الفردوس

محمد يزيد

Active member
إنضم
24/01/2012
المشاركات
534
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
العمر
44
الإقامة
الجزائر
كيف يتسق أن تكون الفردوس أعلى الجنة وأوسطها في الوقت نفسه لما فِي الصَّحِيحَيْنِ: " إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ، فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ ، وَمِنْهُ تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ".
الجواب في المستدرك على الصحيحين: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وسلم: " سَلُوا اللَّهَ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهَا سُرَّةُ الْجَنَّةِ " . ".
إذا استلقيت على ظهرك ألفيت سرتك أعلاك وأوسطك، ففيم العجب.

___
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا } (سورة الكهف 107 - 108).
{ ) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (سورة المؤمنون 10 - 11).
 
ممكن نفهم الحديث بعد فهم قوله تعالى(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)البقرة: 143) "الوسط" العدلُ. وذلك معنى الخيار، لأن الخيارَ من الناس عُدولهم.قال الالوسي: ومعنى : ( وَسَطًا ) خياراً أو عدولاً والحمد لله هكذا شرح علماء الحديث معنى أوسط الجنة قال ابن حجر: الْمُرَادُ بِالْأَوْسَطِ هُنَا الْأَعْدَلُ وَالْأَفْضَلُ كَقَوْلِه تَعَالَى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا فَعَلَى هَذَا فَعَطَفَ الْأَعْلَى عَلَيْهِ لِلتَّأْكِيدِ فتح الباري (6/ 13)
وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 2454)
(أَوْسَطُ الْجَنَّةِ) : أَيْ أَعْدَلُهَا وَأَفْضَلُهَا وَأَوْسَعُهَا وَخَيْرُهَا ذَكَرَهُ السُّيُوطِيُّ (وَأَعْلَى الْجَنَّةِ) ، قِيلَ: فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ السَّمَاوَاتِ كُرِّيَّةٌ، فَإِنَّ الْوَسَطَ لَا يَكُونُ أَعْلَى إِلَّا إِذَا كَانَ كُرِّيًّا.

وقال العيني : قَوْله: (أَوسط الْجنَّة) ، أَي: أفضلهَا كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا} (الْبَقَرَة: 341) . أَي: خياراً. وَقَالَ ابْن بطال: يحْتَمل أَن يُرِيد متوسط الْجنَّة، وَالْجنَّة قد حفت بهَا من كل جِهَة.عمدة القاري شرح صحيح البخاري (14/ 90)
عمدة القاري شرح صحيح البخاري (25/ 116)
قَوْله: فَإِنَّهُ أَوسط الْجنَّة وَأَعْلَى الْجنَّة قيل: الْأَوْسَط كَيفَ يكون أَعلَى وَمَا هما إلاَّ متنافيان؟ وَأجِيب: بِأَن الْأَوْسَط هُوَ الْأَفْضَل فَلَا مُنَافَاة.
 
أشكر لك ردك الجميل أخي عبد الحميد البطاوي.
مع أني أستبعد بالكلية حمل الأوسط والأعلى على معانٍ تأويلية تخرجه عن ظاهره، وأرجح هذه العبارة الجميلة "قِيلَ: فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ السَّمَاوَاتِ كُرِّيَّةٌ، فَإِنَّ الْوَسَطَ لَا يَكُونُ أَعْلَى إِلَّا إِذَا كَانَ كُرِّيًّا." وكما أن الأعلى صفة كمال وهي للمكانية وتدل على العلو على المخلوقات فكذلك الجنة ما كان منها أعلى فهو أفضل، ويدل على هذا ما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وسلم: "‏ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ‏"‏‏. وليس أحد يقول في قوله (كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)(وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى) أن البينية والفوقية تحتمل تأويلا آخر غير المكانية.
والله أعلم.
 
وروى الترمذي (3174) وصححه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( َالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا ) وصححه الألباني.
جاء في لسان العرب: و الرَّبْوُ والرَّبْوَةُ والرُّبْوةُ والرِّبْوة والرَّباوة والرُّباوَة والرِّباوَة والرَّابِـيَة والرَّباةُ: كلُّ ما ارْتَفَع من الأَرض.
وبالمناسبة فإن مثل هذه الاستنباطات الدقيقة التي تستثني أقوالا في التفسير مرجوحةً أو واهيةً حريٌّ أن تكون مشروعًا متكاملاً يعمد إلى التفاسير كلها فيصطفي منها أرجحَ الأقوالِ وأقربَها إلى الصّواب، ذلك أن قارئ التفسير اليوم لا يكاد يجد ضالته وسط عشرات الآراء في المسألة الواحدة.
وأعلم أن الأمر ليس بالبساطة التي يتخيَّلها البعضُ لكن الموروثَ العظيم الذي بين أيدينَا ووسائل الانترنت وطرق الحفظ والبحث السريعة لا تستغل على الوجه الذي ينبغي، ولك أن تتصور أن تفسيرًا مثل التحرير والتنوير كتبه صاحبه بيده وبحث عن مراجعه بطرق تقليدية وهو ما هو في غناه ودقة تأليفه. والشاهد أن الشيخ بن عاشور أو ابن تيمية أو غيرهما لو تيسر لهما ما عندنا لأخرجوا لنا مؤلفات غاية في البراعة والإتقان، ولكان لهما من إبداعات الاجتهاد ما يغنينا عن الغرق في أقوالٍ أصحابُها حتمًا لا يحتجون بها ويتراجعون عنها إلى غيرها إن ظهر لهم ما بدا لنا من زخائر العلم.
لدينا علماء، وبمقدورهم بسط أكثر من عشرين تفسيرًا في الآية الواحدة، وكذا المعاجم وغيرها من ملايين الكتب المتاحة، ويسيرٌ عرضُ ما استشكلَ في العلوم الكونية على علماء ربانيين موجودين والحمد لله. أفيعجزون عن إخراج تفسيرٍ واحد شامل دقيقٍ قابل للتحديث فيه عصارة عقول لا عقل واحد هو أكثر عرضة للسهو والنسيان والفتور.
 
أخى الكريم قد درست هذه الكلمة في كتابي قصد السبيل في كشف الدخيل فقلت
* قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا)البقرة: 143) "الوسط" العدلُ. وذلك معنى الخيار، لأن الخيارَ من الناس عُدولهم.قال الالوسي: ومعنى : ( وَسَطًا ) خياراً أو عدولاً وهو في الأصل اسم لما يستوي نسبة الجوانب إليه كالمركز ثم استعير للخصال المحمودة البشرية لكونها أوساطاً للخصال الذميمة المكتـنفة بها من طرفي الإفراط والتفريط كالجود بين الإسراف ، والبخل والشجاعة بين الجبن والتهور ، والحكمة بين الجربزة والبلادة ، ثم أطلق على المتصف بها إطلاق الحال على المحل واستوى فيه الواحد وغيره لأنه بحسب الأصل جامد لا تعتبر مطابقته ، وقد يراعى فيه ذلك وليس هذا الإطلاق مطرداً كما يظن من قولهم : خير الأمور الوسط.قال أبو حيان: ومعنى وسطاً : عدولاً ، روي ذلك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، وقد تظاهرت به عبارة المفسرين . وإذا صح ذلك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، وجب المصير في تفسير الوسط إليه .وكذا قال الشوكاني: وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ تفسير الوسط هنا بالعدل، فوجب الرجوع إلى ذلك ،وفصل ذلك الفخر الرازي فقال: واختلفوا في تفسير الوسط وذكروا أموراً . أحدها : أن الوسط هو العدل والدليل عليه الآية والخبر والشعر والنقل والمعنى ، أما الآية فقوله تعالى : ( قَالَ أَوْسَطُهُمْ ) القلم : 28 أي أعدلهم ، وأما الخبر فما روى القفال عن الثوري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ : " أمة وسطاً قال عدلاً "،وقيل : كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ أوسط قريش نسباً، وأما الشعر فقول زهير :
هم وسط يرضى الأنام بحكمهم ... إذا نـزلت إحدى الليالي العظائم
وأما النقل فقال الجوهري في «الصحاح» : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) أي عدلاً وهو الذي قاله الأخفش والخليل وقطرب ، وأما المعنى فمن وجوه.أحدها:أن الوسط حقيقة في البعد عن الطرفين ولا شك أن طرفي الإفراط والتفريط رديئان فالمتوسط في الأخلاق يكون بعيداً عن الطرفين فكان معتدلاً فاضلاً.وثانيها : إنما سمي العدل وسطاً لأنه لا يميل إلى أحد الخصمين،والعدل هو المعتدل الذي لا يميل إلى أحد الطرفين . وثالثها : لا شك أن المراد بقوله : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) طريقة المدح لهم لأنه لا يجوز أن يذكر الله تعالى وصفاً ويجعله كالعلة في أن جعلهم شهوداً له ثم يعطف على ذلك شهادة الرسول إلا وذلك مدح فثبت أن المراد بقوله: ( وسطاً ) ما يتعلق بالمدح في باب الدين وبعد فعلى المفسر أن يبين أن الوسط هنا هو العدل وليس بمعنى التوسط ومن عدلهم أن يتخذون التوسط إن كان فيه الخير[1].


[1] البحر 1/595 الشوكاني 1/150 الألوسي 2/4 المسند رقم : 11084
 
ونحن نستفيد من وسائل الحضارة الحديثة ولكن لن نتجاوز جهد أمة بلغ فكرها وعلمها الآفاق ولن ننس ما منّ الله به على علمائها من العقل والفكر والفهم وبركة العمر
وعندما نبحث في مسألة نجد عالما ما قد تكلم عليها وكتب فيها
فدورنا نكمل ما بدأ به
وهناك ضوابط وشروط وقواعد نسير عليها وموضوعنا هنا أن الوسط بمعنى العدل ـأي الخيار أي الفضل قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنربط بين المعنى اللغوى الذي نجده في المعاجم وبين المعنى الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان معنى وسطا كما تري في التعليق السابق (في الغالب أن الوسط هو الأفضل خير الأمور الوسط وكل بحسبه
بوركت عقلا وفهما
 
عودة
أعلى