العمد في كتب التجويد

محمد رشيد

New member
إنضم
04/04/2003
المشاركات
308
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

مشايخي الكرام ، أنا الآن أريد أن أتخذ كتابا أو عدة كتب تكون هي العمدة لي في علم التجويد ، فما هي الكتب التي تكون بهذه المثابة ؟ مع العلم أني درست كتاب ( فتح المجيد شرح كتاب العميد ) لـ [ علي بسة ] في المعهد الذي أدرس فيه القرءان و علومه ، و سندرس ـ إن شاء الله تعالى ـ كتاب ( المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية )
و ما تقييمكم لـ ( التمهيد ) للجزري ، حيث أن الجزري رأس المحققين في هذا العلم ، و كتابه هذا في علم التجويد خاصة ، و مع ذلك لا أجد له كبير ذكر على ألسنة المشتغلين بالفن ، و في الحقيقة أميل إلى اتخاذه عمدة لي ، و لكن دفعني للسؤال عنه ما ذكرته من عدم انتشاره ، و أنا لم أنظر فيه إلى الآن لأنه ليس عندي .
و ما تقييم مشايخنا الأفاضل لكتاب ( غاية المريد في علم التجويد ) للشيخ عطية قابل نصر ؟
و المطلوب عموما هو ذكر الكتب المعتمدة في الفن و التي يمكن اتخاذها كعمدة في الفن ، و إن كانت الكتب تقيّم بعدة حيثيات أو اعتبارات ، فنرجو التكرم بذكر المطلوب من كل حيثية أو اعتبار .
أسأله تعالى أن يوفق مشايخي الكرام ـ آمين ـ
 
قال لي غير ما مرة الشيخ الدكتور المحقق و المحرر الكبير أحمد شرشال الجزائري - حفظه الله - أحد أبرز المشتغلين بعلوم القرآن - إن كتاب غاية المريد في علم التجويد للشيخ عطية قابل نصر من أحسن الكتب المصنفة ، لكن كثيرا من المشتغلين بهذا العلم لا يدركون أهميته ...
كما يثني كثيرا على تحقيقات البحاثة الدكتورغانم قدوري و أخيه سالم ، و يقول إنها كلها جيدة و محررة ..
و للعلم : فللشيخ نقد بناء لبرامج التجويد بل علوم القرآن و التفسير كلها المتعامل بها في الكليات الشرعية ، لعله ينشر قريبا ..
للعلم أيضا : فإن الشيخ شرشال صاحب إبداع و تميّز ، و له في معرفة الرسم القرآني و الضبط اليد الطولى ، و قد رشح عدة مرات للتحكيم في المسابقات العالمية لحفظ القرآن و تجويده فرفض تورعا ، بارك الله فيه ..
و قد سبق أن بينت شيئا قليلا من سيرته ...
 
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فلقد قرأت إحالة أخي الفاضل أبي مجاهد ، وإذا فيها معلومات تقويمية عن كتب التجويد ، وفيه غنية ، ورأيت أن أشارككم في هذا الموضوع من خلال نقاط :
الأولى : أن كتب التجويد المعاصرة لا تختلف كثيرًا في مادتها الأساسية ، وإنما تختلف في طريقة العرض وتقسيم الموضوعات .
الثانية : أن من كتب التجويد ما هو مختصر جدًّا ، حتى يكاد يكون منصبًا على التطبيق دون ذكر التقسيمات والتفريعات والعلل ، أو التطويل بذكر مثال لكل جكم من أحكام الحرف ، كمن يذكر مثالاً لكل حرف من أحرف الإخفاء ، وذاك يكتفي بذكر مثال واحدٍ .
الثالثة : أن المطولات في كتب التجويد لا تخرج حال اختصارها عن هذه الكتب ؛ لأنها تتميز بالعرض والتحليل ، وبالردَّ على بعض أخطاء المؤلفين ، كما هو الحال في كتاب الشيخ عبد الفتاح المرصفي .
وهذه المطولات يستفيد منها المتخصصون دون من سواهم ، ومن أنفسها على الإطلاق كتاب هداية القاري للشيخ عبد الفتاح المرصفي ، إذ فيه بحث وتحقيق ومراجعة لكتب التجويد وذكر ملاحظات عليها .
والاعتماد عليه نافع للمتخصصين ؛ لأنه استوفى كثيرًا ، وما ترك من المباحث التجويدية التي يدرسها المعاصرون شيئًا يُذكر ، والله أعلم .
وقد كان لي قديمًا اعتناءٌ بهذا العلم ، وجمعٌ للمؤلفات فيه لكني توقفت عن ذلك ، فحكمي على نفاسة كتاب المرصفي لا تعني أن غيره مما جاء بعده لا يدانيه أو يساويه .
الرابعة : إن مما يلاحظ على المعتنين بهذا العلم أنهم لا يطَّلعون على كتب المتقدمين ويُفيدوا من التحقيقات التي فيها ، ومن أنفس كتب المتقدمين : كتاب الرعاية لمكي بن أبي طالب ، وكتاب التحديد في الإتقان والتجويد للداني .
وهناك كتب مهمة في هذا العلم ، وفيها نفائس وتحقيقات ، ولا أرى للمتخصص به أن يغفلها ، ومنها على سبيل المثال :
1 ــ المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد / للمرادي ( ت : 749 ) .
2 ــ المنح الفكرية على متن الجزرية ، وهو من أنفس شروح مقدمة ابن الجزري / لملا علي قاري ( ت : 1016 ) .
3 ــ تنبيه الغافلين و إرشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم لكتاب الله المبين / للصفاقسي ( ت : 1118 ).
4ـ جهد المقلِّ / لساجقلي زاده ( ت : 1150 ) ، وهذا الكتاب ـ مع ما تعرض له صاحبه من نقد من معاصريه ومن بعدهم ـ فيه تحقيقات نفيسة جدًّا .
5 ـ الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة / لابن يالوشة التونسي ( ت : 1314 ) .
الخامسة : إن بعض كتب القراءة تطرح مسائل في علم التجويد ، وقد يكون فيها ما لا تجده في كتب التجويد المعاصرة ، بل قد يكون فيها حكاية لمذاهب أو تقييد لمسائل يُغفل عنها في كُتبِ التجويد ، والرجوع إليها مفيد جدًّا ، وأذكر على سبيل المثال بعض كتب القراءات :
1 ـ الإقناع في القراءات السبع / لابن الباذش .
2 ـ الكامل في القراءات الخمسين / للهذلي ، ولا زال مخطوطًا .
3 ـ المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر / لأبي الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري ، وقد حققه في رسالة جامعية ونال به درجة الدكتوراه الشيخ المقرئ الدكتور إبراهيم الدوسري .
السادسة : إن هناك بعض الكتب التي تفيد دارسي التجويد ، وهي خارجة عن مسمى التجويد ، وبعضها يُعتبر أصلاً فيما كتبه علماء التجويد ، وبعضها دراسات معاصرة ، ومنها على سبيل المثال :
1 ـ الكتاب / لسيبويه ، وهو أصل فيما كتبه مكن جاء بعده فيما يتعلق بالمخارج والصفات وباب الإدغام ( يشمل الأحكام الأربعة : الإدغام والإظهار والقلب والخفاء ) ، وباب الروم والإشمام .
ويتفرع عنه كل من شرح الكتاب أو جعله أصلاً وبنى كتابه عليه ، إذ لا تخلو هذه الكتب من تحقيقات وتعقبات في هذه الأبواب .
وإني أنصح طلاب علم التجويد بأن يعتنوا بما كتبه سيبويه ويتدارسونه ؛ لأنه أصل لمن نكتب في هذه الأبواب .
2 ـ سر صناعة الإعراب / لابن جني ، وهو كتاب نفيس جدَّا ، وفيه تعليقات تتعلق بعلم التجويد لا تكاد تجدها في غيره .
ومن الكتب المعاصر :
1 : كتب الدكتور المحقق غانم قدوري ، ومن أنفسها : الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ، وأبحاث في علم التجويد .
2 ـ أصالة علم الأصوات عن الخليل من خلال مقدمة كتاب العين ، للدكتور أحمد محمد قدور ، وهو من مطبوعات دار الفكر المعاصر ، اوالدكتور أحمد له كتب في فقه اللغة وتاريخها مما يُحرص عليها لما فيها من التحقيق .
3 ـ المصطلح الصوتي في الدراسات العربية / للدكتور عبد العزيز الصيغ ، وهو من مطبوعات دار الفكر المعاصر
السابعة : إنني أنصح طلاب هذا العلم أن يرتقوا به في التحقيق بقراءة ما سطَّره العلماء السابقون ، ومعرفة ما أحدثه المتأخرون من تعليلات وأحكامٍ لا تجدها عند المتقدمين ، وهي مما يدخله الاجتهاد ، لكنها صارت كأنها مجمعًا عليها لا يجوز خلافها ، ومن ذلك عبى سبيل المثال :
1 ـ جواز إظهار الميم الساكنة عند التقائها بالباء ، وهو وجه معروف مقروءٌ به ، لكنه تُرِك في العصور المتأخرة ، حتى إن بعض دارسي التجويد في بعض المعاهد المتخصصة لا يعرفون هذا الحكم .
2 ـ حكى السَّعيدي في كتابه ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ) أن لفظ (( الضالين )) يمد مدًا وسطًا دون مد (( طائعين )) ... وقال : وتُجعل المدة التي جاءت للتشديد ؛ نحو : (( يبلغانِّ)) و((الصاخة)) و((الطامة )) و ((أتحتجوني )) وما أشبهها دون المدة التي تجيء للهمزة مثل (( قائما )) و ((قائلون )) و ((نائمون)) و ((تائبون)) وما أشبهها .
وهذا يعني أن المد اللازم عنده لا يكون أكثر من المد المتصل ، فما الموقف من هذا الكلام ؟
ولا زال في النفس بقية أشياء تتعلق بهذا العلم أسأل الله أن ييسر لي تدوينها ، وله الحمد أولاً وآخرًا .
محبكم / أبو عبد الملك .
 
بارك الله تعالى في مشايخنا الأفاضل / أبي مجاهد و أبي تيمية و فضيلة الدكتور مساعد
بارك الله تعالى فيكم جميعا على اهتمامكم
وأنا لم أقرأ إفاداتكم بعد لضيق الوقت و لكني سأقرأها ـ إن شاء الله تعالى ـ متأملا و إن أشكل عليّ شئ فسأستفسر ـ إن شاء الله تعالى ـ
بارك الله تعالى فيكم و زادكم شرفا و علما و تقى
 
بارك الله تعالى فيك شيخنا الفاضل الدكتور / مساعد

أين أجد كتب المرصفي المذكور ؟ ما أفضل نسخه ؟ و أين يوجد ؟
 
الكتاب من مطبوعات مكتبة طيبة بالمدينة النبوية
تلفون : 8360512 / 8380756
وهو موجود في مكتبة الرشد بالرياض وغيرها .
 
بالأمس شرفني الدكتور البحاثة أحمد شرشال بالزيارة في بيتي و سألته عن سؤال الأخ عن المعتمد في كتب المتأخرين ، و ذكرت له كتاب المرصفي فقال : هو أحسن ما صنف من كتب المتأخرين ، و ما من كتاب من الكتب المصنفة في هذا العلم إلا و لها و عليها ، من حيث الجمع و التحقيق و الترتيب ...
وكما ذكر لي بعضا من المسائل التجويدية التي جزم فيها بعض المصنفين في هذا العلم بأنه ليس في القرآن منها شيء ، و غيرهم قد تنبه لها و بينها في مصنفه..
و للشيخ استدراكات كثيرة على كتب التجويد ، لعله يجمعها في مصنف فيستفاد منها ..
ثم أطلعت الشيخ على صفحة الملتقى هذا ، فأثنى عليه خيرا ، و سألته المشاركة غير المباشرة ببعض البحوث و المقالات ، فوعد خيرا ...لأن الشيخ ليس له ولع بالحاسوب إطلاقا ..
كما أثنى الشيخ على مصنفات الشيخ مساعد الطيار و ذكر أنها جيدة و أنه يقتني مصنفاته كلها ...
 
شكر الله لمن سأل وأجاب ، والله لا يضيع أجر المحسنين سبحانه وتعالى.
كما أشكرك أخي الكريم أبا تيمية على عنايتك وحرصك زادك الله علماً ، وحرصاً على الخير ونفع الناس. وأشكرك على عرضك المشاركة على الشيخ الكريم أحمد شرشال وفقه الله. وما أسعدنا بذلك.

وهناك كتاب ثمين في التجويد لم يشر إليه أحد ، وهو من أثمن وأدق كتب التجويد المعاصرة ، التي أتت على المهمات بشمول . وهو كتاب :
الإتقان في تجويد القرآن برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.
للشيخ الجليل عبدالله بن صالح بن محمد العبيد وفقه الله.
وقد كتب تحت العنوان بخط دقيق (إعادة صياغة علم التجويد كما تلقاه السلف الصالح).
وأنا أنصح بقراءة هذا الكتاب ، وهو صغير الحجم من مطبوعات دار العاصمة بالرياض.
وهناك كتاب آخر للمصنف تعرض فيه لتجويد بعض الآيات المشكلات سماه :(حل المشكلات في تجويد الآيات ). ولم أطلع عليه.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
 
بارك الله تعالى في جميع مشايخي
و زادهم حرصا و علما
آمين
 
ذكر الشيخان أبو خالد السلمي وأبو عبدالملك الطيار وفقهما الله كتاب (هداية القارئ إلى تجويد كلام البارئ) للدكتور عبدالفتاح السيد عجمي المرصفي رحمه الله المولود بمرصفا من أعمال محافظة القليوبية بمصر عام 1923م والمتوفى بالمدينة المنورة عام 1409هـ (1989م). وهو كتاب نفيس وأحب أن أشير إلى أنه قد أخرج كتابه هذا بين عام 1397هـ و1399هـ بالمدينة وكان حينذاك معيداً بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية. فأعجب العلماء بهذا الكتاب ، وتكريماً لجهوده في هذا الكتاب قررت إدارة مجلس الجامعة أن تكرم الشيخ المرصفي ، فرفع الكتاب إلى المجلس الأعلى للجامعات في السعودية ثم صدرت الموافقة بتاريخ 6-2-1406هـ بترقية الشيخ المرصفي إلى درجة أستاذ مساعد بالكلية ، وعين عضواً بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف لمراجعة المصحف . رحمه الله رحمة واسعة.
 
السلام عليكم

الأستاذ الطيارجزاه الله خيرا أشار إلى أهمية دراسة بعض الأقوال التي في بطون الكتب القديمة،

كإنقاص اللازم عن المتصل، وكإظهار الميم الساكنة مع الباء.

فأقول، نعم هي مهمة من الناحية النظرية. أما من الناحية العملية، فلا.

لأن القراءة بها اليوم لا تصج لانقطاع سندها، فتكون في حكم الشاذة.


وأنا مع الرأي القائل بأنه ينبغي تحديد الغاية من الكتاب لمعرفة الأنسب، فما يكون للمبتدئ غير ما هو للمتبحر والمعلم.

وما تحتاجه للصغار غير ما يلزم للكبار.
 
ولا زال في النفس بقية أشياء تتعلق بهذا العلم أسأل الله أن ييسر لي تدوينها.
محبكم / أبو عبد الملك .
مضى على هذه المشاركة ما يقارب سبع سنوات، ونرجو اليوم من شيخنا أبي عبد الملك ـ حفظه الله ـ أن يواصل ما بدأه في هذا الموضوع المهم.
 
عودة
أعلى