العليم الحكيم و التواب الرحيم

إنضم
23/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
الإقامة
غير معروف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لماذا الملائكة علمت ماذا تقول من الكلمات مختومة باسم العليم الحكيم و ذلك لتعبيرها عن العجز و اعترافها أنها لا تعلم إن لم يعلمها الله ، و كلماتها هي :
قوله تعالى :قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [البقرة ٣٢]
بينما ادم عليه السلام لم يظهر من القرآن الكريم أنه علم ماذا يقول من الكلمات لكي يتوب الله عليه بل تلقى من ربه كلمات ...
قوله تعالى :
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:37].

كيف يكون ذلك و الله علم آدم الأسماء كلها و اسم التواب الرحيم يعد من الأسماء، قال الله تعالى :{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }]البقرة:31]

ملاحظة: من حيث ترتيب السور حسب المصحف ، فإن اسم الله الرحمن الرحيم هو أول اسم مكون من اسمين بعدها اسم العليم الحكيم بعدها اسم التواب الرحيم إلى ما يلي ....
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الاستاذة الكريمة بهجة الرفاعي لطفاً السؤال غير مفهوم
ارجو التوضيح وجزاكم الله تعالى خيرا .
 
(Untitled)

شكر الأخ البهيجي

عندما نتأمل في سورةالبقرة ، نجد أن اسم العليم الحكيم أول من استعمله من الخلق هم الملائكة، و أن اسم التواب الرحيم أول من استعمله من الخلق هم ابراهيم و اسماعيل و موسى عليهم السلام (من المصحف).

السؤال : لماذا لم يكن ادم عليه السلام هو أول من قال هذا الاسم حين أخطأ مادام الله علمه الأسماء كلها...

ان الملائكة علمت ماذاا تقول باسم العليم الحكيم بينما ادم عليه السلام تلقى من ربه كلمات .... أليس هذا يدعو للتأمل

أظن أن ذلك يرجع لاسم التواب الرحيم ، الذي يختلف ادراكه عن اسم العليم الحكيم
و الله اعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علم آدم عليـه السلام بالأسماء كلها لا يعني أنه لا يصيبه ما يصيب الإنسان من الهموم والأحزان ، فآدم عليـه السلام قد أصابه هم شديد بسبب زلته وشعر باليأس والقنوط وهي مشاعر يختبرها لأول مرة في حياته ، لذالك قام الله تعالى بمواساته وطمأنته بأنه لا يأس من رحمة الله فهو التواب الرحيم .
أما الملائكة حتى وإن لم يعلمو بأسماء مخلوقات الله كلها فهم لا يزالون قد علمهم الله من علمه ما شاء منه .
والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله تعالى... واختلف أهل التأويل في الكلمات التي قتلها آدم عليه الصلاة والسلام فقال ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير والضحاك ومجاهد هي قوله (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)) الأعراف ... وهذا التفسير هو تفسير القرآن بالقرآن وهو أفضل أنواع التفسير ...أما قولكم : (و أن اسم التواب الرحيم أول من استعمله من الخلق هم ابراهيم و اسماعيل و موسى عليهم السلام (من المصحف)) لم ينص في القرآن إن إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام
هم أول من قال ...وإن قول آدم وزوجه فيه إعتراف وطلب مغفرة وبيان حال وهذه الأحوال يريدها
الله تعالى من عباده خاصة من أذنب منهم ...والله تعالى أعلم .
 
وعليكم السلامة ورحمة الله وبركاته

لعلي أدلو برأيي بخصوص تساؤلك أختي قريبا إن تيسر.
لكن أود أن أرحب بك مجددا في ملتقانا الكريم، بعد غيابك.
والمرجو من كل الأعضاء الكرام الذين كانوا يساهمون في نشاط وحيوية الملتقى أن يحذوا حذو الأخت بهجة ويرجعوا لسالف عهدهم.
وإني أسأل الله تعالى أن يجعلنا سببا في إعادة الملتقى لنشاطه، والله المستعان
 
(Untitled)

جزاكما خيرا الطاهري و ناصر عبد الغفور

الاخ البهيجي بارك الله فيك ، اتكلم انطلاقا ما جاء في القرآن الكريم ...
إن ادم تلقى من ربه كلمات و لا يوجد في القرآن الكريم أن اسم التواب الرحيم
جاء على لسان ادم عليه السلام ، بل إن اسم الله التواب الرحيم جاء معرفا من الله سبحانه تعالى ... بعدها هلى لسان ابراهيم و موسى عليهما السلام .
؟؟؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتذر أني لم أذكر أن التفسير الذي ذكرته في مشاركتي السابقة هو لإبن كثير رحمه الله تعالى .
لو نظرنا إلى قوله تعالى(
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"[SUB] سورة الأعراف آية:٢٣[/SUB]
فإننا نجد أبلغ وأعظم من أي قول آخر وفي الرابط التالي وقفات رائعة حول الآية الكريمة :
https://tadars.com/app/api?ac=export&from=977

والله تعالى أعلم .
 
(Untitled)

اخواني الكرام السؤال هو لماذا تلقى ادم من ربه كلمات لكي يتوب الله عليه... ...و لماذا لم يكن اسم التواب الرحيم على لسانه من القرآن الكريم ...

اظن الجواب له علاقة باسم التواب الرحيم الذي له خاصية تختلف عن اسم العليم الحكيم ...
اتمنى من عرف أي شيء عن هذا أن يشارك
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالنسبة لسؤالك لماذا لم يستعمل آدم عليه السلام اسمي التواب الرحيم مع أنه علم الأسماء كلها، فأرجو ألا تكوني قد فهمت من هذه الأسماء التي علمها الله إياه أن المقصود بها أسماء الله الحسنى، بل المقصود أسماء الأشياء، كما قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى:"وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا":"أي: أسماء الأشياء، وما هو مسمى بها، فعلمه الاسم والمسمى، أي: الألفاظ والمعاني، حتى المكبر من الأسماء كالقصعة، والمصغر كالقصيعة." اهـــــــــــ.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:"وقال السدي، عمن حدثه، عن ابن عباس: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا }
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ قال: عرض عليه أسماء ولده إنسانًا إنسانًا، والدواب، فقيل: هذا الحمار، هذا الجمل، هذا الفرس.
وقال الضحاك عن ابن عباس: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا }
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ قال: هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان، ودابة، وسماء، وأرض، وسهل، وبحر، وجمل ، وحمار، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها..."اهــــــــــ.

أما الأسماء الحسنى فلم يحط بها آدم عليه السلام ولا غيره كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك...".
وما استأثر الله به في علم الغيب عنده لا يمكن أن يطلع عليه أحد إلا أن يشاء الله سبحانه، وهذا الحديث من أقوى الأدلة على أسماء الله الحسنى غير محدودة خلافا لمن يعتقد أنها محصورة في تسعة وتسعين اسما.

أما بالنسبة لقولك أن أول من استعمل هذين الاسمين هو ابراهيم وموسى عليهما السلام، فليس هناك أي دليل على هذا القول، فكون الله سبحانه حكى عن هذين الرسولين الكريمين عليهما السلام ذكرهما لهذين الاسمين لا يدل على أنهما أول من توسل بهما.

وكما هو معلوم فالمقام الذي كان فيه آدم عليه السلام كان مقام ندم وسؤال المغفرة، وتحقيق ذلك لا يقتصر على التوسل باسم دال على المغفرة أو التوبة بل كما يقول العلماء، أن ذلك يتحقق بإحدى ثلاث أمور:
1- الدعاء المباشر كقولنا: اللهم اغفر لي.
2- الاعتراف بالذنب: كقول يونس عليه السلام: (سبحانك إني كنت من الظالمين).
3- التوسل باسم من أسماء الله الدالة على المغفرة أو الرحمة ...

وقد جمعت هذه الثلاثة في الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه:"قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا و إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم"-متفق عليه-.

ودعاء آدم وحواء عليهما السلام كان اعترافا بالذنب، كما حكى الله عنهما:"قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، ومن تأمل هذا الدعاء وجد فيه غاية التذلل والخضوع والانكسار والتملق وتحقيق هذه الأمور من أعظم صور العبودية.

وهذا الدعاء العظيم إنما كان من تعليم الله تعالى لآدم، فكان من اللائق به عليه السلام ألا يتجاوز ما علمه الله تعالى إياه، فهو سبحانه أعلم بما كان مناسبا له في ذلك المقام وأحكم.
قال تعالى:"فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، وقد فسر العلماء هذه الكلمات بذلك الدعاء العظيم (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).-وهذا من تفسير القرآن بالقرآن وهو أعلى درجات التفسير-.

فآدم عليه السلام وقف حيث علمه ربه جل جلاله وما تجاوزه قيد أنملة، وشاء الله سبحانه أن يترك الإخبار عن نفسه باسمي التواب الرحيم لنفسه في هذا المقام لا لغيره، فقال سبحانه مثنيا على نفسه:(فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).

فأرجو أن يكون فيما قلت كفاية لتوضيح الإشكال.

والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
 
(Untitled)

أسماء الله الحسنى هي أسماء الله سمي بها بالحق ،فهي تعبر عن صفاته و عن أفعاله و اسم التواب هو اسم لله علاقة بقبول التوبة من الله ... فكيف لآدم عليه السلام أن يقول لربه إنك التواب مع العلم أن خطأه كان أول خطأ، و قبول توبته كان أول قبول توبة في حين الملائكة قالت إنك أنت العليم الحكيم و لقد سبق أن تعلمت الملائكة من الله تعالى، . قوله تعالى : قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ ۝٣٢..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا أخت بهجة، لقد طرحت في بداية المنشور إشكالا، ولعل فيما ذكرت كفاية لإزالة هذا الإشكال الوارد عندك.
فأرجو أن تعودي لقراءة جوابي فقد فصلت فيه المسألة من جوانب عدة، وأراه مقنعا لمن تأمله.
وما ذكرته في آخر تعليق لك تجدين جوابه في ما فتح الله علي به في تعليقي الآنف الذكر.

وألاحظ أن هناك نوع من التناقض في أسئلتك:
فقد قلت سابقا:" لماذا تلقى ادم من ربه كلمات لكي يتوب الله عليه... ...و لماذا لم يكن اسم التواب الرحيم على لسانه من القرآن الكريم ...؟".
فهنا تسألين لماذا لم يستعمل آدم عليه السلام اسمي التواب الرحيم عند دعائه ربه سبحانه.
ثم قلت في آخر تدخل لك:
" فكيف لآدم عليه السلام أن يقول لربه إنك التواب مع العلم أن خطأه كان أول خطأ، و قبول توبته كان أول قبول توبة".
وهنا ترين أنه لم يكن من الائق بآدم عليه السلام أو لم يكن مناسبا له استعمال اسم التواب...
فتأملي في سؤاليك لتقفي على ما قلت لك.

وكما أسلفت أرجو أن تقرئي ما سطرته آنفا فقد وفيت بالمطلوب فيما يظهر لي.
والله أعلم وأحكم.
 
(Untitled)

الاخ ناصر، لقد قرأت ما كتبت و أنت عل حق أن الأسماء في الآية لا يقصد بها الاسماء الحسنى و لكن أعرضت عن النقاش عن ذلك المسألة لأن يبقى السؤال صالح ( الفرق في كيفية معرفة اسم العليم الحكيم و معرفة اسم التواب الرحيم ) رغم الإشكال التي وقعت فيه ، أما النقاش في الموضوع فإنه يلد إشكال آخر و هو كيف أن ادم عليه السلام لا يعرف ربه و الملائكة تعرفه ، لأن بمعرفة أسمائه الحسنى تكون عرفت ربك و بمعرفة ربك تكون عرفت أسماءه الحسنى ... و هنا لا أتكلم عن كل الأسماء الحسنى بل عن البعض منها التي تكون شرط من الشروط التي تجعل الانسان عبدا لله ...
و الله أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخت بهجة، قلت:"أما النقاش في الموضوع فإنه يلد إشكال آخر و هو كيف أن ادم عليه السلام لا يعرف ربه و الملائكة تعرفه ، لأن بمعرفة أسمائه الحسنى تكون عرفت ربك و بمعرفة ربك تكون عرفت أسماءه الحسنى "اهــــــــــــــــــ.
هل تدبرت هذا الكلام جيدا؟
كيف تزعمين أو كيف تستشكلين أن أباءنا آدم عليه السلام لم يعرف ربه بخلاف الملائكة الذين عرفوا ربهم؟؟؟
فعلا أستغرب كثيرا من كلامك هذا.

كيف لم يعرف آدم عليه السلام ربه جل في علاه، وهو الذي خلقه سبحانه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وعلمه ما لم يعلمهم، ومسح على ظهره يوم الميثاق واستخرج ذريته منهم شقي وسعيد، واجتباه وتاب عليه، وأسكنه جنته، وحذره من عدوه، واصطفاه من بين خلقه كما قال تعالى:" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين"-آل عمران ( 23 )-، وجعله خليفته في أرضه، وسخر ما في السموات والأرض له ولبنيه من بعده ، وأسبغ عليه وعليهم من نعمه، واستخرج رسله وأنبياءه وأولياءه والعلماء من صلبه؟

كيف لم يعرف آدم عليه السلام ربه وما خلقه الله تعالى إلا ليحقق هو وذريته عبودية ربه؟
كيف تعرف الملائكة ربهم وآدم لم يعرفه، وهو والمؤمنين من ذريته أفضل من الملائكة عند بعض أهل العلم؟ وإن كان القول الراجح في المسألة قول شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة المنان، وهو أن الملائكة أفضل ابتداءا وصالحي بني آدم أفضل مآلا.
كيف لم يعرف آدم عليه السلام ربه وهو أول نبي لأهل الأرض، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام أحمد عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال : " آدم " . قلت : يا رسول الله ونبي كان ؟ قال : " نعم نبي مكلم "، وفي رواية:"كان آدم نبيا مكلما ، كان بينه و بين نوح عشرة قرون"-السلسلة الصحيحة-.

كيف لم يعرف آدم عليه السلام ربه وهو الذي سيكلف بتلك المهمة العظيمة: استخراج أهل الجنة من أهل النار، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم:" يقول الله تعالى : يا آدم ! فيقول : لبيك و سعديك و الخير في يديك فيقول : أخرج بعث النار قال : و ما بعث النار ؟ قال من كل ألف تسعمائة و تسعة و تسعين فعندها يشيب الصغير"-رواه النسائي وغيره وصححه الألباني-.
ومعرفة الله تعالى طبعا تكون بمعرفة صفاته وأسماءه سبحانه وتعالى. وما أكثر القرآن الكريم من ذكرها إلا لهذه الغاية العظيمة ألا وهي التعرف على الله سبحانه، فالآيات التي تتضمن ذكر أسماءه سبحانه وصفاته أكثر بكثير من الآيات التي تضمنت ذكرة الجنة والمعاد، كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.

قلت:" و هنا لا أتكلم عن كل الأسماء الحسنى بل عن البعض منها التي تكون شرطا من الشروط التي تجعل الانسان عبدا لله"اهـــــــــــــــــــــــ.
ما الضابط في هذا التقسيم؟
هل هناك أسماء يشترط معرفتها لتحقيق العبودية دون غيرها من الأسماء التي لا تشترط في ذلك؟
أختي هذا الكلام لا يصح.
وربما قد أعود لبيانه لاحقا.

والله تعالى أعلم وأحكم.
 
(Untitled)

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
الأخ ناصر، حاول أن تمسك نفسك قليلا رحمك الله ....
فانا لم أقول أن ادم عليه السلام لم يعرف أسماء الله الحسنى بل العكس بل هو ألأولى أن يعرفها بل سؤالي كان بمثابة تسائل فيه غرابة أن ننطلق من ذلك المبدأ.





خلاصة الموضوع و هدفه هو معرفة أن شرط تعلم اسم العليم الحكيم هو يختلف عن شرط تعلم اسم التواب الرحيم ....
انتهى ...
 
رغم أنك قلت:" انتهى"، فلن تمنعني هذه الكلمة من بيان الحق، لأنني مأمور بذلك حسب ما أعلم، وإلا فسأكون كاتما...

بالنسبة لقولك:"الأخ ناصر، حاول أن تمسك نفسك قليلا رحمك الله ....فانا لم أقول أن ادم عليه السلام لم يعرف أسماء الله الحسنى"

فأرجو أن ترجعي إلى كلامك لتتأكدي من أنك فعلا قلت ما قلت.
فلعله سبق قلم منك، والإنسان معرض للخطأ والمعصوم من عصمه الله تعالى، المهم أن يتواضع الإنسان إذا ظهر له خطأه ولا يصر عليه.
أعلم أنه كان تساؤلا منك، لكن كلامك السابق يدندن حول (اسم التواب الرحيم) وأن آدم عليه السلام لم يستعمل هذين الاسمين...ثم قلت ( لأن بمعرفة أسمائه الحسنى تكون عرفت ربك و بمعرفة ربك تكون عرفت أسماءه الحسنى) فتأملي جيدا وضمي بعض كلامك لبعض لتقفي على ما أشرت غليه.

قلت:"خلاصة الموضوع و هدفه هو معرفة أن شرط تعلم اسم العليم الحكيم هو يختلف عن شرط تعلم اسم التواب الرحيم"
هذا الكلام لا يصح... يا أخت بهجة، يقول الإمام ابن سيرين رحمه الله تعالى:" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم"، فالأمر ليس بالهين...فإذا أخذت هذه الكلمة أو هذه الخلاصة من أحد فانظري من هو، قبل أن تعتقديها...وإذا كانت من اجتهادك فقد أخطأت في اجتهادك.

بحثت ما شاء الله أن أبحث في كتب الأسماء والصفات (لأنني أكتب في سلسلة خاصة بأسماء الله الحسنى في إحدة الجرائد الوطنية وهي موجودة على النيت) ولم أقف يوما على هذه الخلاصة الغريبة.

ليس هناك شرط خاص بتعلم اسم دون اسم من أسماء الله الحسنى...وحينما تكلم العلماء في شرح كلمة الإحصاء الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم:" إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة" لم يذكروا ذلك، وإنما فسروا الإحصاء بمعاني واضحة.

والله المستعان.
 
(Untitled)

الاخ الكريم
اقصد شرط لأول من تعلم الإسم كآدم عليه السلام و لا اتكلم عن ذريته
ما معنى التواب ؟
 
أولا أعتذر عن التأخير في الجواب.

بالنسبة لتخصيص أبينا آدم عليه السلام بشرط أو شروط متعلقة بأسماء الله الحسنى أو بعضها، فأقول نفس ما سبق أن قلته وهو أنه ليس تمة دليل على ذلك، الله سبحانه تعرف لنا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، ومن رحمته سبحانه أن أكثر من ذكر ذلك في كتابه الكريم لأنه من أعظم الأبواب للتعرف على خالقنا وبارئنا ومعبودنا جل في علاه وتعالى في سماه، كما قال شيخ الإسلام "والقرآن فيه من ذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله، أكثر مما فيه من ذكر الأكل والشرب والنكاح في الجنة، والآيات المتضمنة لذكر أسماء الله وصفاته أعظم قدرا من آيات المعاد، فأعظم آية في القرآن آية الكرسي المتضمنة لذلك.. وأعظم سورة أم القرآن.."-درأ العقل والنقل-.

أما بالنسبة لاسم التواب، فقد وددت لو أنني وصلت مدارسة هذا الاسم في سلستي لأضع الرابط هنا كاملا، لكن وللأسف لم أصل بعد لمدارسته، لكن هذا تعريف باختصار لهذا الاسم المبارك:

أولا معنى التواب من حيث اللغة:
قال ابن منظور رحمه الله تعالى في اللسان:" ورَجل تَوَّابٌ تائِبٌ إِلى اللّهِ واللّهُ تَوّابٌ يَتُوبُ علَى عَبْدِه وقوله تعالى غافِرِ الذَّنْبِ وقابِلِ التَّوْب يجوز أَن يكون عَنَى به المَصْدَرَ كالقَول وأَن يكون جمع تَوْبةٍ كَلَوْزةٍ ولَوْزٍ وهو مذهب المبرد وقال أَبو منصور أَصلُ تابَ عادَ إِلى اللّهِ ورَجَعَ وأَنابَ وتابَ اللّهُ عليه أَي عادَ عليه بالمَغْفِرة وقوله تعالى وتُوبُوا إِلى اللّه جَمِيعاً أَي عُودُوا إِلى طَاعتِه وأَنيبُوا إِليه واللّهُ التوَّابُ يَتُوبُ على عَبْدِه بفَضْله إِذا تابَ إِليهِ من ذَنْبه واسْتَتَبْتُ فُلاناً عَرَضْتُ عليهِ التَّوْبَةَ مما اقْتَرَف أَي الرُّجُوعَ والنَّدَمَ على ما فَرَطَ منه واسْتَتابه سأَلَه أَن يَتُوبَ..."-لسان العرب-.
جاء في المعجم الوسيط:"
( تاب )
توبا وتوبة ومتابا وتابة رجع عن المعصية فهو تائب وتواب والله على عبده وفقه للتوبة فالله تواب والعبد تائب وفي التنزيل العزيز(إنه كان توابا).
( استتابه ) طلب منه أن يتوب.
( التوبة ) الاعتراف والندم والإقلاع والعزم على ألا يعاود الإنسان ما اقترفه ومنه قولهم ( التوبة تذهب الحوبة ).

أما معنى التواب في حق الله تعالى:
- يقول حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في المقصد الأسنى:" هو الذي يرجع إلى تيسير أسباب التوبة لعباده مرة بعد أخرى بما يظهر لهم من آياته ويسوق إليهم من تنبيهاته ويطلعهم عليه من تخويفاته وتحذيراته حتى إذا اطلعوا بتعريفه على غوائل الذنوب استشعروا الخوف بتخويفه فرجعوا إلى التوبة فرجع إليهم فضل الله تعالى بالقبول."- المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى-.
- يقول الإمام الزجاج رحمه الله تعالى:"التواب يقال تاب إلى الشيء يتوب توبا إذا رجع. قال الله تعالى غافر الذنب وقابل التوب أي يقبل رجوع عبده إليه ومن هذا قيل التوبة كأنه رجوع إلى الطاعة وترك للمعصية.".
- جاء في كتاب (شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة):
قال الله تعالى : { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم }(التواب) الذي لم يزل يتوب على التائبين ، ويغفر ذنوب المنيبين. فكل من تاب إلى الله توبة نصوحاً ، تاب الله عليه .
فهو التائب على التائبين : أولا بتوفيقهم للتوبة والإقبال بقلوبهم إليه. وهو التائب عليهم بعد توبتهم، قبولاً لها،وعفواً عن خطاياهم.
وعلى هذا تكون توبته على عبده نوعان :
أحدهما: يوقع في قلب عبده التوبة إليه والإنابة إليه، فيقوم بالتوبة وشروطها من الإقلاع عن المعاصي ، والندم على فعلها ، والعزم على أن لا يعود إليها. واستبدالها بعمل صالح .
والثاني: توبته على عبده بقبولها وإجابتها ومحو الذنوب بها، فإن التوبة النصوح تجبُّ ما قبلها.".اهــــ.

وكباقي الأسماء فعلى العبد أن يدعو الله سبحانه باسمه التواب عملا بقوله تعالى:"وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا "، وهذا الدعاء على ثلاثة أنواع:
- دعاء مسألة: وهو أن يتوسل لله سبحانه باسم التواب ليتوب عليه، ومن ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (كان يعدّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ ).

- دعاء العبادة: وهو أن يسارع العبد للتوبة من ذنوبه والرجوع إلى ربه سبحانه، وكلما أذنب تاب، فالله سبحانه يحب التوابين، والتواب صيغة مبالغة وهو كثير التوبة إلى الله جل جلاله.
ومن دعاء العبادة كذلك أن يعامل الناس بمثل ما يحب أن يعامله به ربه تعالى، فكما يحب أن يتوب الله عليه ويعفو ويصفح، فليتب هو كذلك وليصفح عن من أساء إليه.
فالله تعالى يحب صفاته ويحب من يتصف بها-مع الفرق العظيم بين صفات الخالق وصفات المخلوق-.

- دعاء الثناء وهو أن يحمد العبد ربه ويثني عليه بهذا الاسم المبارك (اسم التواب).

 
العفو أختي بهجة.
بالنسبة لسؤالك الأخير فمن خلال القرآن الكريم لا ريب أن أبانا آدم عليه السلام هو أول عبد (أقصد من الإنس) أخطأ فتاب إلى ربه سبحانه فقبل الله توبته، كما قال جل في علاه وتعالى في سماه:"وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) "-طه-.
 
كيف لادم عليه السلام أن يستوعب اسم التواب ع. ل ي ه ا ل س ل ا م إن لم يكن هناك خطأ حصل منه و كيف يستوعب اسم التواب إن لم يتوب الله عليه ...

أما إسم العليم الحكيم قالتها الملائكة و الملائكة قد علمها الله من قبل ... أما اسم التواب فيجب أن يكون هناك خطأ و يجب أن يكون توبة لكي يستوعب الاسم ...
و الله أعلم
 
لقد حصل الخطأ ووقع الذنب واعترف آدم عليه السلام بخطيئته وأناب، وتجاوز الله تعالى عنه وتاب، فناسب اسم التواب أكبر مناسبة...فكيف لا يكون لهذا الاسم استيعاب كما تساءلت:"كيف لآدم عليه السلام أن يستوعب اسم التواب إن لم يكن هناك خطأ حصل منه و كيف يستوعب اسم التواب إن لم يتوب الله عليه"؟
 
عودة
أعلى