الطبري رحمه الله والترضي عن الصحابة

إنضم
13/03/2012
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الجبيل
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وبعد:
من تأمل مقدمة الإمام الطبري رحمه الله تعالى يرى أنها مقدمة فذة تأخذ بالألباب تدل على جمال أسلوب الإمام الطبري وتمكنه وحسن بيانه وصفاء عقيدته وتأثره بالقرآن حيث جاءت كلماته قبسا من نور القرآن:
فحمد الله وأثنى عليه بجميل صفاته ومنها أنه أظهر في الكون الحجج والأدلة والبراهين الدالة على وحدانيته في الآفاق وفي الأنفس ، ولم يكتف بهذا بل أردفه بإرسال الرسل وأيدهم بالأدلة الدالة على صدقهم.
ثم ذكر الطبري رحمه الله أن الله فضل رسله بعضهم على بعض في المراتب وأنه اختص نبيه محمدا صلى الله عله وسلم بأعلاها وأسناها ، ثم ذكر جملة مما اختص الله به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الكرامات والآيات البينات ، ثم ختم ذلك بحمد الله أن جعله والمؤمنين من المصدقين والمتبعين له صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر أن من أعظم نعم الله على هذه الأمة هو اختصاصها بالقرآن وحفظه له وجعله المعجزة الخالدة الدالة على صدق نبوة ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر جملة من أوصاف القرآن الدالة على عظيم قدره وشرف منزلته ، ثم ختم ذلك بالدعاء أن يوفقه الله تعالى لصواب القول في القرآن وأن يلهمه التمسك به والاعتصام بمحكمه والتسليم بمتشابهه ، وأن يوزعه شكر نعمة حفظه وعلم حدوده.
ولكن الذي لفت انتباهي هو أن الطبري رحمه الله تعالى إذا جاء عند ذكر الصحابة يترحم عليهم ، وهو بخلاف ما عهدنا من فعل السلف وهو الترضي عن الصحابة عند ورود ذكرهم.
فما هو سر فعل الطبري رحمه الله ؟

 
هو رضي الله عنه يراوح في عبارات الدعاء للصحابة بين الترضي والتَّرحم عليهم رضي الله عنهم , بل يترضَّى عن الصحابة ويترضَّى عن التابعين أيضاً , ولعل المسألة مسألة تنويع في التعبير لا غير , والله تعالى أعلم.
ويبدو أن المراوحةَ بين الترضي والترحم والجمعَ بينهما كذلك يُعتبر عُرفاً علمياً عند ابن جرير رضي الله عنه , فقد قال في كتابه في الاعتقاد {وَكَذلكَ نَقُولُ فَأفْضَلُ أصْحَابهِ الصِّدِّيقُ أبُو بكْرٍ , ثُمَّ الفَارُوقُ بعدَهُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ , ثُمَّ ذُو النُّورَينِ عُثمانُ بنُ عفَّان ,ثُمَّ أميرُ المُؤمنينَ وإمامُ المُتَّقينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضوانُ الله علَيْهِمْ وَرَحْمَتُهُ}
 
حقيقة هذا الكلام لم يكن نتيجة استقراء تام ، وإنما كان نتيجة الوقوف على بعض المواضع في المقدمة أثناء القراءة ، مثل:
تفسير الطبري - (ج 1 / ص 55)
وذلك أنّ الأخبار التي بها احتججتَ لتصحيح مقالتك في تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نزل القرآن على سبعة أحرف"، هي الأخبار التي رويتها عن عُمرَ بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، رحمة الله عليهم،...

تفسير الطبري - (ج 1 / ص 63)
قال أبو جعفر: وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول باستيعاب جميعها الكتابُ، والآثار الدالة على أن إمامَ المسلمين وأميرَ المؤمنين عثمانَ بن عفان رحمة الله عليه.
تفسير الطبري - (ج 1 / ص 102)
فقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُبيِّن لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنتُ بينهما، ولم أكتب بينهما سطر: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتهما في السبَّع الطُّوَل" .
فهذا الخبر ينبئ عن عثمان بن عفان رحمة الله عليه.....

ولكن بعد البحث في تفسير الطبري من خلال الشاملة وجدت أنه يترضى عن الصحابة إذا ذكرهم في مواطن كثيرة جدا.
ولهذا اعتذر لكم وللطبري رحمة الله عليه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
 
عودة
أعلى