د محمد الجبالي
Well-known member
أتتني زوجتي وقالت: صديقتي في الداخل تبكي، وتريد أن تتكلم معك وتسألك.
فدخلنا إليها حيث تجلس، وجلسنا، وقلت مبتسما: خيرا يا أم عبد الله؟
فقالت حزينة: لا أستطيع الدعاء!
وزرفَت عيناها دمعة وقالت: أنا عاجزة عن الدعاء، وقد سألتُ الشيخ فلان، فقال لي: احفظي القرآن، وحاولتُ أن أحفظ لكني لا أستطيع.
فقلت لها: لا تحزني، الأمر يسير، وقريب، وعلاجه سهل إن شاء الله، لكن أخبريني: ماذا قرأتِ من الكتب؟
فقالت: أنا أحب قراءة كتب الرواية.
فسألتها: هل قرأتِ في كتب السيرة، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير الصحابة فإنها تشبه الروايات وهي أجمل وأعظم من الروايات؟
قالت: لا، ما قرأتها.
فقلتُ لها: ماذا تحفظين من القرآن؟
قالت: أحفظ بعض السور القصار، أصلي بها.
سألتها: هل تصلين؟ هل تحافظين على أداء الصلاة في أوقاتها؟
قالت : نعم.
فقلتُ لها: قولي: نعم والحمد لله، إن محافظتك على الصلاة فضل من الله يستوجب الحمد والشكر.
فقالت: الحمد لله، الحمد لله ،الحمد لله.
فقلتُ لها: إن سبب مشكلتك أنك لم تتعلمي الدعاء، ولم تتدربي عليه، ولم تقرئي الكتب التي تعلمك الدعاء والتي تُدَرِّبُك عليه.
قالت: وكيف أعالج هذه المشكلة؟
فقلتُ لها: سأصِفُ لك علاجا أراه دواء ناجعا لحالتك هذه، اسمعي جيدا وسَجِّلي، خذي هذا القلم وتلك الورقة، وسَجِّلي ما تسمعين مني الآن.
فأخَذَتْ القلم والورقة مُتَحَمِّسَة، واستعدت، وقالت: تفضل.
فقلتُ: أولا: اشتر مصحفا على هامشه تفسير موجز [الميسر، المنتخب، الجلالين،..] واقرئي على الأقل كل يوم صفحة، وبعد أن تقرئي الصفحة لنهايتها عودي من أولها واقرئي آية آية، تقرئين الآية ثم تقرئين معناها من هامش الصفحة.
فسألَتْ: هل أحفظ الصفحة؟
فأجبتها: ليس شرطا، إن شئتِ، واستطعتِ أن تحفظي الصفحة، فحَسَنٌ عظيم، وإن لم تستطيعي فلا بأس، اقرئي الصفحة وافهمي التفسير والمعاني من الهامش ويكفي.
ثانيا: اتركي قراءة الروايات مؤقتا، واستبدلي بها قراءة كتب السيرة، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسير الصحابة رضي اللهم عنهم، وسير الصالحين.
ثالثا: سألتها: هل سمعتِ عن كتاب [الأربعين النووية]
قالت: نعم سمعتُ هذا الاسم لكني لم أقرأه.
قلت لها: اقرئي هذا الكتاب بشرحه، كل يوم على الأقل تقرئين حديثا وشرحه.
رابعا: سألتها: هل سمعتِ عن الباقيات الصالحات؟
قالت : لا، ما هي؟
قلت: هي خمسة أذكار سهلة الحفظ، لها أعظم الثواب، وهي: [سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله أكبر] اجعليها على لسانك دائما، في كل أحوالك ما استطعتِ، أثناء مشيك، وجلوسك، وعملك في البيت وخارجه، اجعلي لسانك رطبا بها دائما.
خامسا: سأعلمك دعاء واحدا سهل الحفظ، ولو قرأتِ وفعلتِ الأمور السابقة فسوف تتعلمين الكثير والكثير من الأدعية.
قالت: ما هو؟ هاته.
قلت اكتبي: "اللهم إني أسألك بأنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي، وأن .....
أن ترحمني، أن تبارك لي في زوجي وأولادي، أن تغفر لوالدي، وأن ترحم والدي، ....
وضعي بعد [أن] ما شئتِ، وما استطعت من أدعية، ....
فظهرت عليها أمارات البشر والراحة وشكرت ثم قالت: أظن أن مكتبتك موجود فيها تلك الكتب التي نصحتني بها، فهل أستطيع أن أستعيرها؟
فقلت: نعم، تفضلي، هذه هي المكتبة، لكن لا تزيدي عليها الآن، خذي الكتب التي ذكرتها لك فقط، فإذا انتهيت منها، يمكنك أن تأتي وتستعيري ما تشائين ثم تعيدينه.
فاستبشرَتْ، وشكرَتْ، ثم ذهبَتْ بها زوجتي للمكتبة فأخذَتْ الكتب وانصرفت.
د. محمد الجبالي
فدخلنا إليها حيث تجلس، وجلسنا، وقلت مبتسما: خيرا يا أم عبد الله؟
فقالت حزينة: لا أستطيع الدعاء!
وزرفَت عيناها دمعة وقالت: أنا عاجزة عن الدعاء، وقد سألتُ الشيخ فلان، فقال لي: احفظي القرآن، وحاولتُ أن أحفظ لكني لا أستطيع.
فقلت لها: لا تحزني، الأمر يسير، وقريب، وعلاجه سهل إن شاء الله، لكن أخبريني: ماذا قرأتِ من الكتب؟
فقالت: أنا أحب قراءة كتب الرواية.
فسألتها: هل قرأتِ في كتب السيرة، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير الصحابة فإنها تشبه الروايات وهي أجمل وأعظم من الروايات؟
قالت: لا، ما قرأتها.
فقلتُ لها: ماذا تحفظين من القرآن؟
قالت: أحفظ بعض السور القصار، أصلي بها.
سألتها: هل تصلين؟ هل تحافظين على أداء الصلاة في أوقاتها؟
قالت : نعم.
فقلتُ لها: قولي: نعم والحمد لله، إن محافظتك على الصلاة فضل من الله يستوجب الحمد والشكر.
فقالت: الحمد لله، الحمد لله ،الحمد لله.
فقلتُ لها: إن سبب مشكلتك أنك لم تتعلمي الدعاء، ولم تتدربي عليه، ولم تقرئي الكتب التي تعلمك الدعاء والتي تُدَرِّبُك عليه.
قالت: وكيف أعالج هذه المشكلة؟
فقلتُ لها: سأصِفُ لك علاجا أراه دواء ناجعا لحالتك هذه، اسمعي جيدا وسَجِّلي، خذي هذا القلم وتلك الورقة، وسَجِّلي ما تسمعين مني الآن.
فأخَذَتْ القلم والورقة مُتَحَمِّسَة، واستعدت، وقالت: تفضل.
فقلتُ: أولا: اشتر مصحفا على هامشه تفسير موجز [الميسر، المنتخب، الجلالين،..] واقرئي على الأقل كل يوم صفحة، وبعد أن تقرئي الصفحة لنهايتها عودي من أولها واقرئي آية آية، تقرئين الآية ثم تقرئين معناها من هامش الصفحة.
فسألَتْ: هل أحفظ الصفحة؟
فأجبتها: ليس شرطا، إن شئتِ، واستطعتِ أن تحفظي الصفحة، فحَسَنٌ عظيم، وإن لم تستطيعي فلا بأس، اقرئي الصفحة وافهمي التفسير والمعاني من الهامش ويكفي.
ثانيا: اتركي قراءة الروايات مؤقتا، واستبدلي بها قراءة كتب السيرة، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسير الصحابة رضي اللهم عنهم، وسير الصالحين.
ثالثا: سألتها: هل سمعتِ عن كتاب [الأربعين النووية]
قالت: نعم سمعتُ هذا الاسم لكني لم أقرأه.
قلت لها: اقرئي هذا الكتاب بشرحه، كل يوم على الأقل تقرئين حديثا وشرحه.
رابعا: سألتها: هل سمعتِ عن الباقيات الصالحات؟
قالت : لا، ما هي؟
قلت: هي خمسة أذكار سهلة الحفظ، لها أعظم الثواب، وهي: [سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله أكبر] اجعليها على لسانك دائما، في كل أحوالك ما استطعتِ، أثناء مشيك، وجلوسك، وعملك في البيت وخارجه، اجعلي لسانك رطبا بها دائما.
خامسا: سأعلمك دعاء واحدا سهل الحفظ، ولو قرأتِ وفعلتِ الأمور السابقة فسوف تتعلمين الكثير والكثير من الأدعية.
قالت: ما هو؟ هاته.
قلت اكتبي: "اللهم إني أسألك بأنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي، وأن .....
أن ترحمني، أن تبارك لي في زوجي وأولادي، أن تغفر لوالدي، وأن ترحم والدي، ....
وضعي بعد [أن] ما شئتِ، وما استطعت من أدعية، ....
فظهرت عليها أمارات البشر والراحة وشكرت ثم قالت: أظن أن مكتبتك موجود فيها تلك الكتب التي نصحتني بها، فهل أستطيع أن أستعيرها؟
فقلت: نعم، تفضلي، هذه هي المكتبة، لكن لا تزيدي عليها الآن، خذي الكتب التي ذكرتها لك فقط، فإذا انتهيت منها، يمكنك أن تأتي وتستعيري ما تشائين ثم تعيدينه.
فاستبشرَتْ، وشكرَتْ، ثم ذهبَتْ بها زوجتي للمكتبة فأخذَتْ الكتب وانصرفت.
د. محمد الجبالي