محمود عبدالله إبراهيم نجا
Member
العلم حول الضوء لمادة، فلما نستنكر خلق الملائكة من نور، والجن من نار؟
تنص النسبية الخاصة لآينشتاين على أن الطاقة والمادة هما وجهان لعملة واحدة، يمكن لأحدهما أن يتحول للآخر، وحتى وقت قريب كان المشهور أن المادة يمكنها أن تنتج الضوء، ولكن لم يستطع أحد أن يُنتج المادة من الضوء، برغم أن الأمر ممكن نظرياً.
في الآونة الأخيرة جرت العديد من الأبحاث لتحويل فوتونات الضوء إلى إليكترونات (مادة)، وأخرى أثبتت أن الضوء قد يتصرف كسائل، ثم حديثاً نجح فريق علمي في تحقيق إنجاز علمي غير مسبوق بدمج فوتونات الضوء السائل مع مواد أخرى في وجود شعاع ليزري، فتكونت جسيمات هجينة تسمى "البولاريتونات"، التي اندمجت في النهاية لتشكل مادة فائقة الصلابة (تجمع بين المرونة والصلابة)، وهي حالة فريدة من المادة تجمع بين سيولة السوائل وثبات الصُلب في آن واحد، وتتميز بلزوجة صفرية وبنية تشبه البلورات التقليدية، مثل ملح الطعام، ولكن يمكن أن تتدفق بدون إحتكاك مثل المائع الفائق.
وهذا الإنجاز يفتح الآفاقا لفهم الحالات الكمية غير التقليدية للمادة في فيزياء الكم، وله تطبيقات تكنولوجية في صناعة الحواسيب الكمومية، وقد تم نشر البحث في مجلة Nature Physics في مارس ٢٠٢٥، ويمكن قراءة البحث على الرابط التالي:
Emerging supersolidity in photonic-crystal polariton condensates
www.nature.com
وقد انتشر هذا الخبر العلمي بشكل موسع تحت عنوان (صُنع المادة من الضوء = Making matter out of light)، ومع أن هذا الخبر العلمي يبدو شديد الغرابة لغير المُسلم، إلا أنه بالنسبة للمُسلم يُعتبر خبر عادي، فالإسلام قد أخبرنا منذ أكثر من ١٤ قرن من الزمان بأن الله قد خلق كائنات مادية من الضوء ومن النار، فخلق الله الملائكة من نور، والجن من مارج من نار، كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجَانُّ من مَارِجٍ من نار، وخُلق آدم مما وُصِفَ لكم»، وقد جعل الله للملائكة أجنحة يطيرون بها، قال الله (جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ)، وثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح. وقد منحهم الله تعالى عظم الخلق، ففي سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أُذِن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام".
فكانت هذه الأخبار الإسلامية برغم غرابتها الشديدة من الغيب الذي آمنا به وصدقناه دون أن نراه، وبدون أن يكون عندنا إثبات علمي على إمكان تحول الضوء (النور) لمادة، فيكفينا أن أول صفة للمؤمنين في صدر سورة البقرة تقول عن القُرآن (هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب)، ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا.
● ملحوظة
رجاء لا يفهم أحد من كلامي السابق أنني اقيم إعجاز علمي عن خلق الملائكة والجن، فهي كائنات غيبية خارج إطار الدراسات العلمية، وليس بالضرورة أن الله خلقها بطريقة مُشابهة لما فعله العُلماء في المعامل، ولا أن العلم قد يخلق من الضوء ملائكة، فقط نقول أن هناك مُشابهة حال بين الخبر العلمي والخبر الإسلامي، فدل لك على صدق ما قال به الإسلام، وأن كلامه جد لا هزل فيه، وأنه لا يمكن إفتراء القُرآن، وصحيح السُنة النبوية من دون الله، فإذا كان البشر وهو قليل العلم والقدرة تمكن من تحويل الضوء لمادة، فما بالكم بفعل الله الذي له مُطلق العلم والقدرة، وفي ذلك رد بليغ على من يرفض الإيمان بوجود الملائكة والجن لكونهم من الغيب الذي لم ترصده العيون، والله تعالى أعلى وأعلم.
اللهم ما كان من توفيق فمنك وحدك وما كان من ظن أو خطا أو سهو أو نسيان فمني وحدي والله ورسوله منه براء.
د. محمود عبدالله نجا
كلية طب، جامعة المنصورة، مصر
تنص النسبية الخاصة لآينشتاين على أن الطاقة والمادة هما وجهان لعملة واحدة، يمكن لأحدهما أن يتحول للآخر، وحتى وقت قريب كان المشهور أن المادة يمكنها أن تنتج الضوء، ولكن لم يستطع أحد أن يُنتج المادة من الضوء، برغم أن الأمر ممكن نظرياً.
في الآونة الأخيرة جرت العديد من الأبحاث لتحويل فوتونات الضوء إلى إليكترونات (مادة)، وأخرى أثبتت أن الضوء قد يتصرف كسائل، ثم حديثاً نجح فريق علمي في تحقيق إنجاز علمي غير مسبوق بدمج فوتونات الضوء السائل مع مواد أخرى في وجود شعاع ليزري، فتكونت جسيمات هجينة تسمى "البولاريتونات"، التي اندمجت في النهاية لتشكل مادة فائقة الصلابة (تجمع بين المرونة والصلابة)، وهي حالة فريدة من المادة تجمع بين سيولة السوائل وثبات الصُلب في آن واحد، وتتميز بلزوجة صفرية وبنية تشبه البلورات التقليدية، مثل ملح الطعام، ولكن يمكن أن تتدفق بدون إحتكاك مثل المائع الفائق.
وهذا الإنجاز يفتح الآفاقا لفهم الحالات الكمية غير التقليدية للمادة في فيزياء الكم، وله تطبيقات تكنولوجية في صناعة الحواسيب الكمومية، وقد تم نشر البحث في مجلة Nature Physics في مارس ٢٠٢٥، ويمكن قراءة البحث على الرابط التالي:
Emerging supersolidity in photonic-crystal polariton condensates

Emerging supersolidity in photonic-crystal polariton condensates - Nature
Experimental evidence is presented for a new implementation of supersolidity in a driven-dissipative, non-equilibrium context realized in a photonic-crystal waveguide, demonstrating the breaking of translational symmetry with exceptionally low losses.

وقد انتشر هذا الخبر العلمي بشكل موسع تحت عنوان (صُنع المادة من الضوء = Making matter out of light)، ومع أن هذا الخبر العلمي يبدو شديد الغرابة لغير المُسلم، إلا أنه بالنسبة للمُسلم يُعتبر خبر عادي، فالإسلام قد أخبرنا منذ أكثر من ١٤ قرن من الزمان بأن الله قد خلق كائنات مادية من الضوء ومن النار، فخلق الله الملائكة من نور، والجن من مارج من نار، كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجَانُّ من مَارِجٍ من نار، وخُلق آدم مما وُصِفَ لكم»، وقد جعل الله للملائكة أجنحة يطيرون بها، قال الله (جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ)، وثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح. وقد منحهم الله تعالى عظم الخلق، ففي سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أُذِن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام".
فكانت هذه الأخبار الإسلامية برغم غرابتها الشديدة من الغيب الذي آمنا به وصدقناه دون أن نراه، وبدون أن يكون عندنا إثبات علمي على إمكان تحول الضوء (النور) لمادة، فيكفينا أن أول صفة للمؤمنين في صدر سورة البقرة تقول عن القُرآن (هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب)، ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا.
● ملحوظة
رجاء لا يفهم أحد من كلامي السابق أنني اقيم إعجاز علمي عن خلق الملائكة والجن، فهي كائنات غيبية خارج إطار الدراسات العلمية، وليس بالضرورة أن الله خلقها بطريقة مُشابهة لما فعله العُلماء في المعامل، ولا أن العلم قد يخلق من الضوء ملائكة، فقط نقول أن هناك مُشابهة حال بين الخبر العلمي والخبر الإسلامي، فدل لك على صدق ما قال به الإسلام، وأن كلامه جد لا هزل فيه، وأنه لا يمكن إفتراء القُرآن، وصحيح السُنة النبوية من دون الله، فإذا كان البشر وهو قليل العلم والقدرة تمكن من تحويل الضوء لمادة، فما بالكم بفعل الله الذي له مُطلق العلم والقدرة، وفي ذلك رد بليغ على من يرفض الإيمان بوجود الملائكة والجن لكونهم من الغيب الذي لم ترصده العيون، والله تعالى أعلى وأعلم.
اللهم ما كان من توفيق فمنك وحدك وما كان من ظن أو خطا أو سهو أو نسيان فمني وحدي والله ورسوله منه براء.
د. محمود عبدالله نجا
كلية طب، جامعة المنصورة، مصر