الفرق بين آيتي ( قلوبنا غلف) في سورتي البقرة والنساء

إنضم
26/12/2009
المشاركات
88
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
ما الفرق بين آيتي البقرة والنساء (قلوبنا غلف) في سياقها؟ ففي الأولى (بل لعنهم الله) والثانية (بل طبع الله عليها) ما الفرق بين اللعن والطبع ، وفي الأولى (فقليلا ما يؤمنون) والثانية (فلا يؤمنون إلا قليلا)؟
 
اللعن هو البعد والطرد من رحمة الله (والعياذ بالله ) فهو اشد من الطبع ، قوله تعالى ({ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } (سورة محمد 23)
ففى سورة البقرة ، ولانه طرد من رحمة الله ، اميل الي القول ان (ما ) في الاية نافيه فلا إيمان لهم (لا كثير ولا قليل ) .
اما في سورة النساء فهم فريق اخر (طبع على قلوبهم ) وقالوا نفس القول في آية سورة البقرة ، ولكن أثبت لهم ايمان قليل غير منجي في مواجهة أعمالهم الشنيعة.

والله اعلم
 

اولا :
ماذا تعني قلوبنا غلف ، قالوها تعمدا واستهزاء، وهو نوع من الاحتجاج الباطل بالقدر ، ومبرر لاعمالهم الشنيعة ، فخرج قولهم أن سبب مانرتكب هي الغشاوة الزائده التي خلقت في قلوبنا ، فكذبهم الله .

ثانيا : الفتره الزمنية التي قال فيها اليهود (قلوبنا غلف ) ، الظاهر من السياقين (سورة البقرة والنساء ) أن هذا القول معتقد متوارث إبتداء من قوم موسى عليه السلام وانتهاء بيهود المدينة في زمن الرسول عليه الصلاه والسلام .

ثالثا : وعليه سياق سورة البقرة وقوله تعالى {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ) القائلون طائفة من يهود المدينة ، بدليل الاية اللاحقة وقوله تعالى ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) }(سورة البقرة )

رابعا : وسياق سورة النساء وقوله تعالى{وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ) ، قالها اليهود الذين كانوا في زمن عيسى عليه السلام ، لقوله تعالى في الاية اللاحقة ( وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ } (سورة النساء ).

هذا والله اعلم ولمزيد من البحث ...
 
تنبيه:
لم يُذكر قوله تعالى "بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا" إلا مرتين في سورة النساء، 46 و 155.
 
عودة
أعلى