العيش مع كتاب الله تعالى..(خواطر حافظ قرآن)

إنضم
16/04/2012
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
42
الإقامة
الرياض
لا أظن إنساناً يدخل بيتاً ليستأجره ويسكن فيه، أو يضع مخططاً لبنائه إلا ويتخيل له صورة دقيقة، ويرسم له منظراً رائعاً ليعيش فيه، ويدخل ويخرج منه ويعود ويؤوب إليه، والعجيب فعلاً أن الإنسان رغم عيشه في بيته أمداً طويلاً إلا أنه لا يزال يكتشف فيه أشياء يمكن أن يغير بعدها طريقة الأثاث، وأماكنه وهيئة وضعه، وبالتالي ينطلق انطلاقة جديدة في العيش فيه.
إن العيش مع كتاب الله غوص في أعماقه، وسبر لأغواره، وأرى أن كل مسلم على وجه الأرض - بله حافظه والمتخصصَ في علومه - لا بد أن يكون له جوانب يريد أن يتأملها للعيش مع كتاب ربه سبحانه وفهمه، وزيادة التضلع من علومه.
وأذكر أني – في سبيل ذلك - وضعت مذكرة منذ حفظت القرآن من اجتهادي، على العناوين التالية التي توقعت أنها أبرز العناوين لفهم القرآن، وهي التالية:
- ما يتعلق بالإلمام بأساسيات تاريخ القرآن الكريم وكتابة المصحف ومعرفة القراء.
- ما يتعلق بتجويده وحسن تلاوته.
- ما يتعلق بغريب مفرداته.
- ما يتعلق بأسباب نزوله.
- ما يتعلق بتفسيره كاملاً.
- ما يتعلق بالعلوم الأخرى الخادمة له: كالناسخ والمنسوخ، وآيات الأحكام الفقهية، والبلاغات اللغوية والإعجاز البياني والعلمي وغيرها.
- عيش السلف معه على مر التاريخ للاستفادة السلوكية والتعظيمية لكتاب الله تعالى.
وأعتقد أن هذه العناوين يدخل تحتها عناوين فرعية كثيرة وضخمة جداً، وقد بدأت أعد في هذه المذكرة مما يمر بي من فوائد وفرائد، ووضعت لكل فقرة مرجعاً معيناً، وأرجو أن أفيد نفسي في هذا الملتقى باستذكار ما عندي مما كتبت، وأن أفيد إخواني ويفيدوني بمعلومات أعلم أنهم تمكنوا منها وغاصوا فيها وتدبروها وساروا على نفس النهج بأساليب أكثر فنية واحترافية، وهو ما أرنو إليه من هذه الفقرة.
وقبل ختام هذه المشاركة وجدت كلماتٍ عظيمةً في وحي القلم للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي رحمه الله عن القرآن وحفظه أسوقها إليكم نافعة ماتعة:
• " ليس حفظ القرآن حفظه في العقل، بل حفظه في العمل به، فإذا أنت أثبتّ الآية منه، وكنت تعمل بغير معناها، وتعيش في غير فضيلتها فهذا - ويحك - نسيانها لا حفظها".
قلت معلقاً: هذه مقولة تصحح المفاهيم للحفاظ فعلاً، وتجعلهم يعيدون النظر في طريقتهم مع القرآن الكريم، وهو ما يرجوه حفاظ كتاب الله في شتى بقاع الأرض.
• السلف والخلف والقرآن: " كان قومنا الأولون مع معاني القرآن كالشجرة الخضراء النامية، فيها ورقها الأخضر وزهرها، وعلى ظاهرها حياة باطنها، فلما ثبت الناس على الشكل وحده ولم يبالوا القلب وأحواله أصبحوا كالشجرة اليابسة، عليها ورقها الجاف ليس في بقائه ولا سقوطه طائل".
• الكلمة في القرآن: " ليست الكلمة في القرآن كما تكون في غيره، بل السمو فيها على الكلام أنها تحمل معنى وتومئ إلى معنى، وتستتبع معنى، وهذا ما ليس في الطاقة البشرية، وهو الدليل على أنه { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود:1]
• فهم القرآن:" البحث في فهم القرآن يجب أن يكون في اللفظة ووجه اختيارها، وسياق تركيبها، وما تدل عليه في كل ذلك، وما يدل كل ذلك بها"
قلت : أحتاج إلى متخصص في اللغة يشرح هذه العبارة والتي قبلها، ولا سيما من أهل المغرب العربي دون إجحاف في حق الآخرين لكن أهل المغرب يتفننون في مثل هذه الكلمات والعبارات وإدراك مغازيها.
والسلام عليكم
احمد مقرم النهدي
30/6/1433
 
قال الغزالي - رحمه الله - في ( جواهر القرآن ) : سر القرآن ولبابه الأصفى ومقصده الأقصى دعوة العباد إلى الجبار الأعلى رب الآخرة والأولى خالق السماوات العلى والأرضين السفلى وما بينهما وما تحت الثرى ، فلذلك انحصرت سور القرآن وآياته في ستة أنواع : ثلاثة منها هي السوابق والأصول المهمة ، وثلاثة هي الروادف والتوابع المغنية المتمة .
أما الثلاثة المهمة فهي :
1) تعريف المدعو إليه .
2) وتعريف الصراط المستقيم الذي تجب ملازمته في السلوك إليه .
3) وتعريف الحال عند الوصول إليه .
وأما الثلاثة المغنية المتمة : فأحدها : تعريف أحوال المجيبين للدعوة ولطائف صنع الله فيهم ؛ وسره ومقصوده التشويق والترغيب ؛ وتعريف أحوال الناكبين والناكلين عن الإجابة ، وكيفية قمع الله لهم وتنكيله بهم ، وسره ومقصوده الاعتبار والترهيب .
وثانيها : حكاية أحوال الجاحدين وكشف فضائحهم وجهلهم بالمجادلة والمحاجة على الحق ؛ وسره ومقصوده في جنب الباطل الإفضاح والتنفير ، وفي جنب الحق الإيضاح والتثبيت والتقهير .
وثالثها : تعريف عمارة منازل الطريق ، وكيفية أخذ الزاد والأهبة والاستعداد .
فهذه ستة أقسام ( [1] ) .

[1] - انظر جواهر القرآن ص 23، 24.
 
المعجزة الخالدة
القرآن العظيم هو المعجزة الخالدة التي تخاطب الثقلين ( الإنس والجن ) إلى يوم القيامة ناطقة بصدق رسالة النبي محمد e .
فهو e بعث بالقرآن العظيم وأُيد به ، فمعجزته الكبرى الباقية هي رسالته ومنهجه (القرآن) ، فلا تحتاج رسالته دليلا من خارجها - كالمعجزات الحسية - كي يشهد لها ، وإنما تحمل هي دليل صدقها ؛ فيستطيع كل مسلم على مر التاريخ أن يمسك بالقرآن في يده ويقول : محمد e رسول الله حقًّا وصدقًا وهذه معجزته .
أما المعجزات الحسية – وإن كان لنبينا محمد e منها نصيب وافر - فقد كان يؤيد بها الرسل قبل النبي محمد e ، وتنقضي بانقضاء زمانها ، فتصبح خبرًا بعد عين .
وتبقى المعجزة الخالدة الشاهدة بصدق الرسول e ( القرآن الكريم ) ماثلة للعيان .
 
عودة
أعلى