الفاتيكان يطالب بإلغاء الجهاد ، ويرفض اعتبار القرآن كلام الله !!!

إنضم
13/09/2006
المشاركات
847
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=center]
الفاتيكان يطالب بإلغاء الجهاد ، ويرفض اعتبار القرآن كلام الله !!!

Pope-Benedict-XVI.jpg


زعيم عصابة الفاتيكان

مفكرة الإسلام: جدد مسؤولو الفاتيكان هجومهم على الإسلام والمسلمين، حيث طالب أحد مستشاري بابا الفاتيكان المسلمين بإلغاء الجهاد، رافضًا في الوقت ذاته الاعتراف بأن القرآن كلام الله.

وقال الكاردينال "جين لويس توران" مستشار بابا الفاتيكان "بينديكتوس السادس عشر" لشئون الإسلام: يجب أن يكون الزعماء المسلمون أكثر صراحة وأشد نقدًا للعنف باسم الدين.

وبحسب صحيفة "الجارديان، أضاف توران: بينما يدين أغلب رجال الدين المسلمين الأعمال الإرهابية، فإنهم في حاجة ليتخذوا موقفًا أكثر وضوحًا بشأن "الجهاد" خاصة مع تكراره الكثير في القرآن.

وتكشف تصريحات "توران" الجديدة طبيعة العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والمسلمين، خاصة وأن "توران" يرأس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، ومكلف بتحسين العلاقات بين الفاتيكان والإسلام.

وكان "توران" قد وجه انتقادات للعديد من الدول المسلمة في العام الماضي، وبشكل خاص المملكة العربية السعودية بزعم عدم سماحها للحرية الدينية.
وقال "توران" في تصريحاته التي أدلى بها في محاضرة في لندن: في القرآن توجد عدة تفسيرات للجهاد، بعضها عنيف والآخر مقدس، ومعظم المسلمين يدينون الحرب باسم الدين، ولكن المشكلة في القرآن حيث عندك جهاد جيد وآخر سيئ، ولهذا فعليك أن تختار، على حد قوله.


وأضاف: لا توجد سلطة عالمية تستطيع تفسير القرآن، لهذا فإن فهم القرآن يعتمد على الشخص الذي يقرؤه، ولذلك فإنه يجب على السلطات الدينية أن تكون أكثر صراحة بشأن العنف باسم الدين.

وتابع: لكن المشكلة أن المسلمين يعتقدون أن القرآن هو كلام الله، وهذه هي المشكلة.
[/align]
 
الله المستعان على هؤلاء وأمثالهم وإن كان مثل هذا الكلام لا يستغرب من مثله ، فهذه حقيقة نظرتهم للمسلمين وللإسلام . وإذا كان هذا رئيس فريق الدعوة للحوار فكيف بغيره ، وإلى أين يريد أن يصل من يحاور مثل هؤلاء القساوسة .
وتأمل قوله
وأضاف: لا توجد سلطة عالمية تستطيع تفسير القرآن، لهذا فإن فهم القرآن يعتمد على الشخص الذي يقرؤه، ولذلك فإنه يجب على السلطات الدينية أن تكون أكثر صراحة بشأن العنف باسم الدين.

تجده عين ما يدعو إليه من يدعو للقراءة الجديدة للقرآن من أبناء المسلمين . (تشابهت قلوبهم)
 
إن أمر هؤلاء القوم لعجيب أيما عجب ، فلماذا لا يقومون بإلغاء تصرفات شراذمتهم على أراضي المسلمين أولاً ، أولئك الذين نشروا الرعب والإرهاب وادعوا أنهم أرسلوا من قِبل الله ، تعالى الله عما يقولون .
ولماذا لا يتنصلون من نصوص العهد القديم التي تأمر ـ وبكل شناعة ـ بقتل الأطفال والنساء والشيوخ ، وهي كثيرة جدًا ، ومنها في صموئيل الأول : ( 15 : 1 ـ 3 ) : ( 1 وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ:«إِيَّايَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكًا عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ فَاسْمَعْ صَوْتَ كَلاَمِ الرَّبِّ. 2 ه?كَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فيِ الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. 3 فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا) .
ولماذا لا يأتمرون بما يأمرون به أنفسهم فيتبرؤا مما جاء في أنجيل متى ( 10 : 34 ـ 36 ) : ( «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الْأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. 35 فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الْإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالِابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. 36 وَأَعْدَاءُ الْإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ) ، وكذا ورد في إنجيل لوقا ( 12 : 29 ـ 53 ) : ( جِئْتُ لِأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الْأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ 50 وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ 51 أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لِأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الْأَرْضِ؟ كَّلاَّ، أَقُولُ لَكُمْ: بَلِ انْقِسَامًا. 52 لِأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فيِ بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ، وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53 يَنْقَسِمُ الْأَبُ عَلَى الِابْنِ، وَالِابْنُ عَلَى الْأَبِ، وَالْأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ، وَالْبِنْتُ عَلَى الْأُمِّ، وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا، وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا) .
إن دينًا لا تحميه القوة لا يمكن أن يستمر ، ولولا قوتهم التي صارت حرامًا علينا أن نمتلكها ! لكان الأمر غير ما نراه ، ولكان كما قال قائلهم : لم يعرف العالم فاتحًا أرحم من العرب ، والله المستعان .
 
الله المستعان على ما يصفون.
ليس كل ما يقال يؤخذ على محمل الجد. ومنذ متى وافق أصحاب ديانة على تغيير معتقداتهم نزولا عند رغبة آخرين؟ إلا إذا كانوا مستهينين بدينهم.
وهذا لا ينفي مسئولية علمائنا في مزيد الجهد لبيان معاني الوحي بالشكل الصحيح الذي ينفي عنه الانحرافات في الفهم والتطبيق، وهي واقع من العدل أن نعترف به.
 
وهذا لا ينفي مسئولية علمائنا في مزيد الجهد لبيان معاني الوحي بالشكل الصحيح الذي ينفي عنه الانحرافات في الفهم والتطبيق، وهي واقع من العدل أن نعترف به.

الحمد لله

أرجو أن تبين لنا -بارك الله فيك - بصريح العبارة ما المقصود مما لونته من كلامك بالاحمر.

ماقصدك بالانحراف في الفهم و التطبيق ؟

وما هي صور هذا الانحراف الواقعية المتعلقة بموضوع افتاء الفاتيكان بإلغاء الجهاد؟
 
الحمد لله

أرجو أن تبين لنا -بارك الله فيك - بصريح العبارة ما المقصود مما لونته من كلامك بالاحمر.

ماقصدك بالانحراف في الفهم و التطبيق ؟

وما هي صور هذا الانحراف الواقعية المتعلقة بموضوع افتاء الفاتيكان بإلغاء الجهاد؟

عودة ميمونة :)
يبدو أنك تتقصى كلامي :)
 
الحمد لله

نعم اتقصاه لأنه ما أخرجني من هذا المنتدى الكريم الا مثل هذا الكلام المفتر المخدر....فمكثت مدة قلت في نفسي لعل

الامور تبدلت فإذا بك على العهد : لا آيات ، لا أحاديث ، مجرد اهواء وعواطف يحكمها الاجنبي الغربي الذي يطل عليك

من فوق هل ستكتب ما يرتضيه الغربي المتحضر ن أم انت على السلفية التقليدية الهمجية النصوصية الحماسية.

فكل مقالاتك في هذا النوع من الكتابات ليست الا أهواء وعواطف .

اذا تعلق الامر بالجهاد ، أسررت وعوقت من طرف خفي

واذا تعلق الامر بسب النبي صلى الله عليه وسلم اقترحت وضع المشاعر و العواطف في ثلاجة

واذا تعلق الامر بتمثيل شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وجدناك على الجهة الاخرى.

وعموما كل كلامك عار عن الادلة الشرعية و اللنقول الحديثية ومن كلام اهل العلم الراسخين الذين اتفقت الامة على

مدى قرون على اعتبار اقوالهم وخلافهم.

ووالله ما أخرجني من هذا المنتدى الا هذا الذي رأيته منك .

فسبحان الله
 
عفا الله عني وعنك.
إن لم يعجبك كلامي فلم لا تبحث عما ينفعك في المنتدى وتتجاهل كلامي؟
وأعتذر إن كنت سببت لك إزعاجا.
وأدعو الله لي ولك ألا يجعل أحدنا فتنة لأحد.

وأقترح عليك أن يكون هذا آخر مراسلة بيننا، وفي الحياة متسع للتعرف على عشرات الناس، وحياة احدنا ليست موقوفة على معرفة أحدنا للآخر أو الحديث معه.

وأدعو الله لي ولك ولسائر أعضاء المنتدى بالإخلاص والصواب والسداد والحكمة، والجنة وما قرب إليها من قول من قول وعمل.
 
عفا الله عني وعنك.
إن لم يعجبك كلامي فلم لا تبحث عما ينفعك في المنتدى وتتجاهل كلامي؟
وأعتذر إن كنت سببت لك إزعاجا.
.






[align=center]الحمد لله

كالعادة انت تحكم العواطف في تصرفاتك وافعالك ، وليس بيني وبينك شيء ، لكني إذا رأيت أنك خالفت صريح القرآن

و السنة وغمزت من طرف خفي الجهاد و المجاهدين ، او داهنت أعداء السنة و الصحابة وواليتهم ، فإنني أحتسب لله ما

تسببه لي من إرعاج وأذى ، وردودي عليك بالقرآن و السنة مااستطعت الى ذلك سبيلا ، فربنا يقول :

وامر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما اصابك

و مناقضة صريح القرآن - كما تفعله هداك الله - من المنكر الذي ينبغي بيانه و بطلانه ، وهذا لا شك من المعروف ، الذي

أمرنا به في القرآن.

ولهذا ذم الله بني اسرائيل حيث قال :

لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ،

كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه.


فاقول لك : إن هذا الذي افعله سأفعله ما استطعت الى ذلك سبيلا، وان غبت فسأعود ان شاء الله له ، ثم إنك إذا كنت

انت ترتضي لنفسك ان تعقب على من يفضح أعد[ء الجهاد واعداء السنة من أكابر المبتدعة فلم لا ترتضي انت ان يعقب

الناس عليك ؟!!



و لا أقول لك مثل ما قلت لي ان تسكت عن مخالفتي للقرآن و الحديث بل أقول لك وأشهد أهل

هذا المنتدى : إذا رأيت مخالفة للقرآن في كلامي للقرآن و السنة و الاجماع فأعلنها على رؤوس الاشهاد في حتى أراها

وأسعد بذلك أنك علمتني من القرآن ما جهلته فالذل مع التعلم خير من العزة و الكبرياء مع الجهل.



وأنصحك أن تشحن كتاباتك بكلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم حتى يكون لكلامك وزن وقيمة والا ،

فماذا بعد الحق الا الضلال ، وتذكر اننا في منتدى اهل التفسير ، أي تفسير مراد الله في القرآن [/align]
.
 
مرة أخرى أجدني بين أمرين:
ألا أجيب فيظن أنني عجزت عن الرد، أو أني أتجاهل كلامك.
أو أجيب فيطول الموضوع، ولا شك عندي من وقوع أحدنا أو كلينا في المراء.
وقد اخترت الأسلم لي ولك.
 
يقول الدكتور :. أحمد صدقي الدجاني


قوى الهيمنة والطغيان العالمية تجتهد في محاولة اتهام من يقاومون هيمنتها وطغيانها من المسلمين بأنهم متطرفون، وأن هذا التطرف نابع من أصل دينهم الإسلامي الذي يحثهم على "الجهاد". وقد ركزت هذه القوى الطاغوتية حملتها الإعلامية على الدين الإسلامي في غمرة مواجهتها للمقاومين لطغيانها، وحاولت -ولا تزال- وصم المقاومة بأنها "إرهاب" بمعنى "الإرعاب والترويع واستهداف المدنيين الأبرياء". وألقت ظلالاً سوداء على كلمة "الجهاد" بخاصة، وصولاً إلى تحريف معنى "الجهاد" في أذهان من يتسلط عليهم إعلامها، وتشويه معنى "الاستشهاد في سبيل الله". فهؤلاء "الاستشهاديون" في ذلك الإعلام هم "انتحاريون"، وهم يمارسون "إرهابًا" وليس "جهادًا" يبغي دفع العدوان وتحرير الأرض ومقاومة الطغاة المعتدين. وبئس ما يطرحه إعلام القوى الطاغوتية، وما أبعده عن الحقيقة، ويا لتطرفه في التحيز في المصطلح واعتماده المعيارين بتلبيس وتدليس، شأن المطففين الذين: "إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون" صدق الله العظيم.
ويقول:يتداعى إلى الخاطر ما صرح به الرئيس الأمريكي في الشهور الماضية حول "القضاء على الطفيليات الإرهابية"، وأنه "يتعين على كل إرهابي أن يعيش هاربًا"، "وأن من ليس معنا فهو ضدنا".
ويتداعى إلى الخاطر أيضًا ما صرح به رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي حول "قهر الفلسطينيين وسحقهم حتى يستسلموا وعندها نفاوضهم".
أما الممارسات فقد رأيناها في عملية "أناكوندا" -الأفعى- التي قامت بها القوات الأمريكية في أفغانستان يوم 2-3-2002، ورأيناها قبل ذلك في معاملتها للأسرى حين نقلتهم فاقدي الحواس إلى قاعدة "جوانتانامو"، وفي قيام وزير الدفاع الأمريكي بإغلاق الكهوف في جبال أفغانستان على من فيها.
وكما رأينا في الاجتياح الإسرائيلي للمدن الفلسطينية منذ يوم 29-3-2002م، وفي مذبحة مخيم جنين بخاصة التي اقترفها الصهاينة
ويقول ::

إن"دولة الكيان الاستعماري الصهيوني" وهي تمارس "إرهاب الدولة الرسمي" تعمد إلى وصف المقاومة التي تواجهها بأنها "إرهاب". وهذا ما قامت به الإدارة الأمريكية التي تقود العولمة في عالمنا حين أعلنت حرب العولمة التي نعيشها وأسمتها "الحرب ضد الإرهاب". ولافت أيضًا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا لديهما مراكز تدريب على الإرهاب والعنف. وقد فصَّل الحديث عن ذلك جورج مرن بايوت في الجارديان اللندنية يوم 28-10-2001م الذي كشف تورط صناع السياسة في أمريكا منذ عام 1946 في إدارة مواقع تدريب على الإرهاب والعنف.
ا لمقال نقلا عن مجلة التقريب العدد 36 سنة 1424هجرية
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة هناك لدى الأخ المجلسي الشنقيطي تحفز للاتهام .... وتوثب للتكفير ... وقد جعل من نفسه وصياً على المسلمين يحلكمهم بحسب ما يلوح له من ظنون وأوهام ....
وعبارة الأخ محمد بن جماعة لا تستدعي كل هذه الهجمة الشرسة الظالمة ... فأنت يبدو أنك لا تقرأ في كلامه إلا ما تتوهمه أنت ... وتحاكمه وليس هذا من حقك على ما يجول في خاطرك من وساوس ,,,,
سامحك الله ...
ليتك تقوم بجزءٍ يسير جداً مما يقوم به الأخ محمد من نصرة للإسلام ودفاع عنه واستماتة في الدعوة إليه ... بل لو كان في ملتقانا هذا عدد من الأشخاص الذين يحملون فكره ورسالته ويحسنون جهوده ويطيقون أعباءه لكانت أمتنا بخير ... ولكننا نحسن الكلام ونعيش في الأوهام ... ونتخيل أننا ننصر الإسلام ... ونتقلب في الأحلام ...
ما هذا يا أخي ؟ ...
الأخ المجلسي ليتك كتبت الآيات بشكل صحيح أولاً قبل أن تحاكم الناس بأوهامك المسطحة ... وأحلامك المجنحة ...

وامر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما اصابك

هناك همزتان سقطتا ...

والكتابة بالخط العريض لا ترفع الكلام إن لم يكن الكلام رفيعاً ...

الأخ الفاضل د. يسري ليتك أضفت توضيحاً وإنصافاً للأخ محمد بن جماعة فسياق المقال في هذا المقام يوحي بأنك تؤيد الأخ المجلسي فيما قاله ...

ولا أظنك كذلك ..
 
إن دينًا لا تحميه القوة لا يمكن أن يستمر ، ولولا قوتهم التي صارت حرامًا علينا أن نمتلكها ! لكان الأمر غير ما نراه ، ولكان كما قال قائلهم : لم يعرف العالم فاتحًا أرحم من العرب ، والله المستعان .

كلام دقيق ومهم. بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
 
الأخ الكريم المجلسي الشنقيطي رعاه الله وجميع الزملاء الفضلاء في هذا الملتقى ..
ترفق بأخينا أبي أحمد فهو من خيرة من يشارك في هذا الملتقى دون مجاملة ، وليس الأمرُ كما ذكرتَ في كتابتك عن الأستاذ محمد بن جماعة فليس كل موضوع يحضرك شاهده من القرآن أو السنة، وهذه طبيعة الردود السريعة والحوارات المستعجلة . والاختلاف في وجهات النظر إلى مسائل العلم والحياة أمر لا بد منه ، ولم أر في كلامه ما يستوجب هذا الرد القاسي منك أخي الكريم ، وما كان الرفق في شيء إلا زانه .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة هناك لدى الأخ المجلسي الشنقيطي تحفز للاتهام .... وتوثب للتكفير ... وقد جعل من نفسه وصياً على المسلمين يحلكمهم بحسب ما يلوح له من ظنون وأوهام ....
وعبارة الأخ محمد بن جماعة لا تستدعي كل هذه الهجمة الشرسة الظالمة ... فأنت يبدو أنك لا تقرأ في كلامه إلا ما تتوهمه أنت ... وتحاكمه وليس هذا من حقك على ما يجول في خاطرك من وساوس ,,,,
سامحك الله ...
ليتك تقوم بجزءٍ يسير جداً مما يقوم به الأخ محمد من نصرة للإسلام ودفاع عنه واستماتة في الدعوة إليه ... بل لو كان في ملتقانا هذا عدد من الأشخاص الذين يحملون فكره ورسالته ويحسنون جهوده ويطيقون أعباءه لكانت أمتنا بخير ... ولكننا نحسن الكلام ونعيش في الأوهام ... ونتخيل أننا ننصر الإسلام ... ونتقلب في الأحلام ...
ما هذا يا أخي ؟ ...
الأخ المجلسي ليتك كتبت الآيات بشكل صحيح أولاً قبل أن تحاكم الناس بأوهامك المسطحة ... وأحلامك المجنحة ...

وامر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما اصابك

هناك همزتان سقطتا ...

والكتابة بالخط العريض لا ترفع الكلام إن لم يكن الكلام رفيعاً ...

الأخ الفاضل د. يسري ليتك أضفت توضيحاً وإنصافاً للأخ محمد بن جماعة فسياق المقال في هذا المقام يوحي بأنك تؤيد الأخ المجلسي فيما قاله ...

ولا أظنك كذلك ..





[align=center]الحمد لله

لا ضير ....

يبدو أن في المنتدى مجاملات حقا !

ولربما اوجعتك انتقاداتي وردي عليك بالقرآن الذي أقررت به واعترفت انك تتعلم منه في مشاركة سابقة !

لكن ، ربما نفد الاحتمال عندك وغرتك العزة بالاثم !

وصدق المشارك الذي أوجعتك مشاركته حين قال لك :

كيف أصبحت دكتورا !





عجبا لك بالامس تقول عني :

سلام الله عليك أخي المجلسي ....
ولماذا العتب أخي الحبيب ولولا استفزازي لك لما استخرجت منك هذه الجواهر ؟ هل أنتظر حتى يستخرجها منك ومن غيرك من الإخوة الأفاضل العلمانيون ؟

http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11076

بالامس كانت جواهرا !!!!

والآن صارت وساوس وتخيلات !!!




يبدو أنك طويت كشحا على مستكنة ، فصرت تبحث لي عن السقطات لما رأيت أشدد الكلام على من يجاملك في دين الله.

ماذا تنقم مني ؟

أأن طالبته بالادلة المفصلة من القرآن و الحديث ؟



اما الهمزات فسبحان من أراك الهمزات على دقتها وأعمى عينيك الاثنتين عن الهراء و السخف في موضوعك تمثيل

شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم !!


أهذا هو التعزير و التوقير و التبجيل الذي أمرت به في القرآن للرسول صلى الله عليه وسلم ؟

من اجل نصرته نمثل مشاهد فيها سبه و شتمه مرة أخرى ؟!!!!

ويسب الله في الفيلم !!!!!

لنصرة الاسلام زعما !!!!

ماشاء الله على الابداع !!!

حقا لست موسوسا

ألا إن هذا هو العمى !!!

ألا تحفظ القرآن ؟





أما التكفير فهذه قديمة العب غيرها ن فأنا أرد عليك أيضا بأن عندك تحفزا للتكفير بل و الارهاب ! مالفرق ؟


أهكذا ترد الحجج ؟






أما الوصاية على الدين فكلنا مامورون بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، وما كتاباتك الا لأنك ترى أن لك نصيبا من

الوصاية على الدين ، وهذا كلام آخر من كلام العوام و الممثلين ، الذين لم يشموا رائحة العلم !

فعجبي كيف تنكر أمرا تراه في نفسك !!




وأرى ان القولة المنسوبة الى الشيخ محمد الامين الشنقيطي حين سئل عن شهادة الزور فقال هي هذه الشواهد

الاكاديمية ، أرىفيها حظا عظيما من الحق والصواب[/align]
.
 
الحمد لله

وامر بالمعروف و انه عن المنكر و اصبر على ما اصابك

هناك همزتان سقطتا ...

.
[align=center]



فضحت نفسك يا شيخ الاسلام !

هي همزة واحدة فقط لا همزتان، وهي أصابك ، وانا لست كالبعض يفتح صفحة القرآن وينسخ ويلصق ، بل الحمد لله أكتب من حفظي ، لله الحمد و

المنة.

وجزاك الله خيرا علمنا معنى الدكتوراه هذه التي تحملها !

سل أولا من ترد عليه بأي قراءة يقرأ ، وكيف يكتب المصحف برسمهم .

ارجع الى المصاحف برواية ورش ، عن نافع ، فلا همز في وامر !


يبدو فعلا أن العصبية أعمتك ، فصرت تهدر !

فليتك سكت ، وتكلمت فيما تحسنه


وليتك تركت ما بيننا على ماكان ، لكنك أظهرت ما في نفسك

.[/align]
 
الحمد لله

وهذا لا ينفي مسئولية علمائنا في مزيد الجهد لبيان معاني الوحي بالشكل الصحيح الذي ينفي عنه الانحرافات في الفهم والتطبيق، وهي واقع من العدل أن نعترف به.



وهاهو ذا كلام صاحبك مرة اخرى


يطالب العلماء بالبيان وكشف الانحرافات في الفهم و التطبيق



والموضوع موضوع الغاء الجهاد


وصاحبك على الضد مما طالب به العلماء : فقد طالبهم بالبيان ، لكنه غمز و لمـَّــح الى أمر ما [ ؟ ] الله اعلم ما هو ؟ما هي هذه الانحرافات في الفهم و التطبيق ؟ التي قادت صيرورة الاحداث الى مطالبة الفاتيكان بإلغاء الجهاد ؟

فهيا ؟ فلتبين لنا احدكما أوكلاكما معنى هذه الانحرافات
.

الأخ الفاضل د. يسري ليتك أضفت توضيحاً وإنصافاً للأخ محمد بن جماعة فسياق المقال في هذا المقام يوحي بأنك تؤيد الأخ المجلسي فيما قاله ...

ولا أظنك كذلك ..



[align=center]وعجبا لك صرت تحاكم الناس الى فهم صاحبك !!

عجبا !!

إذا أنا طالبت محمد بن جماعة بالبيان أكون متحفزا للتكفير وموسوسا

وانت الرزين العاقل ! ماذا تكون بميزانك هذا حين تطالب الاخ يسري بهذا !!!

سبحان الله



أنتظر أن تطالب - حليفك - بتوضيح عما زمزم به كما طالبت الاخ المشارك بذلك ، فهذا أقل الانصاف [/align]

 
الأخ العزيز المجلسي الشنقيطي رعاه الله ووفقه .
أراك بالغتَ في الانتصار لنفسك ، والملتقى للانتصار للقرآن . فترفق بأخينا أبي أسيد فهو عندنا بألف رجل .
 
يرحمكم الله ايها الاحباب
لماذا نرى القسوة على هذا النحو في مخاطباتنا بعضا لبعض
اما آن ان تتسع صدورنا لما نتخالف معه مهما كان كبيرا
كيف تنتشر دعوتنا الى الاخرين ونحن فيما بيننا على هذا النحو
انا ادعوكم الى الحوار الهاديء وليس التنابز والانتصار للذوات فليست هذه من شواغل العالِم
احببنا هذا الملتقى باهله
ويسوؤنا ان ينحدر الحوار الى هذه الطريقة فيه
غفر الله لنا اجمعين وجعلنا جميعا من المنتصرين لكتابه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إن مشاركات الاخ محمد بن جماعة ـ عندي ـ متميزة واستدراكاته لها وزنها ولم ار فيها ما يدفع الي ما كتب عنها وتحميلها ما تحتمل وما نقلت كلام الدكتور الدجاني إلا تعبيرا عما أراه في الموضوع ، وليس فيه انتقاداًللاخ ابن جماعة بل أوافقه فيما قال فمن يستطيع ان ينكرأن هناك انحرافات للجهاد في الفهم والتطبيق والواقع شاهد.؟ أما الشدة والقسوة التي جاءت في ثنايا كلام الاخ المجلسي فأسأل الله لي وله المغفرة
و.ما أجمل وأطيب الكلمات التي سطرها الدكتور جمال ابو حسان وهي تعبر عما في نفسي
"يرحمكم الله ايها الاحباب
لماذا نرى القسوة على هذا النحو في مخاطباتنا بعضا لبعض
اما آن ان تتسع صدورنا لما نتخالف معه مهما كان كبيرا
كيف تنتشر دعوتنا الى الاخرين ونحن فيما بيننا على هذا النحو
انا ادعوكم الى الحوار الهاديء وليس التنابز والانتصار للذوات فليست هذه من شواغل العالِم
احببنا هذا الملتقى باهله
ويسوؤنا ان ينحدر الحوار الى هذه الطريقة فيه
غفر الله لنا اجمعين وجعلنا جميعا من المنتصرين لكتابه"اللهم آمين

"
 
عتب عليّ الأخ المكرّم المجلسي الشنقيطي بأن كلامي يخلو في كثير منه من الشواهد من القرآن والسنة.
وذكر أنه في جملة قوله أنه يحتسب إلى الله (بما يؤدي إلى أن يفهم بأنه يتقرب إلى الله) بالإنكار على أقوالي كلما شعر بان في كلامي غمزا ولمزا.

ويشهد الله أنني لم أشعر بأي ضيق من قوله، ليس لأنني أستخف بكلامه أو بغضبته لما يعتقد أنه صواب _ معاذ الله، لأن هذا يدخل (حسب فهمي) في باب تحقير المؤمن المنهي عنه (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) _ وإنما لأنني أرى أن عبارتي لم تستلزم هذا الرد غير الهادئ.

وأشكر الإخوة الذين عقبوا ملتمسين لي العذر في ما قلت.

وقد ترددت كثيرا قبل الكتابة، لأن من عادتي تجنب المراء (حين أشعر أن الكلام قد يؤدي إلى المراء)، وما أحبه لنفسي أحبه لغيري.
إلا أنني خشيت أن يتواصل سوء الفهم في هذه المسألة، فأردت كتابة جملة من الملاحظات المنهجية سائلا المولى عز وجل ألا يجعل كلامي من باب الانتصار للنفس، وإنما من باب الرغبة في الفهم الصائب.

وسيتمحور تعقيبي حول ثلاث نقاط رئيسية :

1- بداية، أرجو لمن يهمه أمري، ان يعيد الاطلاع على جميع مداخلاتي في المنتدى، قبل أن يحكم، بأسلوب تعميمي، إن كنت أستشهد بالقرآن والسنة أم لا. فإن وجد ذلك حقا، فرحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي.
ولكن قبل ذلك، أدعوه إلى التفكير في التساؤلات التالية:
- هل كل كلام مرصع بآيات قرآنية يصح أن يقال عنه: إنه موقف قرآني؟
- وهل كل كلام يخلو (ولو تماما) من الشواهد القرآنية هو حتما يتجاهل القرآن، أو لا ينطلق منه؟
- ألا يمكن لموقف أو رأي أن يتمثل المبادئ القرآنية بدون ذكر شواهد قرآنية؟
- ما الذي يحصل عندما يرصع كلام المسلم بالشواهد القرآنية ولا يتخلق بأخلاق القرآن؟
- ماذا لو اقتبس الرجل بعض العبارات القرآنية أو ضمنها بطريقة مستترة في كلامه، ألا يشفع له ذلك؟

ولعل الأخ الذي عتب علي لم يلحظ أنني بدأت تعليقي الذي لم يرق له بالعبارة التالة (الله المستعان على ما يصفون) وهي مقتبسة من سورة يوسف ومن سورة الأنبياء.
ولعله لم يلحظ أيضا أنني اقتبست أيضا في ردي القصير على تعقيبه بالعبارة التالية (سلام عليكم) وهي مقتبسة أيضا من القرآن، ووردت فيه في سياقات مختلفة.

هذا من جهة اتهامي بعدم الاستشهاد بالقرآن والسنة.
(ملاحظة: أرجو قبل استكمال الحديث ألا يتهم موضوعي الحالي بأنه هو أيضا خال من الاستشهاد بالقرآن والسنة).

2- أما من جهة عبارتي المقصودة، فيبدو أن الأخ لم يفهم مرادي، أو تسرع في قراءة عبارتي رغم قصرها الشديد. وقد عدت لما كتبته متهما نفسي بالعجز عن البيان، باحثا عما يمكن أن يكون سببا في سوء فهم المعنى الذي قصدته. وأعترف أنني لم أجد أي سبب لذلك، سوى أن الأخ لم ينتقد عبارتي كرأي مستقل بذاته، وإنما كتب رده مستحضرا جملة ما قرأه من كتاباتي في المنتدى.
وهذا يعني أن رده لم يكن ردا علميا على عبارتي لوحدها، وإنما كان كان ردا انطباعيا، بمعنى أنه تأثر بالانطباع السلبي الذي تولد لديه عني، فجاء تعقيبه الأخير متأثرا بهذا الانطباع السلبي.
وفي تقديري أن هذا خطأ يقع فيه عدد كبير من المسلمين.
والموضوعية في النقد والحكم تقتضي أمرين يؤديان حتما إلى العدل والدقة، كما يأمر به القرآن والسنة:
- أولهما: أن الأصل هو عزل أفكار الرجل وأقواله، بعضها عن بعض، فلا نحكم على قول له بالخطأ أو الصواب بناء على حكمنا على قول سابق له آخر، سواء كان صائبا أو مخطئا. إلا إذا كانت الأقوال مترابطة أو متعلقة بعضها ببعض. ففي هذه الحالة يمكن تأليف الحكم المشترك بالقدر الذي لا يخرج عن مقياس العدل، لأن العدل والدقة يقتضيان حتى في هذه الحالة أن نميز بين جزئيات القولين لعل بينهما فروقا خفية تجعل منهما قولين مستقلين في حقيقتهما، وإن أوحى ظاهرهما بالاشتراك.
- ثانيهما: أن الأصل هو الفصل بين نقد الأفكار والأقوال ونقد الأشخاص. فالموقف (أو الانطباع) من القول الراهن يجب ألا يكون متأثرا بالموقف (أو الانطباع) المسبق من الشخص، وإلا كان الأمر أدعى للخطأ في تقويم الأقوال الراهنة.

أما عبارتي المقصودة التي انتقدها الأخ فقد قلت ما يلي، معبرا عن فكرتين:
(الله المستعان على ما يصفون.
ليس كل ما يقال يؤخذ على محمل الجد. ومنذ متى وافق أصحاب ديانة على تغيير معتقداتهم نزولا عند رغبة آخرين؟ إلا إذا كانوا مستهينين بدينهم.
وهذا لا ينفي مسئولية علمائنا في مزيد الجهد لبيان معاني الوحي بالشكل الصحيح الذي ينفي عنه الانحرافات في الفهم والتطبيق، وهي واقع من العدل أن نعترف به
).

وقد كان الشق الأول من كلامي معبرا عن نقد مباشر لكلام بابا الفاتيكان. وعبارة (الله المستعان على ما يصفون) متوجهة إلى كلامه.

والجملة الثانية ((ليس كل ما يقال يؤخذ على محمل الجد. ومنذ متى وافق أصحاب ديانة على تغيير معتقداتهم نزولا عند رغبة آخرين؟ إلا إذا كانوا مستهينين بدينهم.)) كانت دعوة لإخواني الذين سبقوني بالتعقيب لعدم الاكتراث كثيرا لكلام البابا، لما لمسته في كلامهم من ردة فعل أعطت أهمية كبيرة لقول البابا. فأردت التقليل من قيمة كلام البابا لأنه في النهاية لن يجد أي صدى، نظرا لأن المسلم عموما لا يغير معتقداته بمجرد أن طلب منه غير المسلم أن يتخلى عنها، ولم يحصل في عرف أهل الأديان أن يقوموا بتغيير معتقداتهم بناء على رغبات مخالفيهم.

أما الشق الثاني من عبارتي، فقد كان تنبيها إلى ضرورة بذل العلماء لمزيد من الجهد في بيان معاني الوحي بالشكل الصحيح الذي ينفي عنه الانحرافات في الفهم والتطبيق.
ومن الطبيعي أن أدعو إلى هذا، ودعوتي هذه ليس لها علاقة بكلام البابا، وليست تبريرا له ولا مجاراة له. وإنما لأن المقام استدعى في نظري أن ألفت الانتباه إلى أن مفهوم (الجهاد) وكيفية تنزيله وممارسته على أرض الواقع التبس على المسلمين، فتعددت فيه الآراء والمواقف، كما نراه بين العلماء لأنفسهم، فضلا عما نراه لدى عموم المسلمين.
أفلا تكون دعوتي، حينئذ، أمرا مشروعا، بقطع النظر عن أي مفهوم للجهاد أتحدث ؟

3- أما عن اتهامي بأنني (أحكّم العواطف في تصرفاتي وأفعالي)، فليت الأخ يعلمني كيف أميز بين العقل والعواطف في كلامي، فقد اختلط الأمر علي، لأنني كثيرا ما يلام عليّ في محيطي تغليب العقل على عواطفي.
وليت زوجتي تسمع بهذا الاتهام (الذي يسدي لي معروفا بين يديها لو علمت به) حتى لا تلومني بتغليبي للعقل عند الحديث والحوار معها ومع غيرها :) (أقوله للدعابة).

ولكن حتى يكون الأمر جادا : من أخطاء المسلم تغليب العاطفة على العقل وأيضا من أخطائه تغليب العقل على العاطفة. والتوازن بينهما فريضة دينية حسب فهمي للأخلاق الإسلامية. ولا أرى حاجة للتذكير بنصوص من القرآن والسنة، أو من سيرة النبي (ص) أو من سيرة أصحابه لأدلل على هذا.

ورغم هذا كله: أدعو الأخ المجلسي إلى مراجعة جميع مداخلاتي في المنتدى كي يكون عادلا في الحكم بأنني أحكم عواطفي أو أنني أحكم عقلي. ولو رغب في القيام بعملية إحصائية دقيقة، فله ذلك. وإذا تبين لي صحة كلامه وخطئي فسأعترف له بالجميل على النصح.

وفي النفس كلام آخر لا أجد رغبة في ذكره الآن.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
الحبيبان الفاضلان المتخاصمان ( خشيت من كتابة اسميكما لانه لابد من كتابة أحدهما قبل الآخر، فيظن المتأخر بأخيه مالا يقصده). ولا أهمل إشراك أستاذي الحبيب د. أحمد الطعان.
لا أخفيكم تألمي الشديد، وما مر بي من ضيق وأسف وأنا أقرأ ما سطرتموه - وإن كان ثمة تلطف من ابن جماعة- فما خطر ببالي أن يصل الحوار بين إخوة كرام وأساتذة نتعلم منهم ونقتدي بهم إلى هذا المستوى من الشدة والعنف، والقسوة البالغة في التعبير، وحقا ما نزع الرفق من شيء إلا شانه، والمؤسف أننا نتحدث عن مواجهة أعداء الله والذين تكالبوا علينا وأجمعوا أمرهم علينا لدرجة أننا صاحبنا خراشا وطاشت نصالنا في صدور بعضنا، قد يبدو كلامي قاسيا ولكن أراه لزاما لفضلاء أمثالكم نحمل لهم كل محبة وتقدير واحترام، وننظر إليهم بعين الفخروالاعتزاز، ولعل الأبجدية تساعدني في الابتداء بأستاذي الفاضل أحمد وهل بعد قول حبيبنا الشهري أنه عندنا بألف رجل من مجال للتشكيك في هذه النظرة، أما أستاذي الفاضل المجلسي الشنقيطي فقد سبق وعبرت لك عن مدى محبتي وتقديري واستفادتي من كتاباتك المتميزة صراحة في مشاركات سابقة لعل آخرها ( مقال الشيخ عائض) وهكذا كل أحبتنا الشناقطة، وأرجو أن تتمثل قوله تعالى { وإنك لعلى خلق عظيم } ومثلك لا يغيب عنه دلالة هذه الجملة الربانية التي يستنير بها كل داعية في لحظة عرض فائق السرعة لأخلاقيات وسلوكيات المبعوث رحمة للعالمين، وكيف قابل من أخطأ - كافرا- فما بالك وليس المطروق هنا ميدانا يستحق كل هذا الهجوم، أما الفاضل ابن جماعة فمن تميزه وتقديره في نفوسنا أنه كان من الأسماء التي حضرت مجلسي المميز مع أستاذي الحبيب عبد الرحمن الشهري يوم شرفنا بحضوره للمغرب وأتاح لنا فرصة الجلوس معه والاستفادة من كريم علمه وجميل أدبه، وضبط لي اسمكم الكريم أنه جماعة بفتح الجيم، وأثنى عليكم بكل جميل وخير، ومن ثم فنخبة أمثالكم - أحبتي- تشخص لها عيون طلبة العلم وتتشرب من معين علمها حري بها أن تستشعر هذه المكانة، وتتجنب كل ما من شأنه أن يعكر صفو الإخاء، أو يترك منفذا للشيطان، ولا أشك أن ما أوصلنا لما حدث هو حرصكم جميعا رعاكم الله على خدمة هذا الدين العظيم، ولكن الاختلاف مشروع، والصفح مطلوب، وليتكم - أحبتي- تتأملون قول القائل:
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="sienna" bkimage="backgrounds/23.gif" border="solid,4,darkblue" type=2 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
لعمري لئن قرت بقربك أعين = لقد سخنت بالبين عنك عيون
فسر أو أقم وقف عليك مودتي = مكانك من قلبي عليك مصون [/poem]
وسامحوني إذا تجاوزت قدري، فمحبتكم أملت علي عتابكم، وقد قيل:
[align=center]ويبقى الحب ما بقي العتاب.[/align]وأسأل الله ان يغفر لنا ولكم، وان يحفظ مودتنا، ويجعل كل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المجلسي .. في الحقيقة وصلني ردك اولاً في رسالة خاصة وقد صدمني للوهلة الأولى لا أنكر ذلك ، ولكني قلت في نفسي قد أحسن الرجل إذ أراد أن يجعل نصيحته وإن كانت - عنيفة - في السر ... وقد فوجئت اليوم بأني وجدت ذلك على الملأ ... وهذا محل عتب شديد فقد أسأت الظن بي جداً ... وأخذت تضرب أخماساً بأسداس ...

تقول :
يبدو أنك طويت كشحا على مستكنة ، فصرت تبحث لي عن السقطات لما رأيت أشدد الكلام على من يجاملك في دين الله.

وليتك تركت ما بيننا على ماكان ، لكنك أظهرت ما في نفسك


صدقني أنا لا أخفي في نفسي شيئاً ... ولا أستكن علماً أظن فيه نفعاً حتى ولو كان فيه الويلات ... ولله الحمد ولكني ذببت عن أخٍ أحسبه ويحسبه أعضاء المنتدى الطيبين طيباً ... مخلصاً .. إن شاء الله عز وجل ...



وتقول :
ولربما اوجعتك انتقاداتي وردي عليك بالقرآن الذي أقررت به واعترفت انك تتعلم منه في مشاركة سابقة !

وأقول : نعم أوجعتني بالفعل ليس لأنها حق وإنما لأنها خطأ ... وكيف لا أعترف بالقرآن ؟ سامحك الله ! أهذا كلام يقال لأخٍ كل همه وحياته نصرة القرآن ...


وتقول :
لكن ، ربما نفد الاحتمال عندك وغرتك العزة بالاثم !

وأقول : أرجو أن لا تكون العزة بالإثم هي الموجه لتصرفاتنا وردود أفعالنا ... سواء أنا أم أنت ..

وتقول :
فضحت نفسك يا شيخ الاسلام !
وأقول :
ولا يسخر قوم من قوم
وأسأل الله عز وجل أن يسترني يوم يقوم الأشهاد

وتقول :
هي همزة واحدة فقط لا همزتان، وهي أصابك ، وانا لست كالبعض يفتح صفحة القرآن وينسخ ويلصق ، بل الحمد لله أكتب من حفظي ، لله الحمد و

المنة.

وأقول :
نقدي لهذه الجزئية كان من أجل تنبيهك إلى العصبية والغضب الذي كان يوجهك أثناء الكتابة فكتبت متسرعاً .... وسواء كانت همزة أم همزتين فالاعتراف بالخطأ فضيلة ...


وتقول :
وجزاك الله خيرا علمنا معنى الدكتوراه هذه التي تحملها !
وأقول :
زادك الله علماً ...

وبعد : لم أغير رأيي أخي المجلسي فأنت لا زلت أخي الحبيب وأسأل الله عز وجل لي ولك المغفرة والهداية والحلم والعلم والتقوى والعافية ... ولا زلت أعتقد وأظن أن لديك جواهراً - لكن كونك تملك جواهراً لا يعني أنك لا تملك قنابلاً - للدعابة فقط - والأهم من ذلك أخي أن توسع صدرك قليلاً فكلنا يؤخذ منه ويرد إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم ... أمر آخر وهو التعامل والتخاطب من وراء الشبكة في كثير من الأحيان يعطي معرفة مجتزأة بالآخر وتتكون لدى بعض الأطراف انطباعات خاطئة او مغلوطة نتيجة لقراءة متسرعة أو لتوجسات محتملة ... فلربما يكون هناك إنسان تحمل عنه تصوراً خاطئاً مظلماً إذا التقيت معه تنقلب الصورة إلى النقيض لأنه يتمثل القرآن الكريم سلوكاً وعملاً وليس كلاماً وقولاً فقط ولربما العكس أيضاً ..
وعلى كل حال أخي المجلسي الحبيب الكريم عفا الله عني وعنك وغفر لي ولك وجمعنا إخوة متحابين تحت ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ...
مع سائر إخوتنا الكرام الطيبين ... فقط ثق بأنني لا أنطوي على خلاف ما أظهر ولله الحمد ولست بحاجة إلى الاستفزاز لأقول رأيي كاملاً دون مواربة .
ولكن حين تكون هناك مناسبة لذلك وحاجة ... فلكل مقام مقال ...

وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير والسداد والصواب والصلاح في الدنيا والآخرة ...
 
أحسن الله إليكم ، وأنا على ثقة أن أخي المجلسي سيبادر إلى الاعتذار واعتذاره مقبول ابتداء فهو من أحب زملائنا في هذا الملتقى وله جهود علمية مشكورة وله أنظام قرآنية لم يسبق إليها في نظم قواعد التفسير وغيرها فشكر الله له وأحسن عاقبه وعاقبتنا أجمعين .
وقد شكوتُ إلى بعض الأصدقاء مثل هذه المناقشات الحادة في الملتقى ، فقال : لا بأس ، هي منشطات تذهب بمشاعر الملل أحياناً الذي قد يسود الملتقى في بعض الفترات فيبعث على التحفز للكتابة من جديد . فقلت : لعلها !
 
[align=justify]1. أجد هذا الملتقى من أميز الملتقيات لهدوئه في وقت غلب فيه الجدال، وليس القصد أن نتفق في كل شيء، فلابد من الاختلاف لكن لنسبغ على الاختلاف ثيابا من الصفاء والنقاء، وعفة اللسان وسلامة الصدر، فنحن في ملتقى أهل التفسير = أهل القرآن = أهل الله وخاصته.[/align][align=center]النقاش الحسن في ملتقى أهل التفسير[/align]
2. خرجنا عن الموضوع الأصلي (25 مشاركة) منها: واحدة تمثل الموضوع الأصلي وخمس متصلة به وتسع عشرة خارجة عنه (ومشاركتي منها)
 
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

بعد قراءة هذا الشريط يحضرني سؤال :
ما هو فعلاً مقصود الأخ محمد بن جماعة بالانحراف في الفهم والتطبيق للجهاد في الإسلام في ضوء الواقع ؟

وأظن - والله أعلم - أنه يلزمه توضيح مقصوده حتى لا يُساء فهم كلامه ..
وسوء الفهم يوغر الصدور كما هو معلوم ..
فليت الأخ الفاضل يبين لنا بيانًا شافيًا مقصوده وفقه الله تعالى ..
وجزاكم الله خيرًا .[/align]
 
لقد وافقت الاستاذ ابن جماعة علي ما قال في تعقيبه ومما يحضرني الان من مقالات اهل العلم عن الانحراف في الفهم والتطبيق للجهاد في سبيل الله في ضوء الواقع قول الدكتور القرضاوي حفظه الله

" لقد اشتهر في العقود الأخيرة في عدد من البلاد العربية والإسلامية: تكوين جماعات إسلامية الوجهة، أطلقت على نفسها (جماعة الجهاد). ويعنون بالجهاد ـ أول ما يعنون ـ جهاد السلطات والحكومات الظالمة، التي تحكم بلاد المسلمين، ولا تقيم شرع الله، الذي فرض الله على الأمة أن تحتكم إليه في شئونها كلها: الدينية كالعبادات، والدنيوية كالمعاملات. وكما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (البقرة: 183) قال في نفس السورة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} (البقرة: 178) فتنفيذ القصاص كتنفيذ الصيام، كلاهما فرض فرضه الله على المؤمنين.

وكما قال تعالى في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} (المائدة: 6). قال في نفس السورة: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (المائدة: 38) فلماذا نأخذ بآية الطهارة، ونجمّد آية حد السرقة؟ وكلتاهما أمر من الله جل وعلا؟.

قامت جماعات الجهاد في مصر وفي الجزائر وفي غيرهما، لمقاومة الحكام الجائرين، بل الكافرين في نظرهم، بعد أن فشل منطق الوعظ والإرشاد مع هؤلاء، ولم يعد يجدي معهم غير القوة التي يستخدمونها بعنف وقسوة ضد خصومهم. قالوا: ولو كان الحوار مع هؤلاء الحكام يجدي لحاورناهم، ولكن هيهات لا يقاوم السيف بالقلم، ولا السنان باللسان!.

كيف نواجه جماعات العنف في ديارنا؟
لقد بحث الكثيرون في (ظاهرة العنف) واجتهد من اجتهد في تشخيص الداء، وفي وصف الدواء.

وقد تبين من الدراسات الجادة: أن العنف ليس ظاهرة إسلامية، بل هو ظاهرة عالمية. وجد في أمريكا ذاتها، ووجد في أوربا (في بريطانيا وإيطاليا وأسبانيا) ووجد في آسيا (في الهند واليابان) ووجد في إسرائيل نفسها، كما وجد في بلاد إسلامية شتى.

والذي يهمنا هنا هو علاج العنف في داخل بلادنا العربية والإسلامية: وذلك بالنظر بعمق إلى الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة، ومنها: الظلم الواقع على بلادنا من القوى العظمى، وأجلى ما يتمثل: في قضية فلسطين، قضية الشعب الذي اغتصبت أرضه، وأخرج من دياره، وشتت في الآفاق، وفرض عليه كيان دخيل مغتصب، وحتى حين أرغمته الظروف الإقليمية والدولية على الاعتراف بهذا الكيان الظالم، احتل ما بقي من أرضه في الضفة والقطاع، وغدا يتحكم في رقبته، في مأكله ومشربه، في مائه وهوائه، في حركته وانتقاله، ويحاصره ويجوعه، ويضرب شعبه بالطائرات من فوق، والدبابات والمجنزرات من تحت. وأمسينا نشاهد بأعيننا من خلال الشاشات: مئات المنازل تدمر بما فيها من متاع وأثاث وأسباب للحياة، ويترك أهلوها في العراء، حقيقة لا مجازا. والعالم يتفرج على هذه المهزلة أو المأساة، ومجلس الأمن لا يحرك ساكنا، والعرب صامتون صمت القبور، والحكام ـ مع هذا كله ـ على صلة وثيقة بأمريكا التي هي وراء هذا كله. فهو يتم بإذنها ورضاها وعونها ومشاركتها الإستراتيجية. وهناك مظالم أخرى تراها كل عين في أفغانستان وفي العراق.

ومن أسباب العنف: ما يقوم به الحكام في ديارنا العربية والإسلامية من مظالم وانحراف عن النهج القويم الذي يحقق رضا الله تعالى بتطبيق شرعه، وإقامة عدله في الأرض، وإحلال حلاله وتحريم حرامه، ويحقق آمال الشعوب في حياة الحرية والكرامة، ورعاية الحقوق، وتوفير العيش الكريم الذي يليق بالإنسان المستخلف في الأرض.

كل هذا من أسباب العنف التي لا يرتاب فيها، ولكنا لا نراها كل الأسباب، ولا أهم الأسباب، كما يرى بعض الدارسين.

فإن الذي يتعمق في واقع هذه الجماعات الإسلامية التي اتخذت العنف سبيلا لها: يجد بوضوح: أن وراءها أسبابا فكرية ـ هي الأكبر تأثيرا ـ هي التي دفعت هؤلاء الشباب اليوم إلى ما اندفع إليه أسلافهم من قبل من الخوارج، الذين عُرِفوا بأنهم كانوا صوّاما قوّاما قرّاء للقرآن، ومع هذا استحلّوا دماء المسلمين من غيرهم، إذ كانت آفتهم في عقولهم وأفهامهم، وليست في ضمائرهم ونياتهم.

هناك خلل فكري في رؤيتهم للدين، ورؤيتهم للناس، ورؤيتهم للحياة. والخلل الفكري لا يواجه بالسجون والتعذيب والتنكيل، فإن هذا قد لا يزيدهم إلا تشددا وتعصبا لأفكارهم.

أجل، المواجهة الأمنية لا تكفي هنا، بل لا بد من مواجهة فكرية علمية معهم، يقوم بها رجال ثقات في علمهم، ثقات في دينهم، غير متهمين بأنهم من علماء السلطة، أو عملاء الشرطة.

وقد بعث سيدنا علي رضي الله عنه إلى الخوارج الذين ثاروا عليه: سيدنا عبد الله بن عباس، حبر الأمة، وترجمان القرآن، ليحاجهم ويحاورهم، وما زال يحاورهم ويجادلهم بالحجة والإقناع، حتى رجع منهم عدة آلاف، وبقي بعضهم مصرين على باطلهم.

وهذا ما ينبغي أن نفعله مع هذه الجماعات التي ارتكبت ما ارتكبت في مصر والجزائر والمملكة السعودية والمغرب وغيرها. وأن نصبر على محاجتهم، ونطيل الوقوف معهم، لنعذر إلى الله، ونقيم الحجة، ويهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيّ عن بينة.

مناقشة فقه جماعات العنف

لا بد أن نعرف: أن العنف الذي تمارسه بعض الجماعات، التي تنسب للإسلام، إنما هو إفراز لفلسفة معينة، تتبناها هذه الجماعات، وثمرة لفقه خاص له وجهته ومفاهيمه وأدلته، التي تستند إليها هذه الفئة من الناس.

ومن نظر إلى جماعات العنف، القائمة اليوم في عالمنا العربي (مثلا: جماعة الجهاد.. الجماعة الإسلامية.. السلفية الجهادية.. جماعة أنصار الإسلام.. تنظيم القاعدة): وجد لها فلسفتها ووجهة نظرها، وفقهها الذي تدعيه لنفسها، وتسنده بالأدلة من القرآن والسنة، ومن أقوال بعض العلماء، ومن الواجب: أن نناقش فقههم هذا ونرد عليه[29].

صحيح: أنها كثيرا ما تعتمد على المتشابهات وتدع المحكمات، وتستند إلى الجزئيات وتهمل الكليات، وتتمسك بالظواهر وتغفل المقاصد، كما تغفل ما يعارض هذه الظواهر من نصوص وقواعد، وكثيرا ما تضع الأدلة في غير موضعها، وتخرجها عن سياقها وإطارها، ولكن ـ على أي حال ـ: لها فقه مزعوم يبرر العنف، ويستند إلى التراث، ويروج لدى بعض الأغرار من الشباب، والسطحيين من الناس، الذين يقفون عند السطوح، ولا يغوصون في الأعماق، أساسه فقه الخوارج قديما، الذين كانوا يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم.

مبررات العنف الداخلي

بدأت هذه الجماعات: العنف في داخل أوطانها أنفسها، أي العنف ضد الأنظمة الحاكمة.

فعلى أي أساس بررت ذلك وأجازته: من الوجهة الشرعية، في نظرها على الأقل؟

تكفير الحكومات القائمة

إن فقه جماعات العنف، يقوم على أن الحكومات المعاصرة: حكومات غير شرعية، بل هي ـ بصريح العبارة ـ حكومات كافرة؛ لأنها لم تحكم بما أنزل الله، واستبدلت بشريعته المنزلة من الخالق: القوانين التي وضعها المخلوق، وبهذا: وجب الحكم عليها بالكفر والردة، والخروج من الملة، ووجب قتالها حتى تدع السلطة لغيرها. إذ كفرت كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان.

ويؤكد فقه هذه الجماعات: عدم شرعية هذه الحكومات، أو كفر هذه الأنظمة الحاكمة بأمر آخر، وهي: أنها توالي أعداء الله من الكفار، الذين يكيدون للمسلمين، وتعادي أولياء الله من دعاة الإسلام، الذين ينادون بتحكيم شرع الله تعالى، وتضطهدهم وتؤذيهم. والله تعالى يقول: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} (المائدة:51).

ومن دلائل ذلك عند هذه الجماعات: أن هذه الأنظمة فرطت في الدفاع عن المسجد الأقصى، وأرض الإسراء والمعراج، بل بعضها وضع يده في يد الدولة الصهيونية، واعترف بها، وبعض آخر سار في ركاب الأمريكان حماة إسرائيل، وأطلقوا لهم العنان، ليصرفوا أمورهم، ويغيروا مناهجهم، قصدا إلى تغيير ثقافتهم وتفكيرهم، وبذلك يغيرون هويتهم الإسلامية، وشخصيتهم التاريخية!.

والحكومات المعاصرة: تدافع عن نفسها، وتعارض هذه التهم بدعاوى مختلفة، منها: أنها تعلن أن دينها الرسمي هو الإسلام، وأنهم ينشئون المساجد لإقامة الصلاة، ويعينون الأئمة والخطباء والمؤذنين، ويؤسسون المعاهد الدينية، والكليات الشرعية، ويوظفون الوعاظ ومدرسي الدين في المدارس وغيرها، ويحتفلون برمضان وعيدي الفطر والأضحى، ويذيعون تلاوة القرآن في الإذاعات والتلفازات، إلى غير ذلك: من المظاهر الدينية، التي تثبت إسلامية الدولة بوجه من الوجوه. التي خلاصتها: أنها تؤمن بالإسلام عقيدة لا شريعة، وعبادة لا معاملة، أو تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض.

كما أن بعض دساتير هذه البلاد يعلن: أن الشريعة مصدر رئيس، أو المصدر الرئيس للتقنين. وبعضها: يعتذر عن عدم تحكيم الشريعة بضعفه أمام قوى الضغط الغربي، وبعضها يقول: تطبيق الشريعة لا يتم دفعة واحدة، وإنما يحتاج إلى التدرج!.

وبعضهم يقول: نحن لا نوالي الأمريكان، ولكن نداريهم، لأننا أضعف من أن نقاومهم، فنحن نعاملهم بقوله تعالى: {إِلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} (آل عمران: 28).

وبعضهم... وبعضهم... يلجأ إلى أعذار شتى يتعلل بها، جلها ليس مقنعا، ولكن تسقط عنهم تهمة (الكفر البواح).

فتوى ابن تيمية

كما تعتمد جماعات العنف: على فتوى الإمام ابن تيمية ـ في قتال كل فئة تمتنع عن أداء شريعة ظاهرة متواترة من شرائع الإسلام ـ كالصلاة أو الزكاة، أو الحكم بما أنزل الله: في الدماء والأموال والأعراض، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى آخره. وهو ما اعتمد عليه كتاب (الفريضة الغائبة) لجماعة الجهاد، وجعل هذه الفتوى: الأساس النظري لقيام جماعته، وتسويغ أعمالها كلها.

ويستدلون هنا: بقتال أبي بكر ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم، لمانعي الزكاة.

فكيف بمن يمتنعون عن تطبيق أكثر أحكام الشريعة، برغم مطالبة جماهير الناس بها، بل هم أشد الناس خصومة لهؤلاء، وتضييقا عليهم، ومعاداة لهم؟!.

ونسي هؤلاء، أن الذي يقاتل هذه الفئة الممتنعة: ولي الأمر، كما فعل سيدنا أبو بكر، وليس عموم الناس، وإلا أصبح الأمر فوضى!.

حكومات مفروضة على الأمة قسرا

وتعتمد جماعات العنف أيضا: على أن هذه الأنظمة غير شرعية، لأنها لم تقم على أساس شرعي من اختيار جماهير الناس لها، أو اختيار أهل الحل والعقد، وبيعة عموم الناس، فهي تفتقد الرضا العام، الذي هو أساس الشرعية، وإنما قامت على أسنة الرماح بالتغلب والسيف والعنف. وما قام بقوة السيف: يجب أن يقاوم بسيف القوة، ولا يمكن أن يقاوم بسيف القلم!

ونسي هؤلاء ما قاله فقهاؤنا من قديم: أن التغلب هو إحدى طرائق الوصول إلى السلطة، إذا استقرّ له الوضع، ودان له الناس.

وهذا ما فعله عبد الملك بن مروان، بعد انتصاره على ابن الزبير رضي الله عنه، وقد أقره الناس، ومنهم بعض الصحابة: مثل ابن عمر وأنس وغيرهما، حقنا للدماء، ومنعا للفتنة، وقد قيل: سلطان غشوم، خير من فتنة تدوم.

وهذا من واقعية الفقه الإسلامي، ورعايته لتغير الظروف، وحرصه على حقن الدماء، وسد أبواب الفتن، التي إذا فتحت قلما تسد، فهو يقبل أهون الشرين، وأخف الضررين، عملا بفقه الموازنات.

حكومات تقر المنكر وتحل ما حرم الله

وترى جماعات العنف كذلك: أن هذه المنكرات الظاهرة السافرة ـ التي تبيحها هذه الحكومات ـ: من الخمر، والميسر، والزنى، والخلاعة والمجون، والربا، وسائر المحظورات الشرعية: يجب أن تغير بالقوة لمن يملك القوة، وهي ترى أنها تملكها، فلا يسقط الوجوب عنها إلى التغيير باللسان بدل اليد، كما في الحديث الشهير: "من رأى منكم منكرا، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه".[30]

ويغفل هؤلاء: الضوابط والشروط اللازمة لتغيير المنكر بالقوة، التي قررها العلماء. وقد بيناها في بعض كتبنا.[31]

وبعض هذه الجماعات تنظر إلى المجتمع كله: أنه يأخذ حكم هذه الأنظمة التي والاها ورضي بها، وسكت عنها، ولم يحكم بكفرها، والقاعدة التي يزعمونها: أن من لم يكفّر الكافر: فهو كافر!.

وبهذا توسعوا وغلوا في (التكفير)، وكفّروا الناس بالجملة.

وعلى هذا: لا يبالون من يُقتل من هؤلاء المدنيين، الذين لا ناقة لهم في الحكومة ولا جمل: لأنهم كفروا فحلت دماؤهم وأموالهم!.

كما يرون بالنظر إلى الأقليات غير المسلمة: أنهم نقضوا العهد، بعدم أدائهم للجزية، وبتأييدهم لأولئك الحكام المرتدين، وأنظمتهم الوضعية، ولرفضهم للشريعة الإسلامية. و بهذا لم يعد لهم في أعناق المسلمين عهد ولا ذمة، وحل دمهم ومالهم. وبهذا استحلوا سرقة محلات الذهب: من الأقباط في مصر، كما استحلوا سرقة بعض المسلمين أيضا.

وهم يرون: أن السياح وأمثالهم، الذين يدخلون بلاد المسلمين بتأشيرات رسمية، وترخيصات قانونية، والذين يعدّهم الفقهاء (مستأمنين) ولو كانت دولهم محاربة للمسلمين، يرون هؤلاء مستباحي الدم، لأنهم لم يأخذوا الإذن من دولة شرعية، ولأن بلادهم نفسها: محاربة للإسلام، فلا عهد بينهم وبين المسلمين. والواجب: أن يقاتل هؤلاء ويقتلوا، فلا عصمة لدمائهم وأموالهم!!.

وكذلك يقول هؤلاء عن الدول الغربية ـ التي يقيم بعض هؤلاء فيها ـ وقد أعطتهم: حق الأمان، أو حق اللجوء السياسي: لمن طردوا من بلادهم الأصلية، فآوتهم هذه الدول من تشرد، وأطعمتهم من جوع، وآمنتهم من خوف.

يقول هؤلاء بكل جرأة وتبجح: إن هذه الدول كلها كافرة، محاربة للإسلام وأمته، ويجب أن نقاتلهم جميعا حتى يُسلموا فيَسْلَموا، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. ولما سئل بعضهم عن إقامته في هذه البلاد، قال: إنها كدورة المياه، نستخدمها للضرورة، رغم نجاستها.

وهؤلاء الكفار: دماؤهم حلال، وأموالهم حلال للمسلمين، بنصوص الدين.

ويذكرون هنا آيات وأحاديث: يضعونها في غير موضعها، فإذا واجهتهم بغيرها: من الآيات والأحاديث، التي هي أكثر منها وأظهر وأصرح، قالوا لك: هذه نسختها آية السيف!.

وإن كنت لاحظت نوعا من التطور في (فقه القاعدة) ظهر في المبادرة الأخيرة التي أطلقها زعيم القاعدة أسامة بن لادن في شهر إبريل 2004م يدعو فيها الأوربيين أن يتعهدوا بالتخلي عن أمريكا وعدم التصدي لقتال المسلمين، وهو يعهد لهم ـ في مقابل ذلك ـ ألا يتعرض لهم بأذى لا في بلادهم ولا في سفاراتهم ولا في مصالحهم في الداخل أو الخارج.

وهذا يعتبر نقلة مهمة في فقه زعيم القاعدة وجماعته، فقد كانوا من قبل يرون قتال اليهود والنصارى جميعا، حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. وهم في هذه المبادرة يكفّون أيديهم عمن كفّ يده عن المسلمين، ولم يساند أمريكا في حربها على العالم الإسلامي.

هذا هو فقه جماعات العنف باختصار، الذي على أساسه ارتكبوا ما ارتكبوا في بعض البلاد من مجازر تشيب لهولها الولدان، وتقشعر من بشاعتها الأبدان: ضد مواطنيهم من مسلمين وغير مسلمين، وضد السياح وغيرهم من الأجانب المسالمين.

وهو بلا ريب: فقه أعوج، وفهم أعرج، يعتوره الخلل والخطل من كل جانب. ويحتاج من فقهاء الأمة إلى وقفة علمية متأنية: لمناقشتهم في أفكارهم هذه، والرد عليهم فيما أخطئوا فيه: في ضوء الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وإجماع الأمة.

خلل مركب في فقه جماعات العنف

فهناك خلل في فقه الجهاد والنظرة إلى غير المسلمين، واعتقادهم وجوب قتال كل الكفار، وإن كانوا مسالمين. وهذا ناقشناه باستفاضة في كتابنا (فقه الجهاد)[32].

وهناك خلل في العلاقة بأهل الذمة من النصارى والأقباط وغيرهم، وما لهم من حقوق مرعية، وحرمات مصونة.

وهناك خلل في فقه تغيير المنكر بالقوة، وما له من شروط يجب أن تراعى.

وهناك خلل في فقه الخروج على الحكام، وما صح فيه من أحاديث وفيرة تقيده وتضبطه، ولا تدع بابه مفتوحا على مصراعيه لكل من شاء.

وعلينا أن نناقش ذلك كله في ضوء الأدلة الشرعية.

أزمة هؤلاء فكرية في الدرجة الأولى

لقد تبين أن آفة هؤلاء في الأغلب: في عقولهم، وليست في ضمائرهم، فأكثرهم مخلصون، ونياتهم صالحة، وهم متعبدون لربهم، شأنهم شأن أسلافهم من الخوارج الذين كفّروا عامة المسلمين، وكفّروا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، واستحلوا دمه، ودماء المسلمين معه، وصحت الأحاديث في ذمهم من عشرة أوجه، كما قال الإمام أحمد.

قالت الأحاديث في الصحيحين: "يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم، وقيامه إلى قيامهم، وقراءته إلى قراءتهم، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".[33]

فهم: صوّام قوّام، قُرّاء عُبّاد، ولكن قراءتهم للقرآن لا تجاوز حناجرهم، أي لم تدخل إلى أعماق قلوبهم وعقولهم: ليفقهوه حق الفقه، ويتعرفوا على أسراره ومقاصده، دون أن يجعلوا همهم: الوقوف عند ألفاظه وظواهره.

وقد أدى بهم هذا الفقه الأعوج إلى: استباحة دماء المسلمين الآخرين وأموالهم، حتى استباحوا دم فارس الإسلام وابنه البكر، علي ابن أبي طالب، وقال شاعرهم يمدح قاتله:

يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إني لأذكره يومـا فـأحسبه أوفـى البرية عند اللـه ميزانا

حسن النية لا يبرر الأعمال الطائشة

ولقد حذر رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم من الأعمال الطائشة، والتصرفات الرعناء، التي قد يقوم بها بعض الناس الطيبين، بنوايا حسنة، وبواعث نبيلة، دون أن ينظروا في مآلاتها، ويفكروا في وخيم عواقبها، وذلك لقصر نظرهم، وضيق أفقهم، فما لم يتنبه المجتمع لهم، ويأخذ على أيديهم، ويمنعهم من الاستمرار في تفكيرهم الأخرق، فإنهم سيودون بالمجتمع كله، وينتهي بهم طيشهم ـ مع حسن نيتهم ـ إلى هلاكهم وهلاك الجماعة كلها معهم.

ولذا حذر الرسول الكريم الجماعة ـ ممثلة في أهل البصيرة وأولي العلم والحكمة ـ أن تتيقظ لهم، وتأخذ على أيديهم، تمنعهم من تنفيذ ما فكروا فيه، وعقدوا عليه العزم، حفظا لوجود الجماعة كلها، وحرصا على حياتها وحياتهم معها.

وضرب الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك مثلا حيا رائعا ناطقا، هو مثل ركاب السفينة الواحدة التي تتكون من طابقين أو أكثر، وبعض الناس في أعلاها، وبعضهم في أسفلها. فلو أراد ركاب الطابق الأسفل أن يخرقوا في نصيبهم خرقا، ليستقوا منه الماء مباشرة من النهر أو البحر، بدعوى أنهم يخرقون في نصيبهم وهم أحرار فيه، وأنهم لا يريدون أن يؤذوا من فوقهم بكثرة المرور عليهم بين حين وآخر.

وليس أفضل من أن نقرأ هذا الحديث النبوي الرائع بصيغته كاملا، كما جاء في صحيح البخاري:

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا! فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا".[34]

إن الحديث يبين لنا المسئولية التضامنية المشتركة للأمة، وأنها لا يجوز لها أن تدع بعض أبنائها يتسببون في غرقها بجهلهم وسوء تصرفهم، وإن كانوا مخلصين، فالإخلاص لا يكفي وحده، ولكن لا بد من تحري الصواب مع الإخلاص.


مناقشة جماعات العنف في شرعيته وجدواه
ينبغي على أهل العلم والفكر، وأهل الرأي والحكمة: أن يجادلوا جماعات العنف بالتي هي أحسن، كما أمر الله تعالى، وأن يناقشوهم، أو قل: يناقشوا قادتهم وعقلاءهم بالحكمة والمنطق الهادئ، ويقنعوهم بالحجة البالغة، في أمرين مهمين:

أحدهما: مدى شرعية العنف بالصورة التي يمارسونها، ويشهدها الناس، وأنها لا تستند إلى محكمات الشرع لا في نصوصه البينة، ولا في مقاصده الكلية.

والثاني: مدى جدوى هذا العنف، لو افترضنا شرعيته: هل غير وضعا فاسدا؟ أو أقام حكما عادلا؟ أو حقق هدفا من الأهداف الكبرى للأمة؟.

لقد أعلنت جماعات (الجهاد) ومن في حكمها، مثل: جماعة التكفير، والجماعة الإسلامية، والسلفية الجهادية، انتهاء بـ (تنظيم القاعدة): الحرب على الحكومات القائمة، واختارت أسلوب الصدام المسلح، ولم تكتف بالبيان والبلاغ، أو التربية والتوجيه، أو أسلوب التغيير السلمي بالكفاح الشعبي في الجامعات والنقابات، والمساجد، والكفاح السياسي بدخول حلبة الانتخابات، ودخول البرلمانات، لمقاومة التشريعات المخالفة للإسلام، أو لحريات الشعب ومصالحه.

ولما كانت هذه الجماعات لا تملك القوة العسكرية المكافئة أو المقاربة لقوة الحكومات، فقد اتخذت أساليب في المصادمة تتفق مع إمكاناتها.

منها: أسلوب الاغتيال.

ومنها: أسلوب التخريب للمنشآت الحكومية.

وهذان الأسلوبان، يصحبهما ـ في الغالب ـ إصابة مدنيين برآء، ليس لهم في الثور ولا في الطحين، كما يقول المثل، ففيهم أطفال ونساء وشيوخ، وكثيرا ما ينجو المقصود بالاغتيال، في حين يقتل عدد من المدنيين غير المقصودين.

ومعلوم أن قتل من لا يقاتل في الحرب بين المسلمين والكفار لا يجوز، فكيف يقتل المسلمين؟ وفي الحديث: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم بغير حق".[35]

ومعلوم كذلك: تشديد الإسلام في أمر الدماء، حتى إن القرآن يقرر مع كتب السماء: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} (المائدة: 32). ويقول رسول الإسلام: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه حتى يصيب دما حراما". رواه البخاري عن ابن عمر.

كما أن تدمير المنشآت الحكومية إنما هو في الحقيقة: تدمير لممتلكات الشعب في النهاية.

ومن أساليبهم: ضرب السياح، وهم قوم (مستأمنون) بلغة الفقه الإسلامي، قد أُعطُوا الأمان من قبل الدولة، التي أمنتهم بإعطائهم سمة (تأشيرة) الدخول، فيجب أن يحترم أمانهم، ولا تخفر ذمتهم، ولا يعتدى عليهم في نفس ولا مال، ولو كان الذي أعطاهم الأمان عبد من المسلمين، فقد جاء في الحديث: "المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم"[36] وقال عليه الصلاة والسلام: "ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".[37]

وقال الرسول الكريم لأم هانئ وقد أجارت أحد أحمائها من المشركين: "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ".[38]

وقد فصلنا الحديث عن الأمان في دراستنا الموسعة عن (فقه الجهاد).

هل يحقق العنف هدفا؟
وقد تبين للدارسين والمراقبين لأعمال العنف والمقاومة المسلحة: أنها لا تحقق الهدف منها، فلم تسقط بسببها حكومة، بل لم تضعف بسببها حكومة. كل ما يمكن أن تنجح فيه جماعة العنف في بعض الأحيان: قتل رئيس دولة أو رئيس وزارة أو وزير، أو مدير أمن أو نحو ذلك. ولكن هذا لا يحل المشكلة، فكثيرا ما يأتي بدل الذاهب من هو أشد منه وأنكى وأقسى في التعامل مع الإسلاميين، حتى يقول القائل:

رب يوم بكيت منه، فلما صرت في غيره بكيت عليه!

أو كما قال الآخر:

دعوت على عمرو فمات، فسرني بليت بأقوام، بكيت على عمرو!

خسائر جماعات العنف

لقد انتصرت الحكومات دائما على جماعات العنف التي لم تكسب شيئا، بل خسرت على عدة مستويات:

1- مستوى الخسائر الشخصية، فكثيرا ما يُقتل هؤلاء الشباب، ومن لا يقتل منهم يساق إلى السجون، ويقضي سنين كثيرا ما تطول، ويتعرض للأذى البدني والنفسي، ويخسر كثير منهم جامعته إن كان طالبا، أو وظيفته إن كان موظفا، أو تجارته إن كان تاجرا، وتتعرض أسرته للضياع المادي والأدبي في غيبته. وهذه خسائر كبيرة وحقيقية، وقد رأيناها ولمسناها. وهي لهم إن شاء الله في ميزانهم بنياتهم ـ إن كانوا مخلصين في نياتهم، وكانت أعمالهم مبنية على اجتهاد صادر من أهله في محله ـ ولكنها بمقياس دنيانا: خسائر مجانية!.

2- مستوى الخسائر للدعوة الإسلامية نفسها، في الداخل والخارج، باستغلال حوادث العنف، التي تحدث من هذه الجماعات، لتشويه صورة الإسلام وأهله، وتصوير الإسلام بأنه خطر على العالم، وتصوير المسلمين بأنهم وحوش، لا قلوب لهم، ولا تعرف الرحمة إلى أفئدتهم سبيلا، وخصوصا بعد حوادث قاسية، مثل مذبحة الأقصر في صعيد مصر، وحوادث (بن طلحة)[39] وغيرها في الجزائر، وما حدث فيها من فظائع مروعة، تتفتت منها الأكباد، ويندى لها الجبين.

3- إعطاء الذريعة لضرب التيار الإسلامي%2
 
[align=center]بغض النظر عن كون الدكتور القرضاوي غير متفق على إمامته في العلم الشرعي ..
فهذا الكلام عن الجهاد ضد المجتمعات المسلمة بعد تكفيرها لا نختلف في إنكاره ..
ولم يقصر العلماء في إنكاره والتحذير منه ..
حتى الصليبي توران نفسه يقول :
(( بينما يدين أغلب رجال الدين المسلمين الأعمال الإرهابية، فإنهم في حاجة ليتخذوا موقفًا أكثر وضوحًا بشأن "الجهاد" خاصة مع تكراره الكثير في القرآن )).
كما هو مكتوب في المداخلة الأصلية .

فليت شعري ما هي مسئولية علمائنا عن مزيد من الجهد في بيان معاني الجهاد ؟
وهم لم يقصروا في إنكار هذا الانحراف كما هو معلوم ؟[/align]
 
[align=center]بغض النظر عن كون الدكتور القرضاوي غير متفق على إمامته في العلم الشرعي ..[/align]

أحترم وجهة نظرك. وأذكر أنك ذكرتنا برأيك هذا في د. القرضاوي في مداخلة سابقة في المنتدى.
غير أنني لا أرى سببا وجيها لهذا التذكير. وإلا اضطررنا لإبداء هذه المقدمة كلما ذكرنا اسم أحد الفقهاء أو المشايخ. فلا يخلو عالم من عدم اتفاق على إمامته أو علمه.
وأعطني اسم أي رجل، وسأذكر لك قائمة بمن يشككون في إمامته في العلم الشرعي.
ومثل هذا التذكير لا يؤدي إلا لاستفزاز محبي الرجل وأتباعه.
لذا فأرجو الاكتفاء بنقد الأفكار والأقوال، وترك الأشخاص وتقييمنا الشخصي لعلمهم وصلاحهم، جانبا.

وبالنسبة لرأيي حول الجهاد: ملاحظتي الأولى كافية، رغم قصرها:
هناك انحرافات في الفهم والممارسة، تقتضي جهدا إصلاحيا جماعيا من العلماء.
 
يقول الدكتور هشام عزمي "فهذا الكلام عن الجهاد ضد المجتمعات المسلمة بعد تكفيرها لا نختلف في إنكاره "
لكن في النص المنقول ما يفيد أنه ضد غير المسلمين ايضافقد جاء فيه "كما يرون بالنظر إلى الأقليات غير المسلمة: أنهم نقضوا العهد، بعدم أدائهم للجزية، وبتأييدهم لأولئك الحكام المرتدين، وأنظمتهم الوضعية، ولرفضهم للشريعة الإسلامية. و بهذا لم يعد لهم في أعناق المسلمين عهد ولا ذمة، وحل دمهم ومالهم. وبهذا استحلوا سرقة محلات الذهب: من الأقباط في مصر، كما استحلوا سرقة بعض المسلمين أيضا.

وهم يرون: أن السياح وأمثالهم، الذين يدخلون بلاد المسلمين بتأشيرات رسمية، وترخيصات قانونية، والذين يعدّهم الفقهاء (مستأمنين) ولو كانت دولهم محاربة للمسلمين، يرون هؤلاء مستباحي الدم، لأنهم لم يأخذوا الإذن من دولة شرعية، ولأن بلادهم نفسها: محاربة للإسلام، فلا عهد بينهم وبين المسلمين. والواجب: أن يقاتل هؤلاء ويقتلوا، فلا عصمة لدمائهم وأموالهم!!.

وكذلك يقول هؤلاء عن الدول الغربية ـ التي يقيم بعض هؤلاء فيها ـ وقد أعطتهم: حق الأمان، أو حق اللجوء السياسي: لمن طردوا من بلادهم الأصلية، فآوتهم هذه الدول من تشرد، وأطعمتهم من جوع، وآمنتهم من خوف.

يقول هؤلاء بكل جرأة وتبجح: إن هذه الدول كلها كافرة، محاربة للإسلام وأمته، ويجب أن نقاتلهم جميعا حتى يُسلموا فيَسْلَموا، أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. ولما سئل بعضهم عن إقامته في هذه البلاد، قال: إنها كدورة المياه، نستخدمها للضرورة، رغم نجاستها.

وهؤلاء الكفار: دماؤهم حلال، وأموالهم حلال للمسلمين، بنصوص الدين.

ويذكرون هنا آيات وأحاديث: يضعونها في غير موضعها، فإذا واجهتهم بغيرها: من الآيات والأحاديث، التي هي أكثر منها وأظهر وأصرح، قالوا لك: هذه نسختها آية السيف!.
 
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

أما اعتراض الأخ محمد بن جماعة على تذكيري بعدم أهلية القرضاوي فليس في محله ..
لأن مداخلة الدكتور يسري خضر كانت ردًا على كلامي ..
وهو يحتج فيها بالدكتور القرضاوي عليّ ..
فكان يلزم التذكير بأني لا أراه حجة كما لا يراه كذلك أهل العلم المستحقين للإمامة في العلم والدين ..
وهذا - بالمناسبة - ليس رأيًا شخصيًا ..
والتسوية بين القرضاوي وغيره ممن اختلف الناس في علمهم باطلة ..
لأن الناس تختلف في الحق وتختلف في الباطل ..
والحق والباطل لا يستويان عند العاقل ..
إلا على مذهب القائلين بنسبية الحقيقة ..!

ثم أنت يا أخي محمد قد أحجمت عن البيان الشافي لمعنى مداخلتك التي أثارت القلق وأوغرت الصدور ..
وإعادتك لها في مداخلتك الأخيرة بهذا الاختصار فيه ما فيه ..
وكأنك تقول : هناك انحراف وفقط ، "وروح اخبط راسك في الحيط" ..!!!
وعمومًا ، شكرًا على البيان الشافي والتوضيح الوافي ..!

أما الأخ الدكتور يسري خضر جزاه الله خيرًا فقد ظن أني لم أقرأ ما كتبه القرضاوي عن الأقليات غير المسلمة ..
وربما ظن كذلك أني أستحل دماءهم وأموالهم ..!
وأود فقط أن أطمئنه أني لا أذهب هذا المذهب (ابتسامة) ..
وجزاه الله خيرًا .[/align]
 
لقد ذهبت بعيدا يا دكتور هشام حين قلت "وربما ظن كذلك أني أستحل دماءهم وأموالهم ..!"
والله الذي لاإله غيره لم يخطر ببالي هذا الظن لأحد في الملتقي _غفر الله لي ولك_ ورزقنا الإخلاص في القول والعمل .
 
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

أما اعتراض الأخ محمد بن جماعة على تذكيري بعدم أهلية القرضاوي فليس في محله ..
لأن مداخلة الدكتور يسري خضر كانت ردًا على كلامي ..
وهو يحتج فيها بالدكتور القرضاوي عليّ ..
فكان يلزم التذكير بأني لا أراه حجة كما لا يراه كذلك أهل العلم المستحقين للإمامة في العلم والدين ..
وهذا - بالمناسبة - ليس رأيًا شخصيًا ..
والتسوية بين القرضاوي وغيره ممن اختلف الناس في علمهم باطلة ..
لأن الناس تختلف في الحق وتختلف في الباطل ..
والحق والباطل لا يستويان عند العاقل ..
إلا على مذهب القائلين بنسبية الحقيقة ..!

وإعادتك لها في مداخلتك الأخيرة بهذا الاختصار فيه ما فيه ..
وكأنك تقول : هناك انحراف وفقط ، "وروح اخبط راسك في الحيطثم أنت يا أخي محمد قد أحجمت عن البيان الشافي لمعنى مداخلتك التي أثارت القلق وأوغرت الصدور ..
" ..!!!
وعمومًا ، شكرًا على البيان الشافي والتوضيح الوافي ..!

أما الأخ الدكتور يسري خضر جزاه الله خيرًا فقد ظن أني لم أقرأ ما كتبه القرضاوي عن الأقليات غير المسلمة ..
وربما ظن كذلك أني أستحل دماءهم وأموالهم ..!
وأود فقط أن أطمئنه أني لا أذهب هذا المذهب (ابتسامة) ..
وجزاه الله خيرًا .[/align]

حسبنا الله ونعم الوكيل ...
أخي الكريم د. هشام عزمي لا أرى حاجة للحديث عن الدكتور القرضاي - حفظه الله وأمد في عمره - بهذا الشكل .... وإذا كان بعض أهل العلم المعتبرين - عندك - لا يرونه حجة فهذا ليس حجة لإدانته والانتقاص من شأنه بل من واجب العلماء احترام بعضهم والاعتراف لأهل الفضل بفضلهم .... وربما لا يخفى عليك أن هناك خلافات بين بعض العلماء القدامى والمحدثين شديدة جداً وكلهم حجة ... ولكن كونهم حجة لا يعني أنهم جميعاً على حق وإنما كلهم يؤخذ منهم ويرد ... لأن العصمة كما تعلم للنبي صلى الله عليه وسلم وحده ولم يُعطها أحد من أمته .... وإذا كنت تختلف مع الدكتور القرضاوي في بعض القضايا فيمكنك ان تلتمس له عذراً لأنه على أسوأ تقدير اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ... ألا يكفيك أنه نذر حياته للإسلام تعليماً وتدريساً وتأليفاً ودعوة ... ثم انظر من من العلماء مرضيٌّ لدى كل الأمة اليوم ... فمن تراه عالماً كبيراً وداعية عظيماً قد لا يراه غيرك كذلك ، ومن أراه قد لا تراه أنت ، ولا يوجد عالم اليوم إلا وله خصوم من العلماء وغيرهم ، فهل نرفض علماءنا أم نقبل منهم ونعتذر عنهم فيما نحسبه خطأ ، وبظني انعدام التواصل - في عصر العولمة - بين أصقاع العالم الإسلامي مشكلة كبيرة تحتاج إلى عقود وربما قرون لكي نتجاوزها . المهم هو أن نحسن الخصومة وأن لا تتحول الخصومة العلمية إلى كراهية شخصية وطعون وتجريح . وفقكم الله .
 
عودة
أعلى