#الطائفةُ_المنصورة بينَ العبوديةِ للحَقِّ والوَعدِ الحقِّ الجزءُ الثَّالث

بشر خنفر

New member
إنضم
23/02/2015
المشاركات
29
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
43
الإقامة
الأردن
بسم1
#الطائفةُ_المنصورة

بينَ العبوديةِ للحَقِّ
والوَعدِ الحقِّ
الجزءُ الثَّالث
الطائفةُ المنصورةُ هي طائفةٌ من الأمةِ لها أوصافُها وأحوالُها، ولها شأنٌ في آخرِ الزمانِ، ولنْ تمضيَ الأحداثُ المتواليةُ في آخرِ الزمانِ إلا بحضورٍ قويٍّ لهذه الطائفة، فهذه الأحداثُ والمعمعاتُ والهَرْجُ والحروبُ والملاحمُ الكائنةُ في آخرِ الزمانِ سيكونُ لهذه الطائفةِ الحضورُ الأبرزُ، والصعودُ في الساحةِ الذي سيكونُ الأقوى.
فيا تُرى ما هي أوصافُها؟
بما أنَّ الأمورَ المستقبِلة الحادثةِ في آخرِ الزمانِ هي ضَرْبٌ من ضروبِ الغيبِ الذي لا يعلمُهُ إلا اللهُ تعالى، فلا يجوزُ الرجمُ بالغيبِ، والتحدثُ في هذه الأحداثِ إلا بوحيٍ من اللهِ تعالى، ولا يُنبِئُنا بوحيِ اللهِ تبارك وتعالىإلا اللهُ ورسولُهُ صلى الله عليه وسلم، في الكتابِ والسنةِ المُشَرَّفَةِ العظيمةِ، وهذه الطائفةُ المنصورةُ جرى ذكرُها في السنةِ لا في الكتابِ، فلا نخرجُ عن السنةِ الصحيحةِ، ولا نأتي بوصفٍ من أوصافِ هذه الطائفةِ إلا بدليلٍ من السنةِ المُشَرَّفَة، فتأخذُ منها مباشرةً؛ لنعلمَ تلك الأوصافَ على وجهِ اليقينِ – إنْ شاءَ اللهُ تعالى – فنقولُ وباللهِ التوفيقِ: أوصافُ الطائفةِ المنصورةِ هي كما يلي:
1. هي فئةٌ مُعيَّنَةٌ من الأمةِ، وليست كلَّ الأمةِ، وهي جماعةٌ واحدةٌ لا جماعاتٌ، طائفةٌ لا طوائف، وهذا يؤخَذُ من وصفِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم لهذه الطائفةِ بأنَّها "طائفةٌ من أمتي" و "عصابةٌ من أمتي" و "عصابةٌ" و "لا يزالُ أمةٌ من أمتي" و "لا يزالُ من أمتي أمة" و "أناسٌ من أمتي" و "ناسٌ من أمتي".
وهذا يدلُّ بلا شكٍّ على أنَّ الأمةَ ستكونُ فرقاً وطوائفَ وأحزاباً وكياناتٍ وجماعاتٍ متناثرة متخاصمةً، كلُّ فرقةٍ تمتازُ بأوصافٍ معيَّنَةٍ تُميِّزُها عن الطوائفِ الأخرى، وهذه الأوصافُ قد تكونُ عقائدَ مختلفة متناقضة، أو تكونُ أعراقاً متنازعةً، أو قوميات شتى، كلُّ حزبٍ بما لدَيْهِمْ فَرِحونَ.
ولكنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تحدَّثَ عن جماعةٍ معيَّنةٍ، وطائفةٍ مخصوصةٍ، سيكونُ لها وصفٌ ظاهرٌ، وهو امتلاكُ الحقِّ، وأنَّ الدينَ الحق سيكونُ معها – كما سنذكرُ فيما بعدُ إن شاءَ اللهُ تعالى – هذه الجماعةُ أو العصابةُ أو الطائفةُ أو الفرقة ستكونُ هي الطائفة المنصورةَ – بإذنِ اللهِ تعالى-
وهذا يُرشِدُنا إلى أمرٍ مهمٍّ خطيرٍ، وهو ما يدَّعيهِ البعضُ أنَّ الحقَّ قد تمتلكُهُ الجماعاتُ كلُّها، وأنَّه لا يجوزُ لطائفةٍ أو جماعةٍ أو فَرْدٍ أن يدَّعيَ أنَّ الحقَّ معه، ويستهزئون ويُعَرِّضون بأولئكَ الذين يقولون: إنَّ الحقَّ مَعَنا، ويُبيِّنون ذلك بالأدلةِ من الكتابِ والسنةِ، فيقولُ بعضُهُم: كيفَ لك أن تدَّعيَ أنَّ الحقَّ معك، وهذه الشبهةُ سببُها جَعلُ #أئمة_الضلال الدينَ بلا مُسَلَّماتٍ، ولا شيءٍ معلومٍ من الدينِ بالضرورةِ، وصوَّروا للأمةِ والعوام بل ولطلابِ العلمِ أنَّ الدينَ ما عاد فيه شيءٌ من المُسَلَّماتِ البَدَهية، بل كلُّ أحكامِ الدينِ خاضعةٌ عندَ هؤلاءِ الضُّلالِ للأخذ والرد، والقيل والقال، والجدالِ والمِراء، ولو ورد في النصوصِ المتواترةِ التي سَلَّمتْ لها الأمةُ قاطبةً، وهذه طريقةُ العقلانيين وأهل الكلام والفلاسفةِ والمتأسلمين من العلمانيين.
إذن هي طائفةٌ من الأمة، ولها أن تدَّعيَ أنَّ الحقَّ معها دونَ غيرِها، وهذه الطائفةُ موجودةٌ مستمرةٌ إلى قيامِ السَّاعةِ، وهذه الطائفةُ لها أوصافٌ تُميِّزُها عن غيرِها من الطوائف والجماعاتِ الأخرى التي تنتسبُ إلى الأمةِ.
أخوكمُ المُحِبُّ
أبُو مُحمَّدٍ
#بشر_خنفر
عمَّان البلقاء
الاثنين
27/10/1437
1/8/2016​
 
عودة
أعلى