عبدالرحمن النور
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
يطرح بعض أهل القرآن سؤالا بين الحين والآخر حول هل هناك فرق في الخطاب القرآني بين قول الله عز وجل (يا أيها الناس) وبين قوله تعالى ( يا بني آدم) ؟
وقد ورد قول الحق تبارك وتعالى : (يا أيها الناس) في عدة آيات منها هذه الآيات التالية:
سورة البقرة الآية ( 21 ) :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
البقرة - الآية (168 ) : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"
النساء - الآية الأولى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"
النساء - الآية ( 174) : "يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا"
ومن الآيات التي ورد فيها قول الله تبارك وتعالى:(يا بني آدم):
الأعراف - الآية (26) : "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ"
الأعراف - الآية 27 : "يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ"
الأعراف - الآية 31 :" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".
الأعراف - الآية 35 :" يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"
يس - الآية 60 :"أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"
وباستقراء تلك الآيات نخلص إلى ما يلي:
أولا- الخطاب بصيغة (يا أيها الناس ) هو خطاب عام من ناحية المخاطب وهو خطاب عام من ناحية موضوع الخطاب.
ثانيا- الخطاب بصيغة (يا بني آدم ) هو أيضا عام من ناحية المخاطب ولكنه خاص من ناحية موضوع الخطاب حيث ربط النداء ببني آدم ، وفي هذا بلاغة وحكمة قرآنية لأن موضوع الخطاب يرتبط بشكل مباشر بقصة آدم عليه السلام التي بدأ الله عز وجل ذكرها لنا في القرآن في مواقع متنوعة، بدأ من سورة البقرة الآية (30) في قوله :"وإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ".
و موضوع قصة آدم مع أبليس يتمحور حول اغواء أبليس لآدم وزوجه حواء وإخراجهما من الجنة بعد أن نزع عنهما لباسهما ليريهما سؤاتهما، ولذلك جاء الخطاب بصيغة (يا بني آدم ) لتذكير المخاطبين (الذين هم بني آدم) بشكل مباشر بموضوع قصة آدم و إغواء أبليس له ولذلك تتداعى المعاني المرتبطة بتلك القصة في ذهن المخاطب بشكل سريع ومباشر ومحدد .
ثالثا- من بلاغة الخطاب القرآني أن تكون صيغة ( يا بني آدم) في جعل موضوع تلك القصة هو مركز ومحور الخطاب، ثم ليأتي الخطاب العام بصيغة ( يا أيها الناس) ليحيط بتداعيات تلك القصة مما يزيد الخطاب بلاغة اضافية تدعم نص الخطاب في عقل المخاطب ولذلك نجد أن الآيات التي ورد فيها ذكر (يا أيها الناس ) في القرآن الكريم هي أكثر من الآيات التي وردت فيها صيغة (يا بني آدم ).
والله تعالى أعلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
يطرح بعض أهل القرآن سؤالا بين الحين والآخر حول هل هناك فرق في الخطاب القرآني بين قول الله عز وجل (يا أيها الناس) وبين قوله تعالى ( يا بني آدم) ؟
وقد ورد قول الحق تبارك وتعالى : (يا أيها الناس) في عدة آيات منها هذه الآيات التالية:
سورة البقرة الآية ( 21 ) :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
البقرة - الآية (168 ) : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"
النساء - الآية الأولى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"
النساء - الآية ( 174) : "يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا"
ومن الآيات التي ورد فيها قول الله تبارك وتعالى:(يا بني آدم):
الأعراف - الآية (26) : "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ"
الأعراف - الآية 27 : "يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ"
الأعراف - الآية 31 :" يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".
الأعراف - الآية 35 :" يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"
يس - الآية 60 :"أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"
وباستقراء تلك الآيات نخلص إلى ما يلي:
أولا- الخطاب بصيغة (يا أيها الناس ) هو خطاب عام من ناحية المخاطب وهو خطاب عام من ناحية موضوع الخطاب.
ثانيا- الخطاب بصيغة (يا بني آدم ) هو أيضا عام من ناحية المخاطب ولكنه خاص من ناحية موضوع الخطاب حيث ربط النداء ببني آدم ، وفي هذا بلاغة وحكمة قرآنية لأن موضوع الخطاب يرتبط بشكل مباشر بقصة آدم عليه السلام التي بدأ الله عز وجل ذكرها لنا في القرآن في مواقع متنوعة، بدأ من سورة البقرة الآية (30) في قوله :"وإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ".
و موضوع قصة آدم مع أبليس يتمحور حول اغواء أبليس لآدم وزوجه حواء وإخراجهما من الجنة بعد أن نزع عنهما لباسهما ليريهما سؤاتهما، ولذلك جاء الخطاب بصيغة (يا بني آدم ) لتذكير المخاطبين (الذين هم بني آدم) بشكل مباشر بموضوع قصة آدم و إغواء أبليس له ولذلك تتداعى المعاني المرتبطة بتلك القصة في ذهن المخاطب بشكل سريع ومباشر ومحدد .
ثالثا- من بلاغة الخطاب القرآني أن تكون صيغة ( يا بني آدم) في جعل موضوع تلك القصة هو مركز ومحور الخطاب، ثم ليأتي الخطاب العام بصيغة ( يا أيها الناس) ليحيط بتداعيات تلك القصة مما يزيد الخطاب بلاغة اضافية تدعم نص الخطاب في عقل المخاطب ولذلك نجد أن الآيات التي ورد فيها ذكر (يا أيها الناس ) في القرآن الكريم هي أكثر من الآيات التي وردت فيها صيغة (يا بني آدم ).
والله تعالى أعلم.