محمد بن عبد العزيز اليحيى
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين : المعــجـزة , الكرامة , السحر .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. وبعد ..
بداية لا بد أن نعرف مكان الاجتماع بينها مما له الأثر في معرفة الافتراق ؛ ذلك أن مكان الاتفاق هو محل اللبس بينها .
تتفق : بأنها تخالف مألوف الناس , والسنة الكونية تحيل حصول مثل هذه الأحوال .
وأما مواطن الاتفاق والاختلاف بينها جميعاً فهي إما بالنظر لمن تجرى على يديه أو بالنظر لذاتها هي, أو لغايتها .
فتتفق المعجزة والكرامة أنها بتأييد من الله , ولا تدخل لمن تجرى على يديه بإيجادها . وأما السحر فهو من الساحر بمعونة الشياطين وتعاون بينهما .
وتفترق المعجزة عن الكرامة بأنها من نبيّ , ومقرونة بالتحدي , بل وقد تطلب منه: ( بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ) , وقد يطلبها النبي من ربه (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) وغايتها : إثبات صدق النبي وأنه مرسل من الله .
والكرامة من وليّ صالح , وغير مقرونة بالتحدي , ولا يصح أن تطلب منه , ولا يفاخر بها فضلاً عن أن يتحدى بها ؛ لمنافاتها الإخلاص لله بالعمل الصالح, وغايتها إكرام الله للعبد الصالح , وإظهار تأييده .
وأما السحر فإنه من كافر ضالٍ معادٍ لله ورسوله, والعمل بمعونة من الشياطين, وغايته إلحاق الضرر بالناس أو تحقيق مطامع شخصية للساحر .
وكلها ورد لها أمثلة في القرآن :
المعجزة : (ورَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
الكرامة : ( فتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .
السحر : (قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ) .
وأخيراً فإن حال من تجرى على يديه هذه الأشياء عامل آخر يحدد الفرق بينهما :
فالنبي والولي : معروف حاله بالصدق والصلاح , وصلة الأرحام والإحسان إلى سائر الناس , وبث الخير وإيصال النفع العام للجميع .
ولذا استدلت السيدة خديجة رضي الله عنها على صدق النبي صلى الله عليه وسلم بأول مبعثه بحاله فقالت: ( كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق )
وأما الساحر : فمعروف بالشر والفساد , وارتكاب المحرمات والموبقات , والإفساد بين الناس والتفريق فيما بينهم ببث الشحناء والعداوات .
أ . هـ .
الفرق بين : المعــجـزة , الكرامة , السحر .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. وبعد ..
بداية لا بد أن نعرف مكان الاجتماع بينها مما له الأثر في معرفة الافتراق ؛ ذلك أن مكان الاتفاق هو محل اللبس بينها .
تتفق : بأنها تخالف مألوف الناس , والسنة الكونية تحيل حصول مثل هذه الأحوال .
وأما مواطن الاتفاق والاختلاف بينها جميعاً فهي إما بالنظر لمن تجرى على يديه أو بالنظر لذاتها هي, أو لغايتها .
فتتفق المعجزة والكرامة أنها بتأييد من الله , ولا تدخل لمن تجرى على يديه بإيجادها . وأما السحر فهو من الساحر بمعونة الشياطين وتعاون بينهما .
وتفترق المعجزة عن الكرامة بأنها من نبيّ , ومقرونة بالتحدي , بل وقد تطلب منه: ( بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ) , وقد يطلبها النبي من ربه (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) وغايتها : إثبات صدق النبي وأنه مرسل من الله .
والكرامة من وليّ صالح , وغير مقرونة بالتحدي , ولا يصح أن تطلب منه , ولا يفاخر بها فضلاً عن أن يتحدى بها ؛ لمنافاتها الإخلاص لله بالعمل الصالح, وغايتها إكرام الله للعبد الصالح , وإظهار تأييده .
وأما السحر فإنه من كافر ضالٍ معادٍ لله ورسوله, والعمل بمعونة من الشياطين, وغايته إلحاق الضرر بالناس أو تحقيق مطامع شخصية للساحر .
وكلها ورد لها أمثلة في القرآن :
المعجزة : (ورَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
الكرامة : ( فتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .
السحر : (قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ) .
وأخيراً فإن حال من تجرى على يديه هذه الأشياء عامل آخر يحدد الفرق بينهما :
فالنبي والولي : معروف حاله بالصدق والصلاح , وصلة الأرحام والإحسان إلى سائر الناس , وبث الخير وإيصال النفع العام للجميع .
ولذا استدلت السيدة خديجة رضي الله عنها على صدق النبي صلى الله عليه وسلم بأول مبعثه بحاله فقالت: ( كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق )
وأما الساحر : فمعروف بالشر والفساد , وارتكاب المحرمات والموبقات , والإفساد بين الناس والتفريق فيما بينهم ببث الشحناء والعداوات .
أ . هـ .