الفرق بين الشرح والتفصيل

ابن الشجري

New member
إنضم
18/12/2003
المشاركات
101
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم

إعلموا علمكم الله المشكلات ، أنه ليس حتما أن يكون كل مايكتب في هذا الملتقى مثيرا للنقاش , بقدر مايكون اثراء للساحة بفائدة علمية أو دراسة جادة أو سؤلا يجلب علما للسائل والمجيب . ولا أعني بقولي هذا أن لاينبه على خطأ أو يحذر من زلل أو يستدرك مستدرك ، وعندي أن مثل هذا الملتقى هو للمذاكرة ونشر العلم أكثر منه للدرس والتحصيل ، وهذه منقبة لامنقصه ، ذلك أن المذاكرة تلقيح للفهوم (وأين لك بمذاكرة الانفاس) ولمذاكرة ساعة أحب الي من قراءة ساعات وساعات . وتأمل لوكانت هذه الوسائل بين يدي المتقدمين من العلماء امثال شيخ الاسلام وابن القيم وابن كثير وابن العربي وابن حزم وابن الجوزي ـ هل سيكون محتاجا الى براية اقلامه ـ وغيرهم رحمهم الله جميعا . لقد كان الواحد منهم يخاطب الدنيا . وتسمع له من اقصاها الى ادناها، وهو في زاوية من بغداد أو الكوفة او حران أو دمشق او بلنسية او( إغرناطة) أوغيرها . وقد كانوا احق بقول ابي الطيب في مدحه نفسه وأبياته التي كانت تسير مسير الشمس :

أنا الذي نظر الاعمى الى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصم

وإني على يقين من أن المشارك هو المستفيد والمتعلم قبل أن يعلم، ولولا طول إيضاح المقصود بهذه العبارة لبينت ماوراء الاكمه ، لكن يراجع جـ/1 من مفتاح دار السعاده لابن القيم رحمه الله ففيه ماليس في غيره .

المقصود أن لايبخل أحد على نفسه في إغتنام الاجر بمشاركة نافعة ولو بسيطة، فالعبره في مثل هذا بالكيف لا بالكم ، مع حاجة للابحاث الجادة والمتخصصه والتي هي المقصود من الملتقى ، وأظن أن الأخوه اسسواهذا الملتقى على هذا الاساس، فالفقيه يدلي بماعنده من علم متعلق بأحكام آية من كتاب الله ، وكذلك المحدث ، والاديب ... ، المقصود أن يكون الإطار العام للمشاركه له تعلق بعلم التفسير , وقد يكون العائق امام الكثير منا هو الوقت ، فالمشاركة تحتاج الى كتابة وأحياناالى بحث قد يصل الى ساعات . لكن مالايدرك كله لايترك جله . فلربما مشاركة بسيطه، اوكلمة مقتضبه، تفتح أبوابا من العلم جليلة وإني ضارب لذلك مثالا :

لماكان يوردابن القيم رحمه الله على شيخه شيخ الاسلام رحمه الله، الشبهه تلو الاخرى , فقال له بعد أن اكثر : بأن يجعل قلبه كالزجاجة صفاءا يدخل اليها النور ولاينفذ اليها غبار وحذره من أن لا يجعله كالاسفنجة اشربت الماء . فكانت هذه النصيحة لابن القيم كالدليل في المفازة .لم تغادره طول حياته .
وهذا عبد الحميد بن باديس رحمه الله * لما اشكل عليه كثرة النقولات عن الائمة المتقدمين في تفسير الاية الواحدة عرض هذا الامر على احد مشائخه فأجابه : اجعل قلبك كالمنخل يسقط منه كل قول باطل فيصفى لك القول الصواب ( أو نحو هذه العبارة) قال : فنفعني الله بها.

المقصود أنه كم من مشاركة ولو كانت بسيطة حلت اشكالا أو هدت ضالا أو بصرت جاهلا . أوفتحت بابا من العلم النافع .

وما احق هذه المنتديات بقول القائل :

اليوم شئ وغدا مثله*** من درر العلم التي تلتقط
يحصل المرء بهافائده*** وإنما السيل اجتماع النقط

((الفرق بين الشرح والتفسير))

أقول وحتى أكون ممتثلا لمابه نصحت، هذه مشاركة بسيطة( تفعليالهذا القسم) ـ لاتخلو من فائدة أن شاء الله ، ولن تخرج عن تعلق بعلم التفسير .
لاتخفى نفاسة كتاب الفروق لأبي هلال العسكري ـ رحمه الله ـ فقد أحتوى على علم غزير ، ونكت تفسيرية لو تصدى لها جامع لأثرى بها هذا المنتدى ، كالفرق بين الاية والعلامة وبين دلالة الاية وتضمين الاية وبين التفسير والتأويل وبين الواحد والاحد وبين الخوف والخشيه وبين العهد والعقد وبين القسم والحلف وبين الشرح والتفصيل ... مما له تعلق بمفردة قرآنية أو مصطلح تفسيري
وسأذكر ماقال في هذه الآخيره لاهميتها : (الفرق بين الشرح والتفصيل) : أن الشرح بيان المشروح وإخراجه من وجه الاشكال الى التجلي والظهور ،ولهذا لايستعمل الشرح في القرآن ، والتفصيل هو ذكر ماتضمنه الجملة على سبيل الافراد ولهذا قال تعالى ( ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) ولم يقل شرحت
وفرق آخر أن التفصيل هو وصف آحاد الجنس وذكرها معا ، وربما احتاج التفصيل الى الشرح والبيان والشئ لا يحتاج الى نفسه . أهـ
لهذا لايقال شرح القرآن ، أو شرح الاية , او شارح القرآن، فهذه الكلمات داخلة في ماينهى عنه لفظا ، وقد فعل الشيخ بكر فأدخلها في معجمه ونقل كلام العسكري رحمه الله

وبالمناسبة : فلكتب هذا العالم حظ من القبول ـ وقد رزق سعادة في ذلك ـ فهل يوجد كتابه المحاسن في تفسير القرآن مطبوعا ، وهل هناك توجه من أحد الدارسين لتحقيق هذا الكتاب وإخراجه .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* يحتاج أن يفرد الحديث عنه رحمه الله كمفسر بصفحة خاصة . كذلك تلميذه النجيب العلامة محمد البشير الابراهيمي رحمهم الله جميعا .
 
بسم الله

أخي ابن الشجري وفقك الله
سؤال وتعليق

أما السؤال : فما رأيك في المادة التفسيرية المبثوثة في أمالي ابن الشجري رحمه الله ؟ فقد اطلعت على هذا الكتاب على عجل فرأيت أنه يستحق البحث والدراسة .
وهل لابن الشجري كتب متداولة أخرى ؟

أما التعليق على مشاركتك : فهي أنك جعلت العنوان : الفرق بين الشرح والتفسير ، ثم نقلت كلام العسكري في الفرق بين الشرح والتفصيل !! فهل ترى أن التفسير والتفصيل بمعنى واحد أم ماذا ؟
 
بل ماذا .

بل ماذا .

أخي الكريم , شكر الله لك ماستدركت على ماكتبت ، فقد كل البصر وتعب الخاطر وتشتت الذهن , حتى كادت الاحرف تختلج علي فلا افرق بينها , فلا أدري هل اعذر أم اعذل , وإرادة الله فوق كل اراده ، فماشاء كان وإن لم أشأ وماشئت إن لم يشأ لم يكن , ولولا هذه الفلتات لطاح العجب بأحدنا حتى تقع به عجيزته ، لكن هناك رب كريم رؤف رحيم فمن إحسانه ومقتضى ربوبيته أن يربي عبده المؤمن تربية خاصة تقيم أوده وتأخذ بيده الى الصراط المستقيم ، حتى وإن نال صاحبها ماتكره النفس ، فلا أعلم دواء يستسيغه مخلوق , ومن تدبروتامل وجد هذه العناية الخاصه في كل لحظة وحين, فماذا علينا لو سلمنا واستسلمنا لهذا الرب الكريم, فاعتذر عن هذا اللبس ولو استطعت تعديل بعض هذه الاحرف من المقال لفعلت , ولكن إن كان في مقدورك إصلاح ما عنونت به أكن لك من الشاكرين ، وإلا فليحذف من أصله فعنه غناء .


أمافيما يتعلق بإمام زمانه في علم العربية هبة الله بن علي المعروف بابن الشجري (ت542) رحمه الله، فقد كفانا مؤنة الكتابة عنه الطناحي رحمه الله في مقدمته للأمالي , وهذا الكتاب والمرجع عند كثير من النحاة والنقاد يعد من كتب الدراسات القرآنية , ولعلك اطلعت أخي الحبيب على الدراسة التي قام بها الطناحي ـ المحقق المبدع أحد كبار تلاميذ محمود شاكر، غفرالله لهما ـ عن ابن الشجري وأماليه ,فقد تطرق الى هذا الموضوع , وماأشرت اليه ـ وفقك الله ـ من نواح تفسيرية تضمنها الكتاب , فكماذكرت , وأنت تجد أن كتب ألامالي والمجالس والسؤالات حوت علما غزيرا له تعلق بتفسير آية أو إعرابها, كأمالي إبن الشجري و ثعلب والمرزوقي والزجاجي ، والدينوري والفارسي ، وغيرهم رحمهم الله ، غير أنه يغلب عليها الطابع النحوي فهي بكتب الإعراب اشبه ، وقد كان في مخزون ذاكرتي ان اكتب عن هذا الامرمقالا مستقلا ، ولكن أصبح الخاطر كاالقارب الصغير في غمرات الموج العظيم ، تتقاذفه اطرافه فلايدري أي ساحل سينزل به , فإن يسر الله وهو الميسر كتبت ماكنت عازم على كتابته ، فنضن بماعندنا حتى تلك الساعة خشية من نفاد البضاعه , ومعاذ الله أن يكون ضنا بماعندنا عنكم إنماهو ضن بكم عما عندنا، فإنماهي بضاعة مزجاه.

ولابن الشجري رحمه الله كتب أخرى لاتقل أهمية عن الامالي وإن كانت لاتسامي مكانته أخبرك بماحوته خزانة كتبي منها :
1ـ مااتفق لفظه واختلف معناه . طبع عام 1413 ببيروت بإشراف المعهد الالماني للأبحاث الشرقيه ، بتحقيق عطيه رزق ، في مجلد ضخم.
2ـ مختارات اشعار العرب ويعرف بمختارات ابن الشجري طبع عدة طبعات أولها كان عام 1306 بمصر وآخرها حسب علمي عام1394بمصر ، وهي طبعه معادة لطبعة سبقتها .
3ـ شرح لامية العرب ، للشنفرى . إن كان هو ماظم للمختارات.!
4ـ الحماسة مجموعة من القصائد و المقطوعات الشعريه , والكتاب مطبوع لكن لم اظفر به بعد , وغيرها من الكتب ، وحسب علمي لم يطبع له غير ماذكرت لفقدانه او نسيانه.

ورجائي أن يحذف الموضوع كاملا حتى نسلم من تبعاته .
 
عودة
أعلى