم يتعلم المرء العقيدة الصحيحة.


؟؟؟؟؟
​​​​​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى خيراً الاستاذة الكريمة بهجة الرفاعي
الكلام فيه عدداً من الاشكالات التي يجب أن نوضحها منها :
1- ان مفهوم الايمان يصعب نفيه عن المؤمن الا اذا أقيمت عليه الحجة فقد يكون المسلم قد تربى
على الجهل ولا يعلم ان ما يفعله كفر أو شرك .
2- في رأيي القاصر الضعيف أن مسألة تكفير المسلم مسألة شائكة لها شروط قد لا تتوفر في اغلب
المجتمعات الاسلامية...ففي الشرع يجب إحضار المسلم المتهم بالكفر إلى القاضي الشرعي
وتعليمه ان فعله كفر اي : يستتاب فان تاب فهو مسلم ولا شيء عليه ، ولكن اذا أصر فأمره
الى القضاء وهو المسؤول عن ذلك ...أقصد ان القاضي يدرس حالته وهل يستحق تكفيره ام
يسجن حتى يتبين له الحق عن طريق النقاش معه واقامة الحجة عليه والله تعالى اعلم .

3- ان اطلاق وصف الكفر على فئات من الامة ممن يفعلون أفعال شركية ، يمثل إغلاق للنقاش
معهم فيجب على الداعية ان يتمهل ويداري حتى يقيم عليهم الحجة كاملة .
4- ان إشكالية التكفير تتضمن الفروق بين ما قصده الشرع وما تعارف عليه الناس لغويا مثال
ذلك ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد سمى صلاة التراويح جماعةً بقوله
: نعم البدعة هي او كما قال ، وهو يقصد البدعة اللغوية وليست الشرعية ففي قول اهل العلم
: ان لا توجد بدعة حسنة واخرى سيئة فجميع البدع منهي عنها ولكن توجد سنة حسنة وللشيخ
ابن عثيمين رحمه الله تعالى شرحا للحديث وهو :( قال فضيلته في شرحه على رياض الصالحين: [COLOR=6600cc]والمراد بالسنة في قوله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة...[COLOR=6600cc] ابتدأ العمل بسنة، وليس من أحدث، لأن من أحدث في الإسلام ما ليس منه فهو رد وليس بحسن، لكن المراد بمن سنها أي صار أول من عمل بها، كهذا الرجل الذي جاء بالصدقة ـ رضي الله عنه ـ فدل هذا على أن الإنسان إذا وفق لسن سنة حسنة في الإسلام ـ سواء بادر إليها أو أحياها بعد أن أميتت ـ وذلك لأن السنة في الإسلام ثلاثة أقسام:[/COLOR][/COLOR]
[COLOR=6600cc]سنة سيئة: وهي البدعة فهي سيئة وإن استحسنها من سنها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل بدعة ضلالة.[/COLOR]
[COLOR=6600cc]وسنة حسنة: وهي على نوعين:[/COLOR]
[COLOR=6600cc]النوع الأول: أن تكون السنة مشروعة ثم يترك العمل بها ثم يجددها من يجددها مثل قيام رمضان بإمام، فإن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته في أول الأمر الصلاة بإمام في قيام رمضان ثم تخلف خشية أن تفرض على الأمة ثم ترك الأمر في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر رضي الله عنه وفي أول خلافة عمر، ثم رأى عمر ـ رضي الله عنه ـ أن يجمع الناس على إمام واحد ففعل فهو رضي الله عنه قد سن في الإسلام سنة حسنة، لأنه أحيا سنة كانت قد تركت.[/COLOR]
[COLOR=6600cc]والنوع الثاني من السنن الحسنة: أن يكون الإنسان أول ما يبادر إليها مثل حال الرجل الذي بادر بالصدقة حتى تتابع الناس ووافقوه على ما فعل.[/COLOR]
[COLOR=6600cc]فالحاصل أن من سن في الإسلام سنة حسنة ـ ولا سنة حسنة إلا ما جاء به الشرع ـ فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده.اهـ.)

والله تعالى اعلم .[/COLOR]


 
فهمت ما تقصد الأخ البهيجي و لكن مفهوم الإيمان لا يجوز تعريفه من خلال ما عليه الناس حاليا و لكن بما أراده الله تعالى، فهنا يكون العقيدة الصحيحة هي شرط الايمان، كما بينه سابقا الأخ امحمد ربة...وهذا لا يعني أن نكفر من هو ذو عقيدة فاسدة ما لم تقم عليه الحجة. فقد تلقى ضالا ذو عقيدة فاسدة و يظن أنه يؤمن بالله تعالى و لكنه ليس كذلك و ضلالته هي ناتجة عن فقدانه للعلم و ليس عن سبب العناد و الإعراض، فهنا لا يجب تكفيره بل تعليمه مادام يقول لا إله إلا الله،
​​ و لكن حين تريد تعليمه فإنك ستعلمه أن العقيدة الصحيحة هي شرط الايمان لكي يستمع إليك و تعلمها له بالأدلة من الكتاب و السنة. و الله أعلم
 
عودة
أعلى