الفرق بين الكفل والنصيب .. فائدة لطيفة ..

إنضم
24/05/2008
المشاركات
145
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ولمّا كان هذا القرءان العظيم معجزة باقية ؛ صار من الصعب الإحاطة بجميع أسراره العظيمة ، وآياته البليغة ، وإن المؤمن ليعتصره الأسى ؛ إذا يرى أمته أعرضت عن كتاب ربها ، وما الإقبال على القرآن بالقراءة والهذ كهذ الشعر ، فكل يحسنُ هذا ، ولكن أين من يقف عند آياته ويتدبر كلماته ؟!
ولذلك قال ابن كثير رحمه الله في آية الفرقان " وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا" ، قال: "وترك الإيمان به وتصديقه من هجرانه ، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه ".

وكان قد أشكل عليّ قبل مدة الجمع بين آية النساء : " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها... " ، وبين آية الحديد " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته... " ، فإن العطف والاقتران يفيد التغاير كما هو معلوم ، وقد فرق سبحانه وتعالى بينهما في آية النساء ، واستخدم لفظ الكفل مكان النصيب في الحديد ..

وقد كنتُ وقفت على ذلك قبل مدة قريبة من العام ، ونسيتُ ذلك ، ولمّا استشكلت علي يسر الله لي الاطلاع عليها مرة أخرى ..
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - بعد أن ساق كلامًا عن الشفاعة " فإن لفظ الكفل يُشعر بالحمل والثقل ، ولفظ النصيب يُشعر بالحظ الذي ينصبُ طالبه في تحصيله ، وإن كان كلٌ منهما يستعمل في الأمرين عند الانفراد ، ولكن لمّا قرن بينهما ؛ حسن اختصاص حظ الخير بالنصيب ، وحظ الشر بالكفل". روضة المحبين (430).

وسأورد في قابل الأيام- بإذن الله - ما وقفتُ عليه من توجيهات ابن القيم الرائعة ، وهي توقظ القلب ، وتشعل الإحساس بالآيات عن قراءتها ، ومن ذلك تفريقه بين الجنات المذكورة في سورة الرحمن ، مقارنته بينهما ، وتفريقه بين المشرق والمغرب ، وبين المشرقين والمغربين ، وبين المشارق والمغارب.

والله أعلى وأعلم ، ورد العلم إليه أسلم.​
 
كلام ابن القيم رحمه الله لم يحل الإشكال

كلام ابن القيم رحمه الله لم يحل الإشكال

سبق لي أن سألت في ذلك الشيخ بسام جرار فكان جوابه:

" النصيب معلوم أما الكفل فهو النصيب الذي هو مكفول أي لا بد أن يكون ، فإن كان خيراً فهو مكفول أن يتحقق وإن كان شرا فهو أيضاً مكفول أن يتحقق".

وعليه لا يعقل أن نقول إن الكفل فيه ثقل والله سبحانه يقول: "كفلين من رحمته".
 
[align=center]
أهلاً بك أخي الحبيب أبا عمرو ..
ربما كان خطأ مني في توصيل المعلومة.
ابن القيم ذكر الكلام السابق بعد آية النساء ، ولم يتطرق لآية الحديد.
وكذلك لا تنس أنه قال : ولكن لمّا قرن بينهما ؛ حسن اختصاص حظ الخير بالنصيب ، وحظ الشر بالكفل.
فكلامه عند الاقتران ، وهو كذلك يتكلم عن آية النساء خاصة.
وقال كذلك : وإن كان كلٌ منهما يستعمل في الأمرين عند الانفراد.

أحسن الله إليك ، وتبقى المسألة اجتهادية.[/align]
 
عودة
أعلى