العلم و الإيمان في القرآن الكريم

إنضم
18/12/2011
المشاركات
1,302
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
أنتويرب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عندما أستمع إلى آية فيها {لقوم} أحس أن {يعقلون} أو{يعلمون} ستليها لكن تليها {يؤمنون} أو العكس أي أحس أن {يؤمنون} تليها فإذا هي {يعقلون} أو {يعلمون}.

مثال:

{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
{كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}

على ماذا يدل هذا التداخل أو التبادل أو الانثنائية بين العلم و الإيمان؟

قرأت في أماكن أخرى فيها نفس الانثنائية بين العلم و الايمان من جهة و النقل و العقل أو الوحي و العالم أو الدين و العلم من جهة أخرى. كيف نفهم هذا التوظيف للكلمتين في ضوء أصح التفاسير؟

جزاكم الله خيرا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله

و الآية الكريمة:
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ۖ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}

هنا تمييز واضح بين الكتاب و العلم. إذن، أظن أن الجدال القائم بين العقل و النقل و الدراسات المتعلقة بذلك ليس تلفيق و إصطناع، و إنما العلاقة و المفارقة هذه تؤكدها هذه الآية، أما التلفيق و المبالغة ففي طبيعة هذا الجدال الذي يمكن أن يكون باطلاً.
 
يعقلون

يعقلون

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

يؤمنون , يعقلون , يعلمون
أعتقد أن سياق الآيات هو الذي يحدد المعنى
فقد ورد في سورة يوسف (الر تلك آيات الكتاب المبين . إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) تعقلون معانيه وتفهمونها فأنتم عرب وهو يخاطبكم بلغتكم
وقد وردت آيات أخرى كما في سورة النور ( ليس على الأعمى حرج .... ثم فصل ( وليس على أنفسكم حرج في أن تأكلوا من بيوت أولادكم .....) الى آخر الآية وبعد التفصيل يقول (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون) أي بمثل هذا التبيين يبين الله لكم معالم دينه وآياته لتعقلوها وتعملوا بها فهو دائما يلفت نظر السامع الى آيات الله وكل صاحب عقل يجد في كل شئ آية ففي سورة غافر يلفت النظر الى خلق الانسان ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ....... ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون )
أما في آية الأعراف فالسياق يتحدث أولا عن أصحاب النار أي الكفار الذين لم يؤمنوا بهذا القرآن وأهل الجنة الذين آمنوا به فنفعهم ( ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين . الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون . ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون) فالذي يؤمن هو له هدى ورحمة وأما الذي لا يؤمن فيحرم من الهدى والرحمة .
والله أعلم
 
وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ..

وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ..

بسم الله الرحمان الرحيم والسلام على أنبياءه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله.

أوحى الله سبحانه إلى خاتم أنبياءه صلى الله عليه وسلم:
{وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير}
{قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين}

السؤال: لماذا هنا أو بدل و؟
إن تقديم النقل (يساوي أيضا السمع يساوي "التراث" tradition وهو أعم لأنه يشمل كل منقول معرفي و قيمي و عملي) على العقل و تقديم الدين على العلم قد يدل على شيء ما، فما هو الممكن هنا؟

قد أقول إن هذا التقديم قد يحل إشكالية كلامية معروفة لأن الترتيب نفسه هنا يؤكد هذا التقديم، وسؤال لكن النقل عُرف بالعقل؟
هل يمكن إذن "تأويل" هذا التقديم الترتيبي ونقول أن العلم مقدم على الوحي؟
في نظري هذا السؤال لا يستلزم هذا التأويل لأن العقل مراتب وعندما تميل بنتائجه من التعقيد جهة التبسيط رأيت الناس المختلفة، والتي تدعي كلها العقل في دعوة من الدعاوي، تتحد و تتآلف. هذا تاريخي وواقعي في كل فن من فنون العلم. إذا قمنا بإختزال هذا العقل فالكلام المسموع والمنقول معقول بذاته وهنا أرى إتحاد العقل بالنقل لأن الدعوة أي دعوة تعتبر إجراء لإحداث الميل والميل يحتمل قيمتين مختلفتين ولذلك الإدعاء المستقل عن أي حكم من الأحكام يحتمل في ذاته الحق و الباطل. هذه أبسط درجة إختزال وبعدها حين تظهر الإجراءات الأخرى تظهر إختلافات و يصبح العقل عقول و مراتب: عقل يريد أن يتعامل مع الدعوة و عقل لا يريد ذلك ويريد فقط أن يعقل أشياء أخرى، عقل يستدل على قيمة من القيمتين بنقل مقبول وآخر بنقل ضعيف و آخر بنقل أضعف، وهكذا الخ.
 
التفكير التجريبي

التفكير التجريبي

قرأت للتو باب التفكير التجريبي عند المسلمين للدكتور غالب بن علي عواجي من كتابه المذاهب الفكرية فرأيت أنه ما إقتبس من القرآن ما يقوم مقام الحديث الشريف أنتم أعلم بأمور دنياكم وعلق قائلا: (أي فما جربتموه ونجحتم فيه، فلا حرج عليكم في فعله ما دام قد ثبت بالتجارب أنه مفيد وناجح وليس فيه محذور ولا مخالفة شرعية، وهذه بلا شك دعوة واضحة للمسلمين إلى التفكير التجريبي).

إن الآيات المقدسة التي أوردها الدكتور تتمحور حول المشاهدة أساس الإستنتاج العقلي. وهذا يميزها عن الحديث الذي هو ملاحظة أساس الإدراك الحسي، إذن الدعوة الواضحة للمسلمين إلى إستشعار أهمية التفكير التجريبي من خلال القرآن آيات أخرى مثل:
{الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون}
{ثم لترونها عين اليقين}
{ قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}
 
عودة
أعلى