العلماني المتستر إبراهيم عيسى تناقضاته وطلبه باتباع نصيحة متهكم على الرسول(صادق جلال العظم) بحث ل طارق منينة لاشك أن الفكر الليبرالي يشكل أزمة في النطاق العربي والإسلامي، ولاشك أن النفسية المنبعثة من ذلك الفكر المتغرب مهما حاول تبيئة نفسه تحت ألفاظ ومشتقات الوطنية والتنويرية ، والإبداع والحرية، الا انه لايقوم بأكثر من محاولات تلبيس وتلفيق كبرى ، تتسم بالتهور والإستعجال، والتناقض والإرتجال، كما أنها تقع ضحية الفكر العلماني والتعثر في براثن أفكاره وعماله، وأحواله وأوحاله، ومن ثم لاتجد بدا، لموقعها منه، من الهجوم الفاشل على التيار العارم للنهضة الإسلامية المتجذرة في عقل الأمة ووجدانها وتاريخها العلمي والعملي البالغ الدلالة والحيوية، بل الأمر المثير هو أن تلك الكتابات تتجرأ على مقدساتنا وتشوه حقيقتها وفاعليتها في التاريخ، وتميل ميلا عظيما لكل من يقوم بمحاولات تشويه طبيعة الإسلام وموقفه من العلم والعالم، العقل والتعقل، الفهم والتفهيم، الاسباب والعلل ، ولايخرج ابراهيم عيسى الذي نقوم بتحليل أفكاره وتعارضاتها وتناقضاتها الداخلية ، عن هذا النمط الشائه المتدني من الأفكار التي تتسم بالتهور والطيش حينا، وبالتعالى والنقد الباطل حينا آخر.. وهو في كل يعلو باطله حقه، ويفوق خطؤه صوابه، وبصورة ممتلئة بالأحقاد الليبرالية وسوء النية وسنستدل على ذلك بالكتابات الموثقة التي صدرت وتصدر عنه، والله المستعان.
الإخوان أولا في برنامج هنا القاهرة" بتاريخ(الاثنين 26 نوفمبر 2012)، وبعد حواره مع الروائي علاء الأسواني ، في نفس البرنامج، قال ابراهيم عيسى إن الإخوان عاشوا على الإستبداد وعلى الدكتاتورية. ومعلوم أن كلمة "عاشوا" تعني ان ماضيهم هو كذلك، فلماذا إذا كان هذا هو علمه بهم ، لماذا قال عنهم نقيضه في كتابه عن مبارك (المسمى"كتابي عن مبارك وعصره،الصادر عام1988م)؟(سيأتي نص كلامه لاحقا) اوليس هذا دليل واضح على تغير العقل عند ابراهيم عيسى وهو أمر لايحتاج لكشف ويمكن رؤيته في مظهر وطريقة الثرثرة والشتم الغريب الذي يؤديه ابراهيم عيسى ، اخيرا، في انفعال يغلب عليه الطيش والغرور . اننا لن ننقل عنه شيء مما كُتب عنه، فهذا ليس دأبنا في أمثاله، وإنما نعرض عليه من أقواله وأعماله، الموثقة من مقالاته المنشورة وكتبه المسطورة، وهو نفسه كان قد أكد في جريدة التحرير(6/1/2013) تحت عنوان "ليس لي حساب على تويتر أو فيسبوك، :" أنه لا يصدر عنه تصريحات أو أحاديث سوى التي تخرج في شكل مقالات بجريدة «التحرير» أو التي يقدمها في برنامجه «هنا القاهرة»ولذلك فلتناول هنا من مقالاته في جريدة التحرير مايعيننا على فهم عقليته المتهورة المتغيرة، مقارنة مع ماكان قد كتبه في كتبه المنشورة الممهورة بخاتم عقله وناشط فكره.
إن أول مايدعو إلى التأمل هو ان ابراهيم عيسى تناقض حديثا في حديثه عن تاريخ الإخوان وطهارة ايديهم مع أقواله التي نشرها عام2008 (في كتابه"مبارك وعصره ومصره") وكان قد كتبها في مدح تاريخ الاخوان(مقارنا ذلك بتاريخ مبارك!) وطهارة شخصياتهم عبر تاريخهم كله، شخصياتهم التي عرفها لمدة تزيد عن ربع قرن ، وسيأتي النص كاملا بعد قليل.ومعلوم ان حكمه هذا -عن تلك الخبرة الطويلة-هو الأصل ،وإلا اتهمنا عقله لأنه في هذه الحالة ستكون دراسته للتاريخ غير مؤتمنة وغير أمينة خصوصا أنه عرضها كخبرة تاريخية طويلة بالإخوان لصالح الناس والجماهير والمصريين. وأما ماطرأ على ذهنية ابراهيم عيسى من تلويث تاريخهم والسخرية منه ولمزه والغمز فيه فتحليل ذلك نتركه للقارئ الأريب، لكن لنذكر القارئ ان ابراهيم عيسى كتب عن نفسه مادحا خبرته التاريخية-ويدخل في ذلك ماكان قد كتبه في مقاله المسمى "مجموعة مهلهلات عن المستقبل"):" أعمل فى الصحافة منذ عام ١٩٨٤..وعملت سكرتيرا للتحرير ومسؤولا عن الصياغة فى أعرق المجلات منذ كان عمرى عشرين عاما..وكتبت آلافًا من المقالات".
فهو –اذن-يعرف الإخوان مذ كان يافعا وحكم عليهم من خلال خبرته الطويلة بالجماعات والأفكار، والتيارات والأشخاص(الذي أراد منا أن نصدقه فيها)أنهم أصلاء شرفاء، وأن تاريخهم يؤكد نزاهتهم وطهارة ايديهم وشخوصهم،،فلايمكن والأمر كذلك أن يكتب لاحقا عن تاريخهم ، تاريخا آخر غير ماكتب ثم يحكم به عليهم ، (وأتكلم عن التاريخ ورجالاته)وذلك كما قلت بعد عمر مديد في السياسة والصحافة، والفكر والإطلاع، إلا إذا كان ذلك من قبيل التناقضات الشنيعة التي نكتشفها دائما في السلالة العلمانية والليبرالية التي لايقوم فكرها إلا على أساس تناقضات تصدر عن الشخص الواحد تجاه الإسلام وتاريحه، والصحابة ونزاهتهم وبراءتهم، والشريعة والحكم بها، ولايفوتني في هذا السياق الا أن أنوه على ماكان قد أظهره الدكتور محمد عمارة(في كتابه"سقوط الغلو العلماني) من تناقضات شنيعة للمستشار محمد سعيد العشماوي(علماني-ماسوني) تجاه الصحابة والشريعة، والقرآن والوحي، والتاريخ الإسلامي كله، كما لايفوتني هنا أن أذكر مااكتشفه او ماقاله العلمانيون والليبراليون بعضهم عن بعض من تناقضات صارخة وتعارضات فاضحة ،وقد عبر فؤاد ذكريا(قطب علماني) عن ذلك بأن المرء ليصاب بالدوار من رقصىة تناقضات-حسن حنفي مثلا- وحتى جورج طرابيشي فقد كتب في هذا الشيء الكثير ، وكلهم علمانيون يعرف بعضهم بعضا وقرأ بعضهم لبعض،وقد أوردت جملا من ذلك في كتابي(أقطاب العلمانية،إصدار دار الدعوة-مصر) لنؤجل الكلام عن ماقاله ابراهيم عيسى في كتابه المنشور قبل الثورة بسنوات(وهو بعنوان" أفكار مهددة بالقتل من الشعراوي إلى سلمان رشدي") وفيه مخازي ليس ضد الشيخ الشعراوي او الدكتور زغلول النجار، او الشيخ محمد الغزالي فقط وإنما في وقوفه بجانب مجرمي العلمانية وكأنهم قدوة لنا في التنظيم والتفكير، والموضوعية والمنهجية، وهم مجموعة من الهجائيين الكذابين الذين شتموا الرسول ونشروا تهكمهم على النبي في كتب يحتج ابراهيم عيسى بها علينا، كاتما عنا تشنيعاتهم على النبي ، مظهرا لنا من كلامهم مايدعي انه علم وتعليم، وموضوعية وتفهيم!(سيأتي الكلام عن ذلك في موضعه من نقدنا هذا) فينقل وياللعجب ،من كتبهم التي أهانوا فيها النبي بشكل لم نره من قبل في التاريخ ولاحتى من المستشرقين والبيزنطيين، ويكتم عنا خبرهم ونزقهم ، وكفرهم وإلحادهم، وسخريتهم من النبي والنبوة ، ومعلوم أن الكتمان ليس برئ!، ذلك أن الرجل قرأ لهم وأخفى عنا منهجهم الحقيقي في مواضع لاتحتمل الإخفاء والكتمان، خصوصا وهو يدعي الدفاع عن النبي لكن لايكون ذلك منه الا عند الحاجة إلى ذلك في نقده للنهضة الإسلامية ورجالاتها وجماعاتها الكبار، أو في معرض نقده الصائب والخاطئ لغيرهم من المعاصرين.لكن دعونا نتكلم الآن عن موقفه من الإخوان وهو الموقف الذي سنجد فيها تناقضات ضارخة وتلوينات سافرة كاشفة ، تفصح عن وجه ابراهيم عيسى وذهنيته الإنفصامية الملوثة –كما يظهر ذلك من استدعاءاته التلفزيونية البهلوانية-بمشاهد الأفلام الملوثة للعقل والمتكاثرة على خياله وداعيه ، المتدافعة على مخه ومخياله، والمغموسة في مشاهدات وتمثيلات التضليل الليبرالي والعلماني والإعلامي المتستر وراء امبراطورية المال الفاسد ومن يحركهم من بعيد او امبراطورية الحرية الإباحية وتأثيرتها على العقول والنفوس الليبرالية. ففي كتابه الصادر مرتين(يناير وابريل) عام 2008م، بعنوان(كتابي عن مبارك وعصره)، يقول ابراهيم عيسى تحت عنوان(انتهى الدرس ياوطني):"أنا أصدق مبدئيا أن كل صوت حصل عليه مرشح الإخوان هو صوت حقيقي لمواطن خرج من داره متغلبا على السلبية...وراح إلى صندوق الانتخابات وأعطى صوته لمرشح الإخوان!. لماذا اختار المواطن مرشح الإخوان؟ ولماذا انتصر المصريون للإخوان المسلمين في هذه الانتخابات؟ انتخب المواطن الإخوان لأنهم لم يرشحوا فاسدا ولاناهبا للبنوك ولاسارقا لقوت الناس ولاضباط أمن دولة متهمين بتعذيب المواطنين. لم يرشحوا محتكرا لسلعة أو صناعة ولاتجار مخدرات ولامزورا ولاشخصا شارك في بيع ثروة مصر ولاناهبا قطاعها العام ولامستبدا عابدا للرئيس ولامنافقا مطبلا مزمرا ولامفصلا لقوانين ولاترزيا للتشريعات ولامطبعا مع اسرائيل ولامتعاملا مع الأمريكان ولاشريكا في الكويز ولا أفاقا ولانصابا ولامدلسا!.اختار المواطن جماعة الإخوان المسلمين دون تردد ودون شك عندما يكون منافسها حزبا فاسدا مستبدا أو حزب المسجلين خطرا، خطر على مستقبل مصر وماضيها وحاضرها....اختار المواطن جماعة الإخوان التي تمسك أعضاؤها رغم السجن والاعتقال والتعذيب والموت في سيارات الحجز ورغم محاكم أمن الدولة العليا والمطاردات أو الرزق، تمسكوا بأفكارهم ومبادئهم(أيا كانت ومهما اختلفنا معها أو عليها) في مزاحمة النصابين السياسيين والمخبرين وعبدة السلطة وماسحي الجوخ ومنافقي السلطان ومصفقي قوانين سرقة البلد وأفراد عصبة سياسية تآمرت على وطني ببيع ثروته واستنزاف موارده والإثراء الشخصي على حساب جوع الناس وبطالة ملايين الشباب!"(كتابي عن مبارك عصره ومصره، لإبراهيم عيسى، الناشر مكتبة مدبولي، طبعة ثانية، عام2008م، ص169،170) ليسمح لي القارئ الكريم قبل أن امضي مع بقية كلامه الذي كتبه قديما(2008م) عن الإخوان، أن أضع هنا من مقالاته اللاحقة الأخيرة ماقاله مما له ارتباط بسياقنا هذا
قال ابراهيم عيسى في مقاله المعنون ب (مرض إخواني):"هذه الجماعة المسنّة التى يتحكم فى قيادتها شخصيات مصابة بالشيخوخة السياسية، وقضت حياتها تحت الأرض وفى زنازين السجون التى تركت بصماتها النفسية والعصبية على وجدانهم وطريقة تفكيرهم( من مقاله فرعون يخطب فى صلاة الجمعة! ) وقال ان هذه :"الجماعة لا تعرف فى حياتها منذ ستين عاما إلا لغة الاستضعاف والاستعطاف(قارن هذا بكلماته السابقة التي يقول فيها " ورغم محاكم أمن الدولة العليا والمطاردات أو الرزق، تمسكوا بأفكارهم ومبادئهم" )، فتبدأ فورا الأسطوانة الوحيدةالتى تجيدها(هل اكتشفت هذه الإسطوانة اخيرا ياابراهيم عيسى)، فتقدم نفسها كأنها بلال بن رباح تحت تعذيب أمية بن خلف، وأن الجميع يقف ضدها ويضطهدها، وأنها ضحية وهو ما يتلقفه طيبو الجماعة وجنودها من المشاة"(ولماذا مدحتهم في كتابك عن مبارك وانت تعرف ذلك ياانفصامي؟) وقال:" مشكلتهم أنهم قدامى جدا، تقليديون للغاية، متجمدون ومتخشبون فى التفكير والخيال، لهذا فإنهم يفكرون ويتصرفون ويروحون ويجيئون ويصرحون ويكذبون ويظهرون ويختفون ويضربون ويستهبلون"(من مقاله: جماعة محبوسة داخل جماعتهم!) ويقول في مقاله بعنوان (لعبة الإخوان والسلفيين التى لا يعرفون غيرها!، نشر: 10/1/2013):"التيار الإسلامى فى منتهى الفشل على كل الأصعدة ولا يملك كفاءة من أى نوع فى إدارة البلاد، ويعيش فى حالة من الكذب الفجّ والفاجر "
وقال في مقال بعنوان(مرسى يصنع الفشل!،بتاريخ1/1/2013 ) :"مرسى لا يملك من أمره فى السياسة شيئًا، فولاء الرجل وطاعته للجماعة يسلبان منه سيادته الرئاسية لصالح مكتب إرشاد من المسنين والعجائز الذين يعانون من آثار السجن والتنظيمات السرية النفسية والفكرية!"
إذا كانوا كذلك فلماذا طالبت ياابراهيم عيسى الشعب كما سيأتي من كلامك بترشيحهم وبمواصفات الفتوة والحيوية والنزاهة والطهارة؟ وقال في مقاله بعنوان(أسرة الرئيس،نشر: 7/1/2013):"الدكتور محمد مرسى رئيس جمهورية مصر العربية صحيح، لكنه عضو فى جماعة سرية.سيدَّعى البعض أن صفة السرية لا تنطبق على جماعة الإخوان التى هى علنية ومعلَنة ومعروفة للدنيا كلها. لكن ما هو معلَن من هذه الجماعة هو ما تحب أن تعلنه لنا، بينما هى جماعة سرية فى تنظيمها وبنائها وأفرادها وتمويلها. هى تنظيم سرى له جانب معلَن، لكن الغاطس فى الأعماق هائل وخطير"(وهل من الأمانة أن تُرشح للشعب-في كتابك القديم جماعة سرية خطيرة هائلة الخطورة بحسب زعمك ولما لم ترى ذلك وانت كما تقول خبير بعالم الأفكار والمنظمات والإعلام والصحف والسياسة ومنذ كنت في عشرينات عمرك؟ أم أن هناك ماأفقدك صواب النظر والنقد فأطلقت لوثات عقلك حتى على من وصفتهم أنت بأنهم اطهار شرفاء في التاريخ؟).وقال في مقال بعنوان(وكلمة مصر هي العليا):" والإخوان منذ سنوات القمع والعمل السرى يعانون من البارانويا سواء جنون العظمة أو جنون الاضطهاد" وقال:" الجماعة التى فقدت رشدها وتفكر بغرائزها العدوانية والانتقامية وبنفوس لا تزال حبيسة فى زنازينها وسجونها "(من مقاله بعنوان: مصر بين الصِّراع.. والصَّرَع ) اذن لماذا رشحتهم لنا في كتابك عن مبارك وانت تعرف هذا كله أهذا من الأمانة الليبرالية أم هو من عمى الألوان أم هو من الهوى والفساد وعمقه في نفسياتكم التي غرقت في مشاهد الأفلام وعلاقات سرية مع فلول المال وبقايا اليسارية والليبرالية ؟ وقال في مقاله(النائب والفريق):"الخطر الكارثى أن نجد أنفسنا أمام جيش باكستانى يطلق لحيته ويخوض حربًا من أجل تطبيق الشريعة ويقسِّم البلد طائفيًّا، وهذا الاختراق تخطط له جماعة الإخوان، ولو حلفوا على مصحف أنهم لا يفعلون") وأسأل ابراهيم عيسى هل كان هذا خافيا عليك ياجاهل ،فإن كان خافيا عليك طوال عملك في الثقافة والصحافة فأنت أهبل لأنك لاتعرف الحقيقة الا بعد فوات الأوان، ومن من الناس يتبع اعمى البصر والبصيرة في هذا؟أقول هذا طبعا على سبيل الزام الحجة للخصم الغبي او المتغابي. ولأأقول ذلك قدحا في الإخوان، لكن قدحا في عقل الرجل وسؤالي عن مدى اتزانه وجدية احاديثه الإستعراضية المدفوعة الأجر الرأسمالي لرجل يساري؟؟ والأخوان بتاريخهم النضالي الذي تكلم هو عن نزر يسير منه بألفاظ محكمة لايحتاجون مني دفاعا وهم أشرف من اليساريين وزبالة العلمانيين وقد سعوا بأموالهم وأرزاقهم وعيالهم ومناصبهم في سبيل الناس ومصالح الأمة، وفي سبيل الدين ودولة الإسلام المشوهة علمانيا وليبراليا وإعلاميا.
وقال ايضا عن الإخوان انه :" من الصعب أن يخرج منها مبدعون ومفكرون ومجددون حتى على مستوى الفقه والكتابة الإسلامية، فلا يوجد عالِم إخوانى نابغ أو شيخ له باع وذراع فى الفكر الدينى،(فأين سيد سابق ياجاهل واين القاضي عبد القادر عودة واين زغلول النجار واين الآلاف من الأساتذة وعمداء الكليات والذي نشروا العلم والإسلام في الشرق والغرب وأقاموا المراكز الإسلامية التي أسلم فيها ملايين الناس في العالم الغربي كله) ولهذا فالكل مغمور فى الإخوان ما عدا بعض أساتذة الجامعة الذين يزاحمون الفضائيات ظهورا، ولا شفنا أمارة على أى تفوق أو نباهة، بل كلهم متوسطو الموهبة والكفاءة فى كل شىء، من الكتابة إلى الخطابة إلى مواجهة الجمهور. والمتأمل فى مستوى أعضاء الإخوان فى برلمان ٢٠٠٥ وبرلمان ما بعد الثورة المنحلّ يرى من آيات ربه عجبا(فلماذا ياابراهيم عيسى طلبت في كتابك عن مبارك بالتصويت لهم مقابل رجال مبارك؟) فهناك من خمسة إلى ثمانية بالكاد ذوو شأن، والباقون يعانون من الصمم والبكم السياسى، ولا شىء بارز لدى الإخوان إلا القدرات التنظيمية لأنهم تَربَّوا على شكل التنظيم العسكرى الذى يشبه طريقة عمل الشبيبة النازى مع قدرة ممتازة على توزيع الزيت والسكر وأنابيب بوتاجاز(...) ومنشورات دعاية وتطبيق إحصائيات التصويت على برنامج «إكسل»، والمشكلة الفادحة التى تعانى منها الجماعة هى أهم ميزة تملكها، وهى أن مصلحة الجماعة قبل أى مصلحة،(لو كان الأمر كذلك فلما قلت عنهم غير ذلك كما عرضناه من كلامك آنف الذكر!!) ... وأغلب الظن فعلا أن الجماعة غير الكفأة ولا النابهة ولا المبدعة لن تقدر على حل مشكلات البلد" (ولماذا مدحتهم بما تقدم في كتابك ورشحتهم للأمة ومدحت كفاءتهم ثم هل كان كلامك عنهم في كتابك كان مدح لقدراتهم التنظيمية أم لأخلاقهم وخبرتهم ، و "تمسكوا بأفكارهم ومبادئهم"؟ ونقول انه سيأتي من كلامك المسطور-غير ماتقدم- في كتابك عن مبارك مايناقض ذلك التجني والأحكام الهائجة.
وبمناسبة حرب الشائعات والتلاعب بعقول الجماهير رجع ابراهيم عيسى(كغيره من العلمانيين والليبراليين كبارا وصغارا) مرة أخرى يتكلم عن الزيت والسكر في اعتراضه على زيارة رئيس الوزراء لغزة فقال:" جماعة الإخوان...تروج الزيت والسكر إيهاما وغسلا لأمخاخهم "(من مقال بعنوان: السير على الحبال بين القاهرة وغزة) ويقول:" ويغيب عن هذه الشخصيات -وبعضهم من أصدقاء عمرى- أن الإخوان تاريخًا وحاضرًا، لا يعيرون القوى المختلفة معهم همًّا ولا اهتمامًا إلا عندما تكون الجماعة فى حالة ضعف وحصار، بينما تترفع وتهمل وتتجاهل نفس القوى لو كانت متمكنة ومسيطرة. والعودة الأمينة لمسالك الإخوان منذ تنحى مبارك وحتى الآن، بل والذهاب فى فلاش باك أبعد لماضى الإخوان منذ النشأة والتكوين حتى التمكين، يثبت أن هذا المنهج يجرى فى عروق الإخوان مجرى الدم"(من مقاله بعنوان: الناس حين تكذب والمقاعد حين تجذب) لماذا ظهر الفلاش باك الآن ياعيسى اليساري؟ ويُعرض بهم كما عرض بالشعب المصري كله مرات ومرات،فيقول:" فالذكاء الريفى الذى تتمتع به جماعة الإخوان"(من مقاله بعنوان(هل يخوض الرئيس حرب المرشد؟))ويقول في تشنج غريب:" دولة مرسى التى لم تختلف عن دولة مبارك إطلاقًا"!!( من مقاله بعنوان: الحساب الذى انكشف فعلا) هل يمكن ان يقبل هذا التجني عاقل ؟ وقال:" وأن التآمر الإخوانى لن يقدم خطوة فى سبيل مصر، بل إن الغل الذى يحكم ويدير كل خططهم المفقوسة المفضوحة لن يبقيهم على مقاعد إدارة البلد، فمصر لن تحتمل تنظيما سريا يديرها بعقلية العصابة الهاربة من البوليس، ولن تحتمل فى حكمها هواة غير موهوبين ولا يتمتعون بذرة من كفاءة فى أى شىء، حتى التآمر بات عندهم رخيصا ومكشوفا."(من مقاله بعنوان: مصر بين الصِّراع.. والصَّرَع ) ولماذا لم تفقس خططهم في كتابك روحت تدعو الناس الى ترشيحهم ايها المغفل؟ وعلى كل، فكلامه التالي ينطبق عليه فعلا فهو يعيش :" منتهى الاستفزاز فى التخبط والتناقض ومنتهى الركاكة المثيرة للشفقة والسخرية فى الأفكار والصياغة"(من مقاله بعنوان: امتحان تناغو )
من قدحه في السلفيين
مما يدل على ان قصده القدح في كل ماهو إسلامي يدافع عن الشريعة ويرفض الفكر العلماني والليبرالي.
قال في مقاله بعنوان (لعبة الإخوان والسلفيين التى لا يعرفون غيرها!، نشر: 10/1/2013):"التيار الإسلامى فى منتهى الفشل على كل الأصعدة ولا يملك كفاءة من أى نوع فى إدارة البلاد، ويعيش فى حالة من الكذب الفجّ والفاجر"
وقال في مقاله المعنون ب(الإخوان المستحلون!):" يكذبون كما يتنفسون ما دام ذلك يخدم مشروعهم «المتوهَّم» لإقامة الخلافة...أن دعاة التضليل ووعاظ الجهل يسبُّون ويلعنون ويشتمون ويفحشون وتندلق منهم البذاءات كالقيح اعتقادا أنهم لا يخطئون ولا يجرمون بذلك، بل يتقربون إلى الله بالفحش والبذاءة وقلة الأدب ما دامت موجهة إلى من يصوِّر لهم عقلهم المريض والجاهل أنهم أعداء الله. هذا هو الاستحلال الذى يلجأ إليه الإخوان وأتباعهم وتوابعهم من السلفيين بمنتهى الغشاوة والغباوة..")
هنا يمكنني أن أُسجل ملاحظة ذات بال وهي أن ابراهيم عيسى لا يفتأ يكرر في كل مقال له شتائمه البذيئة وكذلك يفعل في كل برامجه التلفزيونية.
ثم وبعد ان يتهم الشعب المصري ،ايضا،بقوله (المصريون يعانون من انحدار مستوى ثقافتهم الدينية بشكل مذهل) يقول في مقاله(الإصلاح الثالث):"ونموذج اختطاف التيار الإخوانى والسلفى لثورة خمسة وعشرين يناير نموذج واضح جدًّا على أن أى جهود محكوم عليها بالفشل لو لم تبدأ بالإصلاح الديني" وهذا كذب على الإخوان والسلفيين فالثورة لم تبدأ الا بالتحام الإخوان والشعب والسلفيين ، وأما قبل ذلك فالشباب لم يفكر في البداية بثورة ولا بعمل ثورة ولابالترتيب لثورة فالأمر كان أكبر من حجمهم وترتيبهم ،وشهاداتهم تثبت هذا كله. ويقول في مقال آخر(أرضٌ أكثر صلابة):"تيار خطف الدولة باسم الإسلام"
وقال في مقاله بعنوان (لعبة الإخوان والسلفيين التى لا يعرفون غيرها!، نشر: 10/1/2013):"التيار الإسلامى فى منتهى الفشل على كل الأصعدة ولا يملك كفاءة من أى نوع فى إدارة البلاد، ويعيش فى حالة من الكذب الفجّ والفاجر "
والأدهش من ذلك، مما يخالف طبعا مايقوله اليوم عن الإخوان، هو قوله في كتابه عن مبارك :" إذا كان الاختيار بين جمال مبارك وعصام العريان فمن حق الناس أن تختار عصام العريان، وإن كان السجال بين أحمد عز وعبد المنعم أبو الفتوح فطبيعي أن يختار الناس أبو الفتوح، وإذا كانت المنافسة بين كمال الشاذلي ودكتور محمد حبيب بالاختيار الأكيد لمحمد حبيب"(كتابي ..عن مبارك وعصره ص 174) يناقضه قوله بعد الثورة في مقال له بعنوان(قائد المشير الأعلى!):"أننا بصراحة لا نعتبرها لا انتخابات ديمقراطية ولا عادلة، وأنه لا يمكن أن تكون هناك انتخابات عادلة فى وجود حزب دينى ينافس حزبا مدنيا، ومع احترامنا الكامل لإرادة الشعب فهى مسلوبة تماما حين تكون المنافسة بين من يقولون عن أنفسهم بتوع ربنا، وإن الآخرين بتوع البتاع" وسؤالي هنا : ألم يكن ابراهيم عيسى يعرف او يعلم ،وهو يمدح الإخوان ، أنهم يسعون لبناء حزب ديني وأنه سيكون تنافس أمام حزب مدني(بتوع البتاع!). ماهذه الثرثرة البغيضة ياابراهيم عيسى، الا تستحي من كثرة الكلام والتناقض أمام الملأ الكرام؟ وفي لحظة كذب مع انفعال هائج يقول:" ولم تشهد البلاد زورًا تحت إشراف مزعوم للقضاء كما شهدت فى استفتائه المزوَّر على دستور باطل!"(من مقاله بعنوان: قِرَدة وخنازير السيد الرئيس!، نشر: 17/1/2013) اين كل ماقاله عن مبارك وتزويره مقارنة بهذا الإفتراء ؟ كل ذلك راح في غضبة تلفزيونية عنترية ملوثة بالفتوة العنترية للمشاهد الروائية العلمانية التي تلبست مخ ابراهيم عيسى من كثرة مشاهد الأفلام المتداعية على خياله في صحوه ونومه!
وقال في مقاله بعنوان(الإجابة تونس):" التيارات الإسلامية فى الدول العربية أكثر عجزا من أن تقف إلى جانب الشعب وأنها مجرد وهم كبير يستخدمه كل حاكم مستبد كى يفزع حكام وحكومات الغرب وساعة الحقيقة لا سلفيين ولا اخوان ولا جماعات بل هم فرق حلقية مغلقة لا تتصل بغير أعضائها ولا تعرف التواصل والاتصال بالناس بل كل مطالبها التى ترفعها هى مطالب ذات شعارات دينية لا علاقة لها بواقع الاضطهاد السياسى والاقتصادي!" وسؤالنا هنا : اين كانت هذه الحقيقة-نقول ذالك الزاما له وليس موافقة عليه- يوم كتبت تدعوا الناس لترشيحهم واختيارهم من دون المصريين وانت تعلم تاريحهم-بحسب عرضك له بعد عام2011م، وكل ماتقوله عنهم مما يخالف ماسطرته عام2008م في كتابك عن مبارك، هل لنا أن نقول أن الأفلام عملت لعقلك غسيل مخ حتى انك عكست كل مشاهدها، بتلويناتها الماركسية واليسارية والقومية والعلمانية وتناقضاتها على الإخوان والسلفيين بل والشعب-ايضا- بإحتقاره في جمل لك لاتقبل التأويل؟
ثم في مقالك بعنوان(حين ظهرت الجماعة على حقيقتها!)، تقول:"النكوص عن شعارهم الانتهازى «مشاركة لا مغالبة»، للقفز فورا فوق الفرصة السانحة للركوب على الثورة والتمكن من حكم مصر منفردين، هم الإخوان الذين لم يخجلوا لحظة عند اتهام خصومهم بالكفر وتوجيه اللعنات والسباب والسخائم عبر لجانهم الإلكترونية على الإنترنت ضد كل من يخالفهم ويختلف معهم، الإخوان حين خرجوا من القبو أعمتهم الأضواء وخانتهم قدراتهم الإنسانية على الزهد والترفع، بل بدوا فى منتهى النهم والشره والشهوة لتعويض أيام قمع السلطة وقهر السلطان" والسؤال ألم يدعوهم ابراهيم عيسى نفسه ليحكموا منفردين فلما هذا الصياح والهياج والتناقض؟
الم تقل في مقالك (اتفضلوا احكموا بقى! ) :" من وجهة نظرى أننا فى حاجة بالغة إلى أن يشكل الإخوان حكومتهم منفردين بها وهم يملكون أغلبيتها فعلا الضامنة والكاملة (عبر تحالفات محددة) حتى ينفذوا مشروعهم وبرنامجهم كما وعدوا الناس به، فقد انتخبوهم على أساس مشروع إخوانى واضح متكامل ليكون موضع تنفيذ منهم وتطبيق من مسؤوليهم!أما القوى التى حصلت على نصيب الأقلية فيجب أن تلتزم كونها معارضة وطنية أمينة ومخلصة لرسالتها كما تكون رقيبة وحسيبة على الإخوان وأداء حكومتهم.لقد انتظر الإخوان أربعة وثمانين عاما من أجل هذه اللحظة، أن يحكموا مصر، وقد جاءت أخيرا، لكن يبدو أن الإخوان يؤمنون بالمثل الإنجليزى الشهير «كن حذرا فى ما تتمناه فقد تحصل عليه»...! "
واترك التعليق للقارئ الأريب.
ان ماتريد ان تصل اليه أيها اليساري ليس الحق والعدل وانما تشويه صورة تيار النهضة السلفي الإسلامي ونصرة التيارات العلمانية واليسارية والليبرالية.
يقول في حالة نشوة يسارية في مقاله بعنوان(الخلافة السادسة! )، قال:" ما أريد أن أصل إليه هنا أن ما تزعمه الأحزاب الدينية عن دولة خلافة عادلة حين تفوز بالانتخابات لا معنى له إطلاقا ولم يتحقق قط مع من هم أكثر إسلاما وأعلى قدرا وأقرب إلى العصور الأولى منهم"
وسيأتي من هذه الغمز ،الوقح ،الكثير!
يقول براهيم عيسى، ايضا، في كتابه(كتابي عن مبارك وعصره) الصادر عام1988م،:" اختار الناس الإخوان المسلمين لأنهم رجال تضحية وبذل من أجل فكرتهم ومشروعهم الفكري والسياسي(أيا ماكان الاختلاف معه أو حوله) لفي مواجهة بائعي الضرائب وحرباءات نفعية تتلون بالاشتراكية حينا وبالرأسمالية حينا...اختار المواطن الإخوان المسلمين لأنهم لم يمسكوا سلطة ذات يوم فأذلوا الناس ولا صادروا الروح ولااعتقلوا ولاقتلوا ولاعذبوا ولانهبوا ولابددوا ولامرغوا بسمعة بلدهم في الوحل ولا انهزموا في كل موقعة ...اختار المواطن جماعة الإخوان لأنهم أغنياء من الحلال لا ضبطوا منهم احدا يتاجر في ممنوعات ولامهربات ولايحتكر سلعا ولامصانع بل تُقفل لهم عيادات وصيدليات ومحلات وورش ومصانع نتيجة الاعتقال والمطاردة في مواجهة مليونيرات حزب وخزب مليارديرات كسبوا بالحصانة والصفقات المشبوهة والقوانين المفصلة لهم وبالمصاهرة مع رجال السلطة وبالمشاركة مع أولاد النظام، يصرف الإخوان من أموالهم ويصرف منافسوهم من أموال الناس الغلابة"(كتابي..عن مبارك وعصره لابراهيم عيسى ص 169-171) ومع ذلك يقول ابراهيم عيسى نفسه بعد أن استلم الإخوان الحكم، وكأنه نسى أحكامه عنهم من ان عندهم مشروع فكري وسياسي وانهم-بدعوة الناس لتأييدهم سياسيا!- مؤهلون للحكم وتاريخ اياديهم وتُجارُهم بيضاء ناصعة:" وبالقطع الإخوان المسلمون جماعة من الوعاظ والتجار وثقافتهم لا تتجاوز كتيبات الجماعة ، و«الإخوان» قائمة على السمع والطاعة وتربى أعضاءها منذ مراهقتهم على التلقين وتسميع المحفوظات، وأهم نصائحهم «لا تسأل ولا تجادل يا أخى»، و«القيادة تعرف وتفهم أكثر»، ويصعد للمراتب العليا بينهم الأكثر طاعة والعضو الذى ينفّذ ولا يسأل، "(من مقاله المعنون: اللعب على ملعب الإخوان ) وقال في مقاله بعنوان(أسرة الرئيس، نشر: 7/1/2013):"الإخوان.. لا يتورعون عن الكذب متى احتاجوا إليه" أذن هو حكم دائم عليهم !!، فلم أغفله في كتابه المذكور وقال غيره ،فهل هذا من الأمانة لو كانوا كما زعم ؟ وقال ايضا:" يحدثونك عن النهضة، وهى تشبه نهضة مبارك لكن طلع لها دقن، أو عن تطبيق الشريعة، كأن الشريعة ليست مطبَّقة، وكأن هؤلاء إذا جلسوا على مقاعد السلطة حققوا المجد للدين (وقد جلسوا فماذا فعلوا؟)، وإذا حكموا حولوا البلد إلى المدينة المنورة (استباح يزيد بن معاوية المدينة ثلاثة أيام اغتصبوا فيها ألف امرأة وقتلوا آلافا من أبناء المهاجرين والأنصار وأغرقوا المسجد النبوى ببحر من الدماء منعت الصلاة فيه)،(تشبيه خائب ياابراهيم عيسى) كل هذا وهم يخفون عن الناس ما يكمل لهم الصورة ويبرز كل الحقيقة مستغلين جهل المشترين وسذاجة الزبائن الذين لا يعلمون أن الإسلام عانى منذ العصر الأول من تجار الدين حين هاجموا الخليفة عثمان رضى الله عنه"( من مقاله بعنوان: تجار الدين ملوك السوق ) ولماذا اخبرت الناس أيام مبارك بأنهم أخير للناس وأن تجارتهم حلال وقيادتهم تستحق ان تحكم؟ فهل انت جاهل إلى هذا الحد والعمر بالجماعات والأدبيات؟ وتكتشف هذا أخيرا ؟، ولما غفلت أيها المغفل عن هذه الجينات المتخيلة في عقلك الليبرالي واليساري المغموس في عفن ايحاءات مشاهد أفلام ومسلسلات، وفلسفات وكتابات، مغيرة للعقل والفكر، للذهنية والخيال!، فكتبت مادحا لهم من قبل بأوصاف غير تلك الأوصاف مدفوعة الأجر؟. ولماذا لم تكتشف هذا من قبل، هل هو عمى الألون أم إغراء ماوراء الستار و فروض الطاعة الخلفية! ويلاحظ انه يستدعي التاريخ ويلونه بلون بغيض حتى ينطبق الماضي مع الحاضر في ذهن القارئ وهو من التلاعب بالتاريخ ومحاولة إسقاط الماضي المجيد او تشويه حقائقه. والمثير للدهشة هنا أن ابراهيم عيسى يكتب ضد يزيد وماقال من قتله للمهاجرين والأنصار مع أن ابراهيم عيسى نفسه اتهم المهاجرين في نياتهم وسلوكياتهم وضمائرهم وصدقهم مع الله ومع الناس.. ورغم انه مدح الأنصار في مواضع من كتاباته الا انه اتهمهم ومعهم المهاجرين بعدة اتهامات سيأتي الكلام عليها في موضعه من هذا النقد. ويتكلم عن الشريعة ويوحي انها مطبقة مع انه نقد مبارك والسادات وعبد الناصر لما قاموا به من ظلم واستبداد فهل هذا هو تطبيق للشريعة ياابراهيم عيسى أم انك تنقد لمجرد النقد وتلبس على الناس دينهم وشريعتهم؟ وكذلك قال في مقاله بعنوان(لا لحكومة رجال أعمال الإخوان!):" أن جماعة الإخوان سترتكب خطأ قاتلا لو كلفت خيرت الشاطر أو أى إخوانى آخر من دوائر مليونيرات الجماعة برئاسة الحكومة أو العضوية فيها، فمصر مش ناقصة حكومة رجال أعمال بعد تجربة أمانة السياسات فى الحزب الوطنى(...)، فضلا عن أنها مسألة ثبت فشلها فى كل أنحاء الدنيا، أن يصبح مليونير وصاحب شركات ومصانع وبنوك سياسيا تنفيذيا يدير حكومة ويصنع سياسات، لا شىء يضمن لنا أن لا تتقاطع مصالح خيرت الشاطر الاقتصادية مع وضعه الحكومى والسياسى (الأمر ينطبق عليه وهو نائب مرشد بالمناسبة فلا شىء شفافا فى علاقة بزنس الشاطر بالقوانين والقرارات التى يتخذها حزب الأغلبية التابع للجماعة والمرؤوس من الشاطر نفسه)، إن «الإخوان» تدخل بنا إلى حقل ألغام بلا خرائط حين تقرر أن تحوّل حكومتها إلى حكومة رجال أعمال سواء بالشاطر أو بغيره، خصوصا أن اقتصاد جماعة الإخوان وشركاتها نفسها صاحبة مصلحة تدفعنا إلى السؤال عن طريقة فك الاشتباك بين مليارات للجماعة فى السوق المالية فى مصر وكونها جماعة تضع السياسات المالية وتؤلف القوانين الاقتصادية (ما نعرفه طبقا لقرار رفع الحظر الأخير عن أموال خيرت الشاطر وحسن مالك فى البورصة فقط أن الشاطر ومالك -وأظنهما يعلمان حبى الحقيقى وتقديرى العميق لنضالهما- يمتلكان عدة شركات فى مجال البرمجيات والمقاولات والاستثمار العقارى والسياحى معا، يمتلك الشاطر شركة «المدائن» للإنشاءات منفردا، أما حسن مالك فلديه «فرجينيا للسياحة» وشركتا «إم سى آر» للمقاولات و«رواج» للتجارة والتوريدات، فضلا عن أننى لا أعرف مدى دقة ما يردده بعض الإخوان عن أن المهندس الشاطر مساهم أو شريك فى 72 شركة). إذن هناك معضلة علاقة رجال أعمال الإخوان بالحكومة القادمة، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه أو تجاهله خصوصا مع حالة النفاق السائدة (للأسف، يبدو أن النفاق فى جينات القاعدة العريضة للصحفيين والسياسيين فى مصر!) فى التعامل مع الجماعة الحاصلة على أكثرية البرلمان، ومهما قيل لنا عن أخلاقيات رجال الإخوان، ونحن سنصدقه كله بلا تردد رغم هذا الشغف المفرط بمدح الذات الذى نراه فى تصريحات الجماعة عن نفسها وعن أعضائها، إلا أن السياسة أمر لا علاقة له بفضائل الشخص وتدينه، فأخلاقه وتدينه له أما تصرفاته وقراراته فللبلد وللشعب… ولحسابه فى البنك!" اذن لماذا تكلمت ياعيسى اليساري عن اخلاقهم وصبرهم وتمسكهم بالمبادئ وأنهم تجار أمناء وغير ذلك؟ كما ان ماكتبه هنا مخالف لقوله فليحكموا منفردين!!، وكذلك للدعوة الى ترشيحهم أمام حزب مبارك وهو يعلم عنهم انهم سيتقدمون برجالاتهم إلى الحكم، ومنهم الشاطر وغيره، فمن يستغفلنا إذن؟ وكذلك قال في مقاله(سياسة مبارك الملتحية) التي تبين انه لم يعجبه العجب وانه معترض مخالف على طول الخط :"من حق مصر أن تشهد رجال أعمال يخدمون بلدهم بأرباحهم العادلة الحلال، وبإنتاجهم المتفوق فى السوق المحلية والخارجية، ومن حلم هذا البلد أن يستعيد الرأسماليين العظام، الذين شاركوا فى بناء منجزاته، وأن يكون لديه رجال أعمال يشكلون شهرة عالمية بشركاتهم وأسمائهم ومنتجاتهم، لكن هل يتحقق هذا مع الإخوان؟ تبدو المسألة صعبة" ومن المعلوم ان الإخوان قدموا التسهيلات لرجال الأعمال كافة ومنهم من تعامل مع عصر مبارك، بل لقد حملهم الرئيس مرسي معهم إلأى بلاد العالم ليعقدوا الصفقات التجارية مع البلاد الخارجية ولم يعزلهم او يقضي عليهم. وكذلك قوله في مقاله(الإخوان المزورون) واصفا الإخوان بأنها:" جماعة حلقية محصورة على مصالحها وعلى ذاتها، تقودها دار مسنين سياسية، كانت تمثل وتستمرئ لعب دور الضحية وتسكت عن الإهانة والصفع والركل، حتى تبدو جماعة ماسوخية تهوى تعذيب الذات أكثر مما تبدو جماعة وطنية تعمل لصالح الوطن" ولايخفى على القارئ أن هذا الحكم (جوهراني) اي ثابت لايغير بحسب تعبيرات العلمانيين!!، وإذا كان كذلك فلما قال عنهم نقيضه في كتابه المشهور عن مبارك؟ يقول ايضا :" ثورة يناير ... نرى منذ يومها الأول منافقيها والمنافقين الأوائل والأفاقين الذين ركبوها ودلدلوا رجليهم وبعضهم بال فوقها، فصارت من البداية ثورة عوراء غير قادرة على الفرز بين المؤمن بها والباذل من أجلها روحه والثائر المثابر، وزلنطحية وتجار مواقف ومدعين وشيوخ وشيوخ مَنْصَر، ثم إن صعود التيار الدينى على قمتها وقيادته مسارها حفَّز كل طاقات النفاق عند قطاع واسع من المصريين، فأطلقوا لحاهم استعدادا لامتحان كشف الهيئة"(من مقاله بعنوان: أبعد من الرئيس) ويقول في مقال آخر بعنوان(الرئيس الذى يصمم على أن لا يكون رئيسنا! ) ولاأعرف اذا كان الأمر كذلك فلم مدحهم وفيهم مافيهم؟؟!! نقوله إلزاما له والا فهم أشرف من علمانييه وليبرالييه وإعلاميه وأصحاب المال الذين يتعامل معهم ويتقرب اليهم بمزيد من الإهانات الموجهة إلى النهضة الإسلامية ورجالاتها من الإخوان والسلفيين.
المتخفي الأحمق:
ومن الإعلاميين الذين نشطوا أخيرًا وبقوة في الحرب على التيار الإسلامي كان (إبراهيم عيسى)، الذي عظم في كتاباته منهجية (صادق جلال العظم)؛ ذلك الملحد الذي زعم في كتابه (نقد الفكر الديني) بعد هزيمة 67، أن الإسلام هو سبب الهزيمة، وأن العلم والإسلام يتعارضان، ثم بعد عقود راح (العظم) يكتب سابًّا للنبي في أكثر من ألف صفحة من كتابيه: (ذهنية التحريم) و(ما بعد ذهنية التحريم)، ويأتي إبراهيم عيسى ليدافع عنه في كتابه (أفكار مهددة بالقتل من الشعراوي إلى سلمان رشدي)؛ بل ويقول عن العظم المدافع بكتابه (ذهنية التحريم) عن سلمان رشدي، بأنه محام ومفكر كبير، محام عن قضية سب النبي طبعًا: "أما المحامي - أو الذي أعتبره كذلك - فهو مفكر سوري كبير، اسمه صادق جلال العظم، من مواليد دمشق عام1934... له 12 كتابًا... وأحدث كتبه بعنوان ذهنية التحريم". [أفكار مهددة بالقتل من الشعراوي إلى سلمان رشدي، لإبراهيم عيسى (ص104)] المدهش في الفصل الذي عقده عيسى لسلمان رشدي في كتابه هذا، أنه بينما يمدح العظم فإنه يهين الأمة ويتحرقها كعادته؛ فيسمي اعتراضها على رشدي وتصويره للنبي وزوجاته بأشنع الأوصاف، فيصفه بأنه: "الهجوم القطيعي (...) والحشد والتعبئة تجاه أمر بعينه من سمات مجتمعنا وسبب من أسباب تخلفه". (ص105) تناسى عيسى هذا الكلام وهو يحرض الناس على الانقلاب ضد السيد مرسي ونتيجة الانتخابات!، ويقول: "أول ما فعله الكاتب صادق جلال العظم أنه فتح ملفات المقالات التي كتبها نقادنا وأساتذتنا الكبار عن آيات شيطانية وسلمان رشدي، وهي فضيحة رسمي وبجلاجل". (ص106) (هذا يعني أنه قرأ أعظم الشتائم ضد النبي مباشرة (مما هو موجود في كتاب ذهنية التحريم) وبصورة لم نعهدها حتى عند المستشرقين، وبعدها مدح الرجل ودافع عنه وعن رشدي)المدهش أن إبرهيم عيسى يخفي عن القراء أن العظم قد شتم الرسول في كتابه هذا، وأيضًا في كتابه المكمل وهو (ما بعد ذهنية التحريم) مئات المرات، بل قال العظم في مئات النصوص ما المشكلة أن نتهكم ونهزأ بالنبي محمد ونصوره في أبشع صورة كما فعل سلمان رشدي؟ وقال إن احتقار النبي ضرورة حداثية للانعتاق من أسر الدين والخرافة، وقال كلامًا كثيرًا في هذا يتجاوز الألف صفحة، وليس صفحة واحدة، وإبراهيم عيسى لم يقل شيئًا عن ذلك وإنما مدح الرجل، وذكر أنه كان بطلًا في الرد على من عاب منهجه هذا وعمل لهم فضيحة رسمي وبجلاجل! من جهة أخرى، يقول عن سلمان رشدي: "إنه الاسم الذي يصيب كثيرين "بالأرتيكاريا" (ص23)، ويصف الذين اعترضوا عليه بأنهم فعلوا زارًا جماهيريًّا (ص103): "لقد كان المتطرفون يبحثون عن قضية لاستعراض العضلات وإثبات الذات ونفخ القوى (!) فلجأوا إلى المظاهرات". (ص110)، مع أن ابراهيم هذا استعرض عضلاته في كتابه هذا في إهانة الشعراوي، والغزالي، والعودة، والأمة كلها، فماذا تقول فيمن يثني على أقذر العلمانيين ويشتم أفاضل المسلمين؟! إن رشدي هذا قد صور النبي صلى الله عليه وسلم في روايته برجل مخمور تتلقفه عاهرة من كرنفال، ويبيت عندها، كما صور زوجاته في بيت دعارة يمارسن المهنة، وقد كتب العظم يدافع عن هذا الكلام القذر بالذات! ويعلم عيسى وكل من قرأ دفاع العظم عن رشدي بكتابيه، الذين لم أقرأ في حياتي مثلهما في التهجم على الرسول والقرآن، وبصورة لم يسبق إليها، إنه العظم الذي قد زاد على أوساخ رشدي بأقذر منها، وذلك على امتداد أكثر من ألف صفحة من صفحات كتابيه الذين أثنى إبراهيم عيسى على أحدهما، وفيه من الشتم والهزء والتهكم والسخرية من النبي صلى الله عليه وسلم بل والدفاع عن شاتمه والمتهكم به الشيء الخطير، بدعوى العظم أن المنهجية الحديثة تتطلب إسقاط هيبة أي شخص خصوصًا الأنبياء، وبالذات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الدين لا بد أن يهان حتى يزول! لكن الجماهير لا تقرأ ولا تعرف أنها تجلس أمام أبالسة الشاشات والفضائيات الممولة بالمال الفاسد والعلماني في آن، يقومون بخلخلة معتقداتها وزعزعة الثقة في مسلماتها وعظمائها، ونبيها ودينها. والحاصل بعد ما قلناه هو: إن ثورتنا قائمة وماضية وثابتة ومزلزلة لعودة الحق للشعب كله، وعودة الوعي الحقيقي للأمة؛ فها هو تيار النهضة الإسلامية الهادر العظيم ومعه غالبية الشعب الشريف تقف في وجه الثورة المضادة بوجوهها المعلنة والمتسترة، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا، وإن هذه الأمة لمنصورة إن شاء الله، مهما قدمت من شهداء وتحملت من آلام؛ فإن شهادتها لله تقتضي ذلك البذل والعطاء. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" [يوسف: ٢١].
من مقال
علمانيو الانقلاب.. خزي الماضي والحاضر
طارق منينة
[FONT=ge_m][h=1]سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (6) / ذهنية تلبيس صادق جلال العظم[/h][/FONT] [FONT=ge_m][/FONT] [FONT=ge_m] طارق منينة
[/FONT]لم يكن الدكتور والمفكر الماركسي صادق جلال العظم بأحسن حالا من الجابري ونولدكه وبقية الجوقة العلمانية والاستشراقية الحديثة في موقفه من الوحي القرآني، فكما ألف الجابري كتابه "التراث والحداثة" وبقية مشروعه في نقد العقل الإسلامي وما سطره اخيرا في نقد الوحي والمتمثل في كتابه مدخل الى القرآن، والذي عضده بأجزاء ثلاثة من التحريف العلماني وقد مر فيها على السور القرآنية -مع محاولة التلاعب بتسلسلها لأغراض علمانية كما فعل نولدكه!- محاولا خلق صلة للقرآن بالمعطي "المعرفي!" الاسطوري القديم عاملا على حجب الحقيقة بإعطائها معاني هزيلة وقاصرة وساذجة وسطحية بصورة ملفتة او بحجب المعلومات التاريخية والعلمية عن القارئ، فكذلك فعل الدكتور صادق جلال العظم والذي اتخذ طريق المباشرة في نقد الوحي، وهو الذي دافع عن سلمان رشدي أخيرا وبكتابين "ذهنية التحريم" و"ما بعد ذهنية التحريم" مؤيدا له في العملية التهكمية الهجائية والساخرة من الرسول محمد وجبريل والصحابة وأمهات المؤمنين، وبطريقة رسمهم ونقلهم إلى عوالم شاذة حتي لا يبقي فرق بين ما يسمونه حديثا "المقدس والمدنس" وكذلك فعل سيد القمني مع النبي موسى وأمه! فقبل ربع قرن من الزمان وبعد هزيمة حزيران 1967، كتب العظم كتابه "نقد الفكر الديني" مفتعلا معركة مع الإسلام ومتهما له بأنه سبب التخلف والهزيمة، كما رماه بانه يتعارض مع العلم ويناقضه، ومع ان الدكتور العظم أخفى أسباب الهزيمة الحقيقية وصلتها بالنظام القائم آنذاك، وعلاقته البدائية بالفكرة الماركسية والاشتراكية السوفيتية وتدريب كبار قياداتها على يد جنرالات الماركسية في روسيا! وسيطرة الاتحاد الاشتراكي على الآلة الثقافية والإعلامية يومئذ، كما ان الشخصيات التي وضعت على قيادة الامة والحرب كانت باعترافات كثير من رجال الثورة أنفسهم عديمة الخبرة، ومنهم من كان على قمة وزارة الحربية وكان غارقا في الشهوات والخيانة الزوجية مستهترا ومتهتكا وغافلا، كما أشار هيكل وبعض رجال الثورة أخيرا في كلامهم عن عبد الحكيم عامر الرجل الثاني في الدولة والمؤثر على رجلها الأول بشكل ملحوظ! حاول العظم أن يدخل الغيب القرآني في الاسطورة والخرافة، وذلك لدعم فكرته الرئيسية في "نقد الفكر الديني" من ان الدين مخالف ومناقض للعلم! وقد علق في نقده على قول الله تعالي في سورة المؤمنون: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين (12) بقوله: "من الجلي أن عملية نمو الجنين البشري بالنسبة الى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر من قبل الله لنقلها من طور الى طور آخر أي أن نقلها من نطفة الى علقة يحتاج الى عملية خلق أخرى الخ--- وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يمثل معجزة الهية لا تعليل لها سوي قدرته المطلقة على الخلق وتدخله المباشر في سير أمور الكون. هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ومع ما يبينه علم الأجنة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى؟ الجواب حتما هو بالنفي لأن علم الأجنة لا يدع مجالا للشك في ان الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور الى طور اخر وفقا لقوانين صعبة معينة بحيث تنمو المرحلة المتأخرة من صلب المرحلة السابقة عليها وعلي أساس معطياتها الأولية" (ص40) والسؤال للعظم : من الذي أتقن صنع هذه القوانين الطبيعية حتى انتقلت في صورة من صورها ، من طور الى طور، ومن نطفة الى علقة، ومن مرحلة الى مرحلة ، ومن لطف في التكون والإنتقال الى لطف أخر لايرى بالعين المجردة؟ اليس وراء هذه القوانين الصعبة ووراء العلل والقوانين خالق مبدع ؟ اننا نشاهد اليوم امور يصنعها أو يعلبها (من:التعليب) الإنسان في العالم الحديث تتكون مادتها وصورها بصورة اوتوماتيكية بحيث تنتقل السلعة المصممة من مرحلة الى اخرى ، وكأنها تعمل وحدها! (مثل عمليات الإنتاج السريعة والحديثة في المصانع الضخمة والصغيرة لكافة أنواع السلع ) ، ، فهل هذا ينفي حقيقة وجود مهندس وراء هذه السيرورة التكنولوجية وهذه العملية الإنتاجية؟ او وجود مصمم لهذه الآلية الدقيقة والعجيبة؟ هذا مثال مشاهد ومنظور ويعلمه كل احد اليوم-ولله المثل الأعلى- والله اعلى من ذلك وأعلم وأقدر وأحكم والطف "صنع الله الذي اتقن كل شيء انه خبير بما تفعلون"(سورة النمل،الآية 88) وهو :"العليم الخبير"(سورة التحريم، الآية 3) ، "وهو اللطيف الخبير"(سورة الملك، الآية14) "عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير"(سورة الأنعام، الآية 73) " وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير"( سورة الأنعام، الآية18) "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"(سورة الملك، الآية 14) "ان ربي لطيف لمايشاء انه هو العليم الحكيم"(سورة يوسف، الآية 100) "ألم ترى أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ان الله لطيف خبير"(سورة الحج، الآية 63) " يابني انها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة اوفي السموات او في الأرض يأت بها الله ان الله لطيف خبير"(سورة لقمان،الآية 16) ولو تمعن العظم في لفظة "ثم" ، الواردة في الآيات ، التي تدل على التراخي والترتيب وقد ذكرت بين مرحلة النطفة والعلقة ولم تذكر بين مرحلة العلقة والمضغة، وانما ذكر "واو" العطف بينهما والذي يدل على الاشتراك والتعقيب والتدريج؛ لعلم ان "ثم" المكررة مرتين و"واو العطف" تشير الى نقلة نوعية هائلة بين المراحل، وذلك وفق معطيات علمية تلفت الانتباه الى وجوب دراسة هذه المراحل المتراخية والمتسارعة والمتراكبة وازمنتها الخاصة والبحث عن اسبابها وعللها، وعدم الاكتفاء بالنظر اليها كمعجزة ربانية ولطيفة قيومية فالايمان يدفع الى العلم والعمل وتفحص ظواهر الكون التي أشارت آيات القرآن الى انها مسخرة للإنسان. وتاريخ الحضارة الإسلامية العلمي شاهد على ان اهل الاسلام فهموا اشارات القرآن وانتجوا واكتشفوا وصنعوا مناهج وأدوات علمية ومادية وقدموا للعالم منهج تجريبي للفكر والنظر والعمل والكشف لولاه لعاش الشرق والغرب في ظلمة جاهليات ، من خرافات وتخرصات. وفي الحقيقة لا أجد في نص الدكتور العظم الا محاولة افتعال معركة مبيتة ومتعمدة مع النص القرآني، والا فإن القارئ للقرآن يجد المعطيات مؤكدة ومقسم عليها ايضا وحاثة على الدراسة والاستقصاء لمعرفة كيفية بدء الخلق كما ان الآيات الاخرى الواردة في نفس السياق تساعد على الفهم وزيادة الوعي العلمي فخلق نطفة الانسان من سلالة من طين –مثلا- يؤكد صلة الانسان بعناصر الارض حتى في مراحل نمو الجنين، كما ان خلقه من نطفتي الرجل والمرأة لا من الذكر وحده انما هي حقيقة سماها القرآن باسمها "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"، والمدهش ان اسم السورة التي ورد فيها اللفط هو "سورة الإنسان!!" والآية هي رقم 2 منها كما أن آية العلق من سورة العلق هي الآية الثانية منها! فلا مكان في الامشاج لدم حيض يتخلق منه الجنين كما تخيل ارسطو والهنود او "قزم"! المخيال الغربي لعلماء القرون قبل عام 1775م. ان الآيات السابقة التي ادخلها صادق جلال العظم في المدونات الاسطورية الارضية انما هي من علوم القيومية الالهية. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (سورة الملك: 14) علينا الآن أن ننتقل الي التحدي الآخر من سورة العلق والوعد فيها!
[FONT=ge_m][h=1]صادق جلال العظم حتى العظم بإختصار غير مخل!،بقلم طارق منينة[/h][/FONT] [FONT=ge_m] طارق منينة كتب العظم بعد هزيمة67 كتابين قام فيهما بنقد مااسماه الفكر الديني، ويقصد الإسلام نفسه، يقول تركي الربيعو ، وهو علماني، ايضا، في كتابه الأرض اليباب عن العظم:" كتب صادق جلال العظم كتابه الذائع الصيت والموسوم ب"نقد الفكر الديني" والذي أراد له أن يكون بيانا إيديولوجيا وعلمانيا وإنقلابيا "(الأرض اليباب، محاكمة الفكر الاسطوري العربي،تركي علي الربيعو، طبعة رياض الريس للكتب والنشر، ط1، لسنة2007 ص57) وفي (نقد الفكر الديني )كتب يقول ان الدين يتعارض مع العلم والمعرفة العلمية قلبا وقالبا(ص15 من كتابه)يقول تركي الربيعو العلماني الذي تبنى نظريات علمانية حديثة عن العظم :" "فهو يؤكد أن الإسلام والعلم على طرفي نقيض، وأن العلم قد حقق انتصاراته في حربه الطويلة ضد العقلية الدينية ...فالروح العلمي بعيدة عن منطق الدين"(الأرض اليباب ص62) ودلل العظم على ذلك بأمور خائبة وبعض كلمات من هنا وهناك لبعض الكتاب المسلمين محاولا أن يدلف بفكرته المسمومة لعقل القارئ بمقولة أن القرآن والإسلام يتعارضان مع العلم، وماذا يعرف الرجل عن العلم وكلامه كله شتائم وبذاءات وغرور علمي بائس؟ الرجل ماركسي حتى النخاج وإلى الآن فماله وللعلم وقد تجاوزت النظريات الغربية الحديثة نظرية ماركس واعتبرتها ثوب بال او رقعة بالية في ثوب الثقافة الغربية فأي علم يتكلم عنه الرجل! لقد تكلم العظم عن آية خلق الجنين (في كتابه"نقد الفكر الديني) ومنها، وبطريقة ملتوية وجاحدة، نفي العلم في القرآن فهل هذا يعقل؟!(وقد سجلت عليه هذا في سلسلة انهيار شرفات الاستشراق، المقال مرفق اسفل مقالنا هذا) ثم جاءت مصيبته الكبرى في تاريخه كله وتاريخ العلمانية العربية إذ كتب هذا المهرطق كما يسميه أحبابه!، كتب كتابين لم ارى في حياتي مثلهما في الغل الماركس والحقد العلماني والضلال البعيد والخسارة العتيقة، ويبدو انه كتبهما كآخر طلقة ماركسية تخرج بإتجاه الإسلام قبل أن يطوي الله الماركسية في تاريخ الأفكار الظالمة الجاحدة، فهناك بقايا باقية للماركسية الخالدة!،والخلود وعد اطلقوه لأنفسهم، وخيب الله آمالهم وضيع وعودهم الظالمة لهم وللناس جميعا يقول تركي الربيعو(علماني):" وفي الحقيقة فالذي يستحق الرثاء والسخرية هو العظم نفسه "فقد بشر في"نقد الفكر الديني" بانهيار الموقف الديني وانتصار الأشتراكية والماركسية كإيديولوجيا حداثوية، لكن الأمور سارت بعكس الإتجاه...وكما يرى على حرب في كتابه"أوهام النخبة"،1996"شاهد آخر على إفتقار المثقف العربي إلي الحدس والرؤيا وانحداره إلي نفق الوهم"(ص 69 من الأرض اليباب لتركي ربيعو) . كتب العظم كتابه ذهنية التحريم، ولما فزعت العلمانية العربية مما ورد من شتم النبي وهزء به في غير ماحاجة لهم في معركة من هذا النوع، فقد كانوا يتسللون،خُفية، لهدم بطيء مخطط له بينما يؤجلون المعركة الكبيرة الى زمن آخر، لما أفزعتهم الطريقة في الإهانة وهجاء النبي بهذه الصورة الفظيعة كتبوا ردودا عليه، ومالبت الرجل أن ظن أنهم بذلك يمدحونه، إذ اهتموا به، فوضع جل مقالاتهم في كتابه الثاني اي المسمى" مابعد ذهنية التحريم" فرد عليهم ايضا في الكتاب وكان رده على أحدهم ، بكلام معناه اليس أنت من علمتنا أن نقدح في التاريخ النبوي ونقوم بنقد جريء! ماذا في الكتابين؟ لقد كان ينتصر في الكتابين المخصصين لهجو النبي محمد لسلمان رشدي وروايته الشائنة آيات شيطانية، ويقول ماالمشكلة ان يشتم نبي ويهجوه الناس ويصور في ابشع الصور وترصد له رواية ساخرة منه ومن حريمه ومن النبوة والوحي ، فقديما كتب التنويريون كتابات تهجو الأسفار المقدسة المسيحية، وكتبت مسرحيات ساخرة، وروايات هجائية، حتى تبلورت منهجية هجاء المقدس والهزء بالأنبياء للخروج من واقع بائس وهو مافعله رشدي، هذه هي خلاصة هجائية العظم الإجرامية، وفيها قال كلاما عن زوجات النبي وجبريل عليه السلام فقد صور زوجات النبي في صور شائنة وتخيل الملاك جبرائيل في حالة سكرية هستيرية شتامة! وهنا اثبت العظم ان دفاعه عن رشدي إنما هو إنتقام من عدم زوال الإسلام على يد الماركسية العلمية كما زعم ووعد وتوعد! وهو ذاته قد قال انه ينبغي الإنتقام من النبوة والنبي ولو في صورة خيالية وهو ماقام به سلمان رشدي بحسب كلام العظم. رد على افكار العظم الماركسية كثير من العلمانيين الماركسيين- الذي طوروا الماركسية او اضافوا اليها مذاهب جديدة - وغيرهم ممن يتبنون نظرات اخرى مستقاة من الثقافة الفلسفية الغربية. العظم حصل على جائزة هولندية كبيرة تقاسمها مع امرأة كاذبة خاطئة ورجع الى بلده محمل بآلاف الإيروهات_الإيرو عملة اوروبية كما لايخفى عليك. الجائزة منحت له بعد اصدار كتابيه واحتفاء دوائر غربية وشرقية بهما وهاهو المقال المشار اليه في المقال عن العظم وهو من سلسلة انهيار غرفات الاستشراق
إضاءات
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
بقلم طارق منينة
تاريخ النشر : 10/09/2009 -
لم يكن الدكتور والمفكر الماركسي صادق جلال العظم بأحسن حالا من الجابري ونولدكه وبقية الجوقة العلمانية والاستشراقية الحديثة في موقفه من الوحي القرآني، فكما ألف الجابري كتابه "التراث والحداثة" وبقية مشروعه في نقد العقل الإسلامي وما سطره اخيرا في نقد الوحي والمتمثل في كتابه مدخل الى القرآن، والذي عضده بأجزاء ثلاثة من التحريف العلماني وقد مر فيها على السور القرآنية -مع محاولةالتلاعب بتسلسلها لأغراض علمانية كما فعل نولدكه!- محاولا خلق صلة للقرآن بالمعطي "المعرفي!" الاسطوري القديم عاملا على حجب الحقيقة بإعطائها معاني هزيلة وقاصرةوساذجة وسطحية بصورة ملفتة او بحجب المعلومات التاريخية والعلمية عن القارئ، فكذلك فعل الدكتور صادق جلال العظم والذي اتخذ طريق المباشرة في نقد الوحي، وهو الذي دافععن سلمان رشدي أخيرا وبكتابين "ذهنية التحريم" و"ما بعد ذهنية التحريم" مؤيدا له في العملية التهكمية الهجائية والساخرة من الرسول محمد وجبريل والصحابة وأمهات المؤمنين، وبطريقة رسمهم ونقلهم إلى عوالم شاذة حتي لا يبقي فرق بين ما يسمونه حديثا "المقدس والمدنس" وكذلك فعل سيد القمني مع النبي موسى وأمه!
فقبل ربع قرن من الزمان وبعد هزيمة حزيران 1967، كتب العظم كتابه "نقد الفكر الديني" مفتعلا معركة مع الإسلام ومتهما له بأنه سبب التخلف والهزيمة،كما رماه بانه يتعارض مع العلم ويناقضه، ومع ان الدكتور العظم أخفى أسباب الهزيمة الحقيقية وصلتها بالنظام القائم آنذاك، وعلاقته البدائية بالفكرة الماركسية والاشتراكية السوفيتية وتدريب كبار قياداتها على يد جنرالات الماركسية في روسيا! وسيطرة الاتحاد الاشتراكي على الآلة الثقافية والإعلامية يومئذ، كما ان الشخصيات التي وضعت على قيادة الامة والحرب كانت باعترافات كثير من رجال الثورة أنفسهم عديمة الخبرة، ومنهم من كان على قمة وزارة الحربية وكان غارقا في الشهوات والخيانة الزوجية مستهترا ومتهتكا وغافلا، كما أشار هيكل وبعض رجال الثورة أخيرا في كلامهم عن عبد الحكيم عامر الرجل الثاني في الدولة والمؤثر على رجلها الأول بشكل ملحوظ!
حاول العظم أن يدخل الغيب القرآني في الاسطورة والخرافة، وذلك لدعم فكرته الرئيسية في "نقد الفكر الديني" من ان الدين مخالف ومناقض للعلم! وقدعلق في نقده على قول الله تعالي في سورة المؤمنون: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين (12)
بقوله: "من الجلي أن عملية نمو الجنين البشري بالنسبة الى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر من قبل الله لنقلها من طور الى طور آخر أي أن نقلها من نطفة الى علقة يحتاج الى عملية خلق أخرى الخ--- وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يمثل معجزة الهية لا تعليل لها سوي قدرته المطلقة على الخلق وتدخله المباشر في سير أمور الكون. هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ومع ما يبينه علم الأجنة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى؟ الجواب حتما هو بالنفي لأن علم الأجنة لا يدع مجالا للشك في ان الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور الى طور اخر وفقا لقوانين صعبة معينة بحيث تنمو المرحلة المتأخرة منصلب المرحلة السابقة عليها وعلي أساس معطياتها الأولية" (ص40)
ولو تمعن العظم في لفظة "ثم" التي تدل على التراخي والترتيب وقد ذكرت بين مرحلة النطفة والعلقة ولم تذكر بين مرحلة العلقة والمضغة، وانما ذكر "واو" العطف بينهما والذي يدل على الاشتراك والتعقيب والتدريج؛ لعلم ان "ثم" المكررة مرتين و"واو العطف" تشير الى نقلة نوعية هائلة بين المراحل، وذلك وفق معطيات علمية تلفت الانتباه الى وجوب دراسة هذه المراحل المتراخية والمتسارعة والمتراكبةوازمنتها الخاصة والبحث عن اسبابها وعللها، وعدم الاكتفاء بالنظر اليها كمعجزة ربانية ولطيفة قيومية فالايمان يدفع الى العلم والعمل
وفي الحقيقة لا أجد في نص الدكتور العظم الا محاولة افتعال معركة مبيتة ومتعمدة مع النص القرآني، والا فإن القارئ للقرآن يجد المعطيات مؤكدة ومقسم عليها ايضا وحاثة على الدراسة والاستقصاء لمعرفة كيفية بدء الخلق كما ان الآيات الاخرى الواردة في نفس السياق تساعد على الفهم وزيادة الوعي العلمي فخلق نطفة الانسان من سلالة من طين –مثلا- يؤكد صلة الانسان بعناصر الارض حتى في مراحل نمو الجنين، كما ان خلقه من نطفتي الرجل والمرأة لا من الذكر وحده انما هي حقيقة سماهاالقرآن باسمها "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"، والمدهش ان اسم السورة التي ورد فيها اللفط هو "سورة الإنسان!!" والآية هي رقم 2 منها كماأن آية العلق من سورة العلق هي الآية الثانية منها! فلا مكان في الامشاج لدم حيضي تخلق منه الجنين كما تخيل ارسطو والهنود او "قزم"! المخيال الغربي لعلماء القرونقبل عام 1775م. ان الآيات السابقة التي ادخلها صادق جلال العظم في المدونات الاسطورية الارضية انما هي من علوم القيومية الالهية. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (سورة الملك: 14)
علينا الآن أن ننتقل الي التحدي الآخر من سورة العلق والوعد فيها!