محمد محمود إبراهيم عطية
Member
التأنيب من أنَّب يؤنب تَأْنِيبًا : عَنَّفَه ، ولاَمَه ، ووبَّخَه ؛ وقال ابن الأثير : التّأنِيبُ : المبالغَة في التَّوبيخ والتَّعنِيف [1] .
قال ابن القيم – رحمه الله : الفرق بين النصيحة والتأنيب ؛ أن النصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له ، والشفقة عليه ، والغيرة له وعليه ؛ فهو إحسان محض ، يصدر عن رحمة ورقة ، ومراد الناصح بها وجه الله ورضاه ، والإحسان إلى خلقه ، فيتلطف في بذلها غاية التلطف ، ويحتمل أذى المنصوح ولائمته ، ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق على المريض المشبع مرضًا ، وهو يحتمل سوء خلقه وشراسته ونفرته ، ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن ؛ فهذا شأن الناصح .
وأما المؤنب فهو رجل قصده التعيير والإهانة ، وذم من أنَّبَهُ ، وشَتْمُهُ في صورة النصح ، فهو يقول له : يا فاعل كذا وكذا ، يا مستحقًّا الذم والإهانة ، في صورة ناصح مشفق . وعلامة هذا أنه لو رأى من يحبه ويحسن إليه على مثل عمل هذا ، أو شرٍّ منه ، لم يعرض له ، ولم يقل له شيئًا ، ويطلب له وجوه المعاذير ؛ فإن غُلب ، قال : وأنى ضمنت له العصمة ، والإنسان عرضه للخطأ ، ومحاسنه أكثر من مساويه ، والله غفور رحيم .. ونحو ذلك ؛ فيا عجبا ! كيف كان هذا لمن يحبه دون من يبغضه ؟! وكيف كان لذلك منك التأنيب في صورة النصح ، وحظ هذا منك رجاء العفو والمغفرة ، وطلب وجوه المعاذير ؟!
ومن الفروق بين الناصح والمؤنب ؛ أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته ، وقال : قد وقع أجرى على الله ، قبلت أو لم تقبل ؛ ويدعو لك بظهر الغيب ، ولا يذكر عيوبك ، ولا يبيِّنها في الناس ؛ والمؤنب بعكس ذلك [2] .
_______________________
[1] انظر ( لسان العرب ) باب الباء فصل الهمزة ، و( النهاية في غريب الحديث والأثر ) مادة ( أ ن ب ) .
[2] انظر ( الروح ) ص 257 ، 258 .
قال ابن القيم – رحمه الله : الفرق بين النصيحة والتأنيب ؛ أن النصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له ، والشفقة عليه ، والغيرة له وعليه ؛ فهو إحسان محض ، يصدر عن رحمة ورقة ، ومراد الناصح بها وجه الله ورضاه ، والإحسان إلى خلقه ، فيتلطف في بذلها غاية التلطف ، ويحتمل أذى المنصوح ولائمته ، ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق على المريض المشبع مرضًا ، وهو يحتمل سوء خلقه وشراسته ونفرته ، ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن ؛ فهذا شأن الناصح .
وأما المؤنب فهو رجل قصده التعيير والإهانة ، وذم من أنَّبَهُ ، وشَتْمُهُ في صورة النصح ، فهو يقول له : يا فاعل كذا وكذا ، يا مستحقًّا الذم والإهانة ، في صورة ناصح مشفق . وعلامة هذا أنه لو رأى من يحبه ويحسن إليه على مثل عمل هذا ، أو شرٍّ منه ، لم يعرض له ، ولم يقل له شيئًا ، ويطلب له وجوه المعاذير ؛ فإن غُلب ، قال : وأنى ضمنت له العصمة ، والإنسان عرضه للخطأ ، ومحاسنه أكثر من مساويه ، والله غفور رحيم .. ونحو ذلك ؛ فيا عجبا ! كيف كان هذا لمن يحبه دون من يبغضه ؟! وكيف كان لذلك منك التأنيب في صورة النصح ، وحظ هذا منك رجاء العفو والمغفرة ، وطلب وجوه المعاذير ؟!
ومن الفروق بين الناصح والمؤنب ؛ أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته ، وقال : قد وقع أجرى على الله ، قبلت أو لم تقبل ؛ ويدعو لك بظهر الغيب ، ولا يذكر عيوبك ، ولا يبيِّنها في الناس ؛ والمؤنب بعكس ذلك [2] .
_______________________
[1] انظر ( لسان العرب ) باب الباء فصل الهمزة ، و( النهاية في غريب الحديث والأثر ) مادة ( أ ن ب ) .
[2] انظر ( الروح ) ص 257 ، 258 .