العقيدة والتصور .. سؤال ..

علي جاسم

New member
إنضم
01/03/2005
المشاركات
66
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأفاضل ملتقى التفسير
حيرني سؤال .. أرجو أن أجد عندكم الجواب الشافي
ما الفارق بين العقيدة الإسلامية والتصور الإسلامي ؟؟؟
هل هما لفظين لمعنى واحد؟؟
وإن كانا مختلفين فما وجه الاختلاف بينهما ؟؟
وهل قوله تعالى -على سبيل المثال- {إني جاعل في الأرض خليفة} داخل في العقيدة الإسلامية أم في التصور الإسلامي ..
وهل قوله تعالى {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} داخل في العقيدة الإسلامية أم في التصور الإسلامي ..
أجيبوني يرعاكم الله ..
 
ملحق

ملحق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الأفاضل الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
عجيب أني لم أقرأ أي تعليق على السؤال , وهو بعد سؤال جوهري في حياة كل مسلم
إذن فلأتكلم عن الفارق بين العقيدة والتصور كما أفهمهما أنا على الأقل ..
العقيدة أوسع وأشمل من التصور .. والتصور إنما هو ثمرة العقيدة .. لأننا نقول على سبيل المثال إن اليوم الآخر حق لا مرية فيه ..وأن مردنا إلى الله .. وأن الآخرة هي دار القرار وأنها هي الحيوان .. فهذه عقيدة .. ولكن ماذا تفرز هذه العقيدة إنها تفرز أن الحياة الدنيا إذن ليس دار قرار .. وأنها محطة للآخرة .. وأنها منقضية زائلة وإن تراخى بها الزمن وامتد .. وهذا هو التصور كما أفهمه أنا على الأقل ..
ولكن ما قيمة التصور وما دوره في حياة المجتمع المسلم .. ؟؟؟
أرى أن التصور هو الحد الوسط بين العقيدة والمنهج .. وبمعنى آخر أرى أن طبيعة المنهج الإلهي أو قل طبيعة التشريع تتكئ على التصور الذي بدوره يتكئ على العقيدة .. ولكن كيف ذلك ؟؟!
في المجتمع المسلم يبر الإبن والديه ويكرمهما بل إن برهما عنده واجب مقدس لا يعدله شيء بعد التوحيد طبعا .. وبر الوالدين كما هو معلوم منهج .. وما ذاك إلا لأن المسلم مؤمن أن بره بهما في الحياة الدنيا سعادة له في الآخرة وأن كل خير يقدمه لهما فهو ملاقيه عند الله ..
بينما المادي الذي يعتقد أن الحياة الدنيا هي هي الأولى والآخرة وهي هي فرصة الإنسان للسعادة والمتعة واللذة هذا الإنسان سوف لن ينفق من عمره يوما واحدا في سبيل أبويه .. لماذا ؟؟ لأن العمر قصير والنفس تواقة للهو والمتاع وكسب الملذات ومن ثم فبر الوالدين سيكون عبئا أو قيدا عليه .. ومن ذلك ظهرت وشاعت في تلك المجتمعات ما يسمى بالحرية الشخصية وحقوق الإنسان وما شاكل ذلك من هذه الشعارات التي تنبع من هذا التصور الخاطئ للحياة الدنيا ..
وهكذا في كل فعل خير يفعله المسلم فهو إنما يراعي أن الحياة الدنيا دار انتقال لا دار استقرار وأنها مزرعة للآخرة .. والكلام يطول في هذا الميدان ولكني ضربت مثالا على نحو ما أفهمه من الفارق بين التصور الإسلامي والعقيدة الإسلامية .. فإن كنت مخطئا في الفهم فاهدوني يرعاكم الله .. وإن كنت مصيبا فمن فضل الله ..
 
بارك الله فيك مرتين مرة على سؤالك في عالم الفكر ومرة على حسن اجابة
واقول والله اعلم ان الاجابة بايجاز غير المخل ان التفريق بين المصطلحين من باب التفريق بين الغيبيات والممكنات .
 
طيب الله الأنفاس

طيب الله الأنفاس

أخي الحبيب د . معن الحيالي .. تحية طيبة وأشكرك على الرد الجميل ..
على أني لا زلت بحاجة إلى تفصيل أكثر في هذه المسألة , فأنت أخي الحبيب أثرت سؤالا من حيث أنك كنت تروم الجواب على السؤال ..
فقد جعلت الفارق بينهما هو من باب الفرق بين الغيبيات والممكنات , وأنت تعرف أن الغيبيات شيء والممكنات شيء آخر مما يعني أن العقيدة الإسلامية حيزها غير حيز التصور الإسلامي .. هذا من باب
من باب آخر أنا ابحث تحديدا عن دور التصور الإسلامي في حركة حياة المجتمع المسلم , وكيف للتصور الإسلامي أن يرسم للمجتمع المسلم معالم الطريق ..
فقوله تعالى مثلا {إني جاعل في الأرض خليفة} هذا تصور وليس عقيدة -على الأقل على نحو ما أفهمه- وخلافة الإنسان متأتية من نفخة الروح الإلهية فيه {ونفخت فيه من روحي}.. وهنا نكون قد وثبنا من الممكنات إلى الغيبيات كما تفضلت , وبمعنى آخر هنا نكون قد وثبنا من التصور إلى العقيدة وهي فوقه .. فإذا أردنا أن ننزل من الممكنات -أي التصور-إلى واقع الحياة وجدنا أن الإنسان مأمور أن يحقق خصائصه الإنسانية في واقع الحياة لأنه خليفة .. وأخص خصائص الخليفة هو العقل الذي يعقل النفس أن تنفلت فتعربد في الحياة .. فليس الإنسان إذن كتلة من الجنس متحركة كما يقول التصور الفرويدي وليس الإنسان مادة مجردة تترقى وتتطور بيولوجيا كما يذهب التصور الداروني وليس الإنسان بطنا تجوع وغريزة تثور كما تذهب الماركسية في تصورها .. بل الإنسان خليفة .. نفخة من الروح وقبضة من الطين .. وعلى هذا الأساس قامت في الإسلام الآداب والأخلاق والفضائل الإنسانية .. وعلى هذا الاساس أيضا عدمت مجتمعات الغرب هذه المزايا أو على الأقل انحرفت بها إلى غير وجهتها الأصيلة ..
وجزاك الله خيرا ..
 
عودة
أعلى