العلامة الإمام إبراهيم بن سلام المالكي - رحمه الله - علم لم يأخذ حقه

عمر بن علي

New member
إنضم
22/02/2012
المشاركات
182
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
الشيخ العلامة إبراهيم سلام المالكي ، أحد أعلام القرآن الكريم و القراءات في العصر الحديث ، شيخ قراء المسجد الأحمدي ، و ما أدراك ما المسجد الأحمدي هو قبلة طلاب علم القراءات في مصر ، قبل أن يرجح العلامة المتولي كفة الأزهر في القرن المنصرم ، كان الشيخ إبراهيم رحمه الله ، شيخ مقرأة المسجد الأحمدي في القرن الميلادي الماضي إلى منتصفه تقريبا ، لم يصلنا الكثير عن الشيخ إبراهيم إلا أنه خرج لنا أئمة القراء في العصر الحديث و يكفيك أن تعلم أن أربعة من الخمسة الكبار يمر إسنادهم باعلامة إبراهيم سلام المالكي ، فقد قرأ الشيخ محمود خليل الحصري مباشرة على الشيخ إبراهيم القراءات العشر الصغرى ، و هو من كان سببا في سر إتقان الشيخ العلامة محمود خليل الحصري ، فمن المعلوم أن الشيخ الحصري كان قد اشتهر كمقرئ للقرآن قبل أن يقرأ على العلامة الضباع و العلامة عبد الفتاح القاضي ، و لا شك أنهم زادوه علما كما اعترف الشيخ بذلك بصوته ، إلا أن الفضل بعد الله يرجع إلى هذا الشيخ الإمام ، كما أن الشيخ محمود علي البنا رحمه الله ، و هو من كبار القراء ، كان قد كتب في مذكراته أنه لما التحق بالمعهد الأزهري بطنطا و كان يجد صعوبة في النجاح في المعهد لصعوبة مادة الحساب ( الرياضيات ) عليه رحمه الله ، و بعدما رسب في السنة الأولى ، نصحه أساتذته في المعهد كما نصحه شيخ المعهد آنذاك ، لما سمعوا صوته و هو يتغنى بآيات القرآن الكريم ، و أعجبوا به أيما إعجاب ، فنصحوه أن يلتحق بالشيخ إبراهيم سلام المالكي ، و كان الشيخ محمود قد حفظ القرآن الكريم على الشيخ موسى المنطاش شيخ الكتاب في بلده شبرا باص ، و أخبروه أن الشيخ إبراهيم سلام ، قلما يعجبه أحد و لا يسمح لأحد بالقراءة عليه إلا إذا أعجبه صوته و أداؤه و إتقانه للحروف و المخارج ، فإن فشلت في إعجابه يلحقك بأحد تلاميذه أو الشيوخ في المسجد حتى تتقن القراءة ثم تعود إليه ، فما أن سمع هذا الشيخ محمود علي البنا حتى ذهب إلى الشيخ ، فاختبره الشيخ في القرآن ، و كان من عادة الشيخ إبراهيم أن يسأل الطالب سؤالا و يبدأ في الاستماع له ، فإلم يعجبه سكت ، ثم أمره بالرحيل ، و الالتحاق بأحد الشيوخ حتى يتقن القراءة ثم يعود ، و أحيانا يعنف الطالب ، و كان شديدا رحمه الله ، أما إن أعجبته قراءة الطالب أبدى إعجابه بقوله : الله الله ، فما أن ذهب الشيخ محمود و بدأ الشيخ في سؤاله حتى بدأ الشيخ إبراهيم في قوله : الله الله الله ، ربنا يفتح عليك يا ابني ، و ما أن أتم الشيخ قراءته حتى قال له الشيخ إبراهيم تبدأ معي من اليوم ، فبدأ الشيخ رحمه الله و أتم على الشيخ ختمة لحفص ، ثم حفظ على يديه الشاطبية ، و قرأ عليه القراءات السبع ثم العشر ، و أتمها على الشيخ و بدأ رحلته القرآنية بعدها بالتحاقه بالأزهر ، ثم تابع القراءة على الشيخ عثمان سليمان مراد و غيره ، كما أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و الشيخ محمد صديق المنشاوي ، كانا قد قرءا على الشيخ محمد سليم المنشاوي و هو من تلاميذ فضيلة العلامة الشيخ إبراهيم سلام المالكي ، و من مثل هذا يتبين للقراء الكرام قيمة الشيخ إبراهيم سلام المالكي رحمه الله ، و مقدرته العالية على تخريج أئمة قراء ، إلا أن الشيخ إبراهيم لم نجد له ترجمة عن حياته إلا بعض مقتطفات كما ذكرت ، و لا نعلم له تاريخ وفاة أو ميلاد ، على الرغم من أن هناك بعض الأسانيد المتصلة بالشيخ رحمه الله إلى الآن كإسناد الشيخ المقرئ حامد السيد غندور و الشيخ النجار المنوفي ، و غيرهما ، و من الجدير بالذكر إسناد الشيخ إبراهيم سلام المالكي ،و قد روى الشيخ إبراهيم القراءات الصغرى و الكبرى عن الشيخ أحمد مصطفى مراد المرحومي و هو عن الشيخ على حسن أبي شبانه و هو عن الشيخ العلامة على صقر الجوهري ، و الشيخ على حسن من رتبة الشيخ المتولي و الشيخ أحمد مراد من رتبة الشيخ عبد الفتاح هنيدي ، و بذلك يكون الشيخ إبراهيم سلام من رتبة الشيخ الزيات رحمه الله ، و بعد سرد بعض المعلومات التي ما وفت حق هذا العلم الإمام ، يرجى من الأخوة الأفاضل و الشيوخ و العلماء الكرام ، لمن كان عنده أي معلومات عن هذا الجيل الأشم أن يدلي بدلوه ، لعلنا أن نعطيه بعض حقه ، بذكره و الترحم عليه و إبقاء سيرته و إشراقاته لطلبة العلم و العلماء و الشيوخ ، و أسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال و أن يغفر لجميع مشايخنا و لأصحاب الحقوق علينا ، اللهم آمين
 
أشكرك على موضوعك الشيق
وهناك معلومة أريد التأكد وهي أن الشيخ المقرئ محمود بن خليل الحصري رحمه الله قرأ على الشيخ المقرئ العلامة إبراهيم بن سلام المالكي بالقراءات العشر الصغرى والكبرى فهناك بعض التراجم فيها أن الحصري مجاز بالعشر الكبرى فهل هي من شيخه المالكي أم من شيخ آخر ؟
 
أشكرك على اهتمامك بالموضوع ، و جزاك الله خيرا ، أما بالنسبة لسؤالك فالثابت الصحيح عندي أن الشيخ محمود خليل الحصري لم يقرأ على الشيخ إبراهيم سلام المالكي إلا القراءات العشر الصغرى ، و كذلك الشيخ محمود علي البنا ، و هو مسجل بصوت الشيخ محمود خليل الحصري نفسه ، و هو يذكر شيوخه ، ثم قرأ على الشيخ علي الضباع القراءات العشر الصغرى ختمة أخرى ، حدثني بذلك الشيخ عبد الفتاح مدكور و قال أن غير واحد منهم و بخاصة الشيخ الحصري و الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مع الشيخ عبد الفتاح القاضي كانوا يقرءون على العلامة الضباع القراءات حتى أنه قال لي أن الشيخ الضباع كان يقول للشيخ عبد الباسط أنت ذكى ، و سريع البديهة ، و كان يؤثره في القراءة أحيانا ، حيث أن الشيخ عبد الباسط كان يأتي من الصعيد و يتغيب بعض الأيام ، فكان الشيخ الضباع يعوض للشيخ عبد الباسط ما كان يفوته و يقرؤه زملاؤه على الشيخ دونه و بخاصة أن الشيخ عبد الباسط كان قد حفظ الشاطبية و لما يبلغ من العمر 11 عاما ، فكان يأتي و يسمع ما عليه من الشاطبية ، و كان حفظه متينا ، ثم يقرأ ما قرأه زملاؤه على الشيخ ، أما مسألة القراءات العشر الكبرى للشيخ محمود خليل الحصري ، فقد سمعت من الشيخ الحصري نفسه في تسجيله أنه قال قرأتها على العلامة المغفور له - بإذن الله - الشيخ عبد الفتاح القاضي ختمة كاملة ، و أجازني بها ، و كان علامة متقنا له من المؤلفات ما يشهد له بغزارة العلم و الاطلاع ، و هذا إثبات أولا لقراءة الشيخ الحصري على الشيخ القاضي بالكبرى ، ثم إثبات لقراءة الشيخ القاضي الكبرى على أحد شيوخه و إلم يعرف ، فكيف يجيز الشيخ القاضي الشيخ الحصري بما لم يجز به ، أما من نفى قراءة الشيخ القاضي للكبرى ، فأسأله أولا ، من المعلوم عند أكابر شيوخ مصر أنهم لا يقرءون الكبرى إلا بعد أن يتم القارئ على الشيخ الصغرى أو يختبره في الصغرى بعد قراءته على غيره و يجده متقنا لها إتقانا بالغا ، فكيف نجد تلاميذ الشيخ القاضي في الكبرى ، إذا كان أصلا الذين قرءوا عليه الصغرى و أجازهم معدودون على الأصابع ، و منهم من لم يستطع الختم لشدة تدقيق الشيخ و صعوبة القراءة عليه و يرجع في ذلك إلى كلمات الشيخ الأخضر في كيفية انتقاء التلاميذ من جهة الشيخ القاضي ، و كم من أكابر القراء المعروفين الآن و قد رفضهم الشيخ القاضي و لم يقبل أن يقرءوا عليه فقد كانت له شروط صعبة جدا في القراءة ، لذلك فأقول المثبت مقدم ، و الشيخ الحصري قد أثبت قراءته على الشيخ القاضي بالكبرى بصوته ، أما كلام الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف في أنه لما قال للشيخ القاضي و قرأت الكبرى أيضا فقال له دي صعبة و معقدة ، فهذا ليس بدليل على عدم قراءته له ، فكثيرا ما ينطق الشيوخ بمثل هذا أمام طلابهم ، و أضرب مثالا لذلك ، أتى أحد الأخوة للشيخ عبد الفتاح مدكور فبدأ الشيخ يسأله فقال للشيخ و قرأت القراءات أيضا على بعض المشايخ و بدأ يستعرض مشايخه امام الشيخ ، فقال الشيخ عبد الفتاح له : القراءات دي مداها طويل ، هو حفص جايب همه الأول عشان نبص على القراءات . اهـ ، و كان الشيخ يقولها توبيخا له ، لأنه بدأ في استعراض مشايخه على سبيل الفخر أمام الشيخ ، و من المعلوم أن الشيخ عبد الفتاح مدكور كان قد درس القراءات في المعهد على يد الأكابر و إن لم يجز بها خارج المعهد ، لكنه على علم بها ، و كان من أوائل دفعته ، الشاهد من الكلام و خلاصته أن الشيخ الحصري لم يقرأ على الشيخ إبراهيم سلام الكبرى و إنما قرأها على الشيخ عبد الفتاح القاضي و قرأ الصغرى على الشيخ الضباع و الشيخ إبراهيم سلام المالكي ، كما سمعت أن بعض أهالي مدينة أبيار ، و هي بلدة الشيخ محمد هلالي أن الشيخ الحصري قرأ على الشيخ إبراهيم بن محمد هلالي الأبياري ، ولا أعلم صحة هذه المقولة و إن كانت تحتاج إلى بحث و تأكيد ، و آسف على الإطالة ، و جزاكم الله خيرا على إثراء الموضوع
 
عودة
أعلى