الفقيه القاضي عيسى بن سهل الأسدي الجياني(ت.486هـ/1093م)

إنضم
18/12/2005
المشاركات
170
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المغرب
الفقيه القاضي عيسى بن سهل الأسدي الجياني(ت.486هـ/1093م)
حياته و مؤلفاته

بقلم: سمير القدوري

الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد: فإن غرضي من هذا المقال توفية الفقيه الأندلسي عيسى بن سهل حقه من التعريف به وإنصافه, لكونه علما من أعلام الفقه في المذهب المالكي, ولأن ما ذكرته المصادر الأندلسية وغيرها في ترجمته يعد شحيحا مقارنة بالكم الهائل من المعلومات التي تحصلت لدي عنه حينما كنت اشتغل بدراسة كتابه في الرد على ابن حزم, ولاشك أن تحرير ترجمة لهذا العالم تستلزم استقراء جميع الكتب التي ورد فيها ذكره وعرض ما فيها على المحك لفرز اللب من القشور.
في المصادر الأندلسية والمغربية و غيرها, معلومات كثيرة متفرقة بشأن الفقيه عيسى بن سهل.
على رأس هذه المصادر تأتي مؤلفات عيسى ابن سهل نفسه, وهي تضمن في طياتها تفاصيل كثيرة مهمة تساعد في تثبيت معالم أهم مراحل حياته العلمية و السياسية.
بعد مؤلفاته تأتي كتب معاصريه في المرتبة الثانية, ككتاب التبيان لعبد الله ابن بلقين أمير غرناطة ، وهو بلا شك أقدم مصدر تاريخي يشرح الدوافع السياسية التي أملت على عبد الله بن بلقين تنصيب عيسى بن سهل على قضاء حاضرة غرناطة و أعمالها.
وككتاب أجوبة قاضي الجماعة بقرطبة أبي عبد الله ابن الحاج (ت 529هـ/1134م) وهو مصدر عين بدقة تاريخ رجوع ابن سهل إلى الأندلس بعد استقراره بسبتة ثم بطنجة.
ثم تأتي في المرتبة الثالثة كتب التراجم و البرامج الأندلسية المؤلفة في القرن السادس الهجري, ككتاب الغنية للقاضي عياض, إذ فيه و في كتابه ترتيب المدارك, الكثير من أخبار تلامذة ابن سهل بسبتة, و معلومات أخرى بشأن شيوخ ابن سهل, ثم استدرك ابن حماده السبتي على شيخه عياض, ترجمة ابن سهل ألحقها بمختصره لترتيب المدارك , و تأتي في كتاب الصلة لابن بشكوال (ت578هـ/1182م) ثاني ترجمة لابن سهل انفردت بتحديد تاريخ ولادة ابن سهل، وفي مواضع متفرقة من الصلة توجد تراجم عدة تلاميذ ابن سهل.
أما في كتاب "بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس اكتفى الضبي(ت 599هـ/1202م) بذكر عيسى ابن سهل في عداد " المُحَدِّثين".
ثم يلي ذلك كتب القرون التالية للقرن السادس الهجري.
فقد انفرد كتاب "التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار البلنسي (ت658هـ/1259م) بترجمة لسهل بن عبد الله الأسدي, والد عيسى بن سهل.
أما أبو الحسن الرعيني الإشبيلي (ت666هـ/1308م) فقد انفرد بالنقل في برنامج شيوخه عن الكتاب الذي ألفه ابن سهل في الرد على ابن حزم.
و في"سير أعلام النبلاء " نجد الإمام الذهبي قد اقتصر أثناء حديثه عن عيسى بن سهل, على ما جاء بشأنه لدى ابن حماده السبتي وابن بشكوال.
و أما في كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة يستند ابن الخطيب في ترجمته لابن سهل على: كتاب الصلة, ومختصر كتاب ترتيب المدارك لابن حماده السبتي, و كتاب الأنوار الجلية في أخبار الدولة المرابطية لابن الصيرفي , و فهرسة أبي الحسن ابن البادش (من تلاميذ ابن سهل) .
و جل ما في ترجمة ابن سهل الموجودة بكتاب الديباج المذهب لابن فرحون, سبق إيراده في الإحاطة .
ثم بعد هؤلاء المؤرخين انفرد كتاب أزهار الرياض في أخبار عياض للمقري بنقل ثناء محمد ابن القاضي عياض على عيسى بن سهل شيخ شيوخ والده.
وأما محمد بن محمد مخلوف صاحب شجرة النور الزكية في طبقات المالكية فينقل (مثل الذهبي) عن ابن حماده السبتي وابن بشكوال.
وسنجد ابن سهل في كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة, مذكورا بين شراح كتاب الجامع الصحيح للبخاري . يبدو أن حاجي خليفة نقل ذلك عن مقدمة كتاب شرح القسطلاني على صحيح البخاري .
أما إسماعيل باشا البغدادي فقد أورد في كتابه هدية العارفين ترجمة عيسى بن سهل نقلا عن الصلة و كشف الظنون.
ثم نجد عمر رضا كحالة صاحب معجم المؤلفين ينقل عن ابن بشكوال وابن فرحون و الذهبي والبغدادي.

ترجمة عيسى بن سهل:
اسمه و نسبه:
هو عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي يكن أبا الأصبغ, ولد بجيان سنة(413هـ/1022م) .
و جيان من بلاد الأندلس وصفها الحافظ النسابة الأندلسي أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله اللخمي المعروف بالرشاطي(ت.542هـ) في كتابه الموسوم باقتباس الأنوار و التماس الأزهار في أنساب الصحابة و رواة الآثار فقال بأنها كورة جليلة طيبة كثيرة الثمرة غزيرة السقي باطراد العيون, و أنها متصلة بإلبيرة مائلة إلى الجوف و شرق قرطبة .
كان سهل بن عبد الله الأسدي(ت440هـ/1048م) والده، يتولى الصلاة والخطبة بحصن القعلة وبها سكناه، وكان معدودا في أهل العلم، مع الصلاح والخير .
وتنبئ نسبته "الأسدي" عن أصله الراجع إلى بني أسد القبيلة العربية المشهورة, وقد أفاد الإمام ابن حزم أن لبني أسد بوادي عبد الله بجيان بقية وعدد , و بين أبو الوليد ابن الفرضي شيخ ابن حزم أن أبا إسماعيل هشام بن إسماعيل بن كنانة بن نعيم الأسدي, أول من دخل الأندلس منهم, أيام الأمير عبد الرحمن بن معاوية, ودخل معه أخواه أبو زيد, و أبو خالد, ثم انصرفا و بقي أبو إسماعيل. ثم أضاف ابن الفرضي أن موطنهم الذي منه نزحوا كان غزة من أرض الشام(فلسطين) .

طلبه للعلم و تجوله بالأندلس:

درس ابن سهل ببلده أولا على يدي كل من: الفقيه هشام بن عمر بن سوار الفزاري الجياني , و الفقيه بكر بن عيسى بن سعيد الكندي(ت. 454هـ/1061م ) .
بعد ذلك, قصد ابن سهل غرناطة للأخذ عن الفقيه أبي زكرياء يحيى بن محمد بن حسين الغساني المعروف بالقليعي (ت.442هـ/1050م) , و روى عنه الكثير, من ذلك كتاب الموطأ لمالك بن أنس .
ثم دخل ابن سهل قرطبة ولم يتجاوز عمره 24 سنة, ولقي بها المقرئ مكي بن أبي طالب (ت.437هـ/1045م) . روى عنه مؤلفاته ككتاب الموجز في القراءات السبع, وكتاب الرعاية في تجويد القرآن , و رسالة الفقيه ابن أبي زيد القيرواني , و سمع بها أيضا من الأديب اللغوي محمد بن عبد الرحمن بن يحيى العثماني القرطبي (ت.443/1051م) في شهر صفر من سنة (439هـ/1047م).
ثم قفل ابن سهل إلى بياسة حوالي ( 439- 444هـ), فولاه معن ابن صمادح التجيبي(433-443هـ) أمير المرية, قضاء بياسة.
قال ابن سهل : " مسألة كانت جرت بين يدي و حكمت فيها (...) وكنت حينئذ حاكم بياسة و الشمنتان و طشكر و أعمالها, بتقديم ابن صمادح صاحب المرية (...) فحكمت وسجلت بذلك (...) و تاريخ السجل عقب ذي الحجة من سنة 443هـ" . و أثناء مدة قضائه راسل ابن سهل, الفقهاء بمدن الأندلس سائلا عن القضايا التي تعرض له, فكاتب فقيه المرية أبا عمر أحمد ابن رشيق (ت446هـ/1054م) , و كبير فقهاء قرطبة أبا عبد الله محمد ابن عتاب(تـ462هـ/1069م) , و لما انتزعت جيوش باديس بن حبوس البربري مدينة بياسة من يد معن ابن صمادح سنة 443هـ اضطر ابن سهل للخروج عن بياسة و الرجوع إلى قرطبة .
و لما كان أبو عبد الله محمد بن عتاب القرطبي إماما جليلا متصرفا في كل باب من أبواب العلم، حافظا نظارا مستنبطا، بصيرا بالأحكام؛ صحبه ابن سهل طويلا وروى عنه كثيرا من الكتب نذكر من بينها:
موطأ الإمام مالك برواية يحيى بن يحيى الليثي, و صحيح البخاري, وصحيح مسلم , و شرح غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام, و نسخة حديث ابن أبي الدنيا علي بن عثمان بن خطاب, وكتاب موعظة داود بن جهور . و بقرطبة أيضا أخذ ابن سهل العلم عن حاتم بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي (ت 469/1076) , و روى عنه كتبا كثيرة منها: رسالة مالك بن أنس في الأقضية, و وصية مالك بن أنس لطلبة العلم, والملخص لمسند الموطأ للقابسي, و كتاب الانتصار لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تأليف الأصيلي, و رد الأصيلي على أصحابه(المالكيين) الأندلسيين, و كتاب الأربعين حديثا للآجري, و كتاب أدب الكتاب لابن قتيبة, و كتاب فضائل عاشوراء لأبي ذر الهروي, ووصية يحيى بن يحيى الليثي لطلبة العلم .
و أخذ بها كذلك عن الفقيه عبد المهيمن بن عبد الملك بن أحمد المعروف بابن المش (ت457هـ/1044م). روى عنه كتاب "الكنز في معرفة الأصول ورجح مذهب مالك" تأليف والده عبد الملك ابن المش القرطبي المتوفى سنة (436هـ/1044م) , و أخذ أيضا عن الفقيه عبيد الله بن محمد بن مالك، المتوفى سنة (460هـ/1067م) ,و عن فقيه فرطبة أحمد بن محمد بن عيسى بن هلال المعروف بابن القطان المتوفى سنة (460هـ/1067م) , وكان أحفظ الناس للمدونة والمستخرجة.
وحين تولى الفقيه أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن عيسى القرطبي المعروف بابن الحشاء, قضاء طليطلة في سنة خمسين وأربعمائة , صَاحَبه ابن سهل وكتب له في قضائه بطليطلة , و في كتاب نوازل الأحكام لابن سهل ما يفيد أنه مكث بطليطلة حتى حدود سنة (456هـ/1064م).
قال ابن سهل ما ملخصه: "جرت بيني وبين الفقيه موسى ابن السقاط بطليطلة، مسألة في البنيان والرفوف في شهر صفر سنة 456هـ فكتبت إلى قرطبة أسأل ابن عتاب عن تلك المسألة".
و قال في نوازله أنه كتب- وهو بطليطلة- يسأل شيوخ قرطبة في سنة 456هـ عن مسألة تخاصم حول كرم وسط كروم لأناس.


في طليطلة لقى ابن سهل جماعة من كبار فقهائها نذكر منهم:أبو محمد عبد الله بن موسى الأنصاري المعروف بالشارقي، من أهل طليطلة وذوي العلم والفهم بها توفي سنة (456/1064) , وعبد الرحمن بن عبد الله ابن أسد الجهني الذي شوور في الأحكام ببلده طليطلة وتوفي هناك في عشر الثمانين( بين سنتي 471-480هـ)" .
ترك ابن سهل طليطلة بعد خلاف وقع بينه و بين ابن الحشاء. قال ابن حماده ما نصه:" خرج(ابن سهل) مع القاضي أبي زيد الحشاء كاتبا له، ثم فارقه لأمر نقمه عليه، فدخل قرطبة مختفيا…" .
بقرطبة اشتغل ابن سهل بالكتابة للقاضي محمد بن أحمد بن عيسى ابن محمد بن منظور القيسي الإشبيلي, . ثم صار ابن سهل فقيها مشاورا بقرطبة, مثل مشاورته في قضية ابن حاتم الطليطلي المحكوم عليه بتهمة الزندقة والملقي عليه القبض بقرطبة أخيرا, وكان قد فر من طليطلة سنة 457هـ.
قال ابن سهل في خبر ابن حاتم الطليطلي : "فحفزه القضاء إلى موضع منيته قرطبة، وردها لحينه في عقب ربيع الآخر سنة 464هـ، وقاضيها أبو بكر محمد بن أحمد ابن منظور، فسمعت المحتسبة بوروده، فقصدوا محله وموضع نزوله... وساقوه إلى القاضي… فأمرهم بحبسه… واستحضره وشاورنا: هل يعذر إليه أم يقتل دون إعذار؛ فقال جميع أصحابنا: لا يعذر إليه ويعجل قتله. وقلت له أنا: لا يسعك إلا الإعذار إليه فيما ثبت عليه، لأن القاضي المسجل بذلك قد أخذ به وقضى بفتيا فقهاء طليطلة ولا يجوز لك خلافه لأنه نقض لحكمه. فرجعوا إلى ذلك ورأوه صوابا، وأعذروا إليه بمحضرنا. فقال (ابن حاتم):" إن أبا زيد (ابن الحشاء القاضي بطليطلة) كان عدوه في أسباب الدنيا وعرضها". فأجله ( ابن منظور) شهرين أولهما ليلتين بقيتا من ربيع الآخر وصرف إلى السجن وكبل. ثم توفي القاضي أبو بكر ابن منظور قبل تمام الأجل وولي مكانه عبد الرحمن ابن سوار، واجتمعنا بعد تمام الآجال عند المعتمد، وأحضر (ابن حاتم) في كبله وسئل هل أمكنه شيء مما أخر له. فقال:" لم يمكنني من يسعى إلي في ذلك" فاستمرت العزيمة على قتله، وخرج المعتمد وخرجنا معه إلى رأس القنطرة وصلب هناك بمحضره ومحضرنا، نصف يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب [464هـ] وطعن بالرمح والحمد لله الذي عافانا مما به ابتلاه" .
ثم انتقل ابن سهل بعد ذلك إلى إشبيلية, فقد قال ابن سهل:" مسألة في كراء أرض محبسة لخمسين عاما (...) فكتب إلي بها أبو شاكر ( ابن المعدل فقيه من بطليوس), و قاضي بطليوس: أبو الحسن عامر بن خالص, بعد تقدم جوابي على بعض فصولها (...) و كان سؤالهم إياي و أنا حينئذ بإشبيلية في سنة ثمان و ستين (وأربعمائة)" .

انتقاله إلى المغرب:

جاز ابن سهل البحر إلى سبتة فنوه بمكانه صاحبها البَرَغْوَاطي، فرأس فيها , وكان جوازه إلى سبتة حولي468 -470هـ يؤكد ذلك ما حكاه ابن سهل عن ذلك الجواز في كتابه التنبيه على شذوذ ابن حزم ونص كلامه: "… ثم صرت إلى سبتة في عشر السبعين فأظهر إلي بعض من كان يحضر عندي من الطلبة نسخة (من أحد كتب ابن حزم) " .
انتقل عيسى ابن سهل إلى مدينة طنجة بعد سنوات قضاها في سبتة مدرسا للفقه, وقد وقفت على تراجم لجماعة من العلماء الذين تتلمذوا على يدي ابن سهل بسبتة, فأحببت ذكر تراجمهم باختصار تيسيرا على من يهمه ذلك:
- تلاميذ عيسى بن سهل بالمغرب:
1. محمد بن يعلى بن محمد وليد بن عبيد الله المعافري ويعرف بابن الجوزي من أهل سبتة وأصله من قرطبة خرج جده منها في فتنة البربر. يكنى أبا بكر وأبا عبد الله، وهو خال القاضي عياض. سمع بسبتة من القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل وغيره, وتجول في الأندلس فأخذ عن أهل مالقة, و المرية, وغيرهم.
ورحل إلى إفريقية, فدرس على عبد الجليل الديباجي0 وكان متفننا في العلوم شاعرا بليغا توفي في أواخر صفر سنة 483هـ؛ مولده سنة 428هـ .
2.عبد الله بن يعلى بن محمد بن عبيد الله المعافري, يكنى أبا محمد, وهو أخو المتقدم, من أهل سبتة, سمع من ابن سهل, ومروان بن سمجون, وأخذ بالأندلس على غانم الأديب و غيره؛ و كان من أهل الفقه و النحو و البلاغة, مقدما في ذلك, و كتب للقضاة بسبتة, توفي منسلخ رجب سنة 486هـ .
3. القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأموي، سبتي سمع من القاضي عيسى بن سهل روى عنه كتاب الكنز تأليف ابن المش القرطبي. ولد سنة 433هـ وتوفي سنة 517هـ وقال ابن حماده "توفي سنة 520هـ" .
4. عبد الله بن أحمد بن خلوف الأزدي الفقيه يعرف بابن شبوية.. درس بسبتة على أبي الأصبغ ابن سهل، وسمع منه وتفقه عنده وعند غيره… نزل بسلا فأكرمه أهلها ودرس عندهم، ثم انتقل إلى أغمات (ناحية مراكش) فكان رأسا بها وبها توفي سنة 537هـ وقد قارب الثمانين .
5. أبو علي الحسن بن علي بن طريف النحوي التاهرتي، شيخ سبتة في النحو, له سماع من القاضي ابن سهل. دَرَّس عمره النحو بسبتة. و توفي سنة 501هـ. يروي عنه عياض كثيرا في كتابه الإلماع .
6. إبراهيم بن أحمد البصري، أبو إسحاق القاضي. بسبتة، اختص بأبي الأصبغ ابن سهل وقت سكناه بسبتة ولازمه وتفقه عنده وسمع منه. توفي سنة 513هـ, وقال ابن حماده "توفي سنة 512هـ" .
7. أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن قاسم بن منصور قاضي الجماعة بسبتة: أخذ بها عن أبي الأصبغ بن سهل واختص به وتفقه عنده وسمع منه, قال عياض "وكان ابن سهل يعجب من نبله وذكائه". توفي سنة 514هـ". و كان مولده سنة 458هـ" .
8. أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن أحمد اللواتي يعرف بابن الفاسي الفقيه المشاور. أخذ عن شيوخ سبتة واقتصر على الفقيه أبي الأصبغ ابن سهل ولازمه وكتب له في قضائه بطنجة، وسير معه إلى غرناطة، فكتب له بها وكان مختصا به سمع منه كتبه وحدث بها عنه. توفي سنة 513هـ" .
9. عبود بن سعيد التنوخي المعروف بابن العطار، قاضي سبتة قدمه أمير المسلمين لذلك. سمع من القاضي أبي الأصبع ابن سهل وحضر مجلسه. توفي سنة 480هـ .
10. أبو عبد الله محمد بن عيسى التميمي السبتي القاضي. سمع من ابن سهل تم ترك الرواية عنه توفي سنة 505 هـ .
وولي عيسى ابن سهل قضاء طنجة من طرف أمير المسلمين يوسف ابن تاشفين.أما تحديد تاريخ استقرار عيسى ابن سهل بطنجة محتاج إلى بسط الكلام بشأن بعض الأمور.
مما لا شك فيه أن ابن سهل بدأ تأليف كتابه الإعلام بنوازل الأحكام بسبتة في المحرم من عام 472هـ , و أنه انتهى من مسودته في المحرم من عام473هـ . ثم قام بتبيض الكتاب المذكور, وهو بسبتة, سنة 474هـ/1081م . ولقد وقفت على ضميمة متأخرة عن تاريخ تأليف كتاب النوازل، ذكر فيها ابن سهل أن قاضي طنجة كتب إليه في أمر قضية بين متخاصمين رفعت إليه في شهر صفر سنة 476هـ .
وقد قال ابن الأبار في التكملة بأن: "الفقيه الأندلسي أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المعروف بابن الحداد زار طنجة سنة (479هـ/1086م) ولقي بها القاضي عيسى بن سهل وجرت بينهما مناظرة, فألف ابن الحداد على إثر ذلك رسالة سماها بـ:"الامتحان لمن برز في علم الشريعة والقرآن" خاطب بها عيسى ابن سهل وطلب منه الجواب على مسائل عويصة" .
نستخلص من هذه الأمور التي بسطناها أن ابن سهل دخل طنجة فيما بين سنتي 476هـ- 479هـ, و أنه نفس التاريخ الذي عين فيه عيسى بن سهل في منصب قاضي طنجة.

رجوعه إلى الأندلس:

تخبرنا المصادر أن عيسى بن سهل إلى غرناطة للقضاء بها, فمتى كان قفول ابن سهل للأندلس ؟
قد احتفظ الفقيه أبو عبد الله ابن الحاج قاضي الجماعة بقرطبة (ت529/1134) بالجواب على هذا السؤال.
نقرأ في أجوبة ابن الحاج ما نصه: " أخبرني الفقيه أبو الوليد الشيتلي، صاحبنا أكرمه الله، قال: "سألت الفقيه أبا الأصبغ ابن سهل، ونحن محاصرون لحصن أليط، مع أمير المؤمنين يوسف ابن تاشفين، وذلك أنه كان يتم (الصلاة) هو ومن معه من عساكره وسائر الناس. فدخلت على عيسى بن سهل، قبل، فرحب بي وقام إلي فقلت له: ما ترى القصر أو الإتمام؟ فقال لي: قد أمرتهم بالقصر وأراهم يتمون" .
في هذا النص دليل على أن عيسى بن سهل كان بصحبة عساكر يوسف ابن تاشفين المتوجهة سنة 481هـ لمحاربة النصارى المعتصمين بحصن أليط (Aledo).
من المعلوم أن يوسف ابن تاشفين جاز البحر إلى الجزيرة الخضراء سنة 481هـ, و تلقاه المعتمد بن عباد هناك ثم أنفذ ابن تاشفين كتبه لملوك الطوائف يستدعيهم للجهاد معه عند حصن أليط, فاجتاز ابن تاشفين على مالقة واستنفر صاحبها تميم بن بلقين البربري الملقب بالمستنصر بالله، وتلاحق به أخوه عبد الله بن بلقين صاحب غرناطة الملقب بالمظفر ، وكان بين هذين الأخوين نزاع حول بعض الحصون , فعند منصرفهم عن حصار حصن أليط ، أرسل تميــم ابن بلقين 50 مثقالا إلى عيسى بن سهل يستعطفه على القيام بالحجة معه (لدى ابن تاشفين) ضد أخيه عبد الله بن بلقين، لكن ابن سهل ردها إليه وتنزه عن ذلك. حينها أشار الفقيه ابن القليعي على عبد الله بن بلقين قائلا: " هذا وقت افتراصك لهذا الرجل (ابن سهل) بأن تكتب إليه وتعده بالقضاء عند انصرافك… على أن تجعلني معه في أحكامه" وبعد إلحاح من القليعي دفع إليه عبد الله ابن بلقين بخط يده رقعة تتضمن له القضاء .
هذاه هي الملابسات التاريخية و السياسية التي كانت و راء تولية عيسى بن سهل على قضاء غرناطة.
تخبرنا المصادر الأندلسية أن الأمير عبد الله ابن بلقين قد بعث, قاضيه عيسى بن سهل مرتين أو أكثر إلى المغرب سفيرا لدى المرابطين، لكن القاضي – كما زعم ابن بلقين- قد أطلع ابن تاشفين على ضعف أميره عبد الله ابن بلقين, وأعلمه أن غرناطة ليس فيها مختلف على طاعة ابن تاشفين, وأن قلوب الجند والعامة مع المرابطين، وبهذا شجع ابن سهل المرابطين على الاستيلاء على غرناطة إذ استولوا عليها سنة 483هـ ونفي ابن بلقين إلى المغرب سنة 484هـ .
من المؤكد لدي أن ابن سهل وهو في غرناطة كان يشتغل أيضا , دليل ذلك وجود ذكر لابن سهل في أسماء شيوخ كثير من علماء غرناطة, ونحن نسوق تراجم ما وفقفنا عليه من تراجم الآخذين عنه بغرناطة.
تلاميذه بغرناطة:
1. محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن باق الجذامي من أهل سرقسطة، وسكن غرناطة ثم فاس يكنى أبا جعفر. روى عن أبي الأصبغ ابن سهل. توفي بفاس وقيل بتلمسان سنة 533هـ .
2. محمد بن مفرج بن سليمان الصنهاجي يكنى أبا عبد الله أصله من طنجة وانتقل جده إلى الأنـدلس وبها ولد محمد هذا. لقي الباجي وسـمع منه يسـيرا. سمع من أبي الأصـبغ ابن سهـل. تـوفي سنة 536هـ .
3. محمد بن علي بن أحمد التجيبي من أهل غرناطة ويعرف بالنوالشي. له رواية عن أبي الأصبغ ابن سهل. سمع منه عبد المنعم ابن الخلوف كتاب الرعاية لمكي بن أبي طالب في سنة 532هـ…" .
4. محمد بن علي بن عبد المؤمن الرعيني الحاكم، من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الأصبغ ابن سهل وأبي علي الغساني وأبي علي الصـدفي وأبي بكر محمد بن سابق الصقـلي… توفـي سنة 540هـ" .
5. أحمد بن الحصن بن عبد الملك بن إسحاق بن عطاف العقيلي القاضي من أهل جيان. ابتدأ الطلب وهو ابن 13 سنة. أخذ عن أبي الأصبع ابن سهل كتابه في نوازل الأحكام، مناولة. توفي سنة 542 ومولده سنة 471هـ. ومما سبق نستنتج أنه لقي ابن سهل فيما بين 484-486هـ .
6. أحمد بن أحمد بن محمد الأزدي يعرف بابن القصير، من أهل غرناطة يكنى أبا الحسن، روى عن القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل وأبي بكر محمد بن سابق الصقلي. وكان فقيها حافظا. توفي سنة 531هـ .
7. عبد الله بن حمزة القاضي، من أهل غرناطة، يكنى أبا محمد روى عن أبي الأصبغ ابن سهل كتابه الإعلام بنوازل الأحكام. حدث عنه أبو بكر محمد بن يحيى بن زيدان القرطبي .
8. عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن فهر السلمي. من أهل المرية يكنى أبا القاسم روى عن الباجي والعذري وابن المرابط والو قشي وابن فورتش وأبي الأصبغ ابن سهل. ولا يعلم تاريخ وفاته, وكان أبوه قاضيا بالمرية. وفي فهرسة المنتوري نجد عبد الرحمن هذا يروي كتاب "الموجز في القراءات السبع" لمكي بن أبي طالب(ت437هـ), عن عيسى بن سهل, عن مؤلفه .
9. عبد الرحيم بن محمد بن الفرج بن خلف بن سعيد بن هشام الأنصاري الخزرجي يعرف بابن الفرس يكنى أبا القاسم من أهل غرناطة. حكى ابن الصيرفي أنه سمع بغرناطة أول الدولة المرابطية على القاضي أبي الأصبغ ابن سهل. توفي سنة 542هـ, ومولده سنة 472هـ بالمرية .
10. عبد الصمد بن أحمد بن سعيد بن عمر الأميي من أهل جيان، يكنى أبا محمد روى عن أبي الأصبغ ابن سهل. وكان محدثا مائلا إلى مذهب أهل الظاهر، وكان حيا سنة 535هـ وله تواليف منها "الكتاب المستوعب في أحاديث موطأ مالك ابن أنس" .
11. يحيى بن خلف بن النفيس الحميدي من أهل غرناطة يكنى أبا بكر ويعرف بابن الخلوف لقي أبا الأصبغ ابن سهل وأبا بكر الصقلي وغيرهما. مولده سنة 466هـ وتوفي سنة 540هـ .
12. أبو الحسن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري المقرئ المعروف بابن البيذش من أهل غرناطة وأصله من جيان درس الأصول على ابن سابق (الصقلي) و أبي بكر المرادي, وسمع الجياني والصدفي وابن سهل القاضي، ولد سنة 444هـ. توفي بغرناطة سنة 528 هـ, و لقيه عياض بقرطبة سنة 507هـ" .
13. الفقيه أبو عبد الله محمد بن نجاح الذهبي روى عن ابن سهل فهرسة شيوخه .
14. سليمان … المعروف بابن البيغي شاطبي الأصل وكان مفتيا، لقي ابن عبد البر و الباجي و الوقشي وأبا الأصبغ ابن سهل. توفي نحو سنة 520هـ" .
15. علي بن هشام بن محمد السلولي من أهل غرناطة، يكنى أبا الحسن روى بها، عن أبي الأصبغ عيسى بن سهل سنة 484هـ وتفقه به، وعن غيره من مشايخ غرناطة، وكان مشاورا بها وولي الخطابة بجامع غرناطة، وتوفي في حدود سنة 520هـ" .
16. أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن مفيد الطائي من أهل قرطبة وأصله من جيان روى عن أبي الأصبغ ابن سهل وغيره. .قال ابن بشكوال، - وسماه في معجم شيوخه-:" أخذت عنه من شعره و كان آخر من حدث عن ابن سهل ". توفي سنة 539هـ" .
17. محمد بن سعيد بن عصفور الحضرمي, إشبيلي. يكنى أبا عبد الله, روى بغرناطة عن أبي الأصبغ ابن سهل سنة 484هـ .
وفاته:
لكن المرابطين صرفوا عيسى بن سهل عن قضاء غرناطة بعد تمكنهم منها, قيل بسبب شدته في القضاء و قيل بأنه فقدوا ثقتهم فيه بعد خيانته( المزعومة) لأميره البربري ولي نعمته. ولقد صرح لسان الدين ابن الخطيب في كتابه الإحاطة باسم القاضي الذي خلف عيسى بن سهل على قضاء غرناطة سنة 485هـ.
قال ابن الخطيب:" [ و من الطارئين على غرناطة] عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الرحمن بن محمد بن سيد أبيه يكنى أبا الحسن, قرطبي. كان فقيها جليلا نبيها, و لي القضاء بغرناطة و أعمالها سنة 485, و كانت و لايته لها بعد القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل الأسدي, ولاه عليها يوسف بن تاشفين, وكان قبل صاحب الأحكام بقرطبة " .
الفرق بين تاريخ وفاة عيسى بن سهل و تاريخ تولية قاض مكانه لا يعدو أن يكون شهورا يسيرة فابن سهل توفي يوم الجمعة، ودفن يوم السبت الخامس من المحرم (بعد أيام من مطلع) سنة ست وثمانين وأربع مائة .
لقد أثنى كثير من العلماء على الفقيه القاضي عيسى بن سهل و بينوا علمه و فضله, فلابأس أن نختم ترجمتنا له بكلامهم.
قال ابن الصيرفي: "كان من أهل العلم، والفهم والتفنن في العلم مع الخير والورع وصحة الدين وكثرة الجود مع قلة الوجود، بارع الخط، فصيح الكتابة, حاضر الذهن، سريع الخاطر. له قريض جزل, وهمة في اقتناء الكتب, وهيبة". وقال محمد ابن القاضي عياض: "هو من شيوخ (شيوخ) أبي رحمه الله وهو أسدي النسب وكان من الراسخين في المسائل، وصنعة الوثائق، والخط البارع والكرم المنيف والإيثار على نفسه، والجزالة النافذة في أحكامه، وفصل القضاء وكثرة الرواية رحمه الله…" .
وقال أبو الحسـن بن الباذش: " كان من أهل الخصال الباهرة والمعرفة التامة يشارك في فنون العلم" .
وقال ابن بشكوال: " وكان من جلة الفقهاء وكبار العلماء، حافظا للرأي ذاكرا للمسائل، عارفا بالنوازل، بصيرا بالأحكام مقدما في معرفتها…".

مؤلفات عيسى بن سهل:

بعد طول البحث على تبين أن لابن سهل خمسة كتب من تأليفه, نفصل الحديث بشأنها في هذا المبحث.
أ‌- كتاب الإعلام بنوازل الأحكام:
وهو أشهر كتب ابن سهل على الإطلاق، لكن ابن حماده السبتي اختصر العنوان ولم يذكره بالكامل, فقد نصت إحدى مخطوطاته الأندلسية (مؤرخة سنة 521هـ) في أول ورقة على تسمية الكتاب بـ "الإعلام بنوازل الأحكام و قِطر من سِـيَرْ الحُكَََََََََّام". وهي نسخة مسندة إلى المؤلف من طريق اثنين من تلاميذه السبتيين, و موجودة بالخزانة الحمزية بالمغرب.
لقد كانت عناية أهل المغرب والأندلس بكتاب الإعلام كبيرة, يمكن الاستدلال على ذلك من ثلاثة أوجه.
الوجه الأول: تواتر شهادات علماء المغرب و الأندلس على أهمية الكتاب.
الوجه الثاني: تعدد نسخ الكتاب حتى أن الدكتور رشيد النعيمي اعتمد على تسع مخطوطات, ثلاث منها مغربية و الباقية أندلسية يتراوح تاريخ نسخها مابين 521سنة هـ و سنة 861هـ.
الوجه الثالث: كثرة المستفيدين منه و المشتغلين به, فمنهم من اعتمد على الكتاب في أحكامه ونوازله، ومنهم من علق عليه حواش ومنهم من اختصره.
قال أبو بكر ابن العربي المعافري: "… وصار الصبي عندهم(يعني أهل الأندلس) إذا عقل, فإن سلكوا به أمثل طريقة لهم، علموه كتاب الله تعالى، فإذا حذقه, نقلوه إلى الأدب، فإذا نهض فيه, حفظوه الموطأ, فإذا لقنه, نقلوه إلى المدونة, ثم ينقلونه إلى وثائق ابن العطار ثم يختمون له بأحكام ابن سهل" .
وقال ابن بشكوال "… وكان (ابن سهل) عارفا بالنوازل بصيرا بالأحكام مقدما في معرفتها وجمع فيها كتابا حسنا مفيدا يعول الحكام عليه".
و أما الناقلون عن أحكام ابن سهل فكثيرون, نذكر منهم على سبيل المثال:
- أبو عبد الله محمد بن القاسم بن أبي حمراء قاضي بطليوس, نقل عنه في كتابه في الوثائق المسمى بـ:"المقنع في الشروط" .
- القاضي أبو الفضل عياض الذي يحيل في15 موضعا من كتابه "مذاهب الحكام في نوازل الأحكام" على نوازل ابن سهل.
- أبو محمد عبد الله بن عبد الله بن سلمون الكناني الفقيه الأندلسي(ت740هـ) الذي نقل فقرات كثيرة من أحكام ابن سهل, في كتابه العقد المنظم للحكام فيما يجري بين أيديهم من العقود و الأحكام.
- أبو الحسن البناهي المالقي(القرن الثامن الهجري) ينقل عنه كثيرا في كتابه المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء و الفتيا.
- برهان الدين إبراهيم بن محمد بن فرحون(ت799هـ) ينقل عنه في كتابه تبصرة الحكام في أصول الأقضية و مناهج الحكام.
و لم يقتصر الأمر على النقل المجرد بل من العلماء من علق عليه حواش و منهم من اختصره, ومن هؤلاء مثلا:
- أبو محمد هارون بن أحمد بن جعفر بن عات النفزي، من أهل شاطبة وكان فقيها حافظا، له تنبيهات على مسائل المدونة والعتبية وحواش على الوثائق البونتية. وقيد مثل ذلك على الوثائق الفتحونية وأحكام ابن حدير وأحكام ابن سهل… توفي في شعبان سنة 582هـ " .
- أبو عمران موسى بن أبي علي الزناتي الزموري مولدا ومنشأ، نزيل مراكش، الشيخ الفقيه الصالح المدرس المذكر, شارح الرسالة والمدونة والمقامات وغيرها، أخذ عنه ابن البناء. توفي بمراكش في سنة 702هـ" . قام هذا الفقيه باختصار نوازل ابن سهل. وجدت نسخة من هذا المختصر بالخزانة العامة بالرباط, رقمها (742 أوقاف) تقع في مجموع كان قديما يحمل رقــم (896ص) بمكتبة الزاوية الناصرية بتامكروت (جنوب المغرب), ويتألف من كتابين فقط:
الكتاب الأول:
كتاب اقتضاب السهل في اختصار أحكام ابن سهل.
يتكون من 139 صفحة في كل صفحة 29 سطرا, ومقياس الصفحة 16.00/20.00 سنتم، والخط مغربي دقيق تتخلله كلمات بالمداد الأحمر. أما الورق المستعمل فتشهد علامته المائية بأنه من صنع أوروبي. الناسخ هو: محمد بن الحاج الرعجاني, ولا ذكر لتاريخ, ولا لمكان النسخ.
نقرأ في أول الكتاب ما نصه:" قال الشيخ الأستاذ العالم العامل المفتي… أبو عمران موسى بن أبي علي الزناتي رضي الله عنه أما بعد حمد الله الكبير المتعال والصلاة التامة على سيدنا ومولانا ونبينا محمد وآله خير آل. فإن غرضي أن أجرد نوازل ابن سهل رحمه الله مما اختلط به من المشاهير والسير والسجلات والشواهد والاستدلالات والبسط (و) العمل والتكرارات، من غير نقص لشيء من مبانيها أو إخلال بشيء من معانيها، تقريبا لنفسي ومجلبة لنشاطي وأنسي…". ثم أفادنا الدكتور مصطفى الصمدي أن لهذا المختصر نسخة ثانية بمكتبة الزاوية الحمزية تحت عدد (325 ) .
الكتاب الثاني من المجموع هو:
"المقصد المحمود في تلخيص الوثائق والعقود" لأبي الحسن علي بن يحيى ابن القاسم الصنهاجي الجزيري (تـ585هـ) , و يقع في الصفحات (142-295).وقد طبع هذا الكتاب سنة 1998م بالمجلس الأعلى للأبحاث العلمية بمدريد بتحقيق ودراسة: أسونثيون فرٌيرس (Asuncion Ferreras) .
و لكتاب الإعلام عدة تحقيقات نذكر منها:
- تحقيق قسم الاحتساب منه قام به التهامي الأزموري ونشر بعد وفاته في مجلة هسبيريس تامودا، المجلد 14 سنة 1973 صفحات 7-108.
- تحقيق للكتاب كله، من طرف رشيد حميد النعيمي المحامي, و نال به درجة الدكتوراه سنة1978م من جامعة سانت أنـدروس بالمملكة المتحدة, وقد طبع هذا التحقيق سنة 1997م بالرياض تحت عنوان:
"ديوان الأحكام الكبرى ", وهو عنوان غير أصلي للكتاب وضعه بعض النساخ.
- تحقيق الكتاب كله، قامت به: نورة التويجري، ونالت به درجة الدكتوراه بجامعة الإمام بالرياض سنة 1991م.ثم طبع بالرياض سنة 1994م.
وأما مؤلفات ابن سهل الأخرى فهي كالآتي.

ب- شرح عيسى بن سهل لصحيح البخاري:
قال إسماعيل باشا البغدادي في كتابه"هدية العارفين" ما نصه "… من تصانيف(ابن سهل) شرح الجامع الصحيح للبخاري…" . و قد نقل عمر رضا كحالة هذه المعلومة عنه في معجم المؤلفين .
لكن البغدادي ينقل عن حاجي خليفة قوله في كشف الظنون بأن من شروح كتاب البخاري : "… شرح أبي الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله ألأسدي المتوفى … (كذا)" .و هو ناقل بدوره عن كتاب "إرشاد الساري" للقسطلاني الذي ينقل عن كتاب "الجواهر والدرر في ترجمة ابن حجر" لشمس الدين السخاوي (تـ902هـ/1496م)، الذي عدد شروح البخاري فقال: "… وأبو الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله ألأسدي، ذكر أنه كتب إلى بعض أئمة عصره يسأله عن إشكال في سنة ست وخمسين و (أربعمائة) ، وكان هذا الشيخ يروي الكتاب (صحيح البخاري) عن الأصيلي و هذا الشرح ينقل عنه ابن رُشَيْد" .
و ابن رشيد السبتي (ت 721هـ/1321م) كان قد نزل غرناطة و كان بها خطيبا مدة , فلا يستبعد وقوفه على شرح ابن سهل هناك.أقدم مصدر أندلسي ذكر ذلك الشرح هو "كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة" لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر ابن فرح القرطبي (ت.671هـ/1272م).
قال: " قال الراجز: إذا المسيح قتل المسيحا, يعني عيسى بن مريم عليه السلام يقتل الدجال… قرأته في المجلد الأول من شرح ألفاظ الغريب من الصحيح لمحمد بن إسماعيل (البخاري)، تأليف القاضي الإمام المفتي أبي الأصبغ ابن سهل" .
أطول نقل من هذا الشرح يوجد في كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري, تأليف ابن حجر العسقلاني(ت.852هـ) وهو يعزو النقل لكتاب رحلة ابن رشيد السبتي, و هو نص لا وجود له مع الأسف بالأجزاء الباقية من كتاب ملء العيبة.
ج- فهرسة شيوخ عيسى بن سهل:
هذه الفهرسة كان القاضي عياض قد وقف عليها واستفاد منها في كتابيه: الغنية, و ترتيب المدارك. وقد ذكرها أيضا أبو بكر ابن خير الإشبيلي في فهرسته. قال :"… فهرسة الفقيه الحافظ أبي الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي، روايتي لها عن القاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي رحمه الله, وحدثني بها أيضا، إجازة، الفقيه أبو عبد الله محمد بن نجاح الذهبي عن ابن سهل رحمه الله" .
وقال القاضي عياض: " فهرست أبي الأصبغ ابن سهل حدثنا بها أبو إسحاق ابن الفاسي عنه" , وفي موضع آخر استشهد عياض بفهرسة ابن سهل لضبط اسم: ابن أبي الدنيا، فقال: "علي بن عثمان، وكذا سماه ابن سهل في فهرسته" .
د- كتاب ابن سهل في الرد على ابن حزم الظاهري:
هذا الكتاب انفرد أبو الحسن علي بن محمد بن علي الإشبيلي الرعيني (تـ666هـ/1267م) بذكر اسمه و النقل عنه: في برنامج شيوخه. ثم عثر الأستاذ محمد إبراهيم الكتاني على قطعة أندلسية مخطوطة منه محفوظة بخزانة القرويين بفاس، وقد صُوِّرَ عنها شريط مسجل تحت رقم (5) بالخزانة العامة بالرباط، تتألف تلك القطعة من (269) صفحة حالتها سيئة للغاية بفعل إفساد الأرضة لأوراقها جملة. و تاريخ نسخ تلك المخطوطة لا يتجاوز القرن السابع الهجري.
وقد بينت صحة نسبة الكتاب لابن سهل وأن عنوان الكتاب هو: "التنبيه على شذوذ ابن حزم", وأن ابن سهل ألف هذا الرد حوالي (476-480هـ) بمدينة طنجة .
يتألف هذا الكتاب من محاور كبرى كما يلي:
1. المقدمة: بقيت الورقة الأخيرة منها فقط، و بها معلومات نفيسة عن ابن حزم.
2. باب ما يلزم المتأخرين من الإقتداء بالمتقدمين ويجب عليهم من توقيرهم و تعزيرهم:
يدافع ابن سهل فيه عن التقليد وضرورة اتباع إمام في الفقه. وهذا الباب, وإن أصابت بعض فقراته خروم, تام الأوراق .
3. باب ذكر تبديع ابن حزم للصحابة والتابعين واستخفافه بجميع أئمة المسلمين:
يرد فيه المؤلف على كتاب " النكت الموجزة في نفي الأمور المحدثة في أصول أحكام الدين من الرأي والقياس والاستحسان والتعليل والتقليد" لابن حزم، ويضم هذا الباب فصولا في نقض الإحكام لأصول الأحكام لابن حزم.
4. فصل فيه زيادة بيان في تخليط ابن حزم و تناقضه و سفاهته و جهله:
و هو مخصص لنقض أقوال ابن حزم حول المنطق والفلسفة والعلوم العقلية، الموجودة في كتبه مثل كتاب الفصل في الملل و النحل, وكتاب التقريب لحدود المنطق, و رسالة مراتب العلوم، ورسالة التوقيف على شارع النجاة .
5. فصل في ذكر ما شذ فيه عن جميع الأمة وخالف فيه جميع الأئمة: خصصه ابن سهل لنقض 12 مسألة لابن حزم من كتابه "الإعراب عن كشف الالتباس الواقع بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس" .
هـ- رسالة ابن سهل إلى ابن حزم:
هذه الرسالة اكتشفت حقيقتها بعدما قارنت أسلوب وحجج عيسى بن سهل في "التنبيه على شذوذ ابن حزم" بمقتطفات من كلام الهاتف من بعد الذي لم يذكر فيها اسمه ورد ابن حزم عليه. و حقيقة الأمر أن ابن سهل كان حاضرا بمنزل شيخه ابن عتاب بقرطبة أثناء تسلمه كتاب كبير فقهاء المرية الفقيه أبي عمر أحمد بن رشيق الثغلبي، حوالي (444-446هـ), يصف فيه شناعة أقوال ابن حزم، فكتب ابن سهل رسالة(الهاتف من بعد) يتوعد فيها ابن حزم بما سيطاله من جراء إصراره على الخروج عن المذهب. و كان ابن حزم حينئذ مستقرا بالمرية .
فهذه خمسة كتب ألفها ابن سهل, لم يصل إلينا منها سوى الإعلام بنوازل الأحكام, وطرف من التنبيه على شذوذ ابن حزم, و فقرات يسيرة من رسالته إلى ابن حزم.
أما فهرسته فقد استفاد منها القاضي عياض كثيرا في كتابيه: الغنية, و ترتيب المدارك أثناء كلامه عن بعض شيوخ ابن سهل و بعض من لقيهم من علماء الأندلس.

خاتمة:

أرجو أن أكون, بما سقته في هذا البحث, قد أثبتت بالأدلة الكافية الشافية المكانة العلمية الرفيعة التي كانت للفقيه القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي الجياني رحمه الله تعالى, وقد اقتصرت على اجتلاب المعلومات الضرورية خشية التطويل و استغنيت عن تفاريع شتى, وحسبي أنني لم آل جهدا في البحث و التنقيب, ومن الله تعالى نستمد العون و التوفيق.







جريدة المصادر و المراجع:

- الإحاطة في أخبار غرناطة, للسان الدين ابن الخطيب, بتحقيق محمد عبد الله عنان, القاهرة 1974م. و كذلك قسم الإحاطة الذي لم ينشر من قبل ثم حققه عبد السلام شقور, وطبع بتطوان سنة 1988م.
- اختصار اقتباس الأنوار, لأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي المعروف بابن الخراط, دار الكتب العلمية, بيروت, سنة 1999م.
- إرشاد الساري إلى شرح صحيح البخاري, للقسطلاني.
- أزهار الرياض في أخبار عياض, لشهاب الدين أحمد المقري التلمساني( الجزء 4) تحقيق سعيد أعراب و محمد ابن تاويت الطنجي, الرباط 1978م.
- أهمية المخطوطات الإسلامية(أعمال المؤتمر الافتتاحي لمؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي) لندن 1413هـ/ 1992م.
- برنامج شيوخ الرعيني, تحقيق إبراهيم شبوح, دمشق 1962م.
- بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس, لأحمد بن يحيى الضبي, مدريد 1884م.
- تاريخ العلماء و الرواة للعلم بالأندلس, لعبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي المعروف بابن الفرضي, تحقيق عزت العطار الحسيني, القاهرة 1988م.
- التبيان للأمير عبد الله بن بلقين, تحقيق أمين توفيق الطيبي, الرباط 1995م.
- تذكرة الحفاظ, لمحمد بن عثمان الذهبي, حيدر أباد- الهند, سنة 1958م.
- التذكرة في أحوال الموتى و أمور الآخرة لمحمد بن أحمد بن فرح القرطبي, تحقيق محمد عبد القادر عطا, القاهرة 1418هـ/ 1998م.
- ترتيب المدارك و تقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك, للقاضي عياض بن موسى السبتي, الجزء الثامن, تحقيق سعيد أعراب, الرباط 1403هـ/ 1983م.
- التكملة لكتاب الصلة, لأبي عبد الله ابن الأبار البلنسي, تحقيق عبد السلام الهراس, الدار البيضاء 1990م.
- جمهرة أنساب العرب لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي, تحقيق عبد السلام هارون, دار الكتب العلمية, بيروت 1983م.
- الجواهر و الدرر في ترجمة ابن حجر, لمحمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي, تحقيق: إبراهيم باجس عبد المجيد, بيروت 1999م.
- الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية, لابن سماك العاملي, تحقيق, سهيل زكار وعبد القادر زمامة, الدار البيضاء 1979م.
- الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب, لإبراهيم بن فرحون المالكي, تحقيق مأمون محيي الدين الجنان, بيروت 1996م.
- ديوان الأحكام الكبرى( الإعلام بنوازل الأحكام) لعيسى بن سهل الجياني, تحقيق رشيد النعيمي, الرياض 1997م.
- الذيل ة التكملة لكتابي الموصول و الصلة, لمحمد بن محمد بن عبد الملك المراكشي, السفر 5- 8.
- رسائل ابن حزم الأندلسي, تحقيق إحسان عباس(الجزء الثالث), بيروت 1987م.
- سير أعلام النبلاء, لمحمد بن عثمان الذهبي(الجزء 19) تحقيق شعيب الأرنؤوط, بيروت 1984م.
- شجرة النور الزكية في طبقات علماء المالكية، لمحمد بن محمد مخلوف، المطبعة السلفية، القاهرة 1350هـ/1930م
- الصلة، لأبي القاسم خلف بن عبد الملك ابن بشكوال، الدار المصرية للتأليف والنشر، القاهرة 1966م.
- صلة الصلة، لأحمد بن إبراهيم ابن الزبير الغرناطي, الأقسام:3-4-5, تحقيق عبد السلام الهراس وسعيد أعراب، الرباط 1993-1995م.
- العقد المنظم للحكام فيما يجري بين أيدسهم من العقود و الأحكام, لعبد الله بن سلمون الكناني الأندلسي, مطبوع بهامش كتاب تبصرة الحكام لابن فرحون. القاهرة 1301هـ.
- العواصم من القواصم, لأبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي, تحقيق: عمار الطالبي, مكتبة التراث- القاهرة, 1417هـ/ 1977م.
- الغنية (فهرسة شيوخ القاضي عياض) تأليف القاضي عياض، تحقيق ماهر زهير جرار، دار الغرب الإسلامي بيروت 1982م.
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ) إشــراف: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ترقيم: فؤاد عبد الباقي. (طبع دار الفكر، بيروت بدون تاريخ).
- فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك, لمحمد بن أحمد عليش, دار الفكر- القاهرة(جزءان), د.ت.
- الفصل في الملل و الأهواء و النحل, لعلي بن أحمد بن سعيد بن حزم, تحقيق: محمد إبراهيم نصر و عبد الرحمن عميرة, دار الجيل- بيروت 1985م.
- فهرسة أبي بكر ابن خير الإشبيلي، تحقيق محمد فؤاد منصور، بيروت 1419هـ/1998م.
- فهرس مخطوطات خزانة القرويين، تأليف محمد العابد الفاسي، (الجزء الأول والثاني) الدار البيضاء 1979-1980م.
- كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج تأليف أحمد بابا التنبكتي ( جزآن)، تحقيق: محمد مطيع، الرباط 2000م.
- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون تأليف حاجي خليفة، مكتبة المثنى، بغداد.
- المدرسة الظاهرية بالمغرب و الأندلس, لتوفيق الغلبزوري, كلية تطوان, 2000 م.
- المقصد المحمود في تلخيص العقود, لعلي بن يحيى الجزيري, تح: اسوننثيون فريرس, مدريد, سنة 1998م.
- مذاهب الحكام في نوازل الأحكام، للقاضي عياض وولده محمد، تحقيق محمد بن شريفة، بيروت 1990م.
- المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء و الفتيا، تأليف أبي الحسن بن عبد الله البناهي المالقي، تحقيق إ.ليفي بروفنسال، القاهرة 1948م.
- مع القاضي أبي بكر بن العربي, لسعيد أعراب, دار الغرب الإسلامي- بيروت 1987م.
- معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة (الجزء الثامن) مكتبة المثنى.
- المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي, لابن الأبار البلنسي, تحقيق: فرانشسكو كوديرا- مجريط, 1884م.
- هدية العارفين، تأليف إسماعيل باشا البغدادي، استانبول 1951.
-
2- المقالات المنشورة في المجلات والدوريات:
- مكتبة الزاوية الحمزية, صفحة من تاريخها, لمحمد المنوني, مجلة تطوان عدد 8 سنة (1963م) صـ95- 177.
- مؤلفات ابن حزم و رسائله بين أنصاره و خصومه, لمحمد إبراهيم الكتاني, مجلة الثقافة المغربية, عدد 1, (1970م) صـ 83- 107.
- مخطوط نوازل ابن سهل الأسدي, صورة للواقع الاجتماعي و الاقتصادي للأندلس في القرنين الرابع و الخامس الهجريين, لمحمد عبد الوهاب خلاف, مجلة معهد المخطوطات العربية (الكويت) المجلد 26, الجزء الثاني, سنة (1982م) صـ 735- 744.
- مسالك التأليف في فقه النوازل بالغرب الإسلامي, لمصطفى الصمدي, مجلة الذخائر(لبنان) عدد 11-12, سنة(2002م), صـ 19- 42.
- مخطوطة أندلسية فريدة في الرد على ابن حزم الظاهري, لسمير القدوري, الذخائر, عدد 5 سنة (2001م), صـ 239- 256.
- المؤلفات الأندلسية و المغربية في الرد على ابن حزم الظاهري, لسمير القدوري, الذخائر عدد 11-12(2002م), صـ 106- 205.
- كتاب "التنبيه على شذوذ ابن حزم" تأليف القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل, لسمير القدوري, الذخائر عدد15- 16(2003م) صـ 95- 108.
- الردود على ابن حزم بالأندلس و المغرب من خلال مؤلفات علماء المالكية, لسمير القدوري, مجلة الأحمدية(دبي) العدد 13, سنة (2003م) صـ271- 346.

- الكتب المخطوطة:
- أجوبة القاضي أبي عبد الله ابن الحاج القرطبي (ت 529هـ). مخطوطة مغربية خاصة.
- الإعلام بنوازل الأحكام، لعيسى ابن سهل.بالخزانة العامة (الرباط.) أرقام: (D3398) (D1728)، (111 بالخزانة الحمزية).
- اقتضاب السهل في اختصار أحكام ابن سهل لموسى بن أبي علي الزناتي، بالخزانة العامة بالرباط رقم (742 أوقاف).
- التنبيه على شذوذ ابن حزم. تأليف عيسى بن سهل، (شريط رقم 5) بالخزانة العامة بالرباط.
- فهرسة المنتوري محمد بن عبد الملك القيسي الأندلسي: بالخزانة الحسنية (الرباط) رقم 1578.
- الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجـودين في مـذاهب أهل الرأي والقـياس, لابن حـزم مخطوط شستربتي رقم 3482.

Références:
- Kaddouri, Samir, Identificacion de un manoscrito andalusi anonimo de una obra contra Ibn Hazm al-Qurtubî (m. 456/1064), al-Qantara XXII, 2 (2001) 299- 320.
- Marin, Manuela, familias de ulemas en Toledo. Estudios onomastico Biograficos de Al - Andalus. C.S.I.C Madrid. V, (1992) 229-271.
- Müller, Christian, Administrative tradition and civil jurisdiction of the Cordoban sahib al-ahkâm (I), al-Qantara XXI, 1 (2001) 57- 84.
 
عودة
أعلى