بسم1
من كتاب البرهان للزركشي:قال تعالى{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} لأن المعنى بدابة والذي سيق له الكلام الجنسية لا الإفراد بدليل قوله تعالى: {إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} فجمع {أُمَمٌ} محقق إرادة الجنس من الوصف اللازم للجنس المذكور وهو كون الدابة غير منفكة عن كونها في الأرض وكون الطائر غير منفك كونه طائرا بجناحيه لينتفي توهم الفردية هذا معنى ما أشار إليه السكاكي في المفتاح
وقال الزمخشري إن معنى زيادة: {فِي الأَرْضِ} و{ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} يفيد زيادة التعميم والإحاطة حتى كأنه قيل: وما من دابة من جميع ما في الأرض وما من طائر في جو السماء من جميع ما يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم محفوظة أحوالها غير مهمل أمرها
ويحتمل أن يقال: إن الطيران لما كان يوصف به من يعقل كالجان والملائكة فلولم يقل: {بِجَنَاحَيْهِ} لتوهم الاقتصار على حبسها ممن يعقل فقيل: {بِجَنَاحَيْهِ} ليفيد إرادة هذا الطير المعتقد فيه عدم المعقولية بعينه
فقوله: {يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} رافع لاحتمال هذا المعنى
وقيل لو اقتصر على ذكر الطائر فقال: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ} لكان ظاهر العطف يوهم ولا طائر في الأرض لأن المعطوف عليه إذا قيد بظرف أو حال يقيد به المعطوف وكان ذلك يوهم اختصاصه بطير الأرض الذي لا يطير بجناحيه كالدجاج والأوز والبط ونحوها فلما قال: { يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } زال هذا الوهم وعلم أنه ليس بطائر مقيد إنما تقيدت به الدابة.
وقيل قوله تعالى{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} فيه تقييد بالأرض لأن الدابة بالسماء أيضا قال تعالى{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ} وقال تعالى{ ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة} وقال تعالى{ ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير }.
والخلاصة: تقييد الدابة بالأرض وعطف تقييد الطيران بالجناحين على الدابة استثنى أن تكون الدابة دابة السماء أو الملائكة أو الجان واستثنى أيضا في عصرنا ما لا يعقل بذاته ويطير بلا جناحين وبلا نشر أو تفريق كالطائرات المسيرة وطائرات النقل والصواريخ العابرة للقارات ومنها ما يتجاوز الأرض حاملا الأقمار الصناعية وقد أمكننا ذلك من التحقق من الإشارة إلى كروية الأرض في القرآن كما أمكننا هذا النوع من الطيران من التواصل بالصوت والصورة في الحال .
فحقيقة الطيران بلا أجنحة مستفادة من التقييد والتأكيد وهى مستنبطة من بلاغة الآية (نايف الشحوذ).
من كتاب البرهان للزركشي:قال تعالى{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} لأن المعنى بدابة والذي سيق له الكلام الجنسية لا الإفراد بدليل قوله تعالى: {إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} فجمع {أُمَمٌ} محقق إرادة الجنس من الوصف اللازم للجنس المذكور وهو كون الدابة غير منفكة عن كونها في الأرض وكون الطائر غير منفك كونه طائرا بجناحيه لينتفي توهم الفردية هذا معنى ما أشار إليه السكاكي في المفتاح
وقال الزمخشري إن معنى زيادة: {فِي الأَرْضِ} و{ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} يفيد زيادة التعميم والإحاطة حتى كأنه قيل: وما من دابة من جميع ما في الأرض وما من طائر في جو السماء من جميع ما يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم محفوظة أحوالها غير مهمل أمرها
ويحتمل أن يقال: إن الطيران لما كان يوصف به من يعقل كالجان والملائكة فلولم يقل: {بِجَنَاحَيْهِ} لتوهم الاقتصار على حبسها ممن يعقل فقيل: {بِجَنَاحَيْهِ} ليفيد إرادة هذا الطير المعتقد فيه عدم المعقولية بعينه
فقوله: {يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} رافع لاحتمال هذا المعنى
وقيل لو اقتصر على ذكر الطائر فقال: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ} لكان ظاهر العطف يوهم ولا طائر في الأرض لأن المعطوف عليه إذا قيد بظرف أو حال يقيد به المعطوف وكان ذلك يوهم اختصاصه بطير الأرض الذي لا يطير بجناحيه كالدجاج والأوز والبط ونحوها فلما قال: { يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } زال هذا الوهم وعلم أنه ليس بطائر مقيد إنما تقيدت به الدابة.
وقيل قوله تعالى{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} فيه تقييد بالأرض لأن الدابة بالسماء أيضا قال تعالى{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ} وقال تعالى{ ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة} وقال تعالى{ ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير }.
والخلاصة: تقييد الدابة بالأرض وعطف تقييد الطيران بالجناحين على الدابة استثنى أن تكون الدابة دابة السماء أو الملائكة أو الجان واستثنى أيضا في عصرنا ما لا يعقل بذاته ويطير بلا جناحين وبلا نشر أو تفريق كالطائرات المسيرة وطائرات النقل والصواريخ العابرة للقارات ومنها ما يتجاوز الأرض حاملا الأقمار الصناعية وقد أمكننا ذلك من التحقق من الإشارة إلى كروية الأرض في القرآن كما أمكننا هذا النوع من الطيران من التواصل بالصوت والصورة في الحال .
فحقيقة الطيران بلا أجنحة مستفادة من التقييد والتأكيد وهى مستنبطة من بلاغة الآية (نايف الشحوذ).