الفرق بين (راب) و(أراب)، للشيخ الدكتور عبدالله خضر حمد

إنضم
10/12/2012
المشاركات
182
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
العمر
47
الإقامة
تركيا/ ميرسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ الدكتور عبدالله خضر في تفسيره، آية(لا ريب فيه) في سورة البقرة: 2.
واختلف أهل العلم في الفرق بين (راب) و(أراب)، على قولين:
أحدهما : أن الكلمتين مختلفتين في المعنى، فقال: قال سيبويه: "(أراب) الرجل أي: صار صاحب ريبة. كما قالوا: ألام أي: استحق أن يلام، وأما (رابني) فمعناه: جعل في ريبة، كما تقول: قطعت النخل، أي: أوصلت إليه القطع، واستعملته فيه"[SUP]([1])[/SUP].
وقال أبو زيد[SUP]([2])[/SUP]: "قد رابني من فلان أمر رأيته منه رَيْبًا، إذا كنت مستيقنا منه بالريبة، فإذا أسأت به الظن ولم تستيقن بالريبة منه قلت: قد أرابني من فلان أمر هو فيه، إذا ظننته من غير أن تستيقنه"[SUP]([3])[/SUP].
والثاني: وقال آخرون[SUP]([4])[/SUP] بأن: (راب) و (أراب) بمعنى واحد، وأنشدوا قول خالد بن زهير الهذلي[SUP]([5])[/SUP]:
كأنني أتوته بريب
قال الواحدي: " والحذاق على الفرق بينهما"[SUP]([6])[/SUP].
وقال الأزهري: "والقول في (راب وأراب) قول أبي زيد حسن"[SUP]([7])[/SUP].


([1]) الكتاب: 4/60.

([2])هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، صاحب النحو واللغة، توفي سنة خمس عشرة ومائتين. انظر "طبقات النحويين واللغويين" ص156، "تاريخ بغداد" 9/ 77، "إبناه الرواة" 2/ 30.

([3])ذكره أبو علي في "الحجة" 1/ 179، ونحوه عند الأزهري قال: هذا قول أبي زيد (راب) 15/ 252، ولم أجده في "نوادر أبي زيد".


([4])انظر: "تهذيب اللغة" (راب) 2/ 1306 - 1307، "الصحاح" (ريب) 1/ 141، "اللسان" (ريب) 3/ 1788 - 1789.

([5])انظر "شرح أشعار الهذليين" 1/ 207، "الحجة" لأبي على 1/ 180، "تهذيب اللغة" (أتى) 1/ 116 - 117، "المخصص" 12/ 303، 14/ 24، 28، "الصحاح" 1/ 141، "اللسان" (ريب) 3/ 1788 - 1789، "الخزانة" 5/ 84
خالد بن زهير الهذلي أحد شعراء الهذليين المشهورين عشق امرأة كان يأتيها أبو ذؤيب الهذلي خاله، وجرت بينهما أشعار في ذلك منها، "بيت الشاهد" وقتل خالد بسبب تلك المرأة في قصة طويلة، وفي البيت يخاطب أبا ذؤيب، والأبيات في أشعار الهذليين:
ياقوم ما بال أبي ذؤيب يمس رأسي ويشم ثوبي
كأنني أتوته بريب
انظر "شرح أشعار الهذليين" للسكري 1/ 207، "الخزانة" للبغدادي 5/ 76 - 86.

([6]) التفسير البسيط: 2/38.

([7]) التهذيب: 2/1306.


---------------------
المصدر تفسير القرآن العظيم. للشيخ الدكتور عبدالله خضر حمد
 
عودة
أعلى