صالح الفايز
New member
يتسارع بعض الناس في حجز مقاعدهم على الطائرات المتوجه شرقا ليتمتعوا بإجازة في بلاد الملاوي ،والسندا ، والبتاوي، في اندنيسيا وماليزيا وفطاني ، وقد يتجاوزون تلك البلاد لتحط بهم الطائرة في مانيلا أو كتباتو، وقد يصل البعض منهم أواخر الشرق ليقضي أيام إجازته في نيوزلندا أو استراليا أو فيجي ، وقد يقصر البعض رحلته ليتمتع بأجواء وطبيعة سيرلانكا والمالديف وهكذا ، بينما يتجه صنف من الناس ليقضي إجازته الصيفية في بلاد الغرب أو بلاد المغرب ، وهذا أمر معروف - ولكل مسافر هدف وقد تكون أهدافا - وما أحسن أن يستحضر المسافر المثل الحجازي ( حج وبيع سبح ) وهو المثل النجدي المشهور ( حج وقضاء حاجه ) والحاجة إما ان تكون دنيوية عاجلة المنافع ، وقد تكون عند أهل الهمم أعلى من ذلك فيزهدون بالمصالح الدنيوية ، أو يجعلونها ثانوية تابعة للمصلحة العليا ، فيجعل من رحلته الصيفية رحلة دعوية يتمثل فيها منهج الإسلام واقعا يعيشه يتمثله في حياته ، ويعلمه أهل البلاد واقعا يرونه في تصرفاته واخلاقه ، فيعود من رحلته وقد زرع في عقول من قابل من الناس صورة رائعة عن المسلم ، صورة قد تدفع الكثير للبحث عن مصدر تلك التعاليم التي هذبت معتقدها ،وربما يعتنق الدين الإسلامي ، ويا له من فضل - لا أريد اخوتي الفضلاء الإطالة - لكن من المؤكد أن الشرق والغرب يعرف الكثير عن الإسلام والمسلمين ، وإنما هناك عالم لا يعرف عن الإسلام حتى اسمه ، ولست مبالغا بل هي الحقيقة ومن لم يصدق فليجرب - غير وجهتك أخي العزيز - إن كنت ممن يقضي إجازته أو بعضها خارج بلده ، وتوجه لبلاد تفوق الشرق والغرب جمالا ،- لكنها أقل منها أمانا- توجه لبلاد أمريكا الوسطى أو بعض دول أمريكا الجنوبية فسترى من العجب ما رأيته ، والذي رأيته والله عجب .