العلاقة بين الإيمان والهدى

إنضم
22/12/2016
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
44
الإقامة
مصر
الإيمان هو الاعتقاد بالغيب والحقائق المثبتة بالقرآن الكريم ومنها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .



والإيمان درجات ، فيقول الله تعالى : "وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا " ( الأنفال 1 ) . ولا يوجد إنسان كامل الإيمان ، فمن أسماء الله تعالى ، اسم الله المؤمن .


والهدى هو سبيل الإنسان للنجاة في الدنيا والآخرة . فيقول تعالى : " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ " ( النحل 125 ) ، ويقول تعالى : " وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا " ( الكهف 57 ) . فالدعوة في القرآن تكون إلي الهدى أي إلى سبيل النجاة .


والهدى درجات في قوله تعالى " وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى " ( مريم 19 ) . وأعلى درجات الهدى الصراط المستقيم في قوله تعالى " وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا " ( الفتح 2 ) . وضد الهدى الضلال . والضلال هو سبيل الهلاك في الدنيا والآخرة .

والإنسان مخير في الإيمان والكفر ، فالأمر بالإيمان وارد في القرآن في أكثر من موضع منها قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ " ( النساء 136 ) .

ولكن الإنسان ليس مخير في الهدى والضلال . فالله يهدى من يشاء ويضل من يشاء ، ولم يرد الأمر بالهدى في القرآن الكريم ، فالأمر مرتبط بالمشيئة ، فيقول تعالى : " وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " ( النحل 93 ) .

والضلال قد يكون ابتلاء من الله للإنسان ، فرسول الله كان على ضلال قبل أن يهديه الله ، وذلك في قوله تعالى " وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى " ( الضحى 7 ) . وقد يكون عقوبة من الله للإنسان ، وذلك في قوله تعالى " وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " (٢٥٨ البقرة) .

والهدى قد يكون سابق على الإيمان ، وقد كان ذلك في قصة سيدنا إبراهيم حيث كان هداه سابق علي إيمانه ، في قوله تعالى : " قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ " ( الأنعام 77 ) ، وقوله تعالى " وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ " ( الأنعام 80 ) .


والإيمان قد يكون سابق على الهدى ، في قوله تعالى : " إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى " ( الكهف 13 ) وقوله تعالى قوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ " ( الرعد 9 ) .


لذا فلا علاقة بين الإيمان والهدى فقد يكون الإنسان على درجة كبيرة من الإيمان وهو ليس على درجة من الهدى . وقد يكون الإنسان على درجة كبيرة من الهدى وهو ليس على درجة من الإيمان . وقد يجمع الإنسان بين درجات الإيمان ودرجات الهدى .



ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .


هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي
 
الأخ محمد / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لا شك أنكم بذلتم جهدا في موضوعك هذا والذي قبله ... ففيهما كلام متزن وهادف وعلمي .......
لكن ما الذي أحوجك لهذه الجملة :{[FONT=&quot]فرسول الله كان على ضلال قبل أن يهديه الله }
[/FONT]
ألم تقرأ أقوال المفسرين فيها ... ألم تشعر أن هذه الجملة فيها نوع من الجفاء .
[FONT=&quot]وقولك في الموضوع السابق :{فقد كان أول ظلم للنفس بواسطة سيدنا آدم أبو البشر وزوجته في الجنة }[/FONT]
ولم أرك تشير إلى أن الشرك هو أكبر ظلم على الإطلاق لأنه تعدٍ على مقام الألوهية .
وكذلك قوله تعالى :{ والكافرون هم الظالمون }..
فلقد قال فيها المفسرون .... . قَالَ عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ: وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَالَ:" وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ" وَلَمْ يَقُلْ وَالظَّالِمُونَ هم الكافرون.تفسير القرطبي
وفي تفسير ابن كثير رحمه الله :
وَقَوْلُهُ: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} مُبْتَدَأٌ مَحْصُورٌ فِي خَبَرِهِ أَيْ: وَلَا ظَالِمَ أَظْلَمَ مِمَّنْ وَافَى اللَّهَ يَوْمَئِذٍ كَافِرًا. وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَالَ: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ولم يقل: والظالمون هم الكافرون.
 
السلام عليكم
[FONT=&quot]لذا فلا علاقة بين الإيمان والهدى فقد يكون الإنسان على درجة كبيرة من الإيمان وهو ليس على درجة من الهدى . وقد يكون الإنسان على درجة كبيرة من الهدى وهو ليس على درجة من الإيمان . وقد يجمع الإنسان بين درجات الإيمان ودرجات الهدى .[/FONT]
لا أستطيع استيعاب هذا ... لو ضربت لنا مثلا كيف يكون الانسان على درجة من الايمان وليس على درجة من الهدي ... وشرحت لنا كيف بلغ هذه الدرجة من الايمان
قال الله تعالى "قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) " الله هدى الخلائق إلي أكلها وشربها ... الخ ، ألا يهدى الانسان إليه ، وإن لم يكن الهدى أولا فكيف يدرى الانسان الايمان ، مبلغ علمي أن الهدى أولا ... قال تعالى "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) ...
 
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (التوبة 115 )


كل إنسان لا بد أن يمر بدرجة من درجات الهدى
وله الخيار بعد ذلك في تقوى الله من عدمه

ولكن الإنسان مخير بين الإيمان والكفر
فقد يعيش الإنسان على الكفر ويموت على ذلك


المقال هدفه توضيح أن الإيمان له مفهوم والهدى له مفهوم منفصل

وجزاكم الله خيراً
 
العلاقة بين الإيمان والهدى

ا
والضلال قد يكون ابتلاء من الله للإنسان ، فرسول الله كان على ضلال قبل أن يهديه الله ، وذلك في قوله تعالى " وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى " ( الضحى 7 ) .

لا أظن أن من التأدب مع مقام خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ذكر هذا المعنى بهذا النص العام، وأفضّل تخصيصه؛ فالله عز وجل نبهنا بأن للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم خصوصية في التأدب عند الحديث معه وعند الحديث بخصوص ما يتعلق بجنابه الشريف " لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا "، حتى الألفاظ المحتملة حذرنا منها " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا ".
ومن المفيد تأمل ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (تفسير آيات أشكلت) من صفحة 209 وما بعدها.
وملخص معنى الضلال في سورة الضحى كما يلي:

للضلال في القرآن الكريم معاني متعددة من بينها النسيان والحب المتفلت بلا ضوابط والتيه عن الصراط المستقيم.. الخ.
وكلها تعود مع بعضها إلى معنى جامع: الجهل.
وعلى هذا فيكون معنى الضلال في سورة الضحى = الجهل

الجهل بماذا ؟
لعل من الأنسب أن نقول: الجهل بأفضل وسائل وأساليب الدعوة، فكان عليه الصلاة والسلام يجهل كيف يدعو قومه، فهداه الله تعالى إلى أفضل الأساليب والوسائل كالتدرج في الدعوة بدعوة العشيرة الأقربين، والدعوة الفردية.. الخ.

أعلم بأن هنالك آراء مختلفة حول المقصود بـ(الضلال) في سورة الضحى، وأعلم بالخلاف حول ما الذي جهله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكني أفضّل تعليم مبتدئي طلب العلم وعوام الناس التأدب مع مقامه عليه الصلاة والسلام، بعدم ذكر أي رأي آخر غير تعليم الله له أفضل وسائل وأساليب الدعوة.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا :
لا يمكن التناوش في فهم الآية إلا من قبيل قوله تعالى في الحديث القدسي :{ يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِى أَهْدِكُمْ }
أما أن نسير بين معاني اللغة أو آراء المفسرين في توجيه معنى الضلال ونختار للنبي أي معنى منهم حتى وإن كان هينا فهذا شطط ومغالطة .
لم تكن له عليه الصلاة والسلام قبل البعثة إلا سيرة طيبة ..بل إن أبابكر رضي الله عنه كان طيب السيرة وغيره من رجال قريش ..
وهذا المنحى هو نفسه في التردد المدهش في مسألة قتل موسى عليه السلام لما استغاثه الذي من شيعته ..ومسألة الهم عند يوسف عليه السلام .
ألم يقل الله لموسى عليه السلام :{ وأنا اخترتك }
هذه النصوص لابد من التسليم لمبانيها ...ولابد من الجزم بسلامة معانيها .
فهذه نصوص تحمل اختبارا لإيماننا ... فهل نقابل الاختبار بالتسليم وحسن الظن ..أم باتباع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله فنكون من الذين في قلوبهم مرض .
 
أعلم بأن هنالك آراء مختلفة حول المقصود بـ(الضلال) في سورة الضحى، وأعلم بالخلاف حول ما الذي جهله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكني أفضّل تعليم مبتدئي طلب العلم وعوام الناس التأدب مع مقامه عليه الصلاة والسلام، بعدم ذكر أي رأي آخر غير تعليم الله له أفضل وسائل وأساليب الدعوة.
أما أن نسير بين معاني اللغة أو آراء المفسرين في توجيه معنى الضلال ونختار للنبي أي معنى منهم حتى وإن كان هينا فهذا شطط ومغالطة.
كيف؟ الذي تختاره لمحمد النبي صلى الله عليه وسلم هو الهدى هداية الله، والذي تختاره لمحمد قبل النبوة ؟ {وَوَجَدَكَ ضَالّاً} : {ما كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ}.
{فَهَدَى} : {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا}


{وَالضُّحَى} <> {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} :: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى}
{وَمَا قَلَى} :: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً} <> {فَآوَى}
{وَوَجَدَكَ ضَالّاً} <> {فَهَدَى}
{وَوَجَدَكَ عَائِلاً} <> {فَأَغْنَى}

{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى} // {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}
{وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} // {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}
{وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى} // {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} : {إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}

بناء عجيب مدهش؛ إن غابت عنا دلالة (ضالا) فسنبحث عنها من خلال (فهدى) بموجب تباين الضحى والليل السجي أو العيل والغنى أو اليتم والإيواء، أو بنفيها بموجب نفي الترك أو الوداع فالوصال. إن غابت عنا دلالة (فهدى) هي أيضا فسنبحث عنها من خلال التحديث بالنعمة:
- اليتيم؟ لا تقهر
- السائل؟ لا تنهر
- وأما الضال فلا .. محذوفة، والنهي استبدل بأمر وهذه مؤازرة وإنشاء الأمر وصال (نعمة ربك)، وهنا يذكّره تعالى مرة واحدة بأنه على ما لم يكن عليه، بينما ذكره باليتم والفقر مرتين، وفيها تأكيد لـ {ما ودّعك} ومن دواعي الحذف الإخفاء أو التحقير من شأن الضلال، كما يبدو. بينما ذكر اليتم والفقر للتأكيد والإرشاد.

هذه الإشارة قد نصل إليها من خلال البناء الخطابي، والتحليل البلاغي يكشف عن أسرار عظيمة.
راجع http://vb.tafsir.net/tafsir15392/#.WHb0an3BYqK
 
عودة
أعلى